كن عاذري في حبهم لا عاذلي
كن عاذري في حبهم لا عاذلي
كن عاذري في حبهم لا عاذلي
يا فارغا من شغل قلبي الشاغل
هب أن سمعي للنصيحة قابل
ما نافعي والقلب ليس بقابل
أخفيت سر الوجد خيفة عذلي
فتعرفوا من أدمعي ومخايلي
لم يقبلوا عذر المحبق وقابلوا
حق الهوى من لؤمهم بالباطل
مالوا إلى وصلي فحين وصلتهم
ملوا وليس يمل غير الواصل
يا ناشدا يبغي فؤادا ضائعا
يوم النوى إثر الخليط الزائل
أين الفواد أراحل في إثرهم
أم سائل ما بين دمع سائل
وأغن أغنى طرفه في سحره
ورضابه في سكره عن بابل
من وجهه حسن وليس بمحسن
والقد معتدل وليس بعادل
متلون كمدامعي متعفف
كضمائري متعذر كوسائلي
أنا في الضنى كالخصر منه أشتكي
من جائر ما يشتكي من جائل
يا قلبه القاسي تعلم عطفه
وتمايلا من عطفه المتمايل
سقيا لوصل الغانيات وشربنا
كأس الرضاب على غناء خلاخل
بنواظر قد خلتهم غوافلا
لفتورهن وهو غير غوافل
وقدودهن قدود سمر رواعف
وجفونهم جفون بيض مناصل
أيام لا عهد الوفاء بحائل
غدرا ولا أم الصفاء بحائل
أعقيلة الحي اللقاح ودونها
بيض وسمر من ظبى وذوابل
بكرت تلوم على لزوم مواطن
وضع الرفيع بها ورفع الخامل
طال التردد في البلاد فلم أفز
منها على رغم العدو بطائل
أوما رأيت البحر يغرق دره
ويخلص الأزباد نحو الساحل
مضرية عذلت على حب الندى
من ليس يسمع فيه عذل العاذل
يا هذه لولا السماحة لم يكن
ينميك خير عشائر وقبائل
عنفت في حب السماحة مؤثرا
عدم الكريم على ثراء الباخل
أوهل يخاف العدم من وجد الغنى
من جود مولانا الإمام العادل
ولقد وردت فناء بحر للندى
أغنى به عن أنهر وجداول
في كفه للجود خمسة أبحر
فياضة تسمى بخمس أنامل
ممدود ظل العدل ليس بزائل
معمود ركن الملك ليس بمائل
وعرمرم لجب كمنهال النقا
مجر ومنهل السحاب الهامل
ستر الغزالة بالعجاجة مطلعا
زهر الأسنة في سماء قساطل
فالشمس ما بين العجاج كأنها
بدر تطلع جنح ليل لائل
والنقع ينصل بالنصول خضابه
فكأنه لون الشباب الناصل
والمقربات بأنسر وقوائم
تحكي قوادم أنسر وأجادل
في مأزق لا يسمع الواغي به
إلا أنين صوارم وصواهل
والجيش من ملك الجيوش برأيه
في صائب وبجأشه في صائل
هزم العدا قبل اللقاء برعبه
فغدوا بأم في الشقاوة هابل
طلبوا الفرار ولم يزل متكفلا
بهزيمة الرعديد بأس الباسل
أمطوق الأعناق من إفضاله
نعما تسامت عن سؤال السائل
ماذا أقول ولا يقوم بشكر ما
توليه من نعمى لسان القائل
أو هل بلوغ مقاصدي بقصائدي
أم هل قبول وسائلي برسائلي
أم قد كفى سببا إلى درك المنى
صدق الولاء وحسن ظن الآمل
الفخر كل الفخر لي نظمي لكم
مدحا تزين مشاهدي ومحافلي
لكن يقول الحاسدون لم انثنى
غريد مدحهم بجيد عاطل
وإذا حظيت من الإمام برتبة
فيها الفخار على جميع الناس لي
لا زلت غيث مواهب وبقيت غوث
ممالك وسلمت كهف أرامل