كتاب المواقف/موقف العهد

​كتاب المواقف​ المؤلف النفري

موقف العهد



موقف العهد


أوقفني في العهد وقال لي أطرح ذنبك عن عفوي وألق حسنتك على فضلي.

وقال لي اترك علمك إلى علمي تقتبس نور الهداية وألق معرفتك إلى معرفتي تثبت الهداية.

وقال لي إذا وقفت بي تعرض لك كل شيء ليدفعك عني.

وقال لي إنما تأخذ أجرك ممن أصبحت له أجيراً.

وقال لي إنما أنت أجير من تعمل من أجله.

وقال لي إن عملت لي من أجلي فذاك لي، وإن عملت لي من أجل غيري فذاك لغيري.

وقال لي إن كنت أجير العلم أعطاك الثواب العلم وإن كنت أجير المعرفة أعطتك السكينة.

وقال لي كن أجيري أرفعك فوق العلم والمعرفة فترى أين يبلغ العلم وترى أين ترسخ المعرفة فلا يسعك المبلغ ولا يستطيعك الرسوخ.

وقال لي إذا عرضت الجمع وقف الواقفون بي في فنائي لا يراعون فيتلجلجوا ولا يفزعون فيتحيروا.

وقال لي إذا وقفت بي أعطيتك العلم فكنت أعلم به من العالمين وأعطيتك المعرفة فكنت أعرف بها من العارفين وأعطيتك الحكم فكنت أقوم به من الحاكمين.

وقال لي أين جعلت اسمي فثم اجعل اسمك.

وقال لي الحرف يسري في الحرف حتى يكونه فإذا كأنه سرى عنه إلى غيره فيسرى في كل حرف فيكون كل حرف.

وقال لي إذا نطقت بالحرف رددته إلى المبلغ الذي تطمئن به فيسري بحكم مبلغه في الحروف فيسري إليك الحكم السوى.

وقال لي الحرف الحسن يسرى في الحروف إلى الجنة، والحرف السوء يسري في الحروف إلى النار.

وقال لي انظر ما حرفك وما مبلغك.

وقال لي انصرني تكن من أصحابي.

وقال لي إذا أردتك لنصرتي لم أوجدك قوة إلا من نصرتي.

وقال لي إذا أردتك لنصرتي علمتك من علمي وما لا يحمله العالمون.

وقال لي إنما يقف في ظل عرشي أنصاري.

وقال لي يا عارف انصرني وإلا أنكرتني.

وقال لي المعترض لي ينقلب إلى كل النعيم والمعترض علي ينقلب إلى كل العذاب.

وقال لي اعرف مقامي وقم فيه.

وقال لي إذا وقفت في مقامي جاءك الإخبار من السماء ومن الأرض ومما بينهما فألقه في النار فإن كان باطلاً حطمته ولم تحطمك وإن كان حقاً رددته إلي ولم تحجبك.

وقال لي الحرف الذي تكونت به الحروف لا يستطيع محامدي ولا يثبت لمقامي.

قالب:كتاب المواقف