كن عارفا بوحدة الوجود
كن عارفا بوحدة الوجود
كن عارفا بوحدة الوجود
وقاطعا بكثرة الموجود
وميز الحادث من قديم
وخلص الثابت من مفقود
واحذر من التباس من تجلي
بغيره في حالة الشهود
فوحدة الوجود في اصطلاحنا
كناية عن رؤية الودود
بالحس والذوق الصحيح الطاهر الطهور
من شك ومن جحود
لا بخيال العقل والفكر وما
تأتي به طبائع الجلود
منزها مقدسا مسبحا
عن كل والد وعن مولود
وعن دخول وخروج في سوى
وعن جميع مقتضى الحدود
وعن كمال نحن ندريه وعن
نقص وعن زوال أو نفود
وإنما كماله بمقتضى
ما قاله عن نفسه بالجود
نعلمه نحن بما علمنا
به من الوفاء بالعهود
والصدق والقيام بالحق له
على سبيل الركع السجود
من زاد عجزا عنه زاد علمه
به مدى الصدور والورود
يا أيها الناظر بالعقل احترز
أن تفهم المطلق بالقيود
واصبر إلى أن يفتح الله ولا
تهجم على مرابض الأسود
ودع علوم الله عند أهلها
واردع حجا جاهلك الكنود
وإن أردت فاترك الدنيا وغب
عن علمك المزخرف المرصود
وعد عن جاه ومنصب وعن
أهل وعن أصل عن جدود
واقنع بمن تطلبه دون الورى
واخرج عن القيام والقعود
واخلص له الني واصبر واصطبر
على مراده بك المقصود
ولا تظن وحدة الوجود ما
تفهم من وحدة ذا الوجود
تفهم معنى وتقول أنه
هو مراد الأكملين القود
وليس ذا مرادهم لأنهم
فاتوك في منابر الصعود
وأنت في الحضيض مأسور الهوى
بشهوة كالنار في الوقود
اسلك سبيلهم وقل بقولهم
تدرى الذي دروا بلا صدود
فإن تقوى الله من يخلص بها
حلت عقال عقله المعقود
هيهات هيهات لفرد واحد
يدخل في مراتب المعدود
ومطلق حتى عن الإطلاق لا
يفهم في عقد من العقود
وأين نور الحق ممن عقله
في ظلمات من سواه سود
إن المعاني كلها حوادث
منفية عن ربنا المشهود
لأنه مسبح عنها بها
في سيلان هي أو جمود
وإنما الأمر الذي نريده
بوحدة الوجود في المعهود
أمر عظيم خارج عن كل ما
تدري ذوو الشقوة والسعود
حقيقة تفني الجميع إن بدت
للعقل عنها العقل في رقود
ومن أتى بها عليه في الورى
بغى بسوء وافترى وعودي
لأنها السر الذي جاء به
نبينا رغما عن الحسود
وهو الذي في آدم لما بدا
خرت له الأملاك بالسجود
وقد أبى إبليس عن سجوده
له فلا يزال بالمطرود
فيه النصارى بالحلول كفرهم
والكفر بالتجسيم في اليهود
وعنه زاغت عصبة وألحدوا
حتى بهم آل إلى اللحود
وقد مضت نبوة به وقد
أتت خلافة بلا جنود
في كل عصر واحد فواحد
إلى قيام الساعة الموعود
هذا المراد عندنا بوحدة الوجود
نتلوه على الشهود
ليشهدوا لنا به في موقف
يفي به الكريم في الوعود
وتظهر الحج بالشاهد أن
قد بلغ الغائب ذا الهجود
نحن بهذا قائلون دائما
ونوره فينا بلا خمود
لا أننا نقول بالمعنى الذي
تقول أهل المذهب المردود
فالله من ضلالهم يعصمنا
بفتح باب دونهم مسدود
ومن علينا يفتري بغير ما
قلنا رخهين يومه المشهود