كذا يظهر المعجز الباهر

كذا يظهر المعجز الباهر

​كذا يظهر المعجز الباهر​ المؤلف حيدر بن سليمان الحلي



كذا يظهر المعجز الباهر
 
فيشهدُه البرُّ والفاجِرُ
ويروي الكرامة مأثورة
 
يبلّغُها الغائب الحاضر
يقر لقوم بها ناظر
 
ويقذى لقومٍ بها ناظر
فقلب لها ترحاً واقع
 
وقلبٌ لها فرحاً طائر
أجل طرف فكرك يامستدل
 
وانجِد بطرفكَ يا غائِر
تصفَّح مآثر آل الرسول
 
وحسبُك ما نَشرَ الناشر
ودونكه نبأ صادقاً
 
لقلب العو هو الباقر
فمن صاحب الأمر أمس استبان
 
لنا معجز أمره باهر
بموضع غيبته قد ألم
 
أخو عِلّة ٍ داؤُها ظاهر
رمى فمه باعتقال اللسان
 
رامٍ هو الزمنُ الغادر
فأقبل ملتمساً للشفاء
 
لدى من هو الغائب الحاضر
ولقنه القول مستأجر
 
عن القصد في أمره جائر
فيناه في تعب ناصب
 
ومن ضجرهِ فكره حائر
إذا انحلَّ من ذلك الاعتقال
 
وبارحه ذلك الضائر
فراح لمولاه في الحامدِين
 
وهو لألآئِهِ ذاكر
لعمري لقد مَسَحت داءهُ
 
يدٌ كلُّ حيٍّ لها شاكر
يدٌ لم تزل رحمة ً للعبادِ
 
كذلك أنشأها الفاطر
تحدث وان قائم آل النبي
 
له النهي وهو هو الآمر
أيمنعُ زائرَه الاعتقالُ
 
ممّا به ينطقُ الزائر
 
ويغضي على أنه القادر
أحاشيه بل هو نعم المغيث
 
غذا نضنض الحادث الفاغر
فهذي الكرامة لا ما غدا
 
يلفقه الفاسق الفاجر
أدِم ذكرها يا لسانَ الزمانُ
 
وفي نشرها فمك العاطر
وهنّ بها سُرَّ مرَّا وَمن
 
به ربعُها آهلٌ عامر
هو السيد الحسن المجتبى
 
خضمّ الندى غيثه الهامر
وقل: ياتقدست من بقعة
 
بها يَغفرُ الزلّة َ الغافرُ
كلا اسميكِ للناسِ بادٍ له
 
بأوجههم أثر ظاهر
لقد أطلق الحسن المكرمات
 
محيّاكِ وهو بَهاً سافر
فأنتِ حديقة ُ أُنس به
 
وأخلاقه روضك الناظر
 
ونسجُ التقى برُدُه الطاهر
هو البحر لكن طما بالعلوم
 
على أنه بالندى زاخر
على جودِه اختلف العالمون
 
يبشر واردها الصادر
بحيث المنى ليس يسكو العقام
 
أبوها ولا أمُّها عاقر
فتى ذكره طارفي الصالحات
 
وفي الخافقين بها طائر
 
ينالُ عُلاهُ ولا نثر
يباري الصَبا كرماً كفّه
 
على أنه بالصبا ساحر
فإن أمطرت استحيت الغاديات
 
ونادت: لأنت الحيا الماطر
فيا حافظاً بيضة المسلمين
 
لأنت لكسرِ الهدى جابر
فبلّغت لذَّتها مَن سواك
 
وبالزهد أنت لها هاجر
تمنيهم في حماك المنيع
 
وهمك خلفهم ساهر
سبقتم علا بدوام الأله
 
يدومُ لكم عزِّه القاهر
كذا فلتكن عترة الأنبياء
 
وإلاّ فما الفخرُ يا فاخر
ولا سهرت فيك عين الحسود
 
إلاّ وفي جفنِها غائر
فليس لعلياكم أول
 
وليس لعلياكم آخر
وكلهم عالم عامل
 
وغيرهم لابن تامر
لكم قولة ُ الفصل يومَ الخصام
 
ويومَ الندى الكرمُ الغامر
وَفَرت على الناسِ دنياهُم
 
فكلٌّ له حسنُها ساحر
وكل نجوم هدى من علاك
 
بها قلت فالمثل السائر
فدُم دارُ مجدك مأهولة ٌ
 
وباب علاك بها عامر