كل نوح له صدى في فؤادي

كل نوح له صدى في فؤادي

​كل نوح له صدى في فؤادي​ المؤلف جبران خليل جبران


كل نوح له صدى في فؤادي
وجواب من عبرتي ومدادي
كيف والرزء في ودود صفي
ورد الصفو من معين ودادي
يا شجونا تمس أوتار قلبي
ويك هلا مسستها باتئاد
كم أصوع الوداع إثر وداع
في بعاد يجيء تلو بعاد
والأسى ملء مسمعي كلما توحي
وفي أضلعي اقتداح زناد
وعيوني لا تهجر الطرس إلا
وسواد السطور بعض سوادي
يا أخا فضله علي كبير
مذ تفيأت ظل هذا الوادي
ما الذي يصنع الأحباء بالأرواح
يوم النوى وبالأكباد
أي خطب دهى الفضائل في الندب
الموالي وفي الهمام الجواد
في الأمين الأبر حر السجايا
صادق الوعد مخلف الأيعاد
له نفسي على زمان تقضى
جاده ما استهل صوب العهاد
فيه كنا رهطا تولوا بما في
وسعهم خدمة لهذي البلاد
وعلينا أبو الصحافة في الشرق
رئيس نعم الرئيس الهادي
كم له في سبيلها من مساع
ليس تنسى وكم له من أياد
وتعد الأهرام بين يديه
نهضة القطر أيما إعداد
وخليل الجاويش فيمن تولوا
والنجيبان من بني الحداد
وسواهم من شاعر وأديب
وخطيب كانوا من الأفراد
وامض يا صاحبي خليقا بأن ترثى
حقيقا عليك لبس الحداد
والأسى بعد رائح لم يكن في
غير ذا الخطب كالأسى بعد غادي
أبلغ السابقين أزكى التحيات
من اللاحقين في ميعاد
وتلق النعمى بوجه منير
فيه سيما تلك المعاني الجياد