لا تزيديه لوعة
- لا تزيديه لوعة فهو يلقاك لينسى لديك بعض اكتئابه
- قربي مقلتيك من وجهه الذاوي تري في الشحوب سر انتحابه
- و انظري في غصونه صرخة اليأس أشباح غابر من شبابه :
- لهفة تسرق الخطى بين جفنيه و حلم يموت في أهدابه
- و اسمعيه إذا اشتكى ساعة البين و خاف الرحيل- يقوم اللقاء
- و احجبي ناظريه, في صدرك المعطار وعن ذاك الرصيف المضاء
- عن شراع يراه في الوهم ينساب وموج يحسه في المساء :
- الوداع الحزين!! شذى ذراعيك عليه على الأسى والشقاء
- حدثي حديثه عن ذلك الكوخ وراء النخيل بين الروابي
- حلم أيامه الطوال الكئيبات فلا تحرميه حلم الشباب
- أوهميه بأنه سوف يلقاك على النهر تحت ستر الضباب
- وأضيئي الشموع في ذلك الكوخ وإن كان كله من سراب
- كلما ضج شاكيا في ذراعيك انتهاء الهوى صرخت انتهارا
- فارتمي أين يرتمي صدره الجـ ـاش حزناً وحيرة وانتظارا ؟
- اغضبي وادفعيه عن صدرك القاسي وأرخي على هواه الستارا
- أوصدي الباب خلفه.. واتركيه مثلما كان.. للدجى والصحارى !