كتاب المواقف/موقف البصيرة

​كتاب المواقف​ المؤلف النفري

موقف البصيرة



موقف البصيرة


أوقفني في البصيرة وقال لي قصرت العلم عن معيون ومعلوم.

وقال لي المعيون ما وجدت عينه جهرة فهو معلوم معيون، والمعلوم الذي لا تراه العيون هو معلوم لا معيون.

وقال لي ما أنا معيون للعيون ولا أنا معلوم للقلوب.

وقال لي كل نطق ظهر فأنا أثرته وحروفي ألفته فانظر إليه لا يعدو لغة المعيون والمعلوم وأنا لا هما ولا وصفي مثلهما.

وقال لي ما نهاك شيء عن شيء إلا دعاك إليه بما نهاك عنه، وأنا أنهاك فلا أدعوك إلى بما أنهاك عنه وأدعوك إلي فلا أنهاك بما أدعوك به، ذلك الفرق الذي بين وصفي وسواه.

وقال لي فعلك لا يحيط بي وأنت فعلي.

وقال لي ألق إلي وحكمني أحكم بأقصى مسرتك.

وقال لي إذا رأيت سواي فقل هذا البلاء أرحمك.

وقال لي إذا رحمتك رأيت رفقي في طرفك إذا نظرت وفي قلبك إذا فكرت.

وقال لي قسمت لك ما لا أصرفه وصرفت عنك ما لا أقسمه لك فكن لي فيما أقسمه أصرفك عما صرفته فأصرفه.

وقال لي ما تعرفت إلى قلب إلا أفنيته عن المعارف.

وقال لي دم في التعظيم تدم في الخوف.

وقال لي من كل شيء خاصيته ولك عاتيته فعامتيه تنسب إليك وخاصيته تنسب إلي.

وقال لي كل شيء سواي يدعوك إليه بشركة وأنا أدعوك إلي وحدي.

قالب:كتاب المواقف