كتاب الصبر وثوابه

كتاب
الصبر وثوابه


بسم الله الرحمن الرحيم

وصلى الله على سيدنا محمد

1 - أخبرنا ابو الحسين علي بن محمد بن بشران المعدل قراءة عليه وأسمع في شعبان سنة ثلاث عشرة وأربع مئة قال : أخبرنا أبو علي الحسين بن صفوان بن اسحاق البردعي قراءة عليه في ذي الفعدة في سنة تسع وثلاثين وثلاث مئة قال : حدثنا أبوبكر عبدالله بن محمد بن أبي الدنيا قال : حدثنا خالد بن خداش بن عجلان المهلبي و اسماعيل بن ابراهيم بن بسام قالا : حدثنا صالح المري عن ثابت البناني

Y عن أنس بن مالك قال : ( عدت شابا من الانصار فما كان بأسرع من ان مات فاغمضناه ومددنا عليه الثوب

فقال بعضنا لأمه : احتسبيه

قالت : وقد مات !

قلنا : نعم

قالت : احق ماتقولون ؟ ؟

قلنا : نعم

فمدت يديها إلى السماء وقالت : اللهم إني امنت بك وهاجرت إلى رسولك فإذا انزلت بي شدة شديدة دعوتك ففرجتها فأسالك اللهم أن لاتحمل علي هذه المصيبة اليوم

قال : فكشف الثوب عن وجهه فمابرحنا حتى أكلنا واكل معنا )

2 - حدثنا عبدالله قال : فحدثني محمد بن محمد بن ابي الاسود التميمي عن ابي النضر هاشم بن القاسم عن صالح المري قال : حدثت بهذا حفص بن النضر السلمي فعجبت منه ثم لقيني الجمعة الثانية فقال : اني عجبت من حديثك فلقيت ربيعة بن كلثوم فحدثني Y أن رجلا حدثه :

أنه كانت له جارة عجوز كبيرة صماء عمياء مقعدة ليس لها أحد من الناس إلا ابن لها هو الساعي عليها فمات فأتيناها فناديناها : احتسبي مصيبتك على الله [ تبارك وتعالى ]

فقالت : وما ذاك ؟ ! أمات ابني ؟ ! مولاي ارحم بي ولا يأخذ مني ابني مانا صماء عمياء مقعدة ليس لي أحد مولاي ارحم بي من ذاك

قال : قلت : ذهب عقلها فانطلقت إلى السوق فأشتريت كفنه وجئت وهو قاعد

3 - حدثنا عبد الله قال حدثنا ابو مسلم عبد الرحمن بن يونس قال : حدثنا عبدالله بن ادريس عن اسماعيل بن ابي خالد قال : جاءنا يزيد بن بشير الى حلقة القاسم بن عبد عبد الرحمن بكتاب

Y ابيه النعمان بن بشير : ( بسم الله الرحمن الرحيم من النعمان بن بشير الى أم عبدالله ابنة أبي هاشم سلام عليك فإني أحمد إليك الله الذي لااله الا هو فإنك كتبت إلي لأكتب إليك بشأن زيد بن خارجة فإنه كان من شأنه انه أخذه وجع في حلقه وهويومئذ من اصح أهل المدينة فتوفي بين صلاة الاولى وصلاة العصر فاضجعناه لظهره وغشيناه ببردين وكساء فاتاني ات في مقامي وانا اسبح بعد المغرب فقال : ان زيدا قد تكلم بعد وفاته فانصرفت اليه مسرعا وقد حضره قوم من الانصار وهو يقول : او يقال على لسانه الاوسط اجلد القوم الذي كان لايبالي في الله لومة لائم كان لايامر الناس ان ياكل قويهم ضعيفهم عبدالله امير المؤمنين صدق صدق صدق كلن ذلك في الكتاب الاول

ثم قال : عثمان امير المؤمنين وهو يعافي الناس من ذنوب كثيرة خلت ليلتان وبقي اربع ثم اختلف الناس واكل بعضهم بعضا فلا نظام وابيحت الاحماء ثم ارعوى المؤمنون فقالوا : كتاب الله وقدره ايها الناس ! ! لقبلوا على اميركم واسمعوا واطيعوا فمن تولى فلا يعهدن دما كان امر الله قدرا مقدورا الله اكبر هذه الجنة وهذه النار ويقول النبيون والصديقون : سلام عليكم يا عبدالله بن رواحة هل احسست لي خارجة لابيه وسعدا اللذين قتلا يوم احد ؟ ! { كلا انها لظى نزاعة للشوى تدعوا من ادبر وتولى وجمع فاوعى } ثم خفت صوته فسالت الرهط عما سبقني من كلامه فقالوا : سمعناه يقول : انصتوا انصتوا

فنظر بعضنا الى بعض فاذا الصوت من تحت الثياب فكشفنا عن وجهه فقال : هذا احمد رسول الله  ! ! سلام عليك يا رسول الله ورحمته الله وبركاته

ثم قال : ابو بكر الصديق الامين خليفة رسول الله كان ضعيفا في جسمه قويا في امر الله صدق صدق كان ذلك فب الكتاب الاول

4 - حدثنا عبدالله قال : حدثنا علي بن الجعد أخبرني عكرمة بن ابراهيم عن عبدالملك بن عمير قال : قرأت كتابا كان عند حبيب بن سالم كتبه النعمان بن بشير

Y إلى أم خالد :

أما بعد : فإنك كنت تسأليني عن حديث زيد بن خارجة الذي تكلم بعد وفاته فذكر نحوه

5 - حدثنا عبدالله قال : حدثنا زياد بن أيوب قال : حدثنا شبابة قال : حدثنا أبو بكر بن عياش عن مبشر مولى آل سعيد بن العاص عن الزهري Y عن سعيد بن المسيب قال : حضرت الوفاة رجلا من الأنصار فمات فسجوه ثم تكلم فقال : أبوبكر القوي في أمر الله الضعيف فيما ترى العين و عمر الأمين و عثمان على منهاجهم انقطع العدل أكل الشديد الضعيف

6 - حدثنا عبدالله قال : حدثنا محمد بن حماد الرازي قال : سمعت هشام بن عبيد الله عن روحبن عطاء الانصاري قال حدثني أبي Y عن أنس بن مالك قال : لما مات زيد بن خارجة تنافست الأنصار في غسله حتى كاد يكون بينهم شر ثم أستقام رأيهم على أن يغسله الغسلة الغسلتين الاوليتين ثم يدخل من كل فخد سيدها فيصب عليه الماء صبة في الغسلة الثالثة وأدخلت أنا فيمن دخل فلما ذهبنا نصب عليه تكلم فقال :

( مضت اثنتان وغبر اربع فاكل غنيهم فقيرهم فانفضوا فلانظام لهم ابوبكر لين رحيم بالمؤمنين شديد على الكفار لا يخاف في الله لومة لائم و عمر لين رحيم شديد على الكفار لايخاف في الله لومة لائم و عثمان لين رحيم بالمؤمنين وانتم على منهاج عثمان فاسمعوا واطيعوا ) ثم خفت فاذا اللسان يتحرك واذا الجسد ميت

7 - حدثنا عبدالله قال : حدثنا احمد بن محمد بن ابي بكر قال : حدثنا ابو همام الصلت بن محمد قال : حدثنا مسلمة بن علقمة عن داود ابن ابي هند عن يزيد بن زريع عن حبيب بن سالم Y عن النعمان بن بشير قال :

كان زيد بن خارجة من سروات الانصار وكان ابوه خارجة بن سعد حين هاجر ابوبكر نزل عليه في داره وتزوج ابنته ابنة خارجة وكان لها زوج يقال له : سعد فقتل ابوه واخوه سعد بن خارجة يوم احد فمكث بعدهم حياة النبي وخلافة ابي بكر و عمر وسنين من خلافة عثمان فبينما هو يمشي في طريق من طرق المدينة بين الظهر والعصر اذ خر فتوفي فأعلمت به الأنصار فأتوه فأحملوه الى بيته فسجوه بكساء وبردين وفي البيت نساء من نساء الأنصار يبكين عليه ورجال من رجالهم فمكث على حاله حتى إذا كان بين المغرب و العشاء الآخرة سمعوا صوتا قائلا : ( انصتوا ) فنظروا فإذا الصوت من تحت الثياب فحسروا عن وجهه وصدره فإذا القائل يقول على لسانه : ( محمد رسول الله النبي الامي خاتم النبيين لانبي بعده كان ذلك في الكتاب الاول ) ثم قال القائل على لسانه : ( صدق صدق صدق ) ثم قال القائل على لسانه : أبو بكر خليفة رسول الله الصديق الأمين الذي كان ضعيفا في جسده قويا في أمر الله كان ذلك في الكتاب الاول ) ثم قال القائل على لسانه : ( صدق صدق صدق )

ثم قال : ( الاوسط أجلد القوم الذي كان لا يخاف في الله لومة لائم الذي كان يمنع الناس أن يأكل قويهم ضعيفهم عبدالله عمر أمير المؤمنين كان ذلك في الكتاب الاول ) ثم قال القائل على لسانه : ( صدق صدق صدق )

ثم قال : ( عثمان أمير المؤمنين و هو رحيم بالمؤمنين وهو يعافي الناس في ذنوب كثيرة خلت ليلتان جعلت السنتين ليلتين وبقيت أربع يعني : أربع سنين ولا نظام لهم وأبيحت الأحماء ودنت الساعة وأكل الناس بعضهم بعضا ثم ارعوى المؤمنون )

وفقالوا : ( يا أيها الناس ! ! كتاب الله وقدره فاقبلوا على أميركم واسمعوا له واطيعوا فإنه على منهاجهم فمن تولى بعد ذلك فلا يعهدن دما كان أمر الله قدرا مقدورا مرتين )

ثم قال : ( هذه النار وهذه الجنة وهؤلاء النبيون و الشهداء السلام عليكم يا عبد الله بن رواحة أحسست لي خارجة وسعدا لأبيه وأخيه اللذين قتلا يوم الأحد )

ثم قال : { كلا إنها لظى * نزاعة للشوى * تدعو من أدبر وتولى * وجمع فأوعى } ثم قال : ( هذا رسول الله السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله وبركاته )

قال النعمان : فقيل لي : أن زيد بن خارجة قد تكلم بعد موته فجئت اتخطى رقاب الناس فقعدت عند رأسه فأدركت من كلامه وهو يقول : ( الاوسط أجلد القوم ) حتى انقضى الحديث وسألت القوم ما كان قبلي فأخبروني

8 - حدثنا عبدالله قال : حدثنا خلف بن هشام البراز حدثنا خالد الطحان عن حصين Y عن عبدالله بن عبيد الانصاري

أن رجلا من قتلى مسيلمة الكذاب تكلم فقال : ( محمد رسول الله أبو بكر الصديق عثمان اللين الرحيم )

9 - حدثنا عبدالله قال : حدثني أبي قال : حدثنا سفيان بن عيينة عن عبدالملك بن عمير عن ربعي بن حراش

ثم قال : و حدثنا محمد بن بكار قال : حدثنا حفص بن عمر عن عبدالملك بن عمير عن ربعي بن حراش Y وهذا لفظ لبن بكار قال :

كنا أخوة ثلاثة وكان أعبدنا وأصومنا وأفضلنا الأوسط منا فغبت غيبة الى السواد ثم قدمت على أهلي فقالوا : أدرك أخاك فانه في الموت ! ! قال : فخرجت أسعى إليه فأنتهيت إليه وقد قضى وسجي بثوب فقعدت عند راسه ابكيه

قال : فرفع يده فكشف الثوب عن وجهه وقال : السلام عليكم ! ! قلت : أي أخي أحياة بعد الموت ؟ !

قال : نعم ! ! إني لقيت ربي تعالى فلقيني بروح وريحان ورب غير غضبان وأنه كساني ثيابا خضر من سندس واستبرق وإني وجدت الأمر أيسر مما تحسبون ثلاثا فأعملوا ولاتفتروا ثلاثا إني لقيت رسول الله فأقسم أن لا يبرح حتى أتيه فعجلوا جهازي

ثم طفا فكان أسرع من حصاة لوالقيت في ماء

قال : فقلت : عجلوا جهاز أخي

10 - حدثنا عبدالله قال : حدثني يعقوب بن عبيد قال : أخبرنا يزيد بن هارون ؟ قال أخبرنا المسعودي عن عبدالملك بن عمير Y عن ربعي بن خراش قال :

مات أخ لي كان اصومنا في اليوم الحار وأقومنا في الليلة الباردة فذكر القصة وزاد فيها

قال : فبلغ ذلك عائشة رضي الله عنها فصدقته وقالت : قد كنا نسمع أن رجلا من هذه الأمة سيتكلم بعد موته

11 - حدثنا عبدالله قال : حدثني سريج بن يونس وقال : حدثنا خالد بن نافع قال Y حدثنا علي بن عبيد الله الغطفاني و حفص بن يزيد قالا :

بلغنا أن ابن خراش كان حلف أن لا يضحك أبدا حتى يعلم اهو في الجنة أو في النار فمكث كذلك لا يراه أحد يضحك حتى مات فذكر نحو حديث عبدالملك بن عمير غير أنه قال : فبلغ ذلك عائشة رضي الله عنها فقالت : صدق أخو بني عبس - رحمه الله - سمعت رسول الله يقول :

( يتكلم رجل من أمتي بعد الموت من خيار التابعين )

12 - حدثنا عبدالله قال : حدثني محمد بن الحسين قال : حدثنا محمد بن جعفر بن عون قال : أخبرني بكر بن محمد العابد Y عن الحارث الغنوي قال :

الى ربيع بن خراش أن لاتفتر أسنانه ضاحكا حتى يعلم أين مصيره قال : فما ضحك إلا بعد موته قال : وإلى أخوه ربعي بعده أن لايضحك حتى يعلم في الجنة هو أم في النار

قال : الحارث الغنوي : فلقد أخبرني غاسله أنه لم يزل مبتسما على سريره ونحن نغسله حتى فرغنا منه

13 - حدثنا عبدالله قال : حدثنا ابو زيد النميري قال : حدثنا ابو عاصم قال Y اخبرني ابي قال :

اغمي على خالي فسجيناه بثوب وقمنا نغسله فكشف الثوب عن وجهه وقال : اللهم لاتمتني حتى ترزقني غزوا في سبيلك

قال : فعاش بعد ذلك حتى قتل مع البطال

14 - حدثنا عبدالله قال : حدثنا محمد بن عثمان العجلي وقال حدثنا ابو اسامة قال : حدثني عقبة بن عمار العبسي : قال : حدثني المغيرة بن حذف Y عن رؤبة ابنة بيجان

إنها مرضت مرضا شديدا حتى ماتت في أنفسهم فغسلوها وكفنوها ثم إنها حركت فنظرت إليهم فقالت : ( ابشروا فاني وجدت الأمر ايسر مما كنتم تخوفوني ووجدت لا يدخل الجنة قاطع رحم ولا مدمن خمر ولا مشرك )

15 - حدثنا عبدالله قال : حدثني محمد بن علي بن الحن بن شقيق قال : حدثنا ابراهيم بن الأشعث عن سفيان بن عيينة قال : سمعت صالح بن حي يقول Y اخبرني جار لي :

أن رجلا عرج بروحه فعرض عليه عمله قال : فلم ارني استغفرت من ذنب إلا غفر لي ولم أر ذنبا لم استغفر منه إلا وجدته كما هو

قال : حتى حبة رمان كنت التقتها يوما فكتبت لي بها حسنة وقمت ليلة أصلي فرفعت صوتي فسمع جار لي فقام فصلى فكتبت لي بها حسنة واعطيت يوما مسكينا درهما عند قوم لم أعطه الأمن أجلهم فوجدته لالي ولا علي

16 - حدثنا عبدالله قال : حدثنا يحيى بن يوسف الزمي قال : حدثنا شعيب بن صفوان Y عن عبدالملك بن عمير قال :

كان بالكوفة رجل يعطي الأكفان فمات رجل فقيل له فأخذ كفنا وانطلق حتى دخل على الميت وهو مسجى فتنفس وألقى الثوب عن وجهه وقال : ( غروني أهلكوني النار [ أهلكوني ] النار

فقلنا له : قل لا اله الا الله

قال : لااستطيع أن أقولها ؟ !

وقيل : ولم ؟

قال : بشتمي أبا بكر و عمر

17 - حدثنا عبدالله قال : وحدثني الوليد بن شجاع بن الوليد السكوني قال : حدثنا أبي Y قال : سمعت خلف بن حوشب يقول :

مات رجل بالمدائن فلما غطوا عليه ثوبه قام بعض القوم وبقي بعضهم فحرك الثوب أو فتحرك الثوب فقال به فكشفه عنه فقال : ( قوم مخضبة لحاهم في هذا المسجد - يعني : مسجد المدائن - يلعنون أبا بكر و عمر رضي الله عنهما ويتبرؤون منهما الذين جاؤوني يقبضون روحي يلعنونهم ويتبرؤون منهم )

فقلنا : يا فلان لعلك بليت من ذلك بشيء ؟ !

فقال : استغفر الله استغفر الله

ثم كان كأنما كانت حصاة فرمي بها

18 - حدثنا عبدالله قال : حدثنا ابي رحمه الله و الحسين بن الحسن قالا : حدثنا وضاح بن حسان الانباري قال : حدثنا عبد الرحمن المحاربي Y قال : حدثني ابو الخضيب قال :

كنت بجازر وكنت لا أسمع بميت مات الا كفنته

قال : فاتاني رجل فقال : ان ها هنا ميتا قد مات وليس عليه كفن

قال : فقلت لصاحب لي : انطلق بنا فانطلقنا فاتيناهم فاذا هم جلوس وبينهم ميت مسجى وعلى بطنه لبنة أو طنة فقلت : ألا تأخذون في غسله ؟ !

فقالوا : ليس له كفن !

فقلت لصاحبي : انطلق فجئنا بكفن فانطلق وجلست مع القوم فبينا نحن جلوس إذ وثب فالقى اللبنة أو الطينة عن بطنه وجلس وهو يقول : ( النار النار )

فقلت : قل لا إله إلا الله

فقال : ( إنها ليست بنافعتي لعن الله مشيخة بالكوفة غروني حتى سببت أبا بكر و عمر رضي الله عنهما ثم خر ميتا

فقلت : والله لأكفنته فقمت ولم أكفنه

قال : فأرسل إلي ابن هبيرة الأكبر فسألني أن أحدثه بهذا الحديث فحدثته

19 - حدثنا عبدالله قال : حدثنا اسماعيل ابن أسد حدثنا خلف بن تميم Y حدثنا بشير أبو الخصيب قال :

كنت رجلا موسرا تاجر وكنت أسكن مدائن كسرى وذلك في زمان طاعون ابن هبيرة فأتاني أجير لي يدعى أشرف فقال : أن ها هنا في بعض خانات المدائن ميتا ليس يوجد له كفن

قال : فمضيت على دابتي حتى دخلت ذلك الخان فدفعت إلى رجل ميت على بطنه لبنة وحوله نفر من أصحابه فذكروا من عبادته وفضله

قال : فبعثت الى كفن يشترى له وبعثت الى حافر يحفر قبرا

قال : هيانا له لبنا وجلسنا نسخن الماء لنغسله فبينا نحن كذلك اذ وثب الميت وثبة ندرت اللبنة عن بطنه وهو ينادي بالويل والثبور فلما رأى ذلك اصحابه تصدع عنه بعضهم

قال : فدنوت منه فأخذت بعضده فهززته فقلت : مارايت ؟ ! وما حالك ؟

فقال : صحبت مشيخة من أهل الكوفة فأدخلوني في دينهم أو قال : في رأيهم أو اهوائهم على سب أبي بكر و عمر رضي الله عنهما و البراءة منهما

قال : قلت فأستغفر الله ولا تعد

فقال : وما ينفعني وقد انطلق بي إلى مدخلي من النار فأريته ثم قيل لي : إنك سترجع إلى أصحابك فتحدثهم بما رأيت ثم تعود إلى حالتك الاولى

فما ادري انقضت كلمته او عاد ميتا على حاله الأولى فأنتظرت حتى أوتيت بالكفن فأتخذته ثم قلت : لاكفنته ولا غسلته ولا صليت عليه ثم انصرفت فأخبرت إن النفر الذين كانوا معه هم الذين ولوا غسلة ودفنه والصلاة عليه وقالوا لقوم سمعوا مثل الذي سمعت وتجنبوا مثل الذي تجنبت : ما الذي استنكرتم من صاحبنا ؟ إنما كانت خطفة من الشيطان متكلم على لسانه

قال خلف : قلت : يا أبا الخطيب ! ! هذا الحديث الذي حدثني بمشهد منك ؟ !

قال : نعم ! ! بصرعيني وسمع أذني

قال : خلف : فسألت عنه فذكروا عنه خيرا

فقال : وما ينفعني وقد انطلق بي إلى مدخلي من النار فأريته ثم قيل لي : إنك سترجع إلى أصحابك فتحدثهم بما رأيت ثم تعود إلى حالتك الاولى

فما أدري انقضت كلمته أو عاد ميتا على حاله الأولى فأنتظرت حتى أوتيت بالكفن فأخذته

20 - حدثنا عبدالله قال : و حدثني علي بن محمد Y عن خلف بن تميم قال : رأيت سفيان الثوري يسأل هذا الشيخ عن هذا الحديث

21 - حدثنا عبدالله قال : حدثنا ابراهيم بن عبدالله الهروي قال : حدثنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة قال : حدثنا مجالد Y عن عامر قال :

انتهيت إلى أفنية جهينة فإذا شيخ جالس في بعض أفنيتهم فجلست إليه فحدثني قال : ان رجلا منا في الجاهلية اشتكى فاغمى عليه فسجيناه وظننا أ نه قد مات وامرنا بحفرته ان تحفر فبينا نحن عنده إذ جلس فقال :

اني اتيت حيث رأيت من أغمي علي

فقيل لي : أمك هبل

( ألا ترى إلى حفرتك تنتثل

وقد كادت أمك تثكل

أرايت أن حولناها عنك بمحول

ثم قذفنا فيها القصل

الذي مشى وأجزل

اتشكر لربك وتصل

وتدع سبيل من أشرك وأضل )

فقلت : نعم فأطلقت فانظروا ما فعل القصل ؟ !

قالوا : مر انفا فذهبوا لينظرون فوجدوه قد مات فدفن في الحفرة وعاش الرجل حتى أدرك الإسلام

22 - حدثنا عبدالله حدثنا سعيد بن يحيى القرشي قال : حدثنا عمي عبدالله بن سعيد حدثنا زياد بن عبدالله قال : حدثنا مجالد عن الشعبي Y قال : حدثني شيخ من جهينة فذكر القصة

قال : فرأيت الجهني بعد ذلك يصلي ويسب الأوثان ويقع فيها

23 - حدثنا عبدالله قال : حدثنا محمد بن الحسين قال : عن عبيد الله بن عمرو الرقي عن اسماعيل بن ابي خالد Y عن الشعبي قال : مرض رجل من جهينة في بدء الاسلام حتى ظن اهله انه قد مات فحفرت حفرته فذكر القصة وزاد في الشعر :

( ثم قذفنا فيها القصل ... ثم ملأناها عليه بالجندل

أنه ظن ان لن يفعل )

قال : وزادني الحسن بن عبد العزيز في هذا الشعر بيتا آخر :

( أتؤمن بالنبي المرسل )

24 - أخبرنا الحسين حدثنا عبدالله Y حدثنا محمد بن الحسين بخبرهم ونبت على قبورهم ريحان حسن

25 - حدثنا عبدالله قال : حدثني محمد بن الحسين قال : حدثني عبيد بن اسحاق قال : حدثنا عاصم بن محمد العمري عن زيد بن اسلم Y عن ابيه قال :

( بينا عمر بن الخطاب يعرض الناس اذ مر به رجل معه ابن له على عاتقه فقال عمر : مارأيت غراب بغراب أشبه من هذا بهذا

فقال الرجل : أما والله يا أمير المؤمنين لقد ولدته أمه وهي ميتة ! !

قال : ويحك وكيف ذاك ؟ !

قال : خرجت في بعث كذا وكذا وتركتها حاملا وقلت : أستودع الله ما في بطنك فلما قدمت من سفري أخبرت أنها قد ماتت رضي الله عنه فبينا أنا ذات ليلة قاعد في البقيع مع بني عم لي إذ نظرت فإذا ضوء شبيه بالسراج في المقابر فقلت لبني عمي : ماهذا ؟

قالوا : لا ندري ألا إنا نرى هذا الضوء كل ليلة عند قبر فلانة فأخذت معي فاسا ثم انطلقت نحو القبر فإذا القبر مفتوح وإذا هو في حجر أمه فدنوت فناداني مناد : أيها المستودع ربه خذ وديعتك أنك لو استودعته أمه لوجدتها فأخذت الصبي وانضم القبر )

قال أبو جعفر : فسألت عثمان بن زفر عن هذا الحديث فقال : قد سمعته من عاصم

26 - حدثنا عبدالله قال : حدثنا اسحاق بن اسماعيل قال : حدثنا سفيان بن عيينة عن داود بن شابور عن ابي قزعة رجل من اهل البصرة Y عنه أو عن غيره قال :

( مررنا في بعض المياه التي بيننا وبين البصرة فسمعنا نهيق حمار فقلنا لهم : ماهذا النهيق ؟ !

قالوا : هذا رجل كان عندنا كانت أمه تكلمه بشيء فيقول لها : انهقي نهيقك [ قال غير اسحاق ] فكانت أمه تقول : جعلك الله حمار فلما مات سمع هذا النهيق عند قبره كل ليلة

27 - حدثنا عبدالله حدثني محمد بن جعفر قال : حدثنا منصور بن عمار قال : حدثنا أبو الصلت شهاب بن خراش عن عمه العوام بن حوشب Y عن مجاهد قال :

( أردت حاجة فبينا انا في الطريق اذ فجاني حمار قد اخرج عنقه من الارض فنهق في وجهي ثلاثا ثم دخل فاتيت القوم الذين اريدهم

قالوا : مالنا نرى لونك قد حال ؟ !

فاخبرهم الخبر فقالوا : ماتعلم من ذاك ؟ !

قلت : لا !

قالوا : ذاك غلام من الحي وتلك أمه في ذلك الخباء وكانت إذا أمرته بشيء شتمها وقال : ما أنت إلا حمار ثم نهق في وجهها وقال : ها ها ها فمات يوم مات فدفناه في تلك الحفيرة فما من يوم إلا وهو يخرج رأسه في الوقت الذي دفناه فيه فينهق إلى ناحية الخباء ثلاث مرات ثم يدخل )

28 - حدثنا عبدالله قال : حدثنا ابو بكر محمدبن المغيرة الشهرزوري قال : حدثنا ابو توبة قال : حدثنا شهاب بن خراش عن عمه العوام بن حوشب Y عن عبدالله بن ابي الهذيل قال :

( كان رجل إذا كلمته أمه نهق في وجهها ثلاثا ثم قال لها : إنما أنت حمار فمات فكان يخرج من قبره كل يوم بعد صلاة العصر يخرج من قبره راس حمار إلى صدره فينهق ثلاثا ثم يعود إلى قبره )

29 - وحدثنا عبد الله قال : حدثنا اسحاق بن اسماعيل و احمد بن بجير وغيرهما قالوا : حدثنا محمد بن عبيد عن اسماعيل بن أبي خالد Y عن الشعبي :

( إن قوما اقبلوا من اليمن متطوعين في سبيل الله فنفق حمار رجل منهم فأرادوه على أن ينطلق معهم فأبى فقام فتوضأ وصلى ثم قال : اللهم إني جئت من الدفينة مجاهدا في سبيلك وابتغاء مرضاتك وإني أشهد انك تحيي الموتى وتبعث من في القبور فلا تجعل لأحد علي منة

وإني أطلب إليك أن تبعث [ لي ] حماري ثم قام إلى الحمار فضربه فقام الحمار ينفض أذنيه فأسرجه والجمه ثم ركبه وأجراه فلحق بأصحابه

فقالوا : ماشأنك ؟ !

قال : شأني إن الله بعث لي حماري

قال الشعبي : فانا رأيت ذلك الحمار بيع أو يباع بالكناسة )

30 - حدثنا عبد الله حدثنا الحسن بن عرفة حدثنا عبدالله بن ادريس عن اسماعيل بن أبي خالد Y عن ابي سبرة النخعي نحوه

31 - حدثنا عبد الله قال : أخبرني العباس بن هشام عن أبيه عن جده Y عن مسلم بن عبد الله بن شريك النخعي :

( أن صاحب الحمار رجل من النخع يقال له : نباتة بن يزيد خرج في زمن عمر رضي الله عنه غازيا حتى إذا كان بشن عميرة نفق حماره فذكر القصة غير أنه قال : فباعه بعد بالكناسة فقيل له : تبيع حمارا أحياه الله لك ؟ !

قال : فكيف أصنع ؟ !

فقال رجل من رهطه ثلاث أبيات فحفظت هذا البيت :

( ومنا الذي أحيا الإله حماره ... وقد مات منه كل عضو ومفصل )

32 - حدثنا عبدالله قال : حدثني أبو سليمان داوود بن سليمان [ الجرجاني ] مولى قريش قال : حدثنا حماد بن عمرو عن يزيد بن سعيد القرشي

Y عن أبي عبد الله الشامي قال :

غزونا الروم فعسكرنا فخرج من ناس يطلبون أثر العدو وأنفرد منهم رجلان قالا : فبينا نحن كذلك إذ لقينا شيخ من الروم يسوق حمارا له عليه اكاف وبرذعة وخرج فلما نظر إلينا اخترط سيفه ثم هزه فضرب حماره فقد الخرج والاكاف والبرذعة والحمار حتى وصل إلى الأرض ثم نظر الينا فقال : قد رأيتما ما صنعت ! !

قلنا : نعم

قال : فأبرزوا

قال : فحملنا عليه فأقتتلنا ساعة فقتل منا رجل ثم قال للباقي منهما : [ ها ] قد رأيت مالقي صاحبك ! !

قال : نعم ! فرجع يريد أصحابه

قال : فبينا أنا راجع إذ قلت لنفسي : ثكلتني أمي سبقني صاحبي إلى الجنة وارجع أنا هاربا إلى أصحابي

قال : فرجعت إليه فنزلت عن فرسي وأخذت ترسي وسيفي فمشيت اليه فضربته فاخطاته وضربني فأخطاني فألقيت سلاحي وأعتنقته فحملني وضرب بي الأرض وجلس على صدري فجعل يتناول شيئا معه ليقتلني فجاء صاحبي المقتول فأخذ بشعر قفاه فألقاه عني وأعانني على قتله فقتلناه جميعا ثم أخذنا سلبه وجعل صاحبي يمشي ويحدثني حتى انتهى الى شجرة فأضطجع مقتولا كما كان فجئت إلى أصحابي فأخبرتهم فجاءوا كلهم حتى نظروا إليه في ذلك الموضع

33 - حدثنا عبدالله قال : حدثنا عبد الرحمن بن صالح العتكي قال : حدثنا خالد بن حيان أبو يزيد الرقي عن كلثوم بن جوشن القشيري عن يحيى المدني عن سالم بن عبدالله Y عن أبيه قال :

خرجت مرة لسفر قال أبو بكر : هو أبو يحيى المدني هكذا قال كلثوم بن جوشن القشيري - فمررت بقبر من قبور الجاهلية فإذا رجل قد خرج من القبر يتأرجح نارا في عنقه سلسلة من نار ومعي اداوة من ماء فلما رأني قال : يا عبدالله ! ! اسقني

قال : فقلت عرفني ودعاني بإسمي أو كلمة تقولها العرب يا عبدالله إذ خرج على أثره رجل من القبر

فقال : يا عبدالله ! ! لا تسقه فإنه كافر ثم أخذ السلسة فأجتذبه وأدخله القبر

قال : ثم أضافني الليل إلى بيت عجوز إلى جانبها بيتها قبر فسمعت من القبر صوتا يقول : بول وما بول شن وما شن

فقلت للعجوز : ما ها ؟

قالت : هذا كان زوجا لي وكان إذا بال لم يتق البول وكنت أقول له : ويحك ! ! إن الجمل إذا بال تفاج فكان يأبى فهو ينادي منذ يوم مات بول وما بول

قلت : فما الشن ؟ !

قالت : جاءه رجل عطشان فقال : اسقني فقال : دونك الشن فإذا ليس فيه شئ فخر الرجل ميتا فهو ينادي منذ يوم مات شن وما شن

فلما قدمت على رسول الله أخبرته فنهى أن يسافر الرجل وحده

34 - حدثنا عبدالله قال : حدثنا الحسن بن عبد العزيز الجروي عن ضمرة عن ابن شوذب عن أبي يحيى عمرو بن دينار مولى لآل الزبير عن سالم بن عبدالله بن عمر Y عن ابيه قال : خرجت حاجا او معتمرا حتى اذا كنت بالرويثة ومضى ثقلي أتيت الماء فسقيت راحلتي وملأت أداوتي وسمع بي أهل الماء فأجتمعوا إلي يسألوني

فقال رجل منهم : دعوا الرجل فقد مضى ثقله

فتركوني فمررت بقبور موجهة إلى القبلة فخرج إلي منها رجل في عنقه سلسلة تشتعل نار والسلسلة في يد شخص فلما رأته الراحلة نفرت

فجعل ينادي : يا عبد الله ! ! صب علي من الماء

فجعل الشخص يقول : يا عبد الله ! ! لا تصب عليه

فلا أدري أعرف اسمي أو كقول الرجل للرجل : يا عبدالله فالتفت فإذا هو أدخله القبر وإذا هو قد أهوى إليه فضربه

35 - حدثنا عبدالله قال : حدثنا أبو حاتم الرازي قال : حدثنا ابن عفير قال : حدثنا يحيى بن ايوب عن سليمان بن بلال Y قال : سمعت عطاء الخراساني قال :

استقضى رجل من بني اسرائيل أربعين سنة فلما حضرته الوفاة قال : إني أرى إني هالك في مرضي هذا فإن هلكت فأحبسوني عندكم أربعة أيام أو خمسة أيام فإن رابكم مني شيء فلينادني رجل منكم فلما قضى جعل في تابوت فلما كان ثلاثة أيام اذاهم ريحه فناداه رجل منهم : يا فلان ! ! ! ماهذه الريح ؟ !

فأذن له فتكلم فقال : قد وليت القضاء فيكم أربعين سنة فما رابني شيء الا رجلين أتياني فكان لي في أحدهما هوى فكنت أسمع منه بأذني التي تليه أكثر مما اسمع بالأخرى فهذه الريح منها وضرب الله على أذنه فمات

36 - حدثنا عبد الله قال : حدثني زكريا بن يحيى حدثنا كثير بن يحيى بن كثير قال : حدثنا شيخ من العم يقال له معمر العمي Y قال : أنا لعند مريض لنا وهذا سنة ست وستين يقال له عباد نرى أنه قد مات فبعضنا يقول : مات وبعضنا يقول : عرج بروحه إذ قال بيده هكذا يامه وفرج بيده : فأين أبي ؟ ! فقدتكما جميعا ثم فتح عينيه

قال : فقلنا : كنا نرى أنك قدمت

قال : فإني رأيت الملائكة تطوف من فوق رؤوس الناس بالبيت فقال ملك منهم : اللهم اغفر لعبادك الشعث الغبر الذين جاءوا من كل فج عميق

قال : فأجابه ملك آخر بأن قد غفر لهم فقال : ملك من الملائكة : يا أهل مكة لولا ما يأتيكم من الناس لاضرمت ما بين الجبلين نارا

ثم قال : أجلسوني

فأجلسوه فقال : يا غلام اذهب فجئهم بفاكهة

فقلنا : لا حاجة لنا بالفاكهة

قال : وقال بعضنا لبعض : لئن كان رأى الملائكة كما يقول لا يعيش

قال : فاخضرت أظافيره مكانه

قال : ثم اضجعناه فمات

37 - حدثنا عبدالله قال : حدثني الحسين بن علي العجلي قال : حدثنا عمرو بن خالد الاسدي Y قال : حدثنا داود بن ابي هند قال :

مرضت مرضا شديدا حتى ظننت إنه الموت وكان باب بيتي قبالة باب حجرتي وكان باب حجرتي قبالة باب دار ي

قال : فنظرت إلى رجل قد أقبل ضخم الهامة ضخم المناكب كأنه من هؤلاء الذين يقال لهم : الزط

قال : فلما رايته شبهته بهؤلاء الذين يعلمون الرب فاسترجعت وقلت : يقبضني وأنا كافر

قال : وسمعت أنه يقبض أنفس الكفار ملك أسود

قال : فبينا أنا كذلك إذ سمعت سقف البيت ينتقض ثم انفرج حتى رأيت السماء

قال : ثم نزل علي رجل عليه ثياب بيض ثم اتبعه آخر فصارا اثنين فصاحا بالاسود فأدبر وجعل ينظر إلي من بعيد

قال : وهما يزجرانه

قال : داود : وقلبي أشد من الحجارة

قال : فجلس واحد عند رأسي وجلس واحد عند رجلي

قال : فقال صاحب الرأس لصاحب الرجلين : المس فلمس بين أصابعي ثم قال له : أره كثير النقل بهما الى الصلوات ثم قال صاحب الرجلين لصاحب الرأس : المس

قال : فلمس لهواتي ثم قال : رطبة بذكر الله قال : ثم قال أحدهما لصاحبه : لم يان له بعد

قال : ثم انفرج السقف فخرجا ثم عاد السقف كما كان

38 - حدثنا عبد الله قال : حدثنا ابو علي المروزي حمزة بن العباس قال : أخبرنا علي بن الحسن و عبدالله بن عثمان قالا : أخبرنا عبدالله بن المبارك عن عبد الرحمن بن رزين البصري قال : حدثني عبد الكريم بن الحارث الحضرمي قال Y حدثني ابو ادريس المديني قال :

قدم علينا رجل من أهل المدينة يقال له : زياد فغزونا قلية من أرض الروم

قال : فحاصرنا مدينة وكنا ثلاثة مترافقين أنا و زياد ورجل آخر من أهل المدينة

قال : فانا لمحاصروها يوما وقد وجهنا أحدنا ليأتينا بطعام إذا اقبلت منجنيقة فوقعت قريبا من زياد فوقعت منه شظية فاصابت ركبة زياد فأغمي عليه فأجتررته وأقبل صاحبي فناديته فجاءني فمررنا به حيث لا يناله النبل ولا المنجنيق فمكثنا طويلا من صدر نهارنا لا يتحرك منه شيء ثم أنه افتر ضاحكا حتى بدت نواجذه ثم خمد ثم بكى حتى سالت دموعه ثمخمد ثم ضحك مرة أخرى ثم بكى مرة أخرى ثم خمد ساعة ثم أفاق فأستوى جالسا

فقال : مالي ها هنا ؟ !

قلنا له : أما علمت ما أمرك ؟ !

قال : لا

قلنا : أما تذكر المنجنيق الذي وقع إلى جنبك ؟ !

قال : بلى

قلنا : فإنه أصابك منه شيء فأغمي عليك فرأيناك صنعت كذا وكذا

قال : نعم أخبركم أنه أفضي بي إلى غرفة من ياقوتة أو زبرجدة وأمضي بي الى فرش موضونة بعضها إلى بعض بين يدي ذلك سماطان من نمارق فلما استويت قاعدا على الفرش سمعت صلصلة حلي عن يميني فخرجت امرأة لا أدري أهي أحسن أم ثيابها أم حليها فأخذت إلى طرف السماط فلما استقبلتني رحبت وسهلت فقالت : مرحبا بالجافي الذي لم يكن يسألنا ولسنا كفلانة امرأته فلما ذكرتها بما ذكرتها ضحكت واقبلتى حتى جلست عن يميني فقلت : من أنت ؟ قالت : انا خود زوجتك فلما مددت يدي قالت : على رسلك إنك ستأتينا عند الظهر فبكيت حين فرغت من كلامها فسمعت صلصلة عن يساري فإذا أنا بامرأة مثلها فوصف نحو ذلك فصنعت كما صنعت صاحبتها فضحكت حين ذكرت المرأة وقعدت عن يساري فمددت يدي فقالت : على رسلك إنك ستأتينا عند الظهر فبكيت

قال : وكان قاعدا معنا يحدثنا فلما أذن المؤذن مال فمات

قال عبد الكريم : كان رجل يحدثنا به عن أبي ادريس المديني ثم قدم فقال لي الرجل : هل لك في أبي ادريس تسمعه منه ؟ ! فأتيته فسمعته منه

39 - حدثنا عبد الله قال : حدثني أبو جعفر احمد بن وليد قال : حدثني أحمد بن أبي داود بطرسوس قال : حدثنا أبو يعقوب الحنيني Y عن عبد الرحمن بن زيد بن اسلم قال :

كان فيما مضى فتية يخرجون الى أرض الروم ويصيبون منهم فقضي عليهم الاسر فأخذوا جميعا فأتى بهم ملكهم فعرض عليهم دينه أن يدخلوا فيه

فقالوا : لا ما كنا نفعل ذلك ونحن لا نشرك بالله شيئا

فقال لأصحابه : شأنكم بهم وقد ملكهم على تل إلى جانب مهر فدعاهم فضرب عنق رجل منهم فوقع في النهر فإذا رأسه قد قام بحيالهم واستقبلهم بوجهه وهو يقول { يا أيتها النفس المطمئنة * ارجعي إلى ربك راضية مرضية * فادخلي في عبادي * وادخلي جنتي } ففزعوا وقاموا

40 - حدثنا عبد الله قال : حدثني محمد بن الحسين حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث Y قال : سمعت عبد الواحد بن زيد قال :

كنا في غزاة لنا فلقينا العدو فلما تفرقنا فقدنا رجلا من أصحابنا فطلبناه فوجدناه في اجمة مقتولا حواليه جوار يضربن على رأسه بالدفوف

قال : فلما رأيننا تفرقن في الغيضة فلم نرهن

41 - حدثنا عبدالله فال : حدثني ابراهيم بن سعيد قال : حدثني حكم بن نافع قال : حدثنا العطاف بن خالد Y قال : حدثتني خالتي قالت :

ركبت يوما الى قبور الشهداء وكانت لا تزال تأتيهم -

قالت : فنزلت عند عند قبر حمزة فصليت ما شاء الله أن أصلي وما في الوادي داع ولا مجيب يتحرك إلا غلام قائم أخذ برأس دابتي فلما فرغت من صلاتي قلت هكذا بيدي السلام عليكم فسمعت رد السلام علي يخرج من تحت الأرض أعرفه كما أعرف أن الله خلقني وكما أعرف الليل من النهار فاقشعرت كل شعرة مني

42 - حدثنا : عبد الله قال : حدثني يحيى بن جعفر قال : أخبرني عمرو بن عثمان ابن أخي علي بن عاصم قال : حدثنا محمد بن يزيد عن اسماعيل بن أبي خالد Y عن يزيد بن طريف قال :

مات أخي فلما الحد وانصرف الناس وضعت رأسي على قبره فسمعت صوتا ضعيفا أعرف أنه صوت أخي وهو يقول : الله فقال الآخر : فما دينك ؟ قال : الإسلام

43 - حدثنا عبدالله قال : حدثني محمد بن الحسين قال : حدثني أبو بدر شجاع بن الوليد السكوني Y قال : أخبرني العلاء بن عبد الكريم قال : مات رجل وكان له أخ ضعيف البصر

قال اخوه : فدفناه فلما أنصرف الناس وضعت رأسي على القبر فإذا أنا بصوت من داخل القبر يقول : من ربك ؟ ! فسمعت صوت اخي وعرفته وعرفت صفته فقال : الله ربي ومحمد نبيي ثم ارتفع شبيه سهم من داخل القبر الى اذني فاقشعر جلدي فانصرفت

44 - حدثني عبد الله قال : حدثني اسحاق بن اسماعيل قال : حدثنا ابو معاوية عن الاعمش اظنه عن المنهال بن عمرو عن سعيد بن جبير Y عن ابن عباس قال :

بعث عيسى ابن مريم يحيى بن زكريا عليهما السلام في اثني عشر من الحواريين يعلمون الناس فكانوا فيما يعلمونهم ان ينهوهم عن نكاح ابنة الاخت ولكن لملكهم ابنة اخت تعجبه وكان يريد ان يتزوجها وكان لها كل يوم حاجة يقضيها فلما بلغ ذلك امها انهم نهوا عن نكاح ابنة الاخت قالت لها : اذا دخلت على الملك فقال : لك حاجة ؟ فقولي له : حاجتي ان تذبح يحيى بن زكريا فلما دخلت عليه فسالها حاجتها قالت : حاجتي ان تذبح يحيى بن زكريا

فقال : سليني سوى هذا ! !

قالت : ما اسالك الا هذا فلما ابت عليه دعا بطست ودعا به فذبحه فبدرت قطرة من دمه على الارض فلم تزل تغلي حتى بعث الله بختنصر عليهم فالقى في نفسه ان يقتل على ذلك الدم منهم حتى يسكن فقتل عليه منهم سبعين الفا

45 - حدثنا عبدالله قال : حدثني محمدبن نصير بن الوليد عن ابي سعيد الشقري عن ابي بكر الهذلي Y عن شهر بن حوشب قال :

لما قتله دفع اليها راسه فجعلته في طست من ذهب واهدته الى امها فجعل الراس يتكلم في الطست انها لاتحل له ولا يحل لها ثلاث مرات فلما رات الراس قالت : اليوم قرت عيني وامنت على ملكي فلبست درعا من حرير وخمار من حرير وملحفة من حرير ثم صعدت قصرا لها وكانت لها كلاب تضربها بلحوم الناس فجعلت تمشي على قصرها فبعث الله عليها عاصفا من الريح فلفتها في ثيابها فالقتها الى كلابها فجعلن ينهشنها وهي تنظر وكان اخر ما اكلن منها عينيها

46 - حدثنا عبدالله قال : حدثني محمد بن الحسين قال : حدثني عيسى بن سالم قال : حدثنا ابو المليح الرقي عن الحسن بن دينار قال : حدثني ثابت البناني Y ورجل اخر :

دخلا على مطرف بن عبدالله بن الشخير يعودانه فوجداه مغمى عليه

قال : فسطع منه ثلاثة انوار اولها من رأسه واوسطها من وسطه وآخرها من رجله

قال : فهالنا ذلك

قال : فلما أفاق قلنا له : كيف أنت أب عبدالله لقد رأينا شيئا هالنا ؟ !

قال : وماهو ؟ فأخبرناه

قال : ورأيتم ذلك ؟

قلنا نعم

قال : تلك تنزيل السجدة وهي تسع وعشرون أية سطع أولها من رأسي وأوسطها من وسطي وآخرها من رجلي وقد صعدت تشفع لي وهذه تبارك تحرسني

قال : فمات رحمه الله

47 - حدثنا عبدالله قال :

حدثنا أبو الحسن أحمد بن عبد الاعلى الشيباني قال : حدثنا عصام بن طليق عن شيخ من أهل البصرة Y عن مورق العجلي قال :

عدنا رجلا واغمي عليه فخرج نور من رأسه حتى أتى السقف فمزقه فمضى ثم خرج نور من سرته حتى فعل مثل ذلك ثم خرج نور من رجليه حتى فعل مثل ذلك ثم افاق

فقلنا له : هل علمت ما كان منك ؟ !

قال : نعم ! ! أما النور الذي خرج من رأسي فأربع عشرة آية من أول الم تنزيل السجدة وأما النور الذي خرج من سرتي فاية السجدة وأما النور الذي خرج من رجلي فآخر سورة السجدة ذهبن يشفعن لي وبقيت تبارك عندي تحرسني وكنت اقراهما في كل ليلة

48 - حدثنا عبد الله قال حدثني ابو يعقوب التميمي يوسف بن يعقوب قال : حدثنا ابن أخي عبدالله بن وهب و ابن أبي ناجية جميعا قالا : حدثنا زياد بن يونس الحضرمي عن عبد الملك بن قدامة عن عبدالله بن دينار عن أبي أيوب اليماني Y عن رجل من قومه يقال له عبد الله أنه ونفر من قومه ركبوا البحر وأن البحر اظلم عليهم أياما ثم انجلت عنهم تلك الظلمة وهم قرب قرية

قال : عبد الله : فخرجت التمس الماء فاذا الأبواب مغلقة تجاجا فيها الريح فهتفت فيها فلم يجبني أحد فبينا أنا على ذلك إذ طلع علي فارسان تحت كل واحد منهما قطيفة بيضاء فسألاني عن أمري فأخبرتهما الذي أصابنا في البحر وإني خرجت أطلب الماء

فقالا لي : يا عبدالله ! ! أسلك في هذه السكة فإنها ستنتي بك الى بركة فيها ماء فاستق منها ولا يهولنك ماترى فيها

قال : فسألتهما عن تلك البيوت المغلقة التي تجاجا فيها الريح

فقالا : هذه بيوت فيها ارواح الموتى

قال : فخرجت حتى انتهيت إلى البركة فاذا فيها رجل معلق مصلوب على رأسه يريد أن يتناول الماء بيده وهو لا يناله فلما رأني هتف بي

وقال : يا عبدالله اسقني ! !

قال : فغرقت بالقدح لأناوله اياه فقبضت يدي

فقال لي : بل العمامة ثم أرم بها الي

فبللت العمامة لأرمي بها إليه فقبضت يدي فقلت : يا عبدالله ! ! قد رايت ما صنعت غرفت بالقدح لأناولك فقبضت يدي وبللت العمامة لأرمي بها اليك فقبضت يدي فاخبرني ما انت ؟ !

قال : أنا ابن آدم ! ! أنا أول من سفك دما في الأرض ! !

49 - حدثنا عبدالله قال : حدثنا حماد بن محمد الفزاري Y قال : بلغني عن الاوزاعي أنه سأله رجل بعسقلان على الساحل فقيل له :

يا أبا عمرو إنا نرى طيرا أسود يخرج من البحر وإذا كان العشي عاد مثلها بيضا ! !

قال : وفطنتم لذلك ؟ !

قالوا : نعم ! !

قال : تلك طير في حواصلها أرواح آل فرعون تعرض على النار فتلفحها فيسود ريشها ثم يلقى ذلك الريش ثم تعود إلى أوكارها فتلفحها النار فذلك دابها حتى تقوم الساعة فيقال { أدخلوا آل فرعون أشد العذاب }

50 - حدثنا عبدالله قال : حدثنا محمد بن الحسين قال : حدثني شعيب بن محرز الازدي Y قال : حدثنا شيبان بن حسن قال :

خرج أبي و عبد الواحد بن زيد يريدان الغزو فهجموا على ركية واسعة عميقة فادلوا حبالهم بقدر فإذا القدر قد وقعت في الركية

قال : فقرنوا حبالهم وحبال الرفقة بعضها إلى بعض ثم دخل آحدهما إلى الركية فلما صار في بعضه إذا هو بهمهمة في الركي فرجع فصعد فقال : اتسمع ما اسمع ؟ !

قال : نعم ! ! فناولني العمود

قال : فأخذ العمود ثم دخل الركية فإذا هو بالهمهمة والكلام يقرب منه فإذا هو برجل على الواح جالس وتحته الماء

فقال : أجني أم أنسي ؟ !

قال : بل أنسي ! !

قال : ما أنت ؟ !

فقال : أنا رجل من أهل انطاكية ! وإني مت فحبسني ربي ها هنا بدين علي وان ولدي بانطاكية ما يذكروني ولا يقضون عني

فخرج الذي كان في الركية فقال لأصحابه : غزوة بعد غزوة فدع أصحابنا يذهبون فتكاروا إلى انطاكية

فسألوا عن الرجل وعن بنيه فقالوا : نعم ! ! والله إنه لأبونا وقد بعنا ضيعة لنا فأمشوا معنا حتى نقضي عنه دينه

قال : فذهبوا نعهم حتى قضوا ذلك الدين

قال : ثم رجعنا من انطاكية حتى أتوا موضع الركية ولايشكون إنها ثم فلم تكن ركية و لاشيء فأمسوا هناك فإذا الرجل قد أتاهم في منامهم فقال لهم : جزاكم الله خيرا فإن ربي قد حولني إلى موضع كذا وكذا من الجنة حيث قضى عني ديني

51 - حدثنا عبد الله قال : حدثني محمد بن يونس الكديمي قال : حدثنا ابوعلي الحنفي Y قال : وحدثنا عمر بن سليم المزني قال :

سمعت محمد بن كعب القرظي في قوله تعالى { واختار موسى قومه سبعين رجلا }

قال : اختار من صالحيهم سبعين رجلا ثم خرج بهم فقالوا : أين تذهب بنا ؟ !

قال : أذهب بكم إلى ربي وعدني أن ينزل علي التوراة

قالوا : فلا نؤمن بها حتى ننظر اليه !

قال : فأخذتهم الصاعقة وهم ينظرون

فبقي موسى قائما بين أظهرهم ليس معه منهم أحد قال : ( رب لو شئت اهلكتهم من قبل واياي اتهلكنا بما فعل السفهاء من ) ماذا اقول لبني اسرائيل إذا رجعت إليهم وليس معي رجل ممن خرج معي

ثم قرأ : ( ثم بعثناكم من بعد موتكم لعلكم تشكرون ) فقالوا : هدنا إليك

قال : فبهذا تعلقت اليهود فتهودت بهذه الكلمة

52 - حدثنا عبد الله قال : حدثنا اسحاق بن اسماعيل قال : حدثنا جرير عن حصين بن عبد الرحمن Y عن هلال بن يساف في قول الله تبارك وتعالى : { ألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت }

قال : كان أناس من بني اسرائيل إذا وقع فيها الوجع ذهب أغنياؤهم واشرافه وأقام فقراؤهم وسقطتهم فأستحر الموت على هؤلاء الذين أقاموا ولم يصب الأخرين شيء فلما كان عام من تلك الأعوام قالوا : أن أقمنا كما أقاموا هلكنا كما هلكوا وقال : هؤلاء : لو ظعنا كما ظعن هؤلاء نجونا كما نجو فأجمعوا في عام على أن يفروا ففعلوا حتى بلغوا حيث شاء الله أن يبلغوا فأرسل الله عليهم الموت حتى صاروا عظاما تبرق فكنسها أهل الديار وأهل الطريق فجمعوها في مكان واحد فمر نبي لهم عليهم

قال حصين حسبت أنه قال : حزقيل

قال : يارب لو شئت أحييت هؤلاء فيعبدوك ويعمروا بلادك ويلدوا عبادك

قال : وأحب إليك أن أفعل

قال : نعم ! !

قال : قيل له قل كذا وكذا

فتكلم بأمر أمر ربه فنظر الى العظام تكسى لحما وعصبا ثم تكلم بأمر أمر به فاذا هم صور يكبرون ويسبحون ويهللون فعاشوا ما شاء الله أن يعيشوا

53 - حدثنا عبدالله قال : حدثنا خلف بن هشام وغيره قالوا : حدثنا حزم بن أبي حزم Y قال : سمعت الحسن في هذه الاية :

{ أو كالذي مر على قرية وهي خاوية على عروشها قال أنى يحيي هذه الله بعد موتها فأماته الله مائة عام ثم بعثه }

قال : ذكر لي أنه أماته ضحوة ثم بعثه حين سقطت الشمس من قبل أن تغرب { قال كم لبثت قال لبثت يوما أو بعض يوم قال بل لبثت مائة عام فانظر إلى طعامك وشرابك لم يتسنه وانظر إلى حمارك ولنجعلك آية للناس }

قال : ان حماره ليجنبه وطعامه وشرابه قد منع منه الطير والسباع من طعامه وشرابه { وانظر إلى العظام كيف ننشزها ثم نكسوها لحما }

قال : لقد ذكر لي أن أول ما خلق منه عيناه فجعل ينظر إلى العظام عظما عظما كيف يرجع إلى مكانه : { فلما تبين له قال أعلم أن الله على كل شيء قدير }

54 - حدثنا عبدالله قال : حدثنا اسحاق بن اسماعيل قال : حدثنا قبيصة عن سفيان Y عن الأعمش : { ولنجعلك آية للناس }

قال : جاء شابا وأولاده شيوخ

55 - حدثنا عبدالله قال : حدثنا ابو خيثمة قال : حدثنا يحيى بن سعيد عن ربيعة بن كلثوم قال : حدثني أبي عن سعيد بن جبير Y عن ابن عباس قال :

كانت مدينتان في بني اسرائيل إحداهما حصينة ولها أبواب والأخرى خربة فكان أهل المدينة الحصينة إذا أمسوا أغلقوا أبوابها وإذا أصبحوا ثاموا على سور المدينة فنظروا هل حدث فيما حولها حدث فأصبحوا يوما فإذا شيخ قتيل مطروح بأصل مدينتهم فأقبل أهل المدينة الخربة فقالوا : اقتلتم صاحبنا ؟ !

وابن اخ له شاب يبكي عنده ويقول : قتلتم عمي ! !

قالوا : والله ما فتحنا مدينتنا منذ اغلقناها وماندينا من دم صاحبكم هذا بشيء ! ! فاتوا موسى عليه اسلام فاوحى الله تعالى الى موسى  :

{ إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة قالوا أتتخذنا هزوا قال أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين * قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما هي قال إنه يقول إنها بقرة لا فارض ولا بكر عوان بين ذلك فافعلوا ما تؤمرون * قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما لونها قال إنه يقول إنها بقرة صفراء فاقع لونها تسر الناظرين * قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما هي إن البقر تشابه علينا وإنا إن شاء الله لمهتدون * قال إنه يقول إنها بقرة لا ذلول تثير الأرض ولا تسقي الحرث مسلمة لا شية فيها قالوا الآن جئت بالحق فذبحوها وما كادوا يفعلون }

قال : وكان في بني اسرائيل غلام شاب يبيع في حانوت له وكان له أب شيخ كبير فاقبل رجل من بلد اخر يطلب له عنده فأعطاه بها ثمنا فأنطلق معه ليفتح حانوته قيعطيه الذي طلب والمفتاح مع ابيه فإذا ابوه نائم في ظل الحانوت

فقال : ايقظه !

فقال : والله ! ! إن أبي لنائم كما ترى وإني أكره أن أروعه من نومه

فأنصرفا فأعطاه ضعف ما أعطاه فعطف على أبيه فإذا هو أشد ما كان نوما

فقال : ايقظه !

قال : لا والله لا اوقظه أبدا ولا أروعه من نومه

قال : فلما انصرفا وذهب طالب السلعة استيقظ الشيخ

فقال له ابنه : يا ابتاه والله لقد جاءها رجل يطلب سلعة كذا وكذا فكرهت أن أروعك من نومك

فلامه الشيخ فعوضه الله من بره لوالده أن نتجت بقرة من بقره تلك البقرة التي يطلبها بنوا اسرائيل فاتوه فقالوا : بعناها !

فقال : لاأبيعكموها !

قالوا : اذن نأخذها منك !

قال : إن غصبتموني سلعتي فأنتم أعلم

فاتوا موسى عليه السلام فقال : أذهبوا فأرضوه من سلعته

فقالوا : حكمك ؟ !

قال : حكمي أن تضعوا البقرة في كفة الميزان وتضعوا ذهبا صامتا في الكفة الأخرى فاذا مال الذهب أخذته

قال : ففعلوا وأقبلوا بالبقرة حتى أتوا بها إلى قبر الشيخ وهو بين المدينتين واجتمع أهل المدينتين وابن اخيه عند قبره يبكي فذبحوها فضرب ببضعة من لحمها القبر فقام الشيخ ينفض راسه يقول : قتلني ابن اخي طال عليه عمري واراد اخذ مالي ومات

56 - حدثنا عبدالله قال : حدثنا ابوبكر المدائني قال : حدثنا ابن عفير قال : حدثنا يحيى بن أيوب عن ابن الهاد عن محمد بن ابراهيم Y عن الحويرثبن الرئاب قال :

بينا انا بالاثاية إذ خرج علينا إنسان من قبره يلتهب وجهه ورأسه نارا وهو في جامعة من حديد فقال : اسقني اسقني من الأداوة

وخرج انسان في أثره فقال : لا تسق الكافر لا تسق الكافر

فادركه وأخذ بطرف السلسلة فجذبه فكبه ثم جره حتى دخلا القبر جميعا

قال الحويرث : فضربت بي الناقة لا أقدر منها على شيء حتى التوت بعرق الظبية فبركت فنزلت فصليت المغرب وعشاء الآخرة ثم ركبت حتى أصبحت بالمدينة فأتيت عمر بن الخطاب رضي الله عنه واخبرته الخبر

فقال : يا حويرث ! ! والله ما اتهمك ولقد أخبرتني خبرا شديدا

ثم ارسل عمر إلى مشيخة من كنفي الصفراء قد أدركوا الجاهلية ثم دعا الحويرث فقال : إان هذا قد أخبرني حديثا ولست اتهمه حدثهم يا حويرث ما حدثتني ! !

فحدثتهم فقالوا : قد عرفناه يا أمير المؤمنين هذا رجل من بني غفار مات في الجاهلية

فحمد الله عمر وسر بذلك حيث أخبروه أنه مات في الجاهلية وسألهم عمر عنه فقالوا : يا أمير المؤمنين ! ! كان رجلا من رجال الجاهلية ولم يكن يرى للضيف حقا

57 - حدثنا عبدالله قال : ابو حفص الصفار قال : حدثنا جعفر بن سليمان عن عمرو بن مالك النكري Y عن أبي الجوزاء :

{ وإذ قال إبراهيم رب أرني كيف تحيي الموتى قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي }

قال : فقيل له : { فخذ أربعة من الطير فصرهن إليك } أي : فعلمهن حتى يجبنك قال : ثم أمر بذبحها حين اجبنه قال : فذبحهن ثم نتفهن وقطعهن

قال : فخلط دماءهن بعضها ببعض وريشهن ولحومهن خلطه كله

قال : ثم قيل له : { ثم اجعل على كل جبل منهن جزءا ثم ادعهن يأتينك سعيا }

قال : ففعل ثن دعاهن

قال : فجعل الدم يذهب إلى الدم والريش يذهب إلى الريش واللحم إلى اللحم وكل شيء إلى مكانه حتى أجبنه

فقال : { واعلم أن الله عزيز حكيم }

58 - حدثنا عبدالله قال : حدثنا اسحاق بن اسماعيل حدثنا وكيع و عبدالله بن نمير عن الربيع بن سعد الجعفي عن عبدالرحمن بن سابط Y عن جابر بن عبدالله بن عبدالله قال : قال النبي  : ( حدثوا عن بني اسرائيل فانه كانت فيهم الاعاجيب )

ثم أنشا يحدث قال :

خرجت رفقة مرة يسيرون في الارض فمروا بمقبرة فقال بعضهم لبعض : لو صلينا ركعتين ثم دعونا الله لعله يخرج لنا بعض أهل هذه المقبرة فيخبرنا عن الموت

فقال : فصلوا ركعتين ثم دعوا فإذا هم برجل خلاسي قد خرج من قبر ينفض رأسه بين عيينيه أثر السجود

فقال : ياهؤلاء ! ! ما أردتم إلى هذا ! ! لقد مت منذ مئة سنة فما سكنت عني حرارة الموت إلى الساعة فأدعوا الله أن يعيدني كما كنت

59 - حدثنا عبدالله قال : حدثنا خلف بن هشام قال : حدثنا عون بن موسى Y سمع معاوية بن قرة قال : سألت بنو اسرائيل عيسى بن مريم عليه السلام قالوا : يا روح الله وكلمته ! ! إن سام بن نوح دفن ها هنا قريبا فادع الله أن يبعثه لنا ؟ !

قال : فهتف نبي الله به فلم ير شيئا وهتف فلم ير شيئا

فقالوا : لقد دفن ها هنا قريبا فهتف نبي الله فخرج اشمط

قالو ا : يا روح الله وكلمته ! ! نبينا انه مات وهو شاب فما هذا البياض ؟ !

فقال له عيسى عليه السلام : ما هذا البياض ؟ !

قال : ظننت أنها من الصيحة ففزعت

60 - حدثنا عبدالله قال : حدثنا أحمد بن عدي الطائي Y أنه سمع شيخا بالكوفة في بني كور يذكر : أنه شهد جنازة امرأة فلما انتهى بها إلى القبر تحركت قال : فردت فعاشت بعد ذلك دهر وولدت

61 - حدثنا عبدالله قال : حدثنا ابو كريب قال : حدثنا زكريا بن عدي قال : حدثنا خالد بن يزيد الهدادي Y عن ثابت البناني :

أن امرأة من بني اسرائيل كانت حسنة التبعل لزوجها فتردى ابنان لها في بئر فماتا فأمرت بهما فأخرجا وطهرا ونظفا ووضعا على فراش وسجي عليهما بثوب ثم تقدمت إلى خدمها وأهل دارها أن لايعلموا اباهما بشيء من أمرهما حتى أكون أنا أحدثه فلما جاء أبوهما ووضع الطعام بين يديه

قال : أين ابناي ؟ !

قالت : قد رقدا واستراحا

قال : لا لعمر الله يا فلان يا فلان

فأجاباه ورد الله عليهما أرواحهما شكرا لما صنعت

62 - حدثنا عبدالله قال : حدثني محمد بن ادريس

Y قال : حدثنا سعيد العمي قال :

خرج قوم غزاة في البحر فجاء شاب كان به رهيق ليركب معهم فأبوا عليه ثم أنهوا حملوه معهم فلقوا العدو فكان الشاب من أحسنهم بلاء ثم أنه قتل فقام رأسه وأستقبل أهل المركب وهو يتلوا : { تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين } ثم انغمس فذهب

63 - حدثنا ابو بكر [ عبدالله ] قال : ذكر علي بن نصر الجهضمي قال : حدثني خالد بن يزيد الهدادي قال : حدثنا اشعث بن جابر الحداني عن خليد بن سليمان العصري قال : خالد فلقيت خليدا Y فحدثني : أن امرأة حدثته في طاعون الفتيات قالت :

مات زوج لي فهو معي في البيت فلم ندفنه فلما جننا الليل سمعنا صوتا اذعرنا ومعي ابن لي فيه رهق فجاء حتى دخل معي في ازاري وجعل الصوت يدنو حتى تسور علينا رأس مقطوع وهو ينادي : يا فلان ! ! أبشر بالنار قتلت نفسا مؤمنة بغير حق حتى دخل من تحت رجليه فخرج من عند رأسه وهو ينادي ثم دخل من عند رأسه حتى خرج من تحت رجليه وهو ينادي : يا فلان ! ! ابشر بالنار ثم صعد الحائط وهو ينادي ثم انقطع عنا صوته

64 - حدثنا : عبدالله قال : حدثنا زكريا بن يحيى قال : حدثنا كثير بن يحيى بن كثير البصري قال : حدثني أبي قال : حدثنا أبو مسعود الجريري قال : حدثني شيخ في مسجد الأشياخ كان يحدثنا Y عن أبي هريرة قال :

بينا نحن حول مريض لنا إذ هدا وسكن حتى ما يتحرك منه عرق فسجيناه واغمضناه وأرسلنا إلى ثيابه وسدره وسريره فلما ذهبنا نحمله لنغسله تحرك فقلنا : سبحان الله [ سبحان الله ] ما كنا نراك إلا قد مت

قال : فإني قد مت وذهب بي إلى قبري فإذا إنسان حسن الوجه طيب الريح وقد وضعني في لحدي وطواه بالقراطيس إذ جاءت إنسانة سوداء منتنة الريح فقالت : هذا صاحب كذا وهذا صاحب كذا أشياء والله استحيي منها كأنما اقلعت منها ساعتئذ

قال : قلت : انشذك الله أن تدعني وهذه ! !

قالت : انطلق نخاصمك

قال : فانطلقنا الى دار فيحاء واسعة وفيها مصطبة كأنها من فضة في ناحية منها مسجد ورجل قائم يصلي فقرا سورة النحل فتردد في مكان منها ففتحت عليه فانفتل فقال : السورة معك ؟ !

قلت : نعم ! !

قال : أما أنها سورة النعم

قال : ورفع وسادة قريبة منه فأخرج صحيفة فنظر فيها فبدرته السوداء فقالت : فعل كذا وفعل كذا

قال : وجعل الحسن الوجه يقول : وفعل كذا وفعل كذا وفعل كذا يذكر محاسني

قال : فقال : الرجل : عبد ظالم لنفسه ولكن الله تعالى تجاوز عنه لم يجئ اجل هذا بعد أجل هذا يوم الاثنين

قال : فقال لهم : انظروا فإن مت يوم الاثنين فارجوا لي مارأيت وإن لم أمت يوم الاثنين فانما هو هذيان الوجع

قال : فلما كان يوم الاثنين صح حتى حدر بعد العصر ثم أتاه أجله فمات

وفي هذا الحديث : فلما خرجنا من عند الرجل قلت للرجل الحسن الوجه الطيب الريح : ما أنت ؟ !

قال : أنا عملك الصالح ! !

قلت : فما الإنسانة السوداء المنتنة للريح ؟ !

قال : ذاك عملك الخبيث ! ! أو كلام يشبه هذا