لا تلم مغرما رآك فهاما
لا تلمْ مغرماً رآك فهاما
لا تلمْ مغرماً رآك فهاما
كلُّ صبٍّ تركتهُ مستهاما
لو رآك العذول يوماً بعيني
تَرَكَ العذل في الهوى والملاما
يا غلاماً نهاية الحسن فيه
ما رأت مثله العيون غلاما
تاركٌ في الأحشاء ناراً وفي الأجفان
دَمْعاً وفي القلوب غراما
أتراني أبلُّ فيك غليلاً
أَمْ تراني أنال منك مراما
كلّما قلت أنتَ برؤٌ لقلبي
بَعَثَتْ لي منك العيون سقاما
وبوحيٍ من سحر عينيك يوحي
لفؤادي صبابة وغراما
عمرك الله هذه كبدي الحرّى
تشكّت إلى لماك الأواما
فاسقني من رحيق ريقك صرفاً
لا يريني كأس المدام مداما
حام خالٌ على زلالٍ برودٍ
هو في فيك فکصطلاها ضراما
أطمَعَتْه في فيك أطماعُنا فيك
فما نال بردَها والسلاما
أوَلَمْ تخشَ يا مليحُ من الله
بقتلي من غير ذنب أثاما
فالأمانَ من سحر عينيك
فقد جَرَّدَتْ علينا حساما
لستُ أدري وقد تَثَنَّيْتُ تيهاً
أقضيباً هَزَزْتَه أمْ قواما
ما هَصَرنا إلاّ قوامك غصناً
ونظرنا إلاكّ بدراً تماما
لم تَدُمْ لذةٌ لعَيْني بمرآك
فما للهوى بصبّك داما
فإذا مرَّ بي ادكّارك يوماً
قَعَدَ الوَجْدُ بالفؤاد وقاما
فأجرني من مثل هجرك إنّي
لا أرى العيش جفوةً وانصرما
بل أعدُّ اليوم الذي أنتَ تجفو
فيه دهراً ويوم هجرك عالما
أينَ منك الآرام في مسرح السرب
إذا قلتُ تشبه الآراما
يا غزالاً يرعى سويدا فؤادي
لا الخزامى بحاجر والثماما
صرعتْ مقلتاك بالسحر أقوا
ماً وداوَتْ من دائها أقواما
كم سَهِرتُ الدجى بأعين صبٍّ
أمطرت مزنها فكان ركاما
والتمستُ الكرى لطرفي بطرفي
فرأيتُ الكرى عليَّ حراما
يا خليليَّ خَلِّياني من اللوم
فإنّي لا أسمع اللوَّاما
واتحفاني بطبيب أخبار نجدٍ
وصِفا لي ربوعها والخياما
واذكرا لي من اعلراق شهاب
الدين نثراً في مدحه ونظاما
فبذكر الكرام تنتعش الرو
ح انتعاشاً فتطربُ الأجساما
سادَ ساداتِ عَصْرِه ولأمرٍ
فاخر التبرُ والنضارُ الرغاما
لم يزلْ للعلاء والمجد أقسا
ماً وللعلم والنهى أقساما
فَعَلا في سماء كلّ فخارٍ
فتعالى علاؤه وتسامى
خارق فكره من العلم ما لم
يقبل الخرق قبلُ والالتئاما
فأرى الناس ما سواه وهاداً
مذْ أرينا علومه الأعلاما
يا إماماً للمسلمين هُماماً
بأبي ذلك الإمام الهماما
إنّما أنتَ رحمةٌ رحمَ الله
بها المسلمين والإسلاما
يكشف الله فيك عن مشكلات
العلم سرّاً ويرفع الإيهاما
بكلام يشفي الصدور من الجهل
شفاءً ويبرىء الأسقاما
فكأنَّ العلومَ توحى إلى قلبك
في السرّ يقظةً ومناما
جلّ مجدٌ حَوَيْتَه أنْ يضاهى
وكمال رُزِقْتَه أنْ يُراما
قَصُرَتْ دون ما بَلَغْتَ الأعالي
عُلوماً أُلهِمتَها إلهاما
لم ينالوا أخفافها وتسنّمتَ
برغم الأنوف منها السناما
قد رأيناك يوم جدٍّ وهزلٍ
قد بهرت الأفكار والأفهاما
فاقتطفنا من الرياض ورداً
وسمعنا من الداري كلاما
وانتشقنا نشيم رقّةِ لفظ
كنسيم الصَّبا ونشر الخزامى
حججٌ منك توضح الحقّ حتى
أفحمتْ كلَّ ملحدٍ إفحاما
نبَّهَتْ بعد رقّة الجهل قوماً
لم يكونوا من قبل إلا نياما
محقتْ ظلمة الضلالة والغيّ
كما بمحق الضياءُ الظلاما
يمنه البيض خطّ أقلامك السمر
بلاغاً أنْ تسبق الأقلاما
أنتَ مقدامها إذا أصبح
ـدام فيها لا يحسن الإقداما
أنتَ أعلى من أنْ يقالَ كريمٌ
فالأمانَ الأمانَ من سحر عينيك
تغمرُ الناس بالجميل وصَوْبُ
المزن يسقي البطاح والآكاما
فإذا عدَّتِ الأماجد يوماً
كنتَ بدءاً لها وكنتَ الختاما