لا تبكين من الليالي أنها
لا تبكين من الليالي أنها
لا تبكين من الليالي أنها
حرمتك نغبة شارب من مشرب
فأقل مالك عندها سيف الردى
يستل من شعر القذال الأشيب
ورحيل عيشك كل رحلة ساعة
وفناء طيبك في الزمان الأطيب
فإذا بكيت فبك عمرك إنه
زجل الجناح يمر مر الكوكب
وتأمل آية معجزة
ما قرأنا مثلها في الكتب
ركع الإبريق من طاعته
وبكى فابتل ثوب الأكؤب
ولول المزهر ينفي كربي
وتطربت فأعيا طربي
وربيب قام فينا ساقيا
كالرشا أرضع بين الربرب
ظبية دون الصبايا قصصت
فأتت غيداء في شكل الصبي
فتح الورد على صفحتها
وحماه صدغها بالعقرب
فمشت نحوي وقد ملكتها
مشية العصفور نحو الثعلب
وغمام باكرتنا عينه
تترع الأفق بدمع صيب
مثل بحر جاءنا من فوقنا
جرمه من لؤلؤ لم يثقب
فدنا حتى حسبنا أنه
يمسح الأرض بفضل الهيدب
فسألناه وقد أعجبنا
حشوه العين بمرأى معجب
أنت ماذا قال مزن علمت
كفه النفحة كفا درب
سامني بالشرق أن أسقيكم
رحمة منه بأقصى المغرب
فسألناه ابن ذاك لنا
قال هل يخفى ضياء الكوكب
ملك ناصب من خالفكم
عامري المنتمى والمنصب
فعلمنا أنها نفحة من
ورث الجود أبا بعد أب
لك كف بالثريا فيضها
ولها بسط الندى من كثب
كقليب دلوها مترعة
أشرقت بالماء عقد الكرب
تبصر العينان منه إن بدا
قمر السرج وشمس الموكب
أنجبته للمعالي أسرة
نزلوا للمجد أعلى الرتب
بنفوس من سناء غضة
في جسوم بضة من حسب
ووجوه مشرقات أومضت
ضاحكات في وجوه الكرب
لم أيام حرب كثرت
في عداهم داعيات الحرب
لم يطق عامر قدما مثلها
لا ولا عمرو بن معد يكرب
سحبوا من ذيل مجد إذ هم
للوغى في ظل نقع أشهب
يا ابن أم المجد خذها عبرة
جد قول يشتهى كاللعب
من بنات اللب زانتك كما
زان صدر المهر حلي اللبب
خمرة من طيبها قد سبيت
قطعت نحوك عرض السبسب