كتاب المواقف/موقف بيته المعمور

​كتاب المواقف​ المؤلف النفري

موقف بيته المعمور



موقف


أوقفني في بيته المعمور فرأيته وملائكته ومن فيه يصلون له ورأيته وحده ولا بيت مواصلاً في صلوته إلى الدوام ورأيتهم لا يواصلون يحيط بصلواتهم علماً ولا يحيطون، وقال لي أسررت الحكومة بيتي في كل بيت فحكمت بها لبيتي على كل بيت.

وقال لي أخل بيتك من السوى واذكرني بما أيسر لك ترني في كل جزيئة منه.

وقال لي أما تراه إذا ما عمرته بسواي ترى في كل جزيئة منه خاطفاً كاد أن يخطفك.

وقال لي خذ فقه بيتك بنعمي تتنعم به.

وقال لي إذا رأيتني في بيتك وحدي فلا تخرج منه وإذا رأيتني والسوى فغط وجهك وقلبك حتى يخرج السوى فأنك إن لم تغطها خرجت وبقي السوى وإذا بقي السوى أخرجك من بيتك إليه فلا أنا ولا بيت.

وقال لي حكومة خروجي من بيتك أخرجتك.

وقال لي لا تحجبني عن بيتك فانك إن أقمتني على بابه وغلقته من دوني أقمتك على كل أبواب السوى ذليلاً وأظهرت تعززهم عليك.

وقال لي وجهي قبلته وعيني بابه أقبل عليه بكلك تجده مسلماً لك.

وقال لي إذا رأيتني وحدي في بيتك فلا ضحك ولا بكاء، وإذا رأيتني والسوى فبكاء، وإذا خرج السوى فضحك نعماء.

وقال لي أنظر إلى أصناف ردي لك عن أصناف السوى أغرت عليك أم أطرحتك.

وقال لي أحفظ عينيك وكل الجميع إلي.

وقال لي إنك إن لم حفظتهما حفظت قلبك وحكومته.

وقال لي بيتك هو طريقك بيتك هو قبرك بيتك هو حشرك أنظر كيف تراه كذا ترى ما سواه.

وقال لي إذا رأيتني في بيتك وحدي فهو الحرم الآمن يؤمنك من سواي، وإذا لم ترني في بيتك فاطلبني في كل شيء فإذا رأيتني فاهجم ولا تستأذن.

وقال لي القول حجاب فناء القول غطاء فناء الغطاء خطر فناء الخطر صحة، علم ذلك يكون حقيقته لا تكون.

وقال لي أنت ضالتي فإذا أوجدتنيك فأنت حسبي.

وقال لي إذا رأيتني ولم تر اسمي فانتسب إلى عبودتي فأنت عبدي.

وقال لي إذا رأيتني ورأيت اسمي فأنا الغالب.

وقال لي إذا رأيت اسمي ولم ترني فما عملك بي ولا أنت عبدي.

وقال لي أزح عللك تراني متسوي لا ريب.

وقال لي قف بحيث أنت واعرف نفسك ولا تنس خلقك تراني مع كل شيء فإذا رأيته فألق المعية وابق لي فلا أغيب عنك.

قالب:كتاب المواقف