لئن سرت الدنيا فأنت سرورها
لئن سرت الدنيا فأنت سرورها
لئن سرت الدنيا فأنت سرورها
وإن سطعت نورا فوجهك نورا
سلام على الأيام ما شمت للعلا
أهلتها واستقبلتك بدورها
وبوركت الأزمان ما أشرقت لنا
بوجهك هيجاواتها وقصورها
فلا أوحشت من عز ذكرك دولة
إليك انتهى مأمورها وأميرها
فما راق إلا في جبينك تاجها
ولا قر إلا إذ حواك سريرها
فلا راعها خطب وسيفك أنسها
ولا رامها ضيم وأنت مجيرها
ومن ذا يناويها وأنت أميرها
ومن نسلك الزاكي الكريم وزيرها
فتى طالعته بالسعود نجومها
وطارت له باليمن فينا طيورها
أذل له عبد المليك ملوكها
وأنجبه المنصور فهو نصيرها
بحار أمرت للأعادي طعومها
كما طاب فينا شربها وطهورها
وأرباب ملك في رياسة أمة
لهم في المعالي عيرها ونفيرها
وما يتساوى موتها وحياتها
ولا يتكافى ظلها وحرورها
وأنت الذي أوردت لونة قاهرا
خيولا سماء الأرض فيها نخورها
وقد لاح بالنصر العزيز لواؤها
وأعلن بالفتح المبين بشيرها
وحلت حلول الليل في كل بلدة
سواء بها إدلاجها وبكورها
وقد قنأت سمر القنا بدمائها
وغالت صدور الدارعين صدورها
صليت وقد أذكى الطعان وقودها
وفار بنيران السيوف سعيرها
وخضت وقد أعيت نجاة غريقها
وهالت بأمواج المنايا بحورها
وقد ضربت خدرا على الشمس وانجلت
بها عن شموس الغانيات خدورها
عقائل أبكارا غدون نواكحا
وما أصبحت إلا السيوف مهورها
فلا محيت أفخاذها من سماتكم
ولا عريت من ناصريكم ظهورها