كذا يهجم القدر الغالب

كذا يهجم القدر الغالب

​كذا يهجم القدر الغالب​ المؤلف الشريف الرضي


كذا يهجم القدر الغالب
و لا يمنع الباب والحاجب
تغلغل يصدع شمل العلى
كما ذعذع الابل الخارب
وَقَدْ كَانَ سَدّ ثَنَايَا العَدُوّ
فمن اين اوضع ذا الراكب
و هابت جوانبه النائبات
زَمَاناً، وَقَدْ يُقدِمُ الهَائِبُ
طواك إلى غيرك المعتفي
و جاوز ابوابك الراغب
وَهَلْ نَحْنُ إلاّ مَرَامي السّهامِ
يحفزها نابل دائب
نُسَرّ إذا جَازَنَا طَائِشٌ
وَنَجْزَعُ إنْ مَسّنَا صَائِبُ
فَفي يَوْمِنَا قَدَرٌ لابِدٌ
وعند غد قدر واثب
طَرائِدُ تَطْلُبُهَا النّائِبَاتُ
وَلا بُدّ أنْ يُدْركَ الطّالِبُ
ارى المرء يفعل فعل الحد
ـدِ، وَهوَ غَداً حَمَأٌ لازِبُ
عوارِيُّ مِنْ سَلَبِ الهَالِكِينَ
يَمُدّ يَداً نَحْوَهَا السّالِبُ
لَنَا بالرّدَى مَوْعِدٌ صَادِقٌ
وَنَيْلِ المُنى وَاعِدٌ كاذِبُ
نصبح بالكاس مجدوحة
ولا علم لي اينا الشارب
حبائل لدهر مبثوثة
يُرَدّ إلى جَذْبِهَا الهَارِبُ
وكيف يجاوز غاياتنا
وقد بلغ المورد القارب
لَقَدْ كانَ رَأيُكَ حَلَّ العِقالِ
إذا طَلَعَ المُعْضِلُ الكَارِبُ
وقط كان عندك فرج المضيق
إذا عَضّ بالقَتَبِ الغَارِبُ
يفيء اليك من القاصيات
مراح المناقب والعازب
فَيَوْمُ النُّهَى مُشرِقٌ شامِسٌ
وَيَوْمُ النّدَى ماطِرٌ ساكِبُ
فاين الفيالق مجرورة
وقد عضل اللقم اللاحب
واين القنا كبنان الهلوك
بِمَاءِ الطُّلَى أبَداً خَاضِبُ
كَأنّ السّوَابِقَ مِنْ تَحتِها
دَبًى طَائِرٌ، أوْ قَطاً سَارِبُ
لها قسطل كنسيج السدوس
بِهَامِ الرُّبَى أبَداً عَاصِبُ
وملبونة في بيوت الغزي
يُقَدِّمُ إغْبَاقَهَا الحَالِبُ
نزائع لاشوطها في المغار
قريب ولا غزوها حائب
فسرج وغىً ما له واضع
وجيش عليً ما له غالب
وَكُنْتَ العَمِيدَ لهَا وَالعِمَادَ
فضاع الحمى ووهى الجانب
فَمَاذا يُشِيدُ هُتَافُ النّعيّ
فِيكَ، وَمَا يَنْدُبُ النّادِبُ
امدت عليك القلوب العيون
فليس يرى مدمع ناضب
ارى الناس بعدك في حيرة
فذو لبهم حاضر غائب
كمَا اختَبَطَ الرّكْبُ جِنحَ الظّلامِ
وَقَدْ غَوّرَ القَمَرُ الغارِبُ
ولما سبقت عيوب الرجال
تَعَلّلَ مِنْ بَعْدِكَ العَائِبُ
وَلَمْ أرَ يَوْماً كَيَوْمٍ بِهِ
خَبَا مَثْقَبٌ، وَهَوَى ثَاقِبُ
تَلُومُ الضّوَاحِكَ فيكَ البُكاةُ
ويعجب للباسم القاطب
سقاك وان كنت في شاغل
عَنِ الرّيّ، داني النّدَى صَائِبُ
مربّ اذا مخضته الجنوب
أبْسَتْ بِهِ شَمْألٌ لاغِبُ
يَجُرّ ثَقَائِلَ أرْدافِهِ
كَمَا بَادَرَ القِرّةَ الحَاطِبُ
كسوق البطيء بسوط السريع
ينوء ويعجله الضارب
يُصِيبُكَ بالقَطْرِ شَفّانُهُ
كَمَا قَرَعَ الجَمْرَةَ الحَاصِبُ
وَلَوْلا قِوَامُ الوَرَى أصْبَحَتْ
يُرِنّ عَلى صَدْعِهَا الشّاعِبُ
وباتت وقد ضل عنها الرعاء
مُحَفَّلَةً مَا لهَا حَالِبُ
وَسَاقَ العَدُوُّ أضَامِيمَهَا
وما آب من طردها آيب
وَمَا بَقيَ الجَبَلُ المُشْمَخِرّ
فَمَا ضَرّنَا الجَبَلُ الوَاجِبُ
وَمَا يُنْقِصُ الثَّلْمُ في المَضْرِبَينِ
إذا اهتَزّ في القَائِمِ القاضِبُ
بِمِثْلِ بَقَائِكَ غَيْثَ الأنَا
مِ يَرْضَى عَنِ الزّمَنِ العَاتِبُ
لهان علينا ذهاب الرديف
مَا بَقيَ الظَّهْرُ وَالرّاكِبُ