لسان العرب : أمل-أيم

أمل

عدل

الأَمَل والأَمْل والإِمْل: الرَّجاء؛ الأَخيرة عن ابن جني، والجمع آمال. وأَمَلْتُه آمُله وقد أَمَلَه يأْمُله أَمْلاً؛ المصدر عن ابن جني، وأَمَّله تَأْميلاً، ويقال أَمَل خَيْرَه يأْمُله أَمْلاً، وما أَطول إِمْلته، من الأَمَل أَي أَمَله، وإِنه لَطويلُ الإِمْلة أَي التأْميل؛ عن اللحياني، مثل الجِلسة والرِّكبة. والتَّأَمُّلُ: التَّثَبُّت. وتأَمَّلت الشيءَ أَي نظرت إِليه مُستثْبِتاً له. وتَأَمّل الرجلُ: تَثَبَّت في الأَمر والنظر. والأَميلُ على فَعيل: حَبْلٌ من الرمل معتزل عن معظمه على تقدير مِيل؛ وأَنشد: كالبَرْق يَجْتاز أَمِيلاً أَعْرَفا قال ابن سيده: الأَمِيل حَبْل من الرمل يكون عَرْضه نحواً من مِيل، وقيل: يكون عرضه مِيلاً وطوله مسيرة يوم، وقيل مسيرة يومين، وقيل عرضه نصف يوم، وقيل الأَمِيل ما ارتفع من الرمل من غير أَن يحدّ. الجوهري: الأَميل اسم موضع أَيضاً، قال ابن بري: ومنه قول الفرزدق: وهُمُ على هَدَبِ الأَمِيل تَداركوا نَعَماً، تُشَلُّ إِلى الرَّئيس وتُعْكَل (* قوله «وهم على هدب الاميل» الذي في المعجم: على صدف الأميل). قال أَبو منصور: وليس قول من زعم أَنهم أَرادوا بالأَمِيلِ من الرمل الأَمْيَلَ فَخُفِّف بشيء؛ قال: ولا يعلم من كلامهم ما يشبه هذا، وجمع الأَمِيلِ ما ارتفع من الرمل: أُمُل؛ قال سيبويه: لا يُكَسَّر على غير ذلك.وأَمُول: موضع؛ قال الهذلي: رِجالُ بني زُبَيْدٍ غَيَّبَتْهم جِبالُ أَمُولَ، لاسُقِيَتْ أَمُولُ ابن الأَعرابي: الأَمَلة أَعوان الرجل، واحدهم آمل.

أهل

عدل

الأَهْل: أَهل الرجل وأَهْلُ الدار، وكذلك الأَهْلة؛ قال أَبو الطَّمَحان: وأَهْلةِ وُدٍٍّّ تَبَرَّيتُ وُدَّهم، وأَبْلَيْتُهم في الحمد جُهْدي ونَائلي ابن سيده: أَهْل الرجل عَشِيرتُه وذَوُو قُرْباه، والجمع أَهْلون وآهَالٌ وأَهَالٍ وأَهْلات وأَهَلات؛ قال المُخَبَّل السعدي: وهُمْ أَهَلاتٌ حَوْلَ قَيْسِ بنِ عاصم، إِذا أَدْلَجوا باللَّيل يَدْعُونَ كَوْثَرا وأَنشد الجوهري: وبَلْدَةٍ ما الإِنْسُ من آهالِها، تَرَى بِها العَوْهَقَ من وِئالُها وِثالُها: جمع وائل كقائم وقِيام؛ ويروى البيت: وبَلْدَةٍ يَسْتَنُّ حازي آلِها قال سيبويه: وقالوا أَهْلات، فخففوا، شَبَّهوها بصعْبات حيث كان أَهل مذكَّراً تدخله الواو والنون، فلما جاء مؤنثه كمؤنث صَعْب فُعل به كما فعل بمؤنث صَعْب؛ قال ابن بري: وشاهد الأَهْل فيما حَكى أَبو القاسم الزجاجي أَن حَكِيم بن مُعَيَّة الرَّبَعي كان يُفَضِّل الفَرَزْدق على جَرير، فهَجَا جرير حكيماً فانتصر له كنان بن ربيعة أَو أَخوه ربعي بن ربيعة، فقال يهجو جريراً: غَضِبْتَ علينا أَن عَلاك ابن غالب، فهَلاَّ على جَدَّيْك، في ذاك، تَغْضَبُ؟ هما، حينَ يَسْعَى المَرْءُ مَسْعاةَ أَهْلِهِ، أَناخَا فشَدَّاك العِقال المُؤَرَّبُ (* قوله: شداك العقال؛ اراد: بالعقال، فنصب بنزع الخافض، وورد مؤرب، في الأصل، مضموماً، وحقه النصب لأنه صفة لعقال، ففي البيت إذاً إقواء). وما يُجْعَل البَحْرُ الخِضَمُّ، إِذا طما، كَجُدٍٍّّ ظَنُونٍ، ماؤُه يُتَرقَّبُ أَلَسْتَ كُلْيبيًّا لألأَمِ وَالدٍ، وأَلأَمِ أُمٍٍّّ فَرَّجَتْ بك أَو أَبُ؟ وحكى سيبويه في جمع أَهْل: أَهْلُون، وسئل الخليل: لم سكنوا الهاء ولم يحرّكوها كما حركوا أَرَضِين؟ فقال: لأَن الأَهل مذكر، قيل: فلم قالوا أَهَلات؟ قال: شبهوها بأَرَضات، وأَنشد بيت المخبل السعدي، قال: ومن العرب من يقول أَهْلات على القياس. والأَهَالي: جمع الجمع وجاءت الياء التي في أَهالي من الياء التي في الأَهْلين. وفي الحديث: أَهْل القرآن هم أَهْلُ الله وخاصَّته أَي حَفَظة القرآن العاملون به هم أَولياء الله والمختصون به اختصاصَ أَهْلِ الإِنسان به. وفي حديث أَبي بكر في استخلافه عمر: أَقول له، إِذا لَقِيتُه، اسْتعملتُ عليهم خَيْرَ أَهْلِكَ؛ يريد خير المهاجرين وكانوا يسمُّون أَهْلَ مكة أَهل الله تعظيماً لهم كما يقال بيت الله، ويجوز أَن يكون أَراد أَهل بيت الله لأَنهم كانوا سُكَّان بيت الله. وفي حديث أُم سلمة: ليس بكِ على أَهْلكِ هَوَانٌ؛ أَراد بالأَهل نَفْسَه، عليه السلام، أَي لا يَعْلَق بكِ ولا يُصيبكِ هَوَانٌ عليهم. واتَّهَل الرجلُ: اتخذ أَهْلاً؛ قال: في دَارَةٍ تُقْسَمُ الأَزْوادُ بَيْنَهم، كأَنَّما أَهْلُنا منها الذي اتَّهَلا كذا أَنشده بقلب الياء تاء ثم إِدغامها في التاء الثانية، كما حكي من قولهم اتَّمَنْته، وإلا فحكمه الهمزة أَو التخفيف القياسي أَي كأَن أَهلنا أَهلُه عنده أَي مِثلُهم فيما يراه لهم من الحق. وأَهْلُ المذهب: مَنْ يَدين به. وأَهْلُ الإِسلام: مَن يَدِين به. وأَهْلُ الأَمر: وُلاتُه. وأَهْلُ البيت: سُكَّانه. وأَهل الرجل: أَخَصُّ الناس به. وأَهْلُ بيت النبي،: أَزواجُه وبَناته وصِهْرُه، أَعني عليًّا، عليه السلام، وقيل: نساء النبي،، والرجال الذين هم آله. وفي التنزيل العزيز: إِنما يريد الله ليُذْهِبَ عنكم الرِّجْس أَهلَ البيت؛ القراءة أَهْلَ بالنصب على المدح كما قال: بك اللهَ نرجو الفَضْل وسُبْحانك اللهَ العظيمَ، أَو على النداء كأَنه قال يا أَهل البيت. وقوله عز وجل لنوح، عليه السلام: إِنه ليس من أَهْلِك؛ قال الزجاج: أَراد ليس من أَهْلِك الذين وعدتُهم أَن أُنجيهم، قال: ويجوز أَن يكون ليس من أَهل دينك. وأَهَلُ كل نَبيٍّ: أُمَّته. ومَنْزِلٌ آهِلٌ أَي به أَهْلُه. ابن سيده: ومكان آهِلٌ له أَهْل؛ سيبويه: هو على النسب، ومأْهول: فيه أَهل؛ قال الشاعر:وقِدْماً كان مأْهْولاً،وأَمْسَى مَرْتَعَ العُفْر وقال رؤبة: عَرَفْتُ بالنَّصْرِيَّةِ المَنازِلا قَفْراً، وكانت مِنْهُمُ مَآهلا ومكان مأْهول، وقد جاء: أُهِل؛ قال العجاج: قَفْرَيْنِ هذا ثم ذا لم يُؤهَل وكلُّ شيء من الدواب وغيرها أَلِف المَنازلَ أَهْلِيٌّ وآهِلٌ؛ الأَخيرة على النسب، وكذلك قيل لما أَلِفَ الناسَ والقُرى أَهْلِيٌّ، ولما اسْتَوْحَشَ بَرِّيّ ووحشي كالحمار الوحشي. والأَهْلِيُّ: هو الإِنْسِيّ. ونَهى رسول الله،، عن أَكل لحوم الحُمُر الأَهْلية يومَ خَيْبَرَ؛ هي الحُمُر التي تأْلف البيوت ولها أَصْحاب وهي مثل الأُنْسية ضدّ الوحشية. وقولهم في الدعاء: مَرْحَباً وأَهْلاً أَي أَتيتَ رُحْباً أَي سَعَة، وفي المحكم أَي أَتيت أَهْلاً لا غُرباء فاسَْأْْنِسْ ولا تَسْتَوْحِشْ. وأَهَّل به: قال له أَهْلاً. وأَهِل به: أَنِس. الكسائي والفراء: أَهِلْتُ به وودَقْتُ به إِذا استأْنستَ به؛ قال ابن بري: المضارع منه آهَلُ به، بفتح الهاء. وهو أَهْلٌ لكذا أَي مُسْتَوجب له، الواحدُ والجمعُ في ذلك سَواء، وعلى هذا قالوا: المُلْك لله أَهْلِ المُلْك. وفي التنزيل العزيز: هو أَهْلُ التَّقْوى وأَهْل المغفرة؛ جاء في التفسير: أَنه، عز وجل، أَهْلٌ لأَن يُتَّقَى فلا يُعْصَى وأَهْلُ المغفرة لمن اتَّقاه، وقيل: قوله أَهل التقوى مَوْضِعٌ لأَن يُتَّقى، وأَهْل المغفرة موضع لذلك. الأَزهري: وخطَّأَ بعضُهم قولَ من يقول فلان يَسْتأْهِل أَن يُكْرَم أَو يُهان بمعنى يَسْتحق، قال: ولا يكون الاستِئهال إِلاَّ من الإِهالة، قال: وأَما أَنا فلا أُنكره ولا أُخَطِّئُ من قاله لأَني سمعت أَعرابيّاً فَصِيحاً من بني أَسد يقول لرجل شكر عنده يَداً أُولِيَها: تَسْتَأْهِل يا أَبا حازم ما أُولِيتَ، وحضر ذلك جماعة من الأَعراب فما أَنكروا قوله، قال: ويُحَقِّق ذلك قولُه هو أَهْل التقوى وأَهل المَغْفِرة. المازني: لا يجوز أَن تقول أَنت مُسْتَأْهل هذا الأَمر ولا مستأْهل لهذا الأَمر لأَنك إِنما تريد أَنت مستوجب لهذا الأَمر، ولا يدل مستأْهل على ما أَردت، وإِنما معنى الكلام أَنت تطلب أَن تكون من أَهل هذا المعنى ولم تُرِدْ ذلك، ولكن تقول أَنت أَهْلٌ لهذا الأَمر، وروى أَبو حاتم في كتاب المزال والمفسد عن الأَصمعي: يقال استوجب ذلك واستحقه ولا يقال استأْهله ولا أَنت تَسْتَأْهِل ولكن تقول هو أَهل ذاك وأَهل لذاك، ويقال هو أَهْلَةُ ذلك. وأَهّله لذلك الأَمر تأْهيلاً وآهله: رآه له أَهْلاً. واسْتَأْهَله: استوجبه، وكرهها بعضهم، ومن قال وَهَّلتْه ذهب به إِلي لغة من يقول وامَرْتُ وواكَلْت. وأَهْل الرجل وأَهلته: زَوْجُه. وأَهَل الرجلُ يَأْهِلُ ويَأْهُل أَهْلاً وأُهُولاً، وتَأَهَّل: تَزَوَّج. وأَهَلَ فلان امرأَة يأْهُل إِذا تزوّجها، فهي مَأْهولة. والتأَهُّل: التزوّج. وفي باب الدعاء: آهَلَك الله في الجنة إيهالاً أَي زوّجك فيها وأَدخلكها. وفي الحديث: أَن النبي،، أَعْطى الآهِلَ حَظَّين والعَزَب حَظًّا؛ الآهل: الذي له زوجة وعيال، والعَزَب الذي لا زوجة له، ويروى الأَعزب، وهي لغة رديئة واللغة الفُصْحى العَزَب، يريد بالعطاء نصيبَهم من الفَيْء. وفي الحديث: لقد أَمست نِيران بني كعب آهِلةً أَي كثيرة الأَهل. وأَهَّلَك الله للخير تأْهيلاً. وآلُ الرجل: أَهْلُه. وآل الله وآل رسوله: أَولياؤه، أَصلها أَهل ثم أُبدلت الهاء همزة فصارت في التقدير أَأْل، فلما توالت الهمزتان أَبدلوا الثانية أَلفاً كما قالوا آدم وآخر، وفي الفعل آمَنَ وآزَرَ، فإِن قيل: ولمَ زَعَمْتَ أَنهم قلبوا الهاء همزة ثم قلبوها فيما بعد، وما أَنكرتَ من أَن يكون قلبوا الهاء أَلفاً في أَوَّل الحال؟ فالجواب أَن الهاء لم تقلب أَلفاً في غير هذا الموضع فيُقاسَ هذا عليه، فعلى هذا أُبدلت الهاء همزة ثم أُبدلت الهمزة أَلفاً، وأَيضاً فإِن الأَلف لو كانت منقلبة عن غير الهمزة المنقلبة عن الهاء كما قدمناه لجاز أَن يستعمل آل في كل موضع يستعمل فيه أَهل، ولو كانت أَلف آل بدلاً من أَهل لقيل انْصَرِفْ إِلى آلك، كما يقال انْصَرِف إِلى أَهلك، وآلَكَ والليلَ كما يقال أَهْلَك والليلَ، فلما كانوا يخصون بالآل الأَشرفَ الأَخصَّ دون الشائع الأَعم حتى لا يقال إِلا في نحو قولهم: القُرَّاء آلُ الله، وقولهم: اللهمَّ صلِّ على محمد وعلى آل محمد، وقال رجل مؤمن من آل فرعون؛ وكذلك ما أَنشده أَبو العباس للفرزدق: نَجَوْتَ، ولم يَمْنُنْ عليك طَلاقةً، سِوى رَبَّة التَّقْريبِ من آل أَعْوَجا لأَن أَعوج فيهم فرس مشهور عند العرب، فلذلك قال آل أَعوجا كما يقال أَهْل الإِسكاف، دلَّ على أَن الأَلف ليست فيه بدلاً من الأَصل، وإِنما هي بدل من الأَصل (* قوله «وإنما هي بدل من الأصل» كذا في الأصل. ولعل فيه سقطاً. وأصل الكلام، والله أعلم: وإنما هي بدل من الهمزة التي هي بدل من الأصل، أو نحو ذلك.) فجرت في ذلك مجرى التاء في القسم، لأَنها بدل من الواو فيه، والواو فيه بدل من الباء، فلما كانت التاء فيه بدلاً من بدل وكانت فرع الفرع اختصت بأَشرف الأَسماء وأَشهرها، وهو اسم الله، فلذلك لم يُقَل تَزَيْدٍ ولا تالبَيْتِ كما لم يُقَل آل الإِسكاف ولا آل الخَيَّاط؛ فإِن قلت فقد قال بشر: لعَمْرُك ما يَطْلُبْنَ من آل نِعْمَةٍ، ولكِنَّما يَطْلُبْنَ قَيْساً ويَشْكُرا فقد أَضافه إِلى نعمة وهي نكرة غير مخصوصة ولا مُشَرَّفة، فإِن هذا بيت شاذ؛ قال ابن سيده: هذا كله قول ابن جني، قال: والذي العمل عليه ما قدمناه وهو رأْي الأَخفش، قال: فإِن قال أَلست تزعم أَن الواو في والله بدل من الباء في بالله وأَنت لو أَضمرت لم تقل وَهُ كما تقول به لأَفعلن، فقد تجد أَيضاً بعض البدل لا يقع موقع المبدل منه في كل موضع، فما ننكر أَيضاً أَن تكون الأَلف في آل بدلاً من الهاء وإِن كان لا يقع جميع مواقع أَهل؟ فالجواب أَن الفرق بينهما أَن الواو لم يمتنع من وقوعها في جميع مواقع الباء من حيث امتنع من وقوع آل في جميع مواقع أَهل، وذلك أَن الإِضمار يردّ الأَسماء إِلى أُصولها في كثير من المواضع، أَلا ترى أَن من قال أَعطيتكم درهماً فحذف الواو التي كانت بعد الميم وأَسكن الميم، فإِنه إِذا أَضمر للدرهم قال أَعطيتكموه، فردّ الواو لأَجل اتصال الكلمة بالمضمر؟ فأَما ما حكاه يونس من قول بعضهم أَعْطَيْتُكُمْه فشاذ لا يقاس عليه عند عامة أَصحابنا، فلذلك جاز أَن تقول: بهم لأَقعدن وبك لأَنطلقن، ولم يجز أَن تقول: وَكَ ولا وَهُ، بل كان هذا في الواو أَحرى لأَنها حرف منفرد فضعفت عن القوّة وعن تصرف الباء التي هي أَصل؛ أَنشدنا أَبو علي قال: أَنشدنا أَبو زيد: رأَى بَرْقاً فأَوْضَعَ فوقَ بَكْرٍ، فلا بِكَ ما أَسالَ ولا أَغاما قال: وأَنشدنا أَيضاً عنه: أَلا نادَتْ أُمامةُ باحْتِمالِ ليَحْزُنَني، فلا بِك ما أُبالي قال: وأَنت ممتنع من استعمال الآل في غير الأَشهر الأَخص، وسواء في ذلك أَضفته إِلى مُظْهَر أَو أَضفته إِلى مضمر؛ قال ابن سيده: فإِن قيل أَلست تزعم أَن التاء في تَوْلَج بدل من واو، وأَن أَصله وَوْلَج لأَنه فَوْعَل من الوُلُوج، ثم إِنك مع ذلك قد تجدهم أَبدلوا الدال من هذه التاء فقالوا دَوْلَج، وأَنت مع ذلك قد تقول دَوْلَج في جميع هذه المواضع التي تقول فيها تَوْلَج، وإِن كانت الدال مع ذلك بدلاً من التاء التي هي بدل من الواو؟ فالجواب عن ذلك أَن هذه مغالطة من السائل، وذلك أَنه إِنما كان يطَّرد هذا له لو كانوا يقولون وَوْلَج ودَوْلَج ويستعملون دَوْلَجاً في جميع أَماكن وَوْلَج، فهذا لو كان كذا لكان له به تَعَلّقٌ، وكانت تحتسب زيادة، فأَما وهم لا يقولون وَوْلَج البَتَّةَ كراهية اجتماع الواوين في أَول الكلمة، وإِنما قالوا تَوْلَج ثم أَبدلوا الدال من التاء المبدلة من الواو فقالوا دَوْلَج، فإِنما استعملوا الدال مكان التاء التي هي في المرتبة قبلها تليها، ولم يستعملوا الدال موضع الواو التي هي الأَصل فصار إِبدال الدال من التاء في هذا الموضع كإِبدال الهمزة من الواو في نحو أُقِّتَتْ وأُجُوه لقربها منها، ولأَنه لا منزلة بينهما واسطة، وكذلك لو عارض معارض بهُنَيْهَة تصغير هَنَة فقال: أَلست تزعم أَن أَصلها هُنَيْوَة ثم صارت هُنَيَّة ثم صارت هُنَيْهة، وأَنت قد تقول هُنَيْهة في كل موضع قد تقول فيه هُنَيَّة؟ كان الجواب واحداً كالذي قبله، أَلا ترى أَن هُنَيْوة الذي هو أَصل لا يُنْطَق به ولا يستعمل البَتَّة فجرى ذلك مجرى وَوْلَج في رفضه وترك استعماله؟ فهذا كله يؤَكد عندك أَن امتناعه من استعمال آل في جميع مواقع أَهل إِنما هو لأَن فيه بدلاً من بدل، كما كانت التاء في القسم بدلاً من بدل. والإِهالَةُ: ما أَذَبْتَ من الشحم، وقيل: الإِهَالة الشحم والزيت، وقيل: كل دهن اؤْتُدِم به إِهالةٌ، والإِهالة الوَدَك. وفي الحديث: أَنه كان يُدْعى إِلى خُبْز الشعير والإِهالة السَّنِخَة فيُجيب، قال: كل شيء من الأَدهان مما يُؤْتَدَم به إِهالَةٌ، وقيل: هو ما أُذيب من الأَلْية والشَّحم، وقيل: الدَّسَم الجامد والسَّنِخة المتغيرة الريح. وفي حديث كعب في صفة النار: يجاء بجهنَم يوم القيامة كأَنها مَتْنُ إِهالة أَي ظَهْرُها. قال: وكل ما اؤْتدم به من زُبْد ووَدَك شحم ودُهْنِ سمسم وغيره فهو إِهالَة، وكذلك ما عَلا القِدْرَ من وَدَك اللحم السَّمين إِهالة، وقيل: الأَلْية المُذابة والشحم المذاب إِهالة أَيضاً. ومَتْن الإِهالة: ظَهْرُها إِذا سُكِبَت في الإِناء، فَشَبَّه كعب سكون جهنم قبل أَن يصير الكفار فيها بذلك. واسْتَأْهل الرجلُ إِذا ائتدم بالإِهالة. والمُسْتَأْهِل: الذي يأْخذ الإِهالة أَو يأْكلها؛ وأَنشد ابن قتيبة لعمرو ابن أسوى: لا بَلْ كُلِي يا أُمَّ، واسْتَأْهِلي، إِن الذي أَنْفَقْتُ من مالِيَه وقال الجوهري: تقول فلان أَهل لكذا ولا تقل مُسْتَأْهِل، والعامَّة تقول. قال ابن بري: ذكر أَبو القاسم الزجاجي في أَماليه قال: حدثني أَبو الهيثم خالد الكاتب قال: لما بويع لإِبراهيم بن المهدي بالخلافة طلبني وقد كان يعرفني، فلما دخلت إِليه قال: أَنْشِدْني، فقلت: يا أَمير المؤْمنين، ليس شعري كما قال النبي،، إِنَّ من الشعر لحكماً، وإِنما أَنا أَمزحُ وأَعْبَثُ به؛ فقال: لا تقل يا خالد هكذا، فالعلم جِدٌّ كله؛ ثم أَنْشدته: كُنْ أَنت للرَّحْمَة مُسْتَأْهِلاً، إِن لم أَكُنْ منك بِمُسْتَأْهِل أَلَيْسَ من آفة هذا الهَوى بُكاءٌ مقتول على قاتل؟ قال: مُسْتَأْهِل ليس من فصيح الكلام وإِنما المُسْتَأْهِل الذي يأْخذ الإِهالة، قال: وقول خالد ليس بحجة لأَنه مولد، والله أَعلم.

أول

عدل

الأَوْلُ: الرجوع. آل الشيءُ يَؤُول أَولاً ومآلاً: رَجَع. وأَوَّل إِليه الشيءَ: رَجَعَه. وأُلْتُ عن الشيء: ارتددت. وفي الحديث: من صام الدهر فلا صام ولا آل أَي لا رجع إِلى خير، والأَوْلُ الرجوع. في حديث خزيمة السلمي: حَتَّى آل السُّلامِيُّ أَي رجع إِليه المُخ. ويقال: طَبَخْت النبيذَ حتى آل إلى الثُّلُث أَو الرُّبع أَي رَجَع؛ وأَنشد الباهلي لهشام: حتى إِذا أَمْعَرُوا صَفْقَيْ مَباءَتِهِم، وجَرَّد الخَطْبُ أَثْباجَ الجراثِيم آلُوا الجِمَالَ هَرامِيلَ العِفاءِ بِها، على المَناكِبِ رَيْعٌ غَيْرُ مَجْلُوم قوله آلوا الجِمَال: ردُّوها ليرتحلوا عليها. والإِيَّل والأُيَّل: مِنَ الوَحْشِ، وقيل هو الوَعِل؛ قال الفارسي: سمي بذلك لمآله إِلى الجبل يتحصن فيه؛ قال ابن سيده: فإِيَّل وأُيَّل على هذا فِعْيَل وفُعيْل، وحكى الطوسي عن ابن الأَعرابي: أَيِّل كسَيِّد من تذكِرة أَبي علي. الليث: الأَيِّل الذكر من الأَوْعال، والجمع الأَيايِل، وأَنشد: كأَنَّ في أَذْنابِهنَّ الشُّوَّل، من عَبَسِ الصَّيْف، قُرونَ الإِيَّل وقيل: فيه ثلاث لغات: إِيَّل وأَيَّل وأُيَّل على مثال فُعَّل، والوجه الكسر، والأُنثى إِيَّلة، وهو الأَرْوَى. وأَوَّلَ الكلامَ وتَأَوَّله: دَبَّره وقدَّره، وأَوَّله وتَأَوَّله: فَسَّره. وقوله عز وجل: ولَمَّا يأْتهم تأْويلُه؛ أَي لم يكن معهم علم تأْويله، وهذا دليل على أَن علم التأْويل ينبغي أَن ينظر فيه، وقيل: معناه لم يأْتهم ما يؤُول إِليه أَمرهم في التكذيب به من العقوبة، ودليل هذا قوله تعالى: كذلك كذب الذين من قبلهم فانظر كيف كان عاقبة الظالمين. وفي حديث ابن عباس: اللهم فَقِّهه في الدين وعَلِّمه التَّأْويل؛ قال ابن الأَثير: هو من آلَ الشيءُ يَؤُول إِلى كذا أَي رَجَع وصار إِليه، والمراد بالتأْويل نقل ظاهر اللفظ عن وضعه الأَصلي إِلى ما يَحتاج إِلى دليل لولاه ما تُرِك ظاهرُ اللفظ؛ ومنه حديث عائشة، رضي الله عنها: كان النبي،صلى الله عليه وسلم، يكثر أَن يقول في ركوعه وسجوده: سبحانك اللهم وبحمدك يَتَأَوَّل القرآنَ، تعني أَنه مأْخوذ من قوله تعالى: فسبح بحمد ربك واستغفره. وفي حديث الزهري قال: قلت لعُروة ما بالُ عائشةَ تُتِمُّ في السَّفَر يعني الصلاة؟ قال: تأَوَّلَت (* قوله «قال تأولت إلخ» كذا بالأصل. وفي الأساس: وتأملته فتأولت فيه الخير أي توسعته وتحرَّيته) كما تأَوَّل عثمانُ؛ أَراد بتأْويل عثمان ما روي عنه أَنه أَتَمَّ الصلاة بمكة في الحج، وذلك أَنه نوى الإِقامة بها. التهذيب: وأَما التأْويل فهو تفعيل من أَوَّل يُؤَوِّل تأْويلاً وثُلاثِيُّه آل يَؤُول أَي رجع وعاد. وسئل أَبو العباس أَحمد بن يحيى عن التأْويل فقال: التأْويل والمعنى والتفسير واحد. قال أَبو منصور: يقال أُلْتُ الشيءَ أَؤُوله إِذا جمعته وأَصلحته فكان التأْويل جمع معاني أَلفاظ أَشكَلَت بلفظ واضح لا إشكال فيه. وقال بعض العرب: أَوَّل اللهُ عليك أَمرَك أَي جَمَعَه، وإِذا دَعَوا عليه قالوا: لا أَوَّل اللهُ عليك شَمْلَك. ويقال في الدعاء للمُضِلِّ: أَوَّل اللهُ عليك أَي رَدَّ عليك ضالَّتك وجَمَعها لك. ويقال: تَأَوَّلت في فلان الأَجْرَ إِذا تَحَرَّيته وطلبته. الليث: التأَوُّل والتأْويل تفسير الكلام الذي تختلف معانيه ولا يصح إِلاّ ببيان غير لفظه؛ وأَنشد: نحن ضَرَبْناكم على تنزيله، فاليَوْمَ نَضْرِبْكُم على تَأْويلِه (* قوله: نضربْكم، بالجزم؛ هكذا في الأصل ولعل الشاعر اضطُرّ إلى ذلك محافظة على وزن الشعر الذي هو الرجز). وأَما قول الله عز وجل: هل ينظرون إِلا تأْويله يوم يأْتي تأْويله؛ فقال أَبو إِسحق: معناه هل ينظروه إِلا ما يَؤُول إِليه أَمرُهم من البَعْث، قال: وهذا التأْويل هو قوله تعالى: وما يعلم تأْويله إلا الله؛ أَي لا يعلم مَتَى يكون أَمْرُ البعث وما يؤول إِليه الأَمرُ عند قيام الساعة إِلا اللهُ والراسخون في العلم يقولون آمنا به أَي آمنا بالبعث، والله أَعلم؛ قال أَبو منصور: وهذا حسن، وقال غيره: أَعلم اللهُ جَلَّ ذكرُه أَن في الكتاب الذي أَنزله آياتٍ محكماتٍ هن أُمُّ الكتاب لا تَشابُهَ فيه فهو مفهوم معلوم، وأَنزل آيات أُخَرَ متشابهات تكلم فيها العلماء مجتهدين، وهم يعلمون أَن اليقين الذي هو الصواب لا يعلمه إِلا الله، وذلك مثل المشكلات التي اختلف المتأَوّلون في تأْويلها وتكلم فيها من تكلم على ما أَدَّاه الاجتهاد إِليه، قال: وإِلى هذا مال ابن الأَنباري. وروي عن مجاهد: هل ينظرون إِلا تأْويله، قال: جزاءه. يوم يأْتي تأْويله، قال: جزاؤه. وقال أَبو عبيد في قوله: وما يعلم تأْويله إِلا الله، قال: التأْويل المَرجِع والمَصير مأْخوذ من آل يؤول إِلى كذا أَي صار إِليه. وأَوَّلته: صَيَّرته إِليه. الجوهري: التأْويل تفسير ما يؤول إِليه الشيء، وقد أَوّلته تأْويلاً وتأَوّلته بمعنى؛ ومنه قول الأَعْشَى: على أَنها كانت، تَأَوُّلُ حُبِّها تَأَوُّلُ رِبْعِيِّ السِّقاب، فأَصْحَبا قال أَبو عبيدة: تَأَوُّلُ حُبِّها أَي تفسيره ومرجعه أَي أَن حبها كان صغيراً في قلبه فلم يَزَلْ يثبت حتى أَصْحَب فصار قَديماً كهذا السَّقْب الصغير لم يزل يَشِبُّ حتى صار كبيراً مثل أُمه وصار له ابن يصحبه. والتأْويل: عبارة الرؤيا. وفي التنزيل العزيز: هذا تأْويل رؤياي من قبل. وآل مالَه يَؤوله إِيالة إِذا أَصلحه وساسه. والائتِيال: الإِصلاح والسياسة قال ابن بري: ومنه قول عامر بن جُوَين: كَكِرْفِئَةِ الغَيْثِ، ذاتِ الصَّبيـ رِ، تَأْتي السَّحاب وتَأْتالَها وفي حديث الأَحنف: قد بَلَوْنا فلاناً فلم نجده عنده إِيالة للمُلْك، والإِيالة السِّياسة؛ فلان حَسَن الإِيالة وسيِّءُ الإِيالة؛ وقول لبيد: بِصَبُوحِ صافِيَةٍ، وجَذْبِ كَرِينَةٍ بِمُؤَتَّرٍ، تأْتالُه، إِبْهامُها قيل هو تفتعله من أُلْتُ أَي أَصْلَحْتُ، كما تقول تَقْتَاله من قُلت، أَي تُصْلِحهُ إِبهامُها؛ وقال ابن سيده: معناه تصلحه، وقيل: معناه ترجع إِليه وتَعطِف عليه، ومن روى تَأْتَالَه فإِنه أَراد تأْتوي من قولك أَوَيْت إِلى الشيء رَجَعْت إِليه، فكان ينبغي أَن تصح الواو، ولكنهم أَعَلُّوه بحذف اللام ووقعت العين مَوْقِعَ اللام فلحقها من الإِعلال ما كان يلحق اللام. قال أَبو منصور: وقوله أُلْنَا وإِيلَ علينا أَي سُسْنَا وسَاسونا. والأَوْل: بلوغ طيب الدُّهْن بالعلاج. وآل الدُّهْن والقَطِران والبول والعسل يؤول أَوْلاً وإِيالاً: خَثُر؛ قال الراجز: كأَنَّ صَاباً آلَ حَتَّى امَّطُلا أَي خَثُر حَتَّى امتدَّ؛ وأَنشد ابن بري لذي الرمة: عُصَارَةُ جَزْءٍ آلَ، حَتَّى كأَنَّما يُلاقُ بِجَادَِيٍّ ظُهُورُ العَراقبِ وأَنشد لآخر: ومِنْ آيلٍ كالوَرْسِ نَضْحاً كَسَوْنَهُ مُتُونَ الصَّفا، من مُضْمَحِلٍّ وناقِع التهذيب: ويقال لأَبوال الإِبل التي جَزَأَت بالرُّطْب في آخر جَزْئِها: قد آلَتْ تؤولُ أَوْلاً إِذا خَثُرت فهي آيلة؛ وأَنشد لذي الرمة: ومِنْ آيلٍ كالوَرْسِ نَضْح سُكُوبه مُتُونَ الحَصَى، مِنْ مُضْمَحِلٍّ ويابس وآل اللبنُ إِيالاً: تَخَثَّر فاجتمع بعضه إِلى بعض، وأُلْتُهُ أَنا. وأَلْبانٌ أُيَّل؛ عن ابن جني، قال ابن سيده: وهذا عزيز من وجهين: أَحدهما أَن تجمع صفة غير الحيوان على فُعَّل وإِن كان قد جاء منه نحو عِيدان قُيَّسٌ، ولكنه نادر، والآخَرُ أَنه يلزم في جمعه أُوَّل لأَنه من الواو بدليل آل أَوْلاً لكن الواو لَما قَرُبت من الطرف احْتَمَلت الإِعلال كما قالوا نُيَّم وصُيَّم. والإِيالُ: وعاء اللّبَن. الليث: الإِيال، على فِعال، وِعاء يُؤَال فيه شَراب أَو عصير أَو نحو ذلك. يقال: أُلْت الشراب أَؤُوله أَوْلاً؛ وأَنشد:فَفَتَّ الخِتامَ، وقد أَزْمَنَتْ، وأَحْدَث بعد إِيالٍ إِيَالا قال أَبو منصور: والذي نعرفه أَن يقال آل الشرابُ إِذا خَثُر وانتهى بلوغُه ومُنْتهاه من الإِسكار، قال: فلا يقال أُلْتُ الشراب. والإِيَال: مصدر آل يَؤُول أَوْلاً وإِيالاً، والآيل: اللبن الخاثر، والجمع أُيَّل مثل قارح وقُرَّح وحائل وحُوَّل؛ ومنه قول الفرزدق: وكأَنَّ خاتِرَه إِذا ارْتَثَؤُوا به عَسَلٌ لَهُمْ، حُلِبَتْ عليه الأُيَّل وهو يُسَمِّن ويُغْلِم؛ وقال النابغة الجعدي يهجو ليلى الأَخْيَلِيَّةَ: وبِرْذَوْنَةٍ بَلَّ البَراذينُ ثَغْرَها، وقد شَرِبتْ من آخر الصَّيْفِ أُيَّلا قال ابن بري: صواب إِنشاده: بُريْذِينةٌ، بالرفع والتصغير دون واو، لأَن قبله: أَلا يا ازْجُرَا لَيْلى وقُولا لها: هَلا، وقد ركبَتْ أَمْراً أَغَرَّ مُحَجَّلا وقال أَبو الهيثم عند قوله شَرِبَتْ أَلْبان الأَيايل قال: هذا محال، ومن أَين توجد أَلبان الأَيايل؟ قال: والرواية وقد شَرِبَتْ من آخر الليل أُيَّلاً، وهو اللبن الخاثر من آل إِذا خَثُر. قال أَبو عمرو: أُيّل أَلبان الأَيايل، وقال أَبو منصور: هو البول الخاثر بالنصب (* قوله «بالنصب» يعني فتح الهمزة) من أَبوال الأُرْوِيَّة إِذا شربته المرأَة اغتلمت. وقال ابن شميل: الأُيَّل هو ذو القرن الأَشعث الضخمِ مثل الثور الأَهلي. ابن سيده: والأُيَّل بقية اللبن الخاثر، وقيل: الماء في الرحم، قال: فأَما ما أَنشده ابن حبيب من قول النابغة: وقد شَرِبَتْ من آخر الليل إِيَّلاً فزعم ابن حبيب أَنه أَراد لبن إِيَّل، وزعموا أَنه يُغْلِم ويُسَمِّن، قال: ويروى أُيَّلاً، بالضم، قال: وهو خطأٌ لأَنه يلزم من هذا أُوَّلاً. قال أَبو الحسن: وقد أَخطأَ ابن حبيب لأَن سيبوبه يرى البدل في مثل هذا مطرداً، قال: ولعمري إِن الصحيح عنده أَقوى من البدل، وقد وَهِم ابن حبيب أَيضاً في قوله إِن الرواية مردودة من وجه آخر، لأَن أُيَّلا في هذه الرواية مثْلُها في إِيّلا، فيريد لبن أُيَّل كما ذهب إِليه في إِيَّل، وذلك أَن الأُيَّل لغة في الإِيَّل، فإِيَّل كحِثْيَل وأُيَّل كَعُلْيَب، فلم يعرف ابن حبيب هذه اللغة. قال: وذهب بعضهم إِلى أَن أُيَّلاً في هذا البيت جمع إِيَّل، وقد أَخْطأَ من ظن ذلك لأَن سيبويه لا يرى تكسير فِعَّل على فُعَّل ولا حكاه أَحد، لكنه قد يجوز أَن يكون اسماً للجمع؛ قال وعلى هذا وَجَّهت أَنا قول المتنبي: وقِيدَت الأُيَّل في الحِبال، طَوْع وهُوقِ الخَيْل والرجال غيره: والأُيَّل الذَّكَر من الأَوعال، ويقال للذي يسمى بالفارسية كوزن، وكذلك الإِيَّل، بكسر الهمزة، قال ابن بري: هو الأَيِّل، بفتح الهمزة وكسر الياء، قال الخليل: وإِنما سمي أَيِّلاً لأَنه يَؤُول إِلى الجبال، والجمع إِيَّل وأُيَّل وأَيايل، والواحد أَيَّل مثل سَيِّد ومَيِّت. قال: وقال أَبو جعفر محمد بن حبيب موافقاً لهذا القول الإِيَّل جمع أَيِّل، بفتح الهمزة؛ قال وهذا هو الصحيح بدليل قول جرير: أَجِعِثْنُ، قد لاقيتُ عِمْرَانَ شارباً، عن الحَبَّة الخَضْراء، أَلبان إِيَّل ولو كان إِيَّل واحداً لقال لبن إِيَّل؛ قال: ويدل على أَن واحد إِيَّل أَيِّل، بالفتح، قول الجعدي: وقد شَرِبت من آخر الليل أَيِّلاً قال: وهذه الرواية الصحيحة، قال: تقديره لبن أَيِّل ولأَن أَلبان الإِيَّل إِذا شربتها الخيل اغتَلَمت. أَبو حاتم: الآيل مثل العائل اللبن المختلط الخاثر الذي لم يُفْرِط في الخُثورة، وقد خَثُرَ شيئاً صالحاً، وقد تغير طَعمه إِلى الحَمَض شيئاً ولا كُلَّ ذلك.يقال: آل يؤول أَوْلاً وأُوُولاً، وقد أُلْتُهُ أَي صببت بعضه على بعض حتى آل وطاب وخَثُر. وآل: رَجَع، يقال: طبخت الشراب فآل إِلى قَدْر كذا وكذا أَي رجع. وآل الشيءُ مآ لاً: نَقَص كقولهم حار مَحاراً. وأُلْتُ الشيءَ أَوْلاً وإِيالاً: أَصلحته وسُسْتُه. وإِنه لآيل مال وأَيِّل مال أَي حَسَنُ القيام عليه. أَبو الهيثم: فلان آيل مال وعائس مال ومُراقِح مال (* قوله «ومراقح مال» الذي في الصحاح وغيره من كتب اللغة: رقاحيّ مال) وإِزَاء مال وسِرْبال مال إِذا كان حسن القيام عليه والسياسة له، قال: وكذلك خالُ مالٍ وخائل مال. والإِيَالة: السِّياسة. وآل عليهم أَوْلاً وإِيَالاً وإِيَالة: وَليَ. وفي المثل: قد أُلْنا وإِيل علينا، يقول: ولَينا وَوُلي علينا، ونسب ابن بري هذا القول إِلى عمر وقال: معناه أَي سُسْنا وسِيسَ علينا، وقال الشاعر: أَبا مالِكٍ فانْظُرْ، فإِنَّك حالب صَرَى الحَرْب، فانْظُرْ أَيَّ أَوْلٍ تَؤُولُها وآل المَلِك رَعِيَّته يَؤُولُها أَوْلاً وإِيالاً: ساسهم وأَحسن سياستهم وَوَليَ عليهم. وأُلْتُ الإِبلَ أَيْلاً وإِيالاً: سُقْتها. التهذيب: وأُلْتُ الإِبل صَرَرْتها فإذا بَلَغَتْ إِلى الحَلْب حلبتها. والآل: ما أَشرف من البعير. والآل: السراب، وقيل: الآل هو الذي يكون ضُحى كالماء بين السماء والأَرْض يرفع الشُّخوص ويَزْهَاهَا، فاَّما السَّرَاب فهو الذي يكون نصف النهار لاطِئاً بالأَرْض كأَنه ماء جار، وقال ثعلب: الآل في أَوّل النهار؛ وأَنشد: إِذ يَرْفَعُ الآلُ رأْس الكلب فارتفعا وقال اللحياني: السَّرَاب يذكر ويؤنث؛ وفي حديث قُسّ بن ساعدَة: قَطَعَتْ مَهْمَهاً وآلاً فآلا الآل: السَّراب، والمَهْمَهُ: القَفْر. الأَصمعي: الآل والسراب واحد، وخالفه غيره فقال: الآل من الضحى إِلى زوال الشمس، والسراب بعد الزوال إِلى صلاة العصر، واحتجوا بأَن الآل يرفع كل شيء حتى يصير آلاً أَي شَخْصاً، وآلُ كل شيء: شَخْصه، وأَن السراب يخفض كل شيء فيه حتى يصير لاصقاً بالأَرض لا شخص له؛ وقال يونس: تقول العرب الآل مُذ غُدْوة إِلى ارتفاع الضحى الأَعلى، ثم هو سَرَابٌ سائرَ اليوم؛ وقال ابن السكيت: الآل الذي يرفع الشخوص وهو يكون بالضحى، والسَّراب الذي يَجْري على وجه الأَرض كأَنه الماء وهو نصف النهار؛ قال الأَزهري: وهو الذي رأَيت العرب بالبادية يقولونه. الجوهري: الآل الذي تراه في أَول النهار وآخره كأَنه يرفع الشخوص وليس هو السراب؛ قال الجعدي: حَتَّى لَحِقنا بهم تُعْدي فَوارِسُنا، كأَنَّنا رَعْنُ قُفٍّ يَرْفَعُ الآلا أَراد يرفعه الآل فقلبه، قال ابن سيده: وجه كون الفاعل فيه مرفوعاً والمفعول منصوباً باسمٍ (* أراد بالاسم الصحيح: الرَّعْن) صحيح، مَقُول به، وذلك أَن رَعْن هذا القُفِّ لما رفعه الآل فرُؤي فيه ظهر به الآل إِلى مَرْآة العين ظهوراً لولا هذا الرَّعْن لم يَبِنْ للعين بَيانَه إِذا كان فيه، أَلا ترى أَن الآل إِذا بَرَق للبصر رافعاً شَخْصه كان أَبدى للناظر إِليه منه لو لم يلاق شخصاً يَزْهاه فيزداد بالصورة التي حملها سُفوراً وفي مَسْرَح الطَّرْف تجَلِّياً وظهوراً؟ فإِن قلت: فقد قال الأَعشى: إِذ يَرْفَع الآلُ رأْسَ الكلبِ فارتفعا فجعل الآل هو الفاعل والشخص هو المفعول، قيل: ليس في هذا أَكثر من أَن هذا جائز، وليس فيه دليل على أَن غيره ليس بجائز، أَلا ترى أَنك إِذا قلت ما جاءني غير زيد فإِنما في هذا دليل على أَن الذي هو غيره لم يأْتك، فأَما زيد نفسه فلم يُعَرَّض للإِخبار بإِثبات مجيء له أَو نفيه عنه، فقد يجوز أَن يكون قد جاء وأَن يكون أَيضاً لم يجئ؟ والآل: الخَشَبُ المُجَرَّد؛ ومنه قوله: آلٌ على آلٍ تَحَمَّلَ آلا فالآل الأَول: الرجل، والثاني السراب، والثالث الخشب؛ وقول أَبي دُوَاد: عَرَفْت لها مَنزلاً دارساً، وآلاً على الماء يَحْمِلْنَ آلا فالآل الأَولِ عيدانُ الخَيْمة، والثاني الشخص؛ قال: وقد يكون الآل بمعنى السراب؛ قال ذو الرُّمَّة: تَبَطَّنْتُها والقَيْظَ، ما بَيْن جَالِها إِلى جَالِها سِتْرٌ من الآل ناصح وقال النابغة: كأَنَّ حُدُوجَها في الآلِ ظُهْراً، إِذا أُفْزِعْنَ من نَشْرٍ، سَفِينُ قال ابن بري: فقوله ظُهْراً يَقْضِي بأَنه السرادب، وقول أَبي ذؤَيب: وأَشْعَثَ في الدارِ ذي لِمَّة، لَدَى آلِ خَيْمٍ نَفَاهُ الأَتِيُّ قيل: الآل هنا الخشب. وآلُ الجبل: أَطرافه ونواحيه. وآلُ الرجل: أَهلُه وعيالُه، فإِما أَن تكون الأَلف منقلبة عن واو، وإِما أَن تكون بدلاً من الهاء، وتصغيره أُوَيْل وأُهَيْل، وقد يكون ذلك لِما لا يعقل؛ قال الفرزدق: نَجَوْتَ، ولم يَمْنُنْ عليك طَلاقَةً سِوَى رَبَّة التَّقْريبِ من آل أَعْوَجا والآل: آل النبي،. قال أَبو العباس أَحمد بن يحيى: اختلف الناس في الآل فقالت طائفة: آل النبي،، من اتبعه قرابة كانت أَو غير قرابة، وآله ذو قرابته مُتَّبعاً أَو غير مُتَّبع؛ وقالت طائفة: الآل والأَهل واحد، واحتجوا بأَن الآل إِذا صغر قيل أُهَيْل، فكأَن الهمزة هاء كقولهم هَنَرْتُ الثوب وأَنَرْته إِذا جعلت له عَلَماً؛ قال: وروى الفراء عن الكسائي في تصغير آل أُوَيْل؛ قال أَبو العباس: فقد زالت تلك العلة وصار الآل والأَهل أَصلين لمعنيين فيدخل في الصلاة كل من اتبع النبي،، قرابة كان أَو غير قرابة؛ وروى عن غيره أَنه سئل عن قول النبي،: اللهم صلّ على محمد وعلى آل محمد: مَنْ آلُ محمد؟ فقال: قال قائل آله أَهله وأَزواجه كأَنه ذهب إِلى أَن الرجل تقول له أَلَكَ أَهْلٌ؟ فيقول: لا وإِنما يَعْنِي أَنه ليس له زوجة، قال: وهذا معنى يحتمله اللسان ولكنه معنى كلام لا يُعْرَف إِلاَّ أَن يكون له سبب كلام يدل عليه، وذلك أَن يقال للرجل: تزوَّجتَ؟ فيقول: ما تأَهَّلت، فَيُعْرَف بأَول الكلام أَنه أَراد ما تزوجت، أَو يقول الرجل أَجنبت من أَهلي فيعرف أَن الجنابة إِنما تكون من الزوجة، فأَما أَن يبدأ الرجل فيقول أَهلي ببلد كذا فأَنا أَزور أَهلي وأَنا كريم الأَهْل، فإِنما يذهب الناس في هذا إِلى أَهل البيت، قال: وقال قائل آل محمد أَهل دين محمد، قال: ومن ذهب إِلى هذا أَشبه أَن يقول قال الله لنوح: احمل فيها من كل زوجين اثنين وأَهلك، وقال نوح: رب إِن ابني من أَهلي، فقال تبارك وتعالى: إِنه ليس من أَهلك، أَي ليس من أَهل دينك؛ قال: والذي يُذْهَب إِليه في معنى هذه الآية أَن معناه أَنه ليس من أَهلك الذين أَمرناك بحملهم معك، فإِن قال قائل: وما دل على ذلك؟ قيل قول الله تعالى: وأَهلك إِلا من سبق عليه القول، فأَعلمه أَنه أَمره بأَن يَحْمِل من أَهله من لم يسبق عليه القول من أَهل المعاصي، ثم بيّن ذلك فقال: إِنه عمل غير صالح، قال: وذهب ناس إِلى أَن آل محمد قرابته التي ينفرد بها دون غيرها من قرابته، وإِذا عُدَّ آل الرجل ولده الذين إِليه نَسَبُهم، ومن يُؤْويه بيته من زوجة أَو مملوك أَو مَوْلى أَو أَحد ضَمَّه عياله وكان هذا في بعض قرابته من قِبَل أَبيه دون قرابته من قِبَل أُمه، لم يجز أَن يستدل على ما أَراد الله من هذا ثم رسوله إِلا بسنَّة رسول الله، ، فلما قال: إِن الصدقة لا تحل لمحمد وآل محمد دل على أَن آل محمد هم الذين حرمت عليهم الصدقة وعُوِّضوا منها الخُمس، وهي صَلِيبة بني هاشم وبني المطلب، وهم الذين اصطفاهم الله من خلقه بعد نبيه، صلوات الله عليه وعليهم أَجمعين. وفي الحديث: لا تحل الصدقة لمحمد وآل محمد؛ قال ابن الأَثير: واختلف في آل النبي، ، الذين لا تحل الصدقة لهم، فالأَكثر على أَنهم أَهل بيته؛ قال الشافعي: دل هذا الحديث أَن آل محمد هم الذين حرمت عليهم الصدقة وعوّضوا منها الخُمس، وقيل: آله أَصحابه ومن آمن به وهو في اللغة يقع على الجميع. وقوله في الحديث: لقد أُعْطِي مِزْماراً من مزامير آل داود، أَراد من مزامير داود نفسه. والآل: صلة زائدة. وآل الرجل أَيضاً: أَتباعه؛ قال الأَعشى: فكذَّبوها بما قالت، فَصَبَّحَهم ذو آل حَسَّان يُزْجي السَّمَّ والسَّلَعا يعني جَيْشَ تُبَّعٍ؛ ومنه قوله عز وجل: أَدخلوا آل فرعون أَشدَّ العذاب.التهذيب: شمر قال أَبو عدنان قال لي من لا أُحْصِي من أَعراب قيس وتميم: إِيلة الرجل بَنُو عَمِّه الأَدْنَوْن. وقال بعضهم: من أَطاف بالرجل وحلّ معه من قرابته وعِتْرته فهو إِيلته؛ وقال العُكْلي: وهو من إِيلتنا أَي من عِتْرَتنا. ابن بزرج: إِلَةُ الرجل الذين يَئِلُ إِليهم وهم أَهله دُنيا. وهؤُلاء إِلَتُكَ وخم إِلَتي الذين وأَلْتُ إِليهم. قالوا: رددته إِلى إِلته أَي إِلى أَصله؛ وأَنشد: ولم يكن في إِلَتِي عوالا يريد أَهل بيته، قال: وهذا من نوادره؛ قال أَبو منصور: أَما إِلَة الرجل فهم أَهل بيته الذين يئل إِليهم أَي يلجأُ إِليهم. والآل: الشخص؛ وهو معنى قول أَبي ذؤيب يَمانِيَةٍ أَحْيا لها مَظَّ مائِدٍ وآل قِراسٍ، صَوْبُ أَرْمِيَةٍ كُحْلِ يعني ما حول هذا الموضع من النبات، وقد يجوز أَن يكون الآل الذي هو الأَهل. وآل الخَيْمة: عَمَدها. الجوهري: الآلة واحدة الآل والآلات وهي خشبات تبنى عليها الخَيْمة؛ ومنه قول كثيِّر يصف ناقة ويشبه قوائمها بها: وتُعْرَف إِن ضَلَّتْ، فتُهْدَى لِرَبِّها لموضِع آلات من الطَّلْح أَربَع والآلةُ: الشِّدَّة. والآلة: الأَداة، والجمع الآلات. والآلة: ما اعْتَمَلْتَ به من الأَداة، يكون واحداً وجمعاً، وقيل: هو جمع لا واحد له من لفظه. وقول علي، عليه السلام: تُسْتَعْمَل آلَةُ الدين في طلب الدنيا؛ إِنما يعني به العلم لأَن الدين إِنما يقوم بالعلم. والآلة: الحالة، والجمع الآلُ. يقال: هو بآلة سوء؛ قال الراجز: قد أَرْكَبُ الآلَةَ بعد الآله، وأَتْرُك العاجِزَ بالجَدَالَه والآلة: الجَنازة. والآلة: سرير الميت؛ هذه عن أَبي العَمَيْثَل؛ وبها فسر قول كعب بن زهير: كُلُّ ابنِ أُنْثَى، وإِن طالَتْ سَلاَمَتُه، يوماً على آلَةٍ حَدْباءَ محمول التهذيب: آل فلان من فلان أَي وَأَل منه ونَجَا، وهي لغة الأَنصار، يقولون: رجل آيل مكان وائل؛ وأَنشد بعضهم: يَلُوذ بشُؤْبُوبٍ من الشمس فَوْقَها، كما آل مِن حَرِّ النهار طَرِيدُ وآل لحمُ الناقة إِذا ذَهَب فضَمُرت؛ قال الأَعْشَى: أَذْلَلْتُهَا بعد المِرَا ح، فآل من أَصلابها أَي ذهب لحمُ صُلْبها. والتأْويل: بَقْلة ثمرتها في قرون كقرون الكباش، وهي شَبِيهة بالقَفْعاء ذات غِصَنَة وورق، وثمرتها يكرهها المال، وورقها يشبه ورق الآس وهيَ طَيِّبة الريح، وهو من باب التَّنْبيت، واحدته تأْويلة. وروى المنذري عن أَبي الهيثم قال: إِنما طعام فلان القفعاء والتأْويل، قال: والتأْويل نبت يعتلفه الحمار، والقفعاء شجرة لها شوك، وإِنما يضرب هذا المثل للرجل إِذا استبلد فهمه وشبه بالحمار في ضعف عقله. وقال أَبو سعيد. العرب تقول أَنت في ضَحَائك (* قوله «أنت في ضحائك» هكذا في الأصل، والذي في شرح القاموس: أنت من الفحائل) بين القَفْعاء والتأْويل، وهما نَبْتَان محمودان من مَرَاعي البهائم، فإِذا أَرادوا أَن ينسبوا الرجل إِلى أَنه بهيمة إِلا أَنه مُخْصِب مُوَسَّع عليه ضربوا له هذا المثل؛ وأَنشد غيره لأَبي وَجْزَة السعدي: عَزْبُ المَراتع نَظَّارٌ أَطاعَ له، من كل رَابِيَةٍ، مَكْرٌ وتأْويل أَطاع له: نَبَت له كقولك أَطَاعَ له الوَرَاقُ، قال: ورأَيت في تفسيره أَن التأْويل اسم بقلة تُولِعُ بقر الوحش، تنبت في الرمل؛ قال أَبو منصور: والمَكْر والقَفْعاء قد عرفتهما ورأَيتهما، قال: وأَما التأْويل فإِني ما سمعته إِلاَّ في شعر أَبي وجزة هذا وقد عرفه أَبو الهيثم وأَبو سعيد. وأَوْل: موضع؛ أَنشد ابن الأَعرابي: أَيا نَخْلَتَيْ أَوْلٍ، سَقَى الأَصْلَ مِنكما مَفِيضُ الرُّبى، والمُدْجِناتُ ذُرَاكُما وأُوال وأَوَالُ: قربة، وقيل اسم موضع مما يلي الشام؛ قال النابغة الجعدي: أَنشده سيبويه: مَلَكَ الخَوَرْنَقَ والسَّدِيرَ، ودَانَه ما بَيْنَ حِمْيَرَ أَهلِها وأَوَال صرفه للضرورة؛ وأَنشد ابن بري لأُنَيف بن جَبَلة: أَمَّا إِذا استقبلته فكأَنَّه للعَيْنِ جِذْعٌ، من أَوال، مُشَذَّبُ

أيل

عدل

أَيْلَة: اسم بلدٍ؛ وأَنشد ابن الأَعرابي: فإِنَّكُمُ، والمُلْكَ، يا أَهْل أَيْلَةٍ لَكَالمُتأَبِّي، وَهْو ليس له أَبُ أَراد كالمتأَبي أَباً؛ وقال حسان بن ثابت: مَلَكَا من جَبَل الثلْجِ إِلى جانبي أَيْلَةَ، من عَبْدٍ وحُرّ وإِيلُ: من أَسماء الله عزَّ وجل، عِبْراني أَو سُرْياني. قال ابن الكلبي: وقولهم جَبْرائيل ومِيكائيل وشَرَاحِيل وإِسْرافِيل وأَشباهها إِنما تُنْسَب إِلى الربوبية، لأَن إِيلاً لغة في إِلّ، وهو الله عز وجل، كقولهم عبد الله وتَيْم الله، فجَبْر عبد مضاف إِلى إِيل، قال أَبو منصور: جائز أَن يكون إِيل أُعرب فقيل إِلٌّ. وإِيلِياء: مدينة بيت المَقدس، ومنهم من يَقْصر الياء فيقول إِلياءُ، وكأَنهما رُومِيَّان؛ قال الفرزدق: وبَيْتانِ: بَيْتُ الله نَحن وُلاتُه، وبَيْتٌ بأَعْلى إِيلِياءَ مُشَرَّف وفي الحديث: أَن عمر، رضي الله عنه، أَهَلَّ بحَجَّةٍ من إِيلياء؛ هي بالمد والتخفيف اسم مدينة بيت المقدس، وقد تشدَّد الياء الثانية وتقصر الكلمة، وهو معرَّب. وأَيْلَة: قرية عربية وورد ذكرها في الحديث، وهو بفتح الهمزة وسكون الياء، البلد المعروف فيما بين مصر والشام. وأَيَّل: اسم جَبَل؛ قال الشماخ:تَرَبَّع أَكناف القَنَانِ فَصارَةٍ، فأَيَّلَ فالمَاوَانِ، فَهْو زَهُوم وهذا بناءٌ نادر كيف وَزَنْتَه لأَنه فَعَّلٌ أَوْ فَيْعَل أَو فَعْيَل، فالأَوَّل لم يجئْ منه إِلاَّ بَقَّم وشَلَّم، وهو أَعجميٌّ، والثاني لم يجئ منه إِلاَّ قوله: ما بَالُ عَيْني كالشَّعِيبِ العَيَّنِ والثالث معدوم. وأَيْلُول: شهر من شهور الروم. والإِيَّل: ذَكَرُ الأَوعال مذكور في ترجمة أَول.

أبش

عدل

الأَبْشُ: الجمْع. وقد أَبشه وأَبَشَ لأَهله يَأْبشُ أَبْشاً: كَسَب. ورجل أَبَّاش: مكتسِب. ويقال: تَأَبَّش القوم وتَهَبَّشوا إِذا تجيَّشوا وتجمَّعوا.

أرش

عدل

أَرَّش بينهم: حَمَل بعضَهم على بعض وحَرَّش. والتَّأْرِيش: التَّحْرِيشُ؛ قال رؤبة: أَصْبَحْت من حِرْصٍ على التَّأْرِيش وأَرَّشْتُ بين القوم تَأْرِيشاً: أَفسدت. وتَأْرِيش الحرْب والنار: تَأْرِيثُهما. والأَرْش من الجراحات: ما ليس له قدر معلوم، وقيل: هو دِيَةُ الجراحات، وقد تكرر في الحديث ذكر الأَرْشِ المشروع في الحُكومات، وهو الذي يأْخذه المشتري من البائع إِذا اطَّلَع على عيب في المَبيع، وأُرُوش الجنايات والجراحات جائزة لها عما حصل فيها من النَّقْص، وسُمِّي أَرْشاً لأَنه من أَسباب النزاع. يقال: أَرَّشْت بين القوم إِذا أَوقعت بينهم؛ وقول رؤبة: أَصْبِحْ، فَمَا من بَشَرٍ مَأْرُوشِ يقول: إِن عِرضي صحيح لا عيب فيه. والمَأْرُوش: المَخْدوش؛ وقال ابن الأَعرابي: يقول انْتَظِرْ حتى تَعْقِل فليس لك عندنا أَرْش إِلا الأَسِنَّة، يقول: لا نَقْتل إِنساناً فَنَدِيه أَبداً. قال: والأَرْش الدِّيَةُ. شمر عن أَبي نَهْشلٍ وصاحبِه: الأَرْشُ الرشْوَة، ولم يعرفاه في أَرْش الجراحات، وقال غيرهما: الأَرْش من الجراحات كالشَّجَّة ونحوِها. وقال ابن شميل: ائْتَرِشْ من فلان خُماشَتَك يا فلانُ أَي خُذ أَرْشَها. وقد ائْتَرَشَ للخُماشة واسْتَسْلم للقِصاص. وقال أَبو منصور: أَصل الأَرْش الخَدْش، ثم قيل لما يؤخذ دِيَةً لها: أَرْش، وأَهل الحجاز يسمونه النَّذْر، وكذلك عُقْر المرأَة ما يؤخذ من الواطئ ثمناً لبُضْعها، وأَصله من العَقْر كأَنه عَقَرها حين وطئها وهي بكر فاقْتَضَّها، فقيل لما يؤخذ بسبب العَقْر: عُقْر. وقال القتيبي: يقال لما يدفع بين السلامة والعيب في السِّلْعة أَرْش، لأَن المُبْتاع للثوب على أَنه صحيح إِذا وقف فيه على خَرْق أَو عيب وقع بينه وبين البائع أَرْش أَي خصومة واختلاف، من قولك أَرَّشْت بين الرجلين إِذا أَغْرَيت أَحدهما بالآخر وأَوقعت بينهما الشَّرَّ، فسمي ما نَقَص العيبُ الثوبَ أَرْشاً إِذا كان سبباً للأَرْش.

أشش

عدل

الأَشُّ والأَشاش والهَشَاشُ: النشاط والارْتِياح، وقيل: هو الإِقبال على الشيء بنشاط، أَشَّه يَؤُشُّه أَشّاً؛ وأَنشد: كَيْف يُؤَاتِيهِ ولا يَؤُشُّهُ والأَشَّاش: الهَشَّاش. وفي الحديث: أَن علقمة بن قيس كان إِذا رأَى من أَصحابه بعض الأَشاش وعَظهم، أَي إِقْبالاً بنشاط. والأشاش والهَشَاش: الطَّلاقة والبَشاشة. وأَشَّ القومُ يَؤُشُّون أَشّاً: قام بعضهم إِلى بعض وتحرّكوا؛ قال ابن دريد: وأَحسبهم قالوا أَشَّ على غَنَمه يَؤُشُّ أَشّاً مثل هَشَّ هَشّاً، قال: ولا أَقف على حقيقته. ابن الأَعرابي: الأَشُّ الخبز اليابس الهَشّ؛ وأَنشد شمر: رُبَّ فَتَاةٍ من بَني العِنازِ، حَيَّاكةٍ ذَاتِ هَنٍ كِنَازِ ذي عَضُدَيْنِ مُكْلَئِزٍّ نازِي، تَأَشُّ لِلْقُبْلَةِ والمَحازِ شمر عن بعض الكلابيين: أَشَّت الشَّحْمة ونَشَّت، قال: أَشَّت إِذا أَخذَت تَحَلَّبُ، ونَشَّت إِذا قَطَرت.

أقش

عدل

بَنُوا أُقَيْشٍ: حَيٌّ من الجن إِليهم تنسب الإِبل الأٍّقَيْشِيَّة؛ أَنشد سيبويه: كأَنَّكَ من جِمَال بَني أُقَيْشٍ، يُقَعْقعُ بين رِجْلَيْه بِشَنّ وقال ثعلب: هم قوم من العرب.

أبص

عدل

رجل أَبِصٌ وأَبُوصٌ: نشيط، وكذلك الفرس؛ قال أَبو دُواد: ولقد شَهِدْتُ تَغاؤراً، يومَ اللِّقاءِ، على أَبُوص وقد أَبَصَ يَأْبِصُ أَبْصاً، فهو آبِصٌ وأَبُوصٌ. الفراء: أَبِصٌ يأْبَصُ وهَبِصَ يَهْبَص إِذا أَرِنَ ونَشِطَ.

أجص

عدل

الإِجّاصُ والإِنْجاصُ: من الفاكهة معروف، قال أُميّة بن أَبي عائذ الهذلي يصف بقرة: يَتَرَقّبُ الخَطْبُ السَّواهِمَ كلَّها، بِلَواقِحٍ كَحوالِك الإِجّاص ويروى: الإِنْجاص. قال الجوهري: الإِجّاصُ دَخيل لأَن الجيم والصاد لا يجتمعان في كلمة واحدة من كلام العرب، والواحدة إِجّاصة. قال يعقوب: ولا تقل إِنْجاص؛ قال ابن بري: وقد حكى محمد ابن جعفر القزّاز إِجّاصة وإِنْجاصة وقال: هما لغتان.

أصص

عدل

الأَصُّ والإِصُّ والأُصُّ: الأَصلُ؛ وأَنشد ابن بري للقُلاخ: ومِثْلُ سَوَّارٍ رَدَدْناه إِلى إِدْرَوْنِه ولُؤْمِ أَصِّه على الرَّغْمِ مَوْطُؤَ الحَصَى مُذَلَّلا وقيل: الأَصّ الأَصلُ الكريم، قال: والجمع آصاصٌ؛ أَنشد ابن دريد: قِلالُ مَجْدٍ فَرَعَتْ آصاصا، وعِزَّةً قَعْساءَ لن تُنَاصا وكذلك العَصُّ، وسيأْتي ذكره. وبِناءٌ أَصِيصٌ: مُحْكَم كرَصِيص. وناقة أَصُوصٌ: شديدةٌ مُوَثَّقةٌ، وقيل كريمة. تقول العرب في المَثَل: ناقة أَصُوصٌ عليها صُوص أَي كريمة عليها بَخِيل، وقيل: هي الحائلُ التي قد حُمِل عليها فلم تَلْقَحْ، وجمعُها أُصُصٌ، وقد أَصَّتْ تَئِصّ؛ وقيل: الأَصُوصُ الناقةُ الحائلُ السَّمِينةُ؛ قال امرؤ القيس: فهل تُسْلِيَنَّ الهَمَّ عَنْكَ شِمِلَّةٌ، مُداخَلَةٌ صَمُّ العِظامِ أَصُوصُ؟ أَرادَ صَمَّ عِظامُها. وقد أَصّتْ تَؤُصُّ أَصَيصاً إِذا اشْتَدّ لحمها وتَلاحَكَتْ أَلْواحُها. ويقال: جِئْ به من إِصِّكَ من حيث كان. وإِنه لأَصيصٌ كَصيصٌ أَي مُنْقبض. وله أَصيصٌ أَي تحرُّكٌ والتواء من الجَهد. والأَصيصُ: الرِّعْدةُ. وأَفْلَت وله أَصيصٌ أَي رِعْدة، يقال: ذُعْرٌ وانْقِباضٌ. والأَصِيصُ: الدِّنُّ المقطوع الرأْس؛ قال عبدة بن الطَّبِيب:لنا أَصِيصٌ كجِزمِ الحَوْضِ، هَدَّمَه وطْءُ الغَزال، لَدَيْه الزِّقُّ مَغْسُول وقال خالد بن يزيد: الأَصِيصُ أَسْفلُ الدَّنِّ كانَ يُوضَعُ لِيُبالَ فيه؛ وقال عديّ بن زيد: يا ليتَ شِعْري، وأَنا ذو غِنىً، متى أَرَى شَرْباً حَوَالَيْ أَصِيص؟ يعني به أَصْل الدَّنّ، وقيل: أَراد بالأَصِيصِ الباطِيةَ تشبيهاً بأَصْل الدَّنِّ، ويقال: هو كهيئة الجَرِّ له عُرْوتانِ يُحْمل فيه الطينُ. وفي الصحاح: الأَصِيصُ ما تكَسّر من الآنية وهو نصف الجَرِّ أَو الخابية تُزْرَعْ فيه الرياحينُ.

أمص

عدل

الآمِصُ: الخامِيزُ، وهو ضَرْبٌ من الطعام، وهو العامِصُ أَيضاً؛ فارسي حكاه صاحب العين. التهذيب: الآمِصُ إِعرابُ الخامِيز، والخامِيزُ: اللحمُ يَشَرَّح رقيقاً ويؤكل نِيئاً، وربما يُلْفح لَفحة النار.

أيص

عدل
جئ به من أَيصِك أَي من حيث كان.

أبض

عدل

ابن الأَعرابي: الأَبْضُ الشَّدُّ، والأَبْضُ التَّخْلِيةُ، والأَبْضُ السكون، والأَبْضُ الحركة؛ وأَنشد: تَشْكُو العُرُوق الآبِضات أَبْضا ابن سيده: والأُبْضُ، بالضم، الدهر؛ قال رؤبة: في حِقْبةٍ عِشْنا بذاك أُبْضا، خِدْن اللَّواتِي يَقْتَضِبْنَ النُّعْضا وجمعه آباضٌ. قال أَبو منصور: والأَبْضُ الشدُّ بالإِبَاضِ، وهو عِقَال يُنْشَب في رسغ البعير وهو قائم فيرفع يده فتُثْنَى بالعِقال إِلى عضده وتُشَدّ. وأَبَضْت البَعِيرَ آبُضُهُ وآبِضُهُ أَبْضاً: وهو أَن تشدّ رسغ يده إِلى عضده حتى ترتفع يده عن الأَرض، وذلك الحبل هو الإِبَاضُ، بالكسر؛ وأَنشد ابن بري للفقعسي: أَكْلَفُ لم يَثْنِ يَدَيهِ آبِضُ وأَبَضَ البعيرَ يأْبِضُه ويأْبُضُه: شدّ رسغ يديه إِلى ذراعيه لئلا يَحْرَدَ. وأَخذ يأْبِضُه: جعل يديه من تحت ركبتيه من خلفه ثم احتمله. والمَأْبِضُ: كل ما يَثْبُت عليه فخذُك، وقيل: المأْبِضانِ ما تحت الفخذين في مثاني أَسافلهما، وقيل: المأْبِضان باطنا الركبتين والمرفقين. التهذيب: ومأْبِضا الساقين ما بطَنَ من الركبتين وهما في يدي البعير باطنا المرفقين. الجوهري: المأْبِضُ باطِنُ الركبة من كل شيء، والجمع مآبِضُ؛ وأَنشد ابن بري لهميان بن قحافة: أَو مُلْتَقَى فائِله ومأْبِضِهْ وقيل في تفسير البيت: الفائلان عرقان في الفخذين، والمَأْبِضُ باطنُ الفخذين إلى البطن. وفي الحديث: أَن النبي، صلّى اللّه عليه وسلّم، بالَ قائماً لِعِلّةٍ بمَأْبِضَيه؛ المَأْبِضُ: باطن الركبة ههنا، وأَصله من الإِباض، وهو الحبل الذي يُشَدُّ به رسغ البعير إِلى عضده. والمَأْبِض، مَفْعِل منه، أَي موضع الإِباضِ، والميم زائدة. تقول العرب: إِن البول قائماً يَشفي من تلك العلة. والتَّأَبُّضُ: انقباض النسا وهو عرق؛ يقال: أَبِضَ نَساه وأَبَضَ وتأَبَّضَ تقبّضَ وشدّ رجليه؛ قال ساعدة بن جؤية يهجو امرأَة: إِذا جَلَسَتْ في الدار يوماً، تأَبَّضَتْ تَأَبُّضَ ذِيب التَّلْعَةِ المُتَصَوِّبِ أَراد أَنها تجلِس جِلْسةَ الذئب إِذا أَقْعى، وإِذا تأَبَّضَ على التَّلْعة رأَيته مُنْكبّاً. قال أَبو عبيدة: يستحب من الفرس تأَبُّضُ رجليه وشَنَجُ نَساه. قال: ويعرف شَنْجُ نَساه بِتَأَبُّضِ رجليه وتَوْتِيرهما إِذا مشى. والإِباضُ: عِرْقٌ في الرِّجْل. يقال للفرس إِذا توتَّرَ ذلك العرقُ منه: مُتَأَبِّضٌ. وقال ابن شميل: فرس أَبُوضُ النَّسا كأَنما يَأْبِضُ رجليه من سرعة رفعهما عند وضعهما؛ وقول لبيد: كأَنَّ هِجانَها مُتَأَبِّضاتٍ، وفي الأَقْرانِ أَصْوِرةُ الرَّغامِ مُتَأَبِّضات: معقولات بالأُبُضِ، وهي منصوبة على الحال. والمَأْبِضُ: الرُّسْغ وهو مَوْصِل الكف في الذراع، وتصغير الإِباضِ أُبَيِّضٌ؛ قال الشاعر: أَقولُ لِصاحِبي، والليلُ داجٍ: أُبَيِّضَك الأُسَيِّدَ لا يَضِيعُ يقول: احفظ إِباضَك الأَسودَ لا يضيع فصغّره. ويقال: تَأَبَّضَ البعيرُ فهو مُتَأَبِّضٌ، وتَأَبَّضَه غيرُه كما يقال زاد الشيءُ وزِدْتُه. ويقال للغراب مُؤْتَبِض النَّسا لأَنه يَحْجِل كأَنّه مأْبُوضٌ؛ قال الشاعر: وظَلَّ غُرابُ البَيْنِ مُؤْتَبِضَ النَّسا، له في دِيارِ الجارتَين نَعِيقُ وإِباضٌ: اسم رجل. والإِباضِيّة: قوم من الحرورية لهم هَوىً يُنْسَبون إِليه، وقيل: الإِباضِيّة فِرْقة من الخوارج أَصحاب عبدالله بنِ إِباضٍ التميمي. وأُبْضَة: ماءٌ لِطَيِّءٍ وبني مِلْقَط كثير النخل؛ قال مساور بن هند: وجَلَبْتُه من أَهل أُبْضةَ طائِعاً، حتى تَحَكَّم فيه أَهلُ أُرابِ وأُباضُ: عِرْضٌ باليمامة كثير النخل والزرع؛ حكاه أَبو حنيفة؛ وأَنشد: أَلا يا جارَتا بِأُباضَ، إِنِّي رَأَيْتُ الرِّيحَ خَيْراً مِنْكِ جارا تُعَرِّينا إِذا هَبَّتْ علينا، وتَمْلأُ عَيْنَ ناظِركم غُبارا وقد قِيلَ: به قُتِلَ زيد بن الخطاب.

أرض

عدل

الأَرْض: التي عليها الناس، أُنثى وهي اسم جنس، وكان حق الواحدة منها أَن يقال أَرْضة ولكنهم لم يقولوا. وفي التنزيل: وإِلى الأَرْض كيف سُطِحَت؛ قال ابن سيده: فأَما قول عمرو بن جُوَين الطائي أَنشده ابن سيبويه:فلا مُزْنةٌ وَدَقَتْ وَدْقَها، ولا أَرْضَ أَبْقَلَ إِبْقالَها فإِنه ذهب بالأَرض إِلى الموضع والمكان كقوله تعالى: فلما رأَى الشَّمْسَ بازِغةً قال هذا رَبِّي؛ أَي هذا الشَّخْصُ وهذا المَرْئِيُّ ونحوه، وكذلك قوله: فَمَنْ جاءه مَوْعظةٌ منْ ربِّه؛ أَي وعْظ. وقال سيبويه: كأَنه اكتفى بذكر الموعظة عن التاء، والجمع آراضٌ وأُرُوض وأَرَضُون، الواو عوض من الهاء المحذوفة المقدرة وفتحوا الراء في الجمع ليدخل الكلمةَ ضَرْبٌ من التكسير، استِيحاشاً من أَن يُوَفِّرُوا لفظ التصحيح ليعلموا أَن أَرضاً مما كان سبيله لو جمع بالتاء أَن تُفتح راؤُه فيقال أَرَضات، قال الجوهري: وزعم أَبو الخطاب أَنهم يقولون أَرْض وآراضٌ كما قالوا أَهل وآهال، قال ابن بري: الصحيح عند المحققين فيما حكي عن أَبي الخطاب أَرْض وأَراضٍ وأَهل وأَهالٍ، كأَنه جمع أَرْضاة وأَهلاة كما قالوا ليلة وليالٍ كأَنه جمع لَيْلاة، قال الجوهري: والجمع أَرَضات لأَنهم قد يجمعون المُؤنث الذي ليست فيه هاء التأْنيث بالأَلف والتاء كقولهم عُرُسات، ثم قالوا أَرَضُون فجمعوا بالواو والنون والمؤَنث لا يجمع بالواو والنون إِلا أَن يكون منقوصاً كثُبة وظُبَة، ولكنهم جعلوا الواو والنون عوضاً من حَذْفهم الأَلف والتاء وتركوا فتحة الراء على حالها، وربما سُكِّنَت، قال: والأَراضي أَيضاً على غير قياس كأَنهم جمعوا آرُضاً، قال ابن بري: صوابه أَن يقول جمعوا أَرْضى مثل أَرْطى، وأَما آرُض فقياسُه جمعُ أَوارِض. وكل ما سفَل، فهو أَرْض؛ وقول خداش بن زهير: كذَبْتُ عليكم، أَوْعِدُوني وعلِّلُوا بِيَ الأَرْضَ والأَقوامَ، قِرْدانَ مَوْظَبا قال ابن سيبويه: يجوز أَن يعني أَهل الأَرض ويجوز أَن يريد علِّلُوا جميع النوع الذي يقبل التعليل؛ يقول: عليكم بي وبهجائي إِذا كنتم في سفر فاقطعوا الأَرض بذكري وأَنْشِدوا القوم هِجائي يا قِرْدان مَوْظَب، يعني قوماً هم في القِلّةِ والحَقارة كقِرْدان مَوْظَب، لا يكون إِلا على ذلك أَنه إِنما يهجو القوم لا القِرْدان. والأَرْضُ: سَفِلة البعير والدابة وما وَلِيَ الأَرض منه، يقال: بَعِيرٌ شديد الأَرْضِ إِذا كان شديد القوائم. والأَرْضُ: أَسفلُ قوائم الدابة؛ وأَنشد لحميد يصف فرساً: ولم يُقَلِّبْ أَرْضَها البَيْطارُ، ولا لِحَبْلَيْهِ بها حَبارُ يعني لم يقلب قوائمها لعلمه بها؛ وقال سويد بن كراع: فرَكِبْناها على مَجْهولِها بصِلاب الأَرْض، فِيهنّ شَجَعْ وقال خفاف: إِذا ما اسْتَحَمَّت أَرْضُه من سَمائِه جَرى، وهو مَوْدوعٌ وواحدٌ مَصْدَقِ وأَرْضُ الإِنسان: رُكْبتاه فما بعدهما. وأَرْضُ النَّعْل: ما أَصاب الأَرض منها. وتأَرَّضَ فلان بالمكان إِذا ثبت فلم يبرح، وقيل: التَّأَرُّضُ التَّأَنِّي والانتظار؛ وأَنشد: وصاحِبٍ نَبّهْتُه لِيَنْهَضا، إِذا الكَرى في عينه تَمَضْمَضا يَمْسَحُ بالكفّين وَجْهاً أَبْيَضا، فقام عَجْلانَ، وما تَأَرَّضَا أَي ما تَلَبَّثَ. والتَّأَرُّضُ: التَّثاقُلُ إِلى الأَرض؛ وقال الجعدي:مُقِيم مع الحيِّ المُقِيمِ، وقَلبْهُ مع الراحِلِ الغَادي الذي ما تَأَرَّضا وتَأَرَّضَ الرجلُ: قام على الأَرض؛ وتَأَرَّضَ واسْتَأْرَضَ بالمكان: أَقامَ به ولَبِثَ، وقيل: تمكن. وتَأَرَّضَ لي: تضَرَّعَ وتعرَّضَ. وجاء فلان يَتَأَرَّضُ لي أَي يتصَدَّى ويتعرَّض؛ وأَنشد ابن بري: قبح الحُطَيْئة من مُناخِ مَطِيَّةٍ عَوْجاءَ سائمةٍ تأَرَّضُ للقِرَى ويقال: أَرَّضْت الكلامَ إِذا هَيَّأْتَه وسَوَّيْتَه. وتأَرَّضَ النَّبْتُ إِذا أَمكن أَن يُجَزَّ. والأَرْضُ: الزُّكامُ، مذكر، وقال كراع: هو مؤنث؛ وأَنشد لابن أَحمر: وقالوا: أَنَتْ أَرْضٌ به وتَحَيَّلَتْ، فَأَمْسَى لما في الصَّدْرِ والرأْسِ شَاكِيا أَنَتْ أَدْرَكَتْ، ورواه أَبو عبيد: أَتَتْ. وقد أُرِضَ أَرْضاً وآرَضَه اللّه أَي أَزْكَمَه، فهو مَأْرُوضٌ. يقال: رجل مَأْروضٌ وقد أُرِضَ فلان وآرَضَه إِيراضاً. والأَرْضُ: دُوارٌ يأْخذ في الرأْس عن اللبنِ فيُهَراقُ له الأَنف والعينان، والأَرْضُ، بسكون الراء: الرِّعْدةُ والنَّفْضةُ؛ ومنه قول ابن عباس وزلزلت الأَرْضُ: أَزُلْزِلَت الأَرض أَمْ بي أَرْضٌ؟ يعني الرعدة، وقيل: يعني الدُّوَارَ؛ وقال ذو الرمة يصف صائداً: إِذا تَوَجَّسَ رِكْزاً مِن سنَابِكها، أَو كان صاحِبَ أَرضٍ، أَو به المُومُ ويقال: بي أَرْضٌ فآرِضُوني أَي داووني. والمَأْرُوضُ: الذي به خَبَلٌ من الجن وأَهلِ الأَرْض وهو الذي يحرك رأْسه وجسده على غير عَمْدٍ. والأَرْضُ: التي تأْكل الخشب. وشَحْمَةُ الأَرْضِ: معروفةٌ، وشحمةُ الأَرْضِ تسمى الحُلْكة، وهي بَنات النقا تغوص في الرمل كما يغوص الحوت في الماء، ويُشَبَّه بها بَنان العذارَى. والأَرَضَةُ، بالتحريك: دودة بيضاء شبه النملة تظهر في أَيام الربيع؛ قال أَبو حنيفة: الأَرَضَةُ ضربان: ضرب صغار مثل كبَار الذَّرِّ وهي آفة الخشب خاصة، وضربٌ مثل كبار النمل ذوات أَجنحة وهي آفة كل شيءٍ من خشب ونبات، غير أَنها لا تَعْرِض للرطب، وهي ذات قوائم، والجمع أَرَضٌ، والأَرَض اسم للجمع. والأَرْضُ: مصدر أُرِضَت الخشبةُ تُؤْرَضُ أَرْضاً فهي مَأْرُوضة إِذا وقعت فيها الأَرْضةُ وأَكلتها. وأُرِضَت الخشبة أَرْضاً وأَرِضَت أَرْضاً، كلاهما: أَكلَتْها الأَرَضةُ. وأَرْضٌ أَرِضةٌ وأَرِيضةٌ بَيِّنة الأَراضة: زكيَّةٌ كريمة مُخَيِّلةٌ للنبت والخير؛ وقال أَبو حنيفة: هي التي تَرُبُّ الثَّرَى وتَمْرَحُ بالنبات؛ قال امرؤ القيس: بِلادٌ عَرِيضة، وأَرْضٌ أَرِيضة، مَدافِع ماءٍ في فَضاءٍ عَريض وكذلك مكان أَريضٌ. ويقال: أَرْضٌ أَرِيضةٌ بَيِّنةُ الأَراضَةِ إِذا كانت لَيِّنةً طيبة المَقْعَد كريمة جيِّدة النبات. وقد أُرِضَت، بالضم، أَي زَكَتْ. ومكان أَرِيضٌ: خَلِيقٌ للخير؛ وقال أَبو النجم: بحر هشام وهو ذُو فِرَاضِ، بينَ فُروعِ النَّبْعةِ الغِضاضِ وَسْط بِطاحِ مكة الإِرَاضِ، في كلِّ وادٍ واسعِ المُفاضِ قال أَبو عمرو: الإِرَاضُ العِرَاضُ، يقال: أَرْضٌ أَريضةٌ أَي عَريضة. وقال أَبو البيداء: أَرْض وأُرْض وإِرض وما أَكْثَرَ أُرُوضَ بني فلان، ويقال: أَرْضٌ وأَرَضُون وأَرَضات وأَرْضُون. وأَرْضٌ أَرِيضةٌ للنبات: خَلِيقة، وإِنها لذات إِراضٍ. ويقال: ما آرَضَ هذا المكانَ أَي ما أَكْثَرَ عُشْبَه. وقال غيره: ما آرَضَ هذه الأَرضَ أَي ما أَسْهَلَها وأَنْبَتَها وأَطْيَبَها؛ حكاه أَبو حنيفة. وإِنها لأَرِيضةٌ للنبت وإِنها لذات أَرَاضةٍ أَي خليقة للنبت. وقال ابن الأَعرابي: أَرِضَتِ الأَرْضُ تأْرَضُ أَرَضاً إِذا خَصِبَت وزَكا نباتُها. وأَرْضٌ أَرِيضةٌ أَي مُعْجِبة. ويقال: نزلنا أَرْضاً أَرِيضةً أَي مُعْجِبةً للعَينِ، وشيءٌ عَرِيضٌ أَرِيضٌ: إِتباع له وبعضهم يفرده؛ وأَنشد ابن بري: عَريض أَرِيض باتَ يَيْعِرُ حَوْلَه، وباتَ يُسَقِّينا بُطونَ الثَّعالِبِ وتقول: جَدْيٌ أَرِيضٌ أَي سمين. ورجل أَريضٌ بَيِّنُ الأَرَاضةِ: خَلِيقٌ للخير متواضع، وقد أَرُضَ. الأَصمعي: يقال هو آرَضُهم أَن يفعل ذلك أَي أَخْلَقُهم. ويقال: فلانٌ أَرِيضٌ بكذا أَي خَلِيق به. ورَوْضةٌ أَرِيضةٌ: لَيِّنةُ المَوْطِئِ؛ قال الأَخطل: ولقد شَرِبْتُ الخمرَ في حانوتِها، وشَرِبْتُها بأَرِيضةٍ مِحْلالِ وقد أَرُضَتْ أَراضةً واسْتَأْرَضَت. وامرأَة عَرِيضةٌ أَرِيضةٌ: وَلُودٌ كاملة على التشبيه بالأَرْض. وأَرْضٌ مأْرُوضَةٌ (* قوله «وأرض مأروضة» زاد شارح القاموس: وكذلك مؤرضة وعليه يظهر الاستشهاد بالبيت.) : أَرِيضةٌ؛ قال: أَما تَرَى بكل عَرْضٍ مُعْرِضِ كلَّ رَداحٍ دَوْحَةِ المُحَوَّضِ، مُؤْرَضة قد ذَهَبَتْ في مُؤْرَضِ التهذيب: المُؤَرِّضُ الذي يَرْعَى كَلأَ الأَرْض؛ وقال ابن دَالان الطائي: وهمُ الحُلومُ، إِذا الرَّبيعُ تجَنَّبَتْ، وهمُ الرَّبيعُ، إِذا المُؤَرِّضُ أَجْدَبا والإِرَاضُ: البِسَاط لأَنه يَلي الأَرْضَ. الأَصمعي: الإِرَاضُ، بالكسر، بِسَاطٌ ضخْم من وَبَرٍ أَو صوف. وأَرَضَ الرجلُ: أَقام على الإِرَاضِ. وفي حديث أُم معبد: فشربوا حتى آرَضُوا؛ التفسير لابن عباس، وقال غيره: أَي شربوا عَلَلاً بعد نَهَلٍ حتى رَوُوا، مِنْ أَرَاضَ الوادي إِذا اسْتَنْقَعَ فيه الماءُ؛ وقال ابن الأَعرابي: حتى أَراضُوا أَي نامُوا على الإِرَاضِ، وهو البساط، وقيل: حتى صَبُّوا اللبن على الأَرْض. وفَسِيلٌ مُسْتَأْرِضٌ وَوَديَّةٌ مُسْتَأْرِضة، بكسر الراء: وهو أَن يكون له عِرْقٌ في الأَرْضِ فأَما إِذا نبت على جذع النخل فهو: الراكِبُ؛ قال ابن بري: وقد يجيءُ المُسْتَأْرِضُ بمعنى المُتَأَرِّض وهو المُتَثاقل إِلى الأَرض؛ قال ساعدة يصف سحاباً: مُسْتَأْرِضاً بينَ بَطْنِ الليث أَيْمنُه إِلى شَمَنْصِيرَ، غَيْثاً مُرْسلاً مَعَجَا وتأَرَّضَ المنزلَ: ارْتادَه وتخيَّره للنزول؛ قال كثير: تأَرَّضَ أَخفاف المُناخةِ منهمُ، مكانَ التي قد بُعِّثَتْ فازْلأَمَّتِ ازْلأَمَّت: ذهبت فَمَضَت. ويقال: تركت الحي يَتَأَرَّضون المنزِلَ أَي يَرْتادُون بلداً ينزلونه. واسْتَأْرَض السحابُ: انبسط، وقيل: ثبت وتمكن وأَرْسَى؛ وأَنشد بيت ساعدة يصف سحاباً: مستاْرضاً بين بطن الليث أَيمنه وأَما ما ورد في الحديث في الجنازة: من أَهل الأَرض أَم من أَهل الذِّمة فإِنه أَي الذين أُقِرُّوا بأَرضهم. والأَرَاضةُ: الخِصْبُ وحسنُ الحال. والأُرْضةُ من النبات: ما يكفي المال سنَةً؛ رواه أَبو حنيفة عن ابن الأَعرابي. والأَرَضُ: مصدر أَرِضَت القُرْحةُ تأْرَضُ أَرَضاً مثال تَعِبَ يَتْعَبُ تَعَباً إِذا تفَشَّتْ ومَجِلت ففسدت بالمِدَّة وتقطَّعت. الأَصمعي: إِذا فسدت القُرْحة وتقطَّعت قيل أَرِضَت تأْرَضُ أَرَضاً. وفي حديث النبي، صلّى اللّه عليه وسلّم: لا صيامَ إِلاّ لمن أَرَّضَ الصِّيامَ أَي تقدَّم فيه؛ رواه ابن الأَعرابي، وفي رواية: لا صيامَ لمن لم يُؤَرِّضْه من الليل أَي لم يُهَيِّئْه ولم يَنْوِه. ويقال: لا أَرْضَ لك كما يقال لا أُمَّ لك.

أضض

عدل

الأَضُّ: المشقَّة؛ أَضَّه الأَمرُ يَؤُضُّه أَضّاً: أَحزنه وجَهَدَه. وأَضَّتْنى إِليك الحاجةُ تَؤُضُّني أَضّاً: أَجْهَدَتْني، وتَئِضُّني أَضّاً وإِضَاضاً: أَلْجَأَتْني واضطرتْني. والإِضَاضُ، بالكسر: المَلجأ؛ قال: لأَنْعَتَنْ نَعامةً مِيفاضا خَرْجاءَ، تَغْدُو وتطلُبُ الإِضَاضا أَي تطلب ملجأً تلجأُ إِليه. وقد ائْتَضَّ فلانٌ إِذا بلغ منه المشقة، وائْتَضَّ إِليه ائْتِضاضاً أَي اضطر إِليه؛ قال رؤبة: دايَنْتُ أَرْوَى، والدُّيون تُقْضَى، فَمَطَلَتْ بَعْضاً، وأَدَّتْ بَعْضا، وهي تَرى ذا حاجةٍ مُؤْتَضَّا أَي مضطراً مُلْجأً؛ قال ابن سيده: هذا تفسير أَبي عبيد، قال: وأَحسن من ذلك أَن تقول أَي لاجئاً مُحتاجاً، فافهم. وناقةٌ مُؤْتَضَّةٌ إِذا أَخذها كالحُرقة عند نتاجها فَتَصَلَّقت ظَهْراً لبطنٍ ووجدت إِضاضاً أَي حُرْقةً. والأَضُّ: الكسر كالعَضِّ، وفي بعض نسخ الجمهرة كالهَضّ.

أمض

عدل

أَمِضَ الرجلُ يأْمَض، فهو أَمِضٌ: عَزَم ولم يُبالِ المُعاتبةَ بل عَزِيمتُه ماضية في قلبه. وأَمِضَ: أَدّى لِسانُه غيرَ ما يُرِيد. والأَمْضُ: الباطلُ، وقيل: الشَّكّ؛ عن أَبي عمرو. ومن كلام شِقٍّ: أَي ورَبِّ السماءِ والأَرض، وما بينهما مَن رَفْعٍ وخَفْضٍ، إِنما أَنبأْتك به لِحَقٍّ ما فيه أَمْضٌ

أنض

عدل

الأَنِيضُ من اللحم: الذي لم يَنْضَج، يكون ذلك في الشواء والقَدِيد، وقد أَنُضَ أَناضةً وآنَضَه هو. أَبو زيد: آنَضْتُ اللجمَ إِيناضاً إِذا شَوَيْتَهُ فلم تُنْضِجْه، والأَنِيضُ مصدر قولك أَنَضَ اللحمُ يأْنِضُ، يالكسر، أَنِيضاً إِذا تغير. واللحمُ لحمٌ أَنيضٌ: فيه نُهُوءَةٌ؛ وأَنشد لزهير في لسان متكلم عابه وهجاه: يُلَجْلِجُ مُضْغةً فيها أَنِيضٌ أَصَلَّتْ، فهي تحت الكَشْح داءُ أَي فيها تغير؛ وقال أَبو ذؤيب فيه: ومُدَّعَسٍ فيه الأَنِيضُ اخْتَفَيْتُه، بِجَرْداءَ يَنْتابُ الثَّمِيلَ حِمارُها والإِناضُ، بالكسر: حَمْلُ النخل المُدْرِك. وأَناضَ النخل( ) قوله «وأناض النخل إلخ» في شرح القاموس ما نصه: وذكر الجوهري هنا وأَناض النخل ينيض إناضة أي أينع، وتبعه صاحب اللسان، وهو غريب فإن أَناض مادته نوض. يُنِيضُ إِناضةً أَي أَيْنَع؛ ومنه قول لبيد: يوم أَرزاق من تفضل عُمٌّ، مُوسِقات وحُفَّلٌ أَبْكارُ فاخِراتٌ ضُرُوعُها في ذُراها، وأَناضَ العَيْدانُ والجَبّارُ العُمُّ: الطِّوالُ من النخل، الواحدة عميمة. والمُوسِقاتُ: التي أَوْسَقَت أَي حملت أَوْسُقاً. والحُفَّل: جمع حافِلٍ، وهي الكثيرة الحمل مشبهة بالناقة الحافل وهي التي امتلأَ ضرعها لَبَناً. والأَبْكارُ: التي يتعجَّل إِدراك ثمرها في أَول النخل، مأْخوذ من الباكُورة من الفاكهة، وهي التي تتقدَّم كل شيء. والفاخراتُ: اللاتي يَعْظُم حَملُها. والشاة الفخور: التي عظم ضرعها. والجَبّار من النخل: الذي فاتَ اليَدَ. والعَيْدانُ فاعل بأَناضَ، والجبّار معطوف عليه، ومعنى أَناضَ بلغَ إِناه ومنتهاه؛ ويروى: وإِناضُ العَيْدان، ومعناه وبالِغُ العَيْدانِ، والجبار معطوف على قوله وإِناضَ.

ايض

عدل

آضَ يَئِيضُ أَيضاً: سارَ وعادَ. وآضَ إِلى أَهله: رجع إِليهم. قال ابن دريد: وفعلت كذا وكذا أَيْضاً من هذا، أَي رجعت إِليه وعُدْتُ. وتقول: افعل ذلك أَيضاً، وهو مَصْدر آضَ يَئِيضُ أَيضاً أَي رجع، فإِذا قيل لك: فعلت ذلك أَيضاً، قلت: أَكثرتَ من أَيْضٍ ودَعْني من أَيْضٍ؛ قال الليث: الأَيْضُ صَيْرورةُ الشيء شيئاً غيره. وآضَ كذا أَي صار. يقال: آضَ سوادُ شعره بياضاً، قال: وقولهم أَيْضاً كأَنه مأْخوذ من آضَ يَئِيضُ أَي عادَ يَعُود، فإِذا قلت أَيضاً تقول أَعِد لي ما مضى؛ قال: وتفسيرُ أَيْضاً زِيادةٌ. وفي حديث سمرة في الكسوف: إِن الشمس اسودت حتى آضَتْ كأَنها تَنُّومة؛ قال أَبو عبيد: آضَتْ أَي صارت ورَجَعَتْ؛ وأَنشد قول كعب يذكر أَرضاً قطعها: قَطَعت إِذا ما الآلُ آضَ، كأَنه سُيوفٌ تَنَحَّى تارةً ثم تَلْتَقي وتقول: فعلت كذا وكذا أَيضاً.

أبط

عدل

الإِبْطُ: إِبْطُ الرجل والدوابّ. ابن سيده: الإِبْطُ باطِنُ المَنْكِب. غيره: والإِبط باطن الجَناحِ، يذكر ويؤَنث والتذكير أعْلى، وقال اللحياني: هو مذكر وقد أَنثه بعض العرب، والجمع آباط. وحكى الفراءُ عن بعض الأَعراب: فرَفَع السوْطَ حتى بَرَقَتْ إِبْطُه؛ وقول الهذلي: شَرِبْتُ بجَمِّه وصَدَرْتُ عنه، وأَبْيَضُ صارِمٌ ذَكَرٌ إِباطِي أَي تحت إِبْطِي، قال ابن السيرافي: أَصله إِباطِيٌّ فخفف ياء النسب، وعلى هذا يكون صفة لصارم، وهو منسوب إِلى الإِبط. وتأَبَّطَ الشيءَ: وضعَه تحت إِبطه. وتأَبَّط سَيْفاً أَو شيئاً: أَخذه تحت إِبطه، وبه سمي ثابت بن جابر الفَهْمِيّ تأَبَّط شرّاً لأَنه، زعموا، كان لا يفارقه السيف، وقيل: لأَنَّ أُمه بَصُرَتْ به وقد تأَبَّط جَفِيرَ سِهام وأَخذ قَوْماً فقالت: هذا تأَبَّط شرّاً، وقيل: بل تأَبط سِكِّيناً وأَتى نادِيَ قومِه فوَجَأَ أَحدَهم فسمي به لذلك. وتقول: جاءَني تأَبط شرّاً ومررْتُ بتأَبّط شرّاً تدَعُه على لفظه لأَنك لم تنقله من فعل إِلى اسم، وإِنما سميت بالفعل مع الفاعل رجلاً فوجب أَن تحكيه ولا تغيره، قال: وكذلك كل جملة تسمي بها مثل برَق نَحْرُه وذَرَّى حَبّاً، وإِن أَردت أَن تثني أَو تجمع قلت: جاءَني ذَوا تأَبّط شرّاً وذَوو تأَبّط شرّاً، أَو تقول: كلاهما تأَبَّط شرّاً وكلُّهم ونحو ذلك، والنسبة إِليه تأَبَّطِيٌّ يُنْسب إِلى الصدر، ولا يجوز تصغيره ولا ترخيمه؛ قال سيبويه: ومن العرب من يفرد فيقول تأَبَّطَ أَقْبَل، قال ابن سيده: ولهذا أَلْزَمَنا سيبويه في الحكاية الإِضافةَ إِلى الصَّدْر؛ وقول مليح الهذلي: ونَحْنُ قَتَلْنا مُقْبِلاً غير مُدْبِرٍ تأَبَّطَ، ما تَرْهَقْ بنا الحَرْبُ تَرْهَقِ أَراد تأَبَّط شرّاً فحذف المفعول للعلم به. وفي الحديث: أَما واللّه إِنَّ أَحدَكم ليُخْرِجُ بمسْأَلَتِه من يتأَبَّطُها أَي يجعلها تحت إِبْطِه. وفي حديث عمرو بن العاص قال: لَعَمْرُ اللّه إِني ما تأَبَّطَني الإِماء أَي لم يحْضُنَّني ويَتَوَلَّيْنَ تَرْبِيتي. والتأَبطُ: الاضْطِباع، وهو ضرب من اللِّبْسة، وهو أَن يُدْخِلَ الثوب من تحت يده اليمنى فيُلقِيَه على مَنْكِبِه الأَيسر، وروي عن أَبي هريرة أَنه كانت رِدْيَتُه التأَبُّطَ، ويقال: جعلت السيف إِباطي أَي يَلي إِبطي؛ قال: وعَضْبٌ صارِمٌ ذكَرٌ إِباطي وإِبْطُ الرَّمْل: لُعْطُه وهو ما رَقَّ منه. والإِبْطُ: اَسفلُ حَبْلِ الرمل ومَسْقَطُه. والإِبْطُ من الرمل: مُنْقَطَعُ معظمه. واستأْبَطَ فلان إِذا حَفَر حُفْرة ضَيَّقَ رأْسَها ووسَّعَ أَسفلَها، قال الراجز: يَحْفِرُ نامُوساً له مُسْتأْبِطا ابن الأَعرابي: أَبَطه اللّه وهَبَطَه بمعنىً واحد، ذكره الأَزهري في ترجمة وبَط رأْيُه إِذا ضَعَف، والوابِطُ الضعيفُ.

أدط

عدل
الأَدَطُ 

(* قوله «الأدط إلخ» هو هكذا في الأَصل بالدال المهملة مضبوطاً وكذا نقله شارح القاموس، قال والصواب بالذال المعجمة.): المُعْوَجُّ الفكِّ، قال أَبو منصور: المعروف فيه الأَدْوَطُ فجعله الأَدَط، قال: وهما لغتان.

أرط

عدل

الأَرْطَى: شجر ينبُت بالرَّمْل، قال أَبو حنيفة: هو شبيه بالغَضَا ينبُت عِصِيّاً من أَصل واحد يَطولُ قدر قامة وله نَوْر مثل نور الخِلافِ ورائحته طيبة، واحدته أَرْطاةٌ، وبها سمي الرجل وكُنِّي، والتثنية أَرْطَيانِ والجمع أَرْطَياتٌ، وقال سيبويه: أَرْطاةٌ وأَرْطَى، قال: وجمع الأَرْطَى أَراطَى؛ قال ذو الرمة: ومثل الحَمامِ الوُرْقِ مِمَّا تَوقَّدَتْ به من أَراطَى حَبْلِ حُزْوَى أَرِينِها قال: ويجمع أَيضاً أَراطٍ؛ قال الشاعر يصف ثَوْرَ وحشٍ: فَضافَ أَراطِيَ فاجْتالَها، له مِنْ ذَوائبِها كالحَطَرْ (* قوله «كالحطر» كذا في الأَصل بالطاء وفي شرح القاموس بالضاد.) وقال العجاج: أَلْجَأَه لَفْحُ الصَّبا وأَدْمَسا، والطَّلُّ في خِيسِ أَراطِ أَخْيَسا فأَما قوله أَنشده ابن الأَعرابي: الجَوْفُ خَيْرٌ لك من لُغاطِ، ومن أَلاءَاتٍ إِلى أَراطِ فقد يكون جمع أَرْطاة وهو الوجه، وقد يكون جمع أَرْطَى كما قال التمران قال أَبو منصور: والأَرْطاة ورَقُ شجرها عَبْلٌ مَفْتول مَنْبِتُها الرمالُ، لها عُروق حُمْر يدبغ بورقها أَساقي اللبن فيَطِيب طَعْم اللبن فيها. قال المبرد: أَرْطَى على بناء فَعْلى مثل عَلْقَى إِلا أَن الأَلف التي في آخرهما ليست للتأْنيث لأن الواحدة أَرْطاةٌ وعَلْقاةٌ، قال: والأَلف الأُولى أَصلية وقد اختلف فيها، فقيل هي أَصلية لقولهم أَدِيمٌ مأْرُوطٌ، وقيل هي زائدة لقولهم أَدِيمٌ مَرْطِيٌّ. وأَرْطَتِ الأَرْضُ: إِذا أَخرجت الأَرْطَى؛ قال أَبو الهيثم: أَرْطَتْ لحن وإِنما هو آرَطَتْ بأَلفين لأَن أَلف أَرْطَى أَصلية. الجوهري: الأَرْطَى شجر من شجر الرمْل وهو فَعْلَى لأَنك تقول أَديم مأْرُوطٌ إِذا دبغ بذلك، وأَلفه للإِلحاق أَو بني الاسم عليها وليست للتأْنيث لأَن الواحدة أَرطاةٌ؛ قال: يا رُبَّ أَبّازٍ من العُفْرِ صَدَعْ، تَقَبَّضَ الذِّئبُ إِليه واجْتَمَعْ لَمّا رأَى أَنْ لا دَعَهْ ولا شِبَعْ، مالَ إِلى أَرْطاةِ حِقْف فاضْطَجَعْ وفيه قول آخر: إِنه أَفْعل لأَنه يقال أَديم مَرْطِيّ، وهذا يذكر في المعتّل، فإِن جعلت أَلفِه أَصلية نوَّنته في المعرفة والنكرة جميعاً، وإِن جعلتها للإلحاق نونته في النكرة دون المعرفة؛ قال أَعرابي وقد مَرِضَ بالشام: أَلا أَيُّها المُكَّاء ما لَكَ ههُنا أَلاءٌ، ولا أَرْطَى، فأَيْنَ تَبِيضُ؟ فأَصْعِدْ إِلى أَرضِ المَكاكيّ، واجْتَنِبْ قُرى الشامِ، لا تُصْبِحْ وأَنتَ مَرِيضُ قال ابن بري عند قوله إِن جعلت أَلف أَرْطَى أَصليّاً نوَّنته في المعرفة والنكرة جميعاً قال: إِذا جعلت أَلف أَرْطى أَصْليّاً أَعني لام الكلمة كان وزْنُها أَفْعَل، وأَفعلُ إِذا كان اسماً لم ينصرف في المعرفة وانصرف في النكرة. وفي الحديث: جِيءَ بإِبل كأَنها عُرُوقُ الأَرْطَى. وبعير أَرْطَوِيٌّ وأَرْطاوِيّ ومأْرُوطٌ: يأْكلُ الأَرْطَى ويلازمه، ومأْرُوطٌ أَيضاً: يشتكي منه. وأَديم مأْرُوط ومُؤَرْطَى: مدبوغ بالأَرْطَى، والأَريطُ: العاقِرُ من الرجال؛ قال حميد الأَرقط: ماذا تُرَجِّينَ من الأَرِيطِ، حَزَنْبَلٍ يأْتِيكِ بالبَطِيطِ، ليس بذي حَزْمٍ ولا سَفِيطِ؟ والسَّفِيطُ: السَّخِيُّ الطيب النفس. وأُراطَى وذو أُراطَى وذو أُراطٍ وذو الأَرْطَى: أَسماء مواضع؛ أَنشد ثعلب: فلو تراهُنَّ بذي أُراط وقال طرَفةُ: ظَلِلْتُ بذي الأَرْطى فُوَيْقَ مُثَقِّبٍ، بِبِيئَةِ سُوءٍ، هالِكاً أَو كَهالِكِ

أسفط

عدل

الإِسْفِنْطُ والإِسْفَنْطُ: المُطَيَّبُ من عصير العنب، وقيل: هو من أَسماء الخمر، وقال أَبو عبيدة: الإِسْفنْط أَعلى الخمر، قال الأَصمعي: هو اسم رومي؛ قال الأَعشى: وكأَنَّ الخَمْرَ العَتِيقَ من الإِسْـ ـفِنْطِ، مَمْزُوجَةً بماءٍ زُلالِ قال أَبو حنيفة: قال أَبو حزام العُكْلي فهو مما يمدح به ويعاب. قال سيبويه: الإِسْفِنْطُ والإِسْطَبْلُ خماسيان، جعل الأَلف فيهما أَصلية كما يَسْتَعُور خماسيّاً جعلت الياء أَصلية.

أصفط

عدل

الأَصمعي: الإِصْفِنْط الخمر بالرومية، وهي الإِسْفِنْطُ، وقال بعضهم: هي خمر فيها أَفاوِيهُ، وقال أَبو عبيدة: هي أَعلى الخمر وصَفْوَتُها، وقيل: هي خُمور مخلوطة، قال شمر: سأَلت ابن الأَعرابي عنها فقال: الإِسفنط اسم من أَسمائها لا أَدري ما هو؛ وقد ذكرها الأَعشى فقال: أَو ِاسْفِنْطَ عانةَ بَعْدَ الرُّقا دِ، شَكَّ الرّصافُ إِليها غَدِيرا

أطط

عدل

ابن الأَعرابي: الأَطَطُ الطَّويل والأُنثى طَطاء. والأُطُّ والأَطِيطُ: نَقِيضُ صوت المَحامِل والرِّحال. إِذا ثقل عليها الرُّكبان، وأَطَّ الرَّحْلُ والنِّسْعُ يَئِطُّ أَطّاً وأَطِيطاً: صَوَّتَ، وكذلك كلُّ شيء أَشبه صوت الرحل الجديد. وأَطِيطُ الإِبلِ: صوتُها. وأَطَّت الإِبلُ تَئِطُّ أَطِيطاً: أَنَّتْ تَعَباً أَو حَنيناً أَو رَزَمةً، وقد يكون من الحَقْلِ ومن الأَبديات. الجوهري: الأَطِيطُ صوت الرحل والإِبل من ثِقَل أَحْمالِها. قال ابن بري: قال علي بن حمزة صوت الإِبل هو الرُّغاء، وإِنما الأَطِيطُ صوتُ أَجْوافِها من الكِظَّةِ إِذا شربت. والأَطيط أَيضاً: صوت النِّسْعِ الجديد وصوت الرَّحْل وصوت الباب، ولا أَفعل ذلك ما أَطَّتِ الإِبلُ؛ قال الأَعشى: أَلَسْتَ مُنْتَهِياً عن نَحْتِ أَثْلَتِنا؟ ولَسْتَ ضائرَها، ما أَطَّتِ الإِبلُ ومنه حديث أُمِّ زَرْع: فجعَلَني في أَهلِ صَهِيل وأَطِيطٍ أَي في أَهل خَيْل وإِبل. قال: وقد يكون الأَطِيطُ في غير الإِبل؛ ومنه حديث عُتبة بن غَزْوان، رضي اللّه عنه، حين ذكَر بابَ الجنة قال: ليَأْتِينَّ على باب الجنة زَمانٌ يكون له فيه أَطِيطٌ أَي صوتٌ بالزِّحامِ. وفي حديث آخر: حتى يُسْمَعَ له أَطِيطٌ يعني بابَ الجنة، قال الزجاجي: الأَطِيطُ صوتُ تَمَدُّد النِّسْع وأَشْباهِه. وفي الحديث: أَطَّتِ السماء؛ الأَطِيطُ: صوتُ الأَقْتاب. وأَطِيطُ الإِبل: أَصواتها وحَنِينُها، أَي أَن كثرةَ ما فيها من الملائكة قد أَثْقَلها حتى أَطَّت، وهذا مثلٌ وإِيذان بكثرة الملائكة، وإِن لم يكن ثَمَّ أَطِيط وإِنما هو كلام تقريب أُريد به تقريرُ عظمةِ اللّه عزّ وجلّ. وفي الحديث: العرشُ على مَنكِب إِسرافيل وإِنه لَيَئِطُّ أَطِيطَ الرَّحْل الجديد، يعني كُوَ الناقة أَي أَنه لَيَعْجَزُ عن حَمْله وعَظَمته، إِذ كان معلوماً أَنَّ أَطِيطَ الرَّحْل بالراكب إِنما يكون لقوة ما فَوْقَه وعجزِه عن احتماله. وفي حديث الاسْتِسْقاء: لقد أَتيناك وما لنا بعير يَئِطُّ أَي يحِنّ ويَصِيح؛ يريد ما لنا بعير أَصلاً لأَن البعير لا بدَّ أَن يئطّ. وفي المثل: لا آتيك ما أَطَّت الإِبلُ. والأَطَّاطُ: الصيَّاحُ؛ قال: يَطْحِرْن ساعاتِ إِنا الغُبوقِ من كِظَّةِ الأَطّاطةِ السَّبُوقِ (* قوله «السبوق» كذا في الأَصل بالموحدة بعد المهملة وفي هامشه صوابه السنوق، وكذا هو في شرح القاموس بالنون.) وأَنشد ثعلب: وقُلُصٍ مُقْوَرَّةِ الأَلْياطِ باتَتْ على مُلَحَّبٍ أَطَّاطِ يعني الطريقَ. والأَطيطُ: صوت الظَّهْر من شدّةِ الجوع. وأَطيط البَطْن: صوت يسمع عند الجوع؛ قال: هَلْ في دَجُوبِ الجُرَّةِ المَخِيطِ وَذِيلةٌ تَشْفِي من الأَطِيطِ؟ الدَّجُوبُ: الغِرارةُ، والوَذِيلةُ: قِطْعة من السَّنام، والأَطِيطُ: صوتُ الأَمْعاء من الجُوع. وأَطَّتِ الإِبلُ: مدّت أَصواتَها، ويقال: أَطِيطُها حَنِينُها، وقيل: الأَطِيطُ الجوعُ نفسُه؛ عن الزجاجي. وأَطَّتِ القَناةُ أَطيطاً: صوَّتت عند التقْويم؛ قال: أَزُوم يَئِطُّ الأَيْرُ فيه، إِذا انْتَحَى، أَطِيطَ قُنيِّ الهِنْدِ، حين تُقَوَّمُ فاستعاره. وأَطَّت القَوْسُ تَئِطُّ أَطيطاً: صَوَّتَتْ؛ قال أَبو الهيثم الهذلي: شُدَّتْ بكلِّ صُهابيّ تَئِطُّ به، كما تَئِطُّ إِذا ما رُدَّت الفِيَقُ والأَطِيطُ: صوت الجوفِ من الخَوا وحَنِينُ الجِذْع؛ قال الأَغلب: قد عَرَفَتْني سِدْرَتي وأَطَّتِ قال ابن بري: هو للراهب واسمه زهرة بن سِرْحانَ، وسمي الراهبَ لأَنه كان يأْتي عُكاظَ فيقوم إِلى سَرْحةٍ فيرجز عندها ببني سُلَيْم قائماً، فلا يزال ذلك دأْبَه حتى يَصْدُر الناسُ عن عكاظ؛ وكان يقول: قد عَرَفَتْني سَرْحَتي فأَطَّتِ، وقد ونَيْتُ بَعْدَها فاشْمَطَّتِ وأُطَيْطٌ: اسم شاعر؛ قال ابن الأَعرابي: هو أُطيط ابن المُغَلِّس؛ وقال مُرَّة: هو أُطَيْطُ بن لَقِيطِ بن نَوْفَل بن نَضْلةَ؛ قال ابن دريد: وأَحسَب اشتقاقه من الأَطِيطِ الذي هو الصَّرِيرُ. وفي حديث ابن سيرين: كنت مع أنس بن مالك حتى إِذا كنا بأَطِيطٍ (* قوله «كنا بأطيط» كذا بالأَصل، وبهامشه صوابه بأطط محركة، وهو كذلك في القاموس وشرحه ومعجم ياقوت.) والأَرضَ فَضْفاضٌ؛ أَطِيطٌ: هو موضع بين البصرة والكوفة، واللّه أَعلم.

أقط

عدل

الأقِطُ والإِقْطُ والأَقْطُ والأُقْطُ: شيء يتخذ من اللبن المَخِيض يطبخ ثم يترك حتى يَمْصُل، والقِطعةُ منه أَقِطةٌ؛ قال ابن الأَعرابي: هو من أَلبان الإِبل خاصّة. قال الجوهري: الأَقِطُ معروف، قال: وربما سكن في الشعر وتنقل حركة القاف إِلى ما قبلها؛ قال الشاعر: رُوَيْدَكَ حتى يَنْبُتَ البقْلُ والغَضَا، فيَكْثُر إِقْطٌ عندهم وحَلِيبُ قال: وأْتَقَطْتُ اتخذْتُ الأَقِطَ، وهو افْتَعَلْتُ. وأَقَطَ الطعامَ يأْقِطُه أَقْطاً: عَمِلَه بالأَقط، فهو مأْقُوطٌ؛ وأَنشد الأَصمعي: ويأْكلُ الحَيَّةَ والحَيُّوتا، ويَدْمُقُ الأَقْفالَ والتّابُوتا ويَخْنُقُ العَجوزَ أَو تَمُوتا، أَو تُخْرِجَ المأْقُوطَ والمَلْتوتا أَبو عبيد: لَبَنْتُهم من اللبن، ولَبأْتُهم أَلْبَؤُهُمْ من اللِّبَإِ، وأَقَطْتُهم من الأَقِط. يقال: أَقَطَ الرجلَ يأْقِطُه أَقْطاً أَطْعَمه الأَقِط. وحكى اللحياني: أَتيت بني فلان فخبزوا وحاسُوا وأَقَطُوا أَي أَطْعَموني ذلك؛ هكذا حكاه اللحياني غير مُعَدّياتٍ أَي لم يقولوا خَبَزُوني وحاسُوني وأَقَطُوني. وآقَطَ القومُ: كثر أَقطهم؛ عنه أَيضاً، قال: وكذلك كل شيءٍ من هذا، إِذا أَردت أَطْعمْتَهم أَو وهبْتَ لهم قلتَه فعلتهم بِغير أَلف، وإِذا أَردت أَنَّ ذلك قد كثر عندهم قلت أَفْعَلُوا. والأَقِطةُ: هَنَةٌ دون القِبَةِ مما يلي الكَرِشَ، والمعروف اللاَّقِطةَ؛ قال الأَزهري: سمعت العرب يسمونها اللاَّقِطةَ ولعل الأَقِطةَ لغة فيها. والمَأْقِطُ المَضِيقُ في الحرب، وجمعه المَآقِطُ. والمَأْقِطُ: الموضع الذي يقتتلون فيه، بكسر القاف؛ قال أَوس: جَوادٌ كَرِيمٌ أَخُو مأْقِطٍ، نِقابٌ يُحَدِّثُ بالغائبِ والأَقِطُ والمَأْقِطُ: الثقيل الوَخِمُ من الرجال. والمَأْقُوطُ: الأَحمق؛ قال الشاعر: يَتْبَعُها شَمَرْدَلٌ شُمْطُوطُ، لا وَرِعٌ جِبْسٌ، ولا مأْقُوطُ وضربه فأَقَطَه أَي صرَعه كوَقَطهُ؛ قال ابن سيده: وأَرى الهمزة بدلاً، وإِن قلّ ذلك في المفتوح، قال ابن الأَثير: قد تكرر ذكر الأَقط في الحديث وهو لبن مُجَفَّف يابس مُسْتَحْجِر يطبخ به.

أمط

عدل

قال ابن بري: الأُمْطِيُّ شجر طويل يحمل العِلْكَ؛ قال العجاج (* قوله «قال العجاج» في معجم ياقوت: قال رؤبة. وجعل بدل الدال المهملة الأَخيرة من فرنداد دالاً معجمة.) : وبالفِرِنْدادِ له أُمْطِيّ

أحظ

عدل

أُحاظةُ: اسم رجل.

أظظ

عدل

قال ابن بري: يقال امتلأَ الإِناء حتى ما يجد مِئظّاً أَي ما يجد مَزِيداً.

أمع

عدل

الإِمَّعةُ والإِمَّعُ، بكسر الهمزة وتشديد الميم: الذي لا رأْي له ولا عَزْم فهو يتابع كل أَحد على رأْيِه ولا يثبت على شيء، والهاء فيه للمبالغة. وفي الحديث: اغْدُ عالماً أَو مُتعلِّماً ولا تكن إِمَّعةً، ولا نظير إِلا رجل إِمَّرٌ، وهو الأَحمق؛ قال الأَزهري: وكذلك الإِمَّرةُ وهو الذي يوافق كل إنسان على ما يُريده؛قال الشاعر: لَقِيتُ شَيْخاً إِمَّعَهْ، سأَلتُه عَمّا مَعَهْ، فقال ذَوْدٌ أَرْبَعهْ وقال: فلا دَرَّ دَرُّكَ مِن صاحِبٍ، فأَنْتَ الوُزاوِزةُ الإِمَّعَهْ وروى عبد الله بن مسعود، رضي الله عنه، قال: كنا في الجاهلية نَعُدُّ الإمَّعةَ الذي يتْبَع الناسَ إِلى الطعام من غير أَن يُدْعى، وإِنَّ الإِمَّعةَ فيكم اليوم المْحْقِبُ الناسِ دِينَه؛ قال أَبو عبيد: والمعنى الأَوَّلُ يرجع إِلى هذا.الليث: رجل إِمّعةٌ يقول لكل أَحد أَنا معك، ورجل إِمّع وإِمّعة للذي يكون لضَعْف رأْيه مع كل أَحد؛ ومنه قول ابن مسعود أَيضاً: لا يَكُونَنَّ أَحدُكم إِمَّعَةً، قيل: وما الإِمَّعَةُ؟ قال: الذي بقول أَنا مع الناس. قال ابن بري: أَراد ابن مسعود بالإِمَّعَة الذي يَتْبع كل أَحد على دِينِه، والدليل على أَنَّ الهمزة أَصل أَن إِفْعَلاً لا يكون في الصِّفات، وأَما إِيَّل فاختلف في وَزْنه فقيل فِعَّل، وقيل فِعْيَل، وقال ابن بري: ولم يجعلوه إِفْعَلاً لئلا تكون الفاء والعين من موضع واحد، ولم يجئ منه إِلا كَوْكَبٌ ودَدَنٌ، وقول من قول امرأَة إِمَّعة غلط، لا يقال للنساء ذلك.وقد حكي عن أَبي عبيد: قد تأَمَّعَ واسْتَأْمَعَ. والإِمّعَةُ: المُتردّد في غير ما صَنْعة، والذي لا يَثْبُت إِخاؤه. ورجال إِمّعون، ولا يجمع بالأَلف والتاء.

أبغ

عدل
عَيْنُ أُباغَ، بالضم: موضع بين الكوفة والرَّقَّةِ؛ قالت امرأَة

من بني شيبان: وقالوا: فارِساً مِنْكُمْ قَتَلْنا فَقلنا: الرُّمْحُ يَكْلَف بالكَرِيمِ بِعَيْنِ أُباغَ قاسَمْنا المَنايا، فكانَ قَسِيمُها خَيْرَ القَسِيمِ قال ابن بري: الشعر لابنة المنذر تقوله بعد موه، والذي قُتِلَ بأُباغ هو المنذر (* قوله« هو المنذر إلخ» كذا بالأصل، والذي في معجم ياقوت: المنذر بن المنذر بن امرئ القيس اللخمي، وفي شرح القاموس: المنذر بن المنذر بن ماء السماء) بن امرئ القيس بن عمرو بن امرئ القيس بن عمرو بن عديّ بن نصر اللخميّ، قتله الحرث بن أَبي شَمِرٍ الغسانيّ؛ ومنه يوم عين أُباغ يومٌ من أَيام العرب قتل فيه المنذر بن ماء السماء.

أثف

عدل

الأُثْفِيَّةُ والإثْفِيّةُ: الحجر الذي تُوضَعُ عليه القِدْرُ، وجمعها أَثافيُّ وأَثافٍ، قال الأَخفش: اعْتَزَمت العرب أَثافيَ أَي أَنهم لم يتكلموا بها إلامخففة. وفي حديث جابر: والبُرْمة بينَ الأَثافي؛ هي جمع أُثْفِيّة، وقد تخفف الياء في الجمع، وهي الحجارة التي تُنْصَبُ وتجعل القِدْرُ عليها. يقال: أَثْفَيْتُ القِدْرَ إذا جعلتَ لها الأَثافي، وثَفَّيْتُها إذا وضعتها عليها، والهمزة فيها زائدة؛ ورأَيت حاشية بخط بعض الأَفاضل. قال أَبو القاسم الزمخشَري: الأُثْفِيّةُ ذات وجهين تكون فُعْلُويةً وأُفْعُولةً، تقول أَثَّفْتُ القِدْرُ وثَفَّيْتُها وتأَثَّفَتِ القِدْرُ. الجوهري: أَثَّفْتُ القِدْرَ تأْثِيفاً لغة في ثَفَّيْتُها تَثْفِيةً إذا وضعتَها على الأَثافي. وقولهم: رماه اللّه بثالثة الأَثافي، قال ثعلب: أَي رماه اللّه بالجبل أَي بِداهيةٍ مثلِ الجبل، والمعنى أَنهم إذا لم يجدوا ثالثة من الأَثافي أَسْنَدُوا قُدُورَهم إلى الجبل. وقد آثَفَها وأَثَّفَها وأَثْفاها، وقِدْرٌ مُؤَثْفاةٌ؛ قال: وصالياتٍ كَكما يُؤَثْفَيْنْ (* قوله: ككما يُؤثْفَينْ هكذا في الأصل.) وتأَثَّفْناه: صرنا حَوالَيْه كالأُثْفِيةِ. ومرَةٌ مؤَثَّفةٌ: لزوجها امرأَتان سِواها وهي ثالثتهما، شبهت بأَثافي القِدْر. ومنه قول المخزومية: إني أَنا الـمُؤَثَّفة الـمُكَثَّفةُ؛ حكاه ابن الأَعرابي ولم يفسر واحدة منهما. والإثْفِيّةُ، بالكسر: العَدَدُ والجماعةُ من الناس. قال ابن الأَعرابي في حديث له: إن في الحِرْمازِ اليومَ لَثَفِنةً إثْفِيَّةً من أَثافي الناس صُلْبةً؛ نَصَب إثْفِيّة على البدل ولا تكون صفة لأَنها اسم. وتأَثَّفوا بالمكان: أَقاموا فلم يبرحوا. وتأَثَّفوا على الأَمر: تَعاوَنُوا. وأَثَفْتُه آثِفُه أَثْفاً: تَبِعْتُه. والآثِفُ: التَّابِعُ، وقد أَثَفَه يأْثِفُه مثال كسَرَه يكْسِرُه أَي تَبِعَه. الجوهري: أَبو زيد تأَثَّفَ الرجلُ المكانَ إذا لم يَبْرَحْه. ويقال: تأَثَّفُوه أَي تَكَنَّفُوه؛ ومنه قول النابغة: لا تَقْذِفَنِّي برُكْنٍ لا كِفاء له، وإنْ تأَثَّفَك الأَعْداءُ بالرِّفَدِ أَي لا تَرْمِني منكَ برُكْنٍ لا مِثْلَ له، وإِن تأَثَّفَك الأَعْداء واحْتَوَشُوكَ مُتَوازِرِينَ أَي مُتعاوِنِين. والرِّفَدُ: جمع رِفْدةٍ.

أدف

عدل

الأُدافُ: الذَّكَرُ؛ قال الراجز: أَوْلَجَ في كَعْثَبِها الأُدافا، مِثْلَ للذِّراعِ يَمْتَطِي النِّطافا وفي حديث الدِّياتِ: في الأُدافِ الدِّيةُ، يعني الذكر إذا قُطِعَ، وهمزته بدل من الواو من ودَفَ الإناءُ إذا قَطَر. ودَفَتِ الشَّحْمةُ إذ قَطَرَتْ دُهْناً، ويروى بالذال المعجمة.

أذف

عدل

قال في ترجمة أَدف عن الذكر وما شرحه فيه: ويروى بالذال المعجمة.

أرف

عدل

الأُرْفةُ: الحَدُّ وفَصْلُ ما بين الدُّورِ والضِّياع، وزعم يعقوب أَن فاء أُرْفةٍ بدل من ثاء أُرْثةٍ، وأَرَّفَ الدارَ والأَرض: قسَمَها وحَدَّها. وفي حديث عثمان: والأُرَفُ تَقْطَعُ الشُّفْعةَ؛ الأُرَفُ: الـمَعالِمُ والحُدُودُ، وهذا كلام أَهل الحجاز، وكانوا لا يَرَوْنَ الشفعة للجار. وفي الحديث: أَيُّ مال اقْتُسِمَ وأُرِّفَ عليه فلا شُفعة فيه أَي حُدَّ وأُعْلِم. وفي حديث عمر: فقَسَمُوها على عَدَد السِّهامِ وأَعْلَمُوا أُرَفَها؛ الأُرَفُ: جمع أُرْفة وهي الحُدُودُ والـمَعالِمُ، ويقال بالثاء المثلثة أَيضاً. وفي حديث عبد اللّه بن سلام: ما أَجِدُ لهذه الأُمَّة من أُرْفةِ أَجلٍ بعد السبعينَ أَي من حَدٍّ يَنْتَهي إليه. ويقال: أَرَّفْتُ الدارَ والأَرضَ تأْرِيفاً إذا قَسَمْتَها وحَدَّدْتَها. اللحياني: الأُرَفُ والأُرَثُ الحُدُودُ بين الأَرضين. وفي الصحاح: مَعالِمُ الحدود بين الأَرضين. والأُرْفةُ: الـمُسَنَّاةُ بين قَراحَيْنِ؛ عن ثعلب، وجمعه أُرَفٌ كدُخْنةٍ ودُخَنٍ. قال: وقالت امرأَة من العرب: جَعَل عليَّ زوجي أُرْفةً لا أَخُورُها أَي عَلامةً. وإنه لفي إرْفِ مَجْدٍ كإِرْثِ مجد؛ حكاه يعقوب في المبدل. الأَصمعي: الآرِفُ الذي يأْتي قَرْناه على وجْهِه، قال: والأَرْفَحُ الذي يذهَبُ قرناه قِبَلَ أُذُنَيْه في تَباعُدٍ بينهما، والأَفْشَغُ الذي احْلاحَّ (* قوله: احلاحّ؛ هكذا في الأصل ولا أثر لمادة حلح في المعاجم.) وذهب قرناه كذا وكذا، والأَحمص الـمُنْتَصِبُ أَحدهما المنخفض الآخَر، والأَفْشَق الذي تَباعَدَ ما بين قَرْنَيْه، والأُرْفيُّ اللَّبَنُ الـمَحْض. وفي حديث المغيرة: لَحَديثٌ مِنْ في العاقِلِ أَشْهى إليَّ مِنَ الشُّهدِ بماء رَصَفَةٍ بمَحْضِ الأُرْفيِّ؛ قال: هو اللبن الـمحْضُ الطَّيِّبُ، قال ابن الأَثير: كذا قاله الهروي عند شرحه للرَّصفة في حرف الراء.

أزف

عدل

أَزِفَ يأْزَفُ أَزَفاً وأُزُوفاً: اقْتَرَبَ. وكلُّ شيء اقْتَرَبَ، فقد أَزِفَ أَزَفاً أَي دَنا وأَفِدَ. والآزِفةُ القيامة لقُرْبِها وإن اسْتَبْعَدَ الناسُ مَداها، قال اللّه تعالى: أَزِفَتِ الآزِفةُ؛ يعني القيامة، أَي دَنَتِ القيامةُ. وأَزِفَ الرجل أَي عَجِلَ، فهو آزِفٌ على فاعِل. وفي الحديث: قد أَزِفَ الوقتُ وحانَ الأَجَلُ أَي دنا وقَرُبَ. والآزِفُ: الـمُسْتَعْجِلُ. والـمُتَآزِفُ من الرجال: القَصِير، وهو الـمُتَداني، وقيل: هو الضَّعيفُ الجَبان؛ قال العُجَيْرُ: فَتىً قُدَّ قَدَّ السيفِ لا مُتَآزِفٌ، ولا رَهِلٌ لَبّاتُه وبَآدِلُهْ قال ابن بري: قلت لأَعْرابي ما الـمُحْبَنْطِئُ؟ قال: الـمُتَكَأْكِئُ، قلت: ما الـمُتَكَأْكِئُ؟ قال: الـمُتآزِفُ، قلت: ما الـمُتَآزِفُ؟ قال: أَنت أَحمقُ وتَرَكَني ومرَّ. والـمُتآزِفُ: الخَطوُ الـمُتقارِبُ. ومَكانٌ مُتَآزِفٌ: ضَيِّقٌ. ابن بري (* قوله «ابن بري» كذا بالأصل وبهامشه صوابه: أَبو زيد.): المأْزَفةُ العَذِرةُ، وجمعها مآزِفُ؛ أَنشد أَبو عمرو للهَيْثَمِ ابن حَسَّانَ التَّغْلبيّ: كأَنَّ رِداءَيْه، إذا ما ارْتَداهما، على جُعَلٍ يَغْشى المآزِفَ بالنُّخَرْ النُّخَرُ: جمع نُخْرة الأَنْفِ.

أسف

عدل

الأَسَفُ: الـمُبالغةُ في الحُزْنِ والغَضَبِ. وأَسِفَ أَسَفاً، فهو أَسِفٌ وأَسْفان وآسِفٌ وأَسُوفٌ وأَسِيفٌ، والجمع أُسَفاء. وقد أَسِفَ على ما فاتَه وتأَسَّفَ أَي تَلَهَّفَ، وأَسِفَ عليه أَسَفاً أَي غَضِبَ، وآسَفَه: أَغْضَبَه. وفي التنزيل العزيز: فلما آسَفُونا انْتَقَمْنا منهم؛ معنى آسفُونا أَغْضَبُونا، وكذلك قوله عز وجل: إلى قومه غَضْبانَ أَسِفاً. والأَسِيفُ والآسِف: الغَضْبانُ؛ قال الأَعشى، رحمه اللّه تعالى:أَرَى رَجُلاً منهم أَسِيفاً، كأَنـَّمَا يَضُمُّ إلى كَشْحَيْه كَفّاً مُخَضَّبا يقول: كأَنَّ يدَه قُطِعَتْ فاخْتَضَبَتْ بِدَمِها. ويقال لِمَوْتِ الفَجْأَةِ: أَخذةُ أَسَفٍ. وقال المبرد في قول الأَعشى أَرى رجلاً منهم أَسِيفاً: هو من التَّأَسُّفِ لقطع يده، وقيل: هو أَسيرٌ قد غُلَّت يدُه فجَرحَ الغُلُّ يَدَه، قال: والقولُ الأَوَّلُ هو المجتمَع عليه. ابن الأَنباري: أَسِفَ فلان على كذا وكذا وتأَسَّفَ وهو مُتَأَسِّفٌ على ما فاته، فيه قولان: أَحدهما أَن يكون المعنى حَزِن على ما فاته لأَن الأَسف عند العرب الحزن، وقيل أَشدُّ الحزن، وقال الضحاك في قوله تعالى: إن لم يُؤمِنوا بهذا الحديث أَسَفاً، معناه حُزْناً، والقولُ الآخرُ أَن يكون معنى أَسِفَ على كذا وكذا أَي جَزِعَ على ما فاته، وقال مجاهد: أَسفاً أَي جَزَعاً، وقال قتادة: أَسفاً غَضَباً. وقوله عز وجل: يا أَسفي على يوسف؛ أَسي يا جَزَعاه. والأَسِيفُ والأَسُوفُ: السريعُ الحُزْنِ الرَّقِيقُ، قال: وقد يكون الأَسِيفُ الغضْبانَ مع الحزن. وفي حديث عائشة، رضي اللّه عنها، أَنها قالت للنبيّ، صلى اللّه عليه وسلم، حين أَمر أَبا بكر بالصلاة في مرضه: إن أَبا بكر رجلُ أَسِيفٌ فمَتَى ما يقُمْ مَقامَك يَغْلِبْه البكاء أَي سريعُ البكاء والحزن، وقيل: هو الرقيق.قال أَبو عبيد: الأَسِيفُ السريع الحزن والكآبة في حديث عائشة، قال: وهو الأَسُوفُ والأَسِيفُ، قال: وأَما الأَسِفُ، فهو الغَضْبانُ الـمُتَلَهِّفُ على الشيء؛ ومنه قوله تعالى: غَضْبانَ أَسِفاً. الليث: الأَسَفُ في حال الحزن وفي حال الغَضَب إذا جاءك أَمرٌ مـمن هو دونَك فأَنت أَسِفٌ أَي غَضْبانُ، وقد آسَفَك إذا جاءك أَمر فَحَزِنْتَ له ولم تُطِقْه فأَنت أَسِفٌ أَي حزين ومُتَأَسِّفٌ أَيضاً. وفي حديث: مَوتُ الفَجْأَةِ راحةٌ للـمُؤمِن وأَخْذةُ أَسَفٍ للكافر أَي أَخْذةُ غَضَبٍ أَو غَضْبانَ. يقال: أَسِفَ يأْسَفُ أَسَفاً، فهو أَسِفٌ إذا غَضِبَ. وفي حديث النخعي: إن كانوا ليَكْرَهُون أَخْذةً كأَخْذةِ الأَسَفِ؛ ومنه الحديث: آسَفُ كما يَأْسَفُون؛ ومنه حديث مُعاوِية بن الحكم: فأَسِفْتُ عليها؛ وقد آسَفَه وتأَسَّفَ عليه. والأَسِيفُ: العبد والأَجيرُ ونحو ذلك لِذُلِّهِم وبُعْدِهم، والجمع كالجمع، والأُنثى أَسِيفَةٌ، وقيل: العسِيفُ الأَجير. وفي الحديث: لا تقتلوا عَسِيفاً ولا أَسيفاً؛ الأَسِيفُ: الشيخ الفاني، وقيل العبد، وقيل الأَسير، والجمع الأُسفاء؛ وأَنشد ابن بري: تَرَى صُواهُ قُيَّماً وجُلَّسا، كما رأَيتَ الأُسَفاءَ البُؤَّسا قال أَبو عمرو: الأُسَفاء الأُجراء، والأَسِيفُ: الـمُتَلَهِّفُ على ما فاتَ، والاسم من كل ذلك الأَسافةُ. يقال: إنه لأَسِيفٌ بَيِّنُ الأَسافَةِ. والأَسيفُ والأَسِيفَةُ والأُسافَةُ والأَسافةُ، كلُّه: البَلَدُ الذي لا يُنْبِتُ شيئاً. والأُسافةُ: الأَرض الرَّقِيقةُ؛ عن أَبي حنيفة. والأَسافَةُ: رِقَّةُ الأَرض؛ وأَنشد الفراء: تَحُفُّها أَسافَةٌ وجَمْعَرُ وقيل: أَرضٌ أَسِيفَةٌ رقيقةٌ لا تكاد تُنْبِتُ شيئاً. وتَأَسَّفَتْ يدُه: تَشَعَّثَتْ. وأَسافٌ وإسافٌ: اسم صنم لقريش. الجوهري وغيره: إسافٌ ونائلةُ صَنَمانِ كانا لقريش وضَعَهما عَمْرو بن لُحَيٍّ على الصَّفا والـمَرْوةِ، وكان يُذبحُ عليهما تُجاه الكعبَةِ، وزعم بعضهم أَنهما كانا من جُرْهُم إسافُ بن عمرو ونائلةُ بنت سَهْل فَفَجرا في الكعبة فَمُسِخا حجرين عَبَدَتْهما قريش، وقيل: كانا رجلاً وامرأَة دخلا البيت فوجدا خَلْوَةً فوثب إسافٌ على نائلة، وقيل: فأَحْدثا فَمَسَخهما اللّه حجرين، وقد وردا في حديث أَبي ذرّ؛ قال ابن الأَثير: وإساف بكسر الهمزة وقد تفتح. وإسافٌ: اسم اليمّ الذي غَرِقَ فيه فِرْعَوْنُ وجنودُه؛ عن الزجاج، قال: وهو بناحية مصر. الفراء: يُوسُفُ ويوسَفُ ويوسِفُ ثلاث لغات، وحكي فيها الهمز أَيضاً.

أشف

عدل

الجوهري: الإشْفَى للإسْكافِ، وهو فِعْلى، والجمع الأَشافي. قال ابن بري عند قول الجوهريّ وهو فِعْلَى، قال: صوابه إفْعَلٌ، والهمزة زائدة، وهو منوَّن غيرُ مصروف.

أصف

عدل

الأَصَفُ: لغة في اللَّصَفِ. قال ابن سيده: ولا أَعرف في هذا الباب غيره في كلام العرب. الفراء: هو اللَّصَفُ وهو شيء يَنْبُتُ في أَصْل الكَبَرِ؛ ولم يَعْرِف الأَصَفَ. وقال أَبو عمرو: الأَصَفُ الكَبَر، وأَما الذي ينبت في أَصله مثل الخيار، فهو اللَّصَفُ.

أفف

عدل

الأُفُّ: الوَسَخُ الذي حَوْلَ الظُّفُرِ، والتُّفُّ الذي فيه، وقيل: الأُفُّ وسَخ الأُذن والتُّفُّ وسَخ الأَظفار. يقال ذلك عند اسْتِقْذارِ الشيء ثم استعمل ذلك عند كل شيء يُضْجَرُ منه ويُتَأَذَّى به. والأَفَفُ: الضَّجَرُ، وقيل: الأُفُّ والأَفَف القِلة، والتُّفُّ منسوق على أُفّ، ومعناه كمعناه، وسنذكره في فصل التاء. وأُفّ: كلمة تَضَجُّرٍ وفيها عشرة أَوجه: أُفَّ له وأُفِّ وأُفُّ وأُفّاً وأُفٍّ وأُفٌّ، وفي التنزيل العزيز: ولا تَقُلْ لهما أُفٍّ ولا تَنْهَرْهُما، وأُفِّي مُـمالٌ وأُفَّى وأُفَّةٌ وأُفْ خفيفةً من أُفّ المشددة، وقد جَمَعَ جمالُ الدِّين بن مالك هذه العشر لغات في بيت واحد، وهو قوله:فأُفَّ ثَلِّثْ ونَوِّنْ، إن أَرَدْتَ، وقُل: أُفَّى وأُفِّي وأُفْ وأُفَّةً تُصِبِ ابن جني: أَما أُفّ ونحوه من أَسماء الفِعْلِ كَهَيْهاتَ في الجَرّ فَمَحْمُولٌ على أَفعال الأَمر، وكان الموضع في ذلك إنما هو لِصَهْ ومَهْ ورُوَيْد ونحو ذلك، ثم حمل عليه باب أُف ونحوها من حيث كان اسماً سمي به الفعل، وكان كل واحد من لفظ الأَمر والخبر قد يَقَعُ مَوْقِع صاحبِه صار كل واحد منهما هو صاحبه، فكأَنْ لا خِلافَ هنالك في لفظ ولا معنًى. وأَفَّفَه وأَفَّفَ به: قال له أُف. وتأَفَّفَ الرجلُ: قال أُفَّةً وليس بفعل موضوع على أَفَّ عند سيبويه، ولكنه من باب سَبَّحَ وهَلَّلَ إذا قال سبحان اللّه ولا إله إلا اللّه (* هنا بياض بالأصل.) . . . إذا مَثَّلَ نَصْبَ أُفَّة وتُفّة لم يُمَثِّلْه بفعل من لفظه كما يفعل ذلك بسَقْياً ورَعْياً ونحوهما، ولكنه مثَّله بقوله (* هنا بياض بالأصل.) ... إذ لم نجد له فعلاً من لفظه. الجوهري: يقال أُفّاً له وأُفَّةً له أَي قَذَراً له، والتنوين للتنكير، وأُفَّةً وتُفَّةً، وقد أَفَّفَ تأْفِيفاً إذا قال أُف. ويقال: أُفّاً وتُفّاً وهو إتباعٌ له. وحكى ابن بري عن ابن القطاعِ زيادةً على ذلك: أَفَّةً وإفَّةً. التهذيب: قال الفراء ولا تقل في أُفَّة إلا الرفع والنصب، وقال في قوله ولا تقل لهما أُفّ: قرئ أُفِّ، بالكسر بغير تنوين وأُفٍّ بالتنوين، فمن خفض ونوَّن ذهب إلى أَنها صوت لا يعرف معناه إلا بالنطق به فخَفَضُوه كما تُخْفَضُ الأَصواتُ ونَوَّنُوه كما قالت العرب سمعت طاقٍ طاقِ لصوت الضرب، ويقولون سمعت تِغٍ تِغٍ لصوت الضحك، والذين لم يُنَوِّنُوا وخَفَضُوا قالوا أُفِّ على ثلاثة أَحرف، وأَكثر الأَصوات على حرفين مثل صَهٍ وتِغٍ ومَهٍ، فذلك الذي يخفض وينون لأَنه متحرك الأَوّل، قال: ولسنا مضطرين إلى حركة الثاني من الأَدوات وأَشباهها فخفض بالنون، وشبهت أُف بقولهم مُدّ ورُدّ إذا كانت على ثلاثة أَحرف، قال: والعرب تقول جعل فلان يَتَأَفَّفُ من ريح وجدها، معناه يقول أُف أُف. وحكي عن العرب: لا تقولَنَّ له أُفًّا ولا تُفًّا. وقال ابن الأَنباري: من قال أُفّاً لك نصبه على مذهب الدعاء كما يقال وَيْلاً للكافرين، ومن قال أُفٌّ لك رفعه باللام كما يقال وَيْلٌ للكافرين، ومن قال أُفٍّ لك خفضه على التشبيه بالأَصوات كما يقال صَهٍ ومَهٍ، ومن قال أُفِّي لك أَضافه إلى نفسه، ومن قال أُفْ لك شبهه بالأَدوات بمَنْ وكَمْ وبل وهل. وقال أَبو طالب: أُيفٌّ لك وتُفٌّ وأُفَّةٌ وتُفّةٌ، وقيل أُفٌّ معناه قلة، وتُفٌّ إتباعٌ مأْخوذ من الأَفَفِ وهو الشيء القليل. وقال القتيبي في قوله عز وجل: ولا تقل لهما أُفّ أَي لا تَسْتَثْقِلْ شيئاً من أَمرهما وتَضِقْ صدراً به ولا تُغْلِظْ لهما، قال: والناس يقولون لما يكرهون ويستثقلون أُف له، وأَصل هذا نَفْخُكَ للشيء يسقط عليكَ من تُراب أَو رَماد وللمكان تريد إماطةَ أَذًى عنه، فقِيلَتْ لكل مُسْتَثْقَلٍ. وقال الزجاج: معنى أُف النَّتْنُ، ومعنى الآية لا تقل لهما ما فيه أَدنى تَبَرُّمٍ إذا كَبِرَا أَو أَسَنّا، بل تَوَلَّ خَدْمَتَهما. وفي الحديث: فأَلقى طرَفَ ثَوْبه على أَنْفِه وقال أُف أُف؛ قال ابن الأَثير: معناه الاسْتِقْذارُ لما شَمَّ، وقيسل: معناه الاحْتِقارُ والاسْتِقْلالُ، وهو صوتٌ إذا صوّتَ به الإنسانُ عُلِم أَنه متضجر مُتَكَرِّه، وقيل: أَصل الأَفف من وسَخِ الأُذن والإصْبع إذا فُتِلَ. وأَفَّفْتُ بفلان تَأْفِيفاً إِذا قلت له أُفّ لك، وتأَفَّفَ به كأَفَّفَه. وفي حديث عائشة، رضي اللّه عنها: أَنها لما قتل أَخوها محمد بن أَبي بكر، رضي اللّه عنهم، أَرْسلت عبدَ الرحمن أَخاها فجاء بابْنِه القاسِم وبنته من مصر، فلما جاء بهما أَخَذَتْهُما عائشةُ فَرَبَّتْهما إلى أَن اسْتَقَلاَّ ثم دعت عبد الرحمن فقالت: يا عبد الرحمن لا تَجِد في نفسك من أَخْذِ بني أَخِيك دُونكَ لأَنهم كانوا صِبياناً فخشيت أَن تتأَفَّفَ بهم نِساؤك، فكنت أَلْطَف بهم وأَصْبَرَ عليهم، فخذهم إليك وكن لهم كما قال حُجَيَّةُ بن الـمُضَرِّب لبني أَخيه سَعْدانَ؛ وأَنشدته الأَبيات التي أَوَّلها: لجَجْنا ولَجَّتْ هذه في التَّغَضُّبِ ورجل أَفَّافٌ: كثير التَّأَفُّفِ، وقد أَفَّ يَئِفُّ ويَؤُفُّ أَفّاً. قال ابن دُريد: هو أَن يقول أُفّ من كَرْبٍ أَو ضَجَر. ويقال: كان فلان أُفُوفةً، وهو الذي لا يزال يقولُ لبعض أَمره أُفّ لك، فذلك الأُفُوفةُ. وقولهم: كان ذلك على إفِّ ذلك وإفَّانه، بكسرهما، أَي حِينه وأَوانه. وجاء على تَئِفَّةِ ذلك، مثل تَعِفَّةِ ذلك، وهو تَفْعِلَةٌ. وحكى ابن بري قال: في أَبنيةِ الكتاب تَئِفَّةٌ فَعِلَّةٌ، قال: والظاهر مع الجوهري بدليل قولهم على إفِّ ذلك وإفّانِه، قال أَبو علي: الصحيح عندي أَنها تَفْعِلةٌ والصحيح فيه عن سيبويه ذلك على ما حكاه أَبو بكر أَنه في بعض نسخ الكتاب في باب زيادة التاء؛ قال أَبو عليّ: والدليل على زيادتها ما رويناه عن أَحمد عن ابن الأَعرابي قال: يقال أَتاني في إفّانِ ذلك وأُفّان ذلك وأَفَفِ ذلك وتَئِفَّةِ ذلك، وأَتانا على إفِّ ذلك وإفَّتِهِ وأَفَفِه وإفَّانِه وتَئِفَّتِه وعِدَّانهِ أي على إبَّانِه ووَقْته، يجعل تَئِفَّةً فَعِلَّةً، والفارسيّ يَرُدُّ ذلك عليه بالاشتقاق ويحتج بما تقدَّم. وفي حديث أَبي الدرداء: نعم الفارسُ عَوَيْمِرٌ غيرَ أُفَّةٍ؛ جاء تفسيره في الحديث غيرَ جَبانٍ أَو غيرَ ثَقِيلٍ. قال ابن الأَثير: قال الخطابي أَرى الأَصل فيه الأقَف وهو الضَّجَرُ، قال: وقال بعض أَهل اللغة معنى الأُفّةِ المُعْدِمُ الـمُقِلُّ من الأَفَفِ، وهو الشيء القليل. واليأْفُوفُ: الخفِيفُ السريع؛ وقال: هُوجاً يَآفِيفَ صِغاراً زُعْرا واليأْفُوفُ: الأَحمقُ الخفِيفُ الرأْي. واليأْفُوفُ: الرّاعي صفة كاليَّحْضُور واليَحْمُوم كأَنه مُتَهَيِّءٌ لرِعايته عارِفٌ بأَوْقاتِها من قولهم: جاء على إفَّانِ ذلك وتَئِفَّتِه. واليأْفُوفُ: الخفيف السَّرِيعُ، وقيل: الضَّعِيفُ الأَحمقُ. واليأْفُوفَةُ: الفراشةُ، ورأَيت حاشية بخط الشيخ رَضِيِّ الدين الشاطبيّ قال في حديث عمرو بن معديكرب أَنه قال في بعض كلامه: فلان أَخَفُّ من يأْفُوفَةٍ، قال: اليأْفُوفَةُ الفَراشةُ؛ وقال الشاعر: أَرى كلَّ يأْفُوفٍ وكلَّ حَزَنْبَلٍ، وشِهْذارةٍ تِرْعابةٍ قد تَضَلَّعا والتِّرْعابةُ: الفَرُوقةُ. واليأْفُوفُ: العَييُّ الخَوَّار؛ قال الرَّاعي: مُغَمَّرُ العَيْشِ يأْفُوفٌ، شَمائِلُه تأْبَى الـمَوَدَّةَ، لا يُعْطِي ولا يَسَلُ قوله مُغَمَّر العَيْشِ أَي لا يكادُ يُصِيبُ من العَيْشِ إلا قليلاً، أُخِذَ من الغَمَر، وقيل: هو الـمُغَفَّلُ عن كلِّ عَيْش.

أكف

عدل

الإكافُ والأُكاف من المراكب: شبه الرِّحالِ والأَقْتابِ، وزعم يعقوب أَن همزته بدل من واو وُكافٍ ووِكافٍ، والجمع آكِفةٌ وأُكُفٌ كإزارٍ وآزِرةٍ وأُزُرٍ. غيره: أُكافُ الحمار وإكافُه ووِكافُه ووُكافه، والجمع أُكُفٌ، وقيل في جمعه وَكُفٌ؛ وأَنشد في الأُكِافِ لراجز: إنَّ لَنا أَحْمِرةً عِجافا، يأْكُلْنَ كلَّ لَيْلةٍ أُكِافا أَي يأْكلن ثَمَنَ أُكافٍ أَي يُباعُ أُكِافٌ ويُطْعَم بثمنه؛ ومثله: نُطْعِمُها إذا شَتَتْ أَولادَها أَي ثمن أَولادها، ومنه الـمَثَل: تَجُوعُ الحُرَّةُ ولا تأْكلُ ثَدْيَيْها أَي أُجرة ثَدْيَيْها. وآكَفَ الدابّةَ: وضع عليها الإكاف كأَوْكَفَها أَي شدَّ عليها الإكاف؛ قال اللحياني: آكَفَ البغلَ لغة بني تميم وأَوْكَفَه لغة أَهل الحجاز. وأَكَّفَ أُكافاً وإكافاً: عَمِلَه.

ألف

عدل

الأَلْفُ من العَدَد معروف مذكر، والجمع آلُفٌ؛ قال بُكَيْر أَصَمّ بني الحرث بن عباد: عَرَباً ثَلاثَة آلُفٍ، وكَتِيبةً أَلْفَيْنِ أَعْجَمَ من بَني الفَدّامِ وآلافٌ وأُلُوفٌ، يقال ثلاثةُ آلاف إلى العشرة، ثم أُلُوفٌ جمع الجمع. قال اللّه عز وجل: وهم أُلُوفٌ حَذَرَ الـمَوْتِ؛ فأَما قول الشاعر: وكان حامِلُكُم مِنّا ورافِدُكُمْ، وحامِلُ المِينَ بعد المِينَ والأَلَفِ إنما أَراد الآلافَ فحذف للضرورة، وكذلك أَراد المِئِين فحذف الهمزة. ويقال: أَلْفٌ أَقْرَعُ لأَن العرب تُذَكِّرُ الأَلفَ، وإن أُنّث على أَنه جمع فهو جائز، وكلام العرب فيه التذكير؛ قال الأَزهري: وهذا قول جميع النحويين. ويقال: هذا أَلف واحد ولا يقال واحدة، وهذا أَلف أَقْرَعُ أَي تامٌّ ولا يقال قَرْعاءُ. قال ابن السكيت: ولو قلت هذه أَلف بمعنى هذه الدراهمُ أَلف لجاز؛ وأَنشد ابن بري في التذكير: فإنْ يَكُ حَقِّي صادِقاً، وهو صادِقي، نَقُدْ نَحْوَكُمْ أَلْفاً من الخَيْلِ أَقْرَعا قال: وقال آخر: ولو طَلَبُوني بالعَقُوقِ، أَتَيْتُهُمْ بأَلْفٍ أُؤَدِّيهِ إلى القَوْمِ أَقْرَعا وأَلَّفَ العَدَدَ وآلَفَه: جعله أَلْفاً. وآلَفُوا: صاروا أَلفاً. وفي الحديث: أَوَّلُ حَيّ آلَفَ مع رسولِ اللّه، صلى اللّه عليه وسلم، بنو فلان. قال أَبو عبيد: يقال كان القوم تِسْعَمائة وتِسْعةً وتسعين فآلفْتُهم، مَـمْدُود، وآلَفُوا هم إذا صاروا أَلفاً، وكذلك أَمـْأَيْتُهم فأَمـْأَوْا إذا صاروا مائةً. الجوهري: آلَفْتُ القومَ إيلافاً أَي كَمَّلْتُهم أَلفاً، وكذلك آلَفْتُ الدراهِمَ وآلَفَتْ هي. ويقال: أَلْفٌ مؤَلَّفَةٌ أَي مُكَمَّلةٌ. وأَلَفَه يأْلِفُه، بالكسر، أَي أَعْطاه أَلفاً؛ قال الشاعر: وكَريمةٍ مِنْ آلِ قَيْسَ أَلَفْتُه حتى تَبَذَّخَ فارْتَقى الأَعْلامِ أَي ورُبَّ كَريمةٍ، والهاء للمبالغة، وارْتَقى إلى الأعْلام، فحَذَف إلى وهو يُريده. وشارَطَه مُؤَالَفةً أَي على أَلف؛ عن ابن الأعرابي. وألِفَ الشيءَ أَلْفاً وإلافاً ووِلافاً؛ الأَخيرة شاذّةٌ، وأَلَفانا وأَلَفَه: لَزمه، وآلَفَه إيّاه: أَلْزَمَه. وفلان قد أَلِفَ هذا الموْضِعَ، بالكسر، يأْلَفُه أَلفاً وآلَفَه إيّاه غيرُه، ويقال أَيضاً: آلَفْتُ الموضع أُولِفُه إيلافاً، وكذلك آلَفْتُ الموضِعَ أُؤالِفُه مُؤَالَفة وإلافاً، فصارت صُورةُ أَفْعَلَ وفاعَلَ في الماضي واحدة، وأَلَّفْتُ بين الشيئين تأْلِيفاً فتأَلَّفا وأْتَلَفا. وفي التنزيل العزيز: لإيلافِ قُريش إيلافِهم رِحْلةَ الشِّتاء والصَّيْفِ؛ فيمن جعل الهاء مفعولاً ورحلةَ مفعولاً ثانياً، وقد يجوز أَن يكون المفعول هنا واحداً على قولك آلَفْتُ الشيء كأَلِفْتُه، وتكون الهاء والميم في موضع الفاعل كما تقول عجبت من ضَرْبِ زيدٍ عمراً، وقال أَبو إسحَق في لإيلافِ قريس ثلاثة أَوجه: لإيلاف، ولإِلاف، ووجه ثالث لإلْفِ قُرَيْشٍ، قال: وقد قُرئ بالوجهين الأَولين. أَبو عبيد: أَلِفْتُ الشيء وآلَفْتُه بمعنى واحد لزمته، فهو مُؤْلَفٌ ومأْلُوفٌ. وآلَفَتِ الظّباءُ الرَّمْلَ إذا أَلِفَتْه؛ قال ذو الرمة: مِنَ الـمُؤْلِفاتِ الرَّمْلِ أَدْماءُ حُرَّةٌ، شُعاعُ الضُّحَى في مَتْنِها يَتَوَضَّحُّ أَبو زيد: أَلِفْتُ الشيءَ وأَلِفْتُ فلاناً إذا أَنِسْتَ به، وأَلَّفْتُ بينهم تأْلِيفاً إذا جَمَعْتَ بينهم بعد تَفَرُّقٍ، وأَلَّفْتُ الشيء تأْلِيفاً إذا وصلْت بعضه ببعض؛ ومنه تأْلِيفُ الكتب. وأَلَّفْتُ الشيءَ أَي وصَلْتُه. وآلَفْتُ فلاناً الشيء إذا أَلزمته إياه أُولِفُه إيلافاً، والمعنى في قوله تعالى لإِيلافِ قُرَيْشٍ لِتُؤْلَفَ قُريش الرِّحْلَتَيْن فتتصلا ولا تَنْقَطِعا، فاللام متصلة بالسورة التي قبلها، أَي أَهلكَ اللّه أَصحابَ الفِيلِ لِتُؤْلَفَ قريشٌ رِحْلَتَيْها آمِنِين. ابن الأَعرابي: أَصحاب الإيلافِ أَربعةُ إخوةٍ: هاشمٌ وعبد شمس والمطلب ونوفل بنو عبد مناف، وكانوا يُؤَلِّفُون الجِوارَ يُتْبِعُون بعضَه بعضاً يُجِيرون قريشاً بمِيَرِهِم وكانوا يُسَمَّوْنَ الـمُجِيرينَ، فأَمـّا هاشم فإنه أَخذ حَبْلاً من ملك الروم، وأَخذ نَوْفَلٌ حَبْلاً من كِسْرى، وأَخذ عبد شمس حبلاً من النجاشي، وأَخذ المطلب حبلاً من ملوك حِمْير، قال: فكان تُجّار قريش يختلفون إلى هذه الأَمصار بحِبال هؤُلاء الإخوة فلا يُتَعَرَّضُ لهم؛ قال ابن الأَنباري: من قرأَ لإِلافِهم وإلْفِهِم فهما من أَلِفَ يأْلَف، ومن قرأَ لإيلافهم فهو من آلَفَ يُؤْلِفُ، قال: ومعنى يُؤَلِّفُون يُهَيِّئوُن ويُجَهِّزُون. قال أَبو منصور: وهو على قول ابن الأَعرابي بمعنى يُجِيرُون، والإلْفُ والإلافُ بمعنى؛ وأَنشد حبيب بن أَوس في باب الهجاء لـمُساور بن هند يهجو بني أَسد: زَعَمْتُمْ أَن إخْوَتَكم قُرَيْشٌ، لَهُمْ إلْفٌ، وليس لَكُمْ إلافُ وقال الفراء: من قرأَ إلْفِهِمْ فقد يكون من يُؤَلِّفُون، قال: وأَجود من ذلك أَن يُجْعَلَ من يأْلَفون رِحْلةَ الشتاء والصيف. والإيلافُ: من يُؤْلِفُون أَي يُهَيِّئُونَ ويُجَهِّزُون، قال ابن الأَعرابي: كان هاشمٌ يُؤَلِّفُ إلى الشام، وعبدُ شمس يُؤَلِّف إلى الحَبَشةِ، والمطلبُ إلى اليَمن، ونَوْفَلٌ إلى فارِسَ. قال: ويتأَلَّفُون أَي يَسْتَجِيرون؛ قال الأَزهري: ومنه قول أَبي ذؤيب: تَوَصَّلُ بالرُّكْبانِ حِيناً، وتُؤْلِفُ الـ ـجِوارَ، ويُغْشِيها الأَمانَ ذِمامُها وفي حديث ابن عباس: وقد عَلِمَتْ قريش أَن أَول من أَخَذ لها الإيلافَ لَهاشِمٌ؛ الإيلافُ: العَهْدُ والذِّمامُ، كان هاشم بن عبد مناف أَخذه من الملوك لقريش، وقيل في قوله تعالى لإيلاف قريش: يقول تعالى: أَهلكت أَصحاب الفيل لأُولِف قريشاً مكة، ولِتُؤَلِّف قريش رحلة الشتاء والصيف أَي تَجْمَعَ بينهما، إذا فرغوا من ذه أَخذوا في ذه، وهو كما تقول ضربته لكذا لكذا، بحذف الواو، وهي الأُلْفةُ. وأْتَلَفَ الشيءُ: أَلِفَ بعضُه بعضاً، وأَلَّفَه: جمع بعضه إلى بعض، وتَأَلَّفَ: تَنَظَّمَ. والإلْف: الأَلِيفُ. يقال: حَنَّتِ الإلْفُ إلى الإلْفِ، وجمع الأَلِيف أَلائِفُ مثل تَبِيعٍ وتَبائِعَ وأَفِيلٍ وأَفائِلَ؛ قال ذو الرمة: فأَصْبَحَ البَكْرُ فَرْداً من أَلائِفِه، يَرْتادُ أَحْلِيةٍ اعْجازُها شَذَبُ والأُلاَّفِ: جمع آلِفٍ مثل كافِرٍ وكُفّارٍ. وتأَلَّفَه على الإسْلام، ومنه المؤَلَّفة قلوبُهم. التهذيب في قوله تعالى: لو أَنـْفَقْتَ ما في الأَرض جميعاً ما أَلَّفْت بين قلوبهم، قال: نزلت هذه الآية في الـمُتَحابِّينَ في اللّه، قال: والمؤَلَّفةُ قلوبهم في آية الصَّدَقات قومٌ من سادات العرب أَمر اللّه تعالى نبيه، صلى اللّه عليه وسلم، في أَول الإسلام بتَأَلُّفِهم أَي بمُقارَبَتِهم وإعْطائهم ليُرَغِّبوا مَن وراءهم في الإسلام، فلا تَحْمِلهم الحَمِيَّةُ مع ضَعْف نِيّاتِهم على أَن يكونوا إلْباً مع الكفار على المسلمين، وقد نَفَّلهم النبي، صلى اللّه عليه وسلم، يوم حُنَيْن بمائتين من الإبل تأَلُّفاً لهم، منهم الأَقْرَعُ بن حابِسٍ التميمي، والعباسُ بن مِرْداسٍ السُّلَمِيّ، وعُيَيْنةُ بن حِصْن الفَزارِيُّ، وأَبو سفيانَ بن حَرْبٍ، وقد قال بعض أَهل العلم: إن النبي، صلى اللّه عليه وسلم، تأَلَّفَ في وقتٍ بعض سادةِ الكفار، فلما دخل الناس في دين اللّه أَفْواجاً وظهر أَهلُ دين اللّه على جميع أَهل المِلَل، أَغنى اللّه تعالى، وله الحمد، عن أَن يُتَأَلَّف كافرٌ اليومَ بمال يُعْطى لظهور أَهل دينه على جميع الكفار، والحمد للّه رب العالمين؛ وأَنشد بعضهم: إلافُ اللّه ما غَطَّيْت بَيْتاً، دَعائِمهُ الخِلافةُ والنُّسُورُ قيل: إلافُ اللّه أَمانُ اللّه، وقيل: منزِلةٌ من اللّه. وفي حديث حنين: إني أُعْطِي رجالاً حدِيثي عهد بكُفْرٍ أَتأَلَّفُهم؛ التأَلُّفُ: الـمُداراةُ والإيناسُ ليَثْبُتُوا على الإسلام رَغْبةً فيما يَصِلُ إليهم من المال؛ ومنه حديثُ الزكاةِ: سَهْمٌ للمؤلَّفة قلوبهم. والإلْفُ: الذي تأْلَفُه، والجمع آلافٌ، وحكى بعضهم في جمع إلْفٍ اُُلُوفٌ. قال ابن سيده: وعندي أَنه جمع آلِفٍ كشاهِدٍ وشُهودٍ، وهو الأَلِيفُ، وجمعه أُلَفاءُ والأُنثى آلِفةٌ وإلْفٌ؛ قال: وحَوْراء الـمَدامِعِ إلْف صَخْر وقال: قَفْرُ فَيافٍ، تَرى ثَوْرَ النِّعاجِ بها يَروحُ فَرْداً، وتَبْقى إلْفُه طاوِيهْ وهذا من شاذ البسيط لأَن قوله طاوِيهْ فاعِلُنْ وضربُ البسيط لا يأْتي على فاعلن، والذي حكاه أَبو إسحَق وعزاه إلى الأَخفش أن أَعرابيّاً سئل أَن يصنع بيتاً تامـّاً من البسيط فصنع هذا البيت، وهذا ليس بحُجة فيُعْتَدَّ بفاعلن ضرباً في البسيط، إنما هو في موضوع الدائرة، فأَمـّا المستعمل فهو فعِلن وفَعْلن. ويقال: فلان أَلِيفي وإلْفي وهم أُلاَّفي، وقد نَزَعَ البعير إلى أُلاَّفه؛ وقول ذي الرمة: أَكُنْ مِثْلَ ذي الأُلاَّف، لُزَّتْ كُراعُه إلى أُخْتِها الأُخْرى، ووَلَّى صَواحِبُهْ يجوزُ الأُلاَّف وهو جمع آلِف، والآلاف جمع إلْفٍ. وقد ائتَلَفَ القومُ ائتِلافاً وأَلَّفَ اللّه بينهم تأْليفاً. وأَوالِفُ الطير: التي قد أَلِفَتْ مكةَ والحرمَ، شرفهما اللّه تعالى. وأَوالِفُ الحمام: دَواجِنُها التي تأْلَفُ البيوتَ؛ قال العجاج: أَوالِفاً مكةَ من وُرْقِ الحِمى أَراد الحَمام فلم يستقم له الوزن فقال الحِمى؛ وأَما قول رؤبة: تاللّهِ لو كنت من الأَلاَّفِ قال ابن الأعرابي: أَراد بالأُلاَّف الذين يأْلَفُون الأَمْصارَ، واحدهم آلِفٌ. وآلَفَ الرجلُ: تَجِرَ. وأَلَّفَ القومُ إلى كذا وتَأَلَّفُوا: استجاروا. والأَلِفُ والأَلِيفُ: حرف هجاء؛ قال اللحياني: قال الكسائي الأَلف من حروف المعجم مؤنثة، وكذلك سائر الحروف، هذا كلام العرب وإن ذكَّرت جاز؛ قال سيبوبه: حروف المعجم كلها تذكر وتؤنث كما أَنَّ الإنسان يذكّر ويؤنث.وقوله عز وجل: أَلم ذلك الكتاب، وأَلمص، وأَلمر؛ قال الزجاج: الذي اخترنا في تفسيرها قول ابن عباس إن أَلم: أَنا اللّه أَعلم، وأَلمص: أَنا اللّه أَعلم وأَفْصِلُ، وأَلمر: أَنا اللّه أَعلم وأرى؛ قال بعض النحويين: موضع هذه الحروف رفع بما بعدها، قال: أَلمص كتاب، فكتاب مرتفع بأَلمص، وكأَنّ معناه أَلمص حروف كتاب أُنزل إليك، قال: وهذا لو كان كما وصف لكان بعد هذه الحروف أَبداً ذكر الكتاب، فقوله: أَلم اللّه لا إله إلا هو الحيّ القيوم، يدل على أَن الأَمر مرافع لها على قوله، وكذلك: يس والقرآن الحكيم، وقد ذكرنا هذا الفصل مستوفى في صدر الكتاب عند تفسير الحروف الـمُقَطَّعةِ من كتاب اللّه عز وجل.

أنف

عدل

الأَنْفُ: الـمَنْخَرُ معروف، والجمع آنُفُ وآنافٌ وأُنُوفٌ؛ أَنشد ابن الأَعرابي: بِيضُ الوُجُوهِ كَريمةٌ أَحْسابُهُمْ، في كلِّ نائِبَةٍ، عِزازُ الآنُفِ وقال الأَعشى: إذا رَوَّحَ الرَاعي اللِّقاحَ مُعَزِّباً، وأَمْسَتْ على آنافِها غَبَراتُها وقال حسان بن ثابت: بِيضُ الوُجُوهِ، كَرِيمةٌ أَحْسابُهُم، شُمُّ الأَنُوفِ من الطِّرازِ الأَوَّلِ والعرب تسمي الأَنْفَ أَنْفين؛ قال ابن أَحمر: يَسُوفُ بأَنْفَيْهِ النِّقاعَ كأَنه، عن الرَّوْضِ من فَرْطِ النَّشاطِ، كَعِيمُ الجوهري: الأَنْفُ للإنسان وغيره. وفي حديث سَبْقِ الحَدَثِ في الصلاة: فليَأْخُذْ بأَنفِه ويَخْرُجْ؛ قال ابن الأَثير: إنما أَمَره بذلك ليُوهِمَ الـمُصَلِّين أَن به رُعافاً، قال: وهو نوع من الأَدب في سَتْرِ العَوْرَة وإخْفاء القَبيحِ، والكنايةِ بالأَحْسَن عن الأَقْبح، قال: ولا يدخل في باب الكذب والرياء وإنما هو من باب التَّجَمُّل والحَياء وطلَبِ السلامة من الناس. وأَنَفَه يَأْنُفُه ويأْنِفُه أَنْفاً:أَصابَ أَنْفَه. ورجل أُنافيٌّ: عَظِيم الأَنْفِ، وعُضادِيٌّ: عظيم العَضُد، وأُذانيٌّ: عظيم الأُذن. والأنُوفُ: المرأَةُ الطَّيِّبَةُ رِيحِ الأَنْفِ. ابن سيده: امرأَة أَنُوفٌ طيبة رِيحِ الأَنف، وقال ابن الأَعرابي: هي التي يُعْجِبُك شَمُّك لها، قال: وقيل لأَعرابي تَزَوَّج امرأَة: كيف رأَيتها؟ فقال: وجَدْتها رَصُوفاً رَشْوفاً أَنُوفاً، وكل ذلك مذكور في موضعه. وبعير مأَْنُوفٌ: يُساقُ بأَنْفِه، فهو أَنِفٌ. وأَنِفَ البعير: شكا أَنْفَه من البُرة. وفي الحديث: إن المؤمن كالبعير الأَنِفِ والآنِف أَي أَنه لا يَرِيمُ التَّشَكِّي (* قوله «لا يريم التشكي» أي يديم التشكي مـما به إلى مولاه لا إلى سواه.) ، وفي رواية: الـمُسْلِمون هَيِّنُون لَيِّنُون كالجمل الأَنِفِ أَي المأْنُوفِ، إن قِيدَ انْقادَ، وإن أُنِيخَ على صَخْرةٍ اسْتَناخَ. والبعير أَنِفٌ: مثل تَعِبَ، فهو تَعِبٌ، وقيل: الأَنِفُ الذي عَقَره الخِطامُ، وإن كان من خِشاشٍ أَو بُرةٍ أَو خِزامةٍ في أَنفه فمعناه أَنه ليس يمتنع على قائده في شيء للوجع، فهو ذَلُولٌ منقاد، وكان الأَصل في هذا أَن يقال مأْنُوف لأَنه مَفْعول به كما يقال مصدورٌ. وأَنَفَه: جعله يَشْتَكي أَنْفَه. وأَضاعَ مَطْلَبَ أَنْفِه أَي الرَّحِمَ التي خرج منها؛ عن ثعلب؛ وأَنشد: وإذا الكَرِيمُ أَضاعَ مَوْضِع أَنْفِه، أَو عِرْضَه بِكَرِيهَةٍ، لم يَغْضَبِ وبعير مأْنُوفٌ كما يقال مَبطونٌ ومَصْدورٌ ومَفْؤُودٌ للذي يَشْتَكي بطنَه أَو صَدْرَه أَو فُؤَادَه، وجميع ما في الجسد على هذا، ولكن هذا الحرف جاء شاذًّا عنهم. وقال بعضهم: الجملُ الأَنِفُ الذَّلُولُ، وقال أَبو سعيد: الجمل الأَنِف الذّليل المؤاتي الذي يأْنَفُ من الزَّجْر ومن الضرب، ويُعطي ما عنده من السير عَفْواً سَهْلاً، كذلك المؤمن لا يحتاج إلى زجر ولا عِتاب وما لزمه من حقّ صبرَ عليه وقام به. وأَنَفْتُ الرجل: ضربت أَنْفَه، وآنَفْتُه أَنا إينافاً إذا جعلته يشتكي أَنْفَه. وأَنَفَه الماءُ إذا بلغ أَنْفَه، زاد الجوهري: وذلك إذا نزل في النهر. وقال بعض الكِلابِيِّينَ: أَنِفَتِ الإبلُ إذا وقَع الذُّبابُ على أُنُوفِها وطَلَبَتْ أَماكِنَ لم تكن تَطْلُبها قبل ذلك، وهو الأَنَفُ، والأَنَفُ يُؤْذِيها بالنهار؛ وقال مَعْقِل بن رَيْحانَ: وقَرَّبُوا كلَّ مَهْرِيٍّ ودَوْسَرَةٍ، كالفَحْلِ يَقْدَعُها التَّفْقِيرُ والأَنَفُ والتَّأْنِيفُ: تَحْدِيدُ طرَفِ الشيء. وأَنْفا القَوْس: الحَدَّانِ اللذان في بَواطِن السِّيَتَيْن. وأَنْف النعْلِ: أَسَلَتُها. وأَنْفُ كلِّ شيء: طرَفُه وأَوَّله؛ وأَنشد ابن بري للحطيئة: ويَحْرُمُ سِرُّ جارَتِهِمْ عليهمْ، ويأْكلُ جارُهُمْ أَنْفَ القِصاعِ قال ابن سيده: ويكون في الأَزْمِنَةِ؛ واستعمله أَبو خراش في اللِّحْيَةِ فقال: تُخاصِمُ قَوْماً لا تَلَقَّى جوابَهُمْ، وقد أَخَذَتْ من أَنْفِ لِحْيَتِكَ اليَدُ سمى مُقَدَّمَها أَنْفاً، يقول: فطالتْ لِحْيَتُكَ حتى قبضْتَ عليها ولا عَقْلَ لك، مَثَلٌ. وأَنْفُ النَّابِ: طَرَفُه حين يطْلُعُ. وأَنـْفُ النَّابِ: حَرْفُه وطَرَفُه حين يطلع. وأَنـْفُ البَرْدِ: أَشَدُّه. وجاءَ يَعْدُو وأَنـْفَ الشَّدِّ والعَدْوِ أَي أَشدَّه. يقال: هذا أَنـْفُ الشدّ، وهو أَوّلُ العَدْوِ. وأَنـْفُ البردِ: أَوّله وأَشدُّه. وأَنـْف المطر: أَوّل ما أَنبت؛ قال امرؤ القيس: قد غَدا يَحْمِلُني في أَنـْفِه لاحِقُ الأَيْطَلِ مَحْبُوكٌ مُمَرّ وهذا أَنـْفُ عَمَلِ فلان أَي أَوّل ما أَخذ فيه. وأَنف خُفّ البعير: طرَفُ مَنْسِمِهِ. وفي الحديث: لكل شيء أُنـْفةٌ، وأُنـْفَةُ الصلاةِ التكبيرة الأُولى؛ أُنفة الشيء: ابتداؤه؛ قال ابن الأَثير: هكذا روي بضم الهمزة، قال: وقال الهروي الصحيح بالفتح، وأَنـْفُ الجَبَل نادرٌ يَشْخَصُ ويَنْدُر منه. والـمُؤَنَّفُ: الـمُحَدَّدُ من كل شيء. والـمُؤَنَّفُ: الـمُسَوَّى. وسيرٌ مُؤَنَّفٌ: مَقْدودٌ على قَدْرٍ واسْتِواء؛ ومنه قول الأَعرابي يصف فرساً: لُهِزَ لَهْزَ العَيْرِ وأُنِّفَ تأْنِيف السَّيْرِ أَي قُدّ حتى استوى كما يستوي السير المقدود. ورَوْضةٌ أُنـُفٌ، بالضم: لم يَرْعَها أَحد، وفي المحكم: لم تُوطَأْ؛ واحتاج أَبو النجم إليه فسكنه فقال: أُنْفٌ تَرَى ذِبّانَها تُعَلِّلُهْ وكَلأٌ أُنـُفٌ إذا كان بحاله لم يَرْعَه أَحد. وكأْسٌ أُنـُفٌ: مَلأَى، وكذلك الـمَنْهَلُ. والأُنُفُ: الخَمر التي لم يُسْتَخْرَجْ من دَنِّها شيء قبلها؛ قال عَبْدَةُ بن الطَبِيب: ثم اصْطَبَحْنا كُمَيْتاً قَرْقَفاً أُنـُفاً من طَيِّبِ الرَّاحِ، واللَّذَّاتُ تَعْلِيلُ وأَرض أُنـُفٌ وأَنيقةٌ: مُنْبِتَةٌ، وفي التهذيب: بَكَّرَ نباتُها. وهي آنـَفُ بلاد اللّه أَي أَسْرَعُها نباتاً. وأَرض أَنِيفةُ النبْتِ إذا أَسْرَعتِ النباتَ. وأَنـَف: وَطِئَ كَلأً أُنـُفاً. وأَنَفَتِ الإبلُ إذا وطِئَت كلأً أُنـُفاً، وهو الذي لم يُزعَ. وآنـَفْتُها أَنا، فهي مُؤْنَفَةٌ إذا انْتَهَيْتَ بها أَنـْفَ المَرْعَى. يقال: روضةٌ أُنـُف وكأْسٌ أُنـُف لم يُشرب بها قبل ذلك كأَنه اسْتُؤْنِفَ شربها مثل روْضةٍ أُنف. ويقال: أَنـَّفَ فلان مالَه تأْنيفاً وآنفها إينافاً إذا رعّاها أُنـُف الكلإِ؛ وأَنشد: لَسْتُ بِذي ثَلَّةٍ مُؤَنَّفَةٍ، آقِطُ أَلبانَها وأَسْلَؤُها (* قوله «آقط البانها إلخ» تقدم في شكر: تضرب دراتها إذا شكرت * بأقطها والرخاف تسلؤها وسيأتي في رخف: تضرب ضراتها إذا اشتكرت نافطها إلخ. ويظهر أن الصواب تأقطها مضارع أقط.) وقال حميد: ضَرائرٌ لَيْسَ لَهُنَّ مَهْرُ، تأْنِيفُهُنَّ نَقَلٌ وأَفْرُ أَي رَعْيُهُنَّ الكلأَ الأُنـُف هذان الضرْبانِ من العَدْو والسير. وفي حديث أَبي مسلم الخَوْلانيّ. ووضَعَها في أُنـُفٍ من الكلإِ وصَفْوٍ من الماء؛ الأُنـُفُ، بضم الهمزة والنون: الكلأَ الذي لم يُرْعَ ولم تَطَأْه الماشية. واسْتَأْنَفَ الشيءَ وأْتَنَفَه: أَخذ أَوّله وابتدأَه، وقيل: اسْتَقْبَلَه، وأَنا آتَنِفُه ائْتِنافاً، وهو افْتعِالٌ من أَنـْفِ الشيء. وفي حديث ابن عمر، رضي اللّه عنهما: إنما الأَمـْرُ أُنـُفٌ أَي يُسْتَأْنـَفُ استئنافاً من غير أَن يَسْبِقَ به سابِقُ قضاء وتقدير، وإنما هو على اخْتِيارِك ودخولك فيه؛ استأْنفت الشيء إذا ابتدأْته. وفعلت الشيء آنِفاً أَي في أَول وقت يقرُب مني. واسْتَأْنَفَه بوعْد: ابتدأَه من غير أَن يسأَله إيّاه؛ أَنشد ثعلب: وأَنتِ الـمُنَى، لو كُنْتِ تَسْتَأْنِفيننا بوَعْدٍ، ولكِنْ مُعْتَفاكِ جَدِيبُ أَي لو كنت تَعِديننا الوَصْل. وأَنـْفُ الشيء: أَوّله ومُسْتَأْنَفُه. والـمُؤْنَفَةُ والـمُؤَنَّفةُ من الإبل: التي يُتَّبَعُ بها أَنـْفُ الـمَرْعى أَي أَوَّله، وفي كتاب علي بن حمزة: أَنـْفُ الرِّعْي. ورجل مِئْنافٌ: يَسْتَأْنِفُ المَراعي والـمَنازل ويُرَعِّي ماله أُنـُفَ الكلإِ. والمؤَنَّفَةُّ من النساء التي اسْتُؤْنِفَت بالنكاح أَوّلاً. ويقال: امرأَة مُكَثّفةٌ مؤَنَّفة، وسيأْتي ذكر الـمُكَثَّفةِ في موضعه. ويقال للمرأَةِ إذا حَمَلَتْ فاشْتَدَّ وحَمُها وتَشَهَّتْ على أَهلها الشيء بعد الشيء: إنها لتَتَأَنَّفُ الشَّهواتِ تأَنُّفاً. ويقال للحَدِيدِ اللَّيِّن أَنِيفٌ وأَنِيثٌ، بالفاء والثاء؛ قال الأَزهري: حكاه أَبو تراب. وجاؤوا آنِفاً أَي قُبَيْلاً. الليث: أَتَيْتُ فلاناً أُنـُفاً كما تقول من ذي قُبُلٍ. ويقال: آتِيكَ من ذي أُنُفٍ كما تقول من ذي قُبُلٍ أَي فيما يُسْتَقْبَلُ، وفعله بآنِفةٍ وآنفاً؛ عن ابن الأَعرابي ولم يفسره؛ قال ابن سيده: وعندي أَنه مثل قولهم فعَلَه آنفاً. وقال الزجاج في قوله تعالى: ماذا قال آنفاً؛ أي ماذا قال الساعةَ في أَوّل وقت يَقْرُبُ مِنّا، ومعنى آنفاً من قولك استأْنـَفَ الشيءَ إذا ابتدأَه. وقال ابن الأَعرابي: ماذا قال آنفاً أَي مُذْ ساعة، وقال الزجاج: نزلتْ في المنافقين يستمعون خُطبة رسول اللّه، صلى اللّه عليه وسلم، فإذا خرجوا سأَلوا أَصحاب رسول اللّه، صلى اللّه عليه وسلم، اسْتِهزاء وإعلاماً أَنهم لم يلتفتوا إلى ما قال فقالوا: ماذا قال آنفاً؟ أَي ماذا قال الساعة. وقلت كذا آنِفاً وسالفاً. وفي الحديث: أُنزلت عليَّ سورة آنِفاً أَي الآن. والاسْتِئنافُ: الابتداء، وكذلك الائْتِنافُ. ورجل حَمِيُّ الأَنـْف إذا كان أَنِفاً يأْنَفُ أَن يُضامَ. وأَنِفَ من الشيء يأْنـَفُ أَنـَفاً وأَنـَفةً: حَمِيَ، وقيل: اسْتَنْكَف. يقال: ما رأَيت أَحْمَى أَنـْفاً ولا آنـَفَ من فلان. وأَنِفَ الطعامَ وغيره أَنـَفاً: كَرِهَه. وقد أَنِفَ البعيرُ الكَلأَ إذا أَجَمَه، وكذلك المرأَةُ والناقةُ والفرسُ تأْنـَفُ فَحْلَها إذا تبَيَّنَ حملُها فكَرِهَتْه وهو الأَنـَفُ؛ قال رؤبة: حتى إذا ما أَنِفَ التَّنُّوما، وخَبَطَ العِهْنَةَ والقَيْصُوما وقال ابن الأَعرابي: أَنِفَ أَجَمَ، ونَئِفَ إذا كَرِه. قال: وقال أَعرابي أَنِفَتْ فرَسِي هذه هذا البلَد أَي اجْتَوَتْه وكَرِهَتْه فهُزِلَتْ. وقال أَبو زيد: أَنِفْتُ من قولك لي أَشَدَّ الأَنـَفِ أَي كرِهتُ ما قلت لي. وفي حديث مَعْقِل بن يسار: فَحَمِيَ من ذلك أَنـَفاً؛ أَنِفَ من الشيء يأْنَفُ أَنـَفاً إذا كرهه وشَرُفَتْ عنه نفسُه؛ وأَراد به ههنا أَخذته الحَمِيّةُ من الغَيْرَة والغَضَبِ؛ قال ابن الأَثير: وقيل هو أَنـْفاً، بسكون النون، للعُضْوِ أَي اشتدَّ غضبُه وغَيْظُه من طريق الكناية كما يقال للـمُتَغَيِّظ وَرِمَ أَنـْفُه. وفي حديث أَبي بكر في عَهْده إلى عمر، رضي اللّه عنهما، بالخلافة: فكلُّكم ورِمَ أَنـْفُه أَي اغْتاظَ من ذلك، وهو من أَحسن الكنايات لأَن الـمُغْتاظَ يَرِمُ أَنفُه ويَحْمَرُّ؛ ومنه حديثه الآخر أَما إنك لو فَعَلْتَ ذلك لجَعَلْتَ أَنـْفكَ في قَفَاكَ، يريد أَعْرَضْتَ عن الحَقِّ وأَقْبَلْتَ على الباطل، وقيل: أَراد أَنك تُقْبِلُ بوجهك على مَن وراءكَ من أَشْياعِكَ فتُؤْثِرَهُم بِبِرِّك. ورجل أَنُوفٌ: شديدُ الأَنـَفَةِ، والجمع أُنـُفٌ. وآنَفَه: جعلَه يأْنـَفُ؛ وقول ذي الرمة: رَعَتْ بارِضَ البُهْمَى جَمِيماً وبُسْرَةً وصَمْعاء حتى آنـَفَتْها نِصالُها أَي صَيَّرت النِّصالُ هذه الإبلَ إلى هذه الحالة تأْنفُ رَعْيَ ما رَعَتْه أَي تأْجِمُه؛ وقال ابن سيده: يجوز أَن يكون آنـَفَتْها جعلتها تَشْتَكي أُنوفَها، قال: وإن شئتَ قلت إنه فاعَلَتْها من الأَنـْف، وقال عُمارةُ: آنـَفَتْها جعلتها تأْنـَفُ منها كما يأْنـَفُ الإنسانُ، فقيل له: إن الأَصمعي يقول كذا وإن أَبا عَمْرٍو يقول كذا، فقال: الأَصمعي عاضٌّ كذا من أُمِّه، وأَبو عمرو ماصٌّ كذا من أُمه أَقول ويقولان، فأَخبر الراوية ابن الأَعرابي بهذا فقال: صَدَقَ وأَنتَ عَرَّضْتَهما له، وقال شمر في قوله آنـَفَتْها نِصالُها قال: لم يقل أَنـَفَتْها لأَن العرب تقول أَنـَفَه وظَهَرَه إذا ضرب أَنـْفَه وظهْره، وإنما مدّه لأَنه أراد جعلتها النِّصالُ تَشْتَكي أُنـُوفَها، يعني نِصال البُهْمى، وهو شَوْكُها؛ والجَمِيم: الذي قد ارْتفع ولم يَتِمّ ذلك التمامَ. وبُسْرةً وهي الغَضّةُ، وصَمْعاء إذا امْتلأَ كِمامُها ولم تَتَفَقَّأْ. ويقال: هاجَ البُهْمى حتى آنَفَتِ الرّاعِيةَ نِصالُها وذلك أَن يَيْبَسَ سَفاها فلا ترْعاها الإبل ولا غيرها، وذلك في آخر الحرّ، فكأَنـَّها جعلتها تأْنـَفُ رَعْيها أَي تكرهه. ابن الأَعرابي: الأَنـْفُ السيِّد. وقولهم: فلان يتتبع أَنفه إذا كان يَتَشَمَّمُ الرائحة فيَتْبَعُها. وأَنـْفٌ: بلْدةٌ؛ قال عبد مناف بن رِبْع الهذَليّ: مِنَ الأَسَى أَهْلُ أَنـْفٍ، يَوْمَ جاءَهُمُ جَيْشُ الحِمارِ، فكانُوا عارِضاً بَرِدا وإذا نَسَبُوا إلى بني أَنـْفِ الناقةِ وهم بَطْنٌ من بني سَعْدِ بن زيد مَناة قالوا: فلانٌ الأَنـْفِيُّ؛ سُمُّوا أَنْفِيِّينَ لقول الحُطَيْئةِ فيهم: قَوْمٌ هُمُ الأَنـْفُ، والأَذْنابُ غَيْرُهُمُ، ومَنْ يُسَوِّي بأَنـْفِ الناقةِ الذَّنَبا؟

أوف

عدل

الآفةُ: العاهةُ، وفي المحكم: عَرَضٌ مُفْسِدٌ لما أَصاب من شيء. ويقال: آفةُ الظَّرْفِ الصَّلَفُ وآفةُ العِلْمِ النِّسيانُ. وطعامٌ مَؤُوفٌ: أَصابته آفةٌ، وفي غير المحكم: طعام مَأْوُوفٌ. وإيفَ الطعامُ، فهو مَئِيفٌ: مثلُ مَعِيفٍ، قال: وعِيهَ فهو مَعُوهٌ ومَعِيهٌ. الجوهري: وقد إيف الزرعُ، على ما لم يُسَمَّ فاعله، أَي أَصابته آفة فهو مؤوف مثل مَعُوفٍ. وآفَ القومُ وأُوفوا وإِيفوا: دخلت عليهم آفة. وقال الليث: إِفُوا، الأَلف مُمالةٌ بينها وبين الفاء ساكن يُبَيِّنُه اللفظ لا الخط. وآفَتِ البلادُ تَؤُوفُ أَوْفاً وآفةً وأُوُوفاً كقولك عُوُوفاً: صارت فيها آفةٌ، واللّه أَعلم.

أبق

عدل

الإباقُ: هرَبُ العبيد وذَهابهم من غير خوف ولا كدِّ عمل ،قال: وهذا الحكم فيه أَن يُردّ، فإذا كان من كدّ عمل أَو خوف لم يردّ. وفي حديث شريح: كان يَرُدُّ العبدَ من الإباق الباتِّ أي القاطع الذي لا شُبهة فيه. وقد أَبَقَ أي هربَ. وفي الحديث: أَن عبداً لابن عمر، رضي الله عنهما، أَبَق فلحِق بالروم. ابن سيده: أَبَقَ يَأْبِق ويأْبُق أَبْقاً وإباقاً، فهو آبق، وجمعه أُبَّاقٌ. وأَبَقَ وتأَبَّقَ: استخفى ثم ذهب؛ قال الأَعشى:فذاك ولم يَعْجِزْ من الموتِ رَبُّه، ولكنْ أَتاه الموتُ لا يتَأَبَّقُ الأَزهري: الإباقُ هرَبُ العبد من سيده. قال الله تعالى في يونس، عليه السلام، حين نَدَّ في الأَرض مُغاضِباً لقومه: إذ أَبَقَ إلى الفُلْك المَشْحُون. وتأَبَّق: استترَ، ويقال احتبس؛ وروى ثعلب أَنَّ ابن الأَعرابي أَنشده: أَلا قالتْ بَهانِ ولم تأَبَّقْ: كَبِرْتَ ولا يَلِيقُ بك النَّعيمُ قال: لم تأَبَّق إذا لم تأَثَّم من مقالتها، وقيل: لم تأَبَّق لم تأْنَف؛ قال ابن بري: البيت لعامر بن كعب بن عمرو بن سعد، والذي في شعره: ولا يَلِيطُ، بالطاء، وكذلك أَنشده أَبو زيد؛ وبعده: بَنُون وهَجْمةٌ كأَشاء بُسٍّ، صَفايا كَثَّةُ الأَوْبارِ كُومُ قال أبو حاتم: سأَلت الأَصمعي عن قوله ولم تأَبَّق فقال: لا أَعرفه؛ وقال أَبو زيد: لم تأَبَّق لم تبعد مأْخوذ من الإباق، وقيل لم تستخفِ أَي قالت علانية. والتأَبُّق: التواري، وكان الأَصمعي يرويه: أَلا قالتْ حَذامِ وجارَتاها وتأَبَّقت الناقة: حبَست لبنها. والأَبَقُ، بالتحريك: القِنَّب، وقيل: قشره، وقيل: الحبل منه؛ ومنه قول زهير: القائدَ الخيلِ مَنْكُوباً دوابرُها، قد أُحْكِمَت حَكماتِ القِدِّ والأَبَقا والأَبَقُ: الكتَّان؛ عن ثعلب. وأَبَّاق: رجل من رُجَّازهم، وهو يكنى أَبا قريبة.

أرق

عدل

الأَرَقُ: السَّهَرُ. وقد أَرِقْت، بالكسر، أَي سَهِرْت، وكذلك ائتَرَقْت على افْتَعَلْت، فأَنا أَرِقٌ. التهذيب: الأَرَقُ ذهاب النوم بالليل، وفي المحكم: ذهاب النوم لعلة. يقال: أَرِقْت آرَقُ. ويقال: أَرِقَ أَرَقاً، فهو أَرِقٌ وآرِقٌ وأَرُقٌ وأُرُقٌ؛ قال ذو الرمة: فبِتُّ بليلِ الآرِقِ المُتَمَلِّلِ فإذا كان ذلك عادته فبضمّ الهمزة والراء لا غير. وقد أَرَّقه كذا وكذا تأْريقاً، فهو مؤَرَّق، أَي أَسهَره؛ قال: متى أَنامُ لا يُؤَرِّقْني الكَرى قال سيبويه: جزمه لأَنه في معنى إن يكن لي نوم في غير هذه الحال لا يؤَرقني الكرى؛ قال ابن جني: هذا يدلك من مذاهب العرب على أنَّ الإشمام يقرُب من السكون وأَنه دون رَوْم الحركة، قال: وذلك لأَن الشعر من الرجز ووزنه: متى أَنا: مفاعلن، م لا يؤر: مفاعلن، رقْني الكرى: مستفعلن؛ والقاف من يؤَرقني بإزاء السين من مستفعلن، والسين كما ترى ساكنة؛ قال: ولو اعتددت بما في القاف من الإشمام حركة لصار الجزء إلى متفاعلن، والرجز ليس فيه متفاعلن إنما يأْتي في الكامل، قال: فهذه دلالة قاطعة على أَن حركة الإشمام لضعفها غير معتدّ بها، والحرف الذي هي فيه ساكن أَو كالساكن، وأَنها أَقل في النسبة والزنة من الحركة المُخفاة في همزة بين بين وغيرها. قال سيبويه: وسمعت بعض العرب يُشمُّها الرفع كأَنه قال غير مؤَرَّق، وأَراد الكَرِيّ فحذف إحدى الياءَين. والأَرْقانُ والأَرَقانُ والإرْقانُ: داءٌ يُصيب الزرع والنخل؛ قال: ويَتْرُكُ القِرْنَ مُصْفَرّاً أَنامِلُه، كأَنَّ في رَيْطَتَيْه نَضْحَ إرْقانِ وقد أَرقَ؛ ومن جعل همزته بدلاً فحكمه الياء، وزَرْع مأْرُوق ومَيْرُوق ونخلة مأْرُوقة. واليرَقانُ والأَرَقان أَيضاً: آفة تُصيب الإنسان يُصِيبه منها الصُّفار في جسده. الصحاح: الأَرَقانُ لغة في اليرَقان وهو آفة تصيب الزرع وداءٌ يصيب الناس. والإرْقانُ: شجر بعينه وقد فُسِّر به البيت.وقولهم: جاءَنا بأُمِّ الرُّبَيْق على أُرَيْقٍ تعني به الدَّاهيَة؛ قال أَبو عبيد: وأَصله من الحيَّات؛ قال الأَصمعي: تزعم العرب أَنه من قول رجل رأَى الغول على جمل أَوْرَق؛ قال ابن بري: حقُّ أُريق أَن يذكر في فصل ورق لأَنه تصغير أَورق تصغير الترخيم كقولهم في أَسود سُويد، ومما يدل على أَن أَصل الأُريق من الحيات، كما قال أَبو عبيد، قول العجاج: وقد رَأَى دُونيَ من تَهَجُّمِي أُمَّ الرُّبَيْقِ والأُرَيْقِ الأَزْنَمِ (* قوله «تهجمي» كذا بالأصل وشرح القاموس، ولعله: تجهمي بتقديم الجيم). بدلالة قوله الأَزنم وهو الذي له زَنَمة من الحيَّات. وأُراقُ، بالضم: موضع؛ قال ابن أَحمر: كأَنَّ على الجِمالِ، أَوانَ حُفَّتْ، هَجائنَ من نعاجِ أُراقَ عِينا

أزق

عدل

الأَزْقُ: الأَزْلُ وهو الضيق في الحرب، أَزَق يأْزِقُ :أَزْقاً. والمَأْزِق: الموضع الضيِّق الذي يقتتلون فيه. قال اللحياني: وكذلك مَأْزِق العيش ، ومنه سمي موضع الحرب مَأْزِقاً، والجمع المَآزِق، مفْعِل من الأَزْق. الفراء: تأَزَّق صدري وتَأَزَّل أَي ضاق.

أسق

عدل

المِئْساق :الطائر الذي يصفق بجناحيه إذا طار.

استبرق

عدل

قال الزجاج في قوله تعالى: عاليَهُم ثيابُ سُندس خُضر وإسْتَبْرَق، قال: هو الدِّيباج الصفيق الغليظ الحسَن، قال: وهو اسم أَعجمي أَصله بالفارسية اسْتَقْره ونقل من العجمية إلى العربية كما سُمي الدِّيباجُ وهو منقول من الفارسية، وقد تكرر ذكره في الحديث، وهو ما غلُظ من الحرير والإبْرَيْسَم؛ قال ابن الأثير: وقد ذكرها الجوهري في الباء من القاف في برق على أَن الهمزة والتاء والسين من الزوائد، وذكرها أَيضاً في السين والراء، وذكرها الأَزهري في خماسي القاف على أَن همزتها وحدها زائدة، وقال: إنها وأَمثالَها من الأَلفاظ حروف غريبة وقع فيها وِفاق بين العجمية والعربية، وقال: هذا عندي هو الصواب.

أشق

عدل

الأُشَّق: دواء كالصمغ وهو الأُشَّج، دخيل في العربية.

أفق

عدل
الأُفْق والأُفُق مثل عُسْر وعسُر: ما ظهر من نواحي الفَلَك

وأَطراف الأَرض، وكذلك آفاق السماء نواحيها، وكذلك أُفْق البيت من بيوت الأَعراب نواحيه ما دون سَمْكه، وجمعه آفاق، وقيل: مَهابُّ الرياح الأَربعة: الجَنُوب والشَّمال والدَّبور والصَّبا. وقوله تعالى: سنُريهم آياتِنا في الآفاق وفي أَنفُسهم؛ قال ثعلب: معناه نُرِي أَهل مكة كيف يُفتح على أَهل الآفاق ومَن قرُب منهم أَيضاً. ورجل أُفُقِيّ وأَفَقِيّ: منسوب إلى الآفاق أَو إلى الأُفُق، الأَخيرة من شاذّ النسب. وفي التهذيب: رجل أَفَقِيّ، بفتح الهمزة والفاء، إذا كان من آفاق الأَرض أَي نواحيها، وبعضهم يقول أُفُقي، بضمهما، وهو القياس؛ قال الكميت: الفاتِقُون الراتِقُو ن الآفِقُون على المعاشِرْ ويقال: تأَفَّق بنا إذا جاءنا من أُفُق؛ وقال أَبو وَجْزة: أَلا طَرَقَتْ سُعْدَى فكيْف تأَفَّقَتْ بنا، وهي مَيْسانُ اللَّيالي كَسُولُها؟ قالوا: تأَفَّقت بنا أَلمَّت بنا وأَتَتْنا. وفي حديث لقمان بن عاد حين وصف أَخاه فقال: صَفّاقٌ أَفّاق؛ قوله أَفَّاق أَي يضرب في آفاق الأَرض أَي نواحيها مُكْتَسِباً؛ ومنه شعر العباس يمدح النبي، صلى الله عليه وسلم:وأَنتَ لمَّا وُلِدْتَ أَشْرَقَتِ الـ أَرضُ، وضاءتْ بنُورِكَ الأُفُقُ وأَنَّث الأُفق ذهاباً إلى الناحية كما أَنث جرير السور في قوله: لما أَتى خَبَرُ الزُّبَيْرِ، تَضَعْضَعَتْ سُور المَدينةِ، والجبالُ الخُشَّعُ ويجوز أَن يكون الأُفُقُ واحداً وجمعاً كالفُلْك؛ وضاءت: لغة في أَضاءت. وقعدت على أَفَق الطريق أَي على وجهه، والجمع آفاق. وأَفَق يأْفِق: ركب رأْسَه في الآفاق. والأُفُق: ما بين الزِّرَّيْنِ المقدَّمين في رُواق البيت. والآفِق، على فاعل: الذي قد بلغ الغاية في العلم والكرم وغيره من الخير، تقول منه: أَفِق، بالكسر، يأْفَقُ أَفَقاً؛ قال ابن بري: ذكر القَزّاز أَنّ الآفِق فعله أَفَق يأْفِق، وكذا حكي عن كراع، واستدل القزاز على أَنه آفِق على زنة فاعِل بكون فعله على فَعَلَ؛ وأَنشد أَبو زياد شاهداً على آفق بالمد لسراج بن قُرَّةَ الكلابي: وهي تَصَدَّى لِرِفَلٍّ آفِقِ، ضَخْمِ الحُدولِ بائنِ المَرافِقِ وأَنشد غيره لأَبي النجم: بين أَبٍ ضَخْمٍ وخالٍ آفِقِ، بين المُصَلّي والجَوادِ السابِقِ وأَنشد أَبو زيد: تَعْرِفُ، في أَوْجُهِها البَشائرِ، آسانَ كلِّ آفِقٍ مُشاجِرِ وقال عليّ بن حمزة: أَفِق مُشاجر بالقصر، لا غير، قال: والأَبيات المتقدّمة تشهد بفساد قوله. وأَفَقَ يأْفِق أَفْقاً: غلَب يغلِب. وأَفَق على أَصحابه يأْفِق أَفْقاً: أَفضلَ عليهم؛ عن كراع؛ وقول الأَعشى: ولا المَلِكُ النُّعْمانُ، يومَ لَقِيتُه بغِبْطَتِه، يُعْطِي القُطوطَ ويأْفِقُ أَراد بالقُطوط كتب الجوائز، وقيل: معناه يُفْضِل، وقيل: يأْخذ من الآفاق. ويقال: أَفَقَه يأْفِقُه إذا سبَقَه في الفضل. ويقال: أَفَقَ فلان إذا ذهب في الأَرض، وأَفَق في العَطاء أَي فَضَّل وأَعطى بعضاً أَكثر من بعض. الأَصمعي: بعير آفِق وفرس آفِق إذا كان رائعاً كريماً والبعير عتيقاً كريماً. وفرس آفِق قُوبِل من آفِق وآفِقة إذا كان كريم الطرفين. وفرس أُفُقٌ، بالضم: رائع، وكذلك الأُنثى؛ وأَنشد لعمرو بن قِنْعاس: وكنتُ إذا أَرَى زِفّاً مريضاً يُناحُ على جَنازَتِهِ، بَكَيْتُ (* قوله «زفأ» كذا في الأصل مضبوطاً بزاي مكسورة وفاء ومثله في شرح القاموس). أُرَجِّلُ جُمَّتي وأَجُرُّ ثوبي، وتَحْمِلُ بِزَّتي أُفُقٌ كُمَيْتُ والأَفِيقُ: الجلد الذي لم يُدبغ؛ عن ثعلب، وقيل: هو الذي لم تتم دِباغته. وفي حديث عمر، رضي الله عنه: أَنه دخل على النبي، ، وعنده أَفيق؛ قال: هو الجلد الذي لم يتمّ دِباغُه، وقيل: هو ما دُبِغ بغير القَرظ من أَدْبِغة أَهل نجد مثل الأَرْطى والحُلَّبِ والقَرْنُوة والعِرْنةِ وأَشياء غيرها، فالتي تدبغ بهذه الأَدْبِغة فهي أَفَقٌ حتى تُقدّ فيُتَّخذ منها ما يتخذ. وفي حديث غَزْوان: فانطلقت إلى السوق فاشتريت أَفِيقةً أَي سِقاء من أَدَم، وأَنثه على تأْويل القربة والشَّنّة، وقيل: الأَفِيق الأَديم حين يخرج من الدِّباغ مفروغاً منه وفيه رائحته، وقيل: أَوّل ما يكون من الجلد في الدباغ فهو مَنِيئة ثم أَفِيق ثم يكون أَديماً، والمنيئة: الجلد أَول ما يدبغ ثم هو أَفيق، وقد مَنَأْته وأَفَقْته، والجمع أَفَق مثل أَديِم وأَدَم. والأَفَقُ: اسم للجمع وليس بجمع لأَن فعيلاً لا يكسر على فعَل. قال ابن سيده: وأَرى ثعلباً قد حكى في الأَفِيق الأَفِقَ على مثال النَّبِق وفسره بالجلد الذي لم يدبغ، قال: ولست منه على ثقة؛ وقال اللحياني: لا يقال في جمعه أُفُق البَتّةَ وإنما هو الأَفَقُ، بالفتح، فأَفِيق على هذا له اسم جمع وليس له جمع؛ وأَفَق الأَدِيمَ يأْفِقه أَفْقاً: دبغه إلى أَن صار أَفيقاً. الأَصمعي: يقال للأَديم إذا دبغ قبل أَن يُخرز أَفيق، والجمع آفِقة مثل أَدِيم وآدِمة ورغيف وأَرغفة؛ قال ابن بري: والأَفِيق من الإنسان ومن كل بهيمة جلده؛ قال رؤبة: يَشْقَى به صَفْحُ الفَرِيصِ والأَفَقْ وأَفَقُ الطريق: سَنَنُه. والأَفَقةُ: المَرقةُ من مَرَق الإهاب. والأَفقة: الخاصرة، وجمعها أَفَق؛ قال ثعلب: هي الآفِقة مثل فاعلة. وأُفاقةُ: موضع ذكره لبيد فقال: وشَهِدْتُ أَنْجِيَةَ الأُفاقةِ عالِياً كَعْبي، وأَرْدافُ المُلوكِ شُهودُ وأَنشد ابن بري للجعدي: ونحنُ رَهَنَّا بالأُفاقةِ عامِراً، بما كان في الدِّرْ داء رَهْناً فأُبْسِلا وقال العَوّامُ بن شَوْذَب: (* قوله «العوام بن شوذب» كذا في الأصل وشرح القاموس؛ وعبارة ياقوت: العوام أخو الحرث بن همام). قَبَحَ الإلَهُ عِصابةً من وائلٍ يومَ الأُفاقةِ أَسْلَمُوا بِسْطاما

ألق

عدل

الأَلْقُ والأُلاقُ والأَوْلَقُ: الجُنُون، وهو فَوْعل، وقد أَلَقَه اللهُ يأْلِقُه أَلْقاً. ورجل مأْلُوق ومُأَوْلَقٌ على مثال مُعَوْلَقٍ من الأَوْلَق؛ قال الرياشي: أَنشدني أَبو عبيدة: كأَنَّما بِي مِن أراني أَوْلَقُ ويقال للمجنون: مُأَوْلَق، على وزن مُفَوْعل؛ وقال الشاعر: ومُأَوْلَقٍ أَنْضَجْتُ كَيّةَ رأْسِه، فتركْتُه ذَفِراً كريحِ الجَوْرَبِ هو لنافع بن لَقِيط الأَسدي، أَي هَجْوتُه. قال الجوهري: وإن شئت جعلت الأَولق أَفعل لأَنه يقال أُلِق الرجلُ فهو مَأْلُوق على مَفعول؛ قال ابن بري: قولُ الجوهري هذا وهَم منه، وصوابه أِن يقول وَلَق الرجلُ يَلِقُ، وأَما أُلِقَ فهو يشهد بكون الهمزة أَصلاً لا زائدة. أَبو زيد: امرأَة أَلَقى، بالتحريك، قال وهي السريعة الوَثْبِ؛ قال ابن بري: شاهده قول الشاعر: ولا أَلَقَى ثَطَّةُ الحاجِبيْـ نِ، مُحْرَفةُ الساقِ، ظَمْأَى القَدَمْ وأَنشد ابن الأعرابي: شَمَرْدَل غَيْر هُراء مِئْلَق قال: المِئلَق من المأْلُوق وهو الأحمق أَو المَعْتُوه. وأُلِقَ الرجل يُؤْلَق أَلْقاً، فهو مأْلوق إذا أَخذه الأَوْلَق؛ قال ابن بري: شاهدُ الأَوْلق الجنون قول الأَعشى: وتُصْبِح عن غِبِّ السُّرى وكأَنّها أَلَمَّ بها، من طائِف الجِنِّ، أَوْلَقُ وقال عيينة بن حصن يهجو ولد يَعْصُر وهم غَنِيٌّ وباهِلةُ والطُّفاوةُ: أَباهِل، ما أَدْرِي أَمِنْ لُؤْمِ مَنْصِبي أُحِبُّكُمُ، أَم بي جُنونٌ وأَوْلَقُ؟ والمأْلُوق: اسم فرس المُحَرِّش (* قوله «المحرش» بالشين المعجمة، وفي القاموس بالقاف). بن عمرو صفة غالبة على التشبيه. والأَولَقُ: الأَحمق. وأَلَقَ البرقُ يأْلِق أَلْقاً وتأَلًق وائْتلَق يَأْتَلق ائْتلاقاً: لمَعَ وأَضاء؛ الأَول عن ابن جني؛ وقد عدّى الأَخير ابن أَحمر فقال: تُلَفِّفُها بِدِيباجٍ وخَزٍّ ليَجْلُوها، فَتَأْتَلِقُ العُيونا وقد يجوز أَن يكون عدّاه بإسقاط حرف أَو لأَنَّ معناه تختطف. والائتلاقُ: مثل التأَلُّق. والإلَّق: المُتأَلِّق، وهو على وزن إمَّع. وبرقٌ أَلاّق: لا مطر فيه. والأَلْقُ: الكذب. وأَلَق البرقُ يأْلِقُ أَلْقاً إذا كذب. والإلاق: البرق الكاذب الذي لا مطر فيه. ورجل إلاقٌ: خدّاع متلوّن شبه بالبرق الأُلًق؛ قال النابغة الجعدي: ولسْت بِذِي مَلَقٍ كاذِبِ إلاقٍ، كَبَرْقٍ من الخُلَّبِ فجعل الكَذوب إلاقاً. وبرق أُلَّق: مثل خُلَّب. والأَلوقةُ: طعام يُصلَح بالزُّبد؛ قال الشاعر: حَدِيثُك أَشْهَى عندنا من أَلُوقةٍ، يُعَجِّلها طَيّانُ شَهْوانُ للطُّعْمِ قال ابن بري: قال ابن الكلبي الأَلوقة هو الزبد بالرُّطَب، وفيه لغتان أَلُوقة ولُوقة؛ وأَنشد لرجل من عُذْرة: وإنِّي لِمَنْ سالَمْتُمُ لأَلُوقةٌ، وإنِّي لِمَنْ عاديتُمُ سَمُّ أَسْوَد ابن سيده: والأَلوقة الزبدة؛ وقيل: الزبدة بالرُّطَب لتأَلُّقِها أَي بَرِيقها، قال: وقد توهم قوم أَن الأَلوقة (* قوله «أن الألوقة لما إلخ» كذا بالأصل، ولعله أن الألوقة من لوق لما كانت أي لكونها). لما كانت هي اللُّوقة في المعنى وتقاربت حروفهما من لفظهما، وذلك باطل، لأَنها لو كانت من هذا اللفظ لوجب تصحيح عينها إذ كانت الزيادة في أَولها من زيادة الفعل، والمثال مثاله، فكان يجب على هذا أَن تكون أَلْوُقَةً، كما قالوا في أَثْوُب وأَسْوق وأَعْيُن وأَنْيُب بالصحة ليُفْرق بذلك بين الاسم والفعل.ورجل إلْقٌ: كَذُوب سيِّء الخُلُق. وامرأَة إلقة: كَذُوب سيئة الخلق.والإلْقة السِّعْلاة، وقيل الذئب. وامرأَة إلْقةٌ: سريعة الوثب. ابن الأَعرابي: يقال للذئب سِلْقٌ وإلْق. قال الليث: الإلقة توصف بها السِّعلاة والذئبة والمرأَة الجَريئة لخُبْثهن. وفي الحديث: اللهم إني أَعوذ بك من الأَلْس والأَلْقِ؛ هو الجنون؛ قال أَبو عبيد: لا أَحسَبه أَراد بالأَلْق إلا الأَوْلَقَ وهو الجنون، قال: ويجوز أَن يكون أَراد به الكذب، وهو الأَلْق والأَوْلَق، قال: وفيه ثلاث لغات: أَلْق وإلْق، بفتح الهمزة وكسرها، ووَلْق، والفعل من الأَول أَلَقَ يأْلِقُ، ومن الثاني ولَقَ يلِقُ. ويقال: به أُلاق وأُلاس، بضم الهمزة، أَي جنون من الأَوْلَق والأَلْس. ويقال من الأَلْق الذي هو الكذب في قول العرب: أَلَقَ الرجلُ فهو يأْلِقُ أَلْقاً فهو آلِق إذا انبسط لسانه بالكذب؛ وقال القتيبي: هو من الوَلْق الكذب فأَبدل الواو همزة، وقد أَخذه عليه ابن الأَنباري لأَن إبدال الهمزة من الواو المفتوحة لا يجعل أَصلاً يقاس عليه، وإنما يتكلم بما سمع منه. ورجل إلاق، بكسر الهمزة، أَي كذوب، وأَصله من قولهم برق إلاق أَي لا مطر معه. والأَلاَّق أَيضاً: الكذاب، وقد أَلَق يأْلِق أَلْقاً. وقال أَبو عبيدة: به أُلاق وأُلاس من الأَوْلق والأَلْس، وهو الجنون. والإلق، بالكسر: الذئب، والأُنثى إلْقة، وجمعها إلَقٌ، قال: وربما قالوا للقِردة إلقة ولا يقال للذكر إلْق، ولكن قرد ورُبّاح؛ قال بشر بن المُعتمِر: تبارَكَ اللهُ وسبحانَه، مَن بيَدَيهِ النفْعُ والضَّرُّ مَن خَلْقُه في رِزْقه كلُّهم: الذِّيخُ والثًيْتَلُ والغُفْرُ وساكِنُ الجَوّ إذا ما عَلا فيه، ومَن مَسْكَنُه القَفْرُ والصَّدَعُ الأَعْصَمُ في شاهِقٍ، وجَأْبةٌ مَسْكَنُها الوَعْرُ والحَيّةُ الصَّمّاء في جُحْرِها، والتُّتْفُلُ الرائغُ والذَّرُّ وهِقْلةٌ تَرْتاعُ مِن ظِلِّها، لها عِرارٌ ولها زَمْرُ تَلْتَهِمُ المَرْوَ على شَهْوةٍ، وحَبُّ شيء عندها الجَمْرُ وظَبْيةٌ تخْضِم في حَنْظَلٍ، وعقربٌ يُعْجِبها التمْرُ وإلْقةٌ تُرْغِثُ رُبّاحَها، والسَّهْلُ والنوْفَلُ والنَّضْرُ

أمق

عدل

أَمْقُ العين: كمُؤْقها.

أنق

عدل

الأَنَقُ: الإعْجابُ بالشيء. تقول: أَنِقْت به وأَنا آنَق به أنَقاً وأَنا به أَنِق: مُعْجَب. وإنه لأَنِيقٌ مؤنق: لكل شيء أَعجبَك حُسْنه. وقد أَنِق بالشيء وأَنِق له أَنَقاً، فهو به أَنِقٌ: أُعْجِبَ. وأَنا به أَنِق أي مُعْجَب؛ قال: إن الزُّبَيْرَ زَلِقٌ وزُمَّلِقْ، جاءتْ به عَنْسٌ من الشامِ تَلِق، لا أَمِنٌ جَلِيسُه ولا أَنِقْ أَي لا يأْمَنُه ولا يأْنَق به، من قولهم أَنِقْت بالشيء أَي أُعْجِبت به. وفي حديث قزَعةَ مولى زياد: سمعت أَبا سعيد يحدِّث عن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، بأَربع فآنقَتْني أَي أَعجبتْني؛ قال ابن الأَثير: والمحدّثون يروونه أَيْنَقْنَني. وليس بشيء؛ قال: وقد جاء في صحيح مسلم: لا أَيْنَقُ بحديثه أَي لا أُعْجَب، وهي هكذا تروى. وآنقَني الشيء يُؤْنِقُني إيناقاً: أَعجبني. وحكى أبو زيد: أَنِقْت الشيء أَحببْته؛ وعلى هذا يكون قولهم: رَوضة أَنيق، في معنى مأْنُوقة أَي محبوبة، وأمّا أَنِيقة فبمعنى مُؤْنِقة. يقال: آنقَني الشيء فهو مُؤْنِق وأَنِيق، ومثله مؤْلم وأَلِيم ومُسمِع وسميع؛ وقال: أَمِنْ رَيْحانةَ الدّاعِي السميعُ ومثله مُبدِع وبديع؛ قال الله تعالى: بديع السمواتِ والأرض؛ ومُكِلٌّ وكَلِيل؛ قال الهذلي: حتى شآها كَلِيلٌ، مَوْهِناً، عَمِلٌ، باتَتْ طِراباً، وباتَ الليلَ لم يَنَمِ والأَنَقُ: حُسْن المَنْظر وإعْجابه إياك. والأَنَقُ: الفرَحُ والسُّرور، وقد أَنِقَ، بالكسر، يأْنَقُ أَنَقاً. والأَنَقُ: النباتُ الحسَن المعجب، سمِّي بالمصدر؛ قالت أَعرابية: يا حبذا الخَلاء آكلُ أَنَقي وأَلبَس خَلَقي وقال الراجز: جاء بنو عَمِّك رُوّادُ الأَنَقْ وقيل: الأَنَق اطِّراد الخُضْرة في عينيك لأَنها تُعجِب رائيها. وشيء أَنيقٌ: حسن مُعجِب. وتأنَّق في الأَمر إذا عمله بِنِيقةٍ مثل تَنَوَّقَ، وله إناقةٌ وأَناقةٌ ولَباقةٌ. وتأَنَّقَ في أُموره: تجوَّد وجاء فيها بالعجب.وتأْنَّقَ المَكانَ: أعجَبه فعَلِقَه لا يفارقه. وتأَنَّق فلان في الرَّوضة إذا وقع فيها معجباً بها. وفي حديث ابن مسعود: إذا وقعتُ في آل حم وقعتُ في رَوْضاتٍ أتأنَّقُهنّ، وفي التهذيب: وقعتُ في روْضاتٍ دَمِثاتٍ أَتأَنَّقُ فيهن؛ أَبو عبيد: قوله أَتأَنق فيهن أَتَتبَّع محاسنهن وأُعْجَبُ بهن وأَستلذُّ قراءتهن وأَتمتَّعُ بمحاسنهن؛ ومنه قيل: منظر أَنيق إذا كان حسناً معجباً، وكذلك حديث عبيد بن عمير: ما من عاشِية أَشدُّ أَنَقاً ولا أَبعدُ شِبَعاً من طالب علم أَي أَشد إعجاباً واستحساناً ومحَبَّة ورَغْبة. والعاشِيةُ من العَشاء: وهو الأَكل بالليل. ومن أَمثالهم: ليس المُتعلِّق كالمُتأَنِّق؛ معناه ليس القانع بالعُلْقة وهي البُلْغة من العيش كالذي لا يَقْنَع إلا بآنَق الأَشياء وأَعجبها. ويقال: هو يتأَنّق أَي يَطلُب آنَق الأَشياء. أَبو زيد: أَنِقْت الشيء أَنَقاً إذا أَحببْته؛ وتقول: روْضة أَنِيق ونبات أَنيق. والأَنُوقُ على فَعُول: الرَّخَمة، وقيل: ذكر الرخم. ابن الأَعرابي: أَنْوقَ الرجل إذا اصطاد الأَنُوق وهي الرخمة. وفي المثل: أَعزُّ من بيض الأَنُوق لأَنها تُحْرِزه فلا يكاد يُظْفَر به لأَن أَوْكارها في رؤوس الجبال والأَماكن الصعْبة البعيدة، وهي تُحمَّق مع ذلك. وفي حديث عليّ، رحمة الله عليه: ترقَّيتُ إلى مَرْقاةٍ يقْصُر دونها الأَنُوق؛ هي الرخمة لأَنها تبيض في رؤُوس الجبال والأَماكن الصعبة؛ وفي المثل: طَلبَ الأَبْلَقَ العَقُوقَ، فلمّا لم يَجِدْهُ، أَرادَ بيضَ الأَنُوقِ قال ابن سيده: يجوز أَن يُعْنى به الرخمة الأُنثى وأَن يعنى به الذكر لأَن بيض الذكر معدوم، وقد يجوز أَن يضاف البيض إليه لأَنه كثيراً ما يحضُنها، وإن كان ذكراً، كما يحضُن الظليم بيضه كما قال امرؤ القيس أَو أَبو حَيَّة النُّمَيْري: فما بَيْضةٌ باتَ الظَّلِيمُ يَحُفُّها، لدى جُؤْجُؤٍ عَبْلٍ، بمَيْثاءٍ حَوْمَلا وفي حديث معاوية قال له رجل: افْرِضْ لي، قال نعم، قال ولولدي، قال لا، قال ولعشيرتي، قال لا؛ ثم تمثل: طَلبَ الأَبلقَ العَقوقَ، فلمّا لم يجده، أَراد بَيضَ الأَنوق العَقُوقُ: الحامل من النُّوق، والأَبلق: من صفات الذكور، والذكر لا يحمل فكأَنه قال طَلَب الذكر الحامل. وبَيضُ الأَنوق مثَل للذي يطلبُ المُحال الممتنِع، ومنه المثل: أَعَزُّ من بيض الأَنُوق والأَبلقِ العقوق، وفي المثل السائر في الرجل يُسأَل ما لا يكون وما لا يُقْدَرُ عليه: كلَّفْتَني الأَبْلَقَ العَقُوق؛ ومثله: كلَّفتني بيض الأنوق. وفي التهذيب: قال معاوية لرجل أراده على حاجة لا يُسأَل مثلها وهو يَفْتِل له في الذِّرْوة والغاربِ: أَنا أَجَلُّ من الحَرْشِ ثم الخَديعةِ، ثم سأله أُخْرَى أَصْعبَ منها فأَنشد البيت المَثَلَ. قال أَبو العباس: وبيضُ الأنوق عزيز لا يوجد، وهذا مثل يُضرب للرجل يَسأَل الهَيِّنَ فلا يُعْطَى، فيَسأَل ما هو أَعز منه. وقال عُمارةُ: الأَنوقُ عندي العُقاب والناس يقولون الرخَمة، والرخمةُ توجد في الخَرابات وفي السهْل. وقال أَبو عمرو: الأَنوق طائر أَسود له كالعُرْف يُبعِد لبيضه. ويقال: فلان فيه مُوقُ الأَنُوق لأَنها تُحمَّق؛ وقد ذكرها الكميت فقال: وذاتِ اسْمَينِ، والأَلوانُ شَتَّى، تُحَمَّقُ، وهي كَيِّسةُ الحَوِيلِ يعني الرخمة. وإنما قيل لها ذات اسمين لأَنها تسمِّى الرخمة والأَنُوقَ، وإنما كَيِسَ حَوِيلُها لأَنها أَوَّل الطير قِطاعاً، وإنما تبيض حيث لا يَلْحَق شيء بيضها، وقيل: الأَنوق طائر يشبه الرخمة في القَدِّ والصَّلَعِ وصُفْرة المِنقار، ويخالفها أَنها سوداء طويلة المِنْقار؛ قال العُدَيْلُ بن الفَرْخ: بَيْضُ الأَنُوقِ كسِرِّهِنَّ، ومَن يُرِدْ بَيْضَ الأَنوقِ، فإنه بمَعاقِل

أهق

عدل

الأَيْهُقانُ: الجَرْجِيرُ، وفي الصحاح: الجرجير البرّيّ، وهو فَيْعُلان. وفي حديث قُسِّ بن ساعِدَة: ورَضِيع أَيْهُقان؛ هو الجرجير البري؛ قال لبيد: فَعَلا فُروع الأَيْهُقانِ، وأَطفَلَت بالجَلْهَتَينِ ظِباؤُها ونَعامُها إن نصبت فروعَ جعلت الأَلف التي في فَعلا للتثنية أَي الجَوْدُ والرِّهامُ هما فعلا فُروعَ الأَيهقان وأَنْبتاها، وإن رفعته جعلتها أصلية من عَلا يَعْلُو، وقيل: هو نبت يشبه الجرجير وليس به؛ قال أبو حنيفة: من العشب الأَيهقان وإنما اسمه النًهَقُ، قال: وإنما سماه لبيد الأَيْهُقان حيث لم يتفق له في الشعر إلا الأَيهقان، قال: وهي عُشبة تطول في السماء طولاً شديداً، ولها وردة حمراء وورقة عريضة، والناس يأْكلونه، قال: وسأَلت عنه بعض الأَعراب فقال: هو عشبة تستقل مقدار الساعد، ولها ورقة أَعظم من ورقة الحُوَّاءة وزهرة بيضاء، وهي تؤكل وفيها مرارة، واحدته أَيْهُقانة، وهذا الذي قاله أَبو حنيفة عن أَبي زياد من أَن الأَيْهُقان مغير عن النهَق مقلوب منه خطأٌ، لأَن سيبويه قد حكى الأَيْهُقان في الأَمثلة الصحيحة الوضعية التي لم يُعْنَ بها غيرها، فقال: ويكون على فَيْعُلان في الاسم والصفة نحو الأَيْهُقانِ والصَّـيْمُرانِ والزَّيْبُدان والهَيْرُدانِ، وإنما حملناه على فَيْعُلان دون أَفْعُلان، وإن كانت الهمزة تقع أَولاً زائدة، لكثرة فيْعُلان كالخَيْزُران والحَيْسُمان وقلة أَفعُلان.

أوق

عدل

الأُوقةُ: هَبْطة يجتمع فيها الماء، وجمعها أُوَق. والأَوْقُ: الثِّقَلُ. وأَلقى عليه أَوْقَه أَي ثِقَلَه؛ وأنشد ابن بري: إليكَ حتى قلَّدُوكَ طوْقَها، وحَمَّـلُوكَ عِبْأَها وأَوْقَها وآقَ علينا فلان أَوْقاً أَي أَشْرَفَ؛ وأَنشد: آقَ علينا، وهو شَرُّ آيِقِ، وجاءَنا مِن بَعْدُ بالبَهالِقِ ويقال: آقَ علينا مالَ بأَوْقِه، وهو الثِّقَلُ. وقال بعضهم: آقَ علينا أَتانا بالأَوْقِ، وهو الشُّؤْمُ؛ ومنه قيل بيت مؤَوَّقُ، والمؤوَّقُ: المَشْؤُوم؛ قال امرؤ القيس: وبَيْت يَفُوحُ المِسْكُ في حَجَراتِه، بعيدٌ من الآفاتِ غير مُؤَوَّقِ أَي غير مَشْؤُوم. ويقال: آقَ فلان علينا يؤُوق أَي مال علينا. والأَوْقُ: الثقل. وقد أَوَّقْته تأْويقاً أَي حمَّلته المَشقَّة والمكروه؛ قال جندل بن المُثَـنَّى الطُّهَوِيُّ: عَزَّ على عَمِّكِ أَن تُؤَوَّقي، أَو أَنْ تَبِيتي لَيْلةً لم تُغْبَقِي، أَو أَن تُرَيْ كأْباء لم تَبْرَنْشِقي وقال أبو عمرو: أَوَّقْتُه تأْوِيقاً، وهو أَن تُقلِّل طعامَه؛ قال الشاعر: عزَّ على عَمِّكِ أَن تؤَوَّقي والمُؤَوّقُ: الذي يؤخِّرُ طعامَه؛ قال الشاعر: لو كان حُتْرُوشُ بن عَزَّةَ راضِياً سِوَى عَيْشِه هذا بعَيْشٍ مُؤَوَّقِ ابن شميل: والأُوقةُ الرَّكِيَّة مثل البالُوعةِ هُوَّةٌ في الأَرض خَلِيقة في بطون الأَودِية وتكون في الرِّياض أَحياناً أُسَمِّيها إذا كانت قامتين أُوقةً، فما زاد وما كان أقلَّ من قامتين فلا أَعُدُّها أُوقة، وفمها مثل فم الرَّكِيَّة وأَوسع أَحياناً، وهي الهوة؛ قال رؤبة: وانْغَمَسَ الرَّامي لها بينَ الأُوَقْ في غِيلِ قَصباء وخِيسٍ مُخْتَلَقْ والأُوقِيَّةُ، بضم الهمزة وتشديد الياء: زِنةُ سبْعةِ مثاقيل، وقيل: زنة أربعين درهماً، فإن جعلتها أُفعُولة فهي من غير هذا الباب. والأَوْقُ: اسم موضع: قال النابغة الجعدي: أَتاهُنَّ أَنَّ مِياهَ الذُُّّها بِ فالمُلْجِ فالأَوْقِ فالمِيثَبِ قال الجوهري: وأَما قول الشاعر: تَمَـتَّعْ من السِّيدانِ والأَوْقِ نظْرةً، فقلْبُك للسِّيدانِ والأَوْقِ آلِفُ فهو اسم موضع.

أيق

عدل

الأَيْقُ: الوَظِيفُ، وقيل عظمه، وقال أبو عبيد: الأَيْقان من الوَظيفين موضعا القَيْد وهما القَيْنان؛ قال الطرماح: وقامَ المَها يَعْقِلْنَ كلَّ مُكَبَّلٍ، كما رُضً أيْقَا مُذْهَبِ اللًوْنِ صافِنِ وقال بعضهم: الأَيْقُ هو المَرِيطُ بين الثُّنَّةِ وأُمّ القِرْدان من باطن الرُّسْغ.

أبك

عدل

قال ابن بري: أَبِكَ الشيءُ يَأْبَك كثر، ورأَيت في نسخة من حواشي الصحاح ما صورته في الأَفعال لابن القطاع: أَبِكَ الرجلُ أَبْكاً وأَبَكاً كثر لحمه.

أدك

عدل

أَدِيك: اسم موضع؛ قال الراعي: ومُعْتَرَكٍ من أَهْلِها قد عَرَفْته بوادي أَدِيكٍ، حيث كان مَحانيا ويروى أَريك: وسيأْتي ذكره.

أرك

عدل

الأَراكُ: شجر معروف وهو شجر السِّواك يُستاك بفُروعه، قال أَبو حنيفة: هو أَفضل ما اسْتِيك بفرعه من الشجر وأَطيب ما رَعَتْه الماشية رائحةَ لَبَنٍ؛ قال أَبو زياد: منه تُتخذ هذه المَساوِيك من الفروع والعروق، وأَجوده عند الناس العُروق وهي تكون واسعة محلالاً، واحدته أَراكة، وفي حديث الزهري عن بني إِسرائيل: وعِنَبُهم الأَراك، قال: هو شجر معروف له حَمْل عناقيد العنب واسمه الكَباثُ، بفتح الكاف، وإِذا نَضِج يسمى المَرْدَ. والأَراك أَيضاً: القطعة من الأَراك كما قيل للقطعة من القصب أَباءَة، وقد جمعوا أَراكةً فقالوا أُرُك؛ قال كثيِّر عزة: إِلى أُرُكٍ بالجِذْعِ من بطن بِئْشةٍ عليهن صَيْفِيُّ الحَمام النَّوائحِ ابن شميل، الأَراكُ شجرة طويلة خضراء ناعمة كثيرة الورق والأَغصان خوَّارة العود تنبت بالغَوْر تتخذ منها المَساويك. الأَراك: شجر من الحَمْض، الواحدة أَراكة؛ قال ابن بري: وقد تجمع أَراكة على أَرائك؛ قال كليب الكلابي: أَلا يا حَمامات الأَرائِك بالضُّحَى، تَجاوَبْنَ من لَفَّاءَ دانٍ بَرِيرُها وإِبل أَراكية: ترعى الأَراك. وأَراكٌ أَرِكٌ ومؤْتَرِكٌ: كثير ملتف. وأَرِكت الإِبل تأْرَك أَرَكاً: اشتكت بطونها من أَكل الأَراك، وهي إِبل أَراكَى وأَرِكَةٌ، وكذلك طَلاحَى وطَلِحَةٌ وقَتادَى وقَتِدَة ورَماثى ورَمِثَة. وأَرَكَت تَأْرُك أُرُوكاً: رعت الأَراك. وأَرَكتْ تَأْرِكُ وتَأْرُك أُرُوكاً: لزمت الأَراك وأَقامت فيه تأْكله، وقيل: هو أَن تصيب أَي شجر كان فتُقيم فيه؛ قال أَبو حنيفة: الأراك الحَمْض نفسه، قال: وقال بعض الرواة أَرِكَتِ الناقة أَرَكاً، فهي أَرِكةٌ مقصور، من إِبل أُرُكٍ وأَوارِك: أَكلت الأَراك، وجمع فَعِلَةٍ على فُعُل وفواعل شاذ. والإِبل الأَوارك: التي اعتادت أَكل الأَراك، والفعل أَرَكَتْ تَأْركُ أَرْكاً، وقد أَرَكَتْ أُرُوكاً إِذا لزمت مكانها فلم تبرح، وقيل: إِنما يقال أَرَكَتْ إِذا أَقامت في الأَراك وهو الحمض، فهي أَرِكة؛ قال كثيِّر: وإِنَّ الذي يَنْوِي مِنَ المالِ أَهلُها أَوارِكُ، لمّا تَأْتَلِفْ، وعَوادِي يقول: إِن أَهل عَزَّة ينوون أَن لا يجتمع هو وهي ويكونا كالأوارِك من الإِبل والعَوَادي في ترك الاجتماع في مكان، وقيل: العَوَادي المقيمات في العِضاه لا تفارقها، يقول: أَهل هذه المرأَة يطلبون من مهرها ما لا يمكن كما لا يمكن أَن تأْتلف الأَوَارك والعَوادي وتجتمع في مكان واحد. وفي الحديث: أُتي بلَبنِ إِبلٍ أَوارِكَ أَي قد أَكلت الأَراك. ابن السكيت: الإِبل الأَوَارك المقيمات في الحَمْض، قال: وإِذا كان البعير يأْكل الأَراك قيل آرِك. ويقال: أَطيب الأَلبان أَلبان الأََارك. وقوم مُؤْرِكُونَ: رعت إِبلهم الأَراك، كما يقال: مُعِضُّون إِذا رعت إِبلهم العُضَّ؛ قال: أَقُولُ، وأَهلي مُؤْرِكُونَ وأَهلُها مُعِضُّون: إِنْ سارتْ فكيف نَسِيرُ؟ (* راجع في مادة عضض هذا البيت وتفسيره وتغليط أبي حنيفة في تخريجه وجه كلام الشاعر) قال ابن سيده: وهو بيت مَعنيٌّ قد وَهِم فيه أَبو حنيفة وردَّ عليه بعض حذاق المعاني، وهو مذكور في موضعه. وأَرَك الرجل بالمكان يَأْرُك ويأْرِك أُرُوكاً وأَرِك أَرَكاً، كلاهما: أَقام به. وأَرَكَ الرجلُ: لَجَّ. وأَرَكَ الأَمْرَ في عُنُقه: أَلزمه إِيَّاه. وأَرَكَ الجُرْحُ يأْرُكُ أُروكاً: تَماثَل وبَرَأَ وصلَح وسكَن ورَمُه. وقال شمر: يَأْرِك ويَأْرُك أُرُوكاً لغتان. ويقال: ظهرت أَرِيكَة الجُرْح إِذا ذهبتْ غَثِيثَتُه وظهر لحمه صحيحاً أَحمر ولم يَعْلُه الجلد، وليس بعد ذلك إِلاّ علوّ الجلد والجُفوف. والأَرِيكةُ: سرير في حَجَلة، والجمع أَرِيكٌ وأَرَائِك. وفي التنزيل: على الأَرائِك مُتَّكِئُون؛ قال المفسرون: الأَرائك السُّرُر في الحِجال؛ وقال الزجاج: الأَرَائك الفُرُش في الحِجَال، وقيل: هي الأَسرَّة وهي في الحقيقة الفُرُش، كانت في الحِجَال أَو في غير الحِجَال، وقيل: الأَريكة سرير مُنَجَّد مُزَيَّن في قُبَّة أَو بيت فإِذا لم يكن فيه سرير فهو حَجَلة، وفي الحديث: أَلا هل عسى رجل يُبَلِّغه الحديث عني وهو مُتَّكٍ على أَرِيكَتِه فيقول بيننا وبينكم كتاب الله؟ الأَرِيكة: السرير في الحَجَلة من دونه سِتْر ولا يسمَّى منفرداً أَريكةً، وقيل: هو كُلّ ما اتُّكِئَ عليه من سرير أَو فِراش أَو مِنَصَّةٍ. وأَرَّكَ المرأَةَ: سترها بالأَرِيكة؛ قال: تبيَّن أَنَّ أُمَّكَ لم تُؤَرَّكْ، ولم تُرْضِعْ أَميرَ المُؤْمِنِينَا والأَرِيكُ: اسم وادٍ. أَبو تراب عن الأَصمعي: هو آرَضُهُمْ أَن يفعل ذلك وآرَكُهُم أَن يفعله أَي أَخْلَقهم، قال: ولم يبلغني ذلك عن غيره. وأُرُكٌ وأَرِيكٌ: موضع؛ قال النابغة: عَفَا حُسُمٌ مِنْ فَرْتَنا فالفَوارِعُ، فَجَنْبَا أَرِيكٍ، فالتِّلاعُ الدَّوافِعُ (* في ديوان النابغة: عفا ذو حُساً بدل حُسْمٌ). وأَرَك: أَرض قريبة من تَدْمُر؛ قال القطامي: وقد تَعَرَّجْتُ لَمَّا ورَّكَت أَرَكاً، ذات الشِّمال، وعن أَيْماننا الرِّجَلُ

أسك

عدل

الإِسْكَتانِ، بكسر الهمزة: جانبا الفرج وهما قُدَّتاه، وطرفاه الشُّفْرانِ؛ وقال شمر: الإِسْكُ جانب الاسْتِ. ابن سيده: الإِسْكَتَانِ والأَسْكَتان شُفْرا الرَّحِم، وقيل: جانباه مما يلي شُفْريه؛ قال جرير: تَرَى بَرَصاً يلُوح بإِسْكَتَيْها، كعَنْفَقةِ الفَرَزْدق حين شابا والجمع إِسَكٌ وأَسْكٌ وإِسْكٌ، أَنشد ابن الأَعرابي: قَبَحَ الإِلَهُ، ولا أُقَبِّح غيرَهُمْ؛ إِسْكَ الإِماءِ بَني الأَسَكّ مُكَدِّمِ قال ابن سيده: كذا رواه إِسْك، بالإِسكان، وقيل: الإِسك جانب الاسْت هنا شبههم بجوانب الحَياء في نتنهم. ويقال للإِنسان إِذا وصف بالنَّتْن: إِنما هو إِسك أَمَةٍ، وإِنما هو عَطِينة؛ وقال مُزَرَّد: إِذا شَفَتاه ذاقتا حَرَّ طَعْمِه، تَرَمَّزَتَا للحَرِّ كالإِسَكِ الشُّعْرِ وامرأَة مَأْسُوكَةٌ: أَخْطأَت خافِضَتُها فأَصابت غير موضع الخَفْضِ، وفي التهذيب: فأَصابت شيئاً من أَسْكَتَيْها. وآسَكُ: موضع.

أفك

عدل

لإِفْك: الكذب. والأَفِيكةُ: كالإِفْك، أَفَكَ يَأْفِك وأَفِكَ إِفْكاً وأُفُوكاً وأَفْكاً وأَفَكاً وأَفَّكَ؛ قال رؤْبة: لا يأْخُذُ التَأْفِيكُ والتَّحَزِّي فِينَا، ولا قول العِدَى ذُو الأَزِّ التهذيب: أَفَكَ يأُْفِكُ وأَفِكَ يأْفَكُ إِذا كذب. ويقال: أَفَكَ كذب. وأَفَكَ الناسَ: كذبهم وحدَّثهم بالباطل، قال: فيكون أَفَكَ وأَفَكْتُه مثل كَذَب وكَذَبْته. وفي حديث عائشة، رضوان الله عليها: حين قال فيها أَهلُ الإِفْكِ ما قالوا؛ الإِفْكُ في الأَصل الكذب وأَراد به ههنا ما كُذِبَ عليها مما رميت به. والإِفْك: الإِثم. والإِفْكُ: الكذب، والجمع الأَفَائكُ. ورجل أَفَّاك وأَفِيك وأَفُوك: كذاب. وآفَكَهُ: جعله يَأْفِكُ، وقرئَ: وذلك إِفْكُهُمْ (* قوله «وقرئ وذلك إفكهم إلخ» هكذا بضبط الأصل، وهي ثلاث قراءات ذكرها الجمل وزاد قراءات أخر: أفكهم بالفتح مصدراً وأفكهم بالفتحات ماضياً وأفكهم كالذي قبله لكن بتشديد الفاء وآفكهم بالمد وفتح الفاء والكاف وآفكهم بصيغة اسم الفاعل.) وأَفَكُهُمْ وآفَكُهُمْ. وتقول العرب: يا لَلأَفِيكةِ ويا لِلأَفِيكة، بكسر اللام وفتحها، فمن فتح اللام فهي لام استغاثة، ومن كسرها فهو تعجب كأَنه قال: يا أَيها الرجل اعجب لهذه الأَفيكة وهي الكَذْبة العظيمة. والأَفْكُ، بالفتح: مصدر قولك أَفَكَهُعن الشيء يَأْفِكُه أَفْكاً صرفه عنه وقلبه، وقيل: صرفه بالإِفك؛ قال عمرو بن أُذينة (* قوله «عمرو بن أُذينة» الذي في الصحاح وشرح القاموس: عروة). إِن تَكُ عن أَحْسَنِ المُروءَة مَأْ فُوكاً، ففي آخِرِىنَ قد أُفِكُوا (* قوله «أحسن المروءة» رواية الصحاح: أحسن الصنيعة). يقول: إِن لم تُوَفَّقْ للإِحسان فأَنت في قوم قد صرفوا من ذلك أَيضاً. وفي حديث عرض نفسه على قبائل العرب: لقد أُفِكَ قومٌ كذَّبوك ظاهروا عليك أَي صُرِفوا عن الحق ومنعوا منه. وفي التنزيل: يُؤْفَكُ عنه مَن أُفِكَ؛ قال الفراء: يريد يُصْرَفُ عن الإِيمان من صُرِف كما قال: أَجئتَنا لتَأْفكَنَا عن آلهتنا؛ يقول: لتصرفنا وتصدنا. والأَفَّاك: الذي يَأْفِكُ الناس أَي يصدهم عن الحق بباطله. والمَأْفوك: الذي لا زَوْرَ له. شمر: أُفِك الرجلُ عن الخير قلب عنه وصرف. والمُؤْتفِكات: مَدائن لوط، على نبينا وعليه الصلاة والسلام، سميت بذلك لانقلابها بالخَسْف. قال تعالى: والمُؤْتَفِكةَ أَهْوى، وقوله تعالى: والمُؤْتِفكات أَتتهم رسلهم بالبينات؛ قال الزجاج: المؤْتفكات جمع مُؤْتَفِكة، ائْتَفَكَتْ بهم الأَرض أَي انقلبت. يقال: إِنهم جمع من أَهلك كما يقال للهالك قد انقلبت عليه الدنيا. وروى النضر بن أَنس عن أَبيه أَنه قال: أَي بنيّ لا تنزلنَّ البصرة فإِنها إِحدى المُؤْتَفِكات قد ائْتَفَكَت بأَهلها مرتين هي مُؤْتَفِكة بهم الثالثة قال شمر: يعني بالمُؤتفكة أَنها غرقت مرتين فشبه غرقها بانقلابها. والائْتِفاك عند أَهل العربية: الانقلاب كقريات قوم لوط التي ائْتَفَكتْ بأَهلها أَي انقلبت، وقيل: المُؤْتَفِكاتُ المُدُن التي قلبها الله تعالى على قوم لوط، عليه السلام. وفي حديث سعيد بن جبير وذكر قصة هلاك قوم لوط قال: فمن أَصابته تلك الافكة أَهلكته، يريد العذاب الذي أَرسله الله عليهم فقلب بها ديارهم. يقال: ائْتَفَكَت البلدة بأَهلها أَي انقلبت، فهي مُؤتَفِكة. وفي حديث بشير بن الخصَّاصية: قال له النبي، : ممن أَنت؟ قال: من ربيعة، قال: أَنتم تزعمون لولا ربيعةُ لائْتَفَكت الأَرضُ بمن عليها أَي انقلبت. والمُؤْتَفِكاتُ: الرِّياح تختلف مَهابّهُا. والمُؤْتَفِكات: الرياح التي تقلب الأَرض، تقول العرب: إِذا كثرت المؤْتفكات زَكَتِ الأَرضُ أَي زكازرعها؛ وقول رؤبة: وجَوْن خَرقٍ بالرياح مُؤتَفك أَي اختلفت عليه الرياح من كل وجه. وأَرض مَأْفوكة: وهي التي لم يصبها المطر فأَمحلت. ابن الأَعرابي: ائْتَفَكت تلك الأَرضُ أَي احترَقتْ من الجدب؛ وأَنشد ابن الأَعرابي: كأَنها، وهي تَهاوَى تَهْتَلِك، شَمْسٌ بِظلٍّ، ذا بهذا يَأْتَفِك قال يصف قَطاةً باطِن جناحيها أَسود وظاهره أَبيض فشبه السواد بالظلمة وشبه البياض الشمس، يَأْتَفِك: ينقلب. والمَأْفوك: المأْفون وهو الضعيف العقل والرأْي. وقوله تعالى: يُؤْفَكُ عنه مَن أُفِكَ؛ قال مجاهد: يُؤْفن عنه من أُفِنَ. وأُفِنَ الرجل: ضعف رأْيه، وأَفَنَهُ الله. وأُفِكَ الرجل: ضعف عقله ورأْيه، قال: ولم يستعمل أَفَكه الله بمعنى أَضعف عقله وإِنما أَتى أَفَكه بمعنى صرفه، فيكون المعنى في الآية يصرف عن الحق من صرفه الله. ورجل أَفِيكٌ ومَأْفوك: مخدوع عن رأْيه؛ الليث: الأَفِيكُ الذي لا حَزْم له ولا حيلة؛ وأَنشد: ما لي أَراكَ عاجزاً أَفِيكا؟ ورجل مَأْفوك: لا يصيب خيراً. وأَفكهُ: بمعنى خدعة.

أكك

عدل

لأَكَّةُ: الشديدة من شدائد الدهر. والأَكَّةُ: شدة الحرّ وسكونُ الريح مثل الأَجَّةِ، إِلا أَن الأَجَّة التَّوَهُّج والأَكَّةَ الحر المُحْتَدِمُ الذي لا ريح فيه. ويقال: أَصابتنا أَكَّة؛ ويوم أَكٌّ وأَكِيكٌ وقد أَكَّ يومُنا يَؤُكُّ أَكّاً وأْتَكَّ، وهو افتعل منه، وليلة أَكَّة كذلك. وحكى ثعلب: يوم عَكّ أَكّ شديد الحرّ مع لِينٍ واحتباس ريح؛ حكاها مع أَشياء إِتباعية، قال: فلا أَدري أَذَهب به إِلى أَنه شديد الحرّ وأَنه يفصل من عَكٍّ كما حكاه أَبو عبيد وغيره. وفي الموعب: ويوم عَكٌّ أَكّ حار ضَيق غام (* قوله: غام؛ هكذا في الأصل)، وعَكِيك أَكِيكٌ. والأَكَّة: فَوْرة شديدة في القَيْظ وهو الوقت الذي تَرْكُد فيه الريح. التهذيب: يوم ذواأَكّ ودوأَكَّة وقد ائتَكَّ وهو يوم مُؤتَكّ، وكذلك في وُجوهه، ويقال: إِن في نفسه عليّ لأَكَّة أَي حِقْداً. وقال أَبو زيد: رماه الله بالأَكَّةِ أَي بالموت. وأْتَكَّ فلان من أَمر أَرْمَضَه وأَكَّهُ يَؤُكُّه أَكّاً: ردَّه والأَكَّة: الزحمة؛ قال: إِذا الشَّرِيبُ أَخَذَتْه أَكَّهْ، فَخَلِّه حتى يَبُكَّ بَكَّهْ في الموعب: الشَّرِيبُ الذي يسقي إِبله مع إِبلك، يقول: فخله يورد إِبله الحوض فتَباكُّ عليه أَي تزدحم فيسقي إِبله سقيه؛ قال: تَضَرَّجَتْ أَكَّاتُه وغَمَمُهْ الأَكَّةُ: الضيقُ والزحمة. وأكَّه يَؤُكُّه أَكّاً: زاحمه. وأْتَكَّ الوِرْدُ: ازدحم، معنى الورْد جماعة الإِبل الواردة. وأْتَكَّ من ذلك الأَمر: عظم عليه وأَنِفَ منه.

ألك

عدل

في ترجمة علج: يقال هذا أَلوكُ صِدْقٍ وعَلوك صِدْقٍ وعَلُوج صِدْقٍ لما يؤكل، وما تَلَوَّكْتُ بأَلوكٍ وما تَعَلَّجْتُ بعَلوج. الليث: الأَلوك الرسالة وهي المَأْلُكة، على مَفْعُلة، سميت أَلوكاً لأَنه يُؤْلَكُ في الفم مشتق من قول العرب: الفرس يَأْلُك اللُّجُمَ، والمعروف يَلوك أَو يَعْلُك أَي يمضغ. ابن سيده: أَلَكَ الفرسُ اللجام في فيه يَأْلُكه عَلَكه. والأَلوك والمَأْلَكة والمَأْلُكة: الرسالة لأنها تُؤْلَك في الفم؛ قال لبيد: وغُلامٌ أَرْسَلَتْهُ أُمُّه بأَلوكٍ، فَبَذَلْنا ما سَأَلْ قال الشاعر: أَبْلِغْ أَبا دَخْتَنُوسَ مَأْلُكةً، عن الذي قد يُقالُ مِ الكَذبِ قال ابن بري: أَبو دَخْتَنُوس هو لَقِيط بن زُرارة ودخْتَنُوس ابنته، سماها باسم بنت كِسرى؛ وقال فيها: يل ليت شِعْري عنكِ دَخْتَنوسُ، إِذا أَتاكِ الخبرُ المَرْمُوسُ قال: وقد يقال مَأْلُكة ومَأْلُك؛ وقوله: أَبْلِغْ يَزِيد بني شَيْبان مَأْلُكَةٌ: أَبا ثُبَيْتٍ، أَما تَنْفَكُّ تأْتَكِلُ؟ إِنما أَراد تَأْتَلِكُ من الأَلوك؛ حكاه يعقوب في المقلوب. قال ابن سيده: ولم نسمع نحن في الكلام تَأْتَلِكُ من الأَلوك فيكون هذا محمولاً عليه مقلوباً منه؛ فأَما قول عديّ بن زيد: أَبْلِغِ النُّعْمان عني مَأْلُكاً: أَنه قد طال حَبْسي وانْتِظار فإِن سيبويه قال: ليس في الكلام مَفْعُل، وروي عن محمد بن يزيد أَنه قال: مَأْلُك جمع مَأْلُكة، وقد يجوز أَن يكون من باب إِنْقَحل في القلة، والذي روي عن ابن عباس أَقيس (* قوله «والذي روي عن ابن عباس أقيس» هكذا في الأصل)؛ قال ابن بري: ومثله مَكْرُم ومَعُون، قال الشاعر: ليوم رَوْغٍ أَو فَعَال مَكْرُم وقال جميل: بُثَيْنَ الْزَمي لا، إِنَّ لا إِنْ لَزِمْتِه، على كثرةِ الوَاشينَ، أَيّ مَعُون قال: ونظير البيت المتقدم قول الشاعر: أَيُّها القاتلون ظلماً حُسَيْناً، أَبْشِرُوا بالعَذابِ والتَّتْكيل كلُّ أَهلِ السماء يَدْعُو عليكُمْ: من نَبيّ ومَلأَكٍ ورسول ويقال: أَلَك بين القوم إِذا ترسّل أَلْكاً وأُلُوكاً والاسم منه الأَلُوك، وهي الرسالة، وكذلك الأَلُوكة والمَأْلُكة والمَأْلُك، فإِن نقلته بالهمزة قلت أَلَكْتُه إِليه رسالةً، والأَصل أَأْلَكْتُه فأَخرت الهمزة بعد اللام وخففت بنقل حركتها على ما قبلها وحَذْفِها، فإِن أَمرتَ من هذا الفعل المنقول بالهمزة قلت أَلِكْني إِليها برسالة، وكان مقتضى هذا اللفظ أَن يكون معناه أَرْسِلْني إِليها برسالة، إِلا أَنه جاء على القلب إِذ المعنى كُنْ رسولي إِليها بهذه الرسالة فهذا على حد قولهم: ولا تَهَيَّبُني المَوْماةُ أَركبها أَي ولا أَتَهَيَّبُها، وكذلك أَلِكْني لفظه يقضي بأَن المخاطَب مُرْسِلٌ والمتكلم مُرْسَل، وهو في المعنى بعكس ذلك، وهو أَن المخاطب مُرْسَل والمتكلم مخرْسِل؛ وعلى ذلك قول ابن أَبي ربيعة: أَلِكْني إِليها بالسلام، فإِنَّهُ يُنَكَّرُ إِلْمامي بها ويُشَهَّرُ أَي بَلِّغْها سلامي وكُنْ رسولي إِليها، وقد تحذف هذه الباء فيقال أَلِكْني إِليها السلامَ؛ قال عمرو بن شَأْسٍ: أَلِكْني إِلى قومي السلامَ رِسالةً، بآية ما كانوا ضِعافاً ولا عُزْلا فالسلام مفعول ثان، ورسالة بدل منه، وإِن شئت حملته إِذا نصبت على معنى بَلِّغ عني رسالة؛ والذي وقع في شعر عمرو بن شأْس: أَلِكْني إِلى قومي السلامَ ورحمةَ الـ ـإِله، فما كانوا ضِعافاً ولا عُزْلا وقد يكون المُرْسَلُ هو المُرْسَل إِليه، وذلك كقولك أَلِكْني إِليك السلام أَي كُنْ رسولي إِلى نفسك بالسلام؛ وعليه قول الشاعر: أَلِكْني يا عتيقُِ إِليكَ قَوْلاً، سَتُهْدِيهِ الرواةُ إِليكَ عَني وفي حديث زيد بن حارثة وأَبيه وعمه: أَلِكْني إِلى قومي، وإِن كنتُ نائياً، فإِني قَطُِينُ البيتِ عند المَشَاعِرِ أَي بَلِّغ رسالتي من الأَلُوكِ والمَأْلُكة، وهي الرسالة. وقال كراع: المَأْلُك الرسالة ولا نظير لها أَي لم يجئ على مَفْعُل إِلا هي. وأَلَكَه يأْلِكُه أَلْكاً: أَبلغه الأَلُوك. ابن الأَنباري: يقال أَلِكْني إِلى فلان يراد به أَرسلني، وللاثنين أَلِكاني وأَلِكُوني وأَلِكِيني وأَلِكَاني وأَلِكْنَني، والأَصل في أَلِكْني أَلْئِكْني فحولت كسرة الهمزة إلى اللام وأُسقطت الهمزة؛ وأَنشد: أَلِكْني إِليها بخير الرسو لِ، أُعْلِمُهُمْ بنواحي الخَبَرْ قال: ومن بنى على الأَلوك قال: أَصل أَلِكُْني أَأْلِكْني فحذفت الهمزة الثانية تخفيفاً؛ وأَنشد: أَلِكْني يا عُيَيْنُ إِليكَ قولا قال أَبو منصور: أَلِكْني أَلِكْ لي، وقال ابن الأَنباري: أَلِكْني إِليه أَي كُنْ رسولي إِليه؛ وقا ل أَبو عبيد في قوله: أَلِكْني يا عُيَيْنُ إِليكَ عني أَي أَبلغ عني الرسالة إِليك، والمَلَكُ مشتق منه، وأَصله مَأْلَك، ثم قلبت الهمزة إِلى موضع اللام فقيل مَلأَك، ثم خففت الهمزة بأَن أُلقيت حركتها على الساكن الذي قبلها فقيل مَلَك؛ وقد يستعمل متمماً والحذف أَكثر:فلسْتَ لإِنْسيٍّ،. ولكن لمَلأَكٍ تَنَزَّلَ من جَوِّ السماء يَصُوب والجمع ملائكة، دخلت فيها الهاء لا لعجمة ولا لنسب، ولكن على حد دخولها في القَشاعِمَة والصيَّاقلة، وقد قالوا المَلائك. ابن السكيت: هي المَأْلَكة والمَلأَكة على القلب. والملائكة: جمع مَلأَكة ثم ترك الهمز فقيل مَلَك في الوحدان، وأَصله مَلأَك كما ترى. ويقال: جاء فلان قد اسْتَأْلكَ مَأْلُكَته أَي حمل رسالته.

أنك

عدل

الآنُك: الأُسْرُبُّ وهو الرَّصاصُ القَلْعِيُّ، وقال كراع: هو القزدير ليس في الكلام على مثال فاعُل غيره، فأَما كابُل فأَعجمي. وفي الحديث: من استَمَعَ إِلى قَيْنَة صَبَّ الله الآنُك في أُذُنيه يوم القيامة؛ رواه ابن قتيبة. وفي الحديث: من استمع إِلى حديث قومٍ هُمْ له كارِهون صبَّ في أُذنيه الآنُك يوم القيامة؛ قال القتيبي: الآنُك الأَسْرُبُّ. قال أَبو منصور: وأَحسبه معرَّباً، وقيل: هو الرَّصاص الأَبيض، وقيل الأَسود، وقيل هو الخالص منه وإِن لم يجئ على أَفْعُل واحداً غير هذا، فأَما أَشُدّ فمختلف فيه، هل هو واحد أَو جمع، وقيل: يحتمل أَن يكون الآنُك فاعُلاً لا أَفْعُلاً، قال: وهو شاذ؛ قال الجوهري: أَفْعُل من أَبنية الجمع ولم يجئ عليه للواحد إِلا آنُك وأَشُدّ، قال: وقد جاء في شعر عربي والقطعة الواحدة آنُكَة؛ قال رؤبة: في جِسْم جَدْل صَلْهَبيّ عَمَمُه، يَأْنُك عن تَفْئِيمه مُفَأّمُه قال الأَصمعي: لا أَدري ما يَأْنُك، وقال ابن الأَعرابي: يَأْنُك يعظم.

أيك

عدل

الأَيْكةَ: الشمر الكثير الملتفّ، وقيل: هي الغَيْضة تُنْبِتُ السَّدْر والأَراك ونحوهما من ناعم الشجر، وخص بعضهم به منبت الأَثْل ومُجتَمعه، وقيل: الأَيْكة جماعة الأَراك، وقال أَبو حنيفة: قد تكون الأَيْكة الجماع من كل الشجر حتى من النخل، قال: والأَول أَعرق، والجمع أَيْكٌ. وأَيِكَ الأَراك فهو أَيِكٌ واسْتَأْيَك، كلاهما: التفٍّ وصار أَيكة؛ قال: ونحنُ من فَلْجٍ بأَعْلَى شِعْبِ، أَيْكِ الأَراكِ مُتَداني القَضْبِ قال ابن سيده: أراه أيِكِ الأَرَاك فخفف، وأيْك أيِكٌ مُثْمر، وقيل هو على المبالغة. وفي التهذيب في قوله تعالى: كذَّب أصحابُ الأَيْكة المُرْسَلين؛ وقرئ أصحاب لَيكة، وجاء في التفسير أن اسم المدينة كان لَيْكة، واختار أبو عبيد هذه القراءة وجعل لَيْكة لا تنصرف، ومن قرأ أصحاب الأَيْكة قال: الأََيْك الشجر الملتفّ، يقال أيْكة وأيْك، وجاء في التفسير: إن شجرهم كان الدَّوْم. وروى شمر عن ابن الأَعرابي قال: يقال أيْكة من أثْل، ورَهْطٌ من عُشَر، وقَصِيمَة من غَضاً؛ قال الزجاج: يجوز وهو حسن جداً كذب أصحاب لَيْكةِ، بغير ألف على الكسر، على أن الأَصل الأيكةِ فأُلقيت الهمزة فقيل الَيْكةِ، ثم حذفت الألف فقال لَيْكَةِ، والعرب تقول (* قوله «والعرب تقول إلخ» عبارة زاده على البيضاوي كما تقول: مررت بالأحمر، على تحقيق الهمزة، ثم تخففها فتقول بلحمر، فإن شئت كتبته في الخط على ما كتبته أولاً وإن شئت كتبته بالحذف على حكم لفظ اللافظ فلا يجوز حينئذ إلا الجر كما لا يجوز في الايكة إلا الجر.) الأَحمرُ قد جاءني، وتقول إذا ألقت الهمزة: الحَمرُ جاءني، بفتح اللام وإثبات ألف الوصل، وتقول أيضاً: لَحْمَرُ جاءني، يريدون الأَحْمَرَ؛ قال: وإثبات الألف واللام فيها في سائر القرآن يدل على أن حذف الهمزة منها التي هي ألف وصل بمنزلة قولهم لَحْمَرَ؛ قال الجوهري: من قرأ كذَّب أصحابُ الأَيْكَة المرسلين، فهي الغَيْضة، ومن قرأ لَيْكة فهي اسم القرية. ويقال: هما مثل بَكَّة ومَكَّة.

ابريسم

عدل

قال ابن الأَعرابي: هو الإِبْرِيِسِم، بكسر الراء، وسنذكره في برسم إِن شاء الله تعالى.

أتم

عدل

الأَتْمُ من الخُرَز: أَن تُفْتَق خُرْزَتان فتَصِيرا واحدة، والأتُومُ من النساء: التي التَقى مَسْلَكاها عند الافْتِضاض، وهي المُفْضاة، وأَصلُه أَتَمَ يأْتِمُ إِذا جمع بين شيئين، ومنه سمي المَأْتَمُ لاجتماع النساء فيه؛ قال الجوهري: وأَصله في السِّقاء تَنْفَتِق خُرْزَتان فَتَصيران واحدة؛ وقال: أَيا ابنَ نخّاسِىَّة أَتُومِ وقيل الأَتُومُ الصغيرة الفَرْج؛ والمَأْتم كل مُجْتَمَعٍ من رجال أَو نساء في حُزْن أَو فَرَحٍ؛ قال: حتى تَراهُنَّ لَدَيْه قُيّما، كما تَرى حَوْلَ الأَمِير المَأْتَما فالمَأْتَمُ هنا رِجالٌ لا مَحالةَ، وخصَّ بعضهم به النساء يجتمعن في حُزْن أَو فرَح. وفي الحديث: فأَقاموا عليه مَأْتَماً؛ المَأْتَمُ في الأَصل: مُجْتَمَعُ الرجال والنساء في الغَمِّ والفَرَح، ثم خصَّ به اجتماع النساء للموت، وقيل: هو الشَّوابُّ منهنَّ لا غير، والميم زائدة. الجوهري: المَأْتم عند العرب النِّساء يجتمعن في الخير والشر؛ وقال أَبو حَيَّة النُّمَيْرِيّ: رِمَتْهُ أَناةٌ من رَبِيعةِ عامِرٍ، نَؤُومُ الضُّحى في مَأْتَمٍ أَيّ مأْتَمِ فهذا لا مَحالة مَقام فَرَح؛ وقال أَبو عطاء السِّنْدي: عَشِيَّة قام النائحاتُ، وشُقِّقت جُيوبٌ بأَيْدي مَأْتَمٍ وخُدُودُ أَي بأَيدي نِساءٍ فهذا لا مَحالة مَقام حُزْن ونَوْح. قال ابن سيده: وخصَّ بعضهم بالمَأْتَم الشوابَّ من النِّساء لا غير، قال: وليس كذلك؛ وقال ابن مقبل في الفَرَح: ومَأْتَمٍ كالدُّمى حور مَدامِعها، لم تَيْأَس العَيْشَ أَبكاراً ولا عُونا (* قوله «تيأس» كذا في التهذيب بمثناة تحتية). قال أبو بكر: والعامة تَغْلَط فتظنُّ أَن المأْتم النَّوْح والنياحة، وإِنما المَأْتَمُ النساء المجتَمِعات في فَرَح أَو حُزْن؛ وأَنشد بيت أَبي عَطاء السِّنْدي: عَشِيَّة قام النائحاتُ، وشُقِّقت جُيوبٌ بأَيْدي مَأْتَمٍ وخُدُودُ فجعل المأْتم النساء ولم يجعله النِّياحة؛ قال: وكان أَبو عطاء فصيحاً، ثم ذكر بيت ابن مقبل: ومَأْتمٍ كالدُّمى حور مَدامِعها، لم تيْأَس العَيْشَ أَبكاراً ولا عُونا وقال: أَراد ونِساء كالدُّمى؛ وأَنشد الجوهري بيت أَبي حَيَّة النميري: رَمَتْهُ أَناةٌ من رَبيعةِ عامِرٍ، نَؤُومُ الضُّحى في مَأْتَمٍ أَيّ مَأْتَمِ يريد في نِساء أَي نِساء، والجمع المَآتِم، وهو عند العامَّة المُصيبة؛ يقولون: كنّا في مَأْتَمِ فلان والصواب أَن يقال: كُنّا في مَناحة فلان. قال ابن بري: لا يمتنع أَن يقَع المَأْتَم بمعنى المَناحةِ والحزْن والنَّوْحِ والبُكاءِ لأَن النساء لذلك اجْتَمَعْنَ، والحُزْن هو السبب الجامع؛ وعلى ذلك قول التيمي في منصور بن زِياد: والناسُ مَأْتَمُهُم عليه واحدٌ، في كل دار رَنَّةٌ وزَفِيرُ وقال زيد الخيل: أَفي كلِّ عامٍ مَأْتَمٌ تَبْعَثُونَه على مِحْمَرٍ، ثَوَّبْتُموه وما رضَا وقال آخر: أَضْحى بَناتُ النَّبِّي، إِذْ قُتلوا، في مَأْتَمٍ، والسِّباعُ في عُرُسِ (* قوله «النبي» كذا في الأصل، والذي في شرح القاموس: السبي). أَي هُنَّ في حُزْن والسِّباع في سُرورٍ؛ وقال الفرزدق: فَما ابْنُكِ إِلا ابنٌ من الناس، فاصْبِري فَلن يُرْجِع المَوْتَى حَنِينُ المَآتِمِ فهذا كله في الشرّ والحُزْن، وبيت أَبي حية النميري في الخير. قال ابن سيده: وزعم بعضهم أَن المأْتَم مشتقٌّ من الأَتْمِ في الخُرْزَتَيْنِ، ومن المرأَة الأَتُوم، والتقاؤهما أَنَّ المَأْتَم النساء يجتمعن ويَتقابلن في الخير والشرِّ. وما في سيره أَتَمٌ ويَتَمٌ أَي إِبطاء. وخطب فما زال على . . . . . . (* كذا بياض بالأصل المعول عليه قدر هذا). شيء واحد. والأُتُم: شجر يشبه شجر الزيْتون ينبت بالسَّراة في الجبال، وهو عِظام لا يحمل، واحدته أُتُمة، قال: حكاها أَبو حنيفة. والأَتْم: موضع؛ قال النابغة: فأَوْرَدَهُنَّ بَطْنَ الأَتْمِ، شُعْثاً، يَصُنَّ المَشْيَ كالحِدَإِ التُّؤامِ وقيل: اسم واد؛ قال ابن بري: ومثله قول الآخر: أُكَلَّفُ، أَن تَحُلَّ بنو سُلَيم بطونَ الأَتْمِ؛ ظُلْم عَبْقَريّ قال: وقيل الأَتْمُ اسم جبل؛ وعليه قول خُفاف ابن نُدْبة يصف غَيثاً: عَلا الأَتْمَ منه وابلٌ بعد وابِلٍ، فقد أُرْهقَتْ قِيعانُه كل مُرْهَق

أثم

عدل

الإِثْمُ: الذَّنْبُ، وقيل: هو أَن يعمَل ما لا يَحِلُّ له. وفي التنزيل العزيز: والإِثْمَ والبَغْيَ بغير الحَقّ. وقوله عز وجل: فإِن عُثِر على أَنَّهما استَحقّا إثْماً؛ أَي ما أُثِم فيه. قال الفارسي: سماه بالمصدر كما جعل سيبويه المَظْلِمة اسم ما أُخِذ منك، وقد أَثِم يأْثَم؛ قال: لو قُلْتَ ما في قَوْمِها لم تِيثَمِ أَراد ما في قومها أَحد يفْضُلها. وفي حديث سعيد بن زيد: ولو شَهِدْتُ على العاشر لم إِيثَم؛ هي لغة لبعض العرب في آثَم، وذلك أَنهم يكسرون حَرْف المُضارَعة في نحو نِعْلَم وتِعْلَم، فلما كسروا الهمزة في إِأْثَم انقلبت الهمزة الأَصلية ياء. وتأَثَّم الرجل: تابَ من الإِثْم واستغفر منه، وهو على السَّلْب كأَنه سَلَب ذاته الإِثْم بالتوْبة والاستغفار أَو رامَ ذلك بهما. وفي حديث مُعاذ: فأَخْبر بها عند موتِه تَأَثُّماً أَي تَجَنُّباً للإِثْم؛ يقال: تأَثَّم فلانٌ إِذا فَعَل فِعْلاً خرَج به من الإِثْم، كما يقال تَحَرَّج إِذا فعل ما يخرُج به عن الحَرج؛ ومنه حديث الحسن: ما عَلِمْنا أَحداً منهم تَرك الصلاة على أَحدٍ من أَهْل القِبْلة تأَثُّماً، وقوله تعالى: فيهما إِثْمٌ كَبِيرٌ ومَنافِعُ للناس وإِثْمُهُما أَكْبَرُ من نَفْعِهما؛ قال ثعلب: كانوا إِذا قامَرُوا فَقَمَروا أَطْعَمُوا منه وتصدَّقوا، فالإطعام والصّدَقة مَنْفَعَة، والإِثْم القِمارُ، وهو أَن يُهْلِك الرجلُ ويذهِب مالَه، وجمع الإِثْم آثامٌ، لا يكسَّر على غير ذلك. وأَثِم فلان، بالكسر، يأْثَم إثْماً ومَأْثَماً أَي وقع في الإِثْم، فهو آثِم وأَثِيمٌ وأَثُومٌ أَيضاً. وأَثَمَه الله في كذا يَأْثُمُه ويأْثِمُه أَي عدَّه عليه إِثْماً، فهو مَأْثُومٌ. ابن سيده: أَثَمَه الله يَأْثُمُه عاقَبَه بالإِثْم؛ وقال الفراء: أَثَمَه الله يَأْثِمُه إِثْماً وأَثاماً إِذا جازاه جزاء الإِثْم، فالعبد مأْثومٌ أَي مجزيّ جزاء إثْمه، وأَنشد الفراء لنُصيب الأَسود؛ قال ابن بري: وليس بنُصيب الأَسود المَرواني ولا بنُصيب الأَبيض الهاشمي: وهَلْ يَأْثِمَنِّي اللهُ في أَن ذَكَرْتُها، وعَلَّلْتُ أَصحابي بها لَيْلة النفْرِ؟ ورأَيت هنا حاشيةً صورتُها: لم يقُل ابن السِّيرافي إِن الشِّعْر لنُصيب المرواني، وإِنما الشعر لنُصيب بن رياح الأَسود الحُبَكي، مولى بني الحُبَيك بن عبد مناة ابن كِنانة، يعني هل يَجْزِيَنّي الله جزاء إِثْمِي بأَن ذكرت هذه المرأَة في غِنائي، ويروى بكسر الثاء وضمها، وقال في الحاشية المذكورة: قال أَبو محمد السيرافي كثير من الناس يغلَط في هذا البيت، يرويه النَّفَرْ، بفتح الفاء وسكون الراء، قال: وليس كذلك، وقيل: هذا البيت من القصيد التي فيها: أَما والذي نادَى من الطُّور عَبْدَه، وعَلَّم آياتِ الذَّبائح والنَّحْر لقد زادني للجَفْر حبّاً وأَهِله، ليالٍ أَقامَتْهُنَّ لَيْلى على الجَفْر وهل يَأْثِمَنِّي اللهُ في أَن ذَكَرْتُها، وعَلَّلْتُ أَصحابي بها ليلة النَّفْر؟ وطيَّرْت ما بي من نُعاسٍ ومن كَرىً، وما بالمَطايا من كَلال ومن فَتْرِ والأَثامُ: الإِثْم. وفي التنزيل العزيز: يَلْقَ أَثاماً، أَراد مُجازاة الأَثام يعني العقوبة. والأَثامُ والإِثامُ: عُقوبة الإِثمِ؛ الأَخيرة عن ثعلب. وسأَل محمد بن سلام يونس عن قوله عز وجل: يَلْفُ أَثاماً، قال: عُقوبةً؛ وأَنشد قول بشر: وكان مقامُنا نَدْعُو عليهم، بأَبْطَح ذي المَجازِ له أَثامُ قال أَبو إسحق: تأْويلُ الأَثامِ المُجازاةُ. وقال أَبو عمرو الشيباني: لَقِي فلان أَثامَ ذلك أَي جَزاء ذلك، فإِنَّ الخليل وسيبويه يذهبان إِلى أَن معناه يَلْقَ جَزاء الأَثامِ؛ وقول شافع الليثي في ذلك: جَزى اللهُ ابنَ عُرْوةَ حيث أَمْسَى عَقُوقاً، والعُقوقُ له أَثامُ أَي عُقوبة مُجازاة العُقُوق، وهي قطيعة الرَّحِم. وقال الليث: الأَثامُ في جملة التفسير عُقوبة الإِثمِ، وقيل في قوله تعالى، يَلقَ أَثاماً، قيل: هو وادٍ في جهنم؛ قال ابن سيده: والصواب عندي أَن معناه يَلْقَ عِقابَ الأَثام. وفي الحديث: مَن عَضَّ على شِبذِعِه سَلِمَ من الأَثام؛ الأَثامُ، بالفتح: الإِثمُ. يقال: أَثِمَ يَأْثَم أَثاماً، وقيل: هو جَزاء الإِثمِ، وشِبْذِعُه لسانه. وآثَمه، بالمدّ: أَوقعه في الإِثمِ؛ عن الزجَّاج؛ وقال العجاج: بل قُلْت بَعْض القَوْمِ غير مُؤْثِمِ وأَثَّمه، بالتشديد: قال له أَثِمْت. وتأَثَّم: تحَرَّجَ من الإِثمِ وكَفَّ عنه، وهو على السَّلْب، كما أَن تَحَرَّجَ على السّلْب أَيضاً؛ قال عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود: تَجَنَّبْت هِجْرانَ الحَبيب تأَثُّماً، إِلا إِنَّ هِجْرانَ الحَبيب هو الإِثمُ ورجل أَثَّامٌ من قوم آثمين، وأَثِيمٌ من قوم أُثَماء. وقوله عز وجل: إِنَ شَجرَةَ الزَّقُّوم طَعامُ الأَثِيم؛ قال الفراء: الأَثِيمُ الفاجر، وقال الزجاج: عُنِيَ به هنا أَبو جهل بن هِشام، وأَثُومٌ من قوْم أُثُمٍ؛ التهذيب: الأَثِيمُ في هذه الآية بمعنى الآثِم. يقال: آثَمَهُ اللهُ يُؤْثمه، على أَفْعَله، أَي جعله آثِماً وأَلفاه آثِماً. وفي حديث ابن مسعود، رضي الله عنه: أَنه كان يُلَقِّنُ رَجُلاً إِنَّ شَجرةَ الزَّقُّومِ طَعام الأَثِيم، وهو فَعِيل من الإِثم. والمَأْثَم: الأَثامُ، وجمعه المَآثِم. وفي الحديث عنه، ، قال: اللّهم إِني أَعوذ بك من المَأْثَمِ والمَغْرَمِ؛ المَأْثَمُ: الأَمرُ الذي يَأْثَمُ به الإِنسان أَو هو الإِثْمُ نفسهُ، وَضْعاً للمصدر موضع الاسم. وقوله تعالى: لا لَغْوٌ فيها ولا تأْثِيمٌ، يجوز أَن يكون مصدر أَثِمَ، قال ابن سيده: ولم أَسمع به، قال: ويجوز أَن يكون اسماً كما ذهب إِليه سيبويه في التَّنْبيت والتَّمْتين؛ وقال أُمية بن أَبي الصلت: فلا لَغْوٌ ولا تأْثيمَ فيها، وما فاهُوا به لَهُمُ مُقِيمُ والإِثمُ عند بعضهم: الخمر؛ قال الشاعر: شَرِبْتُ الإِثَمَ حتى ضَلَّ عَقْلي، كذاكَ الإِثمُ تَذْهَبُ بالعُقولِ قال ابن سيده: وعندي أَنه إِنما سمَّهاها إِثْماً لأَن شُرْبها إِثْم، قال: وقال رجل في مجلس أَبي العباس: نَشْرَبُ الإِثمَ بالصُّواعِ جِهارا، وتَرى المِسْكَ بيننا مُسْتَعارا أَي نَتَعاوَره بأَيدينا نشتمُّه، قال: والصُّواعُ الطِّرْجِهالةُ، ويقال: هو المَكُّوكُ الفارسيُّ الذي يَلْتَقِي طَرفاه، ويقال: هو إِناء كان يشرَب فيه المِلك. قال أَبو بكر: وليس الإِثمُ من أَسماء الخمر بمعروف، ولم يصح فيه ثبت صحيح. وأَثِمَتِ الناقة المشي تأْثَمُه إِثْماً: أَبطأَت؛ وهو معنى قول الأَعشى: جُمالِيَّة تَغْتَلي بالرِّداف، إِذا كَذَبَ الآثِماتُ الهَجِيرَا يقال: ناقة آثِمَةٌ ونوق آثِماتٌ أَي مُبْطِئات. قال ابن بري: قال ابن خالويه كذب ههنا خفيفة الذال، قال: وحقها أَن تكون مشدّدة، قال: ولم تجئ مخففة إِلا في هذا البيت، قال: والآثِمات اللاتي يُظنُّ أَنهنَّ يَقْوَيْن على الهَواجِر، فإِذا أَخْلَفْنه فكأَنهنَّ أَثِمْنَ.

أجم

عدل

أَجَمَ الطعامَ واللبَّنَ وغيرَهما يَأْجِمُه أَجْماً وأَجِمَهُ: كَرِهَه ومَلَّه من المُداومةِ عليه، وقد آجَمَهُ. الكسائي وأَبو زيد: ذكره سيبويه على فَعِل فقال: أَجِمَ يَأْجَم فهو أَجِيمٌ، وسَنِقَ فهو سَنِقٌ. الليث: أَكلْتُه حتى أَجِمْتُه. وفي حديث معاوية: قال له عَمْرو بن مسعود، رضي الله عنهما: ما تَسْأَل ُ عَمَّنْ سُحِلَتْ مَرِيرَتُه. وأَجِمَ النساءَ أَي كَرِهَهُنَّ وأَنشد ابن بري لرؤبة فقال: جادَتْ بمَطْحونٍ لها لا تَأْجِمُهْ، تَطْبُخُه ضُروعُها وتَأْدِمُهْ، يَمْسُد أَعْلى لَحْمِه ويَأْدِمُه يصف إِبلاً جادتْ لها المَراعي باللبَن الذي لا يحتاج إلى الطَّحْن كما يُطْحنُ الحبُّ، وليس اللبَن مما يَحتاج إِلى الطَّحْن بل الضروع طَبَخَتْه، ويريد بِتَأْدِمُه تخلط بأُدْمٍ، وعَنى بالأُدْم ما فيه من الدَّسَم، يريد أَن اللبَن يَشُدُّ لحمه، ومعنى يأْدمه يشدُّه ويُقَوّيه؛ يقال: حَبْل مَأْدُومٌ إِذا أُحكم فَتْلُه، يريد أَن شرْب اللبَن قد شدَّ لحمه ووثَّقَه؛ وقال الراعي: خَمِيص البَطْن قد أَجِمَ الحسارا (* قوله «الحسارا» كذا في النسخ بحاء مهملة، والحسار، بالفتح: عشبة خضراء تسطح على الأرض وتأكلها الماشية أكلاً شديداً كما تقدم في مادة حسر).أَي كَرِهَه، وتَأَجَّمَ النهارُ تَأَجُّماً: اشتدَّ حَرُّه. وتَأَجَّمَت النار: ذَكَتْ مثال تأَجَّجَتْ، وإِن لها لأَجيماً وأَجيجاً؛ قال عبيد بن أَيوب العَنْبري: ويَوْمٍ كتَنُّورِ الإِماء سَجَرْنَهُ، حَمَلْنَ عليه الجِذْل حتى تَأَجّما رَمَيْت بنفْسي في أَجِيج سَمُومِه، وبالعَنْسِ حتى جاش مَنْسِمُها دَما ويقال منه: أَجِّمْ نارك. وتأَجَّمَ عليه: غَضِب من ذلك. وفلان يَتأَجَّم على فلان: يَتَأَطَّمُ إِذا اشتَدَّ غضبهُ عليه وتَلَهَّف. وأَجَمَ الماءُ: تَغَيَّرَ كأَجَِنَ، وزعم يعقوب أَن ميمَها بدَلٌ من النون؛ وأَنشد لعوف بن الخَرِع: وتَشْرَبُ أَسْآرَ الحِياض تَسوفُهُ، ولو وَرَدَتْ ماءَ المُرَيْرةِ آجِما (* قوله «تسوفه» كذا في الأصل هنا، وفي مادة مرر وفي التكلمة والتهذيب: تسوفها). هكذا أَنشده بالميم. الأَصمعي: ماءٌ آجِنٌ وآجِمٌ إِذا كان متغيِّراً، وأَراد ابنُ الخَرِع آجِناً، وقيل: آجِمٌ بمعنى مَأْجومٍ أَي تَأْجِمُه وتَكْرَهه. ويقال: أَجَمْت الشيء إِذا لم يُوافِقْك فكَرِهته. والأُجُمُ: حِضْن بَناه أَهلُ المدينة من حجارة. ابن سيده: الأُجُمُ الحِصْن، والجمع آجامٌ. والأُجْمُ، بسكون الجيم: كل بيت مُرَبَّع مُسَطَّح؛ عن يعقوب، وحكى الجوهري عن يعقوب قال: كلُّ بيت مربَّع مُسَطَّح أُجُم؛ قال امرؤ القيس: وتَيْماءَ لم يَتْرُكْ بها جِذْعَ نَخْلَةٍ ولا أُجُماً إِلاّ مَشِيداً بِجَنْدلِ (* في معلَّقة امرئ القيس: ولا أُطُماً بدل أُجماً). قال: وقال الأَصمعي هو يخفَّف ويثقَّل، قال: والجمع آجامٌ مثل عُنُق وأَعْناق. والأَجَمُ: موضع بالشام قُرْب الفَراديس. التهذيب: الأَجَمَة مَنْبت الشجر كالغَيْضة وهي الآجام. والأُجُمُ: القَصْر بلغة أَهل الحجاز. وفي الحديث: حتى تَوارَتْ بآجامِ المدينة أَي حُصونها، واحدها أُجُم، بضمتين. ابن سيده. والأَجَمَة الشجر الكثير الملتفُّ، والجمع أُجْمٌ وأُجُمٌ وأُجَمٌ وآجامٌ وإِجامٌ، قال: وقد يجوز أَن تكون الآجام والإِجامُ جمع أَجَمٍ، ونص اللحياني على أَن آجاماً جمع أَجَمٍ. وتأَجّم الأَسدُ: دخَل في أَجَمَتِه؛ قال: مَحَلاًّ، كَوعْساءِ القَنافِذِ ضارِباً به كَنَفاً، كالمُخْدِرِ المُتَأَجِّمِ الجوهري: الأَجَمَةُ من القَصَب، والجمع أَجَماتٌ وأُجَمٌ وإِجامٌ وآجامٌ وأُجُمٌ، كما سنذكره (* قوله «كما سنذكره إلخ» عبارة الجوهري: كما قلناه في الاكمة). في أَكَم إِن شاء الله تعالى.

أدم

عدل
الأُدْمةُ: القَرابةُ والوَسيلةُ إِلى الشيء. يقال: فلان أُدْمَتي

إِليك أَي وَسيلَتي. ويقال: بينهما أُدْمةٌ ومُلْحة أَي خُلْطةٌ، وقيل: الأُدْمة الخُلْطة، وقيل: المُوافَقةُ. والأُدْمُ: الأُلْفَةُ والاتِّفاق؛ وأَدَمَ الله بينهم يَأْدِمُ أَدْماً. ويقال: آدَم بينهما يُؤْدِمُ إِيداماً أَيضاً، فَعَل وأَفْعَل بمعنى؛ وأَنشد: والبِيضُ لا يُؤْدِمْنَ إِلاَّ مُؤْدَما أَي لا يُحْبِبْنَ إِلاَّ مُحَبَّباً موضِعاً (* قوله «الا محبباً موضعاً» الذي في التهذيب: الا محبباً موضعاً لذلك). وأَدَمَ: لأَمَ وأَصْلَح وأَلَّفَّ ووفَّق وكذلك آدم يُؤْدِمُ، بالمدّ، وكل موافق إِدامٌ؛ قالت غاية الدُّبَيْرِيَّة: كانوا لِمَنْ خالَطَهُمْ إِداما وفي الحديث عن النبي، : أَنه قال للمغيرة بن شُعبة وخَطَبَ امرأَة لو نَظَرْت إِليها فإِنه أَحْرى أَن يُؤْدَمَ بينكما؛ قال الكسائي: يُؤدَم بينكما يعني أَن تكون بينهما المحبَّة والاتِّفاق؛ قال أَبو عبيد: لا أَرى الأَصل فيه إِلا من أَدْمِ الطعام لأَن صَلاحَه وطِيبَه إِنما يكون بالإِدامِ، ولذلك يقال طعام مَأْدُومٌ. قال ابن الأَعرابي: وإِدامُ اسم امرأَة من ذلك؛ وأَنشد: أَلا ظَعَنَتْ لِطِيَّتِها إِدامُ، وكلُّ وِصالِ غانِيةٍ زِمامُ (* قوله «زمام» كذا في الأصل، وشرح القاموس بالزاي، ولعله بالراء). وأَدَمَهُ بأَهْلهِ أَدْماً: خَلَطه. وفلان أَدْمُ أَهْلِه وأَدْمَتُهم أَي أُسْوَتُهم، وبه يُعْرَفون. وأَدَمَهم يَأْدُمُهم أَدْماً: كان لهم أَدَمَةٌ؛ عن ابن الأَعرابي. التهذيب: فلان أَدَمَةُ بني فلان، وقد أَدَمَهم يَأْدُمُهم وهو الذي عَرّفهم الناس. الجوهري: يقال جعلتُ فلاناً أَدَمَةَ أَهلي أَي أُسْوَتَهُم. والإِدامُ: معروف ما يُؤْتَدَمُ به مع الخبز. وفي الحديث: نِعْمَ الإِدام الخَلُّ؛ الإِدام، بالكسر، والأُدْمُ، بالضم: ما يؤكل بالخبز أَيَّ شيء كان. وفي الحديث: سَيِّدُ إِدامِِ أَهْل الدُّنيا والآخرة اللحمُ؛ جعل اللحم أُدْماً وبعض الفقهاء لا يجعله أُدْماً ويقول: لو حَلَفَ أَن لا يَأْتَدِمَ ثم أَكل لَحْماً لم يحنَث، والجمع آدِمةٌ وجمع الأُدْمِ آدامٌ، وقد ائتَدَمَ به. وأَدَمَ الخبز يَأْدِمُه، بالكسر، أَدْماً: خلطه بالأُدْم، وقال غيره: أَدَمَ الخبزَ باللحم؛ وأَنشد ابن بري: إِذا ما الخُبْزُ تَأْدِمُه بلَحْمٍ، فذاك أَمانَة الله الثَّريدُ وقال آخر: تَطْبُخه ضُروعُها وتَأْدِمُهْ قال: وشاهد الإِدامِ قولُ الشاعر: الأَبْيَضانِ أَبْرَدا عِظامِي: الماءُ والفَثُّ بلا إِدامِ وفي حديث أُمّ مَعْبَد: أَنا رأَيت الشاةَ وإِنها لَتأْدُمُها وتَأْدُم صِرْمَتها (* قوله «وانها لتأدمها وتأدم صرمتها» ضبط في الأصل والنهاية بضم الدال). وفي حديث أَنس: وعَصَرَتْ عليه أُمُّ سُلَيْم عُكَّةً لها فأَدَمَتْه أَي خَلَطته وجعلت فيه إِداماً يؤْكل، يقال فيه بالمَدّ والقَصْر، وروي بتشديد الدال على التكثير. وفي الحديث: أَنه مَرَّ بقوم فقال: إِنَّكم تَأْتَدِمون على أَصحابكم فأَصْلِحوا رِحالَكم حتى تكونوا شامَةً في الناس، أَي إِنَّ لكم من الغِنى ما يُصْلِحكم كالإِدامِ الذي يُصلِح الخُبز، فإِذا أَصلَحتم حالكم كنْتُم في الناس كالشَّامة في الجسَد تَظْهرون للناظِرين؛ قال ابن الأَثير: هكذا جاء في بعض كتب الغريب مَرْوِيّاً مَشْروحاً، والمعروف في الرواية: إِنكم قادِمون على أَصحابكم فأَصْلِحوا رِحالَكم، قال: والظاهر، والله أَعلم، أَنه سَهْوٌ. وفي حديث خديجة، رضوان الله عليها: فوالله إِنك لتَكْسِبُ المَعْدُوم وتُطْعِم المأْدوم. وقول امرأَة دُرَيد بن الصِّمَّة حين طلَّقها: أَبا فلان، أَتُطَلِّقُني؟ فوالله لقد أَبْثَثْتَك مَكْتُومي، وأَطْعَمْتُك مَأْدُومي، وجئتُك باهِلاً غير ذات صِرارٍ؛ إِنما عَنَت بالمَأْدُومِ الخُلُق الحسَن، وأَرادت أَنها لم تَمْنَع منه شيئاً كالناقة الباهِلة التي لم تُصَرَّ ويأْخُذ لبنَها مَن شاء. وأَدَمَ القومَ: أَدَمَ لهم خُبْزَهم؛ أَنشد يعقوب في صفة كلاب الصيد: فهي تُباري كلَّ سارٍ سَوْهَقِ، وتُؤْدِمُ القوم إِذا لم تُغْبقِ (* قوله «فهي تباري إلخ» هكذا في الأصل هنا، وتقدم في مادة سهق عل غير هذا الوجه وأتى بمشطورين بين هذين المشطورين). وقولهم: سَمْنُهم في أَديمهم، يعني طَعامَهم المَأْدُوم أَي خُبزهم راجع فيهم. التهذيب: من أَمثالهم: سَمْنُكم هُرِيقَ في أَدِيمِكم أَي في مَأْدُومِكم، ويقال: في سِقائكم. والأَدِيمُ: الجِلْد ما كان، وقيل: الأَحْمَر، وقيل: هو المَدْبوغُ، وقيل: هو بعد الأَفيق، وذلك إِذا تَمَّ واحْمَرَّ، واستعاره بعضهم للحرب فقال أَنشده بعضهم للحرث بن وَعْلة: وإِيَّاك والحَرْبَ التي لا أَدِيمها صحيحٌ، وقد تُعْدَى الصِّحاحُ على السُّقْمِ إِنما أَراد لا أَدِيمَ لها، وأَراد على ذَوات السُّقْم، والجمع آدِمَةٌ وأُدُمٌ، بضمتين؛ عن اللحياني؛ قال ابن سيده: وعندي أَن من قال رُسْل فسكَّنَ قال أُدْمٌ، هذا مطرد، والأَدَمُ، بنصب الدال: اسم للجمع عند سيبويه مثل أَفِيقٍ وأَفَقٍ. والآدامُ: جمع أَدِيمٍ كَيَتيمٍ وأَيْتام، وإِن كان هذا في الصفة أَكثر، قال: وقد يجوز أَن يكون جمع أَدَمٍ؛ أَنشد ثعلب:إِذا جَعَلْت الدَّلْوَ في خِطامِها حَمْراءَ من مكَّة، أَو حَرَامِها، أَو بعض ما يُبْتاع من آدامِها والأَدَمَةُ: باطنُ الجلْد الذي يَلي اللحم والبَشَرةُ ظاهرها، وقيل: ظاهرهُ الذي عليه الشعَر وباطنه البَشَرة؛ قال ابن سيده: وقد يجوز أَن يكون الأَدَم جمعاً لهذا بل هو القياس، إِلاَّ أَن سيبويه جعله اسماً للجمع ونَظَّره وأَفَيقٍ، وهو الأَدِيمُ أَيضاً. الأَصمعي: يقال للجلد إِهابٌ، والجمع أُهُبٌ وأَهَبٌ، مؤنثة، فأَما الأَدَمُ والأَفَقُ فمذكَّران إِلاّ أَن يقْصد قَصْد الجلودِ والآدِمَة فتقول: هي الأَدَمُ والأَفَقُ. ويقال: أَدِيمٌ وآدِمَةٌ في الجمع الأَقلّ، على أَفعِلة. يقال: ثلاثة آدِمةٌ وأَربعة آدِمةٍ. وفي حديث عمر، رضي الله عنه: قال لرجل ما مالُكَ؟ فقال: أَقْرُنٌ وآدِمةٌ في المَنِيئةِ؛ الآدِمةُ، بالمدّ: جمع أَديم مثل رَغِيف وأَرْغِفة، قال: والمشهور في جمعه أُدَم، والمَنِيئةُ، بالهمز: الدِّباغ. وآدَمَ الأَدِيمَ: أَظهر أَدَمَتَهُ؛ قال العجاج: (* قوله «قال العجاج» عبارة الجوهري في صلب: والصلب، بالتحريك، لغة في الصلب من الظهر، قال العجاج يصف امرأة: ريا العظام فخمة المخدّم * في صَلَبٍ مثل العِنانِ المُؤْدَمِ) : في صَلَبٍ مثل العِنانِ المُؤْدَمِ وأَدِيمُ كل شيء: ظاهِرُ جلْدِه. وأَدَمَةُ الأَرض: وجهُها؛ قال الجوهري: وربما سمي وجْهُ الأَرض أَديماً؛ قال الأَعشى: يَوْماً تَراها كَشِبْه أَرْدِية الـ ـعَصْب، ويوماً أَدِيُمها نَغِلا ورجل مُؤْدَمٌ أَي مَحبْوب. ورجل مُؤْدَمٌ مُبْشَرٌ: حاذقٌ مُجَرَّب قد جمع لِيناً وشدَّةً مع المعرفة بالأُمور، وأَصلُه من أَدَمَةِ الجلد وبَشَرَته، فالبَشرةُ ظاهِرةُ، وهو مَنْبتُ الشعَر. والأَدَمةُ: باطِنُه، وهو الذي يَلي اللَّحْم، فالذي يراد منه أَنه قد جَمع لينَ الأَدَمةِ وخُشونَة البَشرة وجرَّب الأُمورَ؛ وقال ابن الأَعرابي: معناه كريم الجلْدِ غلِيظُه جَيِّده؛ وقال الأَصمعي: فلان مُؤْدَمٌ مُبْشَرٌ أَي هو جامع يصلُح للشدَّة والرَّخاء، وفي المثل: إِنما يُعاتَبُ الأَدِيمُ ذو البَشرةِ أَي يُعادُ في الدِّباغِ، ومعناه إِنما يُعاتَب من يُرْجَى وفيه مُسْكةٌ وقُوَّةٌ ويُراجَع مَن فيه مُراجَعٌ. ويقال: بَشَرْتُه وأَدَمْتُه ومَشَنْتُه أَي قَشَرْته، والأدِيمُ إِذا نَغِلَتْ بَشَرَته فقد بَطَل. ويقال: آدَمْتُ الجلد بَشَرْتُ أَدَمَتَهُ. وامرأَة مُؤدَمَةٌ مُبْشَرَةٌ: إِذا حسن مَنْظَرُها وصحَّ مَخْبَرُها. وفي حديث نَجبَة: ابنتُك المُؤْدَمَة المُبْشَرة. يُقال للرجل الكامل: إِنه لَمُؤْدَمٌ مُبْشَرٌ، أَي جمع لينَ الأَدَمِة ونُعُومَتَها، وهي باطن الجِلْد، وشدَّة البشرة وخُشونَتها، وهي ظاهره. قال ابن سيده: وقد يقال رجل مُبْشَرٌ مُؤْدَمٌ وامرأَة مُبْشَرة مُؤْدَمَةٌ فيُقدِّمون المُبْشَر على المؤدَم، قال: والأَول أَعرف أَعني تقديم المُؤْدَمِ على المُبْشَر. وقيل: الأَدَمةُ ما ظهر من جلدة الرأْس. وأَدَمَةُ الأَرض: باطِنُها، وأَدِيُمها، وَجْهُها، وأَدِيمُ الليل: ظلمته؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد:قد أَغْتَدِي والليلُ في جَرِيمِه، والصُّبْحُ قد نَشَّمَ في أَدِيمهِ وأَدِيمُ النهار: بَياضُه. حكى ابن الأَعرابي: ما رأَيته في أَدِيمِ نَهارٍ ولا سَوادِ لَيْلٍ، وقيل: أَدِيمُ النهار عامَّته. وحكى اللحياني: جئتُك اديمَ الضُّحي أَي عند ارتفاع الضُّحى. وأَديمُ السماء: ما ظهَر منها. وفلان بَرِيءُ الأَدِيمِ مما يُلْطخ به. والأُدْمَةُ: السُّمرةُ. والآدَمُ من الناس: الأَسْمَرُ. ابن سيده: الأُدْمةُ في الإِبل لَوْنٌ مُشْرَب سَواداً أَو بياضاً، وقيل: هو البياضُ الواضِحُ، وقيل: في الظِّباء لَوْنٌ مُشْرَبٌ بياضاً وفي الإِنسان السُّمرة. قال أَبو حنيفة: الأُدْمةُ البياضُ، وقد أَدِمَ وأَدُمَ، فهو آدمُ، والجمع أُدْمٌ، كسَّروه على فُعْل كما كسَّروا فَعُولاً على فُعُل، نحو صَبور وصُبُرٍ، لأَن أَفْعَل من الثلاثة (* قوله «لأن أفعل من الثلاثة إلخ» هكذا في الأصل، ولعله لان أفعل من ذي الثلاثة وفيه زيادة كما أن فعولا إلخ). وفيه كما أَن فَعُولاً فيه زيادة وعدة حُروفه كعِدَّة حُروف فَعُول، إِلاَّ أَنهم لا يثقِّلون العين في جمع أَفْعَل إِلاَّ أَن يُضطَرَّ شاعر، وقد قالوا في جمعه أُدْمانٌ، والأُنثى أَدْماءُ وجمعها أُدْمٌ، ولا يجمع على فُعْلان؛ وقول ذي الرمة: والجِيدُ، من أُدْمانَةٍ، عَتُودُ عِيبَ عليه فقيل: إِنما يقال هي أَدْماءُ، والأُدْمان جمع كأَحْمَر وحُمْران، وأَنت لا تقول حُمْرانة ولا صُفْرانة، وكان أَبو عليّ يقول: بُنَيَ من هذا الأَصل فُعْلانة كخُمْصانة. والعرب تقول: قُرَيْش الإِبلِ أُدْمُها وصُهْبَتُها، يذهبون في ذلك إِلى تفضيلها على سائر الإِبلِ، وقد أَوضحوا ذلك بقولهم: خَيرُ الإِبل صُهْبُها وحُمْرُها، فجعلوهما خيرَ أَنواع الإِبل، كما أَنّ قُرَيْشاً خيرُ الناس. وفي الحديث: أَنه لمَّا خرج من مكة قال له رجل: إِن كنتَ تُريد النساء البيضَ والنُّوقَ الأُدْمَ فعَلَيْكَ بَبَنِي مُدْلِجٍ؛ قال ابن الأَثير: الأُدْم جمع آدم كأَحْمَر وحُمْر. والأُدْمة في الإِبل: البياض مع سواد المُقْلَتَيْن، قال: وهي في الناس السُّمرة الشديدة، وقيل: هو من أُدْمة الأَرض، وهو لَوْنُها، قال: وبه سمي آدم أَبو البَشَر، على نبينا وعليه الصلاة والسلام. الليث: والأُدْمةُ في الناس شُرْبةٌ من سَواد، وفي الإِبِل والظِّباء بَياض. يقال: ظَبْيَة أَدْماء، قال: ولم أَسمع أَحداً يقول للذُّكور من الظِّباء أُدْمٌ، قال: وإن قيل كان قياساً. وقال الأَصمعي: الآدَمُ من الإِبل الأَبْيض، فإِن خالطته حُمْرة فهو أَصْهب، فإِن خالَطَتِ الحُمْرة صَفاءً فهو مُدَمّىً. قال: والأُدْمُ من الظِّباء بيضٌ تَعْلوهُنّ جُدَدٌ فيهنَّ غُبْرة، فإِن كانت خالصة البَياض فهي الآرامُ. وروى الأَزهري بسنده عن أَحمد بن عبيد بن ناصح قال: كُنّا نأْلَف مجلِس أَبي أَيوب بن أُخت الوزير فقال لنا يوماً، وكان ابنُ السكيت حاضراً: ما تَقولُْ في الأُدْمِ من الظِّباء؟ فقال: هي البيضُ البُطون السُّمْر الظُّهور يَفْصِل بين لَوْنِ ظُهورِها وبُطونها جُدَّتان مِسْكِيَّتان، قال: فالتفت إِليَّ وقال: ما تقول يا أَبا جعفر؟ فقلت؟ الأُدْمُ على ضَرْبين: أَما التي مَساكنها الجِبال في بِلاد قَيسْ فهي على ما وَصَف، وأَما التي مَساكنها الرمْل في بلاد تَميم فهي الخَوالِص البَياض، فأَنكر يعقوب واستأْذن ابنُ الأَعرابي على تَفِيئَةِ ذلك فقال أَبو أَيوب: قد جاءكم مَن يفصِل بينكم، فدَخَل، فقال له أَبو أَيوب: يا أَبا عبد الله، ما تقول في الأُدْم من الظِّباء؟ فتكلَّم كأَنما يَنْطِق عن لسان ابن السكِّيت، فقلت: يا أَبا عبد الله، ما تقول في ذي الرمة؟ قال: شاعر، قلت: ما تقول في قصيدته صَيْدَح (* قوله «في قصيدته صيدح» هكذا في الأصل والتهذيب وشرح القاموس، ولعله في قصيدته في صيدح لأنه اسم لناقة ذي الرمة ويمكن أن يكون سمى القصيدة باسمها)؟ قال: هو بها أَعرف منها به، فأَنشدته: من المُؤْلِفاتِ الرَّمْل أَدْماءُ حُرَّةٌ، شُعاعُ الضُّحى في مَتْنِها يَتَوَضَّح فسكت ابنُ الأَعرابي وقال: هي العرب تقول ما شاءت. ابن سيده: الأُدْمُ من الظِّباء ظِباء بيضٌ يَعْلوها جُدَدٌ فيها غُبْرة، زاد غيره: وتسكُن الجِبال، قال: وهي على أَلْوان الجبال؛ يقال: ظَبْية أَدْماء؛ قال: وقد جاء في شعر ذي الرمة أُدْمانة؛ قال: أَقُول للرَّكْب لمَّا أَعْرَضَتْ أُصُلاً: أُدْمانةٌ لمْ تُرَبِّيها الأَجالِيدُ قال ابن بري: الأَجاليد جمع أَجْلاد، وأَجْلاد جمع جَلَد، وهو ما صَلُب من الأَرض، وأَنكر الأَصمعي أُدْمانة لأَن أُدْماناً جمعٌ مثل حُمْران وسُودان ولا تدخله الهاء، وقال غيره: أُدْمانةٌ وأُدْمان مثل خُمْصانة وخُمْصان، فجعله مُفرداً لا جمعاً، قال: فعلى هذا يصح قوله. الجوهري: والأُدْمة في الإِبِلِ البياض الشديد. يقال: بعير آدَم وناقة أَدْماء، والجمع أُدْمٌ؛ قال الأَخْطل في كَعْب بن جُعَيْل: فإِنْ أَهْجُهُ يَضْجَرْ كما ضَجْرَ بازِلٌ من الأُدْمِ، دَبْرَت صَفْحَتاه وغارِبُهْ ويقال: هو الأَبيضُ الأَسودُ المُقْلَتَيْن. واختُلف في اشتِقاق اسم آدَم فقال بعضهم: سُمِّيَ آدَم لأَنه خُلِق من أَدَمةِ الأَرض، وقال بعضهم: لأُدْمةٍ جعلَها الله تعالى فيه، وقال الجوهري: آدَمُ أَصله بهمزتين لأَنه أَفْعَل، إِلا أَنهم لَيَّنُوا الثانية، فإِذا احتَجْت إِلى تحريكها جعلتها واواً وقلت أَوادِم في الجمع، لأَنه ليس لها أَصل في الياء معروف، فَجُعِلَ الغالبُ عليها الواو؛ عن الأَخفش؛ قال ابن بري: كل أَلِفق مجهولة لا يُعْرَف عَمَّاذا انْقِلابُها، وكانت عن همزة بعد همزة يدعو أَمْرٌ إِلى تحريكها، فإِنها تبدَل واواً حملاً على ضَوارب وضُوَيْرب، فهذا حكمُها في كلام العرب إِلا أَن تكون طَرفاً رابعةً فحينئذ تبدل ياءً؛ وقال الزجاج (*قوله «وقال الزجاج إلخ» كذا في الأصل، وعبارة التهذيب: وقال الزجاج يقول أهل اللغة في آدم إن اشتقاقه من أديم الأرض لأنه خلق من تراب): يقول أَهلُ اللغة إِنَّ اشْتِقاق آدم لأَنه خُلِق من تُراب، وكذلك الأُدْمةُ إِنَّما هي مُشَبَّهة بلَوْن التُّراب؛ وقوله: سادُوا الملُوكَ فأَصْبَحوا في آدَمٍ، بَلَغُوا بها غُرَّ الوُجوهِ فُحُولا جعل آدمَ اسْماً للقَبيلة لأَنه قال بَلَغوا بها، فأَنّث وجمَع وصرف آدم ضرورة؛ وقوله: الناسُ أَخْيافٌ وشَتَّى في الشِّيَمْ، وكلُّهم يَجْمَعُهم بيتُ الأَدَمْ قيل: أَراد آدَم، وقيل: أَراد الأَرض؛ قال الأَخفش: لو جعلت في الشعر آدَم مع هاشم لجَاز؛ قال ابن جني: وهذا هو الوجه القويُّ لأَنه لا يحقِّق أَحدٌ همزةَ آدَم، ولو كان تحقيقُها حَسَناً لكان التحقيقُ حَقيقاً بأَن يُسْمَع فيها، وإِذا كان بَدلاً البتَّة وجَب أَن يُجْرى على ما أَجْرَتْه عليه العرب من مُراعاة لفظِه وتنزيل هذه الهمزة الأَخيرة منزلةَ الأَلفِ الزائدة التي لا حظَّ فيها للهمزة نحو عالم وصابر، أَلا تَرهم لما كسّروا قالوا آدَم وأَوادِم كسالِم وسَوالِم؟ والأَدَمانُ في النَّخْل: كالدَّمانِ وهو العَفَن، وسيأْتي ذكره؛: وقيل: الأَدَمانُ عَفَن وسَوادٌ في قلْب النَّخْلة وهو وَدِيُّه؛ عن كُراع، ولم يقل أَحَد في القَلْب إِنه الوَدِيُّ إِلاَّ هو. والأَدَمان: شجرة؛ حكاها أَبو حنيفة، قال: ولم أَسمعها إِلا من شُبَيْل بن عزرة. والإِيدامةُ: الأَرضُ الصُّلْبة من غير حجارة مأْخوذة من أَديم الأَرض وهو وَجْهُها. الجوهري: الأَياديمُ مُتون الأَرض لا واحد لها؛ قال ابن بري: والمشهور عند أهل اللغة أَن واحدتها إِيدامة، وهي فيعالة من أَدِيم الأَرض؛ وكذا قال الشيباني واحدتها إِيدامةٌ في قول الشاعر: كما رَجَا من لُعابِ الشمْسِ، إِذَ وقَدَتْ، عَطْشانُ رَبْعَ سَراب بالأَيادِيمِ الأَصمعي: الإِيدامةُ أَرض مُسْتَوِية صُلْبة ليست بالغَليظة، وجمعها الأَياديمُ، قال: أُخِذَتِ الإِيدامةُ من الأَديمِ؛ قال ذو الرمَّة: كأَنَّهُنَّ ذُرى هَدْيٍ محوبة عنها الجِلالُ، إِذا ابْيَضَّ الأَياديمُ (* قوله «كأنهن ذرى إلخ» الشطر الاول في الأصل من غير نقط، وكتب في هامش الأصل وشرح القاموس: كأنهن ذرى هدي بمجوبة ثم شرحه شارح القاموس بمثل ما هنا، ولعل عنها في البيت بمعنى عليها كما يؤخذ من تفسيره). وابْيِضاضُ الأَياديمِ للسَّراب: يعني الإِبل التي أُهْدِيَتْ إِلى مكة جُلِّلَتْ بالجِلال. وقال: الإِيدامةُ الصُّلْبة من غير حجارة. ابن شميل: الإِيدامةُ من الأَرض السَّنَد الذي ليس بشديد الإشْراف، ولا يكون إِلا في سُهول الأَرض، وهي تنبت ولكن في نَبْتِها زُمَرٌ، لِغِلَظِ مكانها وقِلَّة اسْتقْرار الماء فيها. وأُدمى، على فُعَلى، والأُدَمى: موضع، وقيل: الأُدَمى أَرض بظهر اليمامة. وأَدام: بلد؛ قال صخر الغيّ: لقد أَجْرى لِمَصْرَعِه تَلِيدٌ، وساقَتْه المَنِيَّةُ من أداما وأُدَيْمَةُ: موضع؛ قال ساعدة بن جُؤَيَّة: كأَن بَني عَمْرو يُرادُ ، بدارهم بِنَعْمانَ، راعٍ في أُدَيْمَةَ مُعْزبُ يقول: كأَنهم من امتناعِهم على مَن أَرادهم في جَبَل، وإِن كانوا في السَّهْل.

أرم

عدل
أَرَمَ ما على المائدة يَأْرِمهُ: أَكله؛ عن ثعلب. وأَرَمَتِ

الإِبِلُ تَأْرِمُ أَرْماً: أَكَلَتْ. وأَرَمَ على الشيء يَأْرِمُ، بالكسر، أَي عَضَّ عليه. وأَرَمَه أَيضاً: أَكَلَه؛ قال الكميت: ويَأْرِمُ كلَّ نابِتَةٍ رِعاءً، وحُشَّاشاً لهنَّ وحاطِبينا أَي من كثرتها؛ قال ابن بري: صوابه ونأْرِم، بالنون، لأَن قبله: تَضِيقُ بنا الفِجاجُ، وهُنَّ فِيجٌ، ونَجْهَرُ ماءَها السَّدِمَ الدَّفِينا ومنه سنَةٌ آرِمةٌ أَي مُسْتأْصِلة. ويقال: أَرَمَتِ السنَةُ بأَموالنا أَي أَكَلت كل شيء. وقال أَبو حنيفة: أَرَمَتِ السائمة المَرْعَى تَأْرِمُه أَتَتْ عليه حتى لم تَدَعْ منه شيئاً. وما فيه إِرْمٌ وأَرْمٌ أَي ضِرس. والأُرَّمُ: الأَضراس؛ قال الجوهري: كأَنه جمع آرِمٍ. ويقال: فلان يَحْرُقُ عليك الأُرَّم إِذا تغَيَّظ فَحكَّ أَضْراسه بعضها ببعض، وقيل: الأُرّمُ أَطراف الأَصابع. ابن سيده: وقالوا هو يَعْلُك عليه الأُرَّم أَي يَصْرِف بأَنيابه عليه حَنَقاً؛ قال: أُنْبِئْتُ أَحْمَاءَ سُلَيْمَى إِنَّما أَضْحَوا غِضاباً، يَحْرُقُونَ الأُرَّما أَنْ قُلْت: أَسْقَى الحَرَّتَيْنِ الدِّيمَا قال ابن بري: لا يصحُّ فتح أَنَّما إِلاّ على أَن تجعل أَحْماء مفعولاً ثانياً بإِسقاط حرف الجر، تقديره نُبّئتُ عن أَحْماء سُلَيمْى أَنَّهم فَعلوا ذلك، فإِن جعلت أَحْماء مفعولاً ثانياً من غير إِسقاط حرف الجر كسرت إِنَّما لا غير لأَنها المفعولُ الثالثُ، وقال أَبو رياش: الأُرَّمُ الأَنيابُ؛ وأَنشد لعامر بن شقيق الضبيّ: بِذِي فِرْقَيْنِ يَوْمَ بَنُو حَبيبٍ، نُيُوبَهم علينا يَحْرُقُونَا قال ابن بري: كذا ذكره الجوهري في فصل حَرَق فقال: حَرَقَ نابَه يَحْرُقه ويَحْرِقُه إِذا سَحَقَه حتى يسمع له صَرِيف. الجوهري: ويقال الأُرَّم الحِجارة؛ قال النضر بن شميل: سأَلت نوحَ بن جرير بن الخَطَفَى عن قول الشاعر: يَلُوكُ من حَرْدٍ عليَّ الأُرَّمَا قال: الحَصَى. قال ابن بري: ويقال الأُرَّم الأَنياب هنا لقولهم يَحْرُق عَليَّ الأُرَّمَ، من قولهم حَرَقَ نابُ البعير إِذا صوَّت. والأَرْمُ: القطع. وأَرَمَتْهم السنَةُ أَرْماً: قطعتهم. وأَرَمَ الرجلَ يَأْْرِمهُ أَرْماً: ليَّنَه؛ عن كُراع. وأَرْض أَرْماءُ ومَأْرُومَةٌ: لم يُتْرَك فيها أَصل ولا فَرْعٌ. والأَرُومةُ: الأَصْل. وفي حديث عُمير بن أَفْصى: أَنا من العرب في أَرُومة بِنائها؛ قال ابن الأَثير: الأَرُومةُ بوزن الأَكولة الأَصْل. وفيه كيف تَبْلُغك صَلاتُنا وقد أَرِمْتَ أَي بَلِيت؛ أَرِمَ المالُ إِذا فَنِيَ. وأَرض أَرِمةٌ: لا تنبت شيئاً، وقيل: إِنما هو أُرِمْتَ من الأَرْمِ الأَكل، ومنه قيل للأَسْنان الأُرَّم؛ وقال الخطابي: أَصله أَرْمَمْت أَي بَلِيت وصرت رَمِيماً، فحذف إِحدى الميمين كقولهم ظَلْت في ظَلِلْت؛ قال ابن الأَثير: وكثيراً ما تروى هذه اللفظة بتشديد الميم، وهي لغة ناسٍ من بكر بن وائل، وسنذكره في رمم. والإِرَمُ: حِجارة تنصب عَلَماً في المَفازة، والجمع آرامٌ وأُرُومٌ مثل ضِلَع وأَضْلاع وضُلوع. وفي الحديث: ما يوجَد في آرامِ الجاهليَّة وخِرَبها فيه الخُمْس؛ الآرام: الأَعْلام، وهي حجارة تُجْمَع وتنصَب في المَفازة يُهْتَدَى بها، واحدها إِرَم كعِنَب. قال: وكان من عادة الجاهلية أَنهم إِذا وجدوا شيئاً في طريقهم ولا يمكنهم اسْتِصْحابُه تركوا عليه حجارةً يعرفُونه بها، حتى إِذا عادوا أَخذوه. وفي حديث سلمة بن الأَكْوَع: لا يطرحون شيئاً إِلاَّ جَعَلْت عليه آراماً. ابن سيده: الإِرَمُ والأَرِمُ الحجارة، والآرامُ الأَعْلام، وخص بعضهم به أَعْلام عادٍ، واحدُها إِرَمٌ وأَرِمٌ وأَيْرَمِيٌّ؛ وقال اللحياني: أَرَمِيّ ويَرَمِيّ وإِرَمِيّ. والأُرومُ أَيضاً: الأَعْلام، وقيل: هي قُبُور عادٍ؛ وعَمَّ به أَبو عبيد في تفسير قول ذي الرمة: وساحِرة العُيون من المَوامي، تَرَقَّصُ في نَواشِرِها الأُرُومُ فقال: هي الأَعْلام؛ وقوله أَنشده ثعلب: حتى تَعالى النِّيُّ في آرامها قال: يعني في أَسْنِمَتِها؛ قال ابن سيده: فلا أَدْري إِن كانت الآرام في الأَصل الأَسْمة، أو شبَّهها بالآرام التي هي الأَعْلام لعِظَمِها وطُولها. وإِرَمٌ: والِدُ عادٍ الأُولَى، ومن ترَك صرف إِرَمٍ جعله اسماً للقبيلة، وقيل: إِرَمُ عادٌ الأَخيرة، وقيل: إرَم لبَلْدَتِهم التي كانوا فيها. وفي التنزيل: بِعادٍ إِرَمَ ذاتِ العِمادِ، وقل فيها أَيضاً أَرامٌ. قال الجوهري في قوله عز وجل: إِرَمَ ذاتِ العِمادِ، قال: من لم يُضِف جعل إِرَم اسمَه ولم يَصْرِفه لأَنه جعل عاداً اسم أَبيهم، ومن قرأَة بالإِضافة ولم يَصْرف جعله اسم أُمّهم أَو اسم بَلدةٍ. وفي الحديث ذكر إِرَمَ ذاتِ العِماد، وقد اختلف فيها فقيل دِمَشق، وقيل غيرها. والأَرُوم، بفتح الهمزة: أَصْل الشجرة والقَرْن؛ قال صخر الغيّ يهجو رجلاً: تَيْسَ تُيُوسٍ، إِذا يُناطِحُها يَأْلَمُ قَرْناً، أَرُومه نَقِدُ قوله: يَأْلَمُ قَرْناً أَي يَأْلَمُ قَرْنَه، وقد جاء على هذا حروف منها قولهم: يَيْجَع ظَهراً، ويَشْتكي عيناً أَي يَشْتَكي عَينَه، ونصب تَيْسَ على الذَّمِّ؛ وأَنشد ابن بري لأَبي جندب الهذلي: أَولئك ناصري وهُمُ أُرُومِي، وبَعْضُ القوم ليس بذِي أُرُومِ وقولهم: جارية مَأْرُومَةٌ حسَنة الأَرْمِ إِذا كانت مَجْدُولة الخَلْق. وإِرَمٌ: اسم جبل؛ قال مُرَقِّش الأَكْبَرُ: فاذْهَبْ فِدىً لك ابن عَمّك لائحا (* هنا بياض في الأصل) . . . الأَشيبة وإِرَمْ والأُرُومةُ والأَرُومة، الأَخيرة تميمة: الأَصلُ، والجمع أُرُومٌ؛ قال زهير: لَهُم في الذّاهِبِينَ أُرُومُ صِدْقٍ، وكان لِكُلِّ ذي حَسَب أُرُومُ والأَرامُ: مُلْتقى قَبائِلِ الرأْس. ورَأْس مُؤَرَّمٌ: ضخْم القَبائل. وبَيْضَةٌ مُؤَرَّمةٌ واسِعَةُ الأَعْلى. وما بالدَّارِ أَرِمٌ وأَرِيمٌ وإِرَميٌّ وأَيْرَميّ وإِيْرَمِيّ؛ عن ثعلب وأَبي عبيد، أَي ما بها أَحَدٌ، لا يستعمل إِلا في الجَحْد؛ قال زهير: دارٌ لأَسْماء بالغَمْرَيْنِ ماثِلةٌ، كالوَحْيِ ليس بها من أَهْلِها أَرِمُ ومثله قول الآخر: تلك القُرونُ وَرِثْنا الأَرضَ بَعْدَهُمُ، فما يُحَسُّ عليها منهمُ أَرِمُ قال ابن بري: كان ابن دَرَسْتَوَيْه يُخالف أَهل اللغة فيقول: ما بها آرِم، على فاعل، قال: وهو الذي يَنْصِب الأَرَمَ وهو العَلَم، أَي ما بها ناصِبُ عَلَم، قال: والمشهور عند أَهل اللغة ما بها أَرِمٌ، على وزن حَذِرٍ، وبيتُ زهير وغيره يشهد بصحة قولهم، قال: وعلى أَنه أَيضاً حكى القَزَّاز وغيره آرِم، قال: ويقال ما بها أَرَمٌ أَيضاً أَي ما بها علَم.وأَرَمَ الرجلَ يَأْرِمُه أَرْماً: لَيَّنه. وأَرَمْتُ الحَبْل آرِمُه أَرْماً إِذا فَتَلْتَه فَتْلاً شديداً. وأَرَمَ الشيءَ يَأْرِمُه أَرْماً: شدَّه؛ قال رؤبة: يَمْسُدُ أَعْلى لَحْمِه ويَأْرِمُهْ ويروى بالزاي، وقد ذكر في أَجم. وآرام: موضع؛ قال: مِن ذاتِ آرامٍ فجَنبَي أَلعسا (* قوله «فجني ألعسا» هكذا في الأصل وشرح القاموس). وفي الحديث ذِكْر إِرَمٍ، بكسر الهمزة وفتح الراء الخفيفة، وهو موضع من ديار جُذام، أَقْطَعَه سيدُنا رسول الله، ، بني جِعال بن رَبيعة.

أزم

عدل

الأَزْمُ: شدَّةُ العَضِّ بالفَمِ كلِّه، وقيل بالأَنْياب، والأَنْيابُ هي الأَوازِمُ، وقيل: هو أَنَ يَعَضَّه ثم يكرِّر عليه ولا يُرْسِله، وقيل: هو أَن يَقْبِض عليه بفيه، أَزَمه، وأَزَمَ عليه يَأْزِمُ أَزْماً وأُزُوماً، فهو آزِمٌ وأَزُومٌ، وأَزَمْت يَد الرجُل آزِمُها أَزْماً، وهي أَشدُّ العَضِّ. قال الأَصمعي: قال عيسى بن عمر كانت لنا بَطَّة تَأْزِمُ أَي تَعَضُّ، ومنه قيل للسَّنة أَزْمَةٌ وأَزُومٌ وأَزامِ، بكسر الميم. وأَزَمَ الفرسُ على فأْسِ اللِّجام: قَبض؛ ومنه حديث الصدّيق: نَظَرْت يوم أُحُدٍ إِلى حَلَقة دِرْع قد نَشِبَت في جَبين رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فانْكَبَبْت لأَنْزِعَها، فأَقْسَم عليَّ أَبو عبيدة فأَزَمَ بها بثَنيَّتيه فجَذبها جَذْباً رَفيقاً أَي عَضَّها وأَمْسكها بين ثَنِيَّتَيْه؛ ومنه حديث الكَنْز والشجاع الأَقْرع: فإِذا أَخذه أَزَم في يده أَي عَضَّها. والأَزْمُ: القطعُ بالناب والسِّكِّين وغيرهما. والأَوَازمُ والأُزَّمُ والأُزُمُ: الأَنْياب، فواحدة الأَوزامِ آزِمةٌ، وواحدة الأُزَّمِ آزِمٌ، وواحدة الأُزُمِ أَزُومٌ. والأَزْمُ: الجَدْبُ والمَحْل. ابن سيده: الأَزْمة الشدّة والقَحْط، وجمعها إِزَمٌ كبَدْرةٍ وبِدَر، وأَزْمٌ كتَمْرةٍ وتَمْر؛ قال أَبو خِراش: جَزى اللهُ خيراً خالِداً من مُكافِئٍ، على كلِّ حالٍ من رَخاء ومن أَزْمِ وقد يكون مصدراً لأَزَم إِذا عضَّ، وهي الوَزْمة أَيضاً. وفي الحديث: اشْتَدِّي أَزْمَة تَنْفَرِجي، قال: الأَزْمَة السَّنة المُجْدِبة. يقال: إِن الشدَّة إِذا تَتابَعت انفرجت وإِذا تَوالَتْ تَوَلَّت. وفي حديث مجاهد: أَن قُرَيْشاً أَصابَتْهم أَزْمةٌ شديدةٌ وكان أَبو طالب ذا عيالٍ. والأَوزامُ: السِّنُون الشدائد كالبَوازِم. وأَزَمَ عليهم العامُ والدهرُ يَأْزِمُ أَزْماً وأُزُوماً: اشتدّ قَحْطُه، وقيل: اشتدَّ وقَلَّ خَيرُه؛ وسنة أَزْمَةٌ وأَزِمَةٌ وأَزُومٌ وآزِمةٌ؛ قال زهير: إِذا أَزَمَتْ بهم سَنةٌ أَزُوم ويقال: قد أَزَمت أَزامِ؛ قال: أَهان لها الطَّعامَ فلم تُضِعْه، غَداةَ الرَّوْعِ، إِذ أَزَمَتْ أَزامِ قال ابن بري: وأَنشد أَبو علي هذا البيت: أَهانَ لها الطعامَ فَأَنْفَذَتْهُ، غَداةَ الرَّوْعِ، إِذ أَزَمَتْ أَزُومُ ويقال: نزلتْ بهم أَزامِ وأَزُومٌ أَي شدَّة. والمُتَأَزِّمُ: المُتَأَلِّم لأَزْمةِ الزمان؛ أَنشد عبد الرحمن عن عمه الأَصمعي في رجل خطَب إِليه ابنَته فردَّ الخاطب: قالوا: تَعَزَّ فَلَسْتَ نائِلَها، حتى تَمَرَّ حَلاوَةُ التَّمْرِ لَسْنا من المُتأَزِّمينَ، إِذا فَرِحَ اللَّمُوسُ بثائبِ الفَقْرِ أَي لَسْنا نُزَوِّجك هذه المرأَة حتى تَعود حَلاوةُ التَّمْر مَرارةً، وذلك ما لا يكون. والمُتَأَزِّمُ: المُتَأَلِّم لأَزْمةِ الزَّمان وشدَّتِه، واللَّمُوسُ: الذي في نَسَبه ضَعَةٌ، أَي أَن الضعيفَ النسَب يفْرَح بالسَّنة المُجْدبة ليُرْغَب إِليه في ماله فيَنْكِحَ أَشْراف نِسائهم لحاجَتهم إلى ماله. وأَزَمَتْهم السنةُ أَزْماً: استأْصَلَتهم، وقال شمر: إِنما هو أَرَمَتْهم، بالراء،قال: وكذلك قال أَبو الهيثم. ويقال: أَصابتنا أَزْمة وآزمةٌ أَي شدّة؛ عن يعقوب. وأَزَمَ على الشيء يَأْزِمُ أُزُوماً: واظَب عليه ولَزِمَه. وأَزَمَ بِضَيْعَته وعليها: حافظ. أَبو زيد: الأُزُومُ المُحافظة على الضَّيْعَة. وتَأَزَّمَ القومُ إِذا أَطالوا الإِقامة بِدارهم. وأَزَمَ بصاحِبه يَأْزِمُ أَزْماً: لَزِقَ. وفي الصحاح: أَزَمَ الرجلُ بصاحبه إِذا لَزِمَه. وأَزَمَه أَيضاً أَي عَضَّه وأَزَمَ عن الشيء: أَمسك عنه. وأَزَمَ بالمكان أَزْماً: لَزِمَه. وأَزَمْتُ الحَبْلَ والعِنانَ والخَيْط وغيرَه آزِمُه أَزْماً: أَحكَمْت فَتْله وضَفْرَه، بالراء والزاي جميعاً، والراء أَعرف، وهو مَأْزُومٌ. والأَزْمُ: ضرْب من الضَّفْر وهو الفَتْل. وأَزَمَ أَزْماً وأَزِمَ أَزَماً، كلاهما: تقبَّض. والمَأْزِمُ: المَضِيق مثل المَأْزِلِ؛ وأَنشد الأَصمعي عن أَبي مَهْدِيَّة: هذا طريقٌ يَأْزِمُ المَآزِما، وعِضَواتٌ تَمْشُق اللَّهازِما ويروى عَصَوات، وهي جمع عَصاً. وتَمْشُق: تضرِب. والمأْزِم: كلُّ طريق ضيِّق بين جبلين، وموضع الحَرْبِ أَيضاً مَأْزِمٌ، ومنه سمي الموضع الذي بين المَشْعَر وعَرَفة مَأْزِمَيْن. الأَصمعي: المَأْزِمُ في سَنَد مَضِيقٌ بين جَمْعٍ وعَرَفة. وفي حديث ابن عمر: إِذا كنتَ بين المَأْزِمَيْن دون مِنىً فإِنَّ هناك سَرْحَة سُرَّ تحتَها سبعون نبيّاً. وفي الحديث: إِني حَرَّمْت المدينة حَراماً ما بين مَأْزِمَيْها؛ المَأْزِمُ: المَضِيقُ في الجبال حتى يَلتَقِي بعضُها ببعض ويَتَّسِع ما وَرَاءه، والميمُ زائدة، وكأَنه من الأَزْمِ القُوّة والشدّة؛ وأَنشد لِساعدة ابن جؤية الهُذَلي:ومُقامُهنّ، إِذا حُبِسْنَ، بِمَأْزِمٍ ضَيْقٍ أَلَفَّ، وصَدّهنّ الأَخشَبُ قال ابن بري: صواب إِنشاده ومُقامِهنَّ، بالخفض على القَسَم لأَنه أَقسم بالبُدْن التي حُبِسْن بِمَأْزِمٍ أَي بمَضِيق، وأَلَفَّ: مُلْتَفّ، والأَخْشَبُ: جبل، والمَأْزِمُ: مَضِيقُ الوادي في حُزُونةٍ. ومَآزِمُ الأَرض: مَضايِقها تلْتَقي ويتَّسِع ما وراءها وما قُدّامها. ومآزِمُ الفَرْجِ: مَضايقه، واحدها مَأْزِم. ومأْزِمُ القِتال: موضعه إِذا ضاق، وكذلك مَأْزِمُ العَيش؛ هذه عن اللحياني، وكلُّ مَضِيق مَأْزِمٌ. والأَزْمُ: إِغْلاق الباب. وأَزَمَ البابَ أَزْماً: أَغْلَقه. والأَزْمُ: الإِمساك. أَبو زيد: الآزِمُ الذي ضَمَّ شفتيه. والأَزْمُ: الصمْت. والأَزْمُ: تركُ الأَكل وأَصله من ذلك؛ وفي الحديث: أَن عمر قال للحرث ابن كَلْدة وكان طبيبَ العَرب: ما الطِّبُّ؟ فقال: هو الأَزْمُ، وهو أَن لا تدخِل طعاماً على طعام، وفسَّره الناسُ أَنه الحِمْيَةُ والإِمساك عن الاستكثار، وفي النهاية: إِمساك الأَسْنان بعضها على بعض. والأَزْمةُ: الأَكلة الواحدة في اليوم مرَّة كالوَجْبةِ. وفي حديث الصلاة أَنه قال: أَيُّكم المُتَكلِّم؟ فَأَزَمَ القومُ أَي أَمسكوا عن الكلام كما يُمسِك الصائم عن الطَّعام، قال: ومنه سميت الحِمْيَةُ أَزْماً، قال: والرواية المشهورة: فَأَرَمَّ القوم، بالراء وتشديد الميم؛ ومنه حديث السِّواك: يستعمله عند تَغَيُّر الفَمِ، من الأَزْمِ. وأَزِيمٌ: جبل بالبادية.

أسم

عدل

أُسامَةُ: من أَسماء الأَسد، لا يَنْصرِف. وأُسامة: اسم رجل من ذلك؛ فأَما قوله: وكأَنِّي في فَحْمة ابن جَمِيرٍ في نِقابِ الأُسامةِ السِّرْداحِ فإِنه زاد اللام كقوله: ولقد نَهَيتُك عن بَنات الأَوْبرِ وأَما قوله: عَيْنُ بَكِّي لِسَامةَ بن لُؤَيٍّ عَلِقَتْ ساقَ سامةَ العَلاَّقهْ (* قوله «وأما قوله عين بكي إلخ» هذا البيت من قصيدة لاعرابية ترثي بها أسامة ولها حكاية ذكرت في مادة فوق فانظرها). فإِنه أَراد بقوله لِسامةَ لأُسامة، فحذف الهمز. قال ابن السكيت: يقال هذا أُسامةُ، وهو الأَسدُ، وهو مَعْرِفة؛ قال زهير يَمْدح هَرِم بن سِنان:ولأَنْثَ أَشْجَعُ من أُسامة، إِذ دُعِيَتْ نزَالِ، ولُجَّ في الذُّعْرِ وأَما الاسم فنذكره في المعتلّ لأَن الأَلف زائدة. قال ابن بري: وأَما أَسماءُ اسم امرأَة فمختلَف فيها، فمنهم مَن يجعلها فَعلاء والهمزة فيها أَصْل، ومنهم مَن يجعلُها بَدلاً من واو وأَصْلُها عندهم وَسْماء، ومنهم مَن يجعل همزتها قطعاً زائدة ويجعلها جمعَ اسم سميت به المرأَة، قال: ويقوّي هذا الوجه قولهم في تصغيرها سُمَيَّة، ولو كانت الهمزة فيها أَصْلاً لم تحذَف.

أضم

عدل

الأَضَمُ: الحِقْدُ والحسَدُ والغضَبُ، ويجمع على أَضَماتٍ؛ قال ابن بري: شاهده قول الشاعر: وباكَرَا الصَّيْدَ بحَدٍّ وأَضَمْ، لن يَرْجِعا أَو يَخْضِبا صَيْداً بِدَمْ وأَضِمَ عليه، بالكسر، يَأْضَمُ أَضَماً: غضب؛ وأَنشد ابن بري: فُرُحٌ بالخَيْر إِنْ جاءَهُمُ، وإِذا ما سُئِلُوه أَضِمُوا قال العجاج: ورأْس أَعْداءٍ شديد أَضَمُهْ وفي حديث نَجْران (* قوله «وفي حديث نجران إلخ» عبارة النهاية: وفي حديث وفد نجران وأضم عليها منه أخوه إلخ): وأَضِمَ عليه أَخوه كُرْزُ بنُ عَلْقَمَة حتى أَسلم. يقال: أَضِمَ الرجل، بالكسر، يَأْضَمُ أَضَماً إِذا أَضْمَر حِقْداً لا يستطيع أَن يُمْضِيَه؛ وفي حديث آخر: فَأَضِمُوا عليه. وأَضِمَ به أَضَماً، فهو أَضِمٌ: عَلِقَ به. وأَضِمَ الفحل بالشُّوَّل: عَلِقَ بها يَطْرُدها ويَعَضُّها وأَضِم الرجل بأَهله كذلك. وإِضَمٌ: موضع؛ قال النابغة: واحْتَلَّت الشَّرْعَ فالأَجْراعَ من إِضَما وإِضَمٌ، بكسر الهمزة: اسم جبل؛ قال الراجز يصف ناراً: نَظَرْت والعَيْنُ مُبينة التَّهَمْ إِلى سَنا نارٍ، وقُودُها الرَّتَمْ، شُبَّتْ بأَعلى عانِدَيْن من إِضَمْ قال ابن بري: وقد جاء غير مصروف، وأَنشد بيت النابغة. وفي بعض الأَحاديث ذِكْر إِضَمٍ، وهو بكسر الهمزة وفتح الضاد، اسم جبل، وقيل: موضع.

أطم

عدل

الأُطُم: حِصْنٌ مَبْنِيٌّ بحجارة، وقيل: هو كل بيت مُرَبَّع مُسَطَّح، وقيل: الأُطْم مثل الأجّم، يخفف ويثقَّل، والجمع القليلُ آطامٌ وآجامٌ؛ قال الأَعشى: فإِمَّا أَتَتْ آطامَ جَوٍّ وأَهلَه، أُنِيخَت فأَلقَتْ رَحْلَها بِفِنائكا والكثير أُطُومٌ، وهي حُصون لأَهل المدينة؛ قال أَوْس بن مَغْراء السعدي:بَثَّ الجُنودَ لهم في الأَرض يَقْتُلُهم، ما بين بُصْرى إِلى آطامِ نَجْرانا والواحدة أَطَمة مثل أَكَمَة؛ وباليمن حِصْن يُعرف بأُطُم الأَضْبطِ، وهو الأَضْبط بن قُرَيْع بن عوف ابن سعد بن زيد مَناة، كان أَغار على أَهْل صَنْعاء وبَنَى بها أُطُماً وقال: وشَفَيْتُ نَفْسِي، من ذوِي يَمَنٍ، بالطَّعْنِ في اللَّبَّات والضربِ قَتَّلتهمْ وأَبَحْتُ بَلْدَتَهم، وأَقَمْتُ حَوْلاً كامِلاً أَسْبي وبَنَيْتُ أُطْماً في بلادهم، لأُثَبِّت التَّقْهِيرَ بالغَصْبِ ابن سيده وغيره: الأُطْم حِصْن مَبْنِيٌّ. ابن الأَعرابي: الأُطُوم القُصور. وفي حديث بلال: أَنه كان يؤذِّن على أُطْمٍ؛ الأُطْم، بالضم: بناء مرتفع، وجمعه آطام. وفي الحديث: حتى تَوارَتْ بآطامِ المدينة يعني بأَبنيتها المرتفعة كالحُصون. ابن بُزُرْج: أَطَمْت على البَيْت أَطْماً أَي أَرْخَيْت سُتورَه. والتَّأْطِيمُ في الهَوْدَج: أَن يُسَتَّر بثياب، يقال: أَطَّمْته تَأْطِيماً؛ وأَنشد: تدخل جَوْزَ الهَوْدَجِ المُؤَطَّمِ وأَزَمَ بيده وأَطَمَ إِذا عضَّ عليها. وأَطَمْت أُطوماً إِذا سكتّ. أَبو عمرو: التَّأَطُّم سكوت الرجل على ما في نفسه. وأَطَمْتُ البئر أَطْماً: ضَيَّقْت فاها. وتأَطُّمُ الليل: ظُلْمته وأَطِمَ أَطَماً: غضِب. وتَأَطَّم فلان تأَطُّماً إِذا غضِب. وفلان يتأَطَّم على فلان: مثل يَتَأَجَّم. وأَطِمَ أَطَماً: انضمَّ.والأُطامُ والإِطامُ: حصْر البَعير والرجُل، وهو أَن لا يَبُول ولا يَبْعَر من داءٍ، وقد أَطِمَ أَطَماً وأُطِمَ أَطْماً وأُطِمَ عليه. ويقال للرجل إِذا عَسُر عليه بُروزُ غائطِه: قد أُطِم أَطْماً، وأْتُطِمَ أئتِطاماً. ويقال: أَصابه أُطامٌ وإِطامٌ إِذا احتبس بَطْنُه. وبعير مَأْطُومٌ وقد أُطِمَ إِذا لم يَبُل من داءٍ يكون به. الجوهري: الأُطامُ، بالضم، احتباس البول، تقول منه: أُؤْتُطِمَ على الرجل؛ وأَنشد ابن بري: تَمْشي من التَّحْفِيلِ مَشْيَ المُؤْتَطِمْ قال: وقال عبد الواحد التَّأَطُّم امتناع النَّجْوِ، قال: وقال أَبو عمرو المُؤَطَّم المكسر بالتراب؛ وأَنشد لعياض بن درَّة: إِذا سَمِعتْ أَصْوات لأْمٍ من المَلا، بَكَتْ جَزَعاً من تحت قَبرٍ مُؤَطَّمِ والأَطِيمةُ: مَوْقِدُ النار، وجمعها أَطائم؛ قال الأَفْوَهُ الأَوْديّ: في مَوْطِنٍ ذَرِبِ الشَّبا، فكأَنَّما فيه الرِّجالُ على الأَطائِم واللَّظى شمر: الأَطِيمةُ توثق الحمام بالفراسي. ابن شميل: الأَتُّون والأَطيمة الداستورن (* قوله «شمر الاطيمة إلى قوله الداستورن» مثله في التهذيب الا أن لفظ توثق الحمام منقوط في التهذيب هكذا وفي الأصل من غير نقط، وقوله الداستورن هو في الأصل هكذا وفي التهذيب الداشوزن). والأَطُوم: سمكة في البحر يقال لها المَلِصَةُ والزَّالِخَة. والأَطُومُ: السُّلَحْفاة البحريّة، وفي المحكم: سُلَحْفاة بَحْريّة غليظة الجلْد في البَحْر يُشَبَّه بها جِلْد البعير الأَمْلَس، وتُتَّخذ منها الخفاف للجَمّالين وتُخْصَفُ بها النِّعال؛ قال الشمَّاخ (* هذا البيت لكعب بن زهير لا للشماخ، وفي القصيدة: بضاحية المتنين بدل بضاحية البيداء): وجِلْدُها من أَطُومٍ ما يُؤَيِّسهُ طِلْحٌ، بضاحِية البَيْداء، مَهْزُولُ وقيل: الأَطُوم القُنْفُذُ. والأَطُوم: البَقَرةُ، قيل: إِنما سُمِّيت بذلك على التَّشْبيه بالسَّمَكة لغِلَظ جِلْدها؛ وأَنشد الفارسي: كأَطُومٍ فَقَدَتْ بُرْغُزَها، أَعْقبَتْها الغُبْسُ منها نَدَما غَفَلَتْ ثم أَتَتْ تَطْلُبُه، فإِذا هي بِعِظام وَدَما وفي قصيدة كعب بن زُهَير يمدح سيدَنا رسولَ الله، : وجِلْدُها من أَطُوم لا يُؤَيِّسُهُ قال ابن الأَثير: الأَطُومُ الزَّرافةُ يَصِفُ جِلْدها بالقُوَّة والمَلاسَةِ، لا يُؤَيِّسه: لا يُؤَثِّر فيه. والأَطِيمُ: شحْم ولَحْم يُطْبخ في قِدْرٍ سُدَّ فَمُها. الفراء: السِّنَّوْرُ يَتَأَطَّمُ ويَتَحَدَّم للصَّوْت الذي في صَدْره. وتَأَطَّم السَّيْلُ إِذا ارتفعت في وَجْهه طَحَماتٌ كالأَمْواج ثم يكسَّر بعضها على بعض؛ قال رؤبة: إِذا ارْتَمَى في وَأْدِه تَأَطُّمُهْ وَأْدُه: صَوْتُه.

أكم

عدل

الأَكَمَةُ: معروفة، والجمع أَكَماتٌ وأَكَمٌ، وجمع الأَكَمِ إِكامٌ مثل جَبَلٍ وجِبالٍ، وجمع الإِكامِ أُكُم مثل كتابٍ وكُتُبٍ، وجمع الأُكُم آكامٌ مثل عُنُقٍ وأَعْناقٍ، كما تقدّم في جمع تَمْرة. قال: يقال أَكمة وأَكَم مثل ثَمَرة وثَمَر، وجمع أَكَمَةٍ أُكُم كخَشَبَة وخُشُبٍ، وإِكام كرَحَبةٍ ورِحاب، ويجوز أَن يكون آكام كجَبَل وأَجْبالٍ، غيره: الأَكَمَةُ تَلٌّ من القُفِّ وهو حَجر واحد. ابن سيده الأَكَمَة القُفُّ من حجارة واحدة، وقيل: هو دون الجبال، وقيل: هو الموضع الذي هو أَشدُّ ارتفاعاً ممَّا حَوْلَه وهو غليظ لا يبلغ أَن يكون حَجَراً، والجمع أَكَمٌ وأُكُمٌ وأُكْمٌ وإِكامٌ وآكامٌ وآكُمٌ كأَفْلُسٍ؛ الأَخيرة عن ابن جني. ابن شميل: الأَكَمَةُ قُفٌّ غير أَن الأَكَمةَ أَطْول في السماء وأَعظم. ويقال: الأَكَمُ أَشْرافٌ في الأَرض كالرَّوابي. ويقال: هو ما اجتمع من الحِجارة في مكانٍ واحد، فَرُبَّما غَلُظَ وربما لم يَغْلُظ. ويقال: الأَكَمَةُ ما ارتَفَعَ عن القُفِّ مُلَمْلَمٌ مُصَعَّدٌ في السماء كثير الحجارة. وروى ابن هانئ عن زَيْد بن كَثْوة أَنه قال: من أَمثالهم: حَبَسْتُموني ووَراء الأَكَمَةِ ما وَراءها؛ قالَتْها امرأَة كانت واعَدَتْ تَبَعاً لها أَن تأْتِيَهُ وراء الأَكَمة إِذا جَنَّ رُؤْيٌ رُؤْياً، فَبَيْنا هي مُعِيرةٌ في مَهْنَة أَهْلِها إِذ نَسَّها شَوْقٌ إِلى مَوْعِدها وطال عليها المُكْث وضَجِرت (* قوله «وضجرت» في التهذيب: وصخبت).، فخرج منها الذي كانت لا تريد إِظْهارَه وقالت: حَبَسْتُموني ووَراء الأَكَمة ما وَراءها يقال ذلك عند الهُزْء بكل مَنْ أَخبر عن نفسه ساقِطاً مَا لا يريد إِظْهارَه. واسْتَأْكَم الموضعُ: صار أَكَماً؛ قال أَبو نخيلة: بين النَّقَا والأَكَم المُسْتَأْكِمِ وفي حديث الاسْتِسْقاء: على الإِكامِ والظِّرابِ ومَنابتِ الشجَرِ؛ الإِكامُ: جمع أَكَمة وهي الرابِيَة. والمَأْكَمَةُ: العَجِيزةُ. والمَأْكَمان والمَأْكَمَتان: اللَّحْمَتان اللتان على رُؤوس الوَرِكَيْن، وقيل: هما بَخَصَتان مُشْرِفتان على الحَرْقَفَتَيْنِ، وهما رُؤوس أَعالي الوَرِكَيْن عن يمين وشمال، وقيل: هما لَحْمتان وَصَلَتا ما بين العَجُز والمَتْنَيْن، والجمع المَآكِمُ؛ قال: إِذا ضَرَبَتْها الرِّيح في المِرْطِ أَشْرَفَتْ مَآكِمُها، والزُّلُّ في الرِّيحِ تُفْضَحُ وقد يُفْرَد فيقال مَأْكَمٌ ومَأْكِمٌ ومَأْكَمَةٌ ومَأْكِمَةٌ؛ قال: أَرَغْت به فَرْجاً أَضاعَتْه في الوَغى، فَخَلَّى القُصَيْرى بين خَصْر ومَأْكَمِ وحكى اللحياني: إِنه لعَظيمُ المَآكِمِ كأنهم جعلوا كل جزء منه مَأْكَماً. وفي حديث أَبي هريرة: إِذا صَلَّى أَحدُكم فلا يَجْعل يَدَهُ على مَأْكَمتَيْه؛ قال ابن الأَثير: هما لَحْمتان في أَصل الوَرِكَيْن، وقيل: بين العَجُز والمَتْنَيْن، قال: وتفتح كافُها وتكْسَر؛ ومنه حديث المُغِيرة: أَحْمَر المَأْكَمَةِ؛ قال ابن الأَثير: لم يرد حُمْرة ذلك الموضع بعينه، وإِنما أَراد حُمْرَة ما تحتها من سَفِلَته، وهو ما يُسَبُّ به فَكَنَى عنها بها؛ ومثله قولهم في السَّبِّ: يا ابن حَمْراء العِجَانِ ومَرْأَة مُؤَكِّمَةٌ: عظيمة المَأْكِمَتَيْن. وأُكِمَتِ الأَرضُ: أُكِلَ جميعُ ما فيها. وإُِكامٌ: جبل بالشام؛ وروي بيت امرئ القيس: بين حامِرٍ * وبين إِكام (* قوله «بين حامر» عبارة ياقوت معجمه بعد أن ذكر أن حامراً عدّة مواضع: وحامراً أيضاً واد في رمال بني سعد، وحامر أيضاً موضع في ديار غطفان، ولا أدري أيهما أراد امرؤ القيس بقوله: أحار ترى برقاً أريك وميضه * كلمع اليدين في حبيّ مكلل قعدت له وصحبتي بين حامر * وبين إكام بعدما متأمل وقال عند التكلم على إكام بكسر الهمزة موضع الشام، وأنشد البيت الثاني. ويروى أيضاً: بين ضارجٍ وبين العُذيب بدل بين حامر وبين إكام.

ألم

عدل

الأَلَمُ: الوجَعُ، والجمع آلامٌ. وقد أَلِمَ الرجلُ يَأْلَمُ أَلَماً، فهو أَلِمٌ. ويُجْمَعُ الأَلَمُ آلاماً، وتَأَلَّم وآلَمْتُه. والأَلِيمُ: المُؤلِمُِ المُوجِعُ مثل السَّمِيع بمعنى المُسْمِع؛ وأَنشد ابن بري لذي الرمة: يَصُكُّ خُدُودَها وهَجٌ أَلِيمُ والعَذاب الأَلِيمُ: الذي يَبْلغ إِيجاعُهُ غاية البلوغ، وإِذا قلت عَذاب أَلِيمٌ فهو بمعنى مُؤلِم، قال: ومثله رجل وجِع. وضرْب وَجِع أَي مُوجِع. وتَأَلَّم فلان من فلان إِذا تَشَكَّى وتَوَجَّع منه. والتَّأَلُّم: التَّوجُّع. والإِيلامُ: الإِيجاعُ. وأَلِمَ بَطنَه: من باب سَفِه رأْيَه. الكسائي: يقال أَلِمْت بطنَك ورَشِدْت أَمْرَك أَي أَلِمَ بَطنُك ورَشِدَ أَمْرُك، وانتِصاب قوله بَطْنَك عند الكسائي على التفسير، وهو معرفة، والمُفَسرات نَكرت كقولك قَرِرْت به عَيْناً وضِقْتُ به ذَرْعاً، وذلك مذكور عند قوله عز وجل: إِلاَّ مَن سَفِهَ نَفْسَه، قال: ووجه الكلام أَلِمَ بَطْنُه يَأْلَم أَلَماً، وهو لازم فَحُوِّل فِعْلُه إِلى صاحب البَطْن، وخَرَج مُفَسّراً في قوله أَلِمْتَ بَطْنَك. والأَيْلَمَةُ: الأَلمُ. ويقال: ما أَخذ أَيْلمةً ولا أَلماً، وهو الوجَع. وقال ابن الأَعرابي: ما سمعت له أَيْلمةً أََي صَوْتاً. وقال شمر عنه: ما وَجَدْت أَيلمةً ولا أَلَماً أَي وَجَعاً. وقال أَبو عمرو: الأَيْلمةُ الحَركة؛ وأَنشد: فما سمعت بعد تلك النَّأَمَهْ منها ولا مِنْهُ، هناك، أَيْلمهْ قال الأَزهري: وقال شمر تقول العرب أَما والله لأُبِيتَنَّك على أَيْلَمَةٍ، ولأَدَعَنَّ نَوْمَك تَوْثاباً، ولأُثئِدَنَّ مَبْرَكَك، ولأُدْخِلنَّ صَدْرك غمَّة: كلُّه في إِدْخال المشقَّة عليه والشدَّة. وأَلُومةُ: موضع؛ قال صَخْر الغيّ: القَائد الخَيْلَ من أَلومَةَ أَو من بَطْن وادٍ، كأَنها العجَدُ (* قوله «قال صخر الغيّ» أنشده في ياقوت هكذا: هم جلبوا الخيل من ألومة أو * من بطن عمق كأنها البجد جمع بجاد وهو كساء مخطط اه. وتقدم للمؤلف في مادة عجد بغير هذه الألفاط).وفي التهذيب: ويَجْلُبُوا الخَيْلَ من أَلُومَةَ أَوْ من بَطْنِ عَمْقٍ، كأَنَّها البُجُدُ

أمم

عدل

الأمُّ، بالفتح: القَصْد. أَمَّهُ يَؤُمُّه أَمّاً إِذا قَصَدَه؛ وأَمَّمهُ وأْتَمَّهُ وتَأَمَّمَهُ ويَنمَّه وتَيَمَّمَهُ، الأَخيراتان على البَدل؛ قال: فلم أَنْكُلْ ولم أَجْبُنْ، ولكنْ يَمَمْتُ بها أَبا صَخْرِ بنَ عَمرو ويَمَّمْتُه: قَصَدْته؛ قال رؤبة: أَزْهَر لم يُولَدْ بنَجْم الشُّحِّ، مُيَمَّم البَيْت كَرِيم السِّنْحِ (* قوله «أزهر إلخ» تقدم في مادة سنح على غير هذا الوجه). وتَيَمَّمْتُهُ: قَصَدْته. وفي حديث ابن عمر: مَن كانت فَتْرَتُهُ إِلى سُنَّةٍ فَلأَمٍّ ما هو أَي قَصْدِ الطريق المُسْتقيم. يقال: أَمَّه يَؤمُّه أَمّاً، وتأَمَّمَهُ وتَيَمَّمَه. قال: ويحتمل أَن يكون الأَمُّ أُقِيم مَقام المَأْمُوم أَي هو على طريق ينبغي أَن يُقْصد، وإِن كانت الرواية بضم الهمزة، فإِنه يرجع إِلى أَصله (* قوله «إلى أصله إلخ» هكذا في الأصل وبعض نسخ النهاية وفي بعضها إلى ما هو بمعناه باسقاط لفظ أصله). ما هو بمعناه؛ ومنه الحديث: كانوا يَتَأَمَّمُون شِرارَ ثِمارِهم في الصدَقة أَي يَتَعَمَّدون ويَقْصِدون، ويروى يَتَيَمَّمون، وهو بمعناه؛ ومنه حديث كعب بن مالك: وانْطَلَقْت أَتَأَمَّمُ رسول الله، ، وفي حديث كعب بن مالك: فتَيمَّمت بها التَّنُّور أَي قَصَدت. وفي حديث كعب بن مالك: ثم يُؤمَرُ بأَمِّ الباب على أَهْلِ النار فلا يخرج منهم غَمٌّ أَبداً أَي يُقْصَد إِليه فَيُسَدُّ عليهم. وتَيَمَّمْت الصَّعيد للصلاة، وأَصلُه التَّعَمُّد والتَّوَخِّي، من قولهم تَيَمَّمْتُك وتَأَمَّمْتُك. قال ابن السكيت: قوله: فَتَيَمَّمُوا صعِيداً طيِّباً، أَي اقْصِدوا لصَعِيد طيِّب، ثم كَثُر استعمالُهم لهذه الكلِمة حتى صار التَّيَمُّم اسماً علَماً لِمَسْح الوَجْه واليَدَيْن بالتُّراب. ابن سيده:والتَّيَمُّم التَّوَضُّؤ بالتُّراب على البَدل، وأَصْله من الأَول لأَنه يقصِد التُّراب فيَتَمَسَّحُ به. ابن السكيت: يقال أَمَمْتُه أَمًّا وتَيَمَّمته تَيَمُّماً وتَيَمَّمْتُه يَمامَةً، قال: ولا يعرف الأَصمعي أَمَّمْتُه، بالتشديد، قال: ويقال أَمَمْتُه وأَمَّمْتُه وتَأَمَّمْتُه وتَيَمَّمْتُه بمعنى واحد أَي تَوَخَّيْتُه وقَصَدْته. قال: والتَّيَمُّمُ بالصَّعِيد مأْخُوذ من هذا، وصار التيمم عند عَوامّ الناس التَّمَسُّح بالتراب، والأَصلُ فيه القَصْد والتَّوَخِّي؛ قال الأَعشى: تَيَمَّمْتُ قَيْساً وكم دُونَه، من الأَرض، من مَهْمَهٍ ذي شزَنْ وقال اللحياني: يقال أَمُّو ويَمُّوا بمعنى واحد، ثم ذكَر سائر اللغات. ويَمَّمْتُ المَرِيضَ فَتَيَمَّم للصلاة؛ وذكر الجوهري أَكثر ذلك في ترجمة يمم بالياء. ويَمَّمْتُه بِرُمْحي تَيْمِيماً أَي تَوَخَّيْتُه وقَصَدْته دون مَن سواه؛ قال عامر بن مالك مُلاعِب الأَسِنَّة: يَمَّمْتُه الرُّمْح صَدْراً ثم قلت له: هَذِي المُرُوءةُ لا لِعْب الزَّحالِيقِ وقال ابن بري في ترجمة يَمم: واليَمامة القَصْد؛ قال المرَّار: إِذا خَفَّ ماءُ المُزْن عنها، تَيَمَّمَتْ يَمامَتَها، أَيَّ العِدادِ تَرُومُ وجَمَلٌ مِئمٌّ: دَلِيلٌ هادٍ، وناقة مِئَمَّةٌ كذلك، وكلُّه من القَصْد لأَن الدَّليلَ الهادي قاصدٌ. والإِمَّةُ: الحالةُ، والإِمَّة والأُمَّةُ: الشِّرعة والدِّين. وفي التنزيل العزيز: إِنَّا وجَدْنا آباءَنا على أُمَّةٍ؛ قاله اللحياني، وروي عن مجاهد وعمر بن عبد العزيز: على إِمَّةٍ. قال الفراء: قرئ إِنَّا وَجَدْنا آباءَنا على أُمَّةٍ، وهي مثل السُّنَّة، وقرئ على إِمَّةٍ، وهي الطريقة من أَمَمْت. يقال: ما أَحسن إِمَّتَهُ، قال: والإِمَّةُ أيضاً النَّعِيمُ والمُلك؛ وأَنشد لعديّ بن زيد: ثم، بَعْدَ الفَلاح والمُلك والإِمْــــمَةِ، وارَتْهُمُ هناك القُبورُ قال: أَراد إِمامَة المُلك ونَعِيمه. والأُمَّةُ والإِمَّةُ: الدَّينُ. قال أَبو إِسحق في قوله تعالى: كان الناسُ أُمَّةً واحدةً فبعَث اللهُ النَّبِيِّين مُبَشِّرين ومُنْذِرين، أي كانوا على دينٍ واحد. قال أَبو إِسحق: وقال بعضهم في معنى الآية: كان الناس فيما بين آدم ونوح كُفّاراً فبعَث الله النبيِّين يُبَشِّرون من أَطاع بالجنة ويُِنْذِرون من عَصى بالنار. وقال آخرون: كان جميع مَن مع نوح في السفينة مؤمناً ثم تفرَّقوا من بعد عن كُفر فبعث الله النبيِّين. وقال آخرون: الناسُ كانوا كُفّاراً فبعث الله إبراهيم والنَّبيِّين من بعدهِ. قال أَبو منصور (* قوله «قال أبو منصور إلخ» هكذا في الأصل، ولعله قال أبو منصور: الأمة فيما فسروا إلخ): فيما فسَّروا يقع على الكُفَّار وعلى المؤمنين. والأُمَّةُ: الطريقة والدين. يقال: فلان لا أُمَّةَ له أَي لا دِينَ له ولا نِحْلة له؛ قال الشاعر: وهَلْ يَسْتَوي ذو أُمَّةٍ وكَفُورُ؟ وقوله تعالى: كُنْتُمْ خير أُمَّةٍ؛ قال الأَخفش: يريد أَهْل أُمّةٍ أَي خير أَهْلِ دينٍ؛ وأَنشد للنابغة: حَلَفْتُ فلم أَتْرُكْ لِنَفْسِك رِيبةً، وهل يأْثَمَنْ ذو أُمَّةٍ وهو طائعُ؟ والإِمَّةُ: لغة في الأُمَّةِ، وهي الطريقة والدينُ. والإِمَّة: النِّعْمة؛ قال الأَعشى: ولقد جَرَرْتُ لك الغِنى ذا فاقَةٍ، وأَصاب غَزْوُك إِمَّةً فأَزالَها والإِمَّةُ: الهَيْئة؛ عن اللحياني. والإِمَّةُ أَيضاً: الحالُ والشأْن. وقال ابن الأَعرابي: الإِمَّةُ غَضارةُ العَيش والنعْمةُ؛ وبه فسر قول عبد الله بن الزبير، رضي الله عنه: فهلْ لكُمُ فيكُمْ، وأَنْتُم بإِمَّةٍ عليكم عَطاءُ الأَمْنِ، مَوْطِئُكم سَهْلُ والإِمَّةُ، بالكسر: العَيْشُ الرَّخِيُّ؛ يقال: هو في إِمَّةٍ من العَيْش وآمَةٍ أَي في خِصْبٍ. قال شمر: وآمَة، بتخفيف الميم: عَيْب؛ وأَنشد:مَهْلاً، أَبَيْتَ اللَّعْنَ مَهْـ ـلاً إِنَّ فيما قلتَ آمَهْ ويقال: ما أَمّي وأَمُّه وما شَكْلي وشَكله أَي ما أَمْري وأَمْره لبُعْده مني فلِمَ يَتعرَّض لي؟ ومنه قول الشاعر: فما إِمِّي وإمُّ الوَحْشِ لَمَّا تَفَرَّعَ في ذُؤابَتِيَ المُشيبُ يقول: ما أَنا وطَلَب الوَحْش بعدما كَبِرْت، وذكر الإِمِّ حَشْو في البيت؛ قال ابن بري: ورواه بعضهم وما أَمِّي وأَمُّ الوَحْش، بفتح الهمزة، والأَمُّ: القَصْد. وقال ابن بُزُرْج: قالوا ما أَمُّك وأَمّ ذات عِرْق أَي أَيْهاتَ منك ذاتُ عِرْق. والأَمُّ: العَلَم الذي يَتْبَعُه الجَيْش. ابن سيده: والإِمَّة والأُمَّة السُّنَّةُ. وتَأَمَّم به وأْتَمَّ: جعله أَمَّةً. وأَمَّ القومَ وأَمَّ بهم: تقدَّمهم، وهي الإِمامةُ. والإِمامُ: كل من ائتَمَّ به قومٌ كانوا على الصراط المستقيم أَو كانوا ضالِّين. ابن الأَعرابي في قوله عز وجل: يَوْمَ نَدْعُو كلَّ أُناسٍ بإِمامِهْم، قالت طائفة: بكتابهم، وقال آخرون: بنَبيّهم وشَرْعهم، وقيل: بكتابه الذي أَحصى فيه عَمَله. وسيدُنا رسولُ الله، ، إِمامُ أُمَّتِه، وعليهم جميعاً الائتمامُِ بسُنَّته التي مَضى عليها. ورئيس القوم: أَمِّهم. ابن سيده: والإِمامُ ما ائْتُمَّ به من رئيسٍ وغيرِه، والجمع أَئِمَّة. وفي التنزيل العزيز: فقاتِلوا أَئِمَّةَ الكُفْر، أَي قاتِلوا رؤساءَ الكُفْر وقادَتَهم الذين ضُعَفاؤهم تَبَعٌ لهم. الأَزهري: أَكثر القُراء قَرَؤوا أَيِمَّة الكُفْرِ، بهمزة واحدة، وقرأَ بعضهم أَئمَّةَ، بهمزيتن، قال: وكل ذلك جائز. قال ابن سيده: وكذلك قوله تعالى: وجَعلْناهم أَيِمَّةً يَدْعون إِلى النارِ، أَي مَن تَبِعَهم فهو في النار يوم القيامة، قُلبت الهمزة ياء لثِقَلها لأَنها حرف سَفُل في الحَلْق وبَعُد عن الحروف وحَصَل طرَفاً فكان النُّطْق به تكَلُّفاً، فإِذا كُرِهت الهمزة الواحدة، فَهُمْ باسْتِكْراه الثِّنْتَيْن ورَفْضِهما لاسِيَّما إِذا كانتا مُصْطَحِبتين غير مفرَّقتين فاءً وعيناً أَو عيناً ولاماً أَحرى، فلهذا لم يأْت في الكلام لفظةٌ توالتْ فيها هَمْزتان أَصلاً البتَّة؛ فأَما ما حكاه أَبو زيد من قولهم دَريئة ودَرائئٌ وخَطيئة وخَطائيٌ فشاذٌّ لا يُقاس عليه، وليست الهمزتان أَصْلَين بل الأُولى منهما زائدة، وكذلك قراءة أَهل الكوفة أَئمَّة، بهمزتين، شاذ لا يقاس عليه؛ الجوهري: الإِمامُ الذي يُقْتَدى به وجمعه أَيِمَّة، وأَصله أَأْمِمَة، على أَفْعِلة، مثل إِناء وآنِيةٍ وإِلَه وآلِهةٍ، فأُدغمت الميم فنُقِلَت حركتُها إلى ما قَبْلَها، فلما حَرَّْكوها بالكسر جعلوها ياء، وقرئ أَيِمَّة الكُفْر؛ قال الأَخفش: جُعلت الهمزة ياء، وقرئ أَيِمَّة الكُفْر؛ قال الأَخفش: جُعلت الهمزة ياء لأَنها في موضع كَسْر وما قبلها مفتوح فلم يَهمِزُوا لاجتماع الهمزتين، قال: ومن كان رَأْيه جمع الهمزتين همَز، قال: وتصغيرها أُوَيْمة، لما تحرّكت الهمزة بالفتحة قلبها واواً، وقال المازني أُيَيْمَة ولم يقلِب، وإِمامُ كلِّ شيء: قَيِّمُهُ والمُصْلِح له، والقرآنُ إِمامُ المُسلمين، وسَيدُنا محمد رسول الله، ، إِمام الأَئِمَّة، والخليفة إمام الرَّعِيَّةِ، وإِمامُ الجُنْد قائدهم. وهذا أَيَمٌّ من هذا وأَوَمُّ من هذا أَي أَحسن إمامةً منه، قَلَبوها إِلى الياء مرَّة وإِلى الواو أُخرى كَراهِية التقاء الهمزتين. وقال أَبو إِسحق: إِذا فضَّلنا رجُلاً في الإِمامةِ قلنا: هذا أَوَمُّ من هذا، وبعضهم يقول: هذا أَيَمُّ من هذا، قال: والأَصل في أَئمَّة أَأْمِمَة لأَنه جمع إِمامٍ مثل مِثال وأَمْثِلة ولكنَّ المِيمَيْن لمَّا اجتمعتا أُدغمت الأُولى في الثانية وأُلقيت حركتها على الهمزة، فقيل أَئِمَّة، فأَبدلت العرب من الهمزة المكسورة الياء، قال: ومن قال هذا أَيَمُّ من هذا، جعل هذه الهمزة كلَّما تحركت أَبدل منها ياء، والذي قال فلان أَوَمُّ من هذا كان عنده أَصلُها أَأَمُّ، فلم يمكنه أَن يبدل منها أَلفاً لاجتماع الساكنين فجعلها واواً مفتوحة، كما قال في جمع آدَم أَوادم، قال: وهذا هو القياس، قال: والذي جَعَلها ياء قال قد صارت الياءُ في أَيِمَّة بدلاً لازماً، وهذا مذهب الأَخفش، والأَول مذهب المازني، قال:وأَظنه أَقْيَس المذهَبين، فأَما أَئمَّة باجتماع الهمزتين فإِنما يُحْكى عن أَبي إِسحق، فإِنه كان يُجيز اجتماعَهما، قال: ولا أَقول إِنها غير جائزة، قال: والذي بَدَأْنا به هو الاختيار. ويقال: إِمامُنا هذا حَسَن الإِمَّة أَي حَسَن القِيام بإِمامته إِذا صلَّى بنا. وأَمَمْتُ القومَ في الصَّلاة إِمامةً. وأْتمّ به أَي اقْتَدَى به. والإِمامُ: المِثالُ؛ قال النابغة: أَبوه قَبْلَه، وأَبو أَبِيه، بَنَوْا مَجْدَ الحيَاة على إِمامِ وإِمامُ الغُلام في المَكْتَب: ما يَتعلَّم كلَّ يوم. وإِمامُ المِثال: ما امْتُثِلَ عليه. والإِمامُ: الخَيْطُ الذي يُمَدُّ على البناء فيُبْنَي عليه ويُسَوَّى عليه سافُ البناء، وهو من ذلك؛ قال: وخَلَّقْتُه، حتى إِذا تمَّ واسْتَوى كَمُخَّةِ ساقٍ أَو كَمَتْنِ إِمامِ أَي كهذا الخَيْط المَمْدود على البِناء في الامِّلاسِ والاسْتِواء؛ يصف سَهْماً؛ يدل على ذلك قوله: قَرَنْتُ بِحَقْوَيْه ثَلاثاً فلم يَزِغُ، عن القَصْدِ، حتى بُصِّرَتْ بِدِمامِ وفي الصحاح: الإِمامُ خشبة البنَّاء يُسَوِّي عليها البِناء. وإِمامُ القِبلةِ: تِلْقاؤها. والحادي: إمامُ الإِبل، وإِن كان وراءها لأَنه الهادي لها. والإِمامُ: الطريقُ. وقوله عز وجل: وإِنَّهما لَبِإِمامٍ مُبينٍ، أَي لَبِطريق يُؤَمُّ أَي يُقْصَد فَيُتَمَيَّز، يعني قومَ لوط وأَصحابَ الأَيكةِ. والإِمامُ: الصُّقْعُ من الطريق والأَرض. وقال الفراء: وإِنهما لَبِإِمامٍ مُبين، يقول: في طَريق لهم يَمُرُّون عليها في أَسْفارِهم فَجعل الطَّريقَ إِماماً لأَنه يُؤم ويُتَّبَع. والأَمامُ: بمعنى القُدّام. وفلان يَؤمُّ القومَ: يَقْدُمهم. ويقال: صَدْرك أَمامُك، بالرفع، إِذا جَعَلْته اسماً، وتقول: أَخوك أَمامَك، بالنصب، لأَنه صفة؛ وقال لبيد فَجَعله اسماً: فَعَدَتْ كِلا الفَرْجَيْن تَحْسِبُ أَنه مَوْلَى المَخافَةِ: خَلْفُها وأَمامُها (* قوله «فعدت كلا الفرجين» هو في الأصل بالعين المهملة ووضع تحتها عيناً صغيرة، وفي الصحاح في مادة ولي بالغين المعمجة ومثله في التكلمة في مادة فرج، ومثله كذلك في معلقة لبيد). يصف بَقَرة وَحْشِية ذَعَرها الصائدُ فَعَدَتْ. وكِلا فَرْجَيها: وهو خَلْفُها وأَمامُها. تَحْسِب أَنه: الهاء عِمادٌ. مَوْلَى مَخافَتِها أَي وَلِيُّ مَخافَتِها. وقال أَبو بكر: معنى قولهم يَؤُمُّ القَوْمَ أَي يَتَقَدَّمُهم، أُخِذ من الأَمامِ. يقال: فُلانٌ إِمامُ القوم؛ معناه هو المتقدّم لهم، ويكون الإِمامُ رئِسياً كقولك إمامُ المسلمين، ويكون الكتابَ، قال الله تعالى: يَوْمَ نَدْعُو كلَّ أُناسٍ بإِمامِهم، ويكون الإِمامُ الطريقَ الواضحَ؛ قال الله تعالى: وإِنَّهما لَبِإِمامٍ مُبينٍ، ويكون الإِمامُ المِثالَ، وأَنشد بيت النابغة: بَنَوْا مَجْدَ الحَياةِ على إِمامِ معناه على مِثال؛ وقال لبيد: ولكُلِّ قَوْمٍ سُنَّةٌ وإِمامُها والدليل: إِمامُ السَّفْر. وقوله عز وجل: وجَعَلْنا للمُتَّقِين إِماماً؛ قال أَبو عبيدة: هو واحد يَدُلُّ على الجمع كقوله: في حَلْقِكم عَظْماً وقد شُجِينا وإِنَّ المُتَّقِين في جَنَّات ونَهَرٍ. وقل: الإِمامُ جمع آمٍّ كصاحِبٍ وصِحابٍ، وقيل: هو جمع إِمامٍ ليس على حَدِّ عَدْلٍ ورِضاً لأَنهم قد قالوا إِمامان، وإِنما هو جمع مُكَسَّر؛ قال ابن سيده: أَنْبأَني بذلك أَبو العَلاء عن أَبي علي الفارسي قال: وقد استعمل سيبويه هذا القياسَ كثيراً، قال: والأُمَّةُ الإِمامُ. الليث: الإِمَّةُ الائتِمامُ بالإِمامِ؛ يقال: فُلانٌ أَحقُّ بإِمَّةِ هذا المسجد من فُلان أَي بالإِمامة؛ قال أَبو منصور: الإِمَّة الهَيْئةُ في الإِمامةِ والحالةُ؛ يقال: فلان حَسَن الإِمَّةِ أَي حَسَن الهَيْئة إِذا أَمَّ الناسَ في الصَّلاة، وقد ائتَمَّ بالشيء وأْتَمَى به، على البدَل كراهية التضعيف؛ وأَنشد يعقوب: نَزُورُ امْرأً، أَمّا الإِلَه فَيَتَّقِي، وأَمّا بفعلِ الصَّالحين فَيَأْتَمِي والأُمَّةُ: القَرْن من الناس؛ يقال: قد مَضَتْ أُمَمٌ أَي قُرُونٌ. وأُمَّةُ كل نبي: مَن أُرسِل إِليهم من كافر ومؤمنٍ. الليث: كلُّ قوم نُسِبُوا إِلى نبيّ فأُضيفوا إِليه فَهُمْ أُمَّتُه، وقيل: أُمة محمد، صلى الله عليهم وسلم، كلُّ مَن أُرسِل إِليه مِمَّن آمَن به أَو كَفَر، قال: وكل جيل من الناس هم أُمَّةٌ على حِدَة.وقال غيره: كلُّ جِنس من الحيوان غير بني آدم أُمَّةٌ على حِدَة، والأُمَّةُ: الجِيلُ والجِنْسُ من كل حَيّ. وفي التنزيل العزيز: وما من دابَّةٍ في الأرض ولا طائرٍ يَطِيرُ بِجناحَيْه إلاَّ أُمَمٌ أَمثالُكم؛ ومعنى قوله إلاَّ أُمَمٌ أمثالُكم في مَعْنىً دون مَعْنىً، يُريدُ، والله أعلم، أن الله خَلَقَهم وتَعَبَّدَهُم بما شاء أن يَتَعَبَّدَهُم من تسْبيح وعِبادةٍ عَلِمها منهم ولم يُفَقِّهْنا ذلك. وكل جنس من الحيوان أُمَّةٌ. وفي الحديث: لولا أنَّ الكِلاب أُمَّةٌ من الأُمَمِ لأَمَرْت بقَتْلِها، ولكن اقْتُلوا منها كل أَسْوَد بَهيم، وورد في رواية: لولا أنها أُمَّةٌ تُسَبِّحُ لأَمَرْت بقَتْلِها؛ يعني بها الكلاب. والأُمُّ: كالأُمَّةِ؛ وفي الحديث: إن أَطاعُوهما، يعني أبا بكر وعمر، رَشِدوا ورَشَدت أُمُّهم، وقيل، هو نَقِيضُ قولهم هَوَتْ أُمُّه، في الدُّعاء عليه، وكل مَن كان على دينِ الحَقِّ مُخالفاً لسائر الأَدْيان، فهو أُمَّةٌ وحده. وكان إبراهيمُ خليلُ الرحمن، على نبينا وعليه السلام، أُمَّةً؛ والأُمَّةُ: الرجل الذي لا نظِير له؛ ومنه قوله عز وجل: إن إبراهيم كان أُمَّةً قانِتاً لله؛ وقال أبو عبيدة: كان أُمَّةً أي إماماً. أَبو عمرو الشَّيباني: إن العرب تقول للشيخ إذا كان باقِيَ القوّة: فلان بإِمَّةٍ، معناه راجع إلى الخير والنِّعْمة لأن بَقاء قُوّتِه من أَعظم النِّعْمة، وأصل هذا الباب كله من القَصْد. يقال: أَمَمْتُ إليه إذا قَصَدْته، فمعنى الأُمَّة في الدِّينِ أَنَّ مَقْصِدَهم مقْصِد واحد، ومعنى الإمَّة في النِّعْمة إنما هو الشيء الذي يَقْصِده الخلْق ويَطْلُبونه، ومعنى الأُمَّة في الرجُل المُنْفَرد الذي لا نَظِير له أن قَصْده منفرد من قَصْد سائر الناس؛ قال النابغة: وهل يَأْثَمَنْ ذو أُمَّةٍ وهو طائعُ ويروي: ذو إمَّةٍ، فمن قال ذو أُمَّةٍ فمعناه ذو دينٍ ومن قال ذو إمَّةٍ فمعناه ذو نِعْمة أُسْدِيَتْ إليه، قال: ومعنى الأُمَّةِ القامة (* وقوله «ومعنى الأمة القامة إلخ» هكذا في الأصل). سائر مقصد الجسد، وليس يخرج شيء من هذا الباب عن معنى أَمَمْت قَصَدْت. وقال الفراء في قوله عز وجل: إن إبراهيم كان أُمَّةً؛ قال: أُمَّةً مُعلِّماً للخَير. وجاء رجل إلى عبد الله فسأَله عن الأُمَّةِ، فقال: مُعَلِّمُ الخير، والأُمَّةُ المُعَلِّم. ويروى عن النبي، ، أنه قال: يُبْعَث يوم القيامة زيدُ بنُ عمرو بنِ نُفَيْل أُمَّةً على حِدَةٍ، وذلك أَنه كان تَبَرَّأَ من أَدْيان المشركين وآمَن بالله قبل مَبْعَث سيدِنا محمد رسول الله، صلى الله عليه وسلم. وفي حديث قُسِّ بن ساعدة: أَنه يُبْعَث يوم القيامة أُمَّةً وحْدَه؛ قال: الأُمَّةُ الرجل المُتَفَرِّد بدينٍ كقوله تعالى: إنَّ إبراهيمَ كان أُمَّةً قانِتاً لله، وقيل: الأُمَّةُ الرجلُ الجامع للخير. والأُمَّةُ: الحِينُ. قال الفراء في قوله عز وجل: وادَّكَرَ بعد أُمَّةٍ، قال بعد حينٍ من الدَّهْرِ. وقال تعالى: ولَئِنْ أَخّرْنا عنهم العَذاب إلى أُمَّةٍ معْدودةٍ. وقال ابن القطاع: الأُمَّةُ المُلْك، والأُمة أَتْباعُ الأنبياء، والأُمّةُ الرجل الجامعُ للخير، والأُمَّةُ الأُمَمُ، والأُمَّةُ الرجل المُنْفَرد بدينه لا يَشْرَكُه فيه أَحدٌ، والأُمَّةُ القامةُ والوجهُ؛ قال الأَعشى: وإنَّ مُعاوية الأَكْرَمِيـ نَ بيضُ الوُجوهِ طِوالُ الأُمَمْ أي طِوالُ القاماتِ؛ ومثله قول الشَّمَرْدَل بن شريك اليَرْبوعي: طِوال أَنْصِية الأَعْناقِ والأُمَمِ قال: ويروى البيت للأَخْيَلِيَّة. ويقال: إنه لحسَنُ الأُمَّةِ أي الشَّطاطِ. وأُمَّةُ الوجه: سُنَّته وهي مُعظَمه ومَعْلم الحُسْن منه. أبو زيد: إنه لَحَسن أُمَّة الوجه يَعْنُون سُنَّته وصُورَته. وإنه لَقَبيحُ أُمَّةِ الوجه. وأُمَّة الرجل: وَجْهُه وقامَتُه. والأُمَّة: الطاعة. والأُمَّة: العالِم. وأُمَّةُ الرجل: قومُه. والأُمَّةُ: الجماعة؛ قال الأخفش: هو في اللفظ واحد وفي المعنى جَمْع، وقوله في الحديث: إنَّ يَهُودَ بَني عَوْفٍ أُمَّةٌ من المؤْمنين، يريد أَنهم بالصُّلْح الذي وقَع بينهم وبين المؤْمنين كجماعةٍ منهم كلمَتُهم وأيديهم واحدة. وأُمَّةُ الله: خلْقه: يقال: ما رأَيت من أُمَّةِ الله أَحسنَ منه. وأُمَّةُ الطريق وأُمُّه: مُعْظَمُه. والأُمَمُ: القَصْد الذي هو الوسَط. والأَمَمُ: القُرب، يقال: أَخذت ذلك من أَمَمٍ أي من قُرْب. وداري أَمَمُ دارِه أي مُقابِلَتُها. والأَمَمُ: اليسير. يقال: داركم أَمَمٌ، وهو أَمَمٌ منك. وكذلك الاثنان والجمع. وأمْرُ بَني فُلان أَمَمٌ ومُؤامٌّ أي بيّنٌ لم يجاوز القدر. والمؤَامُّ، بتشديد الميم: المقارب، أُخِذ الأَمَم وهو القرب؛ يقال: هذا أَمْرٌ مؤَامٌّ مثل مُضارٍّ. ويقال للشيء إذا كان مُقارِباً: هو مُؤامٌّ. وفي حديث ابن عباس: لا يَزال أَمْرُ الناس مُؤَامّاً ما لم يَنْظروا في القَدَرِ والوِلْدان أي لا يَزال جارياً على القَصْد والاستقامة. والمُؤَامُّ: المُقارَب، مُفاعَل من الأَمِّ، وهو القَصْد أَو من الأَمَمِ القرب، وأَصله مُؤامَم فأُدْغِم. ومنه حديث كعب: لا تَزال الفِتْنة مُؤامّاً بها ما لم تبْدأْ من الشام؛ مُؤَامٌّ هنا: مُفاعَل، بالفتح، على المفعول لأن معناه مُقارَباً بها، والباء للتعدية، ويروى مُؤَمّاً، بغير مدٍّ. والمُؤَامٌّ: المُقارِب والمُوافِق من الأَمَم، وقد أَمَّهُ؛ وقول الطرِمّاح: مثل ما كافَحْتَ مَحْزُوبَةً نَصَّها ذاعِرُ وَرْعٍ مُؤَامْ يجوز أَن يكون أَراد مُؤَامٌّ فحذف إحدى الميمين لالتقاء الساكنين، ويجوز أن يكون أَراد مُؤَامٌّ فأَبدل من الميم الأخيرة ياء فقال: مُؤَامي ثم وقف للقافية فحذف الياء فقال: مُؤَامْ، وقوله: نَصَّها أي نَصَبَها؛ قال ثعلب: قال أَبو نصر أَحسنُ ما تكون الظَّبْية إذا مَدَّت عُنُقَها من رَوْعٍ يَسير، ولذلك قال مؤَامْ لأَنه المُقاربُ اليَسير. قال: والأَمَمُ بين القريب والبعيد، وهو من المُقارَبة. والأَمَمُ: الشيءُ اليسير؛ يقال: ما سأَلت إلا أَمَماً. ويقال: ظلَمْت ظُلْماً أَمَماً؛ قال زهير: كأَنّ عَيْني، وقد سال السَّلِيلُ بهم، وَجِيرة ما هُمُ لَوْ أَنَّهم أَمَمُ يقول: أيّ جيرةٍ كانوا لو أنهم بالقرب مِنِّي. وهذا أمْر مُؤَامٌّ أي قَصْدٌ مُقارب؛ وأَنشد الليث: تَسْأَلُني بِرامَتَيْنِ سَلْجَما، لو أنها تَطْلُب شيئاً أَمَما أراد: لو طَلَبَت شيئاً يقْرُب مُتَناوَله لأَطْلَبْتُها، فأَما أن تَطْلُب بالبلدِ السَّباسِبِ السَّلْجَمَ فإنه غير مُتَيَسِّر ولا أَمَمٍ. وأُمُّ الشيء: أَصله. والأُمُّ والأُمَّة: الوالدة؛ وأَنشد ابن بري: تَقَبَّلَها من أُمَّةٍ، ولَطالما تُنُوزِعَ، في الأسْواق منها، خِمارُها وقال سيبويه . . . . (* هنا بياض بالأصل). لإمِّك؛ وقال أيضاً: إضْرِب الساقَيْنِ إمِّك هابِلُ قال فكسَرهما جميعاً كما ضم هنالك، يعني أُنْبُؤُك ومُنْحُدُر، وجعلها بعضهم لغة، والجمع أُمَّات وأُمّهات، زادوا الهاء، وقال بعضهم: الأُمَّهات فيمن يعقل، والأُمّات بغير هاء فيمن لا يعقل، فالأُمَّهاتُ للناس والأُمَّات للبهائم، وسنذكر الأُمَّهات في حرف الهاء؛ قال ابن بري: الأَصل في الأُمَّهات أن تكون للآدميين، وأُمَّات أن تكون لغير الآدَمِيِّين، قال: وربما جاء بعكس ذلك كما قال السفَّاح اليَرْبوعي في الأُمَّهات لغير الآدَمِيِّين: قَوّالُ مَعْروفٍ وفَعّالُه، عَقَّار مَثْنى أُمَّهات الرِّباعْ قال: وقال ذو الرمة: سِوى ما أَصابَ الذئبُ منه وسُرْبَةٌ أطافَتْ به من أُمَّهات الجَوازِل فاستعمل الأُمَّهات للقَطا واستعملها اليَرْبوعي للنُّوق؛ وقال آخر في الأُمَّهات للقِرْدانِ: رَمى أُمَّهات القُرْدِ لَذْعٌ من السَّفا، وأَحْصَدَ من قِرْانِه الزَّهَرُ النَّضْرُ وقال آخر يصف الإبل: وهام تَزِلُّ الشمسُ عن أُمَّهاتِه صِلاب وأَلْحٍ، في المَثاني، تُقَعْقِعُ وقال هِمْيان في الإبل أيضاً: جاءَتْ لِخِمْسٍ تَمَّ من قِلاتِها، تَقْدُمُها عَيْساً مِنُ امَّهاتِها وقال جرير في الأُمَّات للآدَمِييِّن: لقد وَلَدَ الأُخَيْطِلَ أُمُّ سَوْءٍ، مُقَلَّدة من الأُمَّاتِ عارا التهذيب: يَجْمَع الأُمَّ من الآدَميّاتِ أُمَّهات، ومن البَهائم أُمَّات؛ وقال: لقد آلَيْتُ أَغْدِرُ في جَداعِ، وإن مُنِّيتُ، أُمَّاتِ الرِّباعِ قال الجوهري: أَصل الأُمِّ أُمّهةٌ، ولذلك تُجْمَع على أُمَّهات. ويقال: يا أُمَّةُ لا تَفْعَلي ويا أَبَةُ افْعَلْ، يجعلون علامة التأْنيث عوضاً من ياء الإضافة، وتَقِفُ عليها بالهاء؛ وقوله: ما أُمّك اجْتاحَتِ المَنايا، كلُّ فُؤادٍ عَلَيْك أُمُّ قال ابن سيده: عَلَّق الفؤاد بعَلى لأنه في معنى حَزينٍ، فكأَنه قال: عليك حَزينٌ. وأَمَّتْ تَؤُمُّ أُمُومَةً: صارت أُمّاً. وقال ابن الأَعرابي في امرأَة ذكرها: كانت لها عمة تَؤُمها أي تكون لها كالأُمِّ. وتَأَمَّها واسْتَأَمَّها وتأَمَّمها: اتَّخَذَها أُمّاً؛ قال الكميت: ومِن عَجَبٍ، بَجِيلَ، لَعَمْرُ أُمّ غَذَتْكِ، وغيرَها تَتأَمّمِينا قوله: ومن عَجَبٍ خبر مبتدإِ محذوف، تقديرهُ: ومن عَجَبٍ انْتِفاؤكم عن أُمِّكم التي أَرْضَعَتْكم واتِّخاذكم أُمّاً غيرَها. قال الليث: يقال تأَمَّم فلان أُمّاً إذا اتَّخذَها لنفسه أُمّاً، قال: وتفسير الأُمِّ في كل معانيها أُمَّة لأن تأْسيسَه من حَرْفين صحيحين والهاء فيها أصلية، ولكن العَرب حذَفت تلك الهاء إذ أَمِنُوا اللَّبْس. ويقول بعضُهم في تَصْغير أُمٍّ أُمَيْمة، قال: والصواب أُمَيْهة، تُردُّ إلى أَصل تأْسيسِها، ومن قال أُمَيْمَة صغَّرها على لفظها، وهم الذين يقولون أُمّات؛ وأَنشد: إذِ الأُمّهاتُ قَبَحْنَ الوُجوه، فَرَجْتَ الظَّلامَ بأُمَّاتِكا وقال ابن كيسان: يقال أُمٌّ وهي الأصل، ومنهم من يقول أُمَّةٌ، ومنهم من يقول أُمَّهة؛ وأنشد: تَقَبَّلْتَها عن أُمَّةٍ لك، طالَما تُنوزِعَ بالأَسْواقِ عنها خِمارُها يريد: عن أُمٍّ لك فأَلحقها هاء التأْنيث؛ وقال قُصَيّ: عند تَناديهمْ بِهالٍ وَهَبِي، أُمَّهَتي خِنْدِفُ، والياسُ أَبي فأَما الجمع فأَكثر العرب على أُمَّهات، ومنهم من يقول أُمَّات، وقال المبرّد: والهاء من حروف الزيادة، وهي مزيدة في الأُمَّهات، والأَصل الأَمُّ وهو القَصْد؛ قال أَبو منصور: وهذا هو الصواب لأن الهاء مزيدة في الأُمَّهات؛ وقال الليث: من العرب من يحذف أَلف أُمٍّ كقول عديّ بن زيد: أَيُّها العائِبُ، عِنْدِ، امَّ زَيْدٍ، أنت تَفْدي مَن أَراكَ تَعِيبُ وإنما أراد عنْدي أُمَّ زيدٍ، فلمّا حذَف الأَلف التَزقَتْ ياء عنْدي بصَدْر الميم، فالتقى ساكنان فسقطت الياء لذلك، فكأَنه قال: عندي أُمَّ زيد. وما كنت أُمّاً ولقد أَمِمْتِ أُمُومةً؛ قال ابن سيده: الأُمَّهة كالأُمِّ، الهاء زائدة لأَنه بمعنى الأُمِّ، وقولهم أمٌّ بَيِّنة الأُمومة يُصَحِّح لنا أن الهمزة فيه فاء الفعل والميم الأُولى عَيْن الفِعْل، والميم الأُخرى لام الفعْل، فَأُمٌّ بمنزلة دُرٍّ وجُلٍّ ونحوهما مما جاء على فُعْل وعينُه ولامُه من موضع، وجعل صاحبُ العَيْنِ الهاء أَصْلاً، وهو مذكور في موضعه. الليث: إذا قالت العرب لا أُمَّ لك فإنه مَدْح عندهم؛ غيره: ويقال لا أُمَّ لك، وهو ذَمٌّ. قال أَبو عبيد: زعم بعض العلماء أن قولهم لا أُمَّ لك قد وُضعَ موضع المَدح؛ قال كعب بن سعد الغَنَويّ يَرْثي أَخاه: هَوَتْ أُمُّه ما يَبْعَث الصُّبْح غادِياً، وماذا يُؤدّي الليلُ حينَ يَؤوبُ؟ قال أبو الهيثم في هذا البيت: وأَيْنَ هذا مما ذهب إليه أَبو عبيد؟ وإنما معنى هذا كقولهم: وَيْحَ أُمِّه ووَيْلَ أُمِّه والوَيلُ لها، وليس للرجل في هذا من المَدْح ما ذهَب إليه، وليس يُشْبِه هذا قولهم لا أُمَّ لك لأَن قوله أُمَّ لك في مذهب ليس لك أُمٌّ حُرَّة، وهذا السَّبُّ الصَّريح، وذلك أَنّ بَني الإماء عند العرب مَذْمومون لا يلحقون بِبَني الحَرائر، ولا يقول الرجل لصاحبه لا أُمَّ لك إلاَّ في غضَبه عليه مُقَصِّراً به شاتِماً له، قال: وأَمّا إذا قال لا أَبا لَك، فلم يَترك له من الشَّتِيمَة شيئاً، وقيل: معنى قولهم لا أُمَّ لك، يقول أنت لَقِيطٌ لا تُعْرَف لك أُمٌّ. قال ابن بري في تفسير يت كعب بن سعد قال: قوله هَوَتْ أُمُّه، يُسْتَعْمَل على جهة التعَجُّب كقولهم: قاتَله الله ما أَسْمَعه ما يَبْعَث الصبحُ: ما استفهام فيها معنى التعَجُّب وموضعها نَصْب بيَبْعَث، أيْ أَيُّ شيءٍ يَبعَثُ الصُّبْح من هذا الرجل؟ أَي إذا أَيْقَظه الصُّبح تصرَّف في فِعْل ما يُريده. وغادِياً منصوب على الحال والعامل فيه يَبْعَث، ويَؤُوب: يَرجع، يريد أَن إقْبال اللَّيل سَبَب رجوعه إلى بيته كما أن إقْبال النهار سَبَب لتصرُّفه، وسنذكره أَيضاً في المعتل. الجوهري: وقولهم وَيْلِمِّهِ، ويريدون وَيْلٌ لأُمّه فحذف لكثرته في الكلام. قال ابن بري: وَيْلِمِّه، مكسورة اللام، شاهده قول المنتخل الهذلي يَرْثي ولدهَ أُثَيلة:وَيْلِمِّه رجلاَ يأْتي به غَبَناً، إذا تَجَرَّد لا خالٌ ولا بَخِلُ الغَبَنُ: الخَديعةُ في الرأْي، ومعنى التَّجَرُّد ههنا التَّشْميرُ للأَمرِ، وأَصْله أن الإنسان يَتجرَّد من ثيابه إذا حاوَل أَمْراً. وقوله: لا خالٌ ولا بَخِل، الخالُ: الاختيال والتَّكَبُّر من قولهم رجل فيه خالٌ أي فيه خُيَلاء وكِبْرٌ، وأما قوله: وَيْلِمِّه، فهو مَدْح خرج بلفظ الذمِّ، كما يقولون: أَخْزاه الله ما أَشْعَرَه ولعَنه الله ما أَسْمَعه قال: وكأَنهم قَصَدوا بذلك غَرَضاً مَّا، وذلك أَن الشيء إذا رآه الإنسان فأَثْنى عليه خَشِيَ أَن تُصِيبه العين فيَعْدِل عن مَدْحه إلى ذمّه خوفاً عليه من الأَذيَّةِ، قال: ويحتمل أيضاً غَرَضاً آخر، وهو أن هذا الممدوح قد بلَغ غاية الفَضْل وحصل في حَدّ من يُذَمُّ ويُسَب، لأَن الفاضِل تَكْثُر حُسَّاده وعُيّابه والناقِص لا يُذَمُّ ولا يُسَب، بل يَرْفعون أنفسَهم عن سَبِّه ومُهاجاتِه، وأَصْلُ وَيْلِمِّه وَيْلُ أُمِّه، ثم حذفت الهمزة لكثرة الاستعمال وكَسَروا لامَ وَيْل إتْباعاً لكسرة الميم، ومنهم من يقول: أصله وَيلٌ لأُمِّه، فحذفت لام وَيْل وهمزة أُمّ فصار وَيْلِمِّه، ومنهم من قال: أَصله وَيْ لأُمِّه، فحذفت همزة أُمٍّ لا غير. وفي حديث ابن عباس أنه قال لرجل: لا أُمَّ لك؛ قال: هو ذَمٌّ وسَبٌّ أي أنت لَقِيطٌ لا تُعْرف لك أُمٌّ، وقيل: قد يقَع مَدْحاً بمعنى التعَجُّب منه، قال: وفيه بُعدٌ. والأُمُّ تكون للحيَوان الناطِق وللموات النامِي كأُمِّ النَّخْلة والشجَرة والمَوْزَة وما أَشبه ذلك؛ ومنه قول ابن الأصمعي له: أنا كالمَوْزَة التي إنما صَلاحُها بمَوْت أُمِّها. وأُمُّ كل شيء: أَصْلُه وعِمادُه؛ قال ابن دُريَد: كل شيء انْضَمَّت إليه أَشياء، فهو أُمٌّ لها. وأُم القوم: رئيسُهم، من ذلك؛ قال الشنْفَرى: وأُمَِّ عِيال قد شَهِدْتُ تَقُوتُهُمْ يعني تأَبط شرّاً. وروى الرَّبيعُ عن الشافعي قال: العرب تقول للرجل يَلِي طَعام القَوْم وخِدْمَتَهم هو أُمُّهم؛ وأَنشد للشنفرى: وأُمِّ عِيال قد شَهدت تَقُوتُهُمْ، إذا أَحْتَرَتْهُم أَتْفَهَتْ وأَقَلَّتِ (* قوله «وأم عيال قد شهدت» تقدم هذا البيت في مادة حتر على غير هذا الوجه وشرح هناك). وأُمُّ الكِتاب: فاتِحَتُه لأَنه يُبْتَدَأُ بها في كل صلاة، وقال الزجاج: أُمُّ الكتاب أَصْلُ الكتاب، وقيل: اللَّوْحُ المحفوظ. التهذيب: أُمُّ الكتاب كلُّ آية مُحْكَمة من آيات الشَّرائع والأَحْكام والفرائض، وجاء في الحديث: أنَّ أُم الكِتاب هي فاتحة الكتاب لأنها هي المُقَدَّمة أَمامَ كلِّ سُورةٍ في جميع الصلوات وابْتُدِئ بها في المُصْحف فقدِّمت وهي (* هنا بياض في الأصل) ..... القرآن العظيم. وأَما قول الله عز وجل: وإنه في أُمِّ الكتاب لَدَيْنا، فقال: هو اللَّوْح المَحْفوظ، وقال قَتادة: أُمُّ الكتاب أَصْلُ الكِتاب. وعن ابن عباس: أُمُّ الكِتاب القرآن من أَوله إلى آخره. الجوهري: وقوله تعالى: هُنَّ أُمُّ الكِتاب، ولم يقل أُمَّهات لأَنه على الحِكاية كما يقول الرجل ليس لي مُعين، فتقول: نحن مُعِينك فتَحْكِيه، وكذلك قوله تعالى: واجْعَلْنا للمُتَّقين إماماً. وأُمُّ النُّجوم: المَجَرَّة لأنها مُجْتَمَع النُّجوم. وأُمُّ التَّنائف: المفازةُ البعيدة. وأُمُّ الطريق: مُعْظَمها إذا كان طريقاً عظيماً وحَوْله طَرُق صِغار فالأَعْظم أُمُّ الطريق؛ الجوهري: وأُمُّ الطريق مُعظمه في قول كثير عَزّة: يُغادِرْنَ عَسْبَ الوالِقِيّ وناصِحٍ، تَخصُّ به أُمُّ الطريقِ عِيالَها قال: ويقال هي الضَّبُع، والعَسْب: ماء الفَحْل، والوالِقِيّ وناصِح: فَرَسان، وعِيالُ الطريق: سِباعُها؛ يريد أَنهنّ يُلْقِين أَولادَهنّ لغير تَمامٍ من شِدّة التَّعَب. وأُمُّ مَثْوَى الرجل: صاحِبةُ مَنْزِله الذي يَنْزله؛ قال: وأُمُّ مَثْوايَ تُدَرِّي لِمَّتي الأَزهري: يقال للمرأَة التي يَأْوي إليها الرجل هي أُمُّ مَثْواهُ. وفي حديث ثُمامَة: أَتى أُمَّ مَنْزِلِه أَي امرأَته ومن يُدَبِّر أَمْر بَيْته من النساء. التهذيب: ابن الأَعرابي الأُم امرأَة الرجل المُسِنَّة، قال: والأُمّ الوالدة من الحيوان. وأُمُّ الحَرْب: الراية. وأُم الرُّمْح: اللِّواء وما لُفَّ عليه من خِرْقَةٍ؛ ومنه قول الشاعر: وسَلَبْنا الرُّمْح فيه أُمُّه من يَدِ العاصِي، وما طَالَ الطِّوَلْ وأُم القِرْدانِ: النُّقْرَةُ التي في أَصْل فِرْسِن البعير. وأُم القُرَى: مكة، شرَّفها الله تعالى، لأَنها توسطَت الأرض فيما زَعَموا، وقي لأنها قِبْلةُ جميع الناس يؤُمُّونها، وقيل: سُمِّيَت بذلك لأَنها كانت أَعظم القُرَى شأْناً، وفي التنزيل العزيز: وما كان رَبُّك مُهْلِكَ القُرَى حتى يبعثَ في أُمِّها رسولاً. وكلُّ مدينة هي أُمُّ ما حَوْلها من القُرَى. وأُمُّ الرأْسِ: هي الخَريطةُ التي فيها الدِّماغ، وأُمُّ الدِّماغِ الجِلدة التي تجْمع الدِّماغَ. ويقال أَيضاً: أُم الرأْس، وأُمُّ الرأْس الدِّماغ؛ قال ابن دُرَيد: هي الجِلْدة الرقيقة التي عليها، وهي مُجْتَمعه. وقالوا: ما أَنت وأُمُّ الباطِل أي ما أنت والباطِل؟ ولأُمٍّ أَشياءُ كثيرة تضاف إليها؛ وفي الحديث: أنه قال لزيد الخيل نِعْم فَتىً إن نَجا من أُمّ كلْبةَ، هي الحُمَّى، وفي حديث آخر: لم تَضُرّه أُمُّ الصِّبْيان، يعني الريح التي تَعْرِض لهم فَربما غُشِي عليهم منها. وأُمُّ اللُّهَيْم: المَنِيّة، وأُمُّ خَنُّورٍ الخِصْب، وأُمُّ جابرٍ الخُبْزُ، وأُمُّ صَبّار الحرَّةُ، وأُم عُبيدٍ الصحراءُ، وأُم عطية الرَّحى، وأُمُّ شملة الشمس (* قوله «وأم شملة الشمس» كذا بالأصل هنا، وتقدم في مادة شمل: أن أم شملة كنية الدنيا والخمر)، وأُمُّ الخُلْفُف الداهيةُ، وأُمُّ رُبَيقٍ الحَرْبُ، وأُم لَيْلى الخَمْر، ولَيْلى النَّشْوة، وأُمُّ دَرْزٍ الدنيْا، وأُم جرذان النخلة، وأُم رَجيه النحلة، وأُمُّ رياح الجرادة، وأُمُّ عامِرٍ المقبرة، وأُمُّ جابر السُّنْبُلة، وأُمُّ طِلْبة العُقابُ، وكذلك شَعْواء، وأُمُّ حُبابٍ الدُّنيا، وهي أُمُّ وافِرَةَ، وأُمُّ وافرة البيره (* قوله «وأم خبيص إلخ» قال شارح القاموس قبلها: ويقال للنخلة أيضاً أم خبيص ألى آخر ما هنا، لكن في القاموس: أم سويد وأم عزم بالكسر وأم طبيخة كسكينة في باب الجيم الاست)، وأُم سمحة العنز، ويقال للقِدْر: أُمُّ غياث، وأُمُّ عُقْبَة، وأُمُّ بَيْضاء، وأُمُّ رسمة، وأُمُّ العِيَالِ، وأُمُّ جِرْذان النَّخْلة، وإذا سميت رجُلاً بأُمِّ جِرْذان لم تَصْرِفه، وأُمُّ خبيص (* قوله: البيرة هكذا في الأصل. وفي القاموس: أم وافرة الدنيا)، وأُمُّ سويد، وأُمُّ عِزْم، وأُم عقاق، وأُم طبيخة وهي أُم تسعين، وأُمُّ حِلْس كُنْية الأتان، ويقال للضَّبُع أُمُّ عامِر وأُمُّ عَمْرو. الجوهري: وأُم البَيْضِ في شِعْرِ أَبي دُواد النعَامة وهو قوله: وأَتانا يَسْعَى تَفَرُّسَ أُمِّ الـ بيضِ شََدّاً، وقد تَعالى النَّهارُ قال ابن بري: يصف رَبيئَة، قال: وصوابه تَفَرُّش، بالشين معجَمةً، والتَّفَرُّش: فَتْحُ جَناحَي الطائر أَو النَّعامة إذا عَدَتْ. التهذيب: واعلم أنَّ كل شيء يُضَمُّ إليه سائرُ ما يليه فإنَّ العربَ تسمي ذلك الشيء أُمّاً، من ذلك أُمُّ الرأْس وهو الدِّماغُ، والشجَّةُ الآمَّةُ التي تَهْجُمُ على الدِّماغ. وأَمَّه يَؤُمُّه أَمّاً، فهو مَأْمُومٌ وأَمِيم: أصاب أُمَّ رأْسِه. الجوهري: أَمَّهُ أي شجُّهُ آمَّةً، بالمدِّ، وهي التي تَبْلُغ أُمَّ الدِّماغِ حتى يبقَى بينها وبين الدِّماغ جِلْدٌ رقيقٌ. وفي حديث الشِّجاج: في الآمَّة ثُلُثُ الدِّيَة، وفي حديث آخر: المَأْمُومَة، وهي الشَّجَّة التي بلغت أُمَّ الرأْس، وهي الجلدة التي تجمَع الدماغ. المحكم: وشَجَّةٌ آمَّةٌ ومَأْمُومةٌ بلغت أُمَّ الرأْس، وقد يُستعار ذلك في غير الرأْس؛ قال: قَلْبي منَ الزَّفَرَاتِ صَدَّعَهُ الهَوى، وَحَشايَ من حَرِّ الفِرَاقِ أَمِيمُ وقوله أَنشده ثعلب: فلولا سِلاحي، عندَ ذاكَ، وغِلْمَتي لَرُحْت، وفي رَأْسِي مآيِمُ تُسْبَرُ فسره فقال: جَمَع آمَّةً على مآيِمَ وليس له واحد من لفظه، وهذا كقولهم الخيل تَجْرِي على مَسَاوِيها؛ قال ابن سيده: وعندي زيادة وهو أَنه أراد مآمَّ، ثم كَرِه التَّضْعِيف فأَبدل الميم الأَخيرة ياءً، فقال مآمِي، ثم قلب اللامَ وهي الياء المُبْدَلة إلى موضع العين فقال مآيِم، قال ابن بري في قوله في الشَّجَّة مَأْمُومَة، قال: وكذا قال أَبو العباس المبرّد بعضُ العرب يقول في الآمَّة مَأْمُومَة؛ قال: قال عليّ بن حمزة وهذا غلَطٌ إنما الآمَّةُ الشَّجَّة، والمَأْمُومَة أُمُّ الدِّماغ المَشْجُوجَة؛ وأَنشد: يَدَعْنَ أُمَّ رأْسِه مَأْمُومَهْ، وأُذْنَهُ مَجْدُوعَةً مَصْلُومَه ويقال: رجل أَمِيمٌ ومَأْمُومٌ للذي يَهْذِي من أُمِّ رأْسه. والأُمَيْمَةُ: الحجارة التي تُشْدَخ بها الرُّؤُوس، وفي الصحاح: الأَمِيمُ حَجَرٌ يُشْدَخُ به الرأْس؛ وأَنشد الأزهري: ويَوْمَ جلَّيْنا عن الأَهاتِم بالمَنْجَنِيقاتِ وبالأَمائِم قال: ومثله قول الآخر: مُفَلَّقَة هاماتُها بالأَمائِم وأُم التَّنائف:: أَشدُّها. وقوله تعالى: فَأُمُّه هاوِيَةٌ، وهي النارُ (* قوله «وهي النار إلخ» كذا بالأصل ولعله هي النار يهوي فيها من إلخ) . يَهْوِي مَن أُدْخِلَها أي يَهْلِك، وقيل: فَأُمُّ رأْسه هاوِيَة فيها أي ساقِطة. وفي الحديث: اتَّقوا الخَمْر فإنها أُمُّ الخَبائث؛ وقال شمر: أُمُّ الخبائث التي تَجْمَع كلَّ خَبيث، قال: وقال الفصيح في أَعراب قيس إذا قيل أُمُّ الشَّرِّ فهي تَجْمَع كل شرٍّ على وَجْه الأرض، وإذا قيل أُمُّ الخير فهي تجمع كلَّ خَيْر. ابن شميل: الأُمُّ لكل شيء هو المَجْمَع والمَضَمُّ. والمَأْمُومُ من الإبِل: الذي ذهَب وَبَرهُ عن ظَهْره من ضَرْب أو دَبَرٍ؛ قال الراجز: ليس بذِي عَرْكٍ ولا ذِي ضَبِّ، ولا بِخَوّارٍ ولا أَزَبِّ، ولا بمأْمُومٍ ولا أَجَبِّ ويقال للبعير العَمِدِ المُتَأَكِّل السَّنامِ: مَأْمُومٌ. والأُمِّيّ: الذي لا يَكْتُبُ، قال الزجاج: الأُمِّيُّ الذي على خِلْقَة الأُمَّةِ لم يَتَعَلَّم الكِتاب فهو على جِبِلَّتِه، وفي التنزيل العزيز: ومنهم أُمِّيُّون لا يَعلَمون الكتابَ إلاّ أَمَانِيَّ؛ قال أَبو إسحق: معنى الأُمِّيّ المَنْسُوب إلى ما عليه جَبَلَتْه أُمُّه أي لا يَكتُبُ، فهو في أَنه لا يَكتُب أُمِّيٌّ، لأن الكِتابة هي مُكْتسَبَةٌ فكأَنه نُسِب إلى ما يُولد عليه أي على ما وَلَدَته أُمُّهُ عليه، وكانت الكُتَّاب في العرب من أَهل الطائف تَعَلَّموها من رجل من أهل الحِيرة، وأَخذها أَهل الحيرة عن أَهل الأَنْبار. وفي الحديث: إنَّا أُمَّةٌ أُمِّيَّةٌ لا نَكْتُب ولا نَحْسُب؛ أَراد أَنهم على أَصل ولادة أُمِّهم لم يَتَعَلَّموا الكِتابة والحِساب، فهم على جِبِلَّتِهم الأُولى. وفي الحديث: بُعِثتُ إلى أُمَّةٍ أُمِّيَّة؛ قيل للعرب الأُمِّيُّون لأن الكِتابة كانت فيهم عَزِيزة أَو عَديمة؛ ومنه قوله: بَعَثَ في الأُمِّيِّين رسولاً منهم. والأُمِّيُّ: العَييّ الجِلْف الجافي القَليلُ الكلام؛ قال: ولا أعُودِ بعدَها كَرِيّا أُمارسُ الكَهْلَةَ والصَّبيَّا، والعَزَبَ المُنَفَّه الأُمِّيَّا قيل له أُمِّيٌّ لأنه على ما وَلَدَته أُمُّه عليه من قِلَّة الكلام وعُجْمَة اللِّسان، وقيل لسيدنا محمدٍ رسول الله، ، الأُمِّي لأَن أُمَّة العرب لم تكن تَكْتُب ولا تَقْرَأ المَكْتُوبَ، وبَعَثَه الله رسولاً وهو لا يَكْتُب ولا يَقْرأُ من كِتاب، وكانت هذه الخَلَّة إحْدَى آياته المُعجِزة لأَنه، ، تَلا عليهم كِتابَ الله مَنْظُوماً، تارة بعد أُخْرَى، بالنَّظْم الذي أُنْزِل عليه فلم يُغَيِّره ولم يُبَدِّل أَلفاظَه، وكان الخطيبُ من العرب إذا ارْتَجَل خُطْبَةً ثم أَعادها زاد فيها ونَقَص، فحَفِظه الله عز وجل على نَبيِّه كما أَنْزلَه، وأَبانَهُ من سائر مَن بَعَثه إليهم بهذه الآية التي بايَنَ بَينه وبينهم بها، ففي ذلك أَنْزَل الله تعالى: وما كنتَ تَتْلُو من قَبْلِه من كِتاب ولا تَخُطُّه بِيَمِينِك إذاً لارْتابَ المُبْطِلون الذين كفروا، ولَقالوا: إنه وَجَدَ هذه الأَقاصِيصَ مَكْتوبةً فَحَفِظَها من الكُتُب. والأَمامُ: نَقِيضُ الوَراء وهو في معنى قُدَّام، يكون اسماً وظرفاً. قال اللحياني: وقال الكِسائي أمام مؤنثة، وإن ذُكِّرتْ جاز، قال سيبويه: وقالوا أَمامَك إذا كنت تُحَذِّره أو تُبَصِّره شيئاً، وتقول أنت أَمامَه أي قُدَّمه. ابن سيده: والأَئمَّةُ كِنانة (* قوله: والائمة كِنانة؛ هكذا في الأصل، ولعله اراد ان بني كنانة يقال لهم الأئمة)؛ عن ابن الأعرابي. وأُمَيْمَة وأُمامةُ: اسم امرأَة؛ قال أَبو ذؤيب: قالتْ أُمَيْمةُ: ما لجِسْمك شاحِباً مثلي ابْتُذِلْتَ، ومِثلُ ما لك يَنْفَعُ (* قوله «مثلي ابتذلت» تقدم في مادة نفع بلفظ منذ ابتذلت وشرحه هناك). وروى الأَصمعي أُمامةُ بالأَلف، فَمَن روى أُمامة على الترخيم (* قوله «فمن روى امامة على الترخيم» هكذا في الأصل، ولعله فمن روى أمامة فعلى الأصل ومن روى أميمة فعل تصغير الترخيم). وأُمامةُ: ثَلَثُمائة من الإبِلِ؛ قال: أَأَبْثُرهُ مالي ويَحْتُِرُ رِفْدَه؟ تَبَيَّنْ رُوَيْداً ما أُمامةُ من هِنْدِ أَراد بأُمامة ما تقدَّم، وأَراد بِهِنْد هُنَيْدَة وهي المائة من الإبل؛ قال ابن سيده: هكذا فسره أَبو العَلاء؛ ورواية الحَماسة: أَيُوعِدُني، والرَّمْلُ بيني وبينه؟ تَبَيَّنْ رُوَيْداً ما أُمامة من هِنْدِ وأَما: من حروف الابتداء ومعناها الإخْبار. وإمَّا في الجَزاء: مُرَكَّبة من إنْ ومَا. وإمَّا في الشَّكِّ: عَكْسُ أو في الوضع، قال: ومن خَفِيفِه أَمْ. وأَمْ حرف عَطف، معناه الاستفهام، ويكون بمعنى بَلْ. التهذيب: الفراء أَمْ في المعنى تكون ردّاً على الاستفهام على جِهَتَيْن: إحداهما أن تُفارِق معنى أَمْ، والأُخرى أن تَسْتَفْهِم بها على جهة النّسَق، والتي يُنْوى به الابتداء إلاَّ أَنه ابتداء متصِل بكلام، فلو ابْتَدَأْت كلاماً ليس قبله كلامٌ ثم استَفْهَمْت لم يكن إلا بالأَلف أو بهَلْ؛ من ذلك قوله عز وجل: ألم تَنْزيلُ الكِتاب لا رَيْبَ فيه مِن رَبِّ العالَمين أمْ يَقولونَ افْتَراه، فجاءت بأَمْ وليس قَبْلَها استفهام فهذه دليل على أَنها استفهام مبتدأٌ على كلام قد سبقه، قال: وأَما قوله أَمْ تُريدُون أن تَسْأَلوا رَسولَكم، فإن شئت جعَلْته استفهاماً مبتدأً قد سبقه كلامٌ، وإن شئت جعَلْته مردوداً على قوله ما لنا لا نرى (* قوله «وان شئت جعلته مردوداً على قوله ما لنا لا نرى» هكذا في الأصل)، ومثله قوله: أَلَيْسَ لي مُلْكُ مِصْرَ وهذه الأَنهارُ تَجْري من تحتي، ثم قال: أَم أَنا خَيْرٌ، فالتفسير فيهما واحدٌ. وقال الفراء: وربما جَعَلتِ العرب أَمْ إذا سبقها استفهام ولا يَصْلُح فيه أَمْ على جهة بَلْ فيقولون: هل لك قِبَلَنا حَقٌّ أَم أَنتَ رجل معروف بالظُّلْم، يُريدون بل أنت رجُل معروف بالظُّلْم؛ وأَنشد: فوَالله ما أَدري أَسَلْمى تَغَوَّلَتْ، أَمِ النَّوْمُ أَمْ كلٌّ إليَّ حَبِيبُ يُريد: بَلْ كلٌّ، قال: ويفعلون مثل ذلك بأَوْ، وهو مذكور في موضعه؛ وقال الزجاج: أَمْ إذا كانت معطوفة على لفظ الاستفهام فهي معروفة لا إشكال فيها كقولك زيد أَحسن أَمْ عَمرو، أَكذا خيرٌ أَمْ كذا، وإذا كانت لا تقَعُ عطفاً على أَلِف الاستفهام، إلا أَنها تكون غير مبتدأَة، فإنها تُؤذِن بمعنى بَلْ ومعنى أَلف الاستفهام، ثم ذكر قول الله تعالى: أَمْ تُريدُون أَن تَسأَلوا رَسُولكم، قال: المعنى بَلْ تُريدون أَن تَسأَلوا رسولَكم، قال: وكذلك قوله: ألم تَنْزيلُ الكتاب لا رَيب فيه من ربِّ العالمين أمْ يَقولون افْتَراه؛ قال: المعنى بَلْ يقولون افْتَراه، قال الليث: أَمْ حَرْف أَحسَن ما يكون في الاستفهام على أَوَّله، فيصير المعنى كأَنه استفهام بعد استفهام، قال: ويكون أمْ بمعنى بَلْ، ويكون أم بمعنى ألِف الاستفهام كقولك: أَمْ عِنْدك غَداء حاضِرٌ؟ وأنت تريد: أَعِندَك غداء حاضِرٌ وهي لغة حسنة من لغات العرب؛ قال أَبو منصور: وهذا يَجُوز إذا سبقه كلام، قال الليث: وتكون أَمْ مبتدَأَ الكلام في الخبر، وهي لغة يَمانية، يقول قائلُهم: أم نَحْن خَرَجْنا خِيارَ الناس، أَمْ نُطْعِم الطَّعام، أَمْ نَضْرِب الهامَ، وهو يُخْبِر. وروي عن أبي حاتم قال: قال أَبو زيد أَم تكون زائدة لغةُ أَهل اليمن؛ قال وأَنشد: يا دَهْن أَمْ ما كان مَشْيي رَقَصا، بل قد تكون مِشْيَتي تَوَقُّصا أَراد يا دَهْناء فَرَخَّم، وأَمْ زائدة، أراد ما كان مَشْيي رَقَصاً أي كنت أَتَوقَّصُ وأَنا في شَبِيبتي واليومَ قد أَسْنَنْت حتى صار مَشيي رَقَصاً، والتَّوَقُّص: مُقارَبةُ الخَطْو؛ قال ومثلُه: يا ليت شعري ولا مَنْجى من الهَرَمِ، أَمْ هلْ على العَيْش بعدَ الشَّيْب مِن نَدَمِ؟ قال: وهذا مذهب أَبي زيد وغيره، يذهَب إلى أَن قوله أَمْ كان مَشْيي رَقَصاً معطوف على محذوف تقدّم، المعنى كأَنه قال: يا دَهْن أَكان مَشْيي رَقَصاً أَمْ ما كان كذلك، وقال غيره: تكون أَمْ بلغة بعض أَهل اليَمن بمعنى الأَلِف واللامِ، وفي الحديث: ليس من امْبرِّ امْصِيامُ في امْسَفَر أي ليس من البِرِّ الصِّيامُ في السفَر؛ قال أَبو منصور: والأَلفُ فيها أَلفُ وَصْلٍ تُكْتَب ولا تُظْهر إذا وُصِلت، ولا تُقْطَع كما تُقْطَع أَلِف أَم التي قدَّمنا ذكْرَها؛ وأَنشد أَبو عبيد: ذاكَ خَلِيلي وذُو يُعاتِبُني، يَرْمي ورائي بامْسَيْفِ وامْسَلِمَه ألا تراه كيف وَصَل الميمَ بالواو؟ فافهمه. قال أَبو منصور: الوجه أن لا تثبت الألف في الكِتابة لأَنها مِيمٌ جعلتْ بدَلَ الأَلفِ واللام للتَّعْريف. قال محمد ابن المكرَّم: قال في أَوَّل كلامه: أَمْ بلغة اليمن بمعنى الأَلف واللام، وأَوردَ الحديث ثم قال: والأَلف أَلفُ وَصْل تُكْتَبُ ولا تُظْهر ولا تُقْطَع كما تُقْطَع أَلف أَمْ، ثم يقول: الوَجُه أَن لا تثبت الألِف في الكتابة لأَنها ميمٌ جُعِلَتْ بدَل الأَلف واللام للتَّعْريف، والظاهر من هذا الكلام أَن الميمَ عِوَض لام التَّعْريف لا غَيْر، والأَلفُ على حالِها، فكيف تكون الميم عِوَضاً من الألف واللام؟ ولا حُجَّة بالبيت الذي أَنشده فإن أَلفَ التَّعْريف واللام في قوله والسَّلِمَة لا تظهر في ذلك، ولا في قوله وامْسَلِمَة، ولولا تشديدُ السين لَما قدر على الإتْيان بالميم في الوزْن، لأَنَّ آلةَ التَّعْريف لا يَظْهر منها شيء في قوله والسَّلِمة، فلمّا قال وامْسَلِمة احتاج أَن تظهر الميم بخلاف اللام والألف على حالتها في عَدَم الظُّهور في اللفظ خاصَّة، وبإظهاره الميم زالت إحْدى السِّينَيْن وخَفَّت الثانية وارْتَفَع التشديدُ، فإن كانت الميم عِوَضاً عن الأَلف واللام فلا تثبت الألف ولا اللام، وإن كانت عِوَضَ اللام خاصَّة فَثُبوت الألف واجبٌ. الجوهري: وأَمّا أَمْ مُخَفَّفة فهي حرَف عَطف في الاستفهام ولها مَوْضِعان: أحدهُما أنْ تَقَع مُعادِلةً لألِفِ الاستفهام بمعنى أيّ تقول أَزَيْدٌ في الدار أَمْ عَمرو والمعنى أَيُّهما فيها، والثاني أَن تكون مُنْقَطِعة مما قبلها خَبراً كان أو استفهاماً، تقول في الخَبَر: إنها لإِبلٌ أَمْ شاءٌ يا فتى، وذلك إذا نَظَرْت إلى شَخْص فَتَوَهَّمته إبِلاً فقلت ما سبق إليك، ثم أَدْرَكك الظنُّ أَنه شاءٌ فانصَرَفْت عن الأَوَّل فقلت أَمْ شاءٌ بمعنى بَلْ لأَنه إضْرابٌ عمَّا كان قبله، إلاَّ أَنَّ ما يَقَع بعد بَلْ يَقِين وما بَعْد أَمْ مَظْنون، قال ابن بري عند قوله فقلت أمْ شاءٌ بمعنى بَلْ لأَنه إِضْراب عما كان قبله: صَوابُه أَنْ يَقول بمعنى بل أَهِيَ شاءٌ، فيأْتي بأَلِف الاستفهام التي وَقَع بها الشكُّ، قال: وتَقول في الاستفهام هل زيد مُنْطَلِق أمْ عَمرو يا فَتى؟ إنما أَضْرَبْت عن سُؤالك عن انْطِلاق زيدٍ وجعَلْته عن عَمرو، فأَمْ معها ظنٌّ واستفهام وإضْراب؛ وأَنشد الأخفش للأخطل:كَذَبَتْك عَينُكَ أَمْ رأَيت بِواسِطٍ غَلَسَ الظَّلام، من الرَّبابِ، خَيالا؟ وقال في قوله تعالى: أَمْ يَقولون افْتراه؛ وهذا لم يكن أَصلهُ استفهاماً، وليس قوله أَمْ يَقولون افْتَراهُ شكّاً، ولكنَّه قال هذا لِتَقبيح صَنيعِهم، ثم قال: بل هو الحَقُّ من رَبِّك، كأَنه أَراد أَن يُنَبِّه على ما قالوه نحو قولك للرجل: الخَيرُ أَحَبُّ إليك أمِ الشرُّ؟ وأَنتَ تَعْلَم أنه يقول الخير ولكن أَردت أن تُقَبِّح عنده ما صنَع، قاله ابن بري. ومثله قوله عز وجل: أمِ اتَّخَذ ممَّا يَخْلق بَناتٍ، وقد عَلِم النبيُّ، ، والمسلمون، رضي الله عنهم، أنه تعالى وتقدّس لم يَتَّخِذ وَلَداً سبحانه وإنما قال ذلك لِيُبَصِّرهم ضَلالَتَهم، قال: وتَدْخُل أَمْ على هلْ تقول أَمْ هلْ عندك عمرو؛ وقال عَلْقمة ابن عَبَدة:أَمْ هلْ كَبيرٌ بَكَى لم يَقْضِ عَبْرَتَه، إثْرَ الأَحبَّةِ، يَوْمَ البَيْنِ، مَشْكُومُ؟ قال ابن بري: أمْ هنا مُنْقَطِعة، واستَأْنَف السُّؤال بها فأَدْخَلها على هلْ لتَقَدُّم هلْ في البيت قبله؛ وهو: هلْ ما عَلِمْت وما اسْتودِعْت مَكْتوم ثم استأْنف السؤال بِأَمْ فقال: أَمْ هلْ كَبير؛ ومثله قول الجَحَّاف بن حكيم: أَبا مالِكٍ، هلْ لُمْتَني مُذْ حَصَضَتَنِي على القَتْل أَمْ هلْ لامَني منكَ لائِمُ؟ قال: إلاّ أَنه متى دَخَلَتْ أَمْ على هلْ بَطَل منها معنى الاستفهام، وإنما دَخَلتْ أَم على هلْ لأَنها لِخُروجٍ من كلام إلى كلام، فلهذا السَّبَب دخلتْ على هلْ فقلْت أَمْ هلْ ولم تَقُل أَهَلْ، قال: ولا تَدْخُل أَم على الأَلِف، لا تَقول أَعِنْدك زيد أَمْ أَعِنْدك عَمْرو، لأن أصل ما وُضِع للاستفهام حَرْفان: أَحدُهما الألفُ ولا تَقع إلى في أَوَّل الكلام، والثاني أمْ ولا تقع إلا في وَسَط الكلام، وهلْ إنما أُقيمُ مُقام الألف في الاستفهام فقط، ولذلك لم يَقَع في كل مَواقِع الأَصْل.

أنم

عدل

الأنامُ: ما ظهر على الأرض من جميع الخَلْق، ويجوز في الشِّعْر الأَنِيمُ، وقال المفسرون في قوله عز وجل: والأرضَ وَضَعَها لِلأَنام؛ همُ الجِنُّ والإنْس، قال: والدليلُ على ما قالوا أَنَّ الله تعالى قال بعَقِبِ ذِكْره الأنامَ إلى قوله: والرَّيْحان فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبان، ولم يَجْرِ للجنِّ ذِكْر قبلَ ذلك إنما ذَكَر الجانَّ بعده فقال: خَلَق الإنْسانَ من صَلْصالٍ كالفَخَّار وخَلَق الجانَّ من مارجٍ من نارٍ؛ والجِنُّ والإنسُ هُما الثَّقَلان، وقيل: جاز مُخاطَبَةُ الثَّقَلَيْن قبل ذِكْرِهِما معاً لأنها ذكرا بِعَقِب الخِطاب؛ قال المُثَقَّب العَبْدي: فما أَدْرِي، إذا يَمَّمْتُ أَرْضاً أُرِيدُ الخَيْرَ، أَيُّهما يَلِيني؟ أَأَلخَيْر الذي أنا أَبْتَغيهِ، أمِ الشَّر الذي هو يَبْتَغِيني؟ فقال: أَيُهما ولم يَجْر للشرّ ذكر إلا بعد تَمام البيت.

اندرم

عدل

النهاية لابن الأثير في حديث عبد الرحمن بن يزيد وسُئل كيف نُسَلِّم (* قوله «كيف نسلم» هكذا في الأصل بالنون مبنياً للفاعل، وفي نسخ النهاية: كيف يسلم، بالياء وبناء الفعل للمفعول). على أهل الذِّمَّة؟ فقال: قُلْ أَنْدَرَايَمْ؛ قال أَبو عبيد: هي كلمة فارسية مَعْناها أَأَدْخُل، ولم يُرِدْ أَن يَخُصَّهم بالاسْتِئذان بالفارِسِيَّة، ولكنهم كانوا مَجوساً فأَمَره أَن يُخاطِبَهم بِلِسانِهم، قال: والذي يُراد منه أَنه لم يَذْكُر السَّلامَ قَبْل الاسْتِئذان، ألا تَرَى أَنه لم يَقُلْ عليكم "أَنْدَرَايَمْ"؟

أوم

عدل

الأُوامُ، بالضم: العَطَش، وقيل: حَرُّه، وقيل: شِدَّةُ العَطَش وأَن يَضِجَّ العَطْشان؛ قال ابن بري: شاهده قول أبي محمد الفَقْعَسِي: قد عَلِمَتْ أَنِّي مُرَوِّي هامِها، ومُذْهِبُ الغَلِيلِ من أُوامِها وقد آمَ يَؤُومُ أَوْماً، وفي التهذيب: ولم يذكر له فِعلاً. والإيامُ: الدُّخان، والجمع أُيُمٌ، أُلْزِمَتْ عَيْنُه البَدَل لغير عِلّة، وإلا فحُكْمُه أن يَصِحَّ لأَنه ليس بمَصْدر فيعتلّ باعْتِلال فِعْله، وقد آمَ عليها وآمَها يَؤُومُها أَوماً وإياماً: دَخَّنَ؛ قال ساعدة بن جُؤية: فما بَرِحَ الأَسْبابَ، حتى وَضَعْنَه لَدَى الثَّوْلِ يَنْفِي جَثَّها ويؤُومُها وهذه الكِلمة واوِيَّة ويائية، وهي من الياء بدَلالِة قولهم آمَ يَئِيمُ، وهي من الواو بدليل قولهم يَؤُومُ أَوْماً، فحصل من ذلك أنها واويَّة ويائِيَّة، غير أَنهم لم يَقولوا في الدُّخَان أُوَام إنما قالوا إيَام فقط، وإنما تَدَاوَلَتِ الياءُ والواوُ فِعْلَه ومَصْدَرَه، قال ابن سيده: فإن قيل فقد ذَكَرْت الإيَامَ الذي هو الدُّخَان هنا وإنما موضعه الياء، قلنا: إنَّ الياء في الإيَام الذي هو الدُّخان قد تكون مقْلوبة في لغة مَنْ قال آمَها يَؤُومُها أَوْماً، فكأَنَّا إنما قلنا الأُوام وإن كان حُكْمُها أَن لا تَنْقَلِب هنا لأَنه اسمٌ لا مَصْدَر، لكنَّها قُلِبَتْ هنا قَلْباً لغير عِلَّة كما قلنا، إلا طَلَبَ الخِفَّة، وسنذكر الإيَامَ في الياء. والمُؤَوَّمُ مثل المُعَوَّمِ: العظيم الرأْس والخَلْق، وقيل: المُشَوَّه كالمُوَأّمِ، قال: وأَرَى المُوَأّم مَقْلُوباً عن المُؤَوَّم؛ وأَنشد ابن الأَعرابي لعنترة: وكأَنَّما يَنْأَى بِجانِب دَفِّها الـ وَحْشِيّ من هَزِجِ العَشِيِّ مُؤَوَّم (* هو مذكور في مادة هزج). فسّره بأَنه المُشَوَّه الخَلْق؛ قال ابن بري: يعني سِنَّوْراً، قال: والهَزِج المُتراكِب الصَّوْت وعَنى به هرّاً وإن لم يتقدَّم له ذِكْر، وإنما أَتى به في أَول البيت الثاني والتقدير يَنْأَى بِجانِبها من مُصَوِّت بالعَشِيِّ هِرٌّ، ومَن رَوى تَنْأَى بالتاء لتأْنِيثِ الناقةِ قال هِرٍّ، بالخفض، وتقديره من هِرٍّ هَزِج العَشِيّ؛ وفسَّر الأَزهري هذا البيت فقال: أَراد من حادٍ هَزِج العشيّ بحُدائه. قال: والأُوامُ أَيضاً دُخان المُشْتار. والآمةُ: العيب؛ قال عَبِيد: مَهْلاً، أَبيتَ اللَّعْنَ مَهْـ لاً، إنَّ فيما قلت آمَهْ والآمَةُ أَيضاً: ما يَعْلَق بسُرَّةِ المَوْلود إذا سقط من بطن أُمِّه. ويقال: ما لُفَّ فيه من خِرْقة وما خَرَج معه؛ وقال حسان: وَمَوْؤُودَةٍ مَقْرُورةٍ في مَعاوِزٍ بآمَتِها، مَرْسُومةٍ لم تُوَسَّدِ أَبو عمرو: اللَّيالي الأُوَّمُ المُنْكَرَة، ولَيالٍ أُوَمٌ كذلك؛ وأَنشد: لَمَّا رأَيت آخِرَ اللَّيلِ عَتَمْ، وأَنها إحْدى لَيالِيك الأُوَمْ قال أَبو علي: يجوز أن يكون مأْخوذاً من الآمة وهي العَيْب، ومن قولهم مُؤَوّم. ودَعا جريرٌ رجُلاً من بني كُلَيب إلى مُهاجاتِه فقال الكُلَيْبيُّ: إنَّ نِسائي بآمَتِهِنَّ وإنَّ الشُّعراء لم تَدَع في نِسائك مُتَرقَّعاً؛ أَراد أَنَّ نِساءَه لم يُهْتَك سِتْرهنَّ ولم يَذْكُر سِواهنُّ سَوأَتَهُنَّ، بمنزلة التي وُلدتْ وهي غير مَخْفوضَة ولا مُقْتَضَّة. وآمَهُ اللهُ أي شَوَّه خَلْقه. والأُوامُ: دُوارٌ في الرأَس. الجوهري: يقال أَوَّمَه الكَلأُ تأْويماً أَي سَمَّنه وعظَّم خَلْقه؛ قال الشاعر: عَرَكْرَكٌ مُهْجِرُ الضُّؤْبان، أَوَّمَهُ روْضُ القِذافِ رَبيعاً أَيَّ تَأْويمِ قال ابن بري: عَرَكْرَك غَلِيظ قَويٌّ، ومُهْجِر أَي فائق، والأصل في قولهم بعير مُهْجِر أَي يَهْجُرُ الناسُ بذِكْره أي يَنْعَتُونه، والضُّؤبانُ: السَّمِين الشديدُ أَي يَفوقُ السمان.

أيم

عدل

الأيامى: الذي لا أَزواجَ لهم من الرجال والنساء وأَصله أَيايِمُ، فقلبت لأن الواحد رجل أَيِّمٌ سواء كان تزوَّج قبل أَو لم يتزوج. ابن سيده: الأَيِّمُ من النساء التي لا زَوْج لها، بِكْراً كانت أَو ثَيِِّباً، ومن الرجال الذي لا امرأَة له، وجمعُ الأَيِّمِ من النساء أَيايِمُ وأَيامى، فأَمَّا أَيايِم (* قوله «فأما أيايم إلى قوله وأما أيامى» هكذا في الأصل) فعلى بابه وهو الأصل أَيايِم جمع الأَيِّم، فقلبت الياء وجُعلت بعد الميم، وأَمّا أَيامى فقيل: هو من باب الوَضْع وُضِع على هذه الصيغة؛ وقال الفارسي: هو مَقلوب موضع العين إلى اللام. وقد آمَتِ المرأَة من زَوْجها تَئِيمُ أَيْماً وأُيُوماً وأَيْمَةً وإيمة وتأَيَّمَتْ زماناً وأتامَتْ وأَتَيَمْتها: تَزَوَّجْتُها أَيّماً. وتأَيَّم الرجلُ زماناً وتأَيَّمتِ المرأَة إذا مَكَثا أَيّاماً وزماناً لا يتزوَّجان؛ وأَنشد ابن بري:لقد إمْتُ حتى لامَني كلُّ صاحِبٍ، رَجاءً بسَلْمى أَن تَئِيمَ كما إمْتُ وأَنشد أيضاً: فإن تَنْكِحِي أَنْكِحْ، وإن تَتَأَيَّمِي، يَدَا الدَّهْرِ، ما لم تنْكِحي أَتَأََيَّم وقال يزيد بن الحكم الثقفي: كلُّ امْرئٍ سَتَئيمُ منهُ العِرْسُ، أو منها يَئيم وقال آخر: نَجَوْتَ بِقُوفِ نَفْسِك، غير أَني إخالُ بأَنْ سَيَيْتَمُ أو تَئِيمُ أي يَيتمُ ابنُك أو تَئِيمُ امرأَتُك. قال الجوهري: وقال يعقوب سَمِعت رجُلاً من العرب يقول: أَيٌّ يَكُونَنَّ على الأَيْمِ نَصِيبي؛ يقول ما يَقَعُ بيَدي بعد تَرْك التزوَّج أيّ امرأَة صالحة أَو غير ذلك؛ قال ابن بري: صوابه أَن يقول امرأة صالحة أم غير ذلك. والحَرْبُ مَأْيَمَة للنساء أَي تَقْتل الرجال فتَدَعُ النساء بلا أَزواجٍ فَيَئِمْنَ، وقد أَأَمْتُها وأَنا أُئيمُها: مثل أَعَمْتُها وأَنا أُعِيمُها. وآمَتِ المرأَةُ إذا مات عنها زوجها أو قُتِل وأقامت لا تَتَزوَّج. يقال: امرأَةٌ أَيِّمٌ وقد تأَيَّمَتْ إذا كانت بغير زَوْج، وقيل ذلك إذا كان لها زوج فمات عنها وهي تَصْلُح للأَزْواج لأنَّ فيها سُؤْرةً من شَباب؛ قال رؤبة: مُغايراً أَو يَرْهَبُ التَّأْيِيما وأَيَّمَهُ اللهُ تَأْيِيماً. وفي الحديث: امرأَةٌ آمَتْ من زوجِها ذاتُ مَنْصِب وجَمالٍ أي صارَتْ أَيِّماً لا زوج لها؛ ومنه حديث حفصة: أَنها تَأَيَّمتْ من ابن خُنَيُسٍ زَوْجِها قَبْل النبي، . وفي حديث علي، عليه السلام: مات قَيِّمُها وطال تَأَيُّمُها، والأسم من هذه اللفظة الأَيْمةُ. وفي الحديث: تَطول أَيْمَةُ إحْداكُنَّ، يقال: أَيِّمٌ بَيِّن الأَيْمة. ابن السكيت: يقال ما لهُ آمٌ وعامٌ أي هَلَكتِ امرأَته وماشِيَتُه حتى يَئِيمَ ويَعيمَ إلى اللَّبَن. ورجلٌ أَيْمانُ عَيْمانُ؛ أَيْمانُ: هَلَكتِ امرأَته، فأَيْمانُ إلى النساء وعَيْمانُ إلى اللَّبَنِ، وامرأَة أَيْمَى عَيْمَى. وفي التنزيل العزيز: وأَنْكِحُوا الأيامى منكم؛ دخَل فيه الذَّكَر والأُنْثى والبِكْر والثَّيِّب، وقيل في تفسيره: الحَرائر. وقول النبي، صلى الله عليه وسلم: الأَيِّمُ أَحَقُّ بنفسها، فهذه الثَّيِّبُ لا غير؛ وكذلك قول الشاعر: لا تَنْكِحَنَّ الدَّهْرَ، ما عِشْتَ، أَيِّماً مُجَرَّبةً، قد مُلَّ منها، ومَلَّتِ والأَيِّمُ في الأصل: التي لا زوجَ لها، بِكْراً كانت أَو ثَيِّباً، مطلَّقة كانت أو مُتَوَفّى عنها، وقيل: الأيامى القَرابات الابْنةُ والخالةُ والأُختُ. الفراء: الأَيِّمُ الحُرَّة، والأَيِّمُ القَرابة. ابن الأَعرابي: يقال للرجل الذي لم يتزوّج أَيِّمٌ، والمرأَة أَيِّمَةٌ إذا لم تَتَزَوَّج، والأَيِّمُ البِكْر والثَّيّب. وآمَ الرجلُ يَئِيمُ أَيْمةً إذا لم تكن له زوجة، وكذلك المرأَة إذا لم يكن لها زوج. وفي الحديث: أَن النبي، ، كان يَتَعَوَّذُ من الأَيْمةِ والعَيْمة، وهو طولُ العُزْبةِ. ابن السكيت: فُلانَةُ أَيِّمٌ إذا لم يكن لها زوج. ورجل أَيِّمٌ: لا مرأَة له، ورجلان أَيِّمانِ ورجال أَيِّمُون ونساءٌ أَيِّماتٌ وأُيَّمٌ بَيِّنُ الأَُيُوم والأَيْمةِ. والآمةُ: العُزَّاب، جمع آمٍ، أَراد أيِّم فقلَب؛ قال النابغة: أُمْهِرْنَ أَرْماحاً، وهُنَّ بآمَةٍ، أَعْجَلْنَهُنَّ مَظنَّة الإعْذارِ يريد أَنَّهنَّ سُبِينَ قبل أَن يُخْفَضْنَ، فجعل ذلك عَيْباً. والأَيْمُ والأَيِّمُ: الحيَّة الأَبْيَضُ اللطيف، وعَمَّ به بعضهم جميع ضُروب الحيّات. قال ابن شميل: كل حيَّة أيْمٌ ذكراً كان أَو أُنثى، وربَّما شدِّد فقيل أَيِّم كما يقال هَيْن وهَيِّن؛ قال الهذلي: باللَّيْل مَوْرِدَ أَيِّم مُتَغَضِّفِ وقال العجاج: وبَطْنَ أَيْمٍ وقَواماً عُسْلُجا والأَيْم والأَيْنُ: الحيَّة. قال أبو خيرة: الأَيْمُ والأَيْنُ والثُّعْبان الذُّكْرانُ من الحَيَّات، وهي التي لا تَضُرُّ أَحداً، وجمع الأَيْمِ أُيُومٌ وأَصله التَّثْقِيل فكسِّر على لفظه، كما قالوا قُيُول في جمع قَيْل، وأصله فَيْعِل، وقد جاء مشدّداً في الشعر؛ قال أَبو كبير الهذلي: إلاَّ عَواسِرُ كالمِراطِ مُعِيدَةٌ، باللَّيْلِ، مَوْرِدَ أَيِّمٍ مُتَغَضِّفِ (* قوله «الا عواسر إلخ» تقدم هذا البيت في مادة عسر ومرط وعود وصيف وغضف وفيه روايات، وقوله: يعني أن هذا الكلام، لعله ان هذا المكان). يعني أن هذا الكلام من مَوارِد الحيَّات وأَماكِنها؛ ومُعِيدة: تُعاوِد الوِرْد مرّة بعد مرة؛ قال ابن بري: وأَنشد أَبو زيد لسوار بن المضرب: كأَنَّما الخَطْو من مَلْقَى أَزِمَّتِها مَسْرَى الأُيُومِ، إذا لم يُعْفِها ظَلَفُ وفي الحديث: أنه أَتَى على أَرض جُزُرٍ مُجْدِبةٍ مثل الأَيْم؛ الأَيْمُ والأَيْنُ: الحيَّة اللَّطِيفة؛ شبَّه الأَرض في مَلاسَتِها بالحيَّة. وفي حديث القاسم بن محمد: أَنه أَمَرَ بِقَتْلِ الأَيْمِ. وقال ابن بري في بيت أبي كبير الهذلي: عَواسِرُ بالرفع، وهو فاعل يَشْرب في البيت قبله، وهو: ولقد وَرَدْتُ الماء، لم يَشْرَبْ به، حَدَّ الرّبيعِ إلى شُهورِ الصَّيِّفِ قال: وكذلك مُعِيدة الصوابُ رَفْعُها على النَّعْت لِعَواسِر، وعَواسِرُ ذِئابٌ عَسَرت بأَذْنابِها أَي شالَتْها كالسِّهام المَمْروُطَةِ، ومُعِيدة: قد عاوَدت الوُرودَ إلى الماء، والمُتَغَضِّف: المُتَثَنِّي. ابن جني: عَيْنُ أَيِّمٍ ياءٌ، يدلُّ على ذلك قولهم أَيْم، فظاهر هذا أن يكون فَعْلاً والعينُ منه ياءٌ، وقد يمكن أن يكون مخففاً من أَيِّم فلا يكون فيه دليل، لأن القَبِيلين معاً يَصيرانِ مع التخفيف إلى لفظ الياء، وذلك نحو لَيْنٍ وهَيْنٍ. والإيَامُ: الدُّخَان؛ قال أَبو ذؤيب الهذلي: فَلمَّا جَلاها بالإيَامِ تَحَيَّزَتْ ثُباتٍ، عليها ذُلُّها واكْتِئابُها وجمعُه أُيُمٌ. وآم الدُّخانُ يَئيم إيَاماً: دخَّن. وآم الرجُلُ إيَاماً إذا دَخَّن على النَّحْل ليخرج من الخَلِيَّة فيأْخُذ ما فيها من العَسَل. قال ابن بري: آمَ الرجُل من الواو، يقال: آمَ يَؤُومُ، قال: وإيامٌ الياء فيه منقلِبة عن الواو. وقال أَبو عمرو: الإيَامُ عُودٌ يجعَل في رأْسه نارٌ ثم يُدَخَّنُ به على النَّحْل ليُشْتارَ العَسَلُ. والأُوامُ: الدُّخانُ، وقد تقدم. والآمةُ: العيب، وفي بعض النسخ: وآمةٌ عَيْب؛ قال: مَهْلاً، أَبَيْتَ اللَّعْنَ مَهْـ لاً، إن فيما قلتَ آمَهْ وفي ذلك آمةٌ علينا أي نَقْص وغَضاضَةٌ؛ عن ابن الأعربي. وبَنُو إيَامٍ: بَطْن من هَمْدان. وقوله في الحديث: يتَقارب الزَّمان ويَكْثُر الهَرْج، قيل: أَيْمَ هو يا رسول الله؟ قال: القَتْل، يريد ما هو؛ وأَصله أَيّ ما هو أَي أَيُّ شيءٍ هو فخفف الباء وحذف أَلف ما. ومنه الحديث: أَن رجلاً ساوَمَهُ النبيُّ، ، طعاماً فجعل شَيْبَة بن ربيعة يَشير إليه لا تَبِعْه، فجعل الرجل يقولُ أَيْمَ تَقول؟ يعني أَيّ شيء تقول؟