كتاب المواقف/موقف الكبرياء

​كتاب المواقف​ المؤلف النفري
موقف الكبرياء



موقف الكبرياء


أوقفني في كبريائه وقال لي أنا الظاهر الذي لا يكشفه ظهوره، وأنا الباطن الذي لا تراجع البواطن بدرك من علمه.

وقال لي بدأت فخلقت الفرق فلا شيء مني ولا أنا منه، وعدت فخلقت الجمع فيه اجتمعت المتفرقات وتألفت المتباينات.

وقال لي ما كل عبد يعرف لغتي فتخاطبه، ولا كل عبد يفهم ترجمتي فتحادثه.

وقال لي لو جمعت قدرة كل شيء لشيء، وحزت معرفة كل شيء لشيء، وأثبت قوة كل شيء لشيء.

ما حمل تعرفي بمجوه، ولا صبر على مداومتي بفقد وجده لنفسه.

وقال لي الأنوار من نور ظهوري بادية والى نور ظهوري آفلة، والظلم من فوت مرامي بادية والى فوت مرامي آثبة.

وقال لي الكبرياء هو العز والعز هو القرب والقرب فوت عن علم العالمين.

وقال لي أرواح العارفين لا كالأرواح وأجسامهم لا كالأجسام.

وقال لي أوليائي الواقفون بين يدي ثلاثة فواقف بعبادة أتعرف إليه بالكرم، وواقف بعلم أتعرف إليه بالعزة ، وواقف بمعرفة أتعرف إليه بالغلبة.

وقال لي نطق الكرم بالوعد الجميل، ونطق العزة بإثبات القدرة، ونطق الغلبة بلسان القرب.

وقال لي الواقفون بي واقفون في كل موقف خارجون عن كل موقف.