لا أوحش الله منك يا علم الدين

لا أوحش الله منك يا علم الدين

​لا أوحش الله منك يا علم الدين​ المؤلف عماد الدين الأصبهاني


لا أوحش الله منك يا علم الدين
ندي الكرام والفضلا
أعن قلا ذا الصدود أم ملل
حاشا العلى من ملالة وقلا
هل جائز في العلى لرب على
أن يغتدي هاجرا لرب على
كنت أخا إن جفا الزمان وفى
أو قطع الود أهله وصلا
إن أظلمت خطة أضاء لنا
أو ظلم الخطب جائرا عدلا
رفيق رفق لنا إذا عنف الدهر
وخلا يسدد الخللا
صديق صدق مازال إن كذب السعاة
للأصدقاء محتملا
فما الذي كدر الصفاء من الود
ولم يرو ورده الغللا
فضلك روح العلى وهل بدن
من روحه الدهر واجد بدلا
عذب بما شئت من معاتبة
أما بهذا الهجر الممض فلا
في العمر ضيق فصنه منتهزا
في سعة الصدر فرصة العقلا
أما كفى نائب الزمان على
تفريق شمل الألاف مشتملا
ما بالنا ما نرى وإن كرموا
لا من الأصدقاء كل بلا
إذا شعفنا بقرب ذي شعف
بقربنا قيل قد نأى وسلا
زهدت فينا وسوف تطلبنا
رب رخيص بعد الكساد غلا
إن كان في طبعك الملال من الشيء
فهلا مملت ذا المللا
بعد كمال الإخاء تنقصه
فحاذر النقص بعد ما كملا
كم صاحب قال لي ألست على
بلاء ودي تقيم قلت بلى
كفى لخلي بدين خلته
مجدي وفضلي ومحتدي كفلا
وكل علم لم يكس صاحبه
حلما تراه عطلا بغير حلى
لحفظ قلب الصديق أجترع الصاب
وأبقي لكأسه العسلا
إن أنكر الحق كنت معترفا
به أو اعوج كنت معتدلا
أو قال ما قال كنت مستمعا
إليه بالقول منه محتفلا
فضلك في العالمين ليس له
مثل وقد سار في الورى مثلا
فأولنا الفضل يا ولي أولى الفضل
ولا تبغ حل عقد ولا
يا علم الدين أنت علامة العلم
الجلي الأوصاف وابن جلا
عرفني العذر في اجتراحك ذنب
الصد واحضر مستحييا خجلا
وافضل جميلا هذ القضية بالعدل
وخل التفصيل والجملا
واعذر جهولا إذا حسدت فما
صار حسودا إلا لما جهلا
وجلت من هجرك المخوف فصل
واجل عن القلب ذلك الوجلا
وابخل بودي يا سمح فالسمحاء الغر
صيد بودهم بخلا
إن الكرام الذين أعرفهم
قد أوضحوا لي من عرفهم سبلا
يسامحون الصديق إن زلت النعل
ويغضون إن رأوا زللا
وهم خفاف إلى المكارم لي
لكنهم عن مكارهي ثقلا
فكن من المرتجى غناؤهم
في صدق ودي وحقق الأملا