كتاب المواقف/موقف بين يديه
موقف بين يديه
أوقفني بين يديه وقال لي ما رضيتك لشيء ولا رضيت لك شيئاً، سبحانك أنا أسبحك فلا تسبحني وأنا أفعلك وأفعلك فكيف تفعلني. فرأيت الأنوار ظلمة والاستغفار مناوأة والطريق كله لا ينفذ، فقال لي سبحك وقدسك وعظمك وغطك عني ولا تبرزك فإنك إن برزت لي أحرقتك وتغطيت عنك.
وقال لي أكشفك لي ولا تغطك فإنك إن تغطيت هتكتك وإن هتكتك لم أسترك فتغطيت ولم أبرز وتكشفت ولم أتغط، فرأيته يرضى ما لا يرضى ولا يرضى ما يرضى، فقال إن أسلمت ألحدت وإن طالبت أسلمت، فرأيته فعرفته ورأيت نفسي فعرفتها، فقال لي أفلحت وإذا جئت إلي فلا يكن معك من هذا كله شيء لأنك لا تعرفني ولا تعرفك.