كنت في باريس أشكو وحدتي
كنت في باريس أشكو وحدتي
كنت في باريس أشكو وحدتي
كنت في بغداد أشكو زمني
وأنا اليوم أعاني غربةً
مرّة اشقى بها في وطني
أغريبٌ أنا والسيفُ إذا
طلبَ النجدة نادى قلمي
أغريب أنا والوحي إذا
غابت الأرواح ناجى ألمي
في رياض المجد والوجد أصول
باليراع العضب والشعر الجميل
كل ما قلت هو الرأي الأصيل
ما لمن رام سباقي من سبيل
قلمٌ ماضٍ وشعرٌ يعزفُ
وفؤادٌ بالمعاني ينطف
أنا إن شئت ضميرٌ حاكمٌ
أنا إن رمت حسام مرهفٌ
غنّت الدنيا بشعرى والوجود
فنجا الغافون من اسر الهجود
أيها الشادون في روض الخلود
أسجدوا للشعر قد حقّ السجود
إني افتضحت افتضحتُ
وبالتصابى عرفتُ
في كل قطر عشقتُ
من كل روض قطفت
معذّب بالجمال
مؤرّقٌ بالخيال
والعشق في كل حال
هو الحرام الحلال
يا ربّ الربيع
يذكى غرام غرامي
والوجد بين الضلوع
يذكى هيام هيامي
في ليلة الأمس همتُ
ومن دموعي شربتُ
لا تسألوا كيف كنتُ
إنى بدمعي شرقتُ
جسمٌ من النور قد صيغت محاسنهُ
كما تصاغ من الأمواج نيرانُ
غنّى بشعرى فأشجاني وأطربني
وللظباء أغاريدٌ وألحان
أخفى عليه غرامي والهيام به
شريعة الحب إسرارٌ وكتمان
ما كان تقبيله إلا مداعبةٌ
قد قلت هذا وبعض القول بهتان
قبّلتهُ فتمشت في جوانحه
من قبلة العاشق الصوال أشجاني
غداً أعيد الذي أسلفت من قبل
بها يجود مريدُ الروح شيطان