لا تحذرن فما يقيك حذار
لا تحذرن فما يقيكَ حِذارُ
لا تحذرن فما يقيكَ حِذارُ
إن كانَ حتفُكَ ساقه المقدارُ
وأرى الضنينَ على الحمام بنفسه
لا بدَّ أن يفنى ويبقى العار
للضيم في حسب الأبيّ جِراحةٌ
هيهات يبلغ قعرها المسبار
فاقذف بنفسك في المهالك إنما
خوفُ المنيّة ذلّة وَصغارُ
والموت حيث تقصفت سمر القنا
فوق المطهّم، عزّةٌ وفخار
سائل بهاشم كيف سالمت العدا
وعلى الأذى قرَّت وليس قرار
هدأت على حسك الهوان ونومها
قدماً على لين المهاد غرار
لا طالب وتراً يجرد سيفه
منهم ولا فيهم يقال عثار
ولرب قائلة وغرب عيونها
يدمى فيخفي نطقها استعبار
ماذا السؤال فمت بدائك حسرة
قضيت الحميّةُ واستبيح الجارُ
ما هاشم ان كنت تسأل هاشم
بَعد الحسين ولا نزار نزار
ألقت أكفّهُم الصفاحَ وإنّما
بشبا الصوارِم تُدرك الأوتار
أبني لِويّ والشماتةُ أن يُرى
دمكم لدى الطلقاء وهو جبار
لا عذر أو تأتي رِعالُ خُيولِكم
عنها تضيق فدافدٌ وقفار
مستنهضين إلى الوغى أبناءَها
عجلا مخافة أن يفوت الثار
يتسابقون إلى الكفاح ثيابهم
فيها وعمتهم قناً وشفار
متنافسين على المنيّة بينهم
فكأَنما هي غادةٌ معطار
حيث النهارُ من القتام دُجنّةٌ
ودجى القتام من السيوف نهار
والخيل داميةُ الصدورِ عوابسٌ
والأرض من فيض النجيع غمار
أتوانياً ولكم بأشواط العلى
دون الأنام الورد والأصدار
هذي أُميّةُ لاسرى في قُطرِها
غضُّ النسيم ولا استهلَّ قَطار
لبست بما صنعت ثيابَ خِزايةٍ
سوداً نولى صبغهن العار
أضحت برغم أنوفكم مابينها
بنسائكم تتقاذفُ الأمصارُ
شَهدت قفار البيد أنَّ دموعها
منها القفار عدون وهي بحار
من كلّ باكية تجاوب مثلَها
نوحاً بقلب الدين منه أوار
حُمِلَت على الأكوار بعد خدورها
ألله ماذا تحمل الأكوار
ومروعة تدعو وحافل دمعها
مابين أجواز الفلا تيار
أمجشما أنضاء أغياب السرى
هيماء تمنع قطعها الأخطار
مرهوبة الجنبات قائمة الضحى
ويشوقها الأنجاد والأغوارُ
أبداً يموج مع السراب شجاعها
من حر ما يقد النقا المنهار
تهوي سباع الطير حين تجوزها
وتى وما للسيد فيها غار
يطوي مخارم بيدها بمصاعب
للريح دون ذميلها إحسار
من كل تريح بعقر دار لم غلمة
يسري لِواءُ العزّ أنّى ساروا
سمة العبيد من الخشوع عليهم
لله ان ضمتهم الأسحار
وإذا ترجلت الضحى شهدت لهم
بيض القواضب أنهم أحرار
قف نادِ فيهم أين من قد مُهّدت
بالعدل من سطواتها الأمصار
ماذا القعود وفي الأنوف حمية
تأبى المذلة والقلوب حرار
أتطامنت للذل هامة عزكم
أم منكم الأيدي الطوال قصار
وتظلُّ تدعوا آل حربٍ والجوى
ملؤ الجوانح والدموعُ غزار
أطريدةَ المختار لا تتبجحي
فيما جرت بوقوعه الأَقدار
فلنا وراء الثار أغلب مدرك
ما حالَ دون مناله المقدارُ
أسد ترد الموت دهشة بأسه
وله بأرواح الكُماة عِثار
صلّى الإله عليهِ من متحجّب
بالغيب ترقب عدله الأقطار