كأس الحمام المر دائر
كَأْسُ الحمام المرّ دائرْ
كَأْسُ الحمام المرّ دائرْ
لم يَأْلُ في شقّ المرائرْ
آلى بصدق ألِيَّةٍ
يسقي الأوائل والأواخر
لو كان يسلَم فاضلٌ
لأقام في النّاجين ظاهر
ذاك الإِمامُ المرتضى
حاوي المآثر والمفاخر
مِنْ خَفْقِ نُورِ أسرَّة
طلعت به حَسَنَ السّرائر
وشمائلٌ نبويّةٌ
ريح الصّلاة بهنّ عاطر
جَرَحَ القلوبَ مُصَابُه
ما كان يجرح بالمنابر
يا جامع الزّيتونة ال
بَيْتَ العتيقَ أَأَنت صابر
وسراجُك الوهّاجُ قد
نقلوه عنك إلى المقابر
مَنْ كان فيك يقُومُ مِنْ
تعليمه نشر العنابر
من كان فيك علومه
تجلو بِصَيْقَلِهَا البصائر
إن قال قال اللّه فال
كشّاف للأسرار حاضر
أو قال قال المصطفى
فاسْمَعْ إلى تلك الجواهر
أو قال مذهب مالك
بُهِتَ المُسَلِّمُ والمُنَاظِر
لهفَ المدارس والمسا
جد والمنابر والمحابر
عطّلتها فبمن تُرَى
يا نَجْلَ مَسْعُودٍ عوامر
لَهَفُ الأنام مُضَاعَفٌ
ولديّ حَظٌّ منه وافر
لكن يُهَوِّنُ بَعْضَهُ
رضوانُ أنت إليه صائر
خلّفت حَمْداً ناصعاً
ووجدت ما تهوى الضّمائر
يا زائرا يَهْنِيكَ ما
قد نِلْتَ ممّن أنت زائر
ابْشِرْ وَسَلْ ما تبتغي
فاللّه جلّ عليه قادر
واعجب لقول مُؤَرِّخ
تبكي السّماء لفَقْدِ طاهر