لا تطنبن في بكا النؤي والطنب

لا تُطنبنْ في بكا النُّؤْي والطُّنُبِ

​لا تُطنبنْ في بكا النُّؤْي والطُّنُبِ​ المؤلف الخالديان


لا تُطنبنْ في بكا النُّؤْي والطُّنُبِ
ولا تُحَيّي كثيبَ الحيّ من كَثَبِ
ولا تجُدْ بغمامٍ للغيم ولا
تسمحِ لسرْبِ المها بالواكفِ السَّرِبِ
رَبعٌ تعفَّى فأعْفى مِنْ جَوىً وأسى
قلبي وكان إلى الَّلذاتِ مُنْقَلَبِي
سِيَّانَ بان خَليطٌ أو أقامَ بهِ
فإنَّما عامرُ البيداء كالخَرِبِ
أبهى وأجملُ من وصفِ الجمالِ ومِنْ
إدْمانِ ذكر هوىً يهوي على قَتَبِ
مَدُّ البنان إلى كأسٍ على سُكرٍ
و رِفْعُ صَوْتٍ بتطريبٍ على طَرَبِ
حمراء حين جَلَتْها الكأسُ نَقّطها
مزاجها بدنانيرٍ من الحببِ
كم جَدَّدَتْ، وَهْيَ لم تُفْضَضْ خَوَاتِمُها،
من الدُّهور، وكَمْ أبلَتْ مِنَ الحِقَبِ
كانتْ لها أَرْجلُ الأَعْلاج وَاتِرَةً
بالدَّوسِ فانتصفَتْ مِنْ أرْؤُسِ العربِ
يسْقِيكَها مِنْ بني الكُفَّار بدرُ دُجىً
أَلحاظُهُ لِلمعَاصِي أوْكدُ السَّبَبِ
يُومي إلَيْكَ بأَطْرافٍ مُطَرَّفَةٍ
بِهَا خضَابَان لِلْعنّابِ والعِنَبِ
تَسْبِيكُ قَامَتُه إِنْ قامَ يمزُجها
مُوَشَّحاً بِصَليبٍ صِيغَ مِنْ ذَهَبِ
كم مَرَّةً قلتُ - إذْ أَهْدى تَدَلُّلُه
إليَّ جِدَّ الرَّدى في صورة اللَّعِبِ-:
يا ضاحكاً حينَ أبكاني تَبَسُّمُهُ
حَقٌّ مِنَ الحُبِّ تُبكيني وتَضْحَكُ بي