لباس هنا الدنيا عليك جديد

لِباسُ هَنَا الدّنيا عليك جديدُ

​لِباسُ هَنَا الدّنيا عليك جديدُ​ المؤلف إبراهيم بن عبد القادر الرِّيَاحي


لِباسُ هَنَا الدّنيا عليك جديدُ
وكَيْفَ ويومَ لاح سعدُكَ عيدُ
وللّه فيما قد حباك لطائف
قضت باقتراب الأمر وهو بعيد
يُسَاقُ إليكَ المُلْكُ عَفْواً وإنّما
يُسَاقُ سرورٌ للأنام مديد
أتاكَ على طَوْعٍ لأنّك أهلُه
وقد قال هَذا مَا لَدَيَّ عَتِيد
ولو زاغ لم يَمْجُدْ وجاءكَ راغِماً
وأنتَ بكلتا الحالتين مجيد
وكيف يزيغ الملك عنك وأنت مَنْ
له طارف في فخره وتليد
جبينُك وضّاحٌ وكَفُّكَ وَابِلٌ
وسيفُك مرهوبٌ الغرار حديد
تَمَايَلَ أملاكٌ مَضَوْا وثناؤُهم
عظيمٌ على مرّ الزّمان يزيد
تَنَاسَقَ مولودٌ كريم ووالدٌ
وعمٌّ وجدٌّ في الملوك فريد
نِظامٌ تَوَدُّ الزُهْرُ لو حَظيت به
ويغبط فيه الدرّ وهو نضيد
ملوكٌ مضت وهي السّعود ولم يزل
لنا مُسْعِدٌ من نَسْلِهِمُ وسعيد
فَلاَ نَأْسَ إذْ حمّودةُ البَدْرُ قد مضى
فعثمان فيه المبتغى ومزيد
مَليكٌ إذا أبصرتَ غُرَّةَ وجهِه
كفاك الحيا من أن من أن يقوم شهيد
تغار الجبال الراسيات لحمله
إذا طاشَتِ الأحلام فهو وئيد
ويهتزّ للّطاعات والجودِ عِطفُه
كما اهتزّ مشغوفُ الفؤادِ عميدُ
أَلَمْ تَرَ كيف اهتز للخبث مُسْرِعاً
يبدّده عن أهله ويُبيد
فأصبح ثغر الدّين من ذاك باسماً
وشيطانُه في الخافِقَيْنِ طريد
وكَمْ منك للإِصلاح في الغيب مِنْ يَدٍ
لنا من نداها مُبْدِئٌ ومعيد
فإن سرَّت الخضراءُ منك بطلعةٍ
فنورُك في أقصى البلاد وقيد
فلا زلتَ ملحوظاً بعين عنايةٍ
ومُلْكُكَ بالنّصر العزيز أبيد
ولا زال نَجْلاَكَ المجيدان قُرَّةً
وأنت بما في العالَمِينَ حميدُ