كلما زادك المحب اقترابا

كلّما زادَكَ المحبُّ اقترابا

​كلّما زادَكَ المحبُّ اقترابا​ المؤلف حيدر بن سليمان الحلي


كلّما زادَكَ المحبُّ اقترابا
زدتَ عنه تباعداً واجتنابا
شيمةٌ ليست العُلى ترتضيها
للذي كانَ هاشميًّا لُبابا
ياهماماً ضَربنَ في طينةِ العلـ
ـياء أعراقُه فطبنَ وطابا
لا تَسم هذه الأواصرَ قطعاً
ليسَ ذا اليومُ يومَ لا أنسابا
كيف تُغضي، وقد سمعت عتاباً
لم أخلني عدوتُ فيهِ الصوابا؟
هل أتى غيرُ مُفهمٍ عن قصورٍ؟
أم تُراني أسأتُ فيه الخطابا؟
أو تَثاقلتَ عن مَلالٍ، وحاشا
كَ، فكانَ السكوتُ منك جوابا؟
كان ظني بأن على إثر إن نا
ديتُ، أغدو بما رجوتُ مُجابا
فإذا بي أتابعُ الرسلَ تَترى
بكتابٍ للعتب يَتلو كِتابا
لستُ أَسخو بأن يقولَ لساني:
مسَّ بعضُ التغييرِ ذاكَ الجَنابا
يا تَنزّهتَ عن تَطرّقِ ظَنٍّ
بسجاياكَ أن تحولَ انقلابا
قد أبت تلكُم الخلائقُ حتّى
للعِدى أن تكونَ إلاّ عِذابا
سؤتني يا نسيجَ وحدِك حدّاً
فَنسجتُ القريضَ فيك عتابا
أن تجدني أطلتُ نحوكَ تردا
ديَ بالتَعبِ جيئةً وذهبا
فلودٍ شكا وأيأسُ شاكٍ
مَن يُداوي بعتبهِ الأَوصابا