كتاب المواقف/موقف حقه
أوقفني في حقه وقال لي لو جعلته بحراً تعلقت بالمركب فإن ذهبت عنه بإذهابي فبالسير فإن علوت عن السير فبالساحلين فإن طرحت الساحلين فبالتسمية حق وبحر وكل تسميتن تدعوان والسمع يتيه في لغتين فلا على حقي حصلت ولا على البحر سرت، فرأيت الشعاشع ظلمات والمياه حجراً صلداً.
وقال لي من لم ير هذا فما وجب عليه حقي ومن رآه فقد وجب عليه حقي ومن عليه فكلم سواي كفر والحد كله حجاب لا أظهر من ورائه وليس في رؤية حقي إلا رؤيته، فرأيت ما لا يتغير فأعطاني حكماً يتغير فرأيت كل شيء خلق.
وقال لي لا تستثن، فما هو بقي خلق وانقسمت الرؤية عينية وعلمية فإذا هو كله لا يتحرك ولا يتكلم.
وقال لي كيف رأيته من قبل رؤية حقي، فقلت يتحرك ويتكلم، فقال لي اعرف الفرق لئلا تتيه.
وعرج بي عن حقه فلم أر شيئاً، فقال لي رأيت كل شيء وأطاعك كل شيء ورؤيتك كل شيء بلاء وطاعة كل شيء لك بلاء.
وعرج بي عن ذلك كله.
وقال لي كله لا أنظر إليه ولا يصلح لي.