كحل بعينيه أم ضرب من الكحل

كحل بعينيه أم ضرب من الكحلِ

​كحل بعينيه أم ضرب من الكحلِ​ المؤلف عرقلة الكلبي


كحل بعينيه أم ضرب من الكحلِ
ورد بخديه أم صبغ من الخجلِ
قضيب بانِ إِذا ما ماس مَيَّلَه
دعص من الرمل أو صوت من الرَّملِ
يفتر عن سمطِ درٍّ في عقيق فمٍ
عذب المراشف ممنوع من القبلِ
كشَعْرِهِ حظ شعري من محبِتِه
ما زال في قوله بين الورى عملٌ
أَقسمتُ ما روضةٌ بالنيربين إذا
سحَّتْ عليها شئون العارض الهطلِ
شقَّت شقاِئقَها أَيدي الربيع وقد
ماست حدائقها كالشارب الثملِ
يوماً بأحسن من ورد الخدود على
بان القدود ولا من نرجس المُقَلِ
وقائلٍ وشموس الراح آفلةٌ
فينا وشمس مدير الراح لم تَقِلِ
هذا هو الحبّث لولا كثرة الرقبا
ولذَّةُ العيش لولا سرعة الأَجَلِ
لا تأسفنَّ على مالٍ، فقلت له:
علي بنُ مامين، بعد اللهن متَّكلي
مجاهد الدين، فالأديان قاطبة
وصارم الدولةِ الغرّاءِ في الدُّولِ
مَلْكٌ له الرأي والرايات عاليةٌ
يوم الطِّراد على العسّالةِ الذُّبُلِ
وفارسٌ في قوله بين الورى عملٌ
وغيره في الورى قول بلا عمل
يزدادُ في أَعيُن الأَعداء منزلةً
كأنه قمر في عين ذي حولِ
كما يقيس به الحسادُ أنفسَهُمْ
وأين قعر الثرى من قلَّةِ الجبلِ
فخرَ المعالي، علوتَ الناسَ مرتبةً
ولم تزل مُنعِماً بالخيل والخَوَلٍ
كم حملةٍ لك في الأَعداءِ صادقة
وطعنةٍ بأصمِّ الكعب معتدلِ
عاجلتَهُمْ فتركت الخيلَ خاليةً
منهم وقد خلقَ الإنسان من عجلِ
ما أَنت في أُمَراءِ الدهر مفتخرٌ
إلا كفجر ابن عبد اللهِ في الرُّسلِ
حويت بالولدين الحمدَ حين أَتى
وشاعر لم تُنِلْهُ، غير منتحِل
ما يستوي في الورى درُّ ومُخَشلَبٌ
ولا يقايَسُ بين الصابِ والعَسَل
لا تعجبَنَّ لِقِصري عند طولِهِم
فالفخر لِلَّيْثِ، ليس الفخر للجَمل
أَنا الذي حظُهُ تحت الحضيضِ وقد
نظمتُ فيك بلا شِبهٍ ولا مَثَل
شعراً تعالى على الشِعرى، وجاز على
الجوزا، أصبح محمولاً على الحملِ