كتاب مكارم الأخلاق

كتاب
مكارم الأخلاق


بسم الله الرحمن الرحيم


ربي أعن علي حدثنا الشيخ الامام الحافظ عبد الواحد بن عبد الرحيم قال حدثنا أحمد بن في شعبان سنة ثلاث وأربعمائة قال حدثنا عبد الله بن محمد بن أحمد بن عبد الوهاب السلمي قال حدثنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن عمر قال حدثنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن عبيد القرشي المعروف بابن أبي الدنيا قال

1 - حدثنا علي بن الجعد الجوهري أنا مسلم بن خالد عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله Y كرم المرء دينه ومروءته عقله وحسبه خلقه

( أكرم الناس عند الله )

2 - حدثنا أبو خيثمة نا يحيى بن سعيد عن عبيد الله بن عمر قال أخبرني سعيد بن أبي سعيد عن أبيه عن أبي هريرة قال قيل Y يا رسول الله من أكرم الناس قال أتقاهم

3 - حدثنا سعيد بن يحيى القرشي نا أبي عن مالك بن مغول عن معلى عن مجاهد عن بن عمر قال Y أتيت النبي عاشر عشرة فجاءه رجل من الأنصار فقال يا رسول الله من أكيس الناس وأكرم الناس قال أكثرهم ذكرا للموت وأشدهم استعدادا له أولئك هم الأكياس ذهبوا بشرف الدنيا وكرامة الآخرة

4 - حدثنا أبو خيثمة وسعيد بن سليمان الأحول نا يونس بن محمد عن سلام بن أبي مطيع عن قتادة عن الحسن عن سمرة قال قال رسول الله Y الحسب المال والكرم التقوى

5 - حدثني محمد بن الربيع أبو عبد الرحمن الأسدي نا عبد الرحيم بن زيد العمى عن أبيه عن محمد بن كعب القرظي عن بن عباس قال قال رسول الله Y من سره أن يكون أكرم الناس فليتق الله تعالى ومن سره أن يكون أقوى الناس فليتوكل على الله تعالى ومن سره أن يكون أغنى الناس فليكن بما في يد الله أوثق منه بما في يده

( محبة الله لأهل الكرم )

6 - حدثني إبراهيم بن سعيد الجوهري نا أحمد بن يونس عن فضيل بن عياض عن محمد بن ثور عن معمر عن أبي حازم عن سهل بن سعد قال قال رسول الله Y إن الله كريم يحب الكرم ومعالي الأخلاق ويبغض سفسافها

7 - حدثنا خالد بن خداش نا عبد العزيز بن أبي حازم عن أبيه حدثني طلحة بن عبيد الله يعني بن كريز عن النبي Y مثله

8 - حدثني إبراهيم بن سعيد نا أبو معاوية عن خالد بن إلياس عن مناجر بن مسمار عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه قال قال رسول الله Y إن الله كريم يحب الكرم جواد يحب الجود ويحب معالي الأخلاق ويكره سفسافها

9 - حدثنا داود بن عمرو الضبي نا يوسف بن يعقوب الماجشون عن أبيه عن الأعرج عن عبيد الله بن أبي رافع عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن رسول الله كان يقول في دعائه Y اللهم اهدني لأحسن الأخلاق فإنه لا يهدي لأحسنها إلا أنت وأصرف عني سيئها لا يصرف عني سيئها إلا أنت

10 - حدثني محمد بن شعبة بن جوان حدثني يونس بن عبيد الله العميري أنا مبارك بن فضالة عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله قال قال رسول الله Y إن الله تعالى يحب مكارم الأخلاق ويبغض سفسافها

11 - حدثنا سليمان بن داود أبو داود المباركي نا أبو شهاب عن سفيان عن الحجاج بن فرافصة عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة قال قال رسول الله Y المؤمن غر كريم والفاجر خب لئيم

12 - حدثني أبو الحسن الحنظلي نا عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكم نا طلق بن السمح عن يحيى بن أيوب عن حميد الطويل عن أنس بن مالك قال سمعت رسول الله يقول Y إن مكارم الأخلاق من أعمال أهل الجنة

13 - حدثنا محمد بن سليم نا عبد العزيز بن محمد الدراوردي عن محمد بن عجلان عن القعقاع بن حكيم عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال رسول الله Y بعثت لأتم صالح الأخلاق

14 - حدثنا محمد بن الحسين وعبد الله بن أبي بدر قالا نا يزيد بن هارون نا عبد الرحمن بن أبي بكر عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي الحسين عن مكحول عن شهر بن حوشب قال لا أعلمه إلا عن عبد الرحمن بن غنم عن معاذ بن جبل قال Y جاء رجل إلى النبي فقال يا رسول الله إني رجل أحب أن أحمد كأنه يخاف على نفسه فقال رسول الله وما يمنعك أن تعيش حميدا وتموت فقيدا وإنما بعثت على تمام محاسن الأخلاق

15 - حدثنا أحمد بن إبراهيم نا يحيى بن معين حدثني الهيثم بن عبيد الصيد عن أبيه قال قلت لزيد بن أسلم Y الرجل يعمل بشيء من الخير فيسمع الذاكر له فيسره هل يحبط ذاك شيئا من عمله قال ومن ذا الذي يحب أن يكون له لسان سوء حتى إن إبراهيم خليل الرحمن قال واجعل لي لسان صدق في الآخرين

16 - حدثنا يوسف بن موسى نا وكيع نا سفيان عن بن أبي نجيح عن مجاهد Y واجعل لي لسان صدق في الآخرين قال الثناء الحسن

17 - حدثني عبد الرحمن بن صالح نا الحسين الجعفي عن شيبان عن قتادة Y وتركنا عليه في الآخرين قال أبقى له ثناء حسنا

18 - حدثني عبد الرحمن نا الحسين الجعفي عن بن عيينة Y أن عكرمة سئل عن قوله تعالى وأتيناه أجره في الدنيا قال لقد غصت عليه في بحر عميق فمن أنت قال سعيد بن جبير قال لقد علمت ثم قال أبقى له ثناء حسنا

( أفضل أخلاق أهل الدنيا والآخرة )

19 - حدثني أبو بكر التميمي نا بن أبي مريم أنا يحيى بن أيوب نا عبيد الله بن زحر عن علي بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة عن عقبة بن عامر قال Y لقيت رسول الله يوما فبدرته فأخذت بيده أو بدأني فأخذ بيدي فقال يا عقبة ألا أخبرك بأفضل أخلاق أهل الدنيا وأهل الآخرة تصل من قطعك وتعطي من حرمك وتعفو عمن ظلمك

20 - حدثنا داود بن عمرو الضبي نا إسماعيل بن عياش عن أسيد بن عبد الرحمن الخثعمي عن فروة بن مجاهد اللخمي عن عقبة بن عامر الجهني قال لقيت رسول الله فقال لي Y يا عقبة صل من قطعك وأعط من حرمك وأعف عمن ظلمك

21 - حدثنا سعيد بن سليمان الواسطي عن سليمان بن داود اليمامي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال قال رسول الله Y ثلاث من كن فيه حاسبه الله حسابا يسيرا وأدخله الجنة برحمته تعطي من حرمك وتعفو عمن ظلمك وتصل من قطعك

22 - حدثني يعقوب بن عبيد نا هشام بن عمار نا يحيى بن حمزة نا الحكم بن عبد الله بن سعد أنه سمع عياض بن عبد الله بن أبي سرح يحدث عن أبي هريرة عن رسول الله قال Y لن ينال عبد صريح الإيمان حتى يصل من قطعه ويعفو عمن ظلمه ويغفر لمن شتمه ويحسن إلى من أساء إليه

23 - حدثنا إدريس بن الحكم العنزي نا محمد بن عمر نا عبد الملك بن الحسن عن عبد الله بن أبي سفيان عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي قال Y ابتغوا الرفعة عند الله وقال وما هي يا رسول الله قال تصل من قطعك وتعطي من حرمك وتحلم عن من جهل عليك

24 - حدثني يعقوب بن عبيد قال أنا أبو مسهر نا سهل بن هشام عن إبراهيم بن أدهم قال لما أنزل الله تبارك وتعالى خذ العفو وأمر بالعرف وقال رسول الله Y أمرت أن آخذ العفو من أخلاق الناس

25 - حدثنا إسحاق بن إسماعيل نا سفيان نا أمي الصيرفي قال جاءه جبريل فقال Y خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين فقال يا جبريل أي شيء هذا قال ما أدري حتى أسأل العالم ثم جاءه فقال يا محمد إن الله تعالى يأمرك أن تصل من قطعك وتعطي من حرمك وتعفو عمن ظلمك

26 - حدثنا خلف بن هشام نا أبو الأحوص عن أبي إسحاق عن عبد الله بن أبي الحسين قال قال رسول الله Y ألا أدلكم على خير أخلاق أهل الدنيا والآخرة من عفا عمن ظلمه وأعطى من حرمه ووصل من قطعه

27 - حدثنا الفضل بن الصباح نا أبو عبيدة الحداد نا عبد الواحد بن زيد حدثني عبد الله بن راشد حدثني مولاي عثمان بن عفان قال قال رسول الله Y لله مائة وسبعة عشر خلقا من جاء بخلق منها أدخله الله الجنة

28 - حدثنا حميد بن زنجويه حدثني أبو جعفر النفيلي نا أبو الدهماء البصري عن أبي طلال القسملي عن أنس بن مالك قال قال رسول الله Y إن لله تعالى لوحا من زمردة خضراء جعله تحت العرش وكتب فيه إني أنا الله لا إله إلا أنا أرحم وأترحم خلقت بضعة عشر وثلاث مائة خلق من جاء بخلق منها مع شهادة أن لا إله إلا الله دخل الجنة

29 - حدثنا الفضل بن الصباح نا عمر بن يونس اليمامي نا صدقة بن ميمون عن سليمان بن يسار قال قال رسول الله Y خصال الخير ثلاثمائة وستون خصلة إذا أراد الله تعالى بعبد خيرا جعل فيه خصلة منها يدخله بها الجنة قال أبو بكر أفي منها شيء قال نعم جمعاء من كل شيء

30 - حدثنا أبو خيثمة نا الوليد بن مسلم نا الأوزاعي حدثني حسان بن عطية حدثني أبو كبشة السلولي أن عبد الله بن عمرو بن العاص حدثه قال سمعت رسول الله يقول Y أربعون خصلة أعلاها منحة العنز لا يعمل العبد بخصلة منها رجاء ثوابها وتصديق موعودها إلا أدخله الله تعالى بها الجنة

31 - حدثني الحسن بن الصباح نا سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن أبي المنهال قال Y مر رسول الله على رجل له عكر من إبل وغنم وبقر فاستضافه فلم يضفه ومر بامرأة لها شويهات فاستضافها فأضافته وذبحت له فقال رسول الله ألم تروا إلى فلان مررنا به وله عكر من إبل وغنم وبقر فاستضفناه فلم يضفنا ومررنا بهذه ولها شويهات فاستضفناها فأضافتنا وذبحت لنا إن هذه الأخلاق بيد الله تعالى من شاء أن يمنحه منها خلقا حسنا فعل

32 - حدثني مفضل بن غسان حدثني أبي نا بن عيينة عن بن طاوس عن أبيه قال Y إن هذه الأخلاق منائح يمنحها الله تعالى من يشاء من عباده فمن أراد الله بعبد خيرا منحه منها خلقا صالحا

33 - قال سفيان Y لو أن رجلا عمل عمره كله ليقع عليه اسم من هذه الأسماء أن يقال حليم أو يقال كريم

( محبة الله لصاحب الخلق الحسن )

34 - حدثني علي بن شعيب نا بن أبي فديك عن بعض أشياخه رفعه قال Y إن محاسن الأخلاق مخزونة عند الله تعالى إذا أحب عبدا منحه خلقا حسنا أو خلقا صالحا

35 - حدثني مفضل بن غسان نا محمد بن كثير المصيصي عن بن أبي الرجال عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت Y لقد جاء الإسلام وفي العرب بضع وستون خصلة كلها زادها الإسلام شدة منها قري الضيف وحسن الجوار والوفاء بالعهد

( مكارم الأخلاق عشرة )

36 - حدثنا أبو صالح المروزي أحمد بن منصور بن راشد الحنظلي نا النضر بن شميل أنا الهرماس بن حبيب عن أبيه عن جده أنه سمع عائشة رضي الله عنها قالت Y إن مكارم الأخلاق عشرة صدق الحديث وصدق البأس في طاعة الله وإعطاء السائل ومكافأة الصنيع وصلة الرحم وأداء الأمانة والتذمم للجار والتذمم للصاحب وقرى الضيف ورأسهن الحياء

37 - حدثني أبو عمر حفص بن عمر المقرىء وأحمد بن عبد الأعلى الشيباني قالا نا إسماعيل بن عياش وحدثني سليمان بن منصور الخزاعي نا يحيى بن سعيد الأموي وحدثني هاشم بن القاسم الحراني نا محمد بن سلمة عن بكر بن خميس عن زيد بن أبي أنيسة كلهم عن عبد الرحمن بن زياد بن أنعم عن يزيد بن أبي منصور عن عائشة رضي الله عنها قالت Y مكارم الأخلاق عشرة تكون في الرجل ولا تكون في ابنه وتكون في ابنه ولا تكون فيه وتكون في السيد ولا تكون في عبده وتكون في العبد ولا تكون في سيده فذكر هذه الخصال

38 - قال أبو بكر Y ونحن ذاكرون في كتابنا هذا في كل خصلة من الخصال التي ذكرت أم المؤمنين رضوان الله عليها بعض ما انتهى إلينا عن النبي وعن أصحابه ومن بعدهم من التابعين لهم بإحسان وأهل الفضل والذكر من العلماء ليزداد ذو البصر في بصيرته وينتبه المقصر عن ذلك من طول غفلته فيرغب في الأخلاق الكريمة وينافس في الأفعال الجميلة التي جعلها الله تعالى حلية لدينه وزينة لأوليائه وقد كان يقال ليس من خلق كريم ولا فعل جميل إلا وقد وصله الله بالدين

39 - وأخبرني العباس بن هشام بن محمد عن أبيه قال أخبرني رجل من حضرموت Y أن بعض الملوك قال لوزير له عظني قال أيها الملك إنما الدنيا حديث فإن استطعت أن تكون منها حديثا حسنا فافعل

40 - وحدثني إسماعيل بن إبراهيم بن بسام نا عامر بن يساف عن حوشب عن الحسن قال Y بن آدم اصحب الناس بمكارم أخلاقك فإن الثواء فيهم قليل

41 - وأخبرني محمد بن الحسين نا الأصمعي قال Y لما حضرت جدي على بن أصمع الوفاة جمع بنيه فقال يا بني عاشروا الناس معاشرة إن غبتم حنوا إليكم وإن متم بكوا عليكم

42 - وحدثني هارون بن عبد الله نا سيار عن عبيد الله بن شميط بن عجلان قال قال أيوب السختياني Y لا ينبل الرجل حتى يكون فيه خصلتان العفة عما في أيدي الناس والتجاوز عما يكون منهم

43 - وقال أبو بكر وليس ينبغي لذي الفهم إن قصر به في هذه الخصال عن جمعها أن ينافس في بعضها ويتمسك بصالح ما وهب له منها فقد قال النبي Y إذا أحب الله عبدا منحه منها خلقا

44 - وحدثت عن بن عائشة التيمي قال قال رجل لحماد بن سلمة Y الرجل يحبب إليه الصلاة وآخر يحبب إليه الصيام وآخر يحبب إليه الجهاد وعدد خصالا من خصال الخير فقال هذه كلها طرق إلى الله أحب أن تعمر

45 - قال أبو بكر Y فليغتنم مغتنم بقية أيام مهلته ولينافس فيما له فيه الحظ في دنياه وآخرته قبل انقضاء مدته والحلول بعقوته وليحذر أن يخرج من هذه الدار بكره الموت وحسرة الفوت وما التوفيق إلا بالله تعالى

46 - قال أبو بكر وبلغني أن رجلا قال لميمون بن مهران Y كيف أصبحت قال أصبحت مستوحشا كم من خلق كريم وفعل جميل قد درس تحت التراب

( العاقل من استفاد أنفاس عمره )

47 - وحدثني بعض أهل العلم قال قال بعض الحكماء Y إن الليل والنهار يعملان فيك فاعمل فيهما

48 - وحدثني أزهر بن مروان قال نا كهمس بن المنهال أنه سمع رجلا يقص يقول لصاحب له Y أي أخي إنما الليل والنهار خزانتان من أودعهما شيئا وجده فيهما

49 - أنشدني أبو عبد الله التميمي

( لعمرك ما الأيام إلا معارة ... فما استطعت من معروفها فتزود )

50 - حدثني محمد بن بكر بن خالد نا عبيد الله بن العباس بن الربيع الحارثي من أهل نجران اليمن بعرفات عن محمد بن عبد الرحمن البيلماني عن أبيه عن بن عمر قال قال رسول الله Y خصلتان من أخلاق العرب وهما من عمود الدين توشكون أن تدعوهما قيل وما هما يا رسول الله قال الحياء والأخلاق الكريمة

51 - حدثني عبد الرحيم بن يحيى الدبيلي نا عثمان بن عمارة أبو سعيد عن المبارك بن فضالة عن حميد بن هلال قال دخلت الكوفة وجلست إلى الربيع بن خثيم فقال Y يا أخا بني عدي عليك بمكارم الأخلاق فكن بها عاملا ولها صاحبا واعلم أن الذي خلق مكارم الأخلاق لم يخلقها ولم يدل عليها حتى أحبها وحببها إلى أهلها

52 - وحدثني أبو جعفر مولى بني هاشم حدثني أبو بكر المديني قال قال سعيد بن العاص Y يا بني إن المكارم لو كانت سهلة يسيرة لسابقكم إليها اللئام ولكنها كريهة مرة لا يصبر عليها إلا من عرف فضلها ورجا ثوابها

53 - وأنشد بعضهم Y

( ليس دنيا إلا بدين ... وليس الدين إلا مكارم الأخلاق )

54 - وحدثني أحمد بن إبراهيم بن كثير حدثني عمارة بن يحيى أبو حمزة عن عبد الرحمن بن مهدي قال قال لي بشر بن منصور Y إني لأدعو إلى طعامي من لو نبذته إلى الكلب لكان أحب إلي من أن يأكله

55 - قال عبد الرحمن فليتق الرجل دناءة الأخلاق كما يتقي الحرام فإن الكرم من الدين

56 - وحدثنا أحمد بن إبراهيم نا يحيى بن المثنى الحلبي قال سمعت سفيان بن عيينة قال Y عمل رجل من أهل الكوفة بخلق دنى فأعتق جار له جارية شكرا لله إذ عافاه من ذلك الخلق *

57 - أنشدني أبو جعفر القرشي

( كل الأمور تزول عنك وتنقضي ... إلا الثناء فإنه لك باق )

( ولو أنني خيرت كل فضيلة ... ما أخترت غير محاسن الأخلاق ) [ ص 31 ] Y

58 - وأنشدني الحسين بن عبد الرحمن

( أحب مكارم الأخلاق جهدي ... وأكره أن أعيب وأن أعابا )

( وأعرض عن سباب الناس جهدي ... وشر الناس من بحث السبابا )

( أي الإيمان أفضل )

59 - حدثني أبو كريب نا عبد الله بن نمير عن حجاج بن دينار عن شهر بن حوشب عن عمرو بن عبسة قال قلت Y يا رسول الله ما الإيمان قال الصبر والسماحة قلت فأي الإيمان أفضل قال خلق حسن

60 - حدثني بعض أهل العلم عن خلف بن خليفة نا الحجاج بن دينار عن محمد بن ذكوان عن عبيد بن عمير عن عمرو بن عنبسة أن رجلا سأل النبي فقال Y ما الإيمان قال الصبر والسماحة وخلق حسن يعني بالصبر عن محارم الله والسماحة أداء ما افترض الله عليه وخلق حسن مكارم الأخلاق والأعمال

61 - حدثني إسماعيل بن أسد نا عبيد بن جناد نا يوسف بن محمد بن المنكدر عن أبيه عن جابر بن عبد الله قال Y سئل النبي عن الإيمان قال الصبر والسماحة

62 - حدثنا أبو عبيد الله يحيى بن محمد بن السكن البزار نا ريحان بن سعيد نا عرعرة بن البرند حدثني المثنى أبو حاتم عن عبيد الله بن العيزار عن القاسم بن محمد بن أبي بكر عن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله Y أقيلوا الكرام عثراتهم

63 - حدثني محمد بن الحسين حدثني محمد بن عبد العزيز قال قال أبي قال مالك بن دينار Y المؤمن كريم في كل حالة لا يحب أن يؤذي جاره ولا يفتقر أحد من أقربائه قال ثم يبكي مالك ويقول وهو والله مع ذلك غني القلب لا يملك من الدنيا شيئا إن أزلته عن دينه لم يزل وإن خدعته عن ماله انخدع لا يرى الدنيا من الآخرة عوضا ولا يرى البخل من الجود حظا منكسر القلب ذو هموم قد تفرد بها مكتئب محزون ليس له في فرح الدنيا نصيب إن أتاه منها شيء فرقه وإن زوى عنه كل شيء فيها لم يطلبه قال ثم يبكي ويقول هذا والله الكرم هذا والله الكرم

( إكرام النفس بطاعة الله )

64 - حدثني أبو جعفر الكندي نا محمد بن بكر السعدي عن الهيثم بن جماز عن يحيى بن أبي كثير قال كان يقال Y ما أكرم العباد أنفسهم بمثل طاعة الله ولا أهان العباد أنفسهم بمثل معصية الله

65 - حدثني محمد بن إدريس الحنظلي نا عبدة بن سليمان عن إسحاق بن عيسى عن يزيد بن بزيع عن زيد بن أسلم قال Y خلتان من أخبرك أن الكرم إلا فيهما فكذبه إكرامك نفسك بطاعة الله تعالى وإكرامك نفسك عن معاصي الله تعالى

66 - حدثني محمد بن الحسين حدثني العمري نا حفص بن سليمان المقرىء قال قال رجل لحاتم طىء Y كيف تجد البخل من قلبك قال إني لأجد منه ما يجد المسيك ولكني أحمل نفسي على خطط الكرام

67 - حدثني محمد بن أبي رجاء القرشي قال قال رجل لأبي العتاهية وسأله حاجة Y إن المكارم موصولة بالمكاره فمن أراد مكرمة صبر على مكروهها فأعجبه ذاك وقضى حاجته

68 - حدثنا خالد بن مرداس السراج نا أبو عقيل عن حفص بن عثمان قال قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه Y تعلموا من الشعر ما يكون لكم حكما ويدلكم على مكارم الأخلاق

69 - حدثنا عبد الرحمن بن واقد نا المبارك بن سعيد عن عبد الله بن الوليد عن عبد الملك بن عمير قال Y تعلموا الشعر فإن فيه محاسن تبتغى ومساوىء تتقى

70 - حدثني هارون بن سفيان نا يحيى بن غيلان عن يعقوب بن عبد الرحمن بن عبد القارىء قال سمعت عبد العزيز بن عبد الله بن عمر بن الخطاب وسمع رجلا يقول لرجل Y اقضني يا مفلس فقال هذا داء الكرام

71 - حدثني إبراهيم بن راشد نا مسلم بن إبراهيم نا عون بن عمرو القيسي أخو رباح نا سعيد الجريري عن عبد الله بن بريدة عن يحيى بن يعمر عن جرير بن عبد الله البجلي Y أن النبي دخل بعض بيوته فامتلأ فجاء جرير فقعد من خارج الباب فأخذ النبي ثوبه فلفه فرمى به إليه وقال اجلس على هذا فأخذه جرير فوضعه على وجهه وقبله فقال أكرمك الله يا رسول الله كما أكرمتني فقال إذا أتاكم كريم قوم فأكرموه قال أبو بكر بدأنا

( ذكر الحياء وما جاء في فضله )

لقول أم المؤمنين رضي الله عنها رأس مكارم الأخلاق الحياء

72 - حدثني سعيد بن سليمان الواسطي ومحمد بن أبي غالب عن هشيم عن منصور بن زاذان عن الحسن عن أبي بكرة عن النبي قال Y الحياء من الإيمان والإيمان في الجنة والبذاء من الجفاء والجفاء في النار

73 - حدثنا علي بن الجعد الجوهري أخبرني عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة الماجشون عن بن شهاب عن سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه قال Y سمع النبي رجلا يعظ أخاه في الحياء يقول إنك لتستحي حتى كأنك فقال النبي دعه فإن الحياء من الإيمان

74 - حدثنا علي بن الجعد أخبرني أبو غسان عن حسان بن عطية عن أبي أمامة قال قال رسول الله Y الحياء والعي شعبتان من شعب الإيمان والبذاء والبيان شعبتان من شعب النفاق

75 - حدثنا أبو مسلم عبد الرحمن بن يونس أنا يزيد بن هارون أنا محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة أن النبي قال Y الحياء من الإيمان

76 - حدثنا أبو خيثمة نا يزيد بن هارون نا خالد بن رباح عن أبي السوار عن عمران بن حصين أن رسول الله قال Y الحياء خير كله قال فقال رجل إن منه ضعفا وإن منه عجزا فقال عمران أحدثك عن رسول الله وتحدثني عن الصحف

77 - حدثني الحسن بن داود بن محمد بن المنكدر القرشي نا عبد الرزاق عن معمر عن ثابت عن أنس بن مالك أن رسول الله قال Y ما كان الحياء في شيء قط إلا زانه ولا كان الفحش في شيء قط إلا شانه

78 - حدثنا محمد بن سليمان الأسدي نا حبان بن علي عن حارثة بن محمد الأنصاري عن عمرة بنت عبد الرحمن عن عائشة قالت قالوا Y يا رسول الله إن حارثة بن النعمان أفسده الحياء فقال رسول الله لا يفسد الحياء ولكن لو قلتم أصلحه الحياء لصدقتم

79 - حدثنا أبو خيثمة نا خالد بن رباح الهذلي عن أبي السوار العدوي عن عمران بن حصين قال قال رسول الله Y الحياء خير كله

80 - حدثنا الحسن بن حماد الضبي نا أبو يحيى الحماني عن الأعمش عن مسلم بن صبيح عن مسروق عن عائشة رضي الله عنها قالت Y كان رسول الله إذا بلغه عن الرجل شيء لم يقل لم قلت كذا وكذا ولكنه يعم فيقول ما بال أقوام

( الحياء من شمائل النبوة )

81 - حدثنا علي بن الجعد نا شعبة عن قتادة عن عبد الله أو عبيد الله بن عتبة مولى لأنس بن مالك قال سمعت أبا سعيد الخدري قال Y كان رسول الله أشد حياء من العذراء في خدرها وكان إذا كره شيئا عرفناه في وجهه

82 - حدثنا خالد بن خداش المهلبي نا حماد بن زيد عن سلم العلوي عن أنس بن مالك قال Y كان رسول الله لا يواجه أحدا بما يكره

83 - حدثنا علي بن الجعد نا شعبة عن منصور بن المعتمر قال سمعت ربعيا يحدث عن أبي مسعود الأنصاري قال قال رسول الله Y إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى إذا لم تستحي فاصنع ما شئت

84 - حدثنا يحيى بن أيوب حدثني الهذيل بن ميمون عن الأحوص بن حكيم عن بن عون عن سعيد بن المسيب قال قال رسول الله Y قلة الحياء كفر

85 - حدثنا أحمد بن جميل نا عبد الله يعني بن المبارك نا جرير بن حازم عن حميد بن هلال قال قال عمران بن حصين سمعت رسول الله يقول Y إن الحياء خير كله فقال العلاء بن زياد إنا لنجد في الكتب أن منه ضعفا فغضب غضبا شديدا وقال أحدثك عن رسول الله وتأتيني بكتبك فقال القوم وإن العلاء رجل صالح وإنه وإنه

86 - حدثنا شجاع بن الأشرس نا ليث بن سعد عن خالد بن يزيد عن سعيد بن أبي هلال عن حفص بن عمر أنه بلغه أن رسول الله قال لعروة بن مسعود Y يا عروة إن الله يحب العيى الحيى العفيف المتعفف ويبغض البذي الفاحش السآل الملحف

87 - حدثني أبو عبد الرحمن الخزاعي نا محمد بن أبي السري العسقلاني نا بكر بن بشر السلمي نا عبد الحميد بن السوار حدثني إياس بن معاوية بن قرة قال كنت عند عمر بن عبد العزيز فذكر عنده الحياء فقالوا الحياء من الدين فقال عمر بل هو الدين كله قال إياس فقلت حدثني أبي عن جدي قرة قال Y كنت عند النبي فذكر عنده الحياء فقالوا يا رسول الله الحياء من الدين فقال رسول الله بل هو الدين كله ثم قال إن الحياء والعفاف والعي على اللسان لا على القلب والفقه من الإيمان فإنهن يزدن في الآخرة وينقصن من الدنيا وإن الشح والعجر والبذاء من النفاق وإنهن يزدن في الدنيا وينقصن من الآخرة وما ينقصن من الآخرة أكثر مما يزدن في الدنيا قال إياس فأمرني عمر فأمليتها عليه وكتبها بخطه ثم صلى بنا الظهر والعصر وإنها لفي كفه

88 - حدثنا أبو خيثمة نا يزيد بن هارون نا أبو نعامة العدوي عن حميد بن هلال عن بشير بن كعب عن عمران بن حصين قال قال رسول الله Y الحياء خير كله فقلت إن منه ضعفا وإن منه لعجزا فقال أحدثك عن رسول الله وتجىء بالمعاريض لا أحدثك بحديث ما عرفتك فقالوا يا أبا نجيد إنه طيب الهوى وإنه وإنه فلم يزالوا به حتى سكن

89 - حدثني إبراهيم بن سعيد نا عبيد بن أبي قرة عن أبي لهيعة عن أبي النضر عن أبي سلمة عن عائشة قالت قال رسول الله Y لو كان الحياء رجلا لكان رجلا صالحا ولو كان الفحش رجلا لكان رجل سوء

( حق الحياء )

90 - حدثنا إسحاق بن إسماعيل نا يعلي بن عبيد نا أبان بن إسحاق عن الصباح بن محمد عن مرة بن عبد الله قال قال رسول الله ذات يوم لأناس من أصحابه Y استحيوا من الله حق الحياء قالوا يا رسول الله إنا لنفعل ذلك قال ليس ذلك الحياء من الله ولكن من استحيا من الله حق الحياء فليحفظ الرأس وما وعى والبطن وما حوى وليذكر الموت والبلى ومن أراد الآخرة ترك زينة الدنيا فمن فعل ذلك فقد استحيا من الله حق الحياء

91 - حدثنا عبيد الله بن عمر الجشمي نا هشام بن عبد الملك نا ليث بن سعد نا يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير أنه سمع سعيد بن يزيد يقول أن رجلا قال Y يا رسول الله أوصني قال أوصيك أن تستحي الله كما تستحي رجلا صالحا من قومك

92 - حدثنا أحمد بن جميل نا عبد الله بن المبارك نا يونس عن الزهري أخبرني عروة عن أبيه Y أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه قال وهو يخطب الناس يا معشر المسلمين استحيوا من الله فوالذي نفسي بيده إني لأظل حين أذهب الغائط في الفضاء متقنعا بثوبي استحياء من ربي تعالى

93 - حدثني أسد بن عمار نا معلي بن أسد نا دريد بن مجاشع نا غالب القطان عن مالك بن دينار أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه Y قال من قل حياؤه قل ورعه ومن قل ورعه مات قلبه

94 - حدثني محمد بن عمران بن عبد الرحمن الأنصاري نا عبد الله بن قسيم الجعفري عن مجالد عن الشعبي قال Y مر عمر بن الخطاب في بعض طرق المدينة فسمع امرأة تقول

( دعتني النفس بعد خروج عمرو ... إلى اللذات فاطلع التلاعا )

( فقلت لها عجلت فلم تطاعي ... ولو طالت إقامته رباعا )

( أحاذر أن أطيعك سب نفسي ... ومخزاة تجللني قناعا ) فقال عمر وأتى بالمرأة أن شيئا منعك قالت الحياء والإكرام عرضي فقال عمر رضي الله عنه إن الحياء ليدل على هنات ذات ألوان من استحيا استخفي ومن استخفى اتقى ومن اتقى وقى وكتب عمر إلى صاحب زوجها فأقفله إليها *

95 - سمعت أعرابي من طيء ينشد

( فلا وأبيك ما في العيش خير ... ولا الدنيا إذا ذهب الحياء )

( يعيش المرء ما استحيا بخير ... ويبقى العود ما بقي اللحاء )

96 - حدثنا عبد الرحمن بن يونس نا عبد الله بن إدريس نا ليث عن مجاهد قال Y لو أن المسلم لم يصب من أخيه إلا أن حياؤه منه يمنعه من المعاصي

( الإيمان عريان ولباسه التقوى )

97 - حدثنا إسماعيل بن عبد الله بن زرارة نا عبد المجيد يعني بن عبد العزيز عن الثوري عن عبد العزيز بن رفيع عن وهب بن منبه قال Y الإيمان عريان ولباسه التقوى وزينته الحياء وماله العفة

98 - حدثني أبو محمد نا أبو عتبة الحسن بن علي بن مسلم البراد الحمصي وكان من خيار المسلمين نا معاوية بن يحيى عن محمد بن عبد العزيز عن الزهري عن أنس بن مالك عن النبي قال Y إن لأهل كل دين خلقا وإن خلق الإسلام الحياء

99 - حدثنا أبو كريب الهمداني نا زيد بن الحباب العكلي نا شعبة عن قتادة عن أبي سوار العدوي عن عمران بن حصين قال قال رسول الله Y إن الحياء لا يأتي إلا بخير فقال له بن كعب مكتوب في التوراة ان من الحياء وقارا ومن الحياء سكينة فقال عمران أحدثك عن رسول الله وتحدثني عن صحفك

100 - حدثنا إبراهيم بن بركة البلخي نا فاضل بن إبراهيم البخاري نا إسماعيل بن نوح حدثني أبي عن أبيه عن عائشة قالت سمعت رسول الله يقول Y من لم يكن له حياء فلا دين له ومن لم يكن له حياء في الدنيا لم يدخل الجنة

101 - حدثني القاسم بن هاشم بن سعيد نا داود بن المحبر عن عنبسة بن عبد الرحمن القرشي نا يوسف بن أيوب عن أنس بن مالك قال قال رسول الله Y لا إيمان لمن لا حياء له

102 - حدثنا يونس بن عبد الرحيم نا رواد بن معدان التميمي نا أبو سعد عن أنس قال قال رسول الله Y من ألقى جلباب الحياء فلا غيبة له

103 - حدثنا أبو كريب الهمداني نا محمد بن الصلت نا يحيى بن سلمة بن كهيل عن أبيه عن أبي الزعراء قال قال عبد الله Y الإيمان عريان وزينته التقوى ولباسه الحياء

104 - حدثنا زياد بن أيوب نا محمد بن يزيد نا زياد بن أبي زياد عن معاوية بن قرة قال قال رسول الله Y أرجو للمنافق ما دام يستحيي

105 - حدثني أبي رحمه الله عن هشام بن محمد عن عبد الرحمن بن سليمان بن الغسيل قال Y وفد الحزين الكناني واسمه سليمان إلى عبد العزيز بن مروان بمصر وكان عبد العزيز من أجمل الناس وقد هيىء له قصيدة مدحه بها فلما نظر إلى بهائه وجماله ارتج عليه فمكث طويلا لا ينطق فأكب عبد العزيز بقضيبه في الأرض فارتجل الحزين وهو قائم بين يديه

( بكفه خيزران ريحها عبق ... بكف أروع في عرنينه شمم )

( يغضى حياء ويغضى من مهابته ... فما يكلم إلا حين يبتسم ) فقال عبد العزيز لو كنت قلت هذا لقد كنت فرغت فأمر له بوصيفين

106 - حدثنا أحمد بن إبراهيم نا روح بن عبادة نا بن جريح قال قال عمر بن عبد العزيز قال رسول الله Y من لم يستحي فهو كافر

107 - حدثنا أبو عبد الله بن الأعرابي قال قال بعض العرب Y

( إني لأستر ما ذو العقل ساتره ... من حاجة وأميت السر كتمانا )

( وحاجة دون أخرى قد سمحت بها ... جعلتها للتي أخفيت عنوانا )

( إني كأني أرى من لا حياء له ... ولا أمانة وسط القوم عريانا )

108 - وحدثني محمد بن الحسين نا جعفر بن عون نا عفان بن جبير الطائي يرفع الحديث إلى كعب قال Y من لم يكن الحياء في رجل قط فتطعمه النار أبدا

109 - وحدثني محمد نا أبو إسحاق الضرير نا أبو عبيدة الناجي قال سمعت الحسن يقول Y الحياء والتكرم خصلتان من خصال الخير لم يكونا في عبد إلا رفعه الله بهما

110 - حدثني محمد نا الفضل بن دكين نا الحسن بن صالح عن بعض أصحابه قال قال سعيد بن جبير Y رأيت رجلا يصنع شيئا يكره فقيل له ألا نهيته قال استحييت منه

( لا إيمان لمن لا حياء له )

111 - كتب إلينا محمد بن سليم يخبرنا أن الحسين بن بسطام الكوفي صاحب أبي بكر بن عياش حدثهم قال حدثني بشر بن غالب بن بشر بن غالب الأسدي عن الزهري عن مجمع بن فلان بن جارية عن عمه مجمع بن جارية عن رسول الله قال Y الحياء شعبة من شعب الإيمان ولا إيمان لمن لا حياء له وإنما يدرك الخير كله بالعقل ولا دين لمن لا عقل له

112 - حدثني إسحاق بن حاتم نا بن أبي فديك عن محمد بن سليمان الأحمسي عن قطن أو فطر بن وهب القرطى قال قال رسول الله Y ثلاث من كن فيه أتقي بهن في الدنيا وعذب بهن في الآخرة الفحش والبذاء وقلة الحياء

113 - حدثنا خلف البزار نا أبو شهاب عن ليث بن أبي سليم عن عثمان عن زاذان عن سليمان قال Y إذا أراد الله بعبد هلاكا نزع منه الحياء فإذا نزع منه الحياء لم تلقه إلا مقيتا ممقتا

114 - حدثنا خلف نا أبو شهاب عن عوف عن معبد بن كعب الجهني قال Y لباس التقوى الحياء

( الصدق وما جاء في فضله )

115 - حدثنا أبو خيثمة نا جرير عن منصور عن أبي وائل عن عبد الله قال قال رسول الله Y إن الصدق يهدي الى البر وإن البر يهدي إلى الجنة وإن الرجل ليصدق حتى يكتب صديقا وإن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار وإن الرجل ليكذب حتى يكتب عند الله كذابا

( ست خصال موصلة للجنة )

116 - حدثنا أحمد بن إبراهيم بن كثير حدثني خالد بن مخلد البجلي حدثني سليمان بن بلال حدثني عمرو بن أبي عمرو عن مطلب بن حنطب عن عبادة بن الصامت قال قال رسول الله Y اضمنوا لي شيئا من أنفسكم أضمن لكم الجنة أصدقوا إذا حدثتم وأوفوا إذا وعدتم وأدوا إذا ائتمنتم واحفظوا فروجكم وغضوا أبصاركم وكفوا أيديكم

117 - حدثنا زهير بن حرب نا وكيع نا سفيان عن الأعمش عن عبد الله بن مرة عن مسروق عن عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله Y أربع من كن فيه كان منافقا خالصا وإن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها إذا وعد أخلف وإذا حدث كذب وإذا خاصم فجر وإذا عاهد غدر

118 - حدثنا يحيى بن أيوب نا إسماعيل بن جعفر أخبرني سهيل عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله قال Y آية المنافق ثلاث إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا ائتمن خان

( ثلاث خصال خير من الدنيا )

119 - حدثنا هارون بن عمر القرشي نا يحيى بن حسان نا بن لهيعة نا الحارث بن يزيد عن عبد الرحمن بن حجيرة عن عبد الله بن عمرو عن النبي قال Y ثلاث إذا كن فيك لم يضرك ما فاتك من الدنيا صدق الحديث وحفظ أمانة وعفة في طعمة

( الوصية بالصدق )

120 - حدثنا علي بن الجعد نا شعبة عن يزيد بن خمير قال سمعت سليم بن عامر يحدث عن أوسط بن إسماعيل بن أوسط سمع أبا بكر الصديق رضي الله عنه بعدما قبض رسول الله بسنة فقال Y قام رسول الله عام أول مقامي هذا ثم بكى أبو بكر ثم قال عليكم بالصدق فإنه مع البر وهما في الجنة وإياكم والكذب فإنه مع الفجور وهما في النار وسألوا الله تعالى المعافاة فإنه لم يؤتى أحد شيئا بعد اليقين خيرا من المعافاة ولا تقاطعوا ولا تدابروا ولا تحاسدوا ولا تباغضوا وكونوا عباد الله إخوانا

121 - حدثنا إسحاق بن إسماعيل نا سفيان عن إسماعيل بن أبي خالد وبيان سمعا قيس بن أبي حازم سمع أبا بكر الصديق رضي الله عنه يقول Y أيها الناس إياكم والكذب فإنه مجانب للإيمان

122 - حدثنا الهيثم بن خارجة نا الهيثم بن عمران قال سمعت إسماعيل بن عبيد الله المخزومي يقول Y أمرني عبد الملك بن مروان أن أعلم بنيه الصدق كما أعلمهم القرآن وأن أجنبهم الكذب وإن كان فيه يعني القتل

123 - حدثني سفيان بن وكيع ومحمد بن أبي عمر قالا نا بن عيينة عن الماجشون وقال بن أبي عمر عن رجل قال Y كلم عمر بن عبد العزيز الوليد في شيء فقال له كذبت فقال عمر ما كذبت مذ علمت أن الكذب يشين صاحبه

124 - حدثني محمد بن أبي عمر نا سفيان حدثني رجل قال حدثت سليمان بن علي بحديث فقال لي Y ما كذبت فقلت ما يسرني أن كذبت وأن لي ملء بهوك هذا ذهبا قال فانكسر عني

125 - حدثنا إسحاق بن إبراهيم نا سفيان قال قال مطرف بن طريف Y ما أحب أن كذبت وأن لي الدنيا وما فيها

126 - حدثنا عبيد الله بن جرير نا حجاج بن منهال نا عبد الله بن عمر النميري عن يونس بن يزيد حدثني الحكم بن عبد الله عن القاسم بن محمد عن عائشة رضي الله عنها قالت قال النبي لرجل من يهود Y اتق أن تكذب على الله وعلى كتابه فإنه من يكذب على الله وعلى كتابه ورسله يتبوأ مقعده من النار فقال اليهودي يا أبا القاسم شهادتي أنك لتقول الحق أنا لنجد في التوراة أن الكذب باب السوآت ومفتاح السيئات

127 - حدثنا سريج بن يونس نا أبو سفيان عن معمر عن قتادة Y في قوله تعالى منكرا من القول وزورا قال الزور الكذب

128 - حدثنا سريج نا أبو سفيان عن معمر عن قتادة Y في قوله تعالى قتل الخراصون قال الكذابون

129 - حدثنا أحمد بن عمران بن عبد الملك نا أبو بكر بن عياش عن عاصم عن شقيق بن سلمة قال قال أخي عبد الرحمن بن سلمة Y ما كذبت منذ أسلمت إلا أن الرجل يدعوني إلى طعامه فأقول ما اشتهيه فعسى أن بكيت

130 - حدثنا أحمد بن إبراهيم العبدي نا محمد بن عبيد حدثني داود العطار قال Y اقفل قتيبة بن مسلم بكر بن ماعز من خراسان فصحبه رجل فقال له يا بكر كذبت قط فسكت عنه قال يا بكر كذبت قط فسكت عنه حتى عاد إلى حمام أعين فقال يا بكر كذبت قط فقال إنك قد أكثرت علي وإني لم أكذب كذبة قط إلا واحدة فإن قتيبة أخذنا بالسلاح فاستعرت رمحا فلما مررت به قال يا بكر هذا السلاح لك فقلت نعم وكان الرمح ليس لي

131 - حدثنا داود بن عمرو الضبي نا بن عبد الملك بن أبي غنية نا سلامة بن صبيح التميمي قال قال الأحنف بن قيس Y ما كذبت منذ أسلمت إلا مرة واحدة

132 - حدثني أحمد بن إبراهيم نا غسان بن المفضل حدثني رجل من قريش قال قال إياس بن معاوية Y ما يسرني أني كذبت كذبة فغفرها الله تعالى لي وأعطى عليها عشرة الآف درهم ويعلم بها أبو معاوية بن قرة يعني إجلالا لأبيه لا يطلع عليه

133 - حدثني الحسين بن عبد الرحمن قال قال يحيى بن حمزة قاضي دمشق Y إني لفي مجلس يزيد بن الوليد الناقص إذ حدثه رجل بحديث علم أنه قد كذبه فقال له يا هذا إنك تكذب نفسك قبل أن تكذب جليسك قال فوالله ما زلنا نعرف ذلك الرجل بالتوقى بعدها

134 - حدثني الحسين بن عبد الرحمن عن بعض أشياخه عن العلاء بن المنهال قال Y أتى خاقان رجل من غنى في وفد أتوه من العرب وبوجه الرجل ضربة منكرة فقال له خاقان أي يوم ضربت هذه وهو يرى أنها ضربة سيف فقال الرجل ضربني فرس لي فقال خاقان لصدقه أعجب إلي مما ظننت ما أحسن الحق فأضعف له الجائزة

135 - حدثنا عمر بن بكير نا أبو عبد الرحمن الطائي أنا أبو بردة بن عبد الله بن أبي بردة قال كان يقال إن ربعي بن حراش لم يكذب كذبا قط قال فأقبل ابناه من خراسان وهما عاصيان قد تأجلا فجاء العريف إلى الحجاج فقال أيها الأمير Y إن الناس يزعمون أن ربعي بن حراش لم يكذب كذبة قط وقد قدما ابناه من خراسان وهما عاصيان فقال الحجاج علي به فلما جاء قال أيها الشيخ قال ما تشاء قال ما فعل ابناك قال المستعان الله خلفتهما في البيت قال لا جرم والله لا أسوؤك فيهما هما لك

( اعفني من أربع )

136 - حدثني أبي رحمه الله أخبرني بعض أصحابنا قال Y كان عبد الملك بن مروان إذ دخل عليه رجل من أفق من الآفاق قال اعفني من أربع وقل بعد ما شئت لا تكذبني فإن المكذوب لا رأي له ولا تجبني فيما لا أسألك عنه فإن في الذي أسألك عنه شغلا عما سواه ولا تطرني فإني أعلم بنفسي منك ولا تحملني على الرعية فإني إلى معدلتي ورأفتي أحوج

137 - حدثنا أحمد بن منيع نا مروان بن معاوية عن مجمع بن يحيى الأنصاري عن منصور بن المعتمر قال قال رسول الله Y تحروا الصدق وإن رأيتم أن فيه الهلكة فإن فيه النجاة واجتنبوا الكذب وإن رأيتم أن فيه النجاة فإن فيه الهلكة

( أسباب الوصول إلى كمال الإيمان )

138 - حدثنا أحمد بن إبراهيم نا روح بن عبادة نا عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة نا منصور بن آذين عن مكحول عن أبي هريرة قال قال رسول الله Y لا يؤمن العبد الإيمان كله حتى يؤثر الصدق وحتى يترك الكذب في المزاحة والمراء وإن كان صادقا

139 - حدثنا أحمد بن إبراهيم نا أبو بشر إسماعيل بن إبراهيم أخبرني روح بن القاسم عن إبراهيم بن ميسرة عن عائشة رضي الله عنها قالت Y ما كان من خلق أنقص عند أصحاب رسول الله من الكذب وما علم رسول الله من شيء منه من أحد فيخرج له من نفسه حتى يعلم أن قد أحدث توبة

140 - حدثنا إسماعيل بن خالد نا يعلى بن الأشدق نا عبد الله بن جراد قال قال أبو الدرداء Y يا رسول الله هل يكذب المؤمن قال لا لا يؤمن بالله ولا باليوم الآخر من حدث فكذب

( آية الإيمان إيثار الصدق )

141 - حدثنا إسحاق بن إبراهيم الباهلي الصواف نا عبد الله بن بكر السهمي نا الحجاج بن فرافصة قال Y كان رجلان يتبايعان عند عبد الله بن عمر فكان أحدهما يكثر الحلف فمر عليهما رجل فقام عليهما فقال للذي يكثر الحلف يا عبد الله أتق الله ولا تكثر الحلف فإنه لا يزيد في رزقك إن حلفت ولا ينقص من رزقك إن لم تحلف قال امض لما يعنيك قال إن ذا مما يعنيني فلما أخذ لينصرف عنهما قال أعلم أن من آية الإيمان أن تؤثر الصدق حيث يضرك على الكذب حيث ينفعك وأن لا يكون في قولك فضل على عملك واحذر الكذب في حديث غيرك ثم انصرف فقال عبد الله بن عمر لأحد الرجلين الحقه فاستكتبه هؤلاء الكلمات فقام فأدركه فقال أكتبني هؤلاء الكلمات رحمك الله قال ما يقدر الله من أمر يكن قال فأعادهن عليه حتى حفظهن ثم مشى معه حتى إذا وضع رجليه في المسجد فقده قال فكأنهم كانوا يرون أنه الخضر أو الياس عليهما السلام

142 - حدثنا أحمد بن إبراهيم نا أبو داود عن شعبة أخبرني عمارة بن أبي حفصة سمع أبا مجلز يقول قال رجل لقومه Y عليكم بالصدق فإنه نجاة زين الحديث الصدق

143 - حدثني عبد العزيز بن بحر أنا أبو عقيل عن محمد بن نعيم مولى عمر بن الخطاب عن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب عن جده علي رضي الله عنه أنه قال Y

( زين الحديث الصدق )

وأعظم الخطايا عند الله تعالى اللسان الكذوب وشر العذيلة عذيلة أحدكم نفسه عند الموت وشر الندامة ندامة يوم القيامة

144 - حدثنا داود بن رشيد نا علي بن هاشم قال سمعت الأعمش ذكره عن أبي إسحاق عن مصعب بن سعد عن أبيه قال قال رسول الله Y على كل خلة يطبع أو يطوى المؤمن إلا الخيانة والكذب

145 - حدثنا علي بن الجعد أخبرني نصر بن طريف الباهلي نا إبراهيم بن ميسرة عن عبيد بن سعيد عن عائشة قالت Y ما كان من خلق أشد عند أصحاب رسول الله من الكذب ولقد كان رسول الله يطلع على الرجل من أصحابه على الكذب فما ينحل من صدره حتى يعلم أنه قد أحدث لله منها توبة

146 - حدثني عبد الله بن أيوب حدثني عبد الرحيم بن هارون أبو هشام الغساني عن عبد العزيز بن أبي رواد عن نافع عن بن عمر عن النبي قال Y إن العبد ليكذب الكذبة فيتباعد منه الملك ميلا أو ميلين مما جاء به

147 - حدثنا أحمد بن إبراهيم نا روح بن عبادة نا مالك عن صفوان بن سليم قال قيل Y يا رسول الله أيكون المؤمن جبانا قال نعم قيل أيكون المؤمن بخيلا قال نعم قيل أيكون المؤمن كذابا قال لا

148 - حدثنا أحمد بن جميل أنا المعتمر بن سليمان عن عبد الله بن المبارك عن معمر عن موسى بن شيبة Y أن النبي رد شهادة رجل في كذبة

149 - حدثنا أحمد بن إبراهيم نا عثمان بن عمر نا يونس يعني بن يزيد عن أبي شداد عن مجاهد أن أسماء بنت عميس قالت Y كنت صاحبة عائشة رحمها الله التي هيأتها وأدخلتها على النبي ومعي نسوة قالت فوالله ما وجدنا عنده قرى إلا قدحا من لبن فشرب منه ثم ناوله عائشة رحمها الله قالت فاستحيت الجارية قالت فقلت لا تردي يد رسول الله خذي منه قالت فأخذته منه على حياء فشربت منه ثم قال ناولي صواحبك فقلنا لا نشتهيه فقال لا تجمعن جوعا وكذبا قالت فقلت يا رسول الله إن قالت إحدانا لشيء تشتهيه لا أشتهيه أيعد ذاك كذبا فقال إن الكذب يكتب كذبا حتى الكذيبة كذيبة

150 - حدثنا أحمد بن إبراهيم نا أبو النضر نا الليث يعني بن سعد عن عقيل عن بن شهاب عن أبي هريرة قال قال رسول الله Y من قال لصبي هاء أعطك فلم يعطه شيئا كتبت كذبة

( آية المنافق ثلاث )

151 - حدثنا عمرو بن علي عن أبي داود نا شعبة أخبرني منصور قال سمعت أبا وائل عن عبد الله أن النبي قال Y آية المنافق ثلاث إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا ائتمن خان

152 - حدثنا عمرو بن علي نا يحيى بن محمد بن قيس نا العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله Y آية المنافق ثلاث إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا ائتمن خان

153 - حدثنا سعدويه عن أنس بن عياض عن صالح بن حسان عن محمد بن كعب قال Y إنما يكذب الكاذب من مهانة نفسه عليه

( صدق البأس وما جاء فيه )

154 - حدثنا علي بن الجعد الجوهري نا زهير عن أبي إسحاق عن حارثة بن مضرب عن علي رضي الله عنه قال Y كنا إذا احمر البأس ولقي القوم القوم اتقينا برسول الله فما يكون أقرب إلى القوم منه

155 - حدثنا علي بن الجعد أنا زهير عن أبي إسحاق قال قال رجل للبراء يا أبا عمارة أكنتم وليتم يوم حنين قال لا والله Y ما ولي رسول الله ولكنا لقينا قوما رماة لا يكاد يسقط لهم سهم جمع هوزان قال فرشقونا رشقا ما يكادون يخطئون فمال من هناك إلى رسول الله ورسول الله على بغلته البيضاء وأبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب يقود به قال فنزل رسول الله فاستنصر ثم قال أنا النبي لا كذب أنا بن عبد المطلب قال ثم صفهم صفا

156 - حدثنا سويد بن سعيد نا محمد بن مروان البصري عن عمارة بن أبي حفصة عن عكرمة قال قال علي رضي الله عنه Y لما كان يوم أحد نظرت رسول الله في القتلى فلم أجده فقلت والله ما كان رسول الله ليفر والله إني لأرى الله غضب علينا لما صنعنا فرفعه إليه قال فكسر الجفن سيفي فحملت على القوم فأفرجوا لي فإذا أنا برسول الله بينهم

( صورة من صور شجاعة الرسول وأصحابه )

157 - حدثنا محمد بن جعفر نا أيوب بن جابر عن صدقة بن سعيد عن مصعب بن شيبة عن أبيه قال Y التقى المسلمون يوم حنين فقتل من قتل ثم أقبل عمر رضي الله عنه آخذا باللجام والعباس أخذ باللبد فينادي العباس أين المهاجرون أين أصحاب البقرة بصوت عال هذا رسول الله فأقبل الناس ورسول الله يقول قدماها أنا النبي لا كذب أنا بن عبد المطلب فأقبل المسلمون فاصطكوا بالسيوف فقال النبي الآن حمي الوطيس

158 - حدثني أبي رحمه الله ومحمد بن صالح عن هشام بن محمد عن أبيه عن أبي صالح عن بن عباس قال لما كان يوم بدر قال علي رضي الله عنه للمقداد Y أعطني فرسك أركبه فقال له النبي أنت راجلا خير منك فارسا قال فركبه ثم وتر قوسه فرمى فأصاب أذن الفرس فشب الفرس فصرعه فضحك النبي حتى أمسك على فيه فغضب علي رضي الله عنه فسل سيفه ثم شد علي المشركين فقتل ثمانية قبل أن يرجع ثم قال للنبي لو أصابني شر من هذا كنت أهله حين تقول أنت راجلا خير منك فارسا فعصيتك

( من صور شجاعة علي والزبير )

رضي الله عنهما

159 - حدثني المفضل بن غسان حدثني أبي قال نا معاذ بن معاذ عن عبيد الله بن الحسن عن عمرو بن دينار قال كان يقال Y أشجع الناس الزبير وأبسلهم علي رضي الله عنهما والباسل فوق الشجاع

160 - حدثني سريج بن يونس نا وكيع نا الأعمش عن شمر بن عطية عن عبد الله بن سنان الأسدي قال Y رأيت عليا رضي الله عنه بصفين معه سيف رسول الله ذو الفقار يحمل عليهم فنضبطه فيفلت منا فيحمل عليهم فيضرب بسيفه حتى يجيء به قد تثنى فيقول إن هذا يعتذر إليكم

161 - حدثنا يوسف بن موسى نا عبد الله بن داود وأبو أسامة وأبو معاوية عن هشام بن عروة عن أبيه قال Y كان الزبير أول من سل سيفه في الله تعالى نفخت نفخة من الشيطان أخذ رسول الله وكان رسول الله بأعلى مكة والزبير بأسفل مكة فخرج الزبير يسبق الناس بسيفه فلقى النبي فقال ما لك يا زبير قال أخبرت أنك أخذن فصلى عليه رسول الله ودعا له ولسيفه

162 - حدثنا إسحاق بن إسماعيل نا سفيان عن قعنب قال Y بارز الزبير رضي الله عنه رجلا على أكثبة فتدهديا فعلاه الزبير فقتله فاستقبله النبي فقبل ما بين عينيه وقال فداك عم وخال

163 - حدثنا يوسف بن موسى نا حجاج نا حماد بن سلمة عن علي بن زيد أخبرني Y من رأى الزبير وإن في صدره أمثال العيون من الطعن والرمي

164 - حدثنا عبد الرحمن بن صالح نا وكيع عن موسى بن عبد الله بن إسحاق بن طلحة بن عبيد الله قال سمعت موسى بن طلحة يقول لجدنا Y جرح طلحة رضي الله عنه مع النبي بضعا وعشرين جراحة

165 - حدثني المفضل بن عبيد الله نا سليمان بن أيوب بن سليمان بن عيسى بن موسى بن طلحة بن عبيد الله حدثني أبي عن جدي عن موسى بن طلحة قال سمعت أختى أم إسحاق تقول سمعت أبي طلحة بن عبيد الله وهو يقول لأمي Y لقد جرحت يوم أحد في جميع جسدي حتى جرحت في ذكري

166 - حدثني محمد بن عباد بن موسى نا أبو أسامة عن هشام بن عروة عن أبيه قال Y قاتل الزبير بمكة وهو غلام رجلا فدق يده وضربه ضربا شديدا فمر بالرجل على صفيه وهو يحمل فقالت ما شأنه قالوا قاتل الزبير فقالت له

( كيف رأيت زبرا ... أأقطا حسبته أم تمرا )

( أم مشمعلا صقرا ... )

167 - حدثنا علي بن الجعد نا بن عيينة عن أبي الزعراء عن رجل أتى عليا رضي الله عنه فقال Y دخل علينا اللصوص فما تركوا لنا شيئا حتى نزعوا حجلي أمرأتي قال علي رضي الله عنه وأنت تنظر قال نعم قال لكن بن صفية ما كان اللصوص لينزعوا حجلي امرأته وهو ينظر يعني الزبير

168 - حدثنا إسحاق بن إسماعيل نا سفيان عن عمرو بن دينار قال جاء رجل حتى وقف عليهم في المسجد فقال يا شربة السويق أنا حدياكم صراعا فقال طلحة Y ليقومن اليه رجل منكم أو لأقومن إليه

169 - حدثنا هارون بن عبد الله نا سعيد بن عامر عن جويرية بن أسماء عن نافع Y أن الزبير بن العوام رضي الله عنه لقي العدو في جيش فقالوا يا أبا عبد الله احمل قال دعوني فإني لو رأيت محملا حملت قالوا يا أبا عبد الله احمل ونحمل معك قال لكأني بكم قد حملت وحملتم فأقدمت وكذبتم فأخذت سلما قالوا كلا والله لا يكون ذاك أبدا لئن حملت لنحملن ولئن أقدمت لنقدمن قال فحمل الزبير وحملوا فأقدم وكذبوا قال قال الزبير فهاجت غبرة فما شعرت إلا وأنا بين علجين قد اكتنفاني قد أخذا بعنان دابتي أحدهما عن يميني والآخر عن يساري قال نافع فكيف ترى أبا عبد الله صنع وجدوه والله غير طائش الفؤاد أدخل السيف في العنان والعذار فقطعهما ثم بطن الفرس برجليه قال فنجا أبو عبد الله وبقي اللجام في يد العلجين

170 - حدثني محمد بن الحسين نا يزيد بن هارون أنا مسعر عن عبد الملك بن عمير عن بن عمر قال Y ما رأيت أحدا أجود ولا أنجد ولا أشجع من رسول الله

171 - حدثنا أحمد بن إبراهيم نا سعيد بن عامر نا أبو الأسود عن بن عون قال Y بينا نحن يوما في بلاد الروم إذا أنا بوجوه الناس قد تغيرت فقلت لرجل إلى جنبي ما هذا الذي أرى في وجوه الناس قال أما ترى العدو فنظرت فإذا الجبل مسود من الأعلاج قال بن عون نعلم أن الموت كريه وإلى جنبي رجل لا أرى في وجهه ما أرى في وجوه القوم في يده تفاحتان يقلبهما إذ خرج رجل من العدو فدعا إلى البراز فبرز له رجل من المسلمين فحمل عليه العلج فطعنه فألقى صاحب التفاحتين تفاحتيه ثم برز له فحمل عليه فطعنه وعاد إلى تفاحتيه فأخذهما فجعل يقلبهما فقلت لرجل إلى جنبي من هذا قال هذا البطال

172 - حدثني علي بن الحسن قال ثنا أبو بحر السكوني فرات بن محبوب عن أبي بكر بن عياش قال قيل للبطال Y ما الشجاعة قال صبر ساعة

( من شجاعة أسماء بنت زيد )

173 - حدثني أبو جعفر التميمي نا إسماعيل بن عياش عن عمرو بن المهاجر عن أبيه عن أسماء بنت يزيد الأنصارية Y شهدت اليرموك مع الناس فقتلت سبعة من الروم بعمود فسطاطها

( سيف الله المسلول )

174 - حدثنا أحمد بن عمران بن عبد الملك حدثني محمد بن الفضيل نا يونس بن أبي إسحاق عن العيزار بن حريث قال قال خالد بن الوليد والله Y ما أدري من أي يومي أفر من يوم أراد الله تعالى أن يرزقني فيه شهادة أم من يوم أراد أن يهدي لي فيه كرامة

175 - حدثنا إسحاق بن إسماعيل نا أبو معاوية عن إسماعيل عن قيس قال قال خالد بن الوليد Y لقد رأيتني يوم مؤتة تقطعت في يدي تسعة أسياف وصيرت في يدي صفيحة لي يمانية

176 - حدثنا علي بن الجعد أخبرني محمد بن يزيد عن إسماعيل عن قيس قال قال خالد بن الوليد Y ما ليلة أبشر فيهما بغلام أو تهدي إلي فيها عروس أحب إلي من ليلة قرة باردة في سبيل الله تعالى

177 - حدثنا بن جميل نا عبد الله نا حماد بن زيد عن عبد الله بن المختار عن عاصم بن بهدلة عن أبي وائل ثم شك حماد بعد في أبي وائل قال Y لما احتضر خالد بن الوليد قال لقد طلبت القتل مظانه فلم يقدر لي إلا أن أموت على فراشي وما من عملي شيء أرجى عندي بعد لا إله إلا الله من ليلة بتها وأنا متترس بترسي والسماء تهلبني ننتظر الصبح حتى نغير على الكفار ثم قال إذا أنا مت فأنظروا سلاحي وفرسي فاجعلوها عدة في سبيل الله تعالى

178 - حدثنا أبو إسحاق نا معاوية بن عمرو عن أبي إسحاق عن الأوزاعي عن حسان بن عطية قال Y بعث رسول الله جيشا فيهم بن رواحة وخالد فلما صافوا المشركين أقبل رجل منهم يسب رسول الله فقال رجل من المسلمين أنا فلان بن فلان وأمي فلانة فسبني وسب أمي وكف عن سب رسول الله فلم يزده ذلك إلا إغراء فأعاد مثل ذلك وأعاد الرجل مثل ذلك فقال لئن عدت الثالث لأرحلنك بسيفي فعاد فحمل عليه الرجل فولى الرجل مدبرا فأتبعه الرجل حتى خرق صف المشركين فضربه بسيفه فأحاط به المشركون فقتلوه فقال رسول الله أعجبتم من رجل يضر الله ورسوله ثم إن الرجل برأ من جراحته فأسلم وكان يسمى الرحيل

179 - حدثنا أبو إسحاق نا معاوية عن أبي إسحاق عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير قال Y لما كان يوم جرح رسول الله قال رجل من القوم وجهي أحق بالكلوم من وجهك ثم تقدم فقال يا معشر الشباب من جشم من يريد الموت معي

( شجاعة سعد بن أبي وقاص )

180 - حدثنا خالد بن خداش نا حاتم بن إسماعيل عن بكير بن مسمار عن عامر بن سعد عن أبيه Y أن رسول الله جمع له أبويه قال كان رجل من المشركين قد خرق المسلمين فقال النبي لسعد ارم فداك أبي وأمي قال فنزعت بسهم لي فيه نصل فأصبت جنبه فوقع وانكشفت عوراته فضحك رسول الله حتى نظرت إلى نواجذه

181 - حدثنا أبو إسحاق نا معاوية عن أبي إسحاق عن رجل من أهل المدينة عن محمد بن المنكدر قال لما كان يوم أحد صعد المشركون على أحد فقال رسول الله لسعد Y احتتهم يا سعد يقول آرددهم قال وكيف احتتهم يا رسول الله وحدي قال ثم عاد فقال مثل ذلك فقال سعد مثل ذلك ثم قال سعد يقول رسول الله احتتهم وأنا أقول ما أقول لئن أعاد الثالثة لأفعلن فقال احتتهم يا سعد فداك أبي وأمي قال فأخذت سهما من كنانتي فرميت به رجلا منهم فقتلته فرميت بسهمي فأخذته أعرفه ثم رميت به رجلا آخر فقتلته ثم رميت بسهمي أعرفه فأخذته ثم رميت آخر فقتلته ورميت بسهمي فأخذته أعرفه فهبطوا من مكانهم فقلت هذا سهم مبارك بدمي فحملته في كنانتي فكان عند سعد حتى مات ثم عند بنيه ثم هلك بعد

182 - حدثنا الحسن بن حماد الضبي أخبرني عثام بن علي عن الأعمش عن أبي خالد الوالبي عن جابر بن سمرة قال Y فالتفت سعد فإذا رجل رجل خارجة من غرز الرحل فرماه بسهم فكأني أنظر الى الدم كأنه شراك فقال أخ أخ وكان أول من رمى بسهم في الإسلام

183 - حدثنا إسماعيل نا معاوية بن عمرو عن أبي إسحاق عن هشام عن محمد قال Y بعث عمر بن الخطاب رضي الله عنه الأحنف بن قيس على جيش قبل خراسان فبيتهم العدو ليلا ففرقوا جيوشهم أربعة جيوش وأقبلوا معهم الطبول ففزع الناس وكان أول من ركب الأحنف فأخذ سيفه فتقلده ثم مضى نحو الصوت وهو يقول

( إن على كل رئيس حقا ... أن يخضب القناة أو تندقا ) ثم حمل على صاحب الطبل فقتله فلما فقد أصحابه الصوت انهزموا ثم حمل على الكردوس الآخر ففعل مثل ذلك ثم حمل على الآخر ففعل ثم حمل على الآخر ففعل مثل ذلك وهو وحده ثم جاء الناس وقد انهزم العدو فاتبعهم الناس يقتلون ثم مضوا حتى فتحوا مدينة يقال لها مرو الروذ

184 - حدثني محمد بن صالح القرشي حدثني سحيم بن حفص حدثني وضاح بن خيثمة حدثني عبيد الله بن عبيد الله بن معمر قال Y غزا المسلمون كابل وعليهم عبد الرحمن بن سمرة فانتهوا إلى ثلمة لا يقوم عليها إلا رجل واحد فقال انظروا من يقوم عليها فقالوا عمر بن عبيد الله بن معمر فدعوه فقالوا قم عليها فقام عليها ثم إنه أصابته رمية فسقط فحمل إلى أهله فقالوا من يقوم عليها فقالوا عباد بن الحصين فدعوه فقام عليها فما رأينا مثله قط ما زالوا يقاتلونه ويرمونه ويقاتلهم ويكبر حتى إذا كان في بعض الليل خمد صوته فلم نسمعه قلنا إنا لله قتل عباد فلما أصبحنا وجدناه قد شد عليهم واقتحم الثلمة عليهم فولوا وكانت الهزيمة وإذا قد صحل حلقه من الصياح وانقطع صوته قال وكان الحسن بن أبي الحسن شهدها فقال ما رأيت فارسا خيرا من ألف حتى رأيت عباد بن الحصين

185 - حدثني أبو زيد نا الأصمعي نا يوسف بن عبدة قال قال الحسن Y إني لأرجو أن لا تمس النار عباد بن الحصين

186 - حدثني محمد بن صالح نا علي بن محمد القرشي عن مسلمة بن محارب قال سمعت عوفا الأعرابي يقول قال الحسن Y ما رأيت أحدا أشد بأسا من عباد بن الحصين وعبد الله بن خازم أما عباد فبات ليلة على ثلمة ثلمه المسلمون في حائط كابل يطاعن المشركين عليها ليلة حتى أصبح ومنعهم من سدها فأصبح وهو على الحال التي كان عليها أول الليل ثم جاء بن خازم فجاء رجل مثله في البأس أحسن توقيا منه فقاتلهم عليها حتى افتتحها المسلمون فقاتلوهم من بين حائط المدينة والحائط الذي ثلموه فاضطروهم إلى باب المدينة ومعهم فيل فقدموه ليدخل المدينة فضرب بن خازم الفيل فعقره فسقط على الباب فمنعهم من إغلاقه وهرب المشركون ودخل المسلمون المدينة فغلبوا عليها

187 - حدثني محمد بن صالح حدثني علي بن محمد عن القاسم بن الفضل الحداني عن جلهمة اليحمدي قال ذكر المهلب يوما أهل البأس فقال Y أشد الناس أحمر قريش وابن الكلبية وصاحب البغلة فقال شيخ منهم يقال له الحتات ما نعرف هؤلاء الذين ذكرت فقال أما بن الكلبية فمصعب بن الزبير أفردوه فبقي في سبعة فعرضوا عليه الأمان فأبى ومضى على أمره فقتل وأما أحمر قريش فعمر بن عبيد الله بن معمر لم تلقنا سرعان خيل قط إلا ردها عنا وأما صاحب البغلة فهذا الحمار من بني تميم عباد بن الحصين لم نكن في كربة قط إلا فرجها عنا قال فقال له الفرزدق بن غالب ما رأينا كاليوم شيخا أضل فأين بن خازم وعبد الله بن الزبير فقال يا أبا فراس إنما جرى الحديث بالإنس فليس هذان من الإنس

188 - حدثني المفضل بن غسان نا غسان بن مالك السلمي قال سمعت يونس بن حبيب يقول Y ما كانت الشجعان لتستحيي أن تفر من عبد الله بن خازم وكان يقاتل على دين

189 - أخبرنا العباس بن هشام عن أبيه عن زياد بن عبد الله عن محمد Y لم أر جلدا على لحم ولا لحما على عظم ولا عظما على قلب مثل عبد الله بن الزبير رضي الله عنه

190 - حدثني محمد بن صالح حدثني أبو اليقظان عن غسان بن عبد الحميد عن أبيه عن إبراهيم بن عربي وكان شاهد الأمر قال Y ترك الناس مصعب بن الزبير حتى بقي في سبعة فقعد على وسادة شاذر فجعل يشد على الناس فيكشفهم وحده ثم يرجع فيقعد على الوسادة حتى فعل ذلك مرارا

191 - أخبرني العباس بن هشام عن أبيه قال نظر إليه عبد الملك وهو يشد على الناس وحده فقال Y هذا والله كما قال الأول

( ومدجج كره الكماة نزاله ... لا ممعن هربا ولا مستسلم ) هذا الذي لا يجيبنا إلى أماننا ولا يهرب عنا

192 - حدثني محمد بن صالح عن أبي اليقظان عن جويرية بن أسماء قال قال عبد الملك بن مروان Y ما خلق الله أحدا أشد من هذا الحي من قريش إن الرجل منهم يحمل على مائة ألف

( أشجع العرب )

193 - أخبرني العباس بن هشام عن أبيه عن عوانة بن الحكم قال قال عبد الملك بن مروان لجلسائه Y من كان أشجع العرب فقالوا عمير شبث فعدوا فرسانا من فرسان العرب فقال عبد الملك أشجع العرب رجل جمع بين سكينة وعائشة وأمه أحمد بنت سيد كلب ولي العراق فأصاب ألف ألف وألف ألف فخذله أهل العراق وعرضنا عليه الأمان فأبى أن يقبله ومضى حتى قتل مصعب بن الزبير لا من قطع الجسور ها هنا مرة وها هنا مرة ثم قال متى تغذو حواضن قريش مثل مصعب

194 - حدثني أبي رحمه الله عن هشام بن محمد عن أبيه قال Y سمعت عبد الله بن أبي عقيل الثقفي عم أبي الحجاج بن يوسف وكان عالما بالعرب يقول فرسان العرب أربعة بشر بن عمرو بن مرثد بن سعد بن مالك بن ضبيعة وعتيبة بن الحارث اليربوعي وصخر بن عمرو بن الحارث بن الشريد وعامر بن الطفيل فقال له رجل من بني أسد كان عنده أفرس والله من هؤلاء من قتل بشرا وصخرا وعتيبة وطعن عامرا في استه فعقر منها فسكت عبد الله وكان قتله هؤلاء من بني أسد

195 - حدثنا أحمد قال حدثني محمد بن عباد بن موسى العكلي نا كثير بن هشام نا عيسى عن معروف قال قال سعيد بن المسيب Y قتل علي بن أبي طالب رضي الله عنه أربعة نفر من صناديد قريش أحدهم طلحة بن أبي طلحة ثم جاء بالسيف إلى فاطمة فقال

( أفاطم هاك السيف غير ذميم ... فلست برعديد ولا بلئيم )

( لعمري لقد جاهدت في نصر أحمد ... ومرضاة رب بالعباد عليم )

( أريد ثواب الله لا شيء غيره ... ورضوانه في جنة ونعيم )

( أممت بن عبد الداركي أعرفنه ... بذي رونق يفرى العظام صميم )

( وكنت امرأ أسمو إذا الحرب شمرت ... وقامت على ساق لكل مليم )

( فغادرته بالجر وارفض جمعه ... عباديد من ذي فائظ وكليم ) [ ص 68 ] قال ولما كان يوم الأحزاب قطع عليهم عمرو بن عبد ود الخندق فقيل له انصرف قال لا أنصرف حتى أقتل محمدا فخرج إليه علي رضي الله عنه فقال يا عمرو إني سمعتك تقول عند الكعبة لا ينصفني أحد إلا قتلت وإني أدعوك إلى أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله فأبى عليه قال فإني أدعوك أن تنزل فتبارزني قال أنصفت قال وقد قال عمرو قبل ذلك

( ولقد بحجت من النداء ... بجمعكم هل من مبارز )

( ووقفت إذ جبن الشجاع ... لموقف البطل المناجز )

( وكذاك إني لم أزل ... متسرعا نحو الهزاهز )

( إن الشجاعة في في الفتى ... والجود من خير الغرائز ) فأجابه علي رضي الله عنه

( لا تعجلن فقد أتاك ... مجيب صوتك غير عاجز )

( ذو نية وبصيرة ... والصدق منجى كل فائز )

( إني لأرجو أن أقيم ... عليك نائحة الجنائز )

( من ضربة فوهاء يبقى ... أثرها عند الهزاهز )

( ولقد دعوت إلى البراز ... فما تجيب إلى المبارز ) فنزل فعقر فرسه وركز عنزته وكان أعرج ومشى إليه علي رضي الله عنه وهاجت عجاجة فحالت بينهما وبين الناس ورفع النبي يديه يدعو فانفرجت وعلي يمسح سيفه بثيابه ورجع علي رضي الله عنه يقول

( أعلي تقتحم الفوارس هكذا ... عني وعنهم أخروا أصحابي )

( اليوم يمنعني الفرار حفيظتي ... ومصمم في الرأس ليس بنابي )

( أدى عمير حين أخلص صنعه ... صافي الحديدة يستنض ثوابي )

( فغدوت التمس القراع بمرهف ... عضب مع البتراء في الأقراب )

( آلى بن عبد حين شد ألية ... وحلفت فاستمعوا من الكذاب )

( ألا يصد ولا يهلل فالتقى ... فتيان يضطربان كل ضراب )

( فصددت حين تركته متجدلا ... كالجذع بين دكادك وروابي )

( وعففت عن أثوابه ولو أنني ... كنت المقطر بزنى أثوابي ) وزادني عبد الرحمن بن صالح عن يونس بن بكير عبد الحجارة من سفاهة رأيه وعبدت رب محمد بصواب

196 - وحدثنا عبد الرحمن بن صالح نا يونس بن بكير عن محمد بن إسحاق قال Y لما قتل علي رضي الله عنه عمرا أقبل نحو رسول الله ووجهه يتهلل فقال له عمر رضي الله عنه هلا سلبت درعه فإنه ليس للعرب درع مثله قال ضربته فاتقاني بسوءته فاستحييت يا بن عمي أن أسلبه

197 - وحدثني أبي رحمه الله عن هشام بن محمد عن أبيه حدثني رجل من قريش قال Y وجدت جمجمة عمرو بن عبد ود فكيلت فيها كيلجة فاستوعبته

198 - حدثني العباس بن محمد نا روح بن عبادة عن عوف عن أبي رجاء قال Y رأيت رجلا قد اصطلمت أذنه فقلت ما هذا أخلقة أو شيء أصابك قال أحدثك بينا أنا أمشي في القتلى يوم الجمل إذا رجل يفحص برجله ويقول

( لقد أوردتنا حومة الموت أمنا ... فلم ننصرف إلا ونحن رواء )

( أطعنا قريشا ضلة من حلومنا ... ونصرتنا أهل الحجاز عناء ) قال فقلت يا عبد الله قل لا إله إلا الله قال ادن مني ولقني قال فدنوت فقال لي ممن أنت قلت رجل من أهل الكوفة قال فوثب علي فصنع بأذني ما ترى وقال إذا لقيت أمك فأخبرها أن عمير بن الأهلب الضبي فعل بي ما ترين قال غير العباس ثم مات وإن أذني لفي فيه

199 - حدثني محمد بن حسان بن فيروز نا حجاج بن محمد نا السري بن يحيى عن بن سيرين Y أن المسلمين انتهوا إلى حائط قد أغلق بابه فيه رجال من المشركين فجلس البراء بن مالك على ترس وقال ارفعوني برماحكم فألقوني إليهم فرفعوه برماحهم من وراء الحائط فأدركوه وقد قتل منهم عشرة

200 - حدثنا أبو بكر بن أسلم نا النضر بن شميل أنا شعبة عن أبي إسحاق قال سمعت حسان بن فائد قال سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول Y الجبن والشجاعة غرائز في الناس تلقى الرجل يقاتل عمن لا يعرف وتلقى الرجل يفر عن أبيه

201 - حدثني الحسن بن الصباح أنا عبد الله بن وهب عن عبد الله بن عمر عن زيد بن أسلم عن أبيه قال Y رأيت عمر يمسك أذن فرسه بإحدى يديه ويمسك أذنه الأخرى ثم يثب حتى يقعد عليه

202 - حدثني إسحاق بن إسماعيل نا أبو أسامة قال سمعت الأعمش يذكر عن أبي إسحاق قال لما أسلم عكرمة بن أبي جهل جاء الى النبي فقال Y يا رسول الله لا أترك مقاما قمته لأصد به عن سبيل الله إلا قمت مثله في سبيل الله ولا نفقة أنفقتها لأصد بها عن سبيل الله إلا أنفقت مثلها في سبيل الله فلما كان يوم اليرموك أو غيره قاتل قتالا شديدا فوجدوا به بضعا وسبعين ضربة من بين طعنة ورمية وضربة

( صلة الرحم )

203 - حدثنا علي بن الجعد وغيره عن سفيان بن عيينة عن الزهري عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف قال قال عبد الرحمن بن عوف سمعت رسول الله يقول Y إن الله تبارك وتعالى يقول أنا الله وأنا الرحمن خلقت الرحم فشققت لها من اسمي فمن وصلها وصلته ومن قطعها بتته

204 - حدثنا بن جميل نا عبد الله بن المبارك نا معمر عن بن شهاب عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن رداد الليثي عن عبد الرحمن بن عوف عن النبي Y مثله

205 - حدثنا أبو خيثمة نا يزيد بن هارون نا هشام الدستوائي عن يحيى بن أبي كثير عن إبراهيم بن عبد الله بن قارظ أن أباه حدثه أنه دخل على عبد الرحمن بن عوف يعوده فقال له عبد الرحمن وصلتك رحم سمعت رسول الله يقول Y فذكر نحوه

206 - حدثني محمد بن يزيد الأدمي وغيره أخبرني أبو اليمان نا شعيب بن أبي حمزة نا عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي الحسين نا نوفل بن مساحق عن سعيد بن زيد قال قال رسول الله Y الرحم شجنة من الرحمن فمن قطعها حرم الله تعالى عليه الجنة

207 - حدثنا بشر بن معاذ العقدي نا عمر بن علي قال سمعت مجمع بن يحيى بن زيد قال سمعت أحد عمومتي سويد بن عامر الأنصاري قال قال رسول الله Y بلوا أرحامكم ولو بالسلام

( من فضائل صلة الأرحام )

208 - حدثنا علي بن الجعد قال أخبرني عبد الرحمن بن أبي بكر القرشي عن يحيى بن سعيد قال قال رسول الله Y البر والصلة وحسن الجوار عمارة في الدنيا وزيادة في الأعمار

209 - حدثنا أبو محمد العتكي نا الربيع بن سهل الفزاري عن جعفر بن محمد عن أبيه قال Y إن أهل البيت ليتبارون فينمي الله تعالى أموالهم فإنهم لفجرة

210 - حدثنا إسحاق بن إسماعيل نا إسماعيل بن علية عن أسماء بن عبيد عن يونس بن عبيد قال Y كانوا يرجون للرهق بالبر الجنة ويخافون على المتأله بالعقوق النار

211 - حدثنا علي بن الجعد نا شعبة عن عيينة بن عبد الرحمن قال سمعت أبي يحدث عن أبي بكرة عن النبي قال Y وما من ذئب أحرى أن يعجل الله لصاحبه العقوبة في الدنيا مع ما يدخر له في الآخرة من قطيعة الرحم والبغي

( صلة الرسول لرحمه )

212 - حدثنا محمد بن إسماعيل البخاري نا أبو عاصم النبيل عن جعفر بن يحيى بن ثوبان عن عمه عمارة بن ثوبان حدثني أبو الطفيل قال Y رأيت النبي يقسم لحما بالجعرانة فأتت امرأة فبسط لها رداءه فقلت من هذه قالوا أمه التي أرضعته

213 - حدثني أبو عبد الله العجلي نا عبد الله بن نمير نا يحيى بن سعيد عن محمد بن المنكدر قال Y استأذنت امرأة على النبي وقد كانت أرضعته فلما دخلت عليه قال أمي أمي ثم بسط لها رداءه فقعدت عليه

214 - حدثنا إسحاق بن إسماعيل نا سفيان عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي الحسين Y أن النبي أتت خالته من الرضاعة فنزع رداءه عن ظهره فبسطه لها وقال مرحبا بأمي

215 - حدثنا الحسن بن يوسف بن يزيد نا بقية بن الوليد عن عمار بن عبد الملك عن بحر السقاء عن الحكم بن أبان عن عكرمة عن بن عباس قال قال رسول الله Y ما من رجل بار ينظر إلى والديه أو والدته نظرة رحمة إلا كتب الله تلك النظرة حجة متقلبة مبرورة قالوا يا رسول الله وإن نظر في اليوم مائة مرة قال الله أكبر من ذلك

216 - حدثني أبو بكر التميمي نا عبد الله بن صالح حدثني الليث حدثني إبراهيم بن أعين العجلي البصري عن الحكم بن أبان عن عكرمة عن بن عباس قال قال رسول الله Y إذا نظر الوالد إلى ولده فسره كان للولد عتق نسمة قيل يا رسول الله وإن نظر في اليوم ثلاثمائة وستين نظرة قال الله أكبر قال عبد الله بن صالح و

217 - حدثنا أحمد بن بجير نا شعيب بن حرب عن عبد العزيز بن أبي رواد قال قال رسول الله Y نظرك إليهما ونظرهما إليك وضحكك إليهما وضحكهما إليك أفضل من تحطم السيوف في سبيل الله

218 - حدثنا أحمد بن جميل قال أخبرنا عبد الله أخبرني الفزاري قال سمعت هشاما يذكر عن الحسن أن رجلا قال له Y إني قد حججت وقد أذنت لي والدتي في الحج قال لقعدة تقعدها معها على مائدتها أحب إلي من حجك

219 - حدثنا علي بن الجعد أخبرني حماد بن سلمة عن أبي حازم Y أن أبا هريرة لم يحج حتى ماتت أمه

220 - حدثنا خلف بن هشام نا حماد بن زيد عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب قال Y إن العبد ليرفع بدعاء ولده من بعده

221 - حدثنا عبد الرحمن بن واقد نا فرج بن فضالة نا معاوية بن صالح قال Y جاء رجل إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال يا أمير المؤمنين أمي عجوز كبيرة أنا مطيتها أجعلها على ظهري وأنحي عليها بيدي وألى منها مثل ما كانت تلي مني أوأديت شكرها قال لا قال لم يا أمير المؤمنين قال إنك تفعل ذلك بها وأنت تدعو الله تعالى أن يميتها وكانت تفعل ذلك بك وهي تدعو الله تعالى أن يطيل عمرك

222 - حدثنا بن جميل قال نا عبد الله نا سفيان عن هشام بن عروة عن أبيه Y واخفض لهما جناح الذل من الرحمة قال لا تمتنع من شيء أحباه

( من صور بر الأمهات )

223 - حدثني هارون بن سفيان نا محمد بن عمر عن أبي يحيى عبد الله بن ميمون سمع عبد الله بن دينار عن أبي عمرو ذكوان قال سمعت عائشة رضي الله عنها تقول Y رجلان من أصحاب النبي كانا أبر من كان في هذه الأمة بأمهما فيقال لها من هما فتقول عثمان بن عفان وحارثة بن النعمان فأما عثمان فإنه قال ما قدرت أن أتأمل أمي منذ أسلمت وأما حارثة فإنه كان يفلى رأس أمه ويطعمها بيده ولم يستفهمها كلاما قط تأمر به حتى يسأل من عندها بعد أن تخرج ما قالت أمي

224 - حدثنا علي بن الجعد وغيره عن سفيان بن عيينة عن الزهري عن عمرة عن عائشة رضي الله عنها قالت قال النبي Y دخلت الجنة فسمعت فيها قراءة القرآن فقلت من هذا فقيل حارثة بن النعمان قال كذلكم البر كذلكم البر

225 - حدثني أبو همام نا حجاج بن نصير عن قرة عن محمد قال Y كانت النخلة تبلغ بالمدينة ألفا فعمد أسامة بن زيد إلى نخلة فقطعها من أجل جمارها فقيل له في ذلك فقال إن أمي اشتهته علي وليس شيء من الدنيا تطلبه أمي أقدر عليه إلا فعلته

226 - حدثنا أبو همام حدثني إبراهيم بن أعين عن السري بن يحيى عن عبد الكريم بن رشيد قال Y كان حجر بن عدي بن الأدبر الكندي يلمس فراش أمه بيده فيتهم غلظ يده فيتقلب عليه على ظهره فإذا أمن أن يكون عليه شيء أضجعها

227 - حدثنا إسحاق بن إبراهيم نا أبو النضر نا المبارك بن سعيد نا نسير بن ذعلوق عن ظبيان بن علي الثوري وكان من أبر الناس قال Y لقد باتت أمه وفي صدرها عليه شيء فقام على رجليه قائما يكره أن يوقظها ويكره أن يقعد حتى إذا ضعف جاء غلامان من غلمانه فما زال معتمدا عليهما حتى استيقظت من قبل نفسها وإن كان ليبتاع الدستجة من البقل فينقيها لها طاقة طاقة حتى يضعها بين يديها وكان يسافر بها إلى مكة فإذا كان يوم حار حفر بئرا ثم جاء بنطع فصب فيه الماء ثم قال لها أدخلي تبردي في هذا وكان من أحسن الناس صوتا بالقرآن

228 - حدثنا بن جميل نا عبد الله نا داود بن قيس حدثني رجل Y أن أبا هريرة كان إذا غدا من منزله لبس ثيابه ثم وقف على باب أمه فيقول السلام عليك يا أمتاه ورحمة الله وبركاته فترد عليه مثل ذلك فيقول جزاك الله عني خيرا كما ربيتني صغيرا فتقول وأنت يا ابني فجزاك الله عني خيرا كما بررتني كبيرة ثم يخرج فإذا رجع قال مثل ذلك

229 - حدثنا المثنى بن معاذ نا أبي عن بن عون قال Y كان محمد بن سيرين إذا كان عند أمه خفض من صوته وتكلم رويدا

230 - حدثنا أحمد بن إبراهيم نا موسى بن إسماعيل عن جعفر بن سيلمان قال Y كان محمد بن المنكدر يضع خده بالأرض ثم يقول لأمه ضعي قدمك عليه

231 - حدثنا أبو بكر بن أبي النضر نا أبو النضر عن الأشجعي قال Y استسقت أم مسعر منه ماء في الليل فقام فجاءها به وقد نامت وكره أن يذهب فتطلبه ولا تجده وكره أن يوقظها فلم يزل قائما والإناء معه حتى أصبح

232 - حدثني محمد بن الحسين نا علي بن عبد الله عن سفيان بن عيينة قال Y قدم رجل من سفر فصادف أمه قائمة تصلي فكره أن يقعد وهي قائمة فعلمت ما أراد فطولت ليؤجر

( بر الأمهات على ألسنة الشعراء )

233 - حدثنا إسحاق بن إسماعيل حدثني معن بن عيسى حدثني عبد الرحمن بن أبي الزناد عن هشام بن عروة قال Y بينما عمر يطوف بالكعبة إذا رجل يحمل أمه وهو يقول

( أحمل أمي وهي الحمالة ... ترضعني الدرة والعلالة )

( هل يجزين ولد فعاله ... ) فقال عمر رضي الله عنه لا ولا رضعة واحدة

234 - حدثني إسحاق نا معن نا بن أبي الزناد عن هشام بن عروة Y أن رجلا رئي وهو يطوف بالكعبة وقد حمل أمه وهو يقول

( إني لها مطية لا أنكر ... إذا الركاب نفرت لا أنفر )

( ما حملت وأرضعتني أكثر ... )

235 - حدثنا بن جميل نا عبد الله نا شعبة عن سعيد بن أبي بردة عن أبيه قال Y كان بن عمر يطوف فرأى رجلا يطوف حاملا أمه وهو يقول

( إني لها بعيرها المذلل ... إن ذعرت ركابها لم أذعر )

( أحملها وما حملتني أكثر ... ) أو قال أطول أتراني جزيتها بابن عمر فقال لا ولا زفرة واحدة

236 - حدثني إبراهيم بن سعيد نا موسى بن أيوب نا بن المبارك عن معمر عمن سمع عبد الله بن عبيد قال Y جاءت امرأة إلى عمر رضي الله عنه فقالت

( خلوا الطريق يا عباد الرحمن ... أخبر أمير المؤمنين بالشان )

( الحمل حول والرضاع حولان ... ) ثم جلست فقالت إن ابني هذا كان بطني له وعاء وفخذي له حواء وثديي له سقاء فلما بلغ منفعته وأدرك خيره أراد أبوه أن ينتزعه مني فنظر فإذا هو كأنه قد شب فخيره

237 - أخبرني العباس بن هشام بن محمد عن أبيه عن يحيى بن ثعلبة الأنصاري قال Y قدم زمان عمر رضي الله عنه شاب من اليمن يقال له المراجل فبدأ بأمه فخيرها ثوبا ثم ثنى بامرأته فأخذت ثوبا حسنا ثم إن الأم تتبعت ثوب المرأة فقالت له أعطنيه فأبى وقال لها قد بدأت بك فغضبت عليه وأعرضت عنه حتى أتت عمر رضي الله عنه فاستعدت عليه فأرسل إليه فقال أغضبتها حتى استعدت فقص عليه القصة فقال عمر لقد جشعت نفسك فبأي حق فقالت

( يا أيها ذا الرجل المسائل ... بأي حق آخذ المراجل )

( بتسعة حملته كوامل ... في البطن لم يحمله عني حامل )

( حتى إذا ما اقترب القوابل ... حصحص الحق وزاح الباطل )

( زوجته هاتي التي تناضل ... وسقت من مالي له الأماثل )

( من أعبد كانوا لنا وجامل ... فذاك حقي وبه أناضل ) فهملت عينا عمر وأمره بالرد عليها

238 - حدثنا علي بن الجعد نا أبو يوسف عن محمد بن عبيد الله عن أبي الحسن عن أبي المثنى قال Y جاء رجل إلى علي رضي الله عنه يخاصم أباه فقال

( يأيها الحاكم ... هذا والدي حقا )

( أتاني وهو محتاج ... فما كنت به عقا )

( بذلت المال في رفق ... وما كنت به نزقا )

( فلما خف من مالي ... وقد أوليته رفقا )

( تولى معرضا عني ... ولما يعطني حقا ) فقال علي رضي الله عنه ما يقول ابنك هذا قال

( قد قال ابني ما ترى فصدقه ... ربيته في صغر أفنقه )

( طورا أفديه وطورا أونقه ... حتى إذا شب وسوى مفرقه )

( أقرضني مالا فكنت أنفقه ... ولم أكن بماله لأسبقه )

( لولا الصبي منه ولولا رهقه ... اقض القضا والله ربي يرزقه ) فقال علي رضي الله عنه

( قد سمع القاضي ومن الله الفهم ... المال للشيخ جزاء بالنعم )

( وقد تسلفت بتفضيل القدم ... من قال قولا غير ذا فقد ظلم )

( وجار في الحكم ... وبئس ما حكم )

239 - حدثنا داود بن عمرو الضبي نا عبد الرحمن بن أبي الزناد عن أبيه عن الثقة Y أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه رد رجلا على أبيه في الغزو وكان أبوه يبكي عليه ويذكره في الشعر فكان فيما يقول

( أتاه مهاجران فزلجاه ... عباد الله قد عقا وحابا )

( أبرا بعد ضيعة والديه ... فلا وأبي كلاب ما اصابا ) فقال عمر رضي الله عنه أجل لا وأبي كلاب ما أصابا

( تركت أباك مرعشة يداه ... وأمك ما تسيغ لها شرابا )

( إذا دعت الحمامة ساق حر ... على بيضاتها دعوا كلابا )

( تنغص مهده شفقا عليه ... وتجنبه أباعرنا الصعابا )

240 - حدثنا سويد بن سعيد نا علي بن مسهر عن هشام بن عروة عن أبيه قال Y كان أمية بن الاسكر الجندعي أدرك الإسلام وهو شيخ كبير وله امرأة عجوز كبيرة وله منها بنون فبينا هو يمشي في موسم من مواسم العرب وأحد بنيه يقوده إذ جذب يده منه فلحق بالجهاد ولحقه أخوه فقال أمية

( إذا دعت الحمامة ساق حر ... على بيضاتها دعوا كلابا )

( تركت أباك مرعشة يداه ... وأمك ما تسيغ لها شرابا )

( أتاه مسلمان فزلجاه ... لترك عجوزه عقا وحابا )

( أرادا أن يفارقها فقالا ... كتاب الله لو قبل الكتابا ) وقال

( أصاحبتني حتى إذا ما رأيتني ... أرى الشخص كالشخصين وهو قريب )

( وأني حني ظهري حوان تركنه ... شجارا فمشى في الرجال دبيب )

( تحدث في الأقوام أن لم تعقني ... بلى حين إذ فارقتني وتحوب ) وقال

( يا ابني أمية إني عنكما عان ... وما العنا غير أني مرعش فان )

( يا ابني أمية إلا تشهدا كبرى ... فإن فقدكما والموت عدلان ) فبلغ ذلك عمر رضي الله عنه فأرسل إليهما فقال والله لا تفارقانه حتى يموت

241 - وأخبرني العباس بن هشام عن أبيه عن محرر بن جعفر عن هشام بن عروة عن أبيه قال قال أمية أيضا Y

( أعاذل قد عذرت بغير قدر ... وهل تدرين ويحك ما ألاقى )

( وإما كنت عاذلتي فردي ... كلابا إذ توجه للعراق )

( ولم أقض اللبانة من كلاب ... غداة غدا وآذن بالفراق )

( فتى الفتيان في عسر ويسر ... شديد الركن في يوم التلاقي )

( فلا وأبيك ما باليت وجدي ... ولا شفقي عليك ولا اشتياقي )

( وإلطافي عليك إذا شتونا ... وضمك تحت نحري واعتناقي )

( فلو فلق الفراق نياط قلب ... لهم سواد قلبي بالفلاق )

( سأستعدي على الفاروق ربا ... له دفع الحجيج إلى بساق )

( وأدعو الله مجتهدا عليه ... ببطن الأخشبين إلى دفاق )

( إن الفاروق لم يردد كلابا ... إلى شيخين هامهما زواقي )

242 - حدثنا خلف بن هشام نا حماد بن زيد عن عبد الله بن المختار عن هشام بن عروة Y أن كلابا بن أمية غزا في خلافة عمر رضي الله عنه فأنشأ أبوه يقول

( إذا بكت الحمامة ساق حر ... علي بيضاتها دعوا كلابا )

( تركت أباك مرعشة يداه ... وأمك ما تسيغ لها شرابا ) فبلغ ذلك عمر رضي الله عنه فكتب فجيء به فلما أن دخل عليه علاه بالدرة ضربا وقال أجهاد أفضل من أبويك أجهاد أفضل من أبويك

243 - حدثنا إسماعيل بن زكريا نا فضيل بن عياض عن فطر بن خليفة عن حماد عن مجاهد عن عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله Y ليس المكافي بالواصل إنما الواصل الذي إذا قطعته رحمه وصلها

244 - حدثنا أحمد بن المقدام العجلي وغيره قالوا نا حزم بن أبي حزم نا ميمون بن سياه عن أنس بن مالك قال قال رسول الله Y من أحب أن يمد الله في عمره ويزيد في رزقه فليبر والديه وليصل رحمه

245 - حدثنا أبو كريب نا محمد بن فضيل نا أبو يحيى الفراء عن عمرو بن دينار قال Y تعلمن أنه ما من خطوة بعد الفريضة أعظم أجرا من خطوة الى ذي الرحم

246 - حدثنا علي بن الجعد نا أبو الأشهب عن الحسن قال Y بينما رجل يطوف بأمه قد حملها على عنقه رفع رأسه إليها فقال يا أمه تريني جزيتك وابن عمر قريب منه فقال أي لكع لا والله ولا طلقة واحدة

247 - حدثني عبد الله بن أبي بدر أنا يزيد بن هارون أنا عمر بن حفص القرشي قال Y سمعت عطاء يقول لدرهم أضيعه في قرابة أحب إلي من ألف أضعها في فاقة قال قلت يا أبا محمد وإن كان قرابتي مثلي في الغنى قال وإن كان أغنى منك

248 - حدثني عبد الله نا يزيد نا عبد الله بن مروان قال قلت لمجاهد Y إن لي قرابة مشركا ولي عليه دين أفأتركه له قال نعم وصله

249 - حدثني هاشم بن الحارث نا عبد الله بن بكر السهمي حدثني محمد بن النعمان رفع الحديث إلى النبي قال Y من زار قبر والديه أو أحدهما في كل جمعة مرة غفر له وكتب برا

250 - حدثنا إسحاق بن إسماعيل نا حسين الجعفي عن مزاحم بن ذاود بن علبة قال Y مات أخ لي وكان برا بأبيه فرأيته فيما يرى النائم فقلت له أي أخي إن أباك يحب أن يعلم إلى أي شيء صرت فقال إني في سدر مخضود وطلح منضود وظل ممدود وماء مسكوب

251 - حدثني أبو القاسم السلمي عن بعض أهل العلم قال Y حضرت رجلا الوفاة يقال له هردان على ماء يقال له الرمادة فقيل يا هردان قل لا إله إلا الله فقال

( قد كنت ذا شغب على الخصم الألد ... ) قيل قل لا إله إلا الله قال

( قد كنت أحيانا شديد المعتمد ... ) قيل قل لا إله إلا الله

( قد صدرت نفسي وما كادت ترد ... ) قيل قل لا إله إلا الله قال

( فاليوم قد لاقيت قرنا لا يرد ... ) ثم خفت فقلت والله لا أشهد رجلا لم يلقن لا إله إلا الله قال فأتيت في منامي فقيل لي أشهد هردانا فإنه من أهل الجنة قلت بم قيل ببره والدته

252 - حدثنا بن جميل نا عبد الله نا عبد الملك بن عيسى الثقفي عن يزيد مولى المنبعث عن أبي هريرة عن النبي قال Y تعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم فإن صلة الرحم محبة في الأهل مثراة في المال منسأة في الأثر

253 - حدثني عبد الله بن أبي بدر نا شعيب بن حرب عن سلام بن مسكين عن عمران بن عبد الله الخزاعي قال قال رجل Y يا رسول الله من أبر قال والديك قال ليس لي والدان قال بر ولدك

254 - حدثنا بن جميل نا عبد الله أخبرنا عاصم بن سليمان عن مسلم أبي عبد الله الحنفي قال Y بر ولدك فإنه أجدر أن يبرك فإنه من ساء عقه ولده

255 - بلغني عن أبي همام السكوني قال سمعت الأشجعي قال Y كنا عند سفيان الثوري فأقبل ابنه سعيد فقال ترون هذا ما جفوته قط وإنه ليدعوني وأنا في الصلاة غير المكتوبة فأقطعها له

256 - حدثنا إسحاق بن إسماعيل نا جرير عن برد بن سنان عن سليمان بن موسى قال قيل لابن محيريز Y ما حق الرحم قال تستقبل إذا أقبلت وتتبع إذا أدبرت

257 - حدثنا علي بن الجعد نا زهير عن أبي إسحاق عن عمرو بن ميمون قال Y لما تعجل موسى عليه السلام إلى ربه تعالى رأى في ظل العرش رجلا فغبطه بمكانه فقال إن هذا لكريم على ربه تعالى فسأل ربه أن يخبره باسمه فلم يخبره وقال أحدثك من عمله بثلاث كان لا يحسد الناس على ما آتاهم الله من فضله وكان لا يعق والديه ولا يمشي بالنميمة

258 - حدثني الحسين بن علي بن يزيد الصدائي نا أبي نا سعد بن سليمان البصري أبو حبيب عن يزيد الرقاشي عن أنس قال قال رسول الله Y دعوة الوالد لولده مثل دعوة النبي لأمته ودعوة الولد لوالده مثل ذلك

259 - حدثني يعقوب بن عبيد نا علي بن عاصم عن داود بن أبي هند قال سمعت الشعبي يقول Y ما أورثني أبواي مالا أصلهما منه ولا استفدت بعدهما مالا أصلهما به ولكني أصبر على الغيظ الشديد أكظمه ألتمس به برهما

260 - حدثني إسماعيل بن أسد نا إسحاق بن منصور عن الربيع بن المنذر الثوري عن طريف قال Y رأيت الربيع بن خثيم يحمل غرفة إلى بيت عمته

261 - حدثنا عقبة بن مكرم نا عبد الرحمن بن عثمان عن شعبة عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة أن رجلا قال Y يا رسول الله إن لي قرابة أحلم عنهم ويجهلون علي وأصلهم ويقطعون وأحسن إليهم ويسيئون قال إن كنت كما تقول لا تزال تسفهم المل ولا يزال معك من الله ظهير

262 - حدثنا علي بن محمد بن إبراهيم نا أبو مسهر عبد الأعلى بن مسهر الغساني حدثني صدقة بن خالد حدثني عبد الرحمن بن زيد بن جابر عن مكحول قال Y قدم على رسول الله وفد من الأشعريين فقال رسول الله أمنكم كانت وحرة قالوا نعم يا رسول الله قال فإن الله تعالى أدخلها الجنة ببرها لوالدتها ووالدتها مشركة أغير على حيها وتركوها وأما فحملتها تشتد بها في الرمضاء فإذا احترقت قدماها أجلستها في حجرها وبسطت رجليها وجعلت رجلي أمها على رجليها ثم حنت عليها تظلها من الشمس فإذا راحت حملتها فلم تزل كذلك حتى نجتها فأدخلها الله تبارك وتعالى بذلك الجنة قال بن جابر ولقد أدركت وإنه ليقال لو كنت أبر من وحرة قال أبو مسهر وقال رجل من الأشعريين في الجاهلية

( ألا أبلغن أيها المغتدي ... بنى جميعا وبلغ بناتي )

( بأن وصاتي بتقوى الإله ... فاحفظوا ما بقيتم وصاتي )

( وكونوا كوحرة في برها تنالوا ... الكرامة بعد الممات )

( وقت أمها بشواها الرميض ... وقد ألهب القيظ نار الفلاة )

( فظلت مطيتها في الرمال ... حافية من حذار العداة )

( لترضى ربا شديد القوى ... وتظفر من ناره بالنجاة )

( فهذي وصاتي فكونوا لها ... طوال الحياة رعاة الرعاة )

263 - حدثنا الحسن بن علي بن مالك نا أحمد بن عمرو بن السرح أنا عبد الله بن وهب أخبرني بن لهيعة عن بكر بن سوادة عن أبي سالم الجيشاني أن رسول الله قال Y إن امرأة من عك ظعنوا في يوم شديد الحر ومعها ابنها وأم لها فانطلقت إلى ابنها فأعطته رجلا من قومها وجعلت أمها على فخذيها بينها وبين الأرض فغفر الله لها

264 - حدثني الحسن بن علي بن مالك نا أحمد بن عمرو بن السرح أنا بن وهب أخبرني حيي بن عبد الله عن أبي عبد الرحمن الحبلى قال Y كنت جالسا مع عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنه ورجل من أهل اليمن يطوف بأمه يحملها بين كتفيه حتى إذا قضى طوافه بالبيت وضعها بالأرض فدعاه بن عمر فقال ما هذه المرأة منك قال هي والدتي فقال عبد الله لوددت أني أدركت أمي فطفت بها كما طفت بأمك وليس لي من الدنيا إلا هذه النعلان

( الأمانة )

265 - حدثني أزهر بن مروان الرقاشي نا قزعة بن سويد نا داود بن أبي هند قال مررت على أعرابي بالجديلة فقال سمعت أبا هريرة يقول سمعت رسول الله يقول Y أول ما يرفع من هذه الأمة الحياء والأمانة فسلوهما الله تعالى

266 - حدثني أبو محمد البزاز القاسم نا مسلم بن إبراهيم نا الحسن بن أبي جعفر نا أبو جعفر الأنصاري عن الحارث بن الفضل أو بن الفضيل عن عبد الرحمن بن أبي قراد أن النبي قال Y من سره أن يحبه الله ورسوله فليصدق حديثه إذا حدث وليؤد أمانته إذا ائتمن وليحسن جواره إذا جوار

267 - حدثنا أبو هشام أنا بن فضيل نا الأعمش عن سلمة بن كهيل عن عبد الله بن هانئ أبي الزعراء عن عبد الله قال Y أول ما تفقدون من دينكم الأمانة وآخر ما تفقدون الصلاة وليصلين قوم لا دين لهم

268 - حدثنا أبو عبد الله العجلي نا أبو أسامة نا سفيان عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي عمرو السيباني عن بن الديلمي عن كعب الأحبار قال Y يأتي على الناس زمان ترفع فيه الأمانة وتنزع فيه الرحمة وترسل فيه المسألة فمن سأل فأعطى لم يبارك له

269 - حدثني علي بن شعيب أنا عبد المجيد حدثني يزيد بن حيان أخو مقاتل بن حيان قال Y كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول لا تغرنكم طنطنة الرجل بالليل يعني صلاته فإن الرجل كل الرجل من أدى الأمانة إلى من ائتمنه ومن سلم المسلمون من لسانه ويده

270 - حدثني يعقوب بن إسماعيل نا حبان نا عبد الله نا ليث بن سعد عن خالد بن يزيد عن بن أبي هلال عن عبد العزيز بن عمر عن عبيد بن أم كلاب أنه سمع عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول Y أيها الناس لا تعجبنكم من الرجل طنطنته ولكن من أدى الأمانة وكف عن أعراض الناس فهو الرجل

271 - حدثنا هارون بن عمر القرشي نا يحيى بن حسان نا بن لهيعة نا الحارث بن يزيد الحضرمي عن عبد الرحمن بن حجيرة عن عبد الله بن عمرو عن النبي قال Y ثلاث إذا كن فيك لم يضرك ما فاتك من الدنيا صدق الحديث وحفظ أمانة وعفة في طعمه

272 - حدثني الحسن بن عبد العزيز الجروي نا يحيى بن حسان نا محمد بن أبان الجعفي عن زيد بن اسلم عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة قال قال رسول الله Y من أدان دينا وهو ينوي ألا يؤديه لصاحبه فهو سارق

273 - حدثني عبد الله بن أبي بدر نا الوليد بن مسلم نا الأوزاعي عن الزهري قال قال رسول الله Y من أحب أن يحبه الله تعالى ورسوله فليصدق حديثه فليؤد أمانته ولا يؤذ جاره

( أول من نزع من الأمة )

274 - حدثنا إسحاق بن إسماعيل نا جرير عن عبد العزيز بالرفيع عن شداد بن معقل قال قال بن مسعود Y أول ما تفقدون من دينكم الأمانة وآخر ما يبقى الصلاة وليصلين قوم لا دين لهم

275 - حدثنا إسحاق بن إسماعيل نا جرير عن ليث عن بن أبي نجيح عن أبيه عن عبد الله بن عمرو قال Y أول ما خلق الله تعالى من الإنسان فرجه ثم قال هذه أمانتي عندك فلا تضعها إلا في حقها فالفرج أمانة والسمع أمانة والبصر أمانة

( حال المؤمن في آخر الزمان )

276 - حدثنا سويد بن سعيد نا صالح بن موسى عن أبي خازم عن سهل بن سعد الساعدي قال قال رسول الله يوما لعبد الله بن عمرو Y كيف بك إذا بقيت في حثالة من الناس قد مرجت عهودهم وأماناتهم واختلفوا فصاروا هكذا وشبك بن أصابعه قال الله ورسوله أعلم قال اعمل بما تعرف ودع ما تنكر وإياك والتلون في دين الله وعليك بخاصة نفسك ودع أمر العامة

277 - حدثنا الحسن بن حماد الضبي نا أبو يحيى الحماني عمن أخبره عن الأعمش عن المعلي الكندي عن عبد الله قال قال رسول الله Y من اؤتمن على أمانة فأداها وهو قادر على ألا يؤديها زوجه الله بها زوجة من الحور العين ابنة نبي

278 - حدثنا أبو خيثمة نا الحسن بن موسى نا أبو هلال عن قتادة عن أنس قال قلما خطبنا رسول الله إلا قال Y لا إيمان لمن لا أمانة له ولا دين لمن لا عهد له

279 - حدثني سلم بن جمادة نا وكيع عن هشام بن عروة عن أبيه قال Y ما نقصت أمانة عبد إلا نقص إيمانه

280 - حدثنا نصر بن علي الجهضمي عن زياد بن الربيع عن إسماعيل عن مسلم البطين قال قال رسول الله Y الأمانة غنى

( التذمم للصاحب )

281 - حدثنا أحمد بن جميل المرزوي نا عبد الله بن المبارك أنا حيوة بن شريح حدثني شرحبيل بن شريك عن أبي عبد الرحمن الحبلي عن عبد الله بن عمرو عن النبي قال Y إن خير الأصحاب عند الله تعالى خيرهم لصاحبه وخير الجيران عند الله خيرهم لجاره

282 - حدثنا بن جميل آنا عبد الله آنا سفيان عن الأعمش Y أن سعد بن عبيدة خرج عليه جعل مائتي درهم فحبس بها فمر عليه عمارة بن عمير فسأل فأخبروه فعمد إلى مكاتب له فصالحه على مائتي درهم يعجلها فأعطاها فأخرج ولم يعلمه فلما خرج قال من أخرجني قالوا عمارة

283 - حدثنا بن جميل آنا عبد الله آنا سفيان عن العلاء بن المسيب قال Y كان خيثمة يحمل صررا وكان موسرا فيجلس في المسجد فإذا رآى رجلا من أصحابه في ثيابه رثاثة اعترض له فأعطاه

284 - حدثنا بن عباد المكي نا سفيان بن عيينة قال سمعت مساورا الوراق يقول Y ما كنت لأقول لرجل إني أحبك في الله تعالى فأمنعه شيئا من الدنيا

285 - وحدثت عن ضمرة بن ربيعة عن عمرو بن عبد الرحمن قال Y جاءت يزيد بن عبد الملك بن مروان غلة من عملته فجعل يصررها ويبعث بها إلى إخوانه وقال إني أستحي من الله تعالى أن أسأل الجنة لأخ من إخواني وأبخل عنه بدينار أو درهم

286 - حدثنا بن جميل آنا عبد الله آنا سعد بن عمرو عن أبي منصور عن إبراهيم Y أنه انتهى معه إلى زقاق فقال له إبراهيم تقدم فأبى أن يتقدم فتقدم إبراهيم ثم قال لو كنت أعلم انك أكبر مني بيوم ما تقدمتك

287 - حدثني إبراهيم بن سعيد نا روح بن عبادة عن المثنى بن سعيد عن أبي إياس قال Y إذا اصطحب الرجلان فتقدم أحدهما صاحبه فقد أساء الصحبة

288 - حدثنا بن جميل آنا عبد الله آنا مالك بن مغول عن طلحة قال أخذت معه في زقاق فقال طلحة Y لو كنت أعلم أنك أكبر مني بيوم ما تقدمتك

289 - حدثنا عبد الله بن أبي بدر نا عبد المجيد بن عبد العزيز عن عثمان بن الأسود عن إسماعيل بن أمية عن عبد الله بن قيس قال Y من حق الصاحب على صاحبه إذا بالت دابته أن يقف له

290 - حدثنا أبو محمد البزاز حدثني سليمان بن سلمة نا ضمرة عن إبراهيم بن أبي عبلة قال Y رأيت سالم بن عبد الله وعمر بن عبد العزيز يتسايران في أرض الروم فبالت دابة أحدهما فانتظره صاحبه

291 - حدثني أبو عبد الرحمن الخزاعي قال قال محمد بن مناذر Y كنت أمشي مع الخليل بن أحمد فانقطع شسعي فخلع نعله فقلت ما تصنع قال أواسيك في الحفاء

292 - حدثنا سعيد بن محمد الجرمي نا أبو عبيدة الحداد عن عبد الله بن أبي داود قال سمعت بكر بن عبد الله يقول Y إذا كنت مع صاحب لك يمشي فتخلف يبول فلم تقم عليه حتى يقضي بوله فلست له بصاحب وإذا ما انقطع شسعه فقام يصلحه فلم تقم عليه فلست له بصاحب

( من صور حب السلف لبعضهم البعض )

293 - حدثني محمد بن الحسين نا الأسود بن عامر نا حبان بن علي عن الحسن بن كثير قال شكوت إلى محمد بن علي الحاجة وجفاء إخواني فقال Y بئس الأخ أخ يرعاك غنيا ويقطعك مغيرا ثم أمر غلامه فأخرج كيسا فيه سبعمائة درهم فقال استنفق هذه فإذا نفذت فأعلمني

294 - حدثني محمد حدثني محمد بن القاسم الأسدي نا الفضل بن دلهم قال Y كان الحسن إذا فقد الرجل من إخوانه أتى منزله فإن كان غائبا وصل أهله وعياله وإن كان شاهدا سأله عن أمره وحاله ثم دعا بعض ولده من الأصاغر فأعطاهم الدراهم ووهب لهم وقال أبا فلان إن الصبيان يفرحون بهذا

295 - حدثني محمد نا يحيى بن أبي بكير عن عباد بن الوليد القرشي قال Y كان الحسن إذا فقد الرجل من إخوانه أتاه فسلم عليه وسأله عن حاله فإذا خرج من عنده دعا الخادمة فأعطاها صرة فيها دراهم فقال ادفعيها إلى مولاتك فقولي استنفقيها ولا تعلمي سيدك بها

296 - حدثني محمد نا حبان بن هلال عن حماد بن زيد عن جميل بن مرة قال Y مستنا حاجة شديدة فكان مورق العجلي يأتينا بالصرة فيقول أمسكوا لي هذه عندكم ثم يمضي غير بعيد فيقول إن احتجتم إليها فأنفقوها

297 - حدثنا إسحاق بن إسماعيل نا سفيان قال قيل لمحمد بن المنكدر Y ما بقي مما تستلذ قال الإفضال على الإخوان

298 - حدثني محمد بن الحسين نا زكريا بن عدي نا الصلت بن بسطام التيمي عن أبيه قال Y كان حماد بن أبي سليمان يزورني ويقيم عندي سائر نهاره ولا يطعم شيئا فإذا أراد أن ينصرف قال انظر الذي تحت الوسادة فمرهم ينتفعون به قال فأجد الدراهم الكثيرة

299 - حدثني محمد حدثني الصلت بن حكيم عن الصلت بن بسطام قال Y كان حماد بن أبي سليمان يفطر في كل ليلة من شهر رمضان خمسين إنسانا فإذا كان ليلة الفطر كساهم ثوبا ثوبا

300 - حدثني محمد نا الصلت بن حكيم حدثني النضر بن إسماعيل عن بن أبي الزناد Y أن زبيدا قدم من سفر فأهدى له طلحة سلال خبيص فجمع عليها إخوانه فأكلوا وكساهم ثوبا ثوبا

301 - حدثني محمد حدثني محمد بن يزيد بن خنيس نا سلام بن النجاشي قال Y لقي الحسن بن أبي الحسن البصري بعض إخوانه فلما أراد أن يفارقه خلع عمامته فألبسه إياه وقال إذا أتيت أهلك فبعها واستنفق ثمنها

302 - حدثني محمد نا أبو عمر الضرير نا فضالة الشحام قال Y كان الحسن إذا دخل عليه إخوانه أتاهم بما يكون عنده ولربما قال لبعضهم أخرج السلة من تحت السرير فيخرجها فإذا فيها رطب فيقول ادخرته لكم

303 - حدثني محمد نا الفضل بن دكين نا أبو خلدة قال Y دخلنا على محمد بن سيرين أنا وعبد الله بن عون فرحب بنا وقال ما أدري ما أتحفكم كل رجل منكم في بيته خبز ولحم ولكن سأطعمكم شيئا لا أراه في بيوتكم فجاء بشهدة فكان يقطع بالسكين ويلقمنا

304 - حدثنا محمد نا علي بن عاصم حدثني يزيد بن أبي زياد قال Y ما دخلت على عبد الرحمن بن أبي ليلى قط إلا حدثني بحديث حسن وأطعمني طعاما طيبا

305 - حدثنا محمد بن الحسين نا أبو إسحاق الطالقاني عن ضمرة عن بن شوذب قال Y كان أبان بن أبي عياش يدعو إخوانه فيصنع لهم الطعام ويجيزهم بالدراهم

306 - حدثني المفضل بن غسان نا أبو مسهر الدمشقي نا هشام بن يحيى بن يحيى الغساني حدثني أبي قال Y خرج عبد الله بن مروان من الصخرة وأدرك سليمان بن قيس الغساني وابن هبيرة الكندي وهما يمشيان في صحن بيت المقدس قال فما علما حتى وضع يده على منكب سليمان ويده الأخرى على منكب بن هبيرة ثم قال افرجا لملك ليس كملك غسان ولا كندة قال والتفتا فإذا بأمير المؤمنين فأرادا أن يفتخرا بملكهما فقال على رسلكما أليس ما كان في الإسلام خير مما كان في الجاهلية قالا بلى قال فملكي خير من ملككما قال ثم مشيا معه حتى أتى منزله فدخل وأذن لهما فقال لهما إن الشاعر قال

( جاءت لتصرعني فقلت لها ارفقي ... فعلى الرفيق من الرفيق ذمام )

( وقد صحبتماني من حيث رأيتما ... ولكما بذلك علي حق وذمام ) فإن أحببتما أن ترفعا ما كانت لكما من حاجة الساعة وإن أحببتما أن تنصرفا فتذكرا على مهلكما فعلتما قالا ننصرف يا أمير المؤمنين قال فما رفعا إليه حاجة إلا قضاها

307 - حدثني الحسين بن عبد الرحمن عن أبي عبد الرحمن الطائي عن عبد الله بن عياش حدثني الأبرش بن الوليد الكلبي قال Y دخلت على هشام بن عبد الملك فسألته حاجة فامتنع علي فقلت يا أمير المؤمنين لا بد منها فإنا قد ثنينا عليها رجلا قال ذاك أضعف لك أن تثني رجلا على ما ليس عندك قلت يا أمير المؤمنين ما كنت أظن أني أمد يدي إلى شيء مما قبلك إلا نلته قال ولم قلت لأني رأيتك لذلك أهلا ورأيتني مستحقه منك قال يا أبرش ما أكثر من يرى أنه يستحق أمرا وليس له بأهل فقلت أف لك إنك والله ما علمت قليل الخير يكره والله إن نصيب منك الشيء إلا بعد مسألة فإذا وصل إلينا مننت به والله إن أصبنا منك خيرا قط قال لا والله ولكنا وجدنا الأعرابي أقل شيء شكرا قلت والله إني لأكره للرجل أن يحصي ما يعطى ودخل عليه أخوه سعيد بن عبد الملك ونحن في ذلك فقال لي مه يا أبا مجاشع لا تقل ذاك لأمير المؤمنين قال قال هشام أترضى بأبي عثمان بيني وبينك قلت نعم قال سعيد ما تقول يا أبا مجاشع قلت لا تعجل صحبت والله ذا وهو أنذل بني أمية وأنا يومئذ سيد قومي أكثرهم مالا وأوجههم جاها أدعى إلى الأمور العظام من قبل الخلفاء وما يطمع هذا يومئذ فيما صار إليه حتى إذا صار إلى البحر الأخضر غرف لنا منه غرفة ثم قال حسب فقال هشام يا أبرش أغفرها لي فوالله لا أعود لشيء تكرهه أبدا صدق يا أبا عثمان قال فوالله ما زال مكرما لي حتى مات

308 - حدثنا أحمد بن إبراهيم العبدي نا غسان بن المفضل قال Y كنت أرى بشر بن منصور إذا زاره الرجل من إخوانه قام معه حتى يأخذ بركابه قال وفعل ذاك بي كثيرا

309 - حدثني محمد بن الحسين حدثني يحيى بن أبي بكير عن عباد بن الوليد القرشي قال Y كان عمرو بن عبيد يصل إخوانه بالدنانير والدراهم حتى ربما نزع ثوبه فيدفعه إلى بعضهم ويقول ما أعدل ببركم شيئا

310 - حدثني محمد بن الحسين نا محمد بن القاسم عن سفيان عن يونس عن الحسن قال Y إن كان الرجل ليخلف أخاه في أهله بعد موته أربعين سنة

311 - حدثني محمد بن الحسين نا إسحاق بن منصور نا هريم بن سفيان قال Y كان عمرو بن قيس الملائي يمر بنا في كل جمعة ومعه هدية قد حملها يأتى بها منزل منصور بن المعتمر قال وذلك بعد موت منصور بما شاء الله فلم يزل على ذلك حتى مات قال فبلغني أن أهله كانت تعاهدهم بنحو من ذلك بعدما مات عمرو

312 - حدثني محمد نا زكريا بن عدي نا الصلت بن بسطام التيمي عن أبيه قال Y رأيت طلحة بن مصرف يخرج من زقاق ضيق في التيم فقلت من أين يجيء طلحة قالوا يأتي أم عمارة بن عمير يبرها بالنفقة والكسوة والصلة قال وذاك بعد موت عمارة ببضع عشرة سنة قال وكانت أم عمارة أعجمية

313 - حدثني محمد نا زيد بن الحباب عن مندل عن سلمي مولاة لأبي جعفر قالت Y كان يدخل عليه إخوانه فلا يخرجون من عنده حتى يطعمهم الطيب ويكسوهم الثياب الحسنة ويهب لهم الدراهم قالت فأقول له بعض ما تصنع قال فيقول يا سلمى ما نؤمل في الدنيا بعد المعارف والإخوان

314 - حدثني محمد بن الحسين نا إسحاق بن منصور الأسدي نا حماد بن أبي حنيفة قال Y كان أبو جعفر محمد بن علي يدعو نفرا من إخوانه كل جمعة فيطعمهم الطعام الطيب ويطيبهم ويجمرهم ويروحون إلى المسجد من منزله

315 - حدثني محمد نا زكريا بن عدي نا هشيم عن منصور قال قال رجل للحسن Y يا أبا سعيد الرجل يشتري الشاة فيصنعها ويدعو عليها نفرا من إخوانه قال وأين أولائك ذهب أولائك

( ثلاث يجلبن لك حب أخيك )

316 - حدثنا علي بن الجعد نا شريك عن أبي المحجل عن الحسن قال قال عمر رضي الله عنه Y إن مما يصفي لك ود أخيك ثلاثا تبدأه بالسلام إذا لقيته وتدعوه بأحب أسمائه إليه وتوسع له في المجلس

317 - حدثني يحيى بن عبدويه عن شريك عن أبي المحجل عن الحسن قال قال عمر رضي الله عنه Y ثلاث من الشقاء أن يجد الرجل على أخيه فيما يأتي أو يذكر من أخيه ما يعرف من نفسه أو يؤذي جليسه بما لا يعنيه

318 - حدثنا علي بن الجعد أخبرني شعبة عن عبيد الله بن عمر قال سمعت مجاهدا يقول Y صحبت بن عمر وأنا أريد أن أخدمه فكان هو الذي يخدمني

319 - حدثني علي بن داود نا عبد الله بن صالح حدثني بن لهيعة عن عقيل عن الزهري قال قال عمرو بن العاص لابنه عبد الله ما الكرم قال Y صدق الإخاء في الشدة والرخاء

( التذمم للجار )

320 - حدثنا علي بن الجعد أخبرني محمد بن طلحة عن زبيد عن مجاهد عن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله Y ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه

321 - حدثنا بن جميل نا عبد الله نا بشير بن سلمان عن مجاهد قال كنا عند عبد الله بن عمرو وغلام له يسلخ شاة فقال يا غلام إذا فرغت فأبدأ بجارنا اليهودي حتى قالها ثلاث مرار فقال له رجل من القوم كم تذكر اليهودي فقال Y سمعت رسول الله يوصي بالجار حتى حسبنا أو رأينا أنه سيورثه

322 - حدثنا شجاع بن الأشرس نا ليث بن سعد عن خالد بن يزيد عن سعيد بن أبي هلال عن أبي بكر بن حزم أن عمرة بنت عبد الرحمن أخبرته أن عائشة رضي الله عنها أخبرتها عن رسول الله قال Y ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه

323 - حدثنا أبو إسحاق نا عبيد الله بن موسى عن موسى بن عبيدة عن زيد بن عبد الرحمن عن سعيد بن المسيب قال قال رسول الله Y حرمة الجار على الجار كحرمة أبيه

324 - حدثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي نا سفيان بن حمزة عن كثير بن زيد عن الوليد بن رباح عن أبي هريرة قال قال رسول الله Y من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره

325 - حدثنا شجاع بن الأشرس نا ليث بن سعد عن سعيد بن أبي سعيد عن أبي شريح قال قال رسول الله Y من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره

326 - حدثنا علي بن الجعد أخبرني سلام بن مسكين نا شهر بن حوشب عن محمد بن يوسف بن عبد الله بن سلام أن رجلا أتى النبي فقال Y يا رسول الله آذاني جاري قال اصبر ثم عاد فقال يا رسول الله آذاني جاري قال أصبر ثم عاد إليه فقال يا رسول الله آذاني جاري قال أعمد إلى متاعك فاقذفه في السكة فإذا أتى عليك آت فقل آذاني جاري فتحق عليه اللعنة ثم قال من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليسكت

327 - حدثني الفضل بن جعفر نا محمد بن المصفى نا بقية حدثني عيسى بن إبراهيم عن الأسود بن شيبان قال سمعت أبا العلاء يزيد بن عبد الله بن الشخير يحدث عن مطرف أنه سمع أبا ذر يقول قال رسول الله Y إن الله تعالى يحب الرجل له الجار السوء يؤذيه فيصبر على أذاه ويحتسبه حتى يكفيه الله بحياة أو موت

328 - حدثنا بن جميل نا عبد الله نا رشدين بن سعد أخبرني أبو هانئ الخولاني عن أبي عبد الرحمن الحبلي قال Y جاء رجل إلى رسول الله يشكو إليه جاره فقال رسول الله كف أذاك عنه واصبر لأذاه فكفى بالموت مفرقا

329 - حدثنا إسحاق بن إبراهيم نا عبد الصمد بن عبد الوارث نا محمد بن مهزم الشعاب نا عبد الرحمن بن القاسم نا القاسم عن عائشة قالت قال رسول الله Y حسن الجوار وصلة الرحم وحسن الخلق يعمرن الديار ويزدن في الأعمار

( خير الجيران عند الله )

330 - حدثنا بن جميل نا عبد الله نا حيوة بن شريح حدثني شرحبيل بن شريك عن أبي عبد الرحمن الحبلي عن عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله Y خير الجيران عند الله تعالى خيرهم لجاره

331 - حدثني عبد الله بن أبي بدر نا يزيد بن هارون نا عبد الملك بن قدامة عن أبيه ان رسول الله قال Y قوموا ولا يقومن معي أحد آذى جاره فقال رجل يا رسول الله إني بلت في أصل جدار جاري قال لا تتبعنا

332 - حدثني أبو يحيى الجحدري نا أبو هلال الراسبي عن الحسن قال Y كان الرجل في الجاهلية يقول والله لا يؤذي كلب جاري

333 - حدثني أبو إسحاق الرياحي حدثني داود بن أبي عبد الرحمن جار مالك بن دينار وكان ثقة قال Y كان لبعض جيران مالك بن دينار كلب ضعيف فكان مالك يخرج له كل يوم طعاما فيلقيه إليه

334 - حدثني إبراهيم بن سعيد الجوهري نا موسى بن أيوب نا مخلد عن هشام قال Y كان حسان بن أبي سنان بن ثابت تدخل العنز إلى منزله فتأخذ الشيء فإذا طردت قال لهم لا تطردوا عنز جاري دعوها تأخذ حاجتها

335 - حدثنا بن جميل نا عبد الله نا عبيد الله بن الشميط قال Y جاءت امرأة إلى الحسن تشكو الحاجة فقالت إني جارتك قال كم بيني وبينك قالت سبع دور أو قالت عشر فنظر تحت الفراش فإذا ستة دراهم أو سبعة فأعطاها إياها وقال كدنا نهلك

336 - حدثنا علي بن الجعد أخبرني شعبة عن أبي عمران الجوني قال سمعت طلحة عن عائشة رضي الله عنها قالت قلت Y يا رسول الله إن لي جارين فإلى أيهما أهدي قال إلى أقربهما منك بابا

337 - حدثنا داود بن رشيد نا بقية بن الوليد عن إبراهيم بن أدهم عمن حدثه عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله قال لها Y إذا دخل عليك صبي جارك فضعي في يده شيئا فإن ذلك يجر مودة

( من صور سخاء السلف )

338 - حدثني محمد بن الحسين قال حدثني الصلت بن حكيم عن الصلت بن بسطام قال Y كان حماد بن أبي سليمان يفطر كل ليلة في شهر رمضان خمسين إنسانا فإذا كان ليلة الفطر كساهم ثوبا ثوبا وأعطاهم مائة مائة

339 - حدثني محمد بن الحسين نا إسحاق بن منصور قال سمعت داود الطائي قال Y كان حماد بن أبي سليمان سخيا على الطعام جوادا بالدنانير والدراهم

340 - حدثنا زيد بن أخزم الطائي نا عبد الصمد بن عبد الوارث نا محمد بن مهزم نا عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها عن النبي قال Y ثلاث يعمرن الديار ويزدن في الأعمار حسن الجوار وصلة الأرحام وحسن الخلق

( أنواع الجيران وحقوقهم )

341 - حدثنا شجاع بن الأشرس نا ليث بن سعد عن خالد بن يزيد عن سعيد بن أبي هلال أنه بلغه أن رسول الله قال إن كان قاله Y الجيران ثلاثة فجار له ثلاثة حقوق وجار له حقان وجار له حق فجارك ذو الثلاثة الحقوق جارك المسلم الذي بينك وبينه قرابة فللإسلام حق وللقرابة حق وللجوار حق وجارك ذو الحقين جارك المسلم فللإسلام حق وللجوار حق وجارك ذو الحق جارك الذي ليس على دينك فللجوار حق

342 - حدثنا أبو نصر التمار نا حماد بن سلمة عن علي بن يزيد وحميد عن أنس أن النبي قال Y لا يدخل الجنة عبد لا يأمن جاره بوائقه

343 - حدثني عمرو الناقد نا زيد بن الحباب نا علي بن مسعدة الباهلي نا قتادة عن أنس قال قال رسول الله Y لا يدخل الجنة رجل لا يأمن جاره بوائقه

344 - حدثنا أبو حفص الصفار نا جعفر بن سليمان نا أسماء بن عبيد قال قال عائذ المزني Y لأن يصب طستي في حجلتي أحب إلي من أن يصب في طريق المسلمين وكان لا يخرج إلى الطريق من داره ماء ولا ماء السماء قال فرئي له أنه من أهل الجنة فقيل بم فقيل بكفه أذاه عن المسلمين

345 - حدثنا إسحاق بن إسماعيل نا جرير عن أبي حيان التيمي عن أبيه قال Y كانت مرازيب شريح في داره وكان إذا مات له سنور دفنه في داره كراهية أن يؤذي به أحدا

346 - حدثني محمد بن المغيرة المازني نا سعيد بن سليمان نا موسى بن خلف العمي نا أبان عن عطاء عن بن عمر قال قال رسول الله Y كم من جار متعلق بجاره يقول يا رب سل هذا بما أغلق عني بابه ومنعني معروفه

347 - حدثني محمد بن الحسين نا الفضل بن دكين نا سفيان عن عبد الملك بن أبي بشير عن عبد الله بن مساور قال قال بن عباس وهو يبخل بن الزبير قال رسول الله Y ليس المؤمن بالذي يشبع وجاره جائع

348 - وأخبرني محمد قال سمعت أبا العتاهية يقول Y

( ومن الجهالة بالمكارم أن ترى ... جارا يجوع وجاره شبعان )

349 - حدثني إبراهيم بن سعيد نا موسى بن إسماعيل عن جويرية بن أسماء قال كان أبي يقول Y الجار قبل الدار

350 - وأخبرني أبو زيد النميري نا موسى بن إسماعيل نا نوح بن قيس نا عبد الواحد بن نافع قال قال أبو الأسود الدؤلي Y

( ألا من يشتري دارا برخص ... كراهة بعض جيرتها تباع )

351 - حدثنا سعدويه عن محمد بن طلحة عن سلم بن عطية عن الحسن قال قال لقمان لابنه Y يا بني حملت الجندل والحديد وكل حمل ثقيل فلم أجد شيئا أثقل من جار السوء

352 - أخبرني أبو زيد النميري أخبرني أيوب بن عمر بن أبي عمرو قال أخبرني عبد الله بن محمد الفروي قال Y اشترى عبد الله بن عامر بن كريز بن خالد بن عقبة بن أبي معيط داره التي في السوق ليشرع بها بابه على السوق بثمانين أو تسعين ألفا فلما كان من الليل سمع بكاء فقال لأهله ما لهؤلاء يبكون قالوا على دارهم قال يا غلام ائتهم وأعلمهم أن الدار والمال لهم

353 - وأخبرني أبو زيد حدثني محمد بن يحيى الكناني قال Y اشترى سعيد بن العاص دارا من قوم من الأنصار يقال لهم آل أبي المعلى من بني زريق بمائة ألف وهي الدار التي فيها اليوم السجن قال فندموا فاستقالوه فأقالهم ثم ندموا فاستعادوه فقبل الدار وبعث إليهم بمائة ألف أخرى

354 - حدثنا محمد بن سليمان الأسدي أن أبا عقيل يحيى بن المتوكل حدثهم عن عمر بن حمزة عن عمر بن هارون عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله Y من أشراط الساعة سوء الجوار وقطيعة الأرحام وتعطيل السيف من الجهاد وأن تختل الدنيا بالدين

355 - حدثنا سوار بن عبد الله نا مرحوم بن عبد العزيز نا القعقاع بن عمرو قال Y صعد الأحنف بن قيس فوق بيته فأشرف على جاره فقال سوءة سوءة دخلت على جاري بغير إذن لا صعدت فوق هذا البيت أبدا

( المكافأة بالصنائع )

356 - حدثني مهدي بن حفص وأبو مسلم وإسحاق بن إسماعيل قالوا نا عيسى بن يونس عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت Y كان رسول الله يقبل الهدية ويثيب عليها

357 - حدثنا محمد بن حميد نا إبراهيم بن المختار عن محمد بن إسحاق عن أبي عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر عن الربيع بنت معوذ بن عفراء قالت Y بعثني معوذ بن عفراء إلى النبي بقناع من رطب عليه أجر من قثاء زغب وكان النبي يحب القثاء وكان عنده حلبة قد قدمت إليه من البحرين فملأ يده منها فأعطانيها

358 - حدثنا أحمد بن جميل قال أخبرنا عبد الله قال حدثنا موسى بن علي بن رباح قال سمعت أن رسول الله قال Y إن الهدية رزق من الله فمن أهدي له شيء فليقبله وليعط خيرا منه

359 - حدثنا بن جميل أنا عبد الله أنا أبو معشر قال سمعت سعيدا يحدث عن أبي هريرة عن النبي قال Y تهادوا فإن الهدية تذهب وحر الصدر ولا تحقرن جارة لجارتها وإن كان شق فرسن شاة

( من فضائل الهدايا )

360 - حدثنا أبو نصر التمار حدثني كوثر بن حكيم عن مكحول قال قال رسول الله Y تهادوا فإن الهدية تذهب السخيمة

361 - حدثنا أبو كريب الهمداني نا عبد الله بن نمير عن مالك بن مغول عن الشعبي حدثني شيخ قال قال علي رضي الله عنه Y تهادوا تحابوا ولا تماروا فتباغضوا

362 - حدثني أبو إسحاق نا شبابة نا خارجة بن مصعب عن الضحاك بن عثمان عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف قال قال رسول الله Y إن الهدية تأخذ بالسمع والبصر والقلب

363 - حدثنا أبو عبيد الله يحيى بن محمد بن السكن نا ريحان بن سعيد نا عرعرة بن البرند حدثني المثنى أبو حاتم عن عبيد الله بن العيزار عن القاسم بن محمد بن أبي بكر عن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله Y تهادوا تحاببوا وهاجروا تورثوا أولادكم مجدا

364 - حدثنا بن جميل أنا عبد الله نا حيوة بن شريح أخبرني عقيل عن بن شهاب أن أم سلمة زوج النبي قالت Y إني لأهدي الهدية على ثلاث هدية مكافأة فإنا لا نحب أن يفضلنا أحد ومن أهدى بقدر ما يجد فقد كافأ وهدية أريد بها وجه الله تعالى لا أريد بها جزاء ولا شكورا وهدية أريد بها اتقاء فإني لا أحب أن يقال في إلا خير

365 - حدثني محمود بن الحسن المرزوي وإسحاق بن إبراهيم قالا نا عبد الرزاق عن بكار بن عبد الله قال سمعت وهب بن منبه يقول Y ترك المكافأة من التطفيف

366 - حدثنا بن جميل نا عبد الله نا صالح بن أبي الأخضر عن الزهري عن عروة عن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله Y من أولى معروفا فليكافىء به ومن لم يستطع فليذكره فمن ذكره فقد شكره ومن تشبع بما لم ينل كان كلابس ثوبي زور

367 - حدثني أبو بكر بن سهل التميمي حدثني الحسن النسائي نا العلاء بن هلال الرقي نا طلحة بن زيد الرقي نا الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي قتادة قال Y لما قدم وفد النجاشي على النبي قام يخدمهم بنفسه فقلنا تكفي ذاك يا رسول الله قال إنهم كانوا لأصحابنا مكرمين

368 - حدثنا موسى بن محمد بن حيان البصري نا موسى بن إسماعيل نا حبابة بنت عجلان عن أمها أم حفص عن صفية بنت حريز عن أم حكيم بنت واع الخزاعية قالت سمعت رسول الله يقول Y تهادوا فإنها تضعف الحب وتذهب بالغوائل

369 - حدثنا أبو عمار المروزي نا الفضل بن موسى عن عائذ بن شريح عن أنس بن مالك قال قال رسول الله Y تهادوا فإن الهدية قلت أو كثرت تذهب بالسخيمة وتورث المودة

370 - حدثني القاسم بن هشام نا شاذان عن إسرائيل عن ليث عن مجاهد قال Y كان شريح إذا أهديت له هدية لم يرد الطبق إلا وعليه شيء

371 - حدثني محمد بن هارون نا عمرو بن حفص نا أبو علي البيروتي قال Y أهديت إلى إبراهيم بن أدهم هدية فلم يكن عنده شيء يكافئه فنزع فروه فجعله في الطبق وبعث به إليه

372 - حدثنا أحمد بن إبراهيم نا إسماعيل بن إبراهيم عن يونس بن عبيد قال Y كان زياد الأعلم يهدي إلى ثابت البناني وإلى يزيد الرقاشي وإلى يزيد الضبي قال فيهدي إلى قوم محتاجين لا يقدرون على مكافأته فلما ظهر الحسن جعل يهدي له ويهدي له الحسن فقال زياد الأعلم أتعبنا الشيخ

373 - حدثنا عبيد الله العتكي نا محمد بن عمرو بن جبلة بن أبي رواد نا محمد بن مروان عن هشام قال Y كان بكر بن عبد الله المزني يهدي لمحمد بن سيرين فيقبل منه فقال لمحمد أهل بيته هذا الرجل يهدي لك ولا تكافئه قال محمد ما يمنعني أن أكافئه إلا نظرا له هذا كذا يهدي إلي ولا يهدى له فلو أهدينا إليه اجتهد

374 - أخبرني أبو زيد النميري نا أبو سلمة الغفاري أخبرني عبد الرحمن بن عبد الله أحد بني عدي بن كعب قال Y أقبل سعيد بن العاص يوما يمشي وحده في المسجد فقام إليه رجل من قريش فمشى عن يمينه فلما بلغا دار سعيد التفت إليه سعيد فقال ما حاجتك قال لا حاجة لي رأيتك تمشي وحدك فوصلتك فقال سعيد لقهرمانه أبي كعب ماذا لنا عندك قال ثلاثون ألفا قال ادفعها إليه

375 - وحدثني عمر بن أبي معاذ حدثني أبو غسان محمد بن يحيى أخبرني إبراهيم بن محمد بن عبد العزيز قال Y خرجت لأبي جائزته فأمرني أن أكتب خاصته وأهل بيته ففعلت فقال لي تذكر هل بقي أحد أغفلناه قلت لا قال بلى رجل لقيني فسلم علي سلاما جميلا صفته كذا وكذا اكتب له عشرة دنانير

376 - حدثنا أحمد بن إبراهيم نا إبراهيم بن عبد الرحمن بن مهدي حدثني محمد بن الصمة المهلبي قال Y خرج أبو عيينة بن المهلب ذات يوم فتبعه مروان بن الحكم الأسيدي بكوز ماء فلما فرغ من وضوئه التفت فإذا هو برجل قائم قال ما حاجتك قال جئتك بكوز من ماء قال سبحان الله فأمر له بثلاثمائة جريب

( الجود واعطاء السائل )

377 - حدثنا زهير بن حرب العامري نا سفيان بن عيينة ونا خلف بن هشام نا منكدر بن محمد بن المنكدر ونا أحمد بن جميل نا عبد الله بن المبارك عن سفيان الثوري كلهم عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله قال Y ما سئل النبي شيئا قط فقال لا

378 - حدثنا خالد بن خداش بن عجلان نا عبد العزيز بن أبي حازم عن أبيه عن سهل بن سعد قال Y جاءت امرأة إلى رسول الله يوما ببردة قال سهل هل تدرون ما البردة قالوا هي الشملة منسوج فيها حاشيتاها فقالت يا رسول الله نسجت هذه بيدي جئت أكسوكها فأخذها رسول الله محتاجا إليها فخرج علينا وإنها لإزاره فجسها رجل من القوم فقال اكسنيها قال نعم فجلس ما شاء الله في المجلس ثم رجع فطواها ثم أرسل بها إليه فقال القوم ما أحسنت سألته إياها وقد علمت أنه لا يرد سائلا فقال الرجل إي والله ما سألتها رسول الله إلا لتكون كفني يوم أموت قال سهل فكانت كفنه

( صور للجود عند النبي )

379 - حدثنا أحمد بن محمد بن أيوب نا إبراهيم بن سعد عن صالح بن كيسان عن بن شهاب عن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه قال Y علقت الأعراب برسول الله يسألونه منصرفه عن حنين حتى ألجؤوه إلى شجرة عظيمة فخطفت رداءه فقال ردوا علي ردائي فوالذي نفسي محمد بيده لو كان عدد هذه العضاة نعما لقسمته بينكم ولا تجدوني كذوبا ولا جبانا ولا بخيلا

380 - حدثنا أبو خيثمة نا عمر بن يونس نا عكرمة بن عمار قال إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة حدثني أنس بن مالك قال Y بينما نحن قعود في المسجد ننتظر رسول الله إذ دخل من باب المسجد مرتديا ببرد نجراني على إزاره إذ لحقه أعرابي من ورائه فقبض بمجامع البرد ثم جبذه إليه جبذة فرجع رسول الله في نحر الأعرابي فالتفت إلى رسول الله فقال أيا محمد مر لي من المال الذي عندك فضحك رسول الله ثم أمر له بشيء

381 - حدثني الفضل بن إسحاق بن حيان نا أبو قتيبة عن محمد بن هلال المديني حدثني أبي قال سمعت أبا هريرة قال Y كان النبي يخرج إلينا فيتحدث إلينا في المسجد فخرج يوما فتحدث ثم قام إلى منزله فلحقه أعرابي وعلى النبي برد خشن فجذبه من خلفه حتى احمرت عنق النبي فقال يا محمد احمل لي على بعيري هذين على بعير تمرا وعلى بعير شعيرا فإنك لا تحملني من مالك ولا من مال أبيك فقال النبي لا وأحمد الله حتى تقيدني مما صنعت بي فلما رأينا الأعرابي وما صنع بالنبي وثبنا إليه وقال النبي عزمت على كل رجل منكم إلا لم يبرح مكانه فبقين كأنا حبل بعضنا في أثر بعض قال وأشار النبي إلى رجل فقال اذهب فاحمل له على بعير تمرا وعلى بعير شعيرا وقد تركنا لك ما صنعت بنا

382 - حدثنا خالد بن خداش نا حماد بن زيد عن ثابت عن أنس قال Y كان رسول الله أحسن الناس وكان أجود الناس وكان أشجع الناس ولقد فزع أهل المدينة فانطلقوا قبل الصوت فتلقاهم رسول الله قد سبقهم وهو على فرس لأبي طلحة عري ما عليه سرج وفي عنقه السيف وهو يقول لم تراعوا لم تراعوا ثم قال وجدناه بحرا أو انه لبحر وكان يبطأ وما سبق بعد يومئذ

383 - حدثنا أحمد بن محمد بن أيوب نا إبراهيم بن سعد عن محمد بن إسحاق حدثني عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عبد الله بن عمرو Y أن وفد هوازن أتوا رسول الله وهو بالجعرانة وقد أسلموا فقالوا يا رسول الله إنا أصل وعشيرة وقد أصابنا من البلاء ما لا يخفى عليك فامنن علينا من الله عليك وقام رجل منهم من أحد بني سعد بن بكر وكان بنو سعد بن بكر هم أرضعوا رسول الله يقال له زهير بن صرد ويكنى بأبي صرد فقال يا رسول الله إنما في الحظائر عماتك وخالاتك وحواضنك اللاتي كن يكفلنك ولو أن ملحنا للحارث بن أبي شمر أو للنعمان بن المنذر ثم نزل منا بمثل ما نزلت به رجونا عطفه وعائدته علينا وأنت خير المكفولين ثم قال

( امنن علينا رسول الله في كرم ... فإنك المرء نرجوه وندخر )

( امنن علي بيضة اعتاقها قدر ... ممزق شملها في دهرها غير )

( أبقت لنا الحرب تهتافا على حزن ... على قلوبهم الغماء والغمر )

( إن لم تداركهم نعمى تنشرها ... يا أرجح الناس حلما حين يختبر )

( امنن على بيضة قد كنت ترضعها ... إذ فوك يملأه من محضها درر )

( لا تجعلنا كمن شالت نعامته ... واستبق منا فإنا معشر زهر )

( إنا لنشكر آلاء وإن كفرت ... وعندنا بعد هذا اليوم مذكر ) قال رسول الله أبناؤكم ونساؤكم أحب إليكم أم أموالكم قالوا يا رسول الله خيرتنا بين أحسابنا وأموالنا فلترد علينا نساؤنا وأبناؤنا فهم أحب إلينا فقال لهم أما ما كان لي ولبني عبد المطلب فهو لكم وإذا صليت للناس الظهر فقوموا فقولوا إنا نستشفع برسول الله إلى المسلمين وبالمسلمين إلى رسول الله في أبنائنا ونسائنا فسأعطيكم عند ذلك وأسأل لكم فلما صلى رسول الله الظهر قاموا فتكلموا بالذي أمرهم به فقال رسول الله أما ما كان لي ولبني عبد المطلب فهو لكم قال المهاجرون وما كان لنا يا رسول الله فهو لك وقالت الأنصار وما كان لنا فهو لرسول الله قال الأقرع بن حابس أما أنا وبنو تميم فلا وقال عيينة بن حصين اما أنا وبنو فزارة فلا وقال عباس بن مرداس أما أنا وبنو سليم فلا قالت بنو سليم ما كان لنا فهو لرسول الله قال يقول العباس لبني سليم وهنتموني فقال رسول الله أما من تمسك منكم بحقه من هذا السبي فله بكل إنسان ست فرائض من أول سبي نصيبه فردوا على الناس أبناءهم ونساءهم

384 - حدثنا سويد بن سعيد نا علي بن مسهر عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت Y أسر زوج ابنة خديجة يوم بدر فأرسلت بقلادة خديجة لتفك بها زوجها فعرف رسول الله قلادة خديجة فقال ردوا عليها قلادتها وأطلقوا لها زوجها

385 - حدثني أبو علي عبد الرحمن بن زبان الطائي نا مصعب بن المقدام عن سفيان قال سمعت محمد بن المنكدر يقول سمعت جابر بن عبد الله يقول Y ما سئل رسول الله شيئا قط فقال لا وما ضرب بيده شيئا قط

386 - حدثنا منصور بن أبي مزاحم نا إبراهيم بن سعد عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن بن عباس قال Y كان النبي أجود الناس وكان أجود ما يكون في شهر رمضان إن جبريل عليه السلام كان يلقاه كل ليلة في رمضان حتى ينسلخ يعرض عليه رسول الله القرآن فإذا لقيه جبريل عليه السلام كان أجود بالخير من الريح المرسلة

387 - حدثنا يوسف بن موسى نا أسباط بن محمد عن أبي بكر الهذلي عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن بن عباس قال Y كان رسول الله إذا دخل شهر رمضان أطلق كل أسير وأعطى كل سائل والله لرسول الله كان أجود بالخير من الريح الهابة

388 - حدثني محمد بن الحسين نا عبد الله بن بكر السهمي نا حميد عن موسى بن أنس عن أنس بن مالك قال Y لقلما سئل رسول الله شيئا من الدنيا على الإسلام إلا أعطاه فسأله رجل فأمر له بغنم بين جبلين فرجع إلى قومه فقال يا قوم أسلموا فإن محمدا يعطي عطاء لا يخشى الفاقة

389 - حدثني محمد بن الحسين نا عبد الله بن بكر نا حميد عن أنس بن مالك قال Y أعطى رسول الله من غنائم حنين عيينة مائة من الإبل والأقرع بن حابس مائة من الإبل

390 - حدثني هارون بن موسى بن أبي علقمة الفروي قال حدثني أبي قال حدثني هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن أبيه عن عمر بن الخطاب Y أن رجلا جاء إلى النبي يسأله فقال النبي ما عندي شيء ولكن ابتع علي فإذا جاءني شيء قضيته فقال عمر يا رسول الله قد أعطيته فما كلفك الله مالا تقدر عليه فكره النبي قول عمر فقال رجل من الأنصار يا رسول الله أنفق ولا تخف من ذي العرش إقلالا فتبسم رسول الله وعرف البشر في وجهه لقول الأنصاري ثم قال بهذا أمرت

391 - حدثنا علي بن الجعد نا زهير بن معاوية حدثني مولى لفاطمة بنت الحسين عن فاطمة بنت الحسين عن أبيها الحسين بن علي رضي الله عنه قال قال رسول الله Y للسائل حق وإن جاء على فرس قال أبو بكر قال لي الحسن بن عبد العزيز الجروي معنى هذا الحديث السائل يسأل في الحمالة

392 - حدثنا يحيى الحماني نا بن المبارك عن يونس عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن صفوان بن أمية قال Y أتيت النبي وهو من أبغض الناس إلي فأعطاني ثم أعطاني ثم أعطاني فلهو أحب الناس إلي

393 - حدثنا أحمد بن جميل المروزي نا عبد الله بن المبارك نا يونس عن الزهري أخبرني عبيد الله بن عبد الله عن بن عباس قال Y كان رسول الله أجود الناس وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل وكان جبريل عليه السلام يلقاه في كل ليلة من ليالي رمضان فيدارسه القرآن فلرسول الله أجود بالخير من الريح المرسلة

394 - حدثنا أبو خيثمة نا عثمان بن عمر نا يونس عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن بن عباس Y نحوه

395 - حدثنا يوسف بن موسى نا يعلي بن عبيد نا محمد بن إسحاق عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن بن عباس قال Y كان النبي يعرض الكتاب على جبريل عليه السلام كل رمضان فإذا أصبح رسول الله من ليلته التي يعرض فيها أصبح وهو أجود من الريح المرسلة لا يسأل شيئا إلا أعطاه

396 - حدثنا محمد بن إسماعيل الواسطي ومحمد بن الحسين ويعقوب بن عبيد قالوا نا يزيد بن هارون نا مسعر بن كدام عن عبد الملك بن عمير عن بن عمر قال Y ما رأيت أحدا أجود ولا أنجد ولا أشجع ولا أوفى من رسول الله

397 - حدثنا يوسف بن موسى نا عبد الله بن نمير عن حارثة بن محمد عن عمرة عن عائشة قالت Y كان رسول الله ألين الناس وأكرم الناس وكان رجلا من رجالكم إلا أنه كان ضحاكا بساما

398 - حدثنا أحمد بن عمران ومحمد بن سليم قالا نا أبو بكر بن عياش عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي سعيد الخدري عن عمر رضي الله عنه قال قلت Y يا رسول الله إن فلانا يثني عليك قال إني أعطيته دينارين لكن فلانا قد أعطيته ما بين العشرين إلى المائة فما يثني قلت فلم تعطيهم قال يسألوني ويريدون أن أبخل ويأبي الله تعالى لي إلا السخاء هذا لفظ بن سليم

399 - حدثنا يوسف بن موسى نا جرير عن الأعمش عن عطية بن سعد عن أبي سعيد الخدري قال قال النبي Y يأبون إلا أن يسألوني ويأبى الله تعالى لي البخل

400 - حدثنا محمد بن حميد نا سلمة بن الفضل حدثني محمد بن إسحاق عن عيسى بن معمر عن عبد الله بن علقمة بن أبي الفغواء الخزاعي عن أبيه قال Y بعثني النبي بمال إلى أبي سفيان بن حرب يقسمه في فقراء قريش وهم مشركون يتآلفهم فلما قدمت مكة دفعت المال إلى أبي سفيان فجعل أبو سفيان يقول ما رأيت أبر من هذا ولا أوصل يعني النبي إنا نجاهده ونطلب دمه وهو يبعث إلينا بالصلات يبرنا بها

401 - حدثني محمد بن الحسين نا يزيد بن هارون نا عبد الله بن جعفر نا مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير عن أبيه Y أن قريشا أصابتهم سنة شديدة فبعث رسول الله إلى أبي سفيان بحمل نوى من ذهب فقال اقسمه في قومك فلما قدم على أبي سفيان قال أبى محمد إلا صلة الرحم قال مصعب بعث به إليهم وهم أشد ما كانوا عليه

402 - حدثنا أبو يحيى محمد بن سعيد نا عبد الصمد بن عبد الوارث نا عمر بن فروخ عن حبيب بن الزبير عن عكرمة عن بن عباس Y أن النبي احتجم وأعطى الحجام دينارا

403 - حدثني سليمان بن عبد الجبار نا ثابت العابد نا أبو بكر بن عياش عن الشيباني عن حبيب عن نافع بن جبير بن مطعم عن أبيه قال Y قسم رسول الله يوما قسمة قال ففر من الناس فتبعه الناس فعلق ثوبه بشجرة فقال ردوا علي ثوبي أتخافون بخلي لو كان ما بينهما مال لقسمته

404 - حدثني يعقوب بن عبيد نا إسحاق بن سليمان الرازي نا مالك بن أنس عن الزهري عن عطاء بن يزيد الليثي عن أبي سعيد الخدري Y أن ناسا من الأنصار سألوا رسول الله فأعطاهم ثم سألوه فأعطاهم ثم قال ما يكون عندي فلن أدخره عنكم

405 - حدثنا إسحاق بن إسماعيل نا حاتم بن إسماعيل عن جعفر بن محمد عن أبيه أن سائلا أتى رسول الله فقال Y يا رسول الله أعطني فقال رسول الله من عنده سلف قال رجل من الأنصار عندي قال أعطه أربعة أوسق ثم إن الأنصاري احتاج إلى سلفه فرجع مرارا كلما احتاج إليه أتاه فقال رسول الله يكون إن شاء الله فلما كان في الثالثة قال رسول الله من عنده سلف قال رجل أنا قال كم قال ما شئت قال أعطه ثمانية أوسق فقال الرجل إنما لي أربعة أوسق فقال رسول الله وأربعة أيضا

406 - حدثنا أحمد بن محمد بن أيوب نا إبراهيم بن سعد عن محمد بن إسحاق حدثني أبو وجرة يزيد بن عبيد السعدي قال لما انتهى بالشيماء بنت الحارث بن عبد العزى أخت رسول الله من الرضاعة إلى رسول الله قالت Y يا رسول الله إني أختك قال فما علامة ذلك قالت عضة عضضتنيها في ظهري وأنا متوركتك قال فعرف رسول الله العلامة فبسط لها رداءه قال ها هنا فأجلسها عليه وخيرها وقال إن أحببت فعندي محبة مكرمة وإن أحببت أن أمتعك وترجعي إلى قومك قالت بلي تمتعني وتردني إلى قومي فمتعها رسول الله وردها إلى قومها فزعمت بنو سعد بن بكر أنه أعطاها غلاما له يقال له مكحول وجارية فزوجت أحدهما الآخر فلم يزل فيهم من نسلها بقية بعد

407 - حدثني يعقوب بن عبيد نا هشام بن عمار نا يحيى بن حمزة نا الحكم بن عبد الله عن القاسم عن عائشة رضي الله عنها قالت Y استأذن الأسود بن وهب على رسول الله فبسط له رسول الله رداءه فقال اجلس يا خال فإن الخال والد قالت وما سمعت رسول الله يدعوه باسمه إلا يا خال

408 - حدثنا أحمد بن محمد بن أيوب نا إبراهيم بن سعد عن محمد بن إسحاق حدثني عبد الله بن أبي بكر أن رجلا من أصحاب رسول الله ممن شهد معه حنينا قال Y إني والله لأسير إلى جنب رسول الله على ناقة لي وفي رجلي نعل لي غليظة إذ زحمت ناقتي ناقة رسول الله ويقع حرف نعلي على ساق رسول الله فأوجعه قال فقرع قدمي في السوط وقال أوجعتني فأخر عني قال فانصرفت فلما كان من الغد إذا رسول الله يلتمسني قال قلت هذا والله لما كنت أصبت من رجل رسول الله بالأمس قال فجئته وأنا أتوقع فقال لي إنك قد كنت أصبت رجلي أمس بنعلك فأوجعتني فقرعت قدمك بالسوط فدعوتك لأعوضك قال فأعطاني رسول الله ثمانين نعجة بالضربة التي ضربني

409 - حدثنا أحمد بن محمد نا إبراهيم بن سعد عن محمد بن إسحاق قال قال رسول الله لوفد هوازن Y ما فعل مالك بن عوف قالوا هو بالطائف مع ثقيف فقال رسول الله أخبروا مالكا أنه إن أتاني مسلما رددت إليه أهله وماله أو عطيته مائة من الإبل فأتى مالك بذلك فخرج من الطائف فلحق برسول الله فأدركه بالجعرانة أو بمكة فرد عليه أهله وماله وأعطاه مائة من الإبل وأسلم فحسن إسلامه فقال مالك بن عوف

( ما إن رأيت ولا سمعت بواحد ... في الناس كلهم بمثل محمد )

( أوفى وأعطى للجزيل إذا اجتدي ... ومتى تشأ يخبرك عما في غد )

( وإذا الكتيبة عردت أبناؤها ... بالمشرفي وضرب كل مهند )

( فكأنه ليث على أشباله ... وسط الهباءة خادر في مرصد )

410 - حدثني الحسن بن الصباح نا أحمد بن محمد بن حنبل نا سفيان عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار Y أن قوما أتوا النبي يسألونه حاجة فلما رآهم وأحس بهم ولم يكن عنده شيء قام ليدخل فلحق لاحق منهم فتعلق بثوبه فشقه فدخل النبي فلما كان بعد أتوه وقد جاءه شيء فسألوه فأمر لهم قالوا يا رسول الله اجعلنا في حل من جذبي ثوبك قال هو بفزتي منكم

( من صور الجود عند السلف الصالح )

411 - حدثنا إسحاق بن إسماعيل نا سفيان عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار Y أن نفرا من البادية جاؤوا فلما رآهم النبي قد طلعوا من باب المسجد بادرهم ليدخل ولم يكن عنده شيء فلحقه بعضهم فجبذه ثم جاء إلى النبي شيء فأعطاهم فأتوا فقالوا له اقتص منا قال هي بفزتي منكم

412 - حدثنا الحسن بن الصباح نا يحيى بن أبي بكير عن العلاء بن صالح عن المنهال قال Y أرسلت امرأة ابنها إلى النبي قالت ايته فأقره السلام وقل له إن أمي تقول لك اكسني فإن قال لك حتى يأتينا شيء فقل له إنها تقول لك اكسني قميصك فأتاه فقال حتى يأتينا شيء فقال له إنها تقول لك اكسني قميصك فنزع قميصه فدفعه إليه فأنزل الله تعالى ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط

413 - حدثنا الحسن بن داود بن محمد بن المنكدر التيمي نا الحسن بن حبيب بن ندبة نا روح بن القاسم عن محمد بن المنكدر عن جابر قال Y أتيت أبا بكر رضي الله عنه أسأله فمنعني ثم أتيته أسأله فمنعني فقلت إما أن تعطيني وإما أن تبخل علي فقال وأي داء شر من البخل ما من مرة تسألني إلا وأنا أريد أن أعطيك ألفا فعد لي ثلاثة آلاف

414 - حدثنا أحمد بن محمد بن أيوب نا إبراهيم بن سعد عن محمد بن إسحاق حدثني هشام بن عروة عن أبيه قال Y مر أبو بكر رضي الله عنه ببلال وهو يعذب وكانت دار أبي بكر في بني جمح فقال أبو بكر لأمية بن خلف ألا تتقي الله في هذا المسكين حتى متى قال أنت أفسدته فأنقذه فقال أبو بكر أفعل عندي غلام أسود أجلد منه وأقوى على دينك أعطيكه به قال قبلت قال هو لك فأعطاه أبو بكر رضي الله عنه غلامه ذلك وأخذ بلالا فأعتقه ثم أعتق معه على الإسلام قبل أن يهاجر من مكة ست رقاب بلال سابعهم عامر بن فهيرة شهد بدرا وأحدا وقتل يوم بئر معونة شهيدا وأم عبيس وزنيرة والنهدية وابنتها وجارية من بني مؤمل حي من بني عدي بن كعب

415 - حدثنا أحمد بن محمد نا إبراهيم بن سعد عن محمد بن إسحاق عن محمد بن عبد الله بن أبي عتيق عن عامر بن عبد الله بن الزبير عن بعض أهله قال قال أبو قحافة لابنه أبي بكر رضي الله عنه يا بني إني أراك تعتق رقابا ضعافا فلو أنك إذ ما فعلت فعلت أعتقت رجالا جلداء يمنعونك ويقومون دونك قال فقال أبو بكر رضي الله عنه Y يا أبه إنما أريد ما أريد قال فيتحدث ما نزلت هؤلاء الآيات إلا فيه وفيما قال لأبيه فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى إلى آخر السورة

416 - حدثني أبي رحمه الله نا إسماعيل بن علية نا أيوب عن محمد بن سيرين قال نبئت Y أن رجلا بينه وبين عمر رضي الله عنه قرابة سأله فزبره وأخرجه فكلم فيه فقيل يا أمير المؤمنين فلان سألك فزبرته وأخرجته قال إنه سألني من مال الله تعالى فما معذرتي إن لقيته ملكا خائنا ولولا سألني من مالي فأرسل إليه بعشرة آلاف

417 - حدثنا هارون بن معروف نا ضمرة بن ربيعة نا عبد الله بن شوذب عن عبد الله بن القاسم عن كثير مولى عبد الرحمن بن سمرة قال Y جاء عثمان بن عفان بألف دينار في ثوبه حين جهز النبي جيش العسرة فصبها في حجر النبي فجعل النبي يقلبها ويقول ما ضر بن عفان ما فعل بعد هذا يردد ذلك مرارا

418 - حدثني عبيد الله بن جرير العتكي نا عمرو بن مرزوق نا السكن بن المغيرة مولى لآل عثمان عن الوليد بن أبي هشام عن فرقد أبي طلحة عن عبد الرحمن بن خباب قال Y شهدت رسول الله وحث على جيش العسرة فقام عثمان بن عفان رضي الله عنه فقال يا رسول الله على مائة بعير بأحلاسها وأقتابها في سبيل الله ثم حض رسول الله على الجيش فقام عثمان فقال علي يا رسول الله مائة بعير بأحلاسها وأقتابها في سبيل الله ثم حض رسول الله على الجيش فقام عثمان فقال علي يا رسول الله مائة بعير بأحلاسها وأقتابها في سبيل الله قال عبد الرحمن وأنا رأيت رسول الله وهو على المنبر وهو يقول ما على عثمان ما عمل بعد هذه أو بعد اليوم

419 - حدثنا محمد بن الحسين وهارون بن سفيان قالا نا عبد الله بن محمد القرشي نا عثمان بن عثمان قال نا عثمان بن نائل عن أبيه قال Y خرجت مع مولاي عثمان في سفرة سافرها في عمرة أو حجة قال وكل القوم بعير زاده بعير رحله إلا ما كان من عثمان فإني كنت على بعير عليه زاده وكان على بعير عليه رحله قال فجاءهم سائل فسألهم ثم قال إني والله ما كنت لأنزل حاجتي هذه بقوم أولى أن يصنعوا بي معروفا منكم فدعاني عثمان فحول الزاد على بعير رحله ووطأ لي خلفه وأردفني واستحمل الله تعالى ودفع البعير إلى السائل

420 - حدثني الحارث بن محمد التيمي وأبو جعفر المديني عن علي بن محمد القرشي عن إسحاق بن يحيى بن طلحة عن موسى بن طلحة قال Y كان لعثمان بن عفان رضي الله عنه على طلحة بن عبيد الله خمسون ألفا فخرج عثمان إلى المسجد فقال له طلحة قد تهيأ مالك فاقبضه قال هو لك يا محمد معونة لك على مروتك

421 - حدثني إبراهيم بن سعيد نا أبو نعيم عن قيس عن أبي حصين Y أن عثمان رضي الله عنه أجاز الزبير بن العوام رضي الله عنه ستمائة ألف فمر على أخواله بني كاهل فقال أي المال أجود قالوا مال أصبهان قال أعطوني من مال أصبهان

422 - حدثني إبراهيم بن سعيد نا الحسين بن محمد نا قيس بن الربيع عن عبد الله بن عطاء عن أبي جعفر قال Y ما مات علي بن أبي طالب رضي الله عنه حتى بلغت غلته مائة ألف ولقد مات يوم مات وعليه سبعون ألفا دينا فقلت من أين كان عليه هذا الدين قال كان تأتيه حامته من أصهاره ومعارفه ممن لا يرى لهم في الفيء نصيبا فيعطيهم فلما قام الحسن بن علي باع وأخذ من حواشي ماله حتى قضى عنه ثم كان يعتق عنه كل عام خمسين نسمة حتى هلك ثم كان الحسين يعتق عنه خمسين نسمة حتى قتل ثم لم يفعله أحد بعدهما

423 - حدثني هارون بن عبد الله قال نا سعيد بن عامر عن جويرية بن أسماء قال Y قطع برجل بالمدينة فقيل له عليك بحكيم بن حزام فأتاه وهو في المسجد فذكر له حاجته فقام معه فانطلق معه إلى أهله فمر بقطعة كساء أو قال خرقة مطروحة في كساحة فأخذها بيده ثم نفضها ثم علقها بيده قال فقال الرجل في نفسه ما أرى عند هذا خيرا فلما دخل داره رأى غلمانا له يعالجون أداة من أداة الإبل فرمى بها إليهم فقال استعينوا بهذه على بعض ما تعالجون ثم أمر له براحلة مقتبة محقبة وأحسبه ذكر زادا

424 - حدثني أبو محمد التميمي عن علي بن محمد القرشي عن يزيد بن يزيد قال قال حكيم بن حزام Y ما أصبحت صباحا قط فرأيت بفنائي طالب حاجة قد ضاق بها ذرعا فقضيتها إلا كانت من النعم التي أحمد الله عليها ولا أصبحت صباحا لم أر بفنائي طالب حاجة إلا كان ذلك من المصائب التي أسأل الله تعالى الأجر عليها

425 - حدثني محمد بن الحسين نا داود بن محبر عن سوادة بن أبي الأسود عن شهر بن حوشب Y أن رجلا عطبت راحلته فأتى أمير المدينة فسأله فلم يحمله فقيل له ائت أبا جعفر فأتاه فقال

( أبا جعفر إن الحجيج ترحلوا ... وليس لرحلي فاعلمن بعير )

( أبا جعفر من أهل بيت نبوة ... صلاتهم للمسلمين طهور )

( أبا جعفر ضن الأمير بماله ... وأنت على ما في يديك أمير ) فأمر له براحلة ونفقة وكسوة سابغة

426 - حدثني أحمد بن عبد الأعلى الشيباني وأحمد بن عبيد العنبري Y أن عبد الله بن جعفر كان في سفر له فمر بفتيان يوقدون تحت قدر لهم فقام إليه أحدهم فقال

( أقول له حين ألفيته ... عليك السلام أبا جعفر ) فوقف وقال السلام عليك ورحمة الله وقال

( وهذي ثيابي قد أخلقت ... وقد عضني زمن منكر ) قال فهذي ثيابي مكانها وعليه جبة خز وعمامة خز ومطرف خز وتعينك على زمنك المنكر قال

( وأنت كريم بني هاشم ... وفي البيت منها الذي يذكر ) قال يابن أخي ذلك رسول الله قال أبو بكر قال مصعب الزبيري الذي أنشده هذا الشعر الحزين الكناني

427 - حدثني محمد بن الحسين نا الحميدي قال سمعت القداح يذكر أن رجلا عرض لعبد الله وقد خرج من باب بني شيبة فقال Y يا بن الطيار في الجنة صلني بنفقة أتبلغ بها إلى أهل كرم الله وجهك قال فرمى إليه برمانة من ذهب كانت في يده فوزنها الرجل فإذا فيها ثلاثمائة مثقال

428 - حدثني محمد بن الحسين نا الصلت بن حكيم نا خالد بن نافع الأشعري عن علي بن عبيد الله الغطفاني قال سمعت الشعبي قال Y كان لعبد الله بن جعفر على رجل من أهل المدينة خمسون ألفا فاستعان عليه بعبيد الله بن عباس في ذلك فقال قد حططت عنه شطرها وأخرته بالشطر الآخر إلى ميسوره قال فجزاه عبيد الله خيرا وانصرف فأتبعه بن جعفر رسولا إني قد طيبت له النصف الآخر

429 - حدثني محمد بن الحسين نا داود بن المحبر قال سمعت أبي يذكر عن شهر بن حوشب Y أن رجلا أتى عبد الله بن جعفر فسأله وبين يديه جارية تعاطيه بعض حوائجه فقال عبد الله للسائل خذ بيدها فهي لك فقالت له الجارية أمتني يا سيدي قال ويحك وكيف ذاك قالت وهبتني لرجل بلغت به الحاجة إلى المسألة فقال له عبد الله بن جعفر بعنيها إن شئت فقال له الرجل خذها أصلحك الله بما أحببت قال إنما اشتريتها بمائة دينار فلك مائتا دينار قال فهي لك أصلحك الله قال فأعطاه عبد الله مائتي دينار وقال إذا نفذت فعد إلي قالت له الجارية يا سيدي عظمت مؤنتي عليك فقال عبد الله حرمتك أعظم من مؤنتك

430 - حدثني محمد نا عبيد الله بن موسى حدثني رجل من أهل المدينة Y أن عبد الله بن جعفر كان إذا أتاه الرجل يسأله أعطاه فإن لم يكن عنده قال اذهب فخذ علي إلى العطاء أو إلى الجذاذ وأتني بهم أضمن لهم

431 - حدثني محمد بن الحسين نا إسحاق بن منصور السلولي نا عبيد بن الوسيم الجمال قال Y أتينا عمران بن موسى بن طلحة بن عبيد الله نسأله في دين على رجل من أصحابنا فأمر بالموائد فنصبت ثم قال لا حتى تصيب من طعامنا فيجب علينا حقكم وذمامكم قال فأصبنا من طعامه فأمر لنا بعشرة آلاف درهم في قضاء دينه وخمسة آلاف درهم نفقة لعياله

432 - حدثني محمد نا داود بن المحبر نا سوادة بن أبي الأسود عن أبيه قال Y دخل علي الحسن بن علي رضي الله عنه نفر من أهل الكوفة وهو يأكل طعاما فسلموا عليه وقعدوا فقال لهم الحسن الطعام أيسر من أن يقسم عليه الناس فإذا دخلتم على رجل منزله فقرب طعامه فكلوا من طعامه ولا تنتظروا أن يقول لكم هلموا فإنما يوضع الطعام ليؤكل قال فتقدم القوم فأكلوا ثم سألوه حاجتهم فقضاها لهم

433 - حدثني محمد بن صالح القرشي حدثني أبو اليقظان حدثني جويرية بن أسماء عن إسماعيل بن يسار قال Y لقى الفرزدق حسينا رضي الله عنه بالصفاح فأمر له الحسين بأربعة مائة دينار فقيل يا أبا عبد الله أعطيت شاعرا مبتهرا أربعمائة دينار فقال إن من خير مالك ما وقيت به عرضك

434 - قال أبو عبد الله العجلي نا يونس بن بكير نا محمد بن إسحاق حدثني سلمة بن عبد الله بن عمر بن أبي سلمة حدثني ظئر كان لنا قال Y قدمت بأباعر لي عشرين أو ثلاثين بعيرا ذا المروة أريد الميرة من التمر فقيل لي إن عمرو بن عثمان في ماله والحسين بن علي في ماله قال فجئت عمرو بن عثمان فأمر لي ببعيرين أن يحمل لي عليهما فقال لي قائل ويلك ائت الحسين بن علي فجئته ولم أكن أعرفه فإذا رجل جالس بالأرض حوله عبيده بين يديه جفنة عظيمة فيها خبز غليظ ولحم وهو يأكل وهم يأكلون معه فسلمت فقلت والله ما أرى أن يعطيني هذا شيئا فقال هلم فكل فأكلت معه ثم قام إلى ربيع الماء مجراه فجعل يشرب بيديه ثم غسلهما وقال ما حاجتك فقلت أمتع الله بك قدمت بأباعر أريد الميرة من هذه القرية فذكرت لي فأتيتك لتعطيني مما أعطاك الله قال اذهب فأتني بأباعرك فجئت بها فقال دونك هذا المربد فأوقرها من هذا التمر فأوقرتها والله ما حملت ثم انطلقت فقلت بأبي وأمي هذا والله الكرم

435 - أخبرني العباس بن هشام عن أبيه عن أبي محمد عبد الله بن سفيان مولى لمعاوية بن أبي سفيان عن أبيه عن جده قال Y كنا عند هشام بن عبد الملك فقدم عليه خطباء أهل الحجاز من قريش وغيرها قال فحضرت كلامهم رجلا رجلا حتى قام بن أبي جهم بن حذيفة العدوي من قريش وكان أعظم القوم قدرا وأكبرهم سنا فقال أصلح الله أمير المؤمنين إن خطباء قريش قد قالت فيك فاحتفلت وأثنت فأطنبت فوالله ما بلغ قائلهم قدرك ولا أحصى مطنبهم فضلك أفأطيل أم أوجز قال بل أوجز قال تولاك الله بالحسنى وزينك بالتقوى وجمع لك خير الآخرة والأولى إن لي حوائج أفأذكرها قال أذكرها قال كبرت سني ورق عظمي ونال الدهر مني فإن رأى أمير المؤمنين أن يجبر كسري وأن ينفي فقري فعل قال وما الذي يجبر كسرك وينفي فقرك قال ألف دينار وألف دينار وألف دينار قال هيهات يا بن أبي جهم رمت مراما صعبا بيت المال لا يحتمل ما سألت ثم أطرق هشام طويلا ثم قال هيه قال ما هيه والله لكأنك آليت لا تقضي لي حاجة في موقفي هذا أما والله إن الأمر لواحد ولكن الله آثرك بمجلسك هذا فإن تعط فحقا أديت وإن تمنع فإني أسأل الذي بيده ما حويت إن الله جعل العطاء محبة والمنع مبغضة والله لأن أحبك أحب إلي من أن أبغضك قال وألف دينار لماذا قال أقضي بها دينا قد أحم قضاؤه وقد فدحني حمله وأضر بي أهله قال هشام فلا بأس تنفس كربة مع أداء أمانة وألف دينار لماذا قال أزوج بها من بلغ من ولدي قال نعم المسلك سلكت أغضضت بصرا وأعففت فرجا ورجوت نسلا وألف دينار لماذا قال أشتري بها أرضا يعيش فيها ولدي وتكون أصلا لمن بعدي قال فإنا قد أمرنا لك بما سألت قال فالمحمود على ذلك الله قال ثم أدبر فأتبعه هشام بصره قال إذا كان القرشي فليكن مثل هذا ما رأيت رجلا أبلغ وأوجم في مقاله ولا أبلغ في ثناء منه أما والله إنا لنعرف الحق إذا نزل ونكره الإسراف والبخل فما نعطي تبذرا ولا نمنع تقترا وما نحن إلا خزان الله في بلاده وأمناؤه على عباده فإذا شاء أعطينا وإذا منع أبينا ولو أن كل قائل يصدق وكل سائل يستحق ما جبهنا قائلا ولا رددنا سائلا فسلوا الذي بيده ما استحفظنا أن نجريه لكم على أيدينا فإنه يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر إنه بعباده خبير بصير قالوا والله يا أمير المؤمنين لقد أبلغت وما بلغ في قدر عجبك به ما كان منك في الرد عليه وذكر نعمة الله عليه قال إنه المبتدي وليس المبتدي كالمقتدي

436 - أخبرني أبو زيد النميري حدثني عمر بن محمد بن أقيصر السلمي حدثني يحيى بن عروة بن أذينة قال Y أتى أبي وجماعة من الشعراء هشام بن عبد الملك فأنشدوه فنسبهم فلما عرف أبي قال ألست القائل

( لقد علمت وما الإشراف في طمعي ... أن الذي هو رزقي سوف يأتيني )

( أسعى له فيعنيني تطلبه ... ولو قعدت أتاني لا يعنيني ) فهلا جلست حتى يأتيك فلما خرجوا من عنده جلس أبي على راحلته حتى أتى المدينة وتنبه هشام عليهم فأمر بجوائزهم ففقد أبي فسأل عنه فأخبر بانصرافه فقال لا جرم والله ليعلمن أن ذلك سيأتيه في بيته ثم أضعف له ما أعطى واحدا من أصحابه وكتب له فريضتين كنت أنا آخذهما

437 - حدثني محمد بن صالح القرشي حدثني محمد بن عمر الأسلمي نا بن أبي الزناد عن أبيه قال أنا بالرصافة حين قدم بن أذينة على هشام فلما دخل عليه قال له Y ألست الذي يقول

( ولو قعدت أتاني لا يعنيني ... ) فقال قد خرجت وأنا أعلم أن ذلك كذاك قال محمد بن عمر قال بعضهم أتبعه حين انصرف أربعمائة دينار وقالوا أقل واختلفوا في ذلك

438 - أخبرني أبو زيد النميري حدثني عبد الملك الماجشون نا أبو السائب قال Y أرسلت إلى محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان أسأله لقحة لبعض أهلنا فإني لجالس إذا بإبل تدخل ثم إذا بعبد أسود معتم فقلت يا صاحب الإبل ليس هذا طريقك فناولني كتابا فإذا فيه إنك سألت لقحة فجمعت لك ما حضرني فإذا تسع عشرة وراعيها وهي بدن إن رددت منها شيئا قال فبعت منها ثماني عشرة وتأثلت منها مالا

439 - حدثني أبو زيد نا أبو عاصم حدثني أبي قال Y سأل سائل عبد الأعلى بن عبد الله بن عبد الله بن عامر بن كريز وليس عليه إلا إزار فقال ألزم بطرف الإزار ثم أجذبه إليك ففعل وتوارى عبد الأعلى بباب بيته وأغلقه على نفسه

440 - حدثنا أبو زيد نا أبو عاصم أخبرني أبي قال Y أخذ عبد الأعلى عطاءه ومعه غلام له وعليه مطرف فعدل إلى بيت امرأة من بني غدانة فبال في بيتها فقال يا غلام ادفع إليها عطاءنا قالت والمطرف جعلني الله فداءك قال والمطرف

441 - حدثني أبو زيد حدثني أبو غسان محمد بن يحيى بن علي حدثني إسماعيل بن الحسن بن زيد قال Y كان أبي يغلس بصلاة الفجر فأتاه مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير وابنه عبد الله بن مصعب يوما حين انصرف من صلاة الغداة وهو يريد الركوب إلى الغابة إلى ماله فقال اسمع مني شعرا قال ليست هذه ساعة ذاك أهذه ساعة شعر فقال أسألك بقرابتك من رسول الله إلا سمعته قال فأنشد لنفسه

( يا بن بنت النبي وابن علي ... أنت أنت المجير من ذا الزمان )

( من زمان ألح ليس بناج ... منه من لم يجرهم الخافقان )

( من ديون حفزننا معضلات ... بيد الشيخ من بني ثوبان )

( في صكاك مكتبات علينا ... بمائين إذا عددن ثمان )

( بأبي أنت إن أخذن وأمي ... ضاق عيش النسوان والصبيان ) قال فأرسل إلى بن ثوبان فسأله فقال لي على الشيخ سبعمائة وعلى ابنه مائة فقضى عنهما وأعطاهما مائتي دينار سوى ذلك

442 - حدثني محمد بن الحسين ومحمد بن عباد العكلي قالا نا إسحاق بن سليمان الرازي قال سمعت أبا سنان يذكر عن حبيب بن أبي ثابت قال Y قدم أبو أيوب الأنصاري البصرة ونزل على بن عباس ففرغ له بيته الذي كان فيه وقال لاصنعن بك كما صنعت برسول الله وقال كم عليك من الدين قال عشرون ألفا فأعطاه أربعين ألفا وعشرين مملوكا وقال لك ما في البيت كله

443 - حدثني محمد بن الحسين نا سليمان بن حرب نا أبو هلال الراسبي عن حميد بن هلال قال Y تفاخر رجلان من قريش رجل من بني هاشم ورجل من بني أمية فقال هذا قومي أسخى من قومك وقال هذا قومي أسخى من قومك قال سل في قومك حتى اسأل في قومي فافترقا على ذلك فسأل الأموي عشرة من قومه فأعطوه مائة ألف عشرة آلاف عشرة آلاف قال وجاء الهاشمي إلى عبيد الله بن العباس فسأله فأعطاه مائة ألف ثم أتى الحسن بن علي رضوان الله عليهما فسأله فقال له هل أتيت أحدا من قومي قال نعم عبيد الله بن العباس فأعطاني مائة ألف فأعطاه الحسن بن علي مائة ألف وثلاثين الفا ثم أتى الحسين بن علي رضوان الله عليهما فسأله فقال هل أتيت أحدا قبل أن تأتينا قال نعم أخاك الحسن بن علي فأعطاني مائة ألف وثلاثين ألفا قال لو أتيتني قبل أن تأتيه لأعطيتك أكثر من ذلك ولكن لم أكن لأزيد على سيدي فأعطاه مائة ألف وثلاثين ألف قال فجاء الأموي بمائة ألف من عشرة وجاء الهاشمي بثلاثمائة ألف وستين ألفا من ثلاثة فقال الأموي سألت عشرة من قومي فأعطوني مائة ألف وقال الهاشمي سألت ثلاثة من قومي فأعطوني ثلاثمائة ألف وستين ألفا ففخر الهاشمي الأموي قال فرجع الأموي إلى قومه فأخبرهم الخبر ورد عليهم المال فقبلوه ورجع الهاشمي إلى قومه فأخبرهم الخبر ورد عليهم المال فأبوا أن يقبلوه وقالوا لم نكن لنأخذ شيئا قد أعطيناه

444 - حدثني سليمان بن منصور الخزاعي نا أبو سفيان الحميري عن عبد الحميد بن جعفر الأنصاري قال Y قدم أعرابي المدينة يطلب في أربع ديات حملها فقيل له عليك بالحسن بن علي عليك بعبد الله بن جعفر عليك بسعيد بن العاص عليك بعبد الله بن العباس فدخل المسجد فرأى رجلا يخرج معه جماعة فقال من هذا فقيل سعيد بن العاص قال هذا أحد أصحابي الذين ذكروا لي فمشى معه فأخبره بالذي قدم له ومن ذكر له وأنه أحدهم وهو ساكت عنه لا يجيبه فلما بلغ باب منزله قال لخازنه قل لهذا الأعرابي فليأت بمن يحمل له فقيل له ائت بمن يحمل لك قال عافا الله سعيدا إنما سألناه ورقا ولم نسأله تمرا قال ويحك ائت بمن يحمل لك فأخرج إليه أربعين ألفا فاحتملها الأعرابي فمضى إلى البادية ولم يلق غيره

445 - حدثني سليمان نا يحيى بن سعيد الأموي عن أبيه قال Y دخل قوم من بني أسد على عيسى بن علي يتكلمون في حمالات وكان خطيبهم عون بن جابر وكان له لسان جيد فتكلم عون وذكر بني أسد وقرابتهم من قريش فقال له الحسن بن زيد بن الحسن وكان عند عيسى يا بني أسد إنكم لتكلمون كأنكم نزلتم من السماء فأقبل عليه عون بن جابر فقال لو نزل قوم من السماء جودا أو كرما كنا النازلين من السماء نحن بنو خزيمة ونحن بنو برة يعني ابنة مر وهي أم أسد وإن كنت لجديرا أن تكون معنا في حاجتنا فألا إذ لم تفعل تركتنا والأمير قال وجعل عيسى يسر بما يوبخ به الحسن ويكلمه ثم أمر لهم عيسى بالمال الذي طلبوه للحمالات وكان أربعين ألفا

446 - حدثني سليمان بن منصور حدثني محمد بن الحكم عن عوانة بن الحكم قال Y دخل سعيد بن خالد بن عبد الله بن خالد بن أسيد بن أبي العيص على سليمان بن عبد الملك فلما رآه داخلا تمثل سليمان

( إني سمعت مع الصباح مناديا ... يا من يعين على الفتى المعوان ) هذا والله الفتى فمن يعين عليه ثم قال حاجتك يا أبا خالد قال ديني تقضيه عني قال وكم دينك قال علي ثلاثون ألف دينار قال فقد قضيتها عنك قال وكان سعيد بن خالد تصيبه موتة نصف السنة فيكون فيها مطروحا ويصح نصف السنة فإذا صح أعطى وأطعم فإن لم يكن عنده وأتاه من يطلب نيلة قال له ليس عندي ولكن اكتب علي صكا بكذا وكذا فيكتب عليه الرجل ويشهد له فدخل بنو سعيد على هشام بن عبد الملك وهو خليفة فقالوا له إن أبانا يتلف ماله فإذا لم يكن عنده كتب على نفسه الصكاك لمن يسأله عليه فأحجر عليه فحجر عليه وقال لبنيه اجعلوا له شيئا لمائدته فجعلوا له شاة كل يوم وما يصلحها فجعل يقول لبنيه يا بني إنما هي شاة في اليوم ويستقلها وقبل ذاك ما أرادوا أن يعالجوه فعزموا عليه فتكلمت امرأة على لسانه فقالت أنا رقية بنت ملحان سيد الجن والله لئن عالجتموه لأقتلنه فإني لو وجدت من الإنس أكرم منه لعلقته

447 - حدثني سليمان حدثني محمد بن عباد بن عباد بن حبيب بن المهلب قال Y بعث مروان وهو على المدينة ابنه عبد الملك إلى معاوية فدخل عليه فقال إن لنا مالا إلى جنب مالك بموضع كذا وكذا من الحجاز لا يصلح مالنا إلا بمالك ومالك إلا بمالنا فإما تركت لنا مالك فأصلحنا به مالنا وإما تركنا لك مالنا فأصلحت به مالك فقال له بابن مروان إني لا أخدع عن القليل ولا يتعاظمني ترك الكثير وقد تركنا لكم مالنا فأصلحوا به مالكم

448 - قال سليمان وحدثني محمد بن الحكم عن عوانة بن الحكم قال Y دخل الوليد بن عقبة على معاوية فجلس معه على السرير ثم سأله فأعطاه مائة ألف درهم ثم قال له معاوية عف عني فقال الوليد

( أعف واستغني كما قد أمرتني ... فأعط إذا ما مت بعدي أو أبخل )

( فإني امرؤ في الدار مني ثروة ... وليس شبا عجز علي بمقفل )

( سأصرف عنك العيس إن سجيتي ... إذا رابها ريب كسلة منصل )

449 - قال قال سليمان نا محمد بن الحكم عن عوانة قال Y أقام الحارث بن خالد بن العاص بن هشام بباب عبد الملك بن مروان سنة ثم انصرف وهو يقول

( تبعتك إذ عيني عليها غباوة ... فلما انجلت قطعت نفسي ألومها )

( رددت عليك النفس حتى كأنما ... بكفيك بؤسي أو لديك نعيمها )

( فما بي وإن أقصيتني من ضراعة ... ولا افتقرت نفسي إلى من يسومها ) فأرسل عبد الملك رسولا يرده وقال اتبعه حتى ترده علي وإن بلغت مكة فلما دخل على عبد الملك قال أنفت من المقام ببابي قال لا والله يا أمير المؤمنين ما أنفت من المقام ببابك وما عنك مرغب ولكني أطلت المقام ولي ضيعة وعلي دين قال كم دينك قال ثلاثون ألف دينار قال إن شئت قضيت دينك وإن شئت استعملتك على مكة سنة قال استعملني على مكة سنة فاستعمله ثم عزله

450 - حدثني سليمان نا أحمد بن بشير قال Y قدم على عمر بن عبد العزيز رجل من حضرموت فناداه

( دعوت حران ملهوفا ليأتيكم ... فقد أتاك بعيد الدار مظلوم ) قال من ظلمك قال الوليد بن سليمان أخذ أرضا لي باليمن فقال اكتبوا له إلى عامل اليمن إن أقام عندك شاهدين ذوي عدل فاردد عليه أرضه ثم قال له إني أراك قد كلفت في وجهك هذا قال كلفت زادا وراحلة فأمر له بثلاثين دينار

451 - حدثني سليمان نا أبو سفيان عن هشيم قال Y قدم الزبير الكوفة وعليها سعيد بن العاص عاملا لعثمان فبعث إلى الزبير بسبعمائة ألف فقال لو كان في بيت المال أكثر من هذا بعثت به إليك فقبلها قال سليمان فحدثت به مصعبا الزبيري فقال ما كنا نرى الذي أعطاه المال إلا الوليد بن عقبة بن أبي معيط وكنا نقول خمسمائة ألف وهشيم أعلم

452 - قال أبو عبد الله العجلي أنا يونس بن بكير نا بن إسحاق حدثني والدي إسحاق بن يسار أخبرني شيخ من بني سعد بن بكر قال Y قدم علي بن عم لي من أهل البادية فقال إن بن أخ لي أصاب دما عمدا فطلبت إلى أهل الدم أن يقبلوا مني العقل ففعلوا فأسلمتني عشيرتي وأبوا أن يحملوا معي وقالوا إنما نحمل الخطأ فأما العمد فلا فقد قدمت التمس المعونة من هذا الحي من قريش فأمرت لي بخزيرة فصنعت فغديناه منها ثم قلت له انطلق بنا إلى خير القوم وسيدهم بن بنت رسول الله الحسين بن علي رضي الله عنه فخرجنا نلتمسه في بيته لم نجده فخرجنا فلقيناه بالبلاط فقلت عندك الرجل فاستوقفناه فوقف واستند إلى الجدار فقلت يا بن بنت رسول الله إن بن أخ لي أصاب دما فقص قصته وقدمت أستعين هذا الحي من قريش على ديته فرأيت أن أبدأ بك فقال والله الذي نفس حسين بيده ما أصبح في بيتي دينار ولا درهم وما غدوت إلى السوق إلا لألتمس العينة في بعض نفقاتنا وما لا بد منه ولكني أراك رجلا جلدا وقد حان حصاد مالي بذي المروة عين يحنس فاخرج إليها فقم عليها بعماله ثم أحصد ودق وبع فإنها مودية عنك ولا تسأل أحدا شيئا فقال أفعل بأبي وأمي وكتب إلى قيمه أنظر فلان بن فلان فخل بينه وبين حصاد أرضك فإني قد أعطيته إياه فخرج فحصدها فباع منها بعشرين ألف درهم فأدى اثنى عشر ألفا واستفضل ثمانية آلاف

( الجود عند الشعراء )

453 - فقال المقنع مقنع الأنصاري يبكي حسينا حين قتل

( كان إذا شب له ناره ... يرفعها بالسند الماثل )

( كيما يراها قابس مرمل ... أو فرد قوم ليس بالآهل )

( مفارغ الشيزي على بابه ... مثل حياض النعم الناهل )

( لا تستري شفرا على مثله ... في الناس من حاف ولا ناعل )

( بن النبي المرسل المصطفى ... وابن بن عم المصطفى الفاضل )

454 - حدثني عبد الرحمن بن صالح نا يحيى بن يعلي عن يونس بن خباب عن مجاهد قال جاء رجل إلى الحسن والحسين رضي الله عنهما فسألهما فقالا Y إن المسألة لا تصلح إلا لثلاثة حاجة مجحفة أو حمالة مثقلة أو دين فادح وأعطياه ثم أتى بن عمر رضي الله عنه فأعطاه ولم يسأله عن شيء فقال أتيت ابني عمك وهما أصغر سنا منك فسألاني وقالا لي وأنت لم تسألني عن شيء فقال ابنا رسول الله إنهما كانا يغران بالعلم غرا

455 - وقال أبو حفص الصيرفي حدثني بن زائدة البندار حدثني محمد بن علي عن شيخ من قريش قال Y بينا أبان بن عثمان وعبد الله بن الزبير جالسان إذا وقف عليهما أعرابي فسألهما فلم يعطياه شيئا وقالا اذهب إلى ذينك الفتيين وأشارا إلى الحسن والحسين رضي الله عنهما وهما جالسان فجاء الأعرابي حتى وقف عليهما فسألهما فقالا إن كنت تسأل في دم موجع أو فقر مدقع أو أمر مفظع فقد وجب حقك فقال أسأل وأخذني الثلاث فأعطاه كل واحد منهما خمسمائة خمسمائة فانصرف الأعرابي فمر على بن الزبير وأبان وهما جالسان فقالا ما أعطاك الفتيان فأنشأ الأعرابي يقول

( أعطياني وأقنياني جميعا ... إذ تواكلتما فلم تعطياني )

( جعل الله من وجوهكم نعلين ... سبتا يطاهما الفتيان )

( حسن والحسين خير بني حواء ... صيغا من الأغر الهجان )

( فدعا سنة المكارم والمجد ... فما منكما لها من مداني )

456 - حدثني محمد بن الحسين نا كثير بن هشام نا عيسى بن إبراهيم القرشي حدثني رجل من أهل البصرة قال Y قدمت المدينة فنزلت على معاوية بن عبد الله بن جعفر فسألته عما كان يصنع أبوه من أخلاقه فقال كان قد جبل على شيء لا يقدر على غيره قال فأتاه أعرابي يسأله فقال تمن علي واجتهد في الأماني فقال بكرا يحمل رحلي إلى أهلي وحلة ألبسها يوم قدومي على الحي وبردة أمتهنها في سفري ونفقة تبلغني إليهم قال لقد قصرت بك نفسك فهلا سألتني ما أملك فأخرج لك عيينة قال فأمر له بمائة حلة ومائة ناقة ومائة ألف درهم فقال الأعرابي أما الأحجار فلا حاجة لي بها وأما الحلل فواحدة من ذلك تكفيني وأما الإبل فأسوقها والله إلى أهلي قال فساق الإبل وترك المال والحلل فأمر به عبد الله فقسم على فقراء أهل المدينة

457 - حدثني محمد بن الحسين حدثني جعفر بن عون عن خالد الزيات عن رجل من أهل البيت أن عبد الله بن جعفر Y كان له على رجل مال فتحمل عليه بابن عباس ليؤخره فقال عبد الله بن جعفر هي له يا بن عم قال ما أردت هذا كله قال بن جعفر لكني أنا أردته

458 - حدثني محمد بن الحسين نا أبو عبد الرحمن الطائي نا المجالد بن سعيد عن الشعبي قال Y دخل أمية بن أبي الصلت على عبد الله بن جدعان التيمي وقد أخذت الخمر من عبد الله فأنشأ يقول

( أأذكر حاجتي أم قد كفاني ... حياؤك إن شيمتك الحياء )

( وعلمك بالأمور وأنت فرع ... لك الحسب المهذب والسناء )

( كريم لا يغيره صباح ... عن الخلق الكريم ولا مساء )

( إذا أثنى عليك المرء يوما ... كفاه من تعرضه الثناء ) قال وعند بن جدعان قنيتان له فقال انظر أعجبهما إليك فخذ بيدها قال وكانت أحب ماله إليه فأخذ منه إحداهما وخرج فلقيه فتية من قريش فقالوا له ما صنعت دخلت إلى شيخنا وسيدنا وقد عمل فيه الشراب فأخذت إحدى حظيتيه وأحب ماله إليه ارجع فارددها عليه فإنه سيعوضك أضعافها قال فرجع إليه فقال ما الذي ردك إلينا يا أمية قال أحبت أن تؤنس أختها قال لا ولكن قيل لك فرقت بين الشيخ وأحب ماله إليه والله لتأخذن بيد الأخرى فأخذهما جميعا وخرج وهو يقول

( عطاؤك زين لامرىء إن حبوته ... بفضل وما كل العطاء يزين )

( وليس بشين لامرىء بذل وجهه ... إليك كما بعض السؤال يشين )

459 - حدثني أبو زيد النميري أنا أبو عاصم أخبرني أبو عمار رجل من بني زهرة قال Y مر بن الزبير بناس من قريش مجتمعين في مجلس فقال ما تذاكرون قالوا أمر الجاهلية قال دعوه فإن هذا الشيء هدمه الله فإن كنتم لا بد فاعلين فعليكم بابن جدعان فوالله ما تقسم الشرف إلا من بعده

460 - حدثني أبو زيد النميري حدثني بدر بن سعيد قال سمعت عيسى بن يزيد بن بكر قال Y سأل الوليد بن عقبة مروان وهو على المدينة فاعتل عليه فقدم على المغيرة بن شعبة وهو على الكوفة فأمر له بعشرين ألفا فأبى أن يقبلها فأتى بن عامر فشكا إليه دينه فقال كم هو قال مائة ألف فقضاه عنه وأعطاه مائة ألف أخرى فقال الوليد

( ألا جعل الله المغيرة وابنه ... ومروان نعلى بذلة لابن عامر )

( لكي تقياه الحر والقر والأذى ... ولسع الأفاعي واحتدام الهواجر )

( يفيض الفرات للذين يلونه ... وسيبك يأتي كل باد وحاضر )

( إذا عبد شمس قدموا رفد خيرهم ... سما فعلا بالمجد فخر المفاخر )

( وإن دنست أحساب قوم وجدته ... إذا ما بلوه طاهرا وابن طاهر ) قال أبو زيد البيتان الأخيران ليس مما سمعت من بدر وقد قيل صاحب هذا الشعر عبد الرحمن بن الحكم

461 - حدثني أبو زيد النميري حدثني شهاب بن عباد قال Y مدح بن قيس الرقيات بشر بن مروان فقال

( يا بشر يا بن الجعفرية ما ... خلق الأله يديك للبخل )

( جاءت به عجز مقابلة ... ما هن من جرم ولا عكل ) فقال له بشر احتكم قال عشرين ألفا قال قبحك الله لك عشرون وعشرون حتى بلغ مائة ألف

462 - حدثني أبو زيد حدثني عبد الله بن محمد بن حكيم عن خالد بن سعيد بن عمرو بن سعيد عن أبيه قال Y قحط الناس في زمن بشر بن مروان فخرجوا فاستسقوا وبشر معهم فرجعوا وقد مطروا ووافق ذلك سيلا من الليل فغرقت ناحية بارق وبني سليم فخرج بشر من الغد ينظر إلى آثار المطر حتى انتهى إلى بارق فإذا الماء في دار سراقة بن مرداس البارقي وسراقة قائم في الماء فقال أصلح الله الأمير إنك دعوت أمس ولم ترفع يديك فجاء ما ترى ولو كنت رفعت يديك لجاء الطوفان فضحك بشر فأنشأ سراقة يقول

( دعا الرحمن بشر فاستجابا ... لدعوته فأسقانا السحابا )

( وكان دعاء بشر صوب غيث ... يعاش به ويحيى ما أصابا )

( أغر بوجهه نسقى ونحيي ... ونستجلي بغرته الضبابا )

463 - حدثنا عمر بن أبي معاذ حدثني أبو الحسن الأرطباني شيخ من مزينة قال حدثني أبو البيداء Y عن من رأى الفرزدق يسير في جنازة بشر بن مروان يقود فرسا كان بشر حمله عليه حتى إذا فرغ من دفنه عقر الفرس وأنشأ يقول

( أقول لمحبول السراة معاود ... سباق الجياد قد أمر علي شزر )

( ألست شحيحا إن ركبتك بعده ... ليوم رهان أو غدوت معي تجري )

( حلفت بأن لا تركب الدهر بعده ... صحيح الشوى حتى تكوس على القبر )

464 - حدثني محمد بن صالح القرشي حدثني محمد بن الخطاب الأزدي أنا أبو مسكين محرر بن جعفر بن زياد مولى أبي هريرة أنه رأى الفرزدق وقد عرض لطلحة الندى بن عبد الله بن عوف أخي عبد الرحمن بن عوف وكان جوادا وهو خارج من المسجد فقال Y

( ولما رأت أن الفراتين نضبا ... فأصبح مكدرا عبابهما ضحلا )

( رجت في لقائيك النوار وأهلها ... ربيع فرات لا بكيا ولا وحلا )

( يداك تفيضان السماحة والندى ... إذا ما يد كانت على مالها قفلا ) فأخذ طلحة بيد الفرزدق حتى أدخله داره فقال خذ بيد هذه الأمة خذ بيد هذا العبد زوجها خذ بيد هذه الوصيفة ابنتها ثلاثة أرؤس بثلاثة أبيات

465 - حدثني محمد بن عباد بن موسى حدثني موسى بن أخي عن علي بن المنذر عن الزبير بن موسى المخزومي قال Y كان الوليد بن عبد الملك رجلا حسودا لقومه فدخلوا عليه فكان أول من بدر إليه عويف القوافي فقال كما أنت وما بقيت لنا بعد ما قلت لأخي بني زهرة ألم تقم علينا الساعة يوم قامت عليه ألست الذي يقول

( إذا ما جاء يومك يا بن عوف ... فلا مطرت على الأرض السماء )

( ولا سار البريد بغنم جيش ... ولا حملت على الطهر النساء )

( تساقى الناس بعدك يا بن عوف ... ذريع الموت ليس له شفاء ) ثم قال اصرفه فانصرف فلقيه القرشيون والشاميون فقالوا رجل من أهل الحجاز يلي صدقاتها ما الذي استخرج به منك هذا قال والله لقد أعطاني غيره أكثر مما أعطاني ولكن والله ما أعطاني أحد قط عطية أبقى عندي شكرا ولا أدوم في قلبي لذة من عطية أعطانيها وذلك أني قدمت المدينة أريد أن ابتاع قعودا من قعدان الصدقة ومعي بضاعة لا تبلغ العشرة الدنانير فإذا رجل بصحن السوق جالس على طنفسة بين يديه إبل معطونة أي محبوسة في العطن فظننته حين رأيته عامل السوق فسلمت عليه فأثبتني وجهلته فقلت رحمك الله هل أنت معيني ببصرك على قعود من هذه القعدان تبتاعه لي قال نعم أمعك ثمنه قلت نعم فأعطيته إياه وجلست طويلا ثم قمت إليه فقلت رحمك الله أنظر في حاجتي قال ما منعني منك إلا النسيان أمعك حبل قلت نعم قال هكذا أفرجوا فتوسع الناس له فقال اقترن هذه وهذه فما نزع حتى أمر لي بثلاثين فريضة أدنى فريضة منها خير من بضاعتي فقلت أي رحمك الله أتدري ما تقول فما بقي أحد إلا وهزني وشتمني ثم رفع طنفسته وقال شأنك ببضاعتك فاستعن بها على من ترجع إليه والله لا أنساه ما كنت حيا أبدا وقال عويف القوافي يمدحه وهو طلحة بن عبد الله بن عوف

( يا طلح أنت أخو الندى وعقيده ... إن الندى إن مات طلحة ماتا )

( إن الفعال إليك أطلق رحله ... فبحيث بت من المنازل باتا )

466 - حدثني محمد بن صالح القرشي حدثني أبو اليقظان عن جويرية قال Y جاء نصيب الشاعر أبو محجن إلى عبد الله بن جعفر فحمله وأعطاه وكساه فقال قائل له يا أبا جعفر أعطيت هذا الحبشي هذه العطايا قال وما ذاك إنما هي رواحل تنضى وثياب تبلى وثناء يبقى

467 - حدثني محمد بن عباد بن موسى حدثني هشام بن محمد عن خالد بن سعيد عن أبيه قال Y لقيني إياس بن الحطيئة فقال يا أبا عثمان مات والله الحطيئة وفي كسر البيت ثلاثون ألفا أعطاها أبوك سعيد بن العاص أبي فذهبت وبقي ما قلنا فيكم وذهب ما أعطيتمونا

468 - حدثني محمد بن صالح عن سحيم بن حفص قال Y علق موسى شهوات جارية بالمدينة فطلب إليهم أن يبيعوها إياه فباعوها إياه بأربعة آلاف وأجلوه فيها أجلا فخرج إلى الشام وكان صديقه سعيد بن خالد بن عمرو بن عثمان بن عفان فأتاه فحدثه بقصة الجارية فقال إنما خرجت إلى الشام ثقة بالله ثم بك فقال يرزقنا الله وإياك فانطلق وقد انقطع ظهره فأتى سعيد بن خالد بن عبد الله بن خالد بن أسيد فأخبره فقال ثمنها علي وما يصلحك من النفقة والمؤونة في السفر علي فقال موسى

( فدى للكريم العبشمي بن خالد ... بني ومالي طارفي وتليدي )

( أبا خالد أعنى سعيد بن خالد ... أخا العرف لا أعني بن بنت سعيد )

( ولكنني أعني بن عائشة الذي ... أبو أبويه خالد بن أسيد )

( عقيد الندى ما عاش يرضى به الندى ... فإن مات لم يرضى الندى بعقيد )

( دعوه دعوه إنكم قد رقدتم ... وما هو عن أحسابكم برقود )

( يعطي ولا يعطى ويغشى ويجتدي ... وما بابه للمجتدي بسديد ) فاستعدى عليه عند سليمان بن عبد الملك فقال عبد من أهل المدينة هجاني فبعث إلى موسى فسأله فحدثه بقول العثماني وقوله يرزقنا الله وإياك فقال سليمان لا رزقك الله ولا إياه

469 - حدثني محمد بن صالح عن أبي عبيدة حدثني الحارث بن سليم قال Y حججت فمررت بالمدينة فوافقت بها سليمان بن عبد الملك فجاء سعيد بن خالد بن عمرو بن عثمان حتى جلس بين يديه فقال يا أمير المؤمنين أعدني على موسى شهوات هجاني فقام سعيد بن خالد بن عبد الله حتى جلس معه مجلس الخصم فقال إنه لم يهجه ولكنه مدحني فقال سليمان أنشدوني ما قال فأنشدوه فقال ما أسمعه هجاك ثم قال لسعيد بن خالد بن عبد الله ارفع حوائجك فرفع إليه فيها ألف ألف فأمر له بها فاستكثرها القهرمان فجاء يوامر سليمان فقال أردت أن تبخلني أو أستكثرها لفتى من قريش

470 - وأخبرني أبو زيد النميري حدثني أبو غسان محمد بن يحيى الكناني نا عبد العزيز بن أبي ثابت عن الحكم بن القاسم الأويسي من بني عامر بن لؤي أخبرني أبي قال Y قدم على سليمان بن عبد الملك رجل من بني سهم وكان له صديقا فحياه ثم قدم عليه فحياه ثم قدم عليه الثالثه فحياه ثم قدم عليه الرابعة فتأذى به سليمان وقال

( وشفاء من المعيشة كور ... فوق أصلاب بازل خنشليل )

( فاتحا فاك للمعيشة تلقى ... كل يوم على شراك سبيل ) قال السهمي أما والله يا أمير المؤمنين إن أولى الناس بسد ذلك الفم وحل ذلك الرحل وكشف ذلك الغم لأنت قال سليمان والله لأصلن رحمك ولأعودن لك إلى ما كنت عليه قال عبد العزيز وأخبرني الحكم أن أباه أخبره أن سليمان قال البيتين

471 - حدثني محمد بن عباد بن موسى العكلي نا محمد بن عبد الله الخزاعي [ ص 147 ] حدثني رجل من بني سليم قال Y كان عمرو بن مسعود رجل من بني سليم ثم أحد بني ذكوان نزل الطائف وكان صديقا لأبي سفيان وأخا وكان له مال وولد فذهب ماله ودرج ولده وأتى للشيخ عمر حتى إذا استخلف معاوية أتاه بالخلة التي كانت بينه وبين أبي سفيان فقام ببابه سنة وبعض أخرى لا يصل إليه ثم إن معاوية ظهر يوما للناس فكتب إليه في رقعة

( يأيها الملك المبدي بنا ضجرا ... لو كان صخر بعرض الأرض ما ضجرا )

( ما بال شيخك مخنوقا بجرته ... لو كان صخر بعرض الأرض ما ضجرا )

( ومر حول ونصف ما يرى طمعا ... يدنيه منك وهذا الموت قد حضرا )

( قد جاء ترعش كفاه بمحجنه ... لم يترك الدهر من أولاده ذكرا )

( قد قسرته أمور فاقسأن لها ... وقد حنى ظهره دهر وقد كبرا )

( نادى وكلكل هذا الدهر يعركه ... قد كنت بابن أبي سفيان معتصرا )

( فاذكر أباك أبا سفيان إن لنا ... حق عليه وقد ضيعتنا عصرا ) فلما قرأ كتابه دعا به فقال كيف أنت وكيف عيالك وحالك فقال ما يسأل أمير المؤمنين عمن ذبلت بشرته وقطعت ثمرته فأبيض الشعر وانحنى الظهر فقد كثر مني ما كنت أحب أن يقل وصعب مني ما كنت أحب أن يذل فأجمت النساء وكن الشفاء وكرهت المطعم وكان المنعم وقصر خطوي وكثر سهوي فسحلت مريرتي بالنقض وثقلت على وجه الأرض وقرب بعضي من بعض فنحف وضعف وذل وكل فقل انحياشه وكثر ارتعاشه وقلى معاشه فنومه سبات وفهمه تارات وليله هفات كمثل قول عمك

( أصبحت شيخا كبيرا هامة لغد ... تزقو لدى جدثي أو لا فبعد غد )

( أردى الزمان حلوباتي وما جمعت ... كفاي من سبد الأموال واللبد )

( حتى إذا صرت من مالي ومن ولدي ... مثل الخلية سبروتا بلا عدد )

( أرسى يكد صفاتي حد معوله ... يا دهر قدني مما تبتغيه قدي )

( والله لو كان يا خير الخلائف ما ... قاسيت في أحد دكت ذرى أحد )

( أو كان بالفرد الحولي لا تصدعت ... من دونه كبد المستعصم الوحد )

( لما رأى يا أمير المؤمنين به ... تقلب الدهر من جمع الى بدد )

( وأبصر الشيخ في حيزومه نقعت ... منه الحشاشة بين الصدر والكبد )

( رام الرحيل وفي كفيه محجنه ... يؤامر النفس في ظعن وفي قعد )

( إما جوار إذا ما غاب ضيعها ... أو المقام بدار الهون والفند )

( فأسمحت نفسه بالسير معتزما ... ولو تجرثم في ناموسه الأسد )

( فقلبه فرق وماقه شرق ... ودمعه غسق من شدة الكمد )

( لنسوة عرب أولادها سغب ... كأفرخ رغب حلوا على صمد )

( رام الرحيل فداروا حول شيخهم ... يسترجعون له إن خاض في البلد )

( يبغي أصيبية فقدان والدهم ... ووالها وضعت كفا على كبد )

( قالوا أبانا إذا ما غبت كيف لنا ... بمثل والدنا في القرب والبعد )

( قد كنت ترضعنا إن ذرة بكؤت ... عنا وتكلؤنا بالروح والجسد )

( فغرغر الشيخ في عينيه عبرته ... أنفاسه من شجي الوجدفي صعد )

( وقال يودع صبيانا ونسوته ... أوصيكم باتقاء الله يا ولدي )

( فإن أعش فإياب من حلوبتكم ... أو مت فاعتصموا بالواحد الصمد ) فبكى معاوية بكاء شديدا وأمر له بمائة ألف وكسي وعروض وحمله فوافى الطائف بعشرة أيام من دمشق قال أبو بكر وأربعة أبيات من هذا الشعر أنشدنيها أبي رحمه الله

472 - حدثني عبد الرحمن بن عبد الله بن قريب الأصمعي قال حدثني عمي نا رجل من بني زهرة قال Y دخل أعرابي على هشام بن عبد الملك في غمار الناس فشق على هشام حين دخل من غير إذن فقام الأعرابي فقال أصابتنا ثلاثة أعوام فعام أكل الشحم وعام أكل اللحم وعام انتقي العظم وعندكم فضول من أموال فإن كانت لله فأقسموها بين عباد الله وان كانت لعباد الله فبما تحبسها عنهم وإن كانت لكم فتصدقوا إن الله يجزي المتصدقين فقال له هشام ما حاجتك قال ليس لي حاجة فكتب هشام إلى عامله بالمدينة انفق على مقحمي المدينة فرفع منه ألف دينار

473 - حدثنا أبو محمد الباهلي نا عمي عبد الملك بن قريب قال سمعت أصحابنا يتحدثون قالوا سمعنا علي بن أصمع يقول قال لي بن عامر Y إذا طلبت إلي حاجة فاجعل بيني وبينك سترا فإن يكن منع لم يلغك وإن يكن نجح أتاك *

474 - وقال لي زياد لا تشرك في معروفي غيري فإني إن أعطيتك هنأتك وإن منعتك أحسنت المنع وأرصدت لك حاجة أخرى

475 - وحدثنا أبو محمد الباهلي عن عمه قال Y دخل الفرزدق على عمرو بن عتبة وهو في داره بالزاوية فجعل يسلت العرق عن وجهه وقال

( لولا بن عتبة عمرو والرجاء له ... ما كانت البصرة الحمقاء لي وطنا )

( أعطاني المال حتى قلت يودعني ... أو قلت أودع لي مالا رآه لنا )

( فجوده مكسب شكرا ومنته ... وكلما أزددت شكرا زادني مننا )

( يرمي بهمته أقصى مسافتها ... ولا يريد على معروفه ثمنا )

476 - حدثني أبو القاسم السلمي عن محمد بن عبد الله القرشي قال قيل لنصيب Y هرم شعرك قال لا والله ولكن هرم الجود لقد مدحت الحكم بن المطلب بقصيدة فأعطاني أربعمائة ناقة وأربعمائة شاة وأربعمائة دينار قال وسأل أعرابي الحكم بن المطلب فأعطاه مالا فبكي الأعرابي فقال الحكم ما يبكيك قال والله إني أنفس على الأرض أن تأكل مثلك إذا مت

477 - أخبرني أبو زيد النميري حدثني أبو غسان محمد بن يحيى الكناني حدثني الحارث بن إسحاق قال Y استعمل بعض ولاة المدينة الحكم بن المطلب بن حنطب على بعض المساعي فلم يرفع شيئا فقال له الوالي أين الإبل والغنم قال أكلنا لحومها بالخبز قال فأين الدنانير والدراهم قال اعتقدنا بها الصنائع في رقاب الرجال فحبسه فأتاه وهو في السجن بعض ولد نهيك بن يساف الأنصاري فمدحه فقال

( خليلي إن الجود في السجن فابكيا ... على الجود إذ سدت علينا مرافقه )

( ترى عارض المعروف كل عشية ... وكل ضحى يستن في السجن بارقه )

( إذا صاح كبلاه طما فيض بحره ... لزواره حتى تحوم غرانقه ) فأمر له بثلاثة آلاف درهم وهو محبوس

478 - قال مصعب بن عبد الله الزبيري حدثني مصعب بن عثمان عن نوفل بن عمارة Y أن رجلا من قريش من بني أمية بن عبد شمس له قدر وخطر لحقه دين وكان له مال من نخل وزرع فخاف أن يباع عليه فشخص من المدينة ريد الكوفة ويعمد خالد بن عبد الله القسري وكان يلي لهشام بن عبد الملك العراق وكان يبر من قدم عليه من قريش فخرج الرجل يريده وأعد له هدايا من طرف المدينة حتى قدم فيد فأصبح بها ونظر إلى فسطاط عنده جماعة فسأل عنه فقيل الحكم بن المطلب فلبس نعليه ثم خرج حتى دخل عليه فلما رآه قام إليه فتلقاه فسلم عليه ثم أجلسه في صدر فراشه ثم سأله عن مخرجه فأخبره بدينه وما أراد من إتيان خالد بن عبد الله فقال له الحكم انطلق بنا إلى منزلك فلو علمت بمقدمك لسبقتك إلى اتيانك فمضى معه حتى أتى منزله فرأى الهدايا التي أعد لخالد فتحدث معه ساعة ثم قال له إن منزلنا أحضر عدة وأنت مسافر ونحن مقيمون فأقسمت عليك إلا قمت معي إلى المنزل وجعلت لنا من هذه الهدايا نصيبا فقام الرجل معه فقال خذ منها ما أحببت فأمر بها فحملت كلها إلى منزله وجعل يستحيي أن يمنعه منها شيئا حتى صار معه إلى المنزل فدعا بالغداء وأمر بالهدايا ففتحت وأكل منها وأكل منها من حضره ثم أمر ببقيتها ترفع إلى خزانته فقام وقام الناس ثم أقبل على الرجل فقال أنا أولى بك من خالد وأقرب منك رحما ومنزلا وها هنا مال للغارمين أنت أولى الناس به ليس لأحد عليك فيه منة إلا لله تقضي به بينك ثم دعا له بكيس فيه ثلاثة آلاف دينار فدفعه إليه وقال لقد قرب الله عليك الخطوة فانصرف إلى أهلك مصاحبا محفوظا فقام الرجل من عنده يدعو له ويتشكر فلم يكن له همة إلا الرجوع إلى أهله وانطلق الحكم يشيعه فسار معه شيئا ثم قال له لكأني بزوجتك قد قالت لك أين طرائف العراق بزها وخزها وعراضاتها أما كان لنا معك نصيب ثم أخرج صرة قد حملها معه فيها خمسمائة دينار فقال أقسمت عليك إلا جعلت هذه لها عوضا من هدايا العراق وودعه وانصرف قال مصعب بن عثمان جهدت بنوفل بن عمارة أن يخبرني بالرجل فأبى

479 - قال زبير بن أبي بكر فيما أجاز لنا حدثني عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد العزيز الزهري عن عميه موسى وإسماعيل ابني عبد العزيز قالا Y كان القرشي إذا انقطع شسعه خلع النعل الأخرى فانقطع شسع الحكم بن المطلب فخلع النعل الأخرى ومضى فخذ نعليه إنسان نوبي فسوى الشسع وجاءه بالنعلين في منزله فقال له سويت الشسع قال نعم فدعا جاريته بثلاثين دينار فدفعها إلى النوبي وقال أرجع بالنعلين فهما لك

480 - قال زبير فيما أجاز لنا أخبرني نوفل بن ميمون قال أنشدني أبو مالك محمد بن مالك بن علي بن هرمة لعمه إبراهيم بن علي بن هرمة يمدح الحكم بن المطلب Y

( تصبح أقوام عن المجد والعلى ... فأضحوا نياما وهو لم يتصبح )

( إذا كدحت أعراض قوم بلؤمهم ... نجا سالما من لؤمهم لم يكدح )

( ليمنك إن المجد أطلق رحله ... لديك على خصب خصيب ومسرح )

481 - وزعم محمد بن إسحاق المسيبي حدثني إبراهيم بن أبي ضمرة قال Y مر الحكم بن المطلب بسوق الغنم أيام العيد فعرض له حرس السوق فسلموا عليه فوقف عليهم فرد عليهم السلام وسألهم عن أثمان الضحايا فذكروا أنها غالية وأنها بثلاثين ثلاثين فالتفت إلى مولى أبيه عمرو بن أبي عمرو مولى مطلب فقال اشتر لكل رجل منهم شاتين مما يشيرون لك إليه ثم حرك دابته فمضى

482 - وقال محمد بن إسحاق حدثني القاسم بن محمد بن المعتمر بن عياض بن حمنن بن عوف بن أخي عبد الرحمن بن عوف حدثني حميد بن معيوف الحمصي عن أبيه قال Y كنت فيمن حضر الحكم بن المطلب بن عبد الله بن المطلب بن حنطب بن الحارث بن عبيد بن عمر بن مخزوم وهو يجود بنفسه بمنبج قال ولقي من الموت شدة فقلت أو قال رجل ممن حضر وهو في غشيته اللهم هون عليه فإنه كان يثني عليه فأفاق فقال من المتكلم فقال المتكلم أنا قال فإن ملك الموت يقول لك إني بكل سخي رفيق فكأنما كانت فتيلة أطفئت قال القاسم فلما بلغ موته بن هرمة قال شعرا

( سألا عن الجود والمعروف أين هما ... فقلت إنهما ماتا مع الحكم )

( ماتا مع الرجل الموفي بذمته ... يوم الحفاظ إذا لم يوف بالذمم )

( ماذا بمنبج لو تنبش مقابرها ... من التهدم بالمعروف والكرم )

483 - وأخبرني عمر بن أبي معاذ البصري حدثني محمد بن يحيى بن علي الكناني قال Y قدم بن سلم الشاعر على حرب بن خالد بن يزيد بن معاوية فقال يمدحه

( فلما دفعت لأبوابهم ... ولاقيت حربا لقيت النجاحا )

( وجدناه يخبطه السائلون ... ويأبى على العسر إلا سماحا )

( يزارون حتى ترى كلبهم ... يهاب الهرير وينسى النباحا ) قال بن سلم فأرسل الي برزمة ثياب وبكيس فوضع رسوله الرزمة وعذره بقلة ما أرسل وقال إني لأستحي منك أن أعلمك ما بعث به فإذا نهضت فخذه من تحت فراشك ثم وضع تحت فراشي ألف دينار

484 - حدثني أبو جعفر المديني عن محمد بن حرب الهلالي قال حج عتبة بن أبي سفيان سنة إحدى وأربعين فصعد المنبر فحمد الله ثم قال Y أيها الناس إنا قد ولينا هذا المقام الذي يضاعف للمحسن فيه الأجر وعلى المسيء الوزر ونحن على طريق ما قصدنا فلا تمدوا الأعناق إلى غيرنا فإنها تقطع دوننا ورب متمني حتفه في أمنيته فاقبلوا العافية منا ما قبلناها منكم وإياكم وقول لو فإنها قد أتعبت من قبلكم ولن تريح من بعدكم نسأل الله أن يعين كلا على كل فاعترضه أعرابي فقال يا أيها الخليفة فقال لست به ولم تبعد قال فيا أخاه قال قد أسمعت فقل قال لعمري أن تحسنوا وقد أسأنا خير من أن تسيئوا وقد أحسنا فإن كان الإحسان منكم فما أحقكم باستتمامه وإن كان منا فما أحقنا بمكافأتكم رجل من بني عامر يلقاكم بالعمومة ويختص إليكم بالخؤولة كثره عيال ووطئه زمان وبه فقر وعنده شكر قال استغفر الله منك وأستعين بالله عليك وقد أمرت لك بغناك فليت اسراعي إليك يقوم بإيطائي عنك

485 - أخبرني العباس بن هشام بن محمد عن أبيه عن خالد بن سعيد بن عمرو الأموي قال Y دخل كثير على عبد الملك بن مروان فقال يا أمير المؤمنين أرض لك يقال لها غرب ربما أتيتها وخرجت إليها بولدي وعيالي فأصبنا من رطبها ومن تمرها شراء مرة وطعمة مرة فإن رأى أمير المؤمنين أن يعرينيها فعل فقال له عبد الملك ذاك لك فندمه الناس قالوا أنت شاعر الخليفة ولك منه منزلة عظيمة هلا كنت سألته الأرض قطيعة فأتى الوليد فقال إن لي إلى أمير المؤمنين حاجة قال إنك لا تستمكن منه إنما يؤتى برذونه فيركبه إذا انصرف عن مكة وكان بمكة قال أجلسني قريبا من البرذون فأجلسه قريبا منه فلما استوى عبد الملك على البرذون قام فقال له عبد الملك إيه وعرف أن له حاجة فقال

( جزتك الجوازي عن صديقك نضرة ... وأدناك ربي في الرفيق المقرب )

( فإنك لا تعطي عليك ظلامة ... عدوا ولا تأبى من المتقرب )

( وإنك ما تمنع فإنك مانع ... بحق وما أعطيت لم يتعقب ) قال لعلك أردت غربا قال نعم يا أمير المؤمنين قال اكتبوا له بها كتابا ففعلوا

486 - أخبرني العباس بن هشام عن أبيه عن خالد بن سعيد قال Y دخل كثير على عبد العزيز بن مروان فأنشد

( إذا ابتدر الناس المكارم بذها ... عراضة أخلاق بن ليلى وطولها ) حتى فرغ منها فأعجب بذلك عبد العزيز قال حكمك يا أبا صخر قال أحتكم أن أكون مكان بن رمانة وكان بن رمانة كاتبه وصاحب أمره فقال عبد العزيز ترحا لك وما أردت إلى هذا ولا علم لك بخراجه ولا بكتابه أخرج عني فندم كثير ثم لم يزل حتى دخل عليه فقال

( عجبت لإخذي خطة الغي بعدما ... بدا لي من عبد العزيز قبولها )

( وأمي صعبات الأمور أروضها ... وقد أمكنتني قبل ذاك ذلولها )

( وأنت امرء من أهل بيت عمارة ... أمور بخيرات الأمور فعولها )

( فلم أر ركبا جاءنا لك حاذيا ... ولا خلة يزري عليك دخيلها )

( ذرا الله في أرض بن ليلى ... بناتها فأمرع جوفاها وبورك نيلها ) فقال أما الحكم فلا وقد أمرنا لك بعشرين ألفا

487 - وأخبرني العباس بن هشام عن أبيه عن يحيى بن عليم عن أبيه قال Y قدم الأخطل الشام على بعض بني أمية فامتدحه فأخبر بعبد الله بن سعيد بن العاص متبديا فيما بين المدينة والشام وكانت جدته أم أمه تغلبية وعبد الله يومئذ غلام فأتاه الأخطل فأنشده قصيدته التي يقول فيها

( فمن يك سائلا ببني سعيد ... فعبد الله أكرمهم نصابا ) وأمر له بخمسة آلاف درهم وناقة برحلها فقيل له أعطيت أعرابيا نصرانيا ما أعطيته ولم تستمدحه وإنما كان يرضيه اليسير فقال عبد الله علي بالأخطل فجاء فقال إني أعطيتك ولم آمرك بشيء فهي لك في كل سنة فإذا بدا لك فتعال

488 - حدثني المفضل بن غسان حدثني أبي حدثني أبو عمر القرشي المكي قال Y خرج قوم من قريش يريدون بعض الخلفاء بالشام فمروا قريبا من أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام فقالوا لو ملنا إلى أبي بكر فمالوا إليه فحبسهم ثم أرسل إليهم بثوب فيه مال تحمله عدة وقال لو كان عندنا أكثر من هذا أرسلنا به إليكم فلما رأوا ذلك قالوا ما نحتاج إلى الذهاب في وجهنا في هذا ما نكتفي به فارتحلوا فلم يدن منهم أحد من غلمانه وحشمه يعينهم على رحلتهم فلما ودعوه قالوا لقد رأينا من برك وإكرامك وصنيعك ما أعجبنا ولكنا رأينا شيئا أنكرناه عند رحلتنا لم يدن منا أحد من غلمانك وحشمك فيعيننا على رحلتنا حتى تكلفنا نحن ذلك فضحك وقال إنهم لا يعينون أحدا على رحلتهم عنا