كتاب المواقف/موقف أنا منتهى أعزائي

​كتاب المواقف​ المؤلف النفري

موقف أنا منتهى أعزائي



موقف أنا منتهى أعزائي


أوقفني وقال لي العلم على من رآني أضر من الجهل.

وقال لي الحسنة عشرة لمن لم يرني والحسنة سيئة لمن رآني.

وقال لي إذا رأيتني كانت سلامتك في الفترة أكثر منها في العبادة، وإذا لم ترني كانت سلامتك في العمل أكثر منها في الفترة.

وقال لي إذا رأيتني قسمك عني كلما تراه سواي بعينك وقلبك.

وقال لي استغفرني من فعل قلبك أكفك تقلبه.

وقال لي فعل القلب أصل لفعل البدن فانظر ماذا تغرس وانظر الغرس ماذا يثمر.

وقال لي يدي على القلب فإن كففت عنه يده لا تأخذ به ولا تعطى غرست تعرفي به فأثمر أن تراني.

وقال لي خف حسنة تهدم حسناتك، وخف ذنباً يبني ذنوبك.

وقال لي إذا رأيتني فحصلت ما تتصرف به عني لم أغب عنك.

وقال لي البلاء بلاء من رآني لا يستطيع مداومتي ولا تستطيع مفارقته وأنا ذلك أطويه وأنشره وفي الطي موته وفي النشر حيوته.

وقال لي أنا منتهى أعزائي إذا رأوني اطمأنوا بي.

وقال لي من لم يرني فهو منتهي نفسه.

وقال لي شاور من لم يرني في دنياك وآخرتك واتبع من رآني ولا تشاوره.

وقال لي الاستشارة عن ضلال والمشورة هجوم، فمن رآني أين يهجم ومن أين لا يهجم.

وقال لي اصحب من لم يرني يحملك وتحمله، ولا تستصحب من رآني يقطع بك آمن ما كنت به.

وقال لي إذا رأيتني ورأيت من لم يرني فاسترني عنه بالحكمة فان لم تفعل وتاه أخذتك به، وإذا لم ترني ورأيت من رآني فاحفظ حدك فما تراني برؤيته.

وقال لي إذا رأيتني ورأيت من رآني فأنا بينكما أسمع وأجيب.

وقال لي والذين جاهدوا فينا الذين رأوني فلما غبت غطوا عيونهم غيرة أن يشركوا بي في الرؤية.

وقال لي الغيرة لا تصح أو تفنى القسمة والقسمة لا تفنى وأنا غائب.

وقال لي لنهديهم سبلنا لنكشفن لهم في كل شيء عن مواقع نظرنا فيه.

وقال لي إنما أمرنا لشيء إذا أردناه بالإرادة نشهده المعرفة فإذا عرف قلنا له كن فيكون إجابة.

قالب:كتاب المواقف