لسان العرب : سين -

س عدل

الصاد والسين والزاي أَسَلِيَّةٌ لأَن مبدأَها من أَسَلَةِ اللسان، وهي مُسْتَدَقُّ طرف اللسان، وهذه الثلاثة في حيز واحد، والسين من الحروف المهموسة، ومخرج السين بين مخرجي الصاد والزاي؛ قال الأَزهري: لا تأْتلف الصاد مع السين ولا مع الزاي في شيء من كلام العرب.

سأسأ عدل

أَبو عمرو: السَّأْساءُ: زَجْرُ الحِمار. وقال الليث: السَّأْسَأَةُ من قولك سَأْسَأْتُ بالحِمار إِذا زَجَرْتَه ليَمْضِيَ، قلت: سَأْسَأْ. غيره: سَأْسَأَ: زَجَرَ الحمار ليَحْتَبِسَ أَو يَشْرَبَ. وقد سَأْسَأْتُ به. وقيل: سَأْسَأْتُ بالحمار إِذا دَعَوْتَه ليَشْرَب، وقلت له: سَأْسَأْ. وفي المثل: قَرِّبِ الحِمارَ من الرَّدْهةِ ولا تقل له سَأْ. الرَّدْهةُ: نُقْرةٌ في صَخْرة يَسْتَنْقِعُ فيها الماءُ. وعن زيد بن كُثْوةَ أَنه قال: من أَمثال العرب إِذا جَعَلْتَ الحِمارَ إِلى جَنْبِ الرَّدْهة فلا تقل له سَأْ. قال: يقال عند الاسْتمْكانِ من الحاجةِ آخِذاً أَو تاركاً، وأَنشد في صفة امرأَة: لم تَدْرِ ما سَأْ للحَمِيرِ، ولَمْ * تَضْرِبْ بكَفِّ مُخابِطِ السَّلَمِ يقال: سَأْ للحِمارِ، عند الشرب، يُبْتارُ به رِيُّه، فإِن رَوِيَ انْطَلَق، وإِلاَّ لم يَبْرَحْ. قال: ومعنى قوله سَأْ <ص:93> أَي اشربْ، فإِني أُرِيدُ أن أَذْهَبَ بك. قال أَبو منصور: والأَصل في سَأْزجر وتَحْرِيكٌ للمُضِيِّ كأَنه يُحَرِّكُه لِيَشْرَبَ إِن كانت له حاجة في الماء مَخافةَ أَن يُصْدِره وبه بَقيَّةُ الظَّمَإِ.

سبأ عدل

سَبَأَ الخَمْرَ يَسْبَؤُها سَبْأً وسِباءً ومَسْبَأً واستَبَأَها: شَراها. وفي الصحاح: اشتراها لِيَشْرَبَها. قال إبراهيم بن هَرْمةَ: خَوْدٌ تُعاطِيكَ، بعد رَقْدَتِها، * إِذا يُلاقِي العُيونَ مَهْدَؤُها كأْساً بِفِيها صَهْباء، مُعْرَقة، * يَغْلُو بأَيدي التِّجارِ مَسْبَؤُها مُعْرَقةٌ أَي قليلةُ المِزاجِ أَي إِنها من جَوْدَتِها يَغْلُو اشتِراؤُها. واسْتَبَأَها: مِثله. ولا يقال ذلك إِلاَّ في الخَمرِ خاصة. قال مالك بن أَبي كعب: بَعَثْتُ إِلى حانُوتِها، فاسْتَبَأْتُها * بغيرِ مِكاسٍ في السِّوام، ولا غَصْبِ والاسم السِّباءُ، على فِعالٍ بكسر الفاءِ. ومنه سميت الخمر سَبِيئةً. قال حَسَّانُ بن ثابِتٍ رضي اللّه تعالى عنه: كأَنَّ سَبِيئةً من بَيْتِ رأس، * يكونُ مِزاجَها عسلٌ وماءُ وخبر كأَنَّ في البيت الثاني وهو: على أَنْيابها، أَو طَعْمُ غَضٍّ * مِنَ التُّفَّاحِ، هَصَّرَه اجْتِناءُ وهذا البيت في الصحاح: كأَنَّ سَبِيئةً في بيت رأْسٍ قال ابن بري: وصوابه مِن بَيْتِ رأْسٍ، وهو موضع بالشام. والسَّبَّاءُ: بَيَّاعُها. قال خالد بن عبداللّه لعُمر بن يوسف الثَّقفي: يا ابن السَّبَّاءِ، حكى ذلك أَبو حنيفة. وهي السِّباءُ والسَّبِيئةُ، ويسمى الخَمَّار سَبَّاءً. ابن الأَنباري: حكى الكسائي: السَّبَأُ الخَمْرُ، واللَّظَأُ: الشيءُ الثَّقيل(1) (1 قوله «اللظأ الشيء الثقيل» كذا في التهذيب بالظاء المشالة أيضاً والذي في مادة لظأ من القاموس الشيء القليل.)،

حكاهما مهموزين مقصورين. قال: ولم يحكهما غيره. قال: والمعروف في الخَمْرِ السِّباءُ، بكسر السين والمدّ، وإِذا اشتريت الخمر لتحملها إِلى بلد آخر قلت: سَبَيْتُها، بلا همز. وفي حديث عمر رضي اللّه عنه: أَنه دَعا بالجِفانِ فسَبَأَ الشَّرابَ فيها.

قال أبو موسى: المعنى في هذا الحديث، فيما قيل: جَمَعَها وخَبَأَها. وسَبَأَتْه السِّياطُ والنارُ سَبْأً: لَذَعَتْه، وقيل غَيَّرتْه ولَوَّحَتْه، وكذلك الشمسُ والسَّيْرُ والحُمَّى كلهن يَسْبَأُ الإِنسانَ أَي يُغَيِّره. وسَبَأْتُ الرجلَ سَبْأً: جَلَدْتُه. وسَبَأَ جِلْدَه سَبْأً: أَحْرَقَه، وقيل سلَخَه. وانْسَبَأَ هو وسَبَأْتُه بالنار سَبْأً إِذا أَحْرَقْته بها. وانْسَبَأَ الجِلْد: انْسَلَخَ. وانْسَبَأً جلْدُه إِذا تَقَشَّر. وقال: وقد نَصَلَ الأَظفارُ وانْسَبَأَ الجِلْدُ وإِنك لتريدُ سُبْأَةً أَي تُرِيد سَفَراً بَعِيداً يُغَيِّرُك. التهذيب: السُّبْأَةُ: السَّفَر البعيد، سمي سُبْأَةً لأَن الإِنسان إِذا طال سَفَرُه سَبَأَتْهُ الشمسُ ولَوَّحَتْه، وإِذا كان السفر قريباً قيل: تريد سَرْبةً.والـمَسْبَأُ: الطريقُ في الجبل. <ص:94> وسَبَأَ على يَمِينٍ كاذبة يَسْبَأُ سَبْأً: حَلَف، وقيل: سبَأَ على يَمِينٍ يَسْبَأُ سَبْأً مَرَّ عليها كاذباً غير مُكْتَرِثٍ بها. وأَسْبَأَ لأَمر اللّه: أَخْبَتَ. وأَسْبَأَ على الشيءِ: خَبَتَ له قَلْبُه. وسَبَأُ: اسم رجل يَجْمع عامَّةَ قَبائل اليَمن، يُصْرَفُ على إِرادة الحَيِّ ويُتْرَك صرْفُه على إرادة القَبِيلة. وفي التنزيل: «لقَدْ كانَ لِسَبَإٍ في مَساكِنِهم» وكان أَبو عمرو يَقرأُ لِسَبَأَ. قال: مَنْ سَبَأَ الحاضِرِينَ مَأْرِبَ، إِذْ * يَبْنُونَ، مِنْ دُونِ سَيْلِها، العَرِما وقال: أَضْحَتْ يُنَفِّرُها الوِلدانُ مِنْ سَبَإٍ، * كأَنهم، تَحتَ دَفَّيْها، دَحارِيجُ وهو سَبَأُ بن يَشْجُبَ بن يَعْرُبَ بن قَحْطانَ، يُصرف ولا يُصرف، ويمدُّ ولا يمدّ. وقيل: اسم بلدة كانت تَسْكُنها بِلْقِيسُ. وقوله تعالى: وجِئْتُك مِنْ سَبَإٍ بنَبَإٍ يقين. القُرَّاءُ على إِجْراءِ سَبَإٍ، وإِن لم يُجْروه كان صواباً. قال: ولم يُجْرِه أَبو عمرو بن العَلاءِ. وقال الزجاج: سَبَأٌ هي مدينة تُعرَف بِمَأْرِب مِن صَنْعاءَ على مَسِيرةِ ثلاثِ ليالٍ، ومن لم يَصْرِفْ فلأَنه اسم مدينة، ومن صرفه فلأَنه اسم البلَد، فيكون مذكراً سمي به مذكر. وفي الحديث ذكر سَبَأ قال: هو اسم مدينة بلقيس باليمن. وقالوا: تَفَرَّقُوا أَيْدِي سَبا وأَيادِي سَبا، فبنوه. وليس بتخفيف عن سَبَإٍ لأَن صورة تحقيقه ليست على ذلك، وإِنما هو بدل وذلك لكثرته في كلامهم، قال: مِنْ صادِرٍ، أَو وارِدٍ أَيْدِي سَبَا وقال كثير: أَيادِي سَبَا، يا عَزَّ، ما كُنْتُ بَعْدَكُمْ، * فَلَمْ يَحْلَ للعَيْنَيْنِ، بَعْدَكِ، مَنْزِلُ وضَرَبَتِ العَرَبُ بِهِم الـمَثَلَ في الفُرْقة لأَنه لـمَّا أَذْهَبَ اللّهُ عنهم جَنَّتَهم وغَرَّقَ مكانَهُم تَبَدَّدُوا في البلاد. التهذيب: وقولهم ذَهَبُوا أَيْدِي سَبَا أَي مُتَفَرِّقين، شُبِّهُوا بأَهلِ سَبأ لـمَّا مَزَّقهم اللّه في الأَرض كلَّ مُمَزَّقٍ، فأَخذ كلُّ طائفةٍ منهم طريقاً على حِدةٍ. واليَدُ: الطَّرِيق، يقال: أَخَذَ القَومُ يَدَ بَحْرٍ. فقيل للقوم، إِذا تَفَرَّقوا في جهاتٍ مختلفة: ذَهَبوا أَيدي سَبَا أَي فَرَّقَتْهم طُرُقُهم التي سَلَكُوها كما تَفَرَّقَ أَهل سَبأ في مذاهبَ شَتَّى. والعرب لا تهمز سبا في هذا الموضع لأَنه كثر في كلامهم، فاسْتَثْقَلوا فيه الهمزة، وإِن كان أَصله مهموزاً. وقيل: سَبَأٌ اسم رجل ولَدَ عشرة بَنِينَ، فسميت القَرْية باسم أَبِيهم. والسَّبائِيَّةُ والسَّبَئِيةُ من الغُلاةِ ويُنْسَبُون إِلى عبداللّه ابن سَبَإٍ.

سرأ عدل

السِّرْءُ والسِّرْأَةُ، بالكسر: بيض الجَراد والضَّبِّ والسَّمَك وما أَشْبَهه، وجمعه: سرْءٌ. ويقال: سِرْوةٌ، وأَصله الهمز. وقال علي بن حمزة الأَصبهاني: السِّرْأَةُ، بالكسر: بيض الجَرادِ، والسِّرْوةُ: السهم لا غير. وأَرضٌ مَسْروءة: ذاتُ سِرْأَة. وسَرَأَتِ الجَرادةُ تَسْرَأُ سَرْءاً، فهي سَرُوءٌ: باضَتْ، والجمع سُرُؤٌ وسُرَّأ، الأَخيرة نادرة، لأَن فَعُولاً لا يكسر على فُعَّلٍ. وقال أَبو عبيد: قال الأَحمر: سَرَأَت الجَرادةُ: أَلْقَتْ بَيْضَها، وأَسْرَأَتْ: حانَ ذلك منها، ورَزَّتِ الجَرادةُ، والرَّزُّ أَن تُدْخِل <ص:95> ذَنَبها في الأَرض فتُلقِي سَرْأَها، وسَرْؤُها: بيضها. قال الليث: وكذلك سَرْءُ السمَكة وما أَشبهه من البيض، فهي سَرُوءٌ، والواحدة سَـِرْأَةٌ. القَنانِيُّ: إِذا أَلقَى الجَرادُ بيضَه قيل: قد سَرَأَ بَيْضَه يَسْرَأُ به. الأَصمعي: الجَراد يكون سَرْءاً، وهو بيض، فإِذا خرجت سُوداً، فهي دَبًى. وسَرَأَت المرأَة سَرْءاً: كثر ولدها. وضَبَّةٌ سَرُوءٌ، على فَعُول، وضباب سُرُءٌ، على فُعُلٍ، وهي التي بيضها في جوفها لم تُلْقِهِ. وقيل: لا يسمى البيضُ سَرْءاً حتى تُلْقِيَهُ. وسَرَأَتِ الضَّبَّةُ: باضَتْ. والسَّراءُ: ضَرْب من شجر القِسِيِّ، الواحدةُ سَراءة.

سطأ عدل

ابن الفرج: سمعت الباهِليِّينَ يقولون: سَطأَ الرجلُ المرأَة ومَطَأَها، بالهمز، أَي وَطِئها. قال أَبو منصور: وشَطَأَها، الشين، بهذا المعنى، لغة.

سلأ عدل

سَلأَ السَّمْنَ يَسْلَؤُه سَلأً واسْتَلأَه: طَبَخَه وعالَجَه فأَذَابَ زُبْدَه، والاسم: السِّلاءُ، بالكسر، ممدود، وهو السمن، والجمع: أَسْلِئةُ. قال الفرزدق: كانُوا كَسالِئةٍ حَمْقاءَ، إذ حَقَنَتْ * سِلاءَ ها في أَدِيمٍ، غَيْر مَرْبُوبِ وسَلأَ السِّمْسِمَ سَلأً: عَصَرَه فاسْتَخْرَجَ دُهْنَه. وسَلأَهُ مَائة دِرْهمٍ: نَقَده. وسَلأَه مائةَ سَوْطٍ سَلأً: ضَربه بها. وسَلأَ الجِذْعَ والعَسِيبَ سَلأً: نزع شوكهما. والسُّلاَّءُ، بالضم، ممدود: شَوْك النخل على وزن القُرَّاء، واحدته سُلاَّءة. قال عَلْقَمةُ بن عَبْدَةَ يَصفُ فرساً: سُلاَّءة كَعَصا النَّهْدِيِّ، غُلَّ لَها * ذُو فَيْئةٍ، مِنْ نَوَى قُرَّانَ، مَعْجُومُ وسَلأَ النَّخْلَة والعَسِيبَ سَلأ: نَزَع سُلاَّءَهما، عن أَبي حنيفة. والسُّلاَّءُ: ضَرْبٌ مِن النِّصال على شكل سُلاَّءِ النخل. وفي الحديث في صفة الجَبانِ: كأَنما يُضْرب جِلْدُه بالسُّلاَّءِ، وهي شوكة النخلة، والجمع سُلاَّء بوزن جُمّار. والسُّلاَّءُ: ضَرب من الطير، وهو طائر أَغْبَرُ طويل الرجلين.

سنتأ عدل

ابن الأَعرابي: الـمُسَنْتَأُ (1) (1 قوله «المسنتأ إلخ» تبع المؤلف التهذيب. وفي القاموس المسبنتأ بزيادة الباء الموحدة.)،

مهموز مقصور: الرجل يكون رأْسُه طويلاً كالكُوخِ.

سندأ عدل

رجل سِنْدَأْوَةٌ وسِنْدَأْوٌ: خَفِيف. وقيل: هو الجَرِيءُ الـمُقْدِمُ. وقيل: هو القصير. وقيل: هو الرَّقِيقُ الجسم(2) (2 قوله «الرقيق الجسم» بالراء وفي شرح القاموس على قوله الدقيق قال وفي بعض النسخ الرقيق.) مع عِرَضِ رأْس، كلُّ ذلك عن السيرافي. وقيل: هو العَظِيمُ الرأْس. وناقة سِنْدَأْوةٌ: جَرِيئةٌ. والسِّنْدَأوُ: الفَسِيحُ من الإِبل في مَشْيِه.

سوأ عدل

ساءَهُ يَسُوءُه سَوْءًا وسُوءًا وسَواءً وسَواءة وسَوايةً وسَوائِيَةً ومَساءة ومَسايةً ومَساءً ومَسائِيةً: فعل به ما يكره، نقيض سَرَّه. والاسم: السُّوءُ بالضم. وسُؤْتُ الرجلَ سَوايةً ومَسايةً، يخففان، أَي ساءَهُ ما رآه مِنّي. قال سيبويه: سأَلت الخليل عن سَوائِيَة، فقال: هي فَعالِيةٌ بمنزلة عَلانِيَةٍ. قال: والذين قالوا سَوايةً حذفوا الهمزة، كما حذفوا همزة هارٍ ولاثٍ، كما اجتمع أَكثرهم على ترك الهمز في مَلَك، وأَصله مَلأَكٌ. قال: وسأَلته عن مسائية، فقال: هي مقلوبة، وإِنما حَدُّها مَساوِئَةٌ، فكرهوا الواو مع الهمزِ لأَنهما حرفان <ص:96> مُسْتَثْقَلانِ. والذين قالوا: مَسايةً، حذفوا الهمز تخفيفاً. وقولهم: الخَيْلُ تجري على مَساوِيها أَي إِنها وإِن كانت بها أَوْصابٌ وعُيُوبٌ، فإِنَّ كَرَمها يَحْمِلُها على الجَرْي. وتقول من السُّوءِ: اسْتاءَ فلان في الصَّنِيعِ مثل اسْتاعَ، كما تقول من الغَمِّ اغْتَمَّ، واسْتاءَ هو: اهْتَمَّ. وفي حديث النبي صلى اللّه عليه وسلم: أَنّ رجلاً قَصَّ عليه رُؤْيا فاسْتاءَ لها، ثم قال: خِلافةُ نُبُوَّةٍ، ثم يُؤْتِي اللّهُ الـمُلْكَ مَن يشاء. قال أَبو عبيد: أَراد أَنَّ الرُّؤْيا ساءَتْه فاسْتاءَ لها، افْتَعل من الـمَساءة. ويقال: اسْتاءَ فلان بمكاني أَي ساءَه ذلك. ويروى: فاسْتَآلَها أَي طلَب تأْويلَها بالنَّظَر والتَّأَمُّل. ويقال: ساءَ ما فَعَلَ فُلان صَنِيعاً يَسُوءُ أَي قَبُحَ صَنِيعُه صَنِيعاً. والسُّوءُ: الفُجُورُ والـمُنْكَر. ويقال: فلان سيِّىءُ الاخْتِيار، وقد يخفف مثل هَيِّنٍ وهَيْنٍ، ولَيِّنٍ ولَيْنٍ. قال الطُّهَوِيُّ: ولا يَجْزُونَ مِنْ حَسَنٍ بِسَيْءٍ، * ولا يَجْزُونَ مِن غِلَظٍ بِليْنِ ويقال: عندي ما ساءَه وناءَه وما يَسُوءُه ويَنُوءُه. ابن السكيت: وسُؤْتُ به ظَنّاً، وأَسَأْتُ به الظَّنَّ، قال: يثبتون الأَلف إِذا جاؤُوا بالأَلف واللام. قال ابن بري: إِنما نكَّر ظنّاً في قوله سُؤْت به ظنّاً لأَن ظَنّاً مُنْتَصِب على التمييز، وأَما أَسَأْت به الظَّنَّ، فالظَّنُّ مفعول به، ولهذا أَتى به مَعْرِفةً لأَن أَسَأْت متَعدٍّ. ويقال أَسَأْت به وإِليه وعليه وله، وكذلك أَحْسَنْت. قال كثير: أَسِيئِي بِنا، أَوْ أَحْسِنِي، لا مَلُولةٌ * لَدَيْنا، ولا مَقْلِيَّةٌ إِنْ تَقَلَّتِ وقال سبحانه: وقد أَحْسَنَ بِي. وقال عز مِن قائل: إِنْ أَحْسَنْتُم أَحْسَنْتُم لأَنفسِكم وإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَها. وقال: ومَن أَساءَ فعليها. وقال عزَّ وجل: وأَحْسِنْ كما أَحْسَنَ اللّهُ إِليكَ. وسُؤْتُ له وجهَه: قَبَّحته. الليث: ساءَ يَسُوءُ: فعل لازم ومُجاوِز، تقول: ساءَ الشيءُ يَسُوءُ سَوْءاً، فهو سيِّىءٌ، إِذا قَبُحَ، ورجل أَسْوَأ: قبيح، والأُنثى سَوْآءُ: قَبِيحةٌ، وقيل هي فَعْلاءُ لا أَفْعَلَ لها. وفي الحديث عن النبي صلى اللّه عليه وسلم: سَوْآءُ ولُودٌ خيرٌ مِن حَسْناءَ عقِيمٍ. قال الأُموي: السَّوْآءُ القبيحةُ، يقال للرجل من ذلك: أَسْوأُ، مهموز مقصور، والأُنثى سَوْآءُ. قال ابن الأَثير: أَخرجه الأَزهري حديثاً عن النبي صلى اللّه عليه وسلم وأَخرجه غيره حديثاً عن عمر رضي اللّه عنه. ومنه حديث عبدالملك بن عمير: السَّوْآءُ بنتُ السيِّدِ أَحَبُّ إِليَّ من الحَسْناءِ بنتِ الظَّنُونِ. وقيل في قوله تعالى: ثم كان عاقبةَ الذين أَساؤُوا السُّوأَى، قال: هي جهنمُ أَعاذنا اللّهُ منها. والسَّوْأَةُ السَّوْآءُ: المرأَةُ الـمُخالِفة. والسَّوْأَةُ السَّوْآءُ: الخَلّةُ القَبِيحةُ. وكلُّ كلمة قبيحة أَو فَعْلة قبيحةٍ فهي سَوْآءُ. قال أَبو زُبَيْد في رجل من طَيِّىءٍ نزَل به رجل من بني شَيْبانَ، فأَضافه الطائي وأَحْسَنَ إليه وسَقاه، فلما أَسرَعَ الشرابُ في الطائي افتخر ومدَّ يدَه، فوثب عليه الشيباني فقَطَع يدَه، فقال أَبو زُبَيْدٍ: ظَلَّ ضَيْفاً أَخُوكُمُ لأَخِينا، * في شَرابٍ، ونَعْمةٍ، وشِواءِ لَمْ يَهَبْ حُرْمةَ النَّدِيمِ، وحُقَّتْ، * يا لَقَوْمِي، للسَّوْأَةِ السَّوْآءِ <ص:97> ويقال: سُؤْتُ وجه فلان، وأَنا أَسُوءُه مَساءة ومَسائِيَةً، والـمَسايةُ لغة في الـمَساءة، تقول: أَردت مَساءَتك ومَسايَتَكَ. ويقال: أَسَأْتُ إِليه في الصَّنِيعِ. وخَزْيانُ سَوْآنُ: من القُبْح. والسُّوأَى، بوزن فُعْلى: اسم للفَعْلة السَّيِّئَة بمنزلة الحُسْنَى للحَسَنة، محمولةٌ على جهةِ النَّعْت في حَدِّ أَفْعَل وفُعْلى كالأَسْوإِ والسُّوأَى. والسُّوأَى: خلاف الحُسْنَى. وقوله عزَّ وجل: ثُمَّ كان عاقبةَ الذين أَساؤُوا السُّوأَى؛ الذين أَساؤُوا هنا الذين أَشْرَكُوا. والسُّوأَى: النارُ. وأَساءَ الرجلُ إِساءة: خلافُ أَحسَن. وأَساءَ إِليه: نَقِيضُ أَحْسَن إِليه. وفي حديث مُطَرِّف، قال لابنه لما اجْتَهد في العِبادة: خَيْرُ الأُمورِ أَوساطُها، والحَسَنةُ بين السَّيِّئَتَيْن أَي الغُلُوُّ سَيِّئةٌ والتقصيرُ سَيِّئةٌ والاقتِصادُ بينهما حَسَنةٌ. وقد كثر ذكر السَّيِّئة في الحديث، وهي والحَسَنةُ من الصفاتِ الغالبة. يقال: كلمة حَسَنةٌ وكلمة سَيِّئةٌ، وفَعْلة حَسَنة وفَعْلةٌ سيِّئة. وأَساءَ الشيءَ: أَفْسَدَه ولم يُحْسِنْ عَمَلَه. وأَساءَ فلانٌ الخِياطةَ والعَمَلَ. وفي المثل أَساءَ كارِهٌ ما عَمِلَ. وذلك أَنَّ رجلاً أَكْرَهَه آخَر على عمل فأَساءَ عَمَله. يُضْرَب هذا للرجل يَطْلُب الحاجةَ(1) (1 قوله «يطلب الحاجة» كذا في النسخ وشرح القاموس والذي في شرح الميداني: يطلب إليه الحاجة.) فلا يُبالِغُ فيها. والسَّيِّئةُ: الخَطِيئةُ، أَصلها سَيْوئِةٌ، فقُلبت الواو ياءً وأُدْغِمت. وقولٌ سَيِّىءٌ: يَسُوء. والسَّيىِّءُ والسَّيِّئةُ: عَمَلانِ قَبِيحانِ، يصير السَّيِّىءُ نعتاً للذكر من الأَعمالِ والسَّيِّئةُ الأُنثى. واللّه يَعْفو عن السَّيِّئاتِ. وفي التنزيل العزيز: ومَكْرَ السَّيىِّءِ، فأَضافَ. وفيه: ولا يَحِيقُ الـمَكْرُ السَّيِّىءُ إلا بأَهلِه، والمعنى مَكْرُ الشِّرْك.وقرأَ ابن مسعود: ومَكْراً سَيِّئاً على النعت. وقوله: أَنَّى جَزَوْا عامِراً سَيْئاً بِفِعِلهِم، * أَمْ كَيْفَ يَجْزُونَني السُّوأَى مِنَ الحَسَنِ؟ فإنه أَراد سَيِّئاً، فخفَّف كهَيْنٍ من هَيِّنٍ. وأَراد من الحُسْنَى فوضع الحَسَن مكانه لأَنه لم يمكنه أَكثر من ذلك. وسَوَّأْتُ عليه فِعْلَه وما صنَع تَسْوِئةً وتَسْوِئياً إِذا عِبْتَه عليه، وقلتَ له: أَسَأْتَ. ويقال: إنْ أَخْطَأْتُ فَخطِّئْني، وإنْ أَسَأْتُ فَسَوٍّئْ عَليَّ أَي قَبِّحْ عَليَّ إساءَتي. وفي الحديث: فما سَوَّأَ عليه ذلك، أَي ما قال له أَسأْتَ. قال أَبو بكر في قوله ضرب فلانٌ على فلانٍ سايةً: فيه قولان: أَحدُهما السايةُ، الفَعْلة من السَّوْء، فتُرك همزُها، والمعنى: فَعَل به ما يؤَدِّي إِلى مكروه والإِساءة بِه. وقيل: ضرب فلان على فلان سايةً معناه: جَعل لما يُريد أَن يفعله به طريقاً. فالسايةُ فَعْلةٌ مِن سَوَيْتُ، كان في الأَصل سَوْية فلما اجتمعت الواو والياء، والسابق ساكن، جعلوها ياءً مشدَّدة، ثم استثقلوا التشديد، فأَتْبَعُوهما ما قبله، فقالوا سايةٌ كما قالوا دِينارٌ ودِيوانٌ وقِيراطٌ، والأَصل دِوَّانٌ، فاستثقلوا التشديد، فأَتْبَعُوه الكسرة التي قبله. والسَّوْأَة: العَوْرة والفاحشة. والسَّوْأَة: الفَرْجُ. الليث: السَّوْأَةُ: فَرْج الرَّجل والمرأَة. قال اللّه تعالى: بَدَتْ لهما سَوْآتُهما. قال: فالسَّوْأَةُ كلُّ عَمَلٍ وأَمْرٍ شائن. يقال: سَوْأَةً لفلان، نَصْبٌ لأَنه شَتْم ودُعاء. وفي حديث الحُدَيْبِيةِ والـمُغِيرة: وهل غَسَلْتَ سَوْأَتَكَ إلاَّ أَمْسِ؟ قال ابن الأَثير: السَّوْأَةُ في الأَصل الفَرْجُ ثم نُقِل إِلى كل ما يُسْتَحْيا منه إِذا ظهر من قول

<ص:98> وفعل، وهذا القول إِشارة إِلى غَدْرٍ كان الـمُغِيرةُ فَعَله مع قوم صَحِبوهُ في الجاهلية، فقَتَلهم وأَخَذَ أَمْوالَهم. وفي حديث ابن عباس رضي اللّه عنهما في قوله تعالى: وطَفِقا يَخْصِفان عليهما مِنْ وَرَقِ الجَنَّة؛ قال:

يَجْعلانِه على سَوْآتِهما أَي على فُرُوجِهما. ورَجُلُ سَوْءٍ: يَعملُ عَمَل سَوْءٍ، وإِذا عرَّفتَه وصَفْت به وتقول: هذا رجلُ سَوْءٍ، بالإِضافة، وتُدخِلُ عليه الأَلفَ واللام فتقول: هذا رَجُلُ السَّوْء. قال الفرزدق: وكنتُ كَذِئبِ السَّوْءِ لَمَّا رأَى دَماً * بِصاحِبه، يوْماً، أَحالَ على الدَّمِ قال الأَخفش: ولا يقال الرجُلُ السَّوْءُ، ويقال الحقُّ اليَقِينُ، وحَقُّ اليَّقِينِ، جميعاً، لأَنَّ السَّوْءَ ليس بالرجُل، واليَقِينُ هُو الحَقُّ. قال: ولا يقال هذا رجلُ السُّوءِ، بالضم. قال ابن بري: وقد أَجاز الأَخفش أَن يقال: رَجُلُ السَّوْءِ ورَجُلُ سَوْءٍ، بفتح السين فيهما، ولم يُجوِّزْ رجل سُوء، بضم السين، لأَن السُّوء اسم للضر وسُوء الحال، وإِنما يُضاف إِلى الـمَصْدر الذي هو فِعْلُه كما يقال رجلُ الضَّرْبِ والطَّعْنِ فيَقوم مَقام قولك رجلٌ ضَرَّابٌ وطَعَّانٌ، فلهذا جاز أَن يقال: رجل السَّوْءِ، بالفتح، ولم يَجُز أَن يقال: هذا رجلُ السُّوءِ، بالضم. قال ابن هانئ: المصدر السَّوْءُ، واسم الفِعْل السُّوءُ، وقال: السَّوْءُ مصدر سُؤْته أَسُوءُه سَوْءاً، وأَما السُّوء فاسْم الفِعْل. قال اللّه تعالى: وظَنَنْتُم ظَنَّ السَّوْءِ، وكنتُمْ قَوْماً بُوراً. وتقول في النكرة: رجل سَوْءٍ، وإِذا عَرَّفت قلت: هذا الرَّجلُ السَّوْءُ، ولم تُضِفْ، وتقول: هذا عَمَلُ سَوْءٍ، ولا تقل السَّوْءِ، لأَن السَّوْءَ يكون نعتاً للرجل، ولا يكون السَّوْء نعتاً للعمل، لأَن الفِعل من الرجل وليس الفِعل من السَّوْءِ، كما تقول: قَوْلُ صِدْقٍ، والقَوْلُ الصِّدْقُ، ورَجلٌ صِدْقٌ، ولا تقول: رجلُ الصِّدْقِ، لأَن الرجل ليس من الصِّدْقِ. الفرّاء في قوله عز وجل: عليهم دائرةُ السَّوْءِ؛ مثل قولك: رجلُ السَّوْءِ. قال: ودائرةُ السَّوْءِ: العذابُ. السَّوْء، بالفتح، أَفْشَى في القراءة وأَكثر، وقلما تقول العرب: دائرةُ السُّوءِ، برفع السين. وقال الزجاج في قوله تعالى: الظانِّينَ باللّه ظَنَّ السَّوْءِ عليهم دائرةُ السَّوْءِ. كانوا ظَنُّوا أَنْ لَنْ يَعُودَ الرسولُ والـمُؤْمِنون إِلى أَهليهم، فَجَعل اللّهُ دائرةَ السَّوْءِ عليهم. قال: ومن قرأَ ظَنَّ السُّوء، فهو جائز. قال: ولا أَعلم أَحداً قرأَ بها إِلاَّ أَنها قد رُوِيت. وزعم الخليل وسيبويه: أَن معنى السَّوْءِ ههنا الفَساد، يعني الظانِّينَ باللّه ظَنَّ الفَسادِ، وهو ما ظَنُّوا أَنَّ الرسولَ ومَن معَه لا يَرجِعون. قال اللّه تعالى: عليهم دائرةُ السَّوْءِ، أَي الفَسادُ والهلاكُ يَقَعُ بهم. قال الأَزهريّ: قوله لا أَعلم أَحداً قرأَ ظنّ السُّوءِ، بضم السين مـمدودة، صحيح، وقد قرأَ ابن كثير وأَبو عمرو: دائرة السُّوءِ، بضم السين ممدودة، في سورة براءة وسورة الفتح، وقرأَ سائر القرّاءِ السَّوْء، بفتح السين في السورتين. وقال الفرّاءُ في سورة براءة في قوله تعالى: ويَتَرَبَّصُ بكم الدَّوائر عليهم دائرةُ السَّوْءِ؛ قال: قرأَ القُرَّاءُ بنصب السين، وأَراد بالسَّوْءِ المصدر من سُؤْتُه سَوْءاً ومَساءة ومَسائِيةً وسَوائِيةً، فهذه مصادر، ومَن رَفع السين جَعَله اسماً كقولك: عليهم دائرةُ البَلاءِ والعَذاب. قال: ولا يجوز ضم السين في قوله تعالى: ما كان أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ؛ ولا في قوله: وظَنَنْتُم ظَنَّ السَّوْءِ؛ لأَنه ضِدٌّ لقولهم: هذا رجلُ صِدْقٍ، وثوبُ صِدْقٍ، وليس للسَّوءِ ههنا معنى في بَلاءٍ ولا عَذاب، فيضم. وقرئَ قوله تعالى: عليهم

<ص:99> 
دائرةُ السُّوءِ، يعني الهزِيمةَ والشرَّ، ومَن فَتَح، فهو من الـمَساءة. وقوله عز وجل:

كذلك لِنَصْرِفَ عنه السُّوءَ والفَحْشاءَ؛ قال الزجاج: السُّوءُ: خِيانةُ صاحِبه، والفَحْشاءُ: رُكُوبُ الفاحشة. وإِنَّ الليلَ طَوِيلٌ ولا يَسوءُ بالهُ أَي يَسُوءُنِي بالُه، عن اللحياني. قال: ومعناه الدُّعاءُ. والسُّوءُ: اسم جامع للآفات والداءِ. وقوله عز وجل: وما مَسَّنِي السُّوءُ، قيل معناه: ما بِي من جُنون، لأَنهم نَسَبوا النبيَّ، صلى اللّه عليه وسلم، إِلى الجُنون. وقوله عز وجل: أُولئك لهم سُوءُ الحِسابِ؛ قال الزجاج: سُوءُ الحسابِ أَن لا يُقْبَلَ منهم حسَنةٌ، ولا يُتجاوَز عن سيئة، لأَنَّ كُفرَهم أَحْبَط أَعْمالَهم، كما قال تعالى: الذين كَفَرُوا وصَدُّوا عن سبيل اللّه أَضلَّ أَعمالَهم. وقيل: سُوءُ الحساب: أَن يُسْتَقْصَى عليه حِسابُهُ، ولا يُتَجاوَز له عن شيءٍ من سَيّئاتِه، وكلاهما فيه. أَلا تَراهم قالوا(1) (1 قوله «قالوا من إلخ» كذا في النسخ بواو الجمع والمعروف قال أي النبي خطاباً للسيدة عائشة كما في صحيح البخاري.): مَن نُوقِشَ الحِسابَ عُذِّبَ. وقولهم: لا أُّنْكِرُك من سُوءٍ، وما أُنْكِرُك من سُوءٍ أَي لم يكن إِنْكارِي إِيَّاكَ من سُوءٍ رأَيتُه بك، إِنما هو لقلَّةِ المعرفة. ويقال: إِنَّ السُّوءَ البَرَصُ. ومنه قوله تعالى: تَخرُج بَيْضاءَ من غير سُوءٍ، أَي من غير بَرَصٍ. وقال الليث: أَمَّا السُّوءُ، فما ذكر بسَيِّىءٍ، فهو السُّوءُ. قال: ويكنى بالسُّوءِ عن اسم البرَص، ويقال: لا خير في قول السُّوءِ، فإِذا فتَحتَ السين، فهو على ما وصَفْنا، وإِذا ضممت السين، فمعناه لا تقل سُوءاً. وبنو سُوءة: حَيٌّ من قَيْسِ بن عَلي.

سيأ عدل

السَّيْءُ والسِّيءُ: اللبَنُ قبل نزول الدِّرَّة يكون في طَرَفِ الأَخْلافِ. وروي قول زهير: كما اسْتَغاثَ، بسَيْءٍ، فَزُّ غَيْطَلةٍ، * خافَ العُيونَ، ولم يُنْظَرْ به الحَشَكُ بالوجهين جميعاً بسَيْءٍ وبِسِيءٍ. وقد سَيَّأَتِ الناقةُ وتَسَيَّأَها الرجلُ: احْتَلَب سَيْئَها، عن الهجري. وقال الفرّاءُ: تَسَيَّأَتِ الناقةُ إِذا أَرسَلَت لَبنها من غير حَلَبٍ، وهو السَّيْءُ. وقد انْسَيأَ اللبنُ. ويقال: إَنَّ فلاناً لَيَتَسَيَّأُنِي بسَيْءٍ قليل؛ وأَصله من السَّيْءِ اللبنِ قبل نزول الدِّرَّة. وفي الحديث: لا تُسَلِّم ابنك سَيَّاءً. قال ابن الأَثير: جاءَ تفسيره في الحديث أَنه الذي يَبِيعُ الأَكفانَ ويَتَمنَّى مَوتَ الناسِ، ولعله من السُّوءِ والـمَساءة، أو من السَّيْءِ، بالفتح، وهو اللبن الذي يكون في مُقَدَّم الضَّرع، ويحتمل أَن يكون فَعَّالاً من سَيَّأْتُها إِذا حَلَبْتها. والسِّيءُ، بالكسر مهموز: اسم أَرض.

سأب عدل

سَـأَبه يَسْـأَبُه سَـأْباً: خَنَقَه؛ وقيل: سَـأَبه خَنَقَه حتى قَتَلَه. وفي حديث الـمَبْعَثِ: فأَخذ جبريلُ بحَلْقِـي، فسأَبَني حتى أَجْهَشْتُ بالبكاءِ؛ <ص:455>

أَراد خَنَقَني؛ يقال سأَبْتُه وسَـأَتُّه إِذا خَنَقْتَهُ.

قال ابن الأَثير: السَّـأْبُ: العَصْر في الـحَلْق، كالخَنْق؛ وسَئِبْتُ من الشراب. وسَـأَبَ من الشراب يَسْـأَبُ سَـأْباً، وسَئِبَ سَـأَباً: كلاهما رَويَ. والسَّـأْبُ: زِقُّ الخَمْر، وقيل: هو العظيم منها؛ وقيل: هو الزِّقُّ أَيّاً كان؛ وقيل: هو وعاءٌ من أَدمٍ، يُوضع فيه الزِّقُّ، والجمع سُـؤُوبٌ؛ وقوله: إِذا ذُقْتَ فاها، قلتَ: عِلْقٌ مُدَمَّسٌ، * أُريدَ به قَيْلٌ، فغُودِرَ في ساب إِنما هو في سَـأْبٍ، فأَبدل الهمزة إِبدالاً صحيحاً، لإِقامة الرِّدْف. والـمِسْـأَبُ: الزِّقُّ، كالسَّـأْب؛ قال ساعدة بن جؤية الهذلي: معه سِقاءٌ، لا يُفَرِّطُ حَمْلَه، * صُفْنٌ، وأَخراصٌ يَلُحْنَ، ومِسْـأَبُ صُفْنٌ بدلٌ، وأَخراصٌ معطوف على سِقاء؛ وقيل: هو سِقاءُ العسل. قال شمر: الـمِسْـأَب أَيضاً وِعاءٌ يُجْعَل فيه العسلُ. وفي الصحاح: الـمِسْـأَبُ سِقاءُ العسل؛ وقول أَبي ذؤيب، يصف مُشْتار العَسَل: تأَبـَّطَ خافةً، فيها مِسابٌ، * فأَصْبَحَ يَقْتَري مَسَداً بشِـيقِ أَراد مِسْـأَباً، بالهمز، فخفف الهمزة على قولهم فيما حكاه صاحب الكتاب: المراةُ والكَماة؛ وأَراد شِـيقاً بمَسَدٍ، فقَلب. والشِّيقُ: الجَبَل.وسأَبْتُ السِّقاءَ: وسَّعْتُه. وإِنه لَسُـؤْبانُ مالٍ أَي حَسَنُ الرِّعْية والـحِفْظ له والقيام عليه؛ هكذا حكاه ابن جني، قال: وهو فُعْلانٌ، من السَّـأْبِ الذي هو الزِّقُّ، لأَن الزِّقَّ إِنما وضع لـحِفْظِ ما فيه.

سبب عدل

السَّبُّ: القَطْعُ. سَبَّه سَبّاً: قَطَعه؛ قال ذو الخِرَقِ الطُّهَوِيُّ: فما كان ذَنْبُ بَني مالِكٍ، * بأَنْ سُبَّ منهم غُلامٌ، فَسَبْ(1)

(1 قوله «بأن سب» كذا في الصحاح، قال الصاغاني وليس من الشتم في شيء. والرواية بأن شب بفتح الشين المعجمة.)

عَراقِـيبَ كُومٍ، طِوالِ الذُّرَى، * تَخِرُّ بَوائِكُها للرُّكَبْ بأَبْيضَ ذِي شُطَبٍ باتِرٍ، * يَقُطُّ العِظَامَ، ويَبْري العَصَبْ البَوائِكُ: جمع بائكة، وهي السَّمِـينةُ. يريدُ مُعاقَرةَ أَبي الفَرَزْدق غالِب بن صَعْصعة لسُحَيْم بن وَثِـيلٍ الرِّياحِـيّ، لما تَعاقَرا بصَوْأَر، فعَقَرَ سُحَيْم خمساً، ثم بدا له وعَقَرَ غالِبٌ مائة. التهذيب: أَراد بقوله سُبَّ أَي عُيِّر بالبُخْلِ، فسَبَّ عَراقيبَ إِبله أَنَفةً مما عُيِّر به، كالسيف يسمى سَبَّابَ العَراقيب لأَنه يَقْطَعُها. التهذيب: وسَبْسَبَ إِذا قَطَع رَحِمه. والتَّسابُّ: التَّقاطُعُ. والسَّبُّ: الشَّتْم، وهو مصدر سَبَّه يَسُبُّه سَبّاً: شَتَمَه؛ وأَصله من ذلك. وسَبَّبه: أَكثر سَبَّه؛ قال: إِلاَّ كَمُعْرِضٍ الـمُحَسِّرِ بَكْرَهُ، * عَمْداً، يُسَبِّـبُني على الظُّلْمِ أَراد إِلا مُعْرِضاً، فزاد الكاف، وهذا من الاستثناءِ <ص:456> المنقطع عن الأَوَّل؛ ومعناه: لكن مُعْرِضاً. وفي الحديث: سِـبابُ الـمُسْلِم فُسوقٌ، وقِتاله كُفرٌ. السَّبُّ: الشَّتْم، قيل: هذا محمول على من سَبَّ أَو قاتَلَ مسلماً، من غير تأْويل؛ وقيل: إِنما قال ذلك على جهة التغليظ، لا أَنه يُخْرِجُه إِلى الفِسْقِ والكفر. وفي حديث أَبي هريرة: لا تَمْشِـيَنَّ أَمام أَبيك، ولا تجْلِسْ قَبْله، ولا تَدْعُه باسمه، ولا تَسْتَسِبَّ له، أَي لا تُعَرِّضْه للسَّبِّ، وتَجُرَّه إِليه، بأَن تَسُبَّ أَبا غَيْرك، فيَسُبَّ أَباك مُجازاةً لك. قال ابن الأَثير: وقد جاءَ مفسراً في الحديث الآخر: انَّ من أَكبر الكبائر أَن يَسُبَّ الرجلُ والديه؛ قيل: وكيف يَسُبُّ والديه؟ قال: يَسُبُّ أَبا الرجلِ، فيسُبُّ أَباه، ويَسُبُّ أُمـَّه، فيَسُبُّ أُمـَّه. وفي الحديث: لا تَسُبُّوا الإِبلَ فإِن فيها رُقُوءَ الدَّم. والسَّـبَّابةُ: الإِصْبَعُ التي بين الإبهام والوُسْطى، صفةٌ غالبة، وهي الـمُسَبِّحَةُ عند الـمُصَلِّين. والسُّـبَّة: العارُ؛ ويقال: صار هذا الأَمر سُبَّةً عليهم، بالضم، أَي عاراً يُسبُّ به. ويقال: بينهم أُسْبوبة يَتَسابُّونَ بها أَي شيء يَتشاتَمُونَ به. والتَّسابُّ: التَّشاتُم. وتَسابُّوا: تَشاتَمُوا. وسابَّه مُسابَّةً وسِـباباً: شاتَمه. والسَّبِـيبُ والسِّبُّ: الذي يُسابُّكَ. وفي الصحاح: وسِـبُّكَ الذي يُسابُّكَ؛ قال عبدالرحمن بن حسان، يهجو مِسْكِـيناً الدَّارِمِيَّ: لا تَسُبَّنَّنِـي، فَلسْتَ بِسِبِّـي، * إِنَّ سِبِّـي، من الرِّجالِ، الكَرِيمُ ورجل سِبٌّ: كثيرُ السِّبابِ. ورجلٌ مِسَبٌّ، بكسر الميم: كثيرُ السِّبابِ. ورجل سُبَّة أَي يَسُبُّه الناسُ؛ وسُبَبَة أَي يَسُبُّ الناسَ. وإِبِلٌ مُسَبَّبَة أَي خِـيارٌ؛ لأَنـَّه يقال لها عندَ الإِعْجابِ بها: قاتلَها اللّه !وقول الشَّمَّاخ، يَصِفُ حُمُر الوَحْشِ وسِمَنَها وجَوْدَتَها: مُسَبَّبَة، قُبّ البُطُونِ، كأَنها * رِماحٌ، نَحاها وجْهَة الريحِ راكزُ يقولُ: من نَظَر إِليها سَبَّها، وقال لها: قاتَلها اللّهُ ما أَجودَها! والسِّبُّ: السِّتْرُ. والسِّبُّ: الخمارُ. والسِّبُّ: العِمامة. والسِّبُّ: شُقَّة كَتَّانٍ رقِـيقة. والسَّبِـيبَةُ مِثلُه، والجمع السُّـبُوبُ، والسَّبائِبُ. قال الزَّفَيانُ السَّعْدِي، يَصِفُ قَفْراً قَطَعَه في الهاجرة، وقد نَسَجَ السَّرابُ به سَبائِبَ يُنيرُها، ويُسَدِّيها، ويُجيدُ صَفْقَها: يُنيرُ، أَو يُسْدي به الخَدَرْنَقُ * سَبائِـباً، يُجِـيدُها، ويصْفِقُ والسِّبُّ: الثَّوْبُ الرَّقِـيقُ، وجَمْعُه أَيضاً سُبُوبٌ. قال أَبو عمرو: السُّبُوبُ الثِّيابُ الرِّقاقُ، واحدُها سِبٌّ، وهي السَّبائِبُ، واحدُها سَبيبَة؛ وأَنشد: ونَسَجَتْ لوامِـعُ الـحَرُورِ * سَبائِـباً، كَسَرَقِ الـحَريرِ وقال شمر: السَّبائِب متاعُ كَتَّانٍ، يُجاءُ بها من ناحية النيلِ، وهي مشهورة بالكَرْخِ عند التُّجّار، ومنها ما يُعْملُ بِمصْر، وطولها ثمانٌ في سِتٍّ. والسَّبِـيبَة: الثوبُ الرقِـيقُ. وفي الحديث: ليس في السُّبوبِ زَكاةٌ، وهي الثِّيابُ الرِّقاقُ، الواحِدُ سِبٌّ، بالكسرِ، يعني إِذا <ص:457> كانت لغير التجارةِ؛ وقيل: إِنما هي السُّيُوبُ، بالياءِ، وهي الرِّكازُ لأَن الركاز يَجِبُ فيه الخُمس، لا الزكاةُ. وفي حديث صِلَة بن أَشْيَمَ: فإِذا سِبٌّ فيه دَوْخَلَّةُ رُطَبٍ أَي ثوبٌ رَقِـيقٌ. وفي حديث ابن عباس، رضي اللّه عنهما: أَنه سُئِلَ عن سَبائِبَ يُسْلَفُ فيها. السَّبائِبُ: جمع سَبِيبَةٍ وهي شُقَّة من الثِّيابِ أَيَّ نوعٍ كان؛ وقيل: هي منَ الكتَّانِ؛ وفي حديث عائشة، رضي اللّه عنها: فعَمَدَتْ إِلى سَبِـيبةٍ من هذه السَّبائبِ، فَحَشَتْها صوفاً، ثم أَتتني بها. وفي الحديث: دَخَلْتُ على خالد، وعليه سَبِـيبة؛ وقول المخبل السعدي: أَلم تَعْلَمِـي، يا أُمَّ عَمْرَةَ، أَنني * تخَاطأَني رَيْبُ الزَّمانِ لأَكْبَرا وأَشْهَدُ من عَوْفٍ حُلُولاً كثيرةً، * يَحُجُّونَ سِبَّ الزِّبْرِقانِ الـمُزَعْفَرا قال ابن بري: صواب إِنشاده: وأَشْهَدَ بنَصْبِ الدالِ. والـحُلولُ: الأَحْياءُ المجتمعةُ، وهو جمع حالٍّ، مثلُ شاهِدٍ وشُهودٍ. ومعنى يَحُجُّون: يَطْلُبونَ الاختلافَ إِليه، ليَنْظُروه؛ وقيل: يعني عمامَتَه؛ وقيل: اسْتَه، وكان مَقروفاً فيما زَعَم قُطْرُبٌ. والـمُزَعْفَر: الـمُلَوَّن بالزَّعْفَران؛ وكانت سادةُ العرب تَصْبُغُ عَمائمَها بالزَّعْفَرانِ. والسَّبَّةُ: الاسْتُ. وسَـأَلَ النُّعمانُ بنُ الـمُنْذِرِ رجُلاً طَعَنَ رجُلاً، فقال: كيف صَنَعْتَ؟ فقال طَعَنْتُه في الكَبَّةِ طَعْنةً في السَّبَّة، فأَنْفَذْتُها من اللَّبَّة. فقلت لأَبي حاتمٍ: كيف طَعَنَه في السَّبَّة وهو فارس؟ فَضَحِكَ وقال: انْهَزَم فاتَّبَعه، فلما رَهِقَه أَكبَّ ليَـأْخُذَ بمَعْرَفَةِ فَرَسِه، فَطَعَنَه في سَبَّتِه. وسَبَّه يَسُبُّه سَبّاً: طَعَنَه في سَبَّتِه. وأَورد الجوهري هنا بَيْتَ ذِي الخِرَقِ الطُّهَوِيّ: بأَنْ سُبَّ مِنْهُم غُلامٌ فَسَبْ ثم قال ما هذا نصه: يعني مُعاقَرَة غالِبٍ وسُحَيْمٍ، فقوله سُبّ: شُتِمَ، وسَبَّ: عَقَرَ. قال ابن بري: هذا البيت فسره الجوهري على غير ما قَدَّم فيه من المعنى، فيكون شاهداً على سَبَّ بمعنى عَقَر، لا بمعنى طَعَنه في السَّبَّة وهو الصحيح، لأَنه يُفَسَّر بقوله في البَيْتِ الثاني: عَراقِـيبَ كُومٍ طوالِ الذُّرَى ومما يدل على أَنه عَقْرٌ، نَصْبُه لِعَراقيبَ، وقد تقدَّمَ ذلك مُستَوْفًى في صدْر هذه الترجَمة. وقالت بعض نساءِ العرَب لأَبِـيها، وكان مَجْرُوحاً: أَبَتَ، أَقَتَلُوكَ؟ قال: نعم، إِي بُنَيَّةُ ! وسبُّوني، أَي طَعَنُوه في سَبَّتِه.الأَزهري: السَّبُّ الطِّبِّيجاتُ، عن ابن الأَعرابي. قال الأَزهري: جعل السَّبَّ جمعَ السَّبَّة، وهي الدُّبرُ. ومَضَتْ سَبَّة وسَنْبَة من الدَّهْر أَي مُلاوَةٌ؛ نونُ سَنْبَةٍ بَدَلٌ مِنْ باءِ سَبَّة، كإِجّاصٍ وإِنجاصٍ، لأَنه ليس في الكلام «س ن ب». الكسائي: عِشْنا بها سَبَّة وسَنْبَة، كقولك: بُرهةً وحِقْبَةً. وقال ابن شميل: الدهرُ سَبّاتٌ أَي أَحْوالٌ، حالٌ كذا، وحالٌ كذا. يقال: أَصابَتْنَا سَبَّة من بَرْدٍ في الشِّتاءِ، وسَبَّةٌ مِنْ صَحْوٍ، وسَبَّةٌ من حَرٍّ، وسَبَّةٌ من رَوْحٍ إِذا دامَ ذلك أَيـَّاماً. والسِّبُّ والسَّبِـيبَةُ: الشُّقَّةُ، وخَصَّ بعضُهم به الشُّقَّة البَيْضاء؛ وقولُ عَلْقَمَة بنِ عَبَدة: كأَنَّ إِبريقَهُم ظَبْيٌ على شَرَفٍ، * مُفَدَّمٌ بِسَبا الكَتَّانِ، مَلْثُومُ <ص:458> إِنما أَراد بِسَبائِب فحَذف، وليس مُفَدَّمٌ من نَعْت الظَّبْـي، لأَنَّ الظَّبـيَ لا يُفَدَّم؛ إِنما هو في موضع خَبرِ الـمُبْتَدَإِ، كأَنه قال: هو مُفَدَّمٌ بسَبا الكَتَّانِ. والسَّبَبُ: كلُّ شيءٍ يُتَوَصَّلُ به إِلى غيره؛ وفي نُسْخةٍ: كلُّ شيءٍ يُتَوَسَّل به إِلى شيءٍ غيرِه، وقد تَسَبَّبَ إِليه، والجمعُ أَسْبابٌ؛ وكلُّ شيءٍ يُتَوصّلُ به إِلى الشيءِ، فهو سَبَبٌ. وجَعَلْتُ فُلاناً لي سَبَباً إِلى فُلانٍ في حاجَتي وَوَدَجاً أَي وُصْلَة وذَريعَة. قال الأَزهري: وتَسَبُّبُ مالِ الفَيءِ أُخِذَ من هذا، لأَنَّ الـمُسَبَّبَ عليه المالُ، جُعِلَ سَبَباً لوُصول المال إِلى مَن وَجَبَ له من أَهل الفَيءِ. وقوله تعالى: وتَقَطَّعَتْ بهمُ الأَسْبابُ، قال ابن عباس: المودّةُ. وقال مجاهدٌ: تواصُلُهم في الدنيا. وقال أَبو زيد: الأَسبابُ المنازلُ، وقيل المودّةُ؛ قال الشاعر: وتقَطَّعَتْ أَسبابُها ورِمامُها فيه الوجهان مَعاً. المودة، والمنازِلُ. واللّه، عز وجل، مُسَبِّبُ الأَسْبابِ، ومنه التَّسْبِـيبُ. والسَّبَبُ: اعْتِلاقُ قَرابة. وأَسبابُ السماء: مَراقِـيها؛ قال زهير: ومَن هابَ أَسبابَ الـمَنِـيَّةِ يَلْقَها، * ولو رَامَ أَسبابَ السماءِ بسُلَّم والواحدُ سَبَبٌ؛ وقيل: أَسبابُ السماءِ نواحيها؛ قال الأَعشى: لئن كنتَ في جُبٍّ ثمانينَ قامةً، * ورُقِّيتَ أَسبابَ السماءِ بسُلَّمِ لَيَسْتَدْرِجَنْكَ الأَمرُ حتى تَهُرَّه، * وتَعْلَمَ أَني لستُ عنكَ بمُحْرِمِ والـمُحْرِمُ: الذي لا يَسْتَبيح الدِّماءَ. وتَهُرّه: تَكْرَهه. وقوله عز وجل: لَعَلِّي أَبْلُغ الأَسبابَ أَسبابَ السموات؛ قال: هي أَبوابُها. وارْتَقَى في الأَسبابِ إِذا كان فاضِل الدين. والسِّبُّ: الـحَبْلُ، في لغة هُذَيْلٍ؛ وقيل: السِّبُّ الوَتِد؛ وقول أَبي ذُؤَيْب يصف مُشْتارَ العَسَل: تَدَلَّى عليها، بين سِبٍّ وخَيْطةٍ، * بجَرْداءَ مثلِ الوَكْفِ، يَكْبُو غُرابُها قيل: السِّبُّ الـحَبْل، وقيل الوَتِدُ، وسيأْتي في الخَيْطة مثلُ هذا الاختلاف، وإِنما يصف مُشْتارَ العَسَل؛ أَراد: أَنه تَدَلَّى من رأْسِ جبلٍ على خلِـيَّةِ عَسَلٍ ليَشْتارَها بحَبْلٍ شدَّه في وَتِدٍ أَثْبَته في رأْس الجبَل، وهو الخَيْطة، وجَمْع السِّبِّ أَسبابٌ. والسَّبَبُ: الـحَبْلُ كالسِّبِّ، والجمع كالجمع، والسُّبوبُ: الـحِـبال؛ قال ساعدة: صَبَّ اللهيف لها السُّبوبَ بطَغْيةٍ، * تُنْبي العُقابَ، كما يُلَطُّ الـمِجْنَبُ وقوله عز وجل: مَن كان يظُنُّ أَن لنْ يَنْصُرَه اللّه في الدنيا والآخرة فلْـيَمدُدْ بسببٍ إِلى السماءِ. معناه: من كان يَظُنّ أَن لن يَنْصُرَ اللّهُ، سبحانه، محمداً، صلى اللّه عليه وسلم، حتى يُظْهِرَه على الدين كلِّه، فلْـيَمُتْ غَيظاً، وهو معنى قوله تعالى: فلْـيَمدُدْ بسَبَب إِلى السماءِ؛ والسَّبَبُ: الـحَبْل. والسماءُ: السَّقْف؛ أَي فلْـيَمْدُدْ حَبْلاً في سَقفِهِ، ثم <ص:459>

ليَقْطَعْ، أَي ليَمُدَّ الـحَبْل حتى ينْقَطِـع، فيَموتَ مخْتَنِقاً. وقال أَبو عبيدة: السَّببُ كلُّ حَبْل حَدَرْتَه من فوق. وقال خالدُ بنُ جَنَبَة: السَّبَب من الـحِـبال القويُّ الطويلُ.

قال: ولا يُدعى الحبلُ سَبباً حتى يُصْعَد به، ويُنْحَدَرَ به. وفي الحديث: كلُّ سببٍ ونَسَبٍ يَنْقَطِـعُ إِلاّ سَبَبـي ونَسَبــي؛ النَّسَبُ بالولادةِ، والسَّبَبُ بالزواج، وهو من السَّبَبِ، وهو الـحَبْل الذي يُتَوَصَّل به إِلى الماءِ، ثم اسْتُعِـير لكلّ ما يُتوصَّل به إِلى شيءٍ؛ كقوله تعالى: وتقَطَّعَتْ بهِمُ الأَسبابُ، أَي الوُصَل والـمَوَدَّاتُ. وفي حديث عُقْبَة، رضي اللّه عنه: وإِن كان رزْقُه في الأَسباب، أَي في طُرُقِ السماءِ وأَبوابها. وفي حديث عَوْفِ بن مالك، رضي اللّه عنه: أَنه رأَى في المنامِ كأَنَّ سَبباً دُلِّـيَ من السماءِ، أَي حَبْلاً. وقيل: لا يُسَمَّى الحبلُ سبباً حتى يكونَ طَرَفُه مُعَلَّقاً بالسَّقْفِ أَو نحوِه.والسببُ، من مُقَطَّعات الشِّعْرِ: حَرْفٌ مُتَحَرِّكٌ وحرفٌ ساكنٌ، وهو على ضَرْبَيْن: سَبَبانِ مَقرونانِ، وسَببانِ مَفْروقان؛ فالمقْرونانِ ما توالَتْ فيه ثلاثُ حَرَكاتٍ بعدَها ساكِنٌ، نحو مُتَفَا من مُتَفاعِلُنْ، وعَلَتُنْ من مُفاعَلَتُن، فحركة التَّاءِ من مُتَفا، قد قَرَنَت السَّبَبَين، وكذلك حركةُ اللامِ مِن عَلَتُنْ، قد قَرَنَتِ السَّبَبَيْنِ أَيضاً؛ والـمَفْرُوقان هما اللذانِ يقومُ كلُّ واحدٍ منهما بنفسِه أَي يكونُ حرفٌ متحركٌ وحرفٌ ساكنٌ، ويَتْلُوه حرفٌ متحرك، نحو مُسْتَفْ، من مُسْتَفْعِلُنْ؛ ونحو عِـيلُنْ، مِن مَفاعِـيلُنْ، وهذه الأَسبابُ هي التي يَقَع فيها الزِّحافُ على ما قد أَحْكَمَته صِناعةُ العَروض، وذلك لأَن الجُزْءَ غيرُ مُعْتَمِدٍ عليها؛ وقوله: جَبَّتْ نِساءَ العالَـمِـينَ بِالسَّبَبْ يجوز أَن يكونَ الـحَبْلَ، وأَن يكونَ الخَيْطَ؛ قال ابنُ دُرَيْدٍ: هذه امرأَةٌ قَدَّرَتْ عَجِـيزَتَها بخَيْطٍ، وهو السبب، ثم أَلْقَتْه إِلى النساءِ لِـيَفْعَلْنَ كما فَعَلَتْ، فَغَلَبَتْهُنّ. وقَطَعَ اللّه به السببَ أَي الـحَياة. والسَّبِـيبُ من الفَرَس: شَعَر الذَّنَبِ، والعُرْفِ، والنَّاصِـيَةِ؛ وفي الصحاح: السبِـيبُ شَعَر الناصِـيةِ، والعُرْفِ، والذَّنَبِ؛ ولم يَذْكُر الفَرَس. وقال الرياشِـيُّ: هو شَعْرُ الذَّنَب، وقال أَبو عبيدة: هو شَعَر الناصِـية؛ وأَنشد: بِوافي السَّبِـيبِ، طَوِيلِ الذَّنَبْ والسَّبِـيبُ والسَّبِـيبَةُ: الخُصْلة من الشَّعَر. وفي حديثِ استسْقاءِ عُمَرَ، رضي اللّه عنه: رأَيتُ العباسَ، رضي اللّه عنه، وقد طالَ عُمَرَ، وعَيْناه تَنْضَمَّان، وسَبائِبُهُ تَجُولُ على صَدْرِه؛ يعني ذَوائِـبَهُ، واحدُها سَبِـيبٌ. قال ابن الأَثير: وفي كتاب الـهَرَوِيّ، على اختلافِ نسخه: وقد طالَ عُمْرُه، وإِنما هو طال عُمَرَ، أَي كان أَطْوَلَ منه لأَنَّ عُمَرَ لـمَّا استَسْقَى أَخَذَ العباس إِليه، وقال: اللهم إِنَّا نَتَوسَّل إِليك بعَمِّ نَبِـيِّكَ، وكان إِلى جانِـبِه، فرآهُ الراوي وقد طالَهُ أَي كان أَطوَلَ منه. والسَّبِـيبة: العِضاهُ، تَكْثُرُ في المكانِ.

سبسب عدل

السَّباسِبُ والسَّبْسَبُ: شجرٌ يُتَّخَذُ منه السهامُ؛ قالَ يَصِفُ قانِصاً: ظَلّ يُصادِيهَا، دُوَيْنَ الـمَشْرَبِ، لاطٍ بصَفْراءَ، كَتُومِ الـمَذْهَبِ، وكلِّ جَشْءٍ من فُروعِ السَّبْسَبِ <ص:460> أَرادَ لاطِئاً، فأَبدَل من الهمزِ ياءً، وجَعَلَها من بابِ قاضٍ، للضَّرورة. وقول رؤبة: راحتْ، وراحَ كعصَا السَّبْسابِ يحتمل أَن يكون السَّبْسابُ فيه لغةً في السَّبْسَبِ، ويحتمل أَن يكون أَراد السَّبْسَب، فزاد الأَلف للقافية، كما قال الآخر: أَعوذ باللّهِ من العَقْرابِ، * الشائِلاتِ عُقَدَ الأَذْنابِ قال: الشائِلاتِ، فوصَفَ به العَقْرَبَ، وهو واحدٌ لأَنه على الجنْسِ. وسَبْسَبَ بَوْلَه: أَرْسَلَه. والسَّبْسَبُ: الـمَفازَة. وفي حديث قُسٍّ: فبَيْنا أَنا أَجُولُ سَبْسَبَها؛ السَّبْسَبُ: القَفْرُ والـمَفازة. قال ابنُ الأَثير: ويُرْوَى بَسْبَسَها، قال: وهُما بمعنًى. والسَّبْسَبُ: الأَرضُ الـمُسْتَوِية البعيدة. ابن شميل: السَّبْسَب الأَرض القَفْرُ البعيدة، مُسْتَوِيَةً وغيرَ مستويةٍ، وغَليظة وغيرَ غليظةٍ، لا ماءَ بها ولا أَنِـيسَ. أَبو عبيد: السَّباسِبُ والبَسابِسُ القِفارُ، واحِدُها سَبْسَبٌ وبَسْبَسٌ، ومنه قيل للأَباطيل: التُّرَّهات البَسابِسُ. وحكى اللحياني: بلدٌ سَبْسَبٌ وبَلَد سَباسِبُ، كأَنهم جَعَلوا كلَّ جُزْءٍ منهُ سَبْسَباً، ثم جَمَعُوه على هذا. وقال أَبو خَيْرة: السَّبْسَبُ الأَرْضُ الجَدْبة. أَبو عمرو: سَبْسَبَ إِذا سار سَيْراً ليِّناً. وسَبْسَبَ إِذا قَطَعَ رَحِمَه، وسَبْسَبَ إِذا شَتَم شَتْماً قبيحاً. والسَّباسِبُ: أَيامُ السَّعانينِ، أَنْبأَ بذلك أَبو العَلاءِ. وفي الحديث: إِن اللّه تعالى أَبْدَلَكُمْ بيومِ السَّباسِب، يومَ العيدِ. يومُ السَّباسِبِ: عيدٌ للنصارَى، ويسمُّونَه يومَ السَّعانِـينِ؛ وأَما قول النابغة: رِقاقُ النِّعالِ، طَيِّبٌ حُجُزاتُهُمْ، * يُحَيّونَ بالرَّيْحان، يومَ السَّباسِبِ فإِنما يَعْني عِـيداً لَهم. والسَّيْسَبانُ والسَّيْسَبَـى، الأَخيرة عن ثعلب: شجرٌ. وقال أَبو حنيفة: السَّيْسَبانُ شجرٌ يَنْبُتُ من حَبَّة ويَطولُ ولا يَبْقَى على الشتاءِ، له ورقٌ نحو ورق الدِّفْلَى، حَسَنٌ، والناسُ يَزْرَعُونَه في البَساتِـينِ، يريدون حُسْنَه، وله ثمرٌ نحو خَرائط السِّمْسِم إِلاَّ أَنها أَدَقّ. وذكره سيبويه في الأَبْنِـيَة، وأَنشد أَبو حنيفة يصفُ أَنه إِذا جَفَّتْ خَرائِطُ ثَمَرِه خَشْخَشَ كالعِشْرِق؛ قال: كأَنَّ صَوْت رَأْلِها، إِذا جَفَلْ، * ضَرْبُ الرِّياحِ سَيْسباناً قد ذَبَلْ قال: وحكى الفراء فيه سَيْسَبَـى، يذكَّر ويؤَنث، ويؤْتى به من بلاد الهند، وربما قالوا: السَّيْسَبُ؛ وقال: طَلْق وعِتْق مثلُ عُودِ السَّيْسَبِ وأَما أَحمد بن يحيـى فقال في قول الراجز: وقد أُناغي الرَّشَـأَ الـمُرَبَّـبا، خَوْداً ضِنَاكاً، لا تَمُدُّ العُقَبا يَهْتَزُّ مَتْناها، إِذا ما اضْطَرَبَا، كهَزِّ نَشْوانٍ قَضِـيبَ السَّيْسَبَـى إِنما أَراد السَّيْسَبانَ، فحَذف للضرورة. <ص:461>

سحب عدل

السَّحْبُ: جَرُّكَ الشيءَ على وجه الأَرض، كالثوب وغيره. سَحَبَه يَسْحَبُه سَحْباً، فانْسَحَبَ: جَرَّه فانْجَرَّ. والمرأَةُ تَسْحَبُ ذَيْلَها. والريحُ تَسْحَبُ التُّراب. والسَّحابةُ: الغَيْمُ. والسحابةُ: التي يكون عنها المطر، سُمِّيَتْ بذلك لانْسِحابِها في الهواءِ، والجمع سَحائبُ وسَحابٌ وسُحُبٌ؛ وخَلِـيقٌ أَن يكونَ سُحُبٌ جمعَ سَحابٍ الذي هو جمعُ سَحابةٍ، فيكونَ جمعَ جمعٍ. وفي الحديث: كانَ اسمُ عِمامَتِه السَّحابَ، سُمِّيَتْ به تشبيهاً بسَحابِ المطر، لانْسِحابِه في الهواءِ. وما زِلْتُ أَفْعَلُ ذلك سَحابةَ يَومِـي أَي طُولَه؛ قال: عَشِـيَّةَ سَالَ الـمِرْبَدانِ كِلاهُما، * سَحابةَ يَومٍ، بالسُّيوفِ الصَّوارِمِ وتسَحَّب عليه أَي أَدَلَّ. الأَزهري: فلانٌ يَتَسَحَّبُ علينا أَي يَتَدَلَّلُ؛ وكذلك يَتَدَكَّلُ ويَتَدَعَّبُ. وفي حديث سعيدٍ وأَرْوَى: فقامت فتسَحَّبَتْ في حَقِّه، أَي اغْتَصَبَتْه وأَضافَتْه إِلى حَقِّها وأَرْضِها. والسَّحْبةُ: فَضْلَةُ ماءٍ تَبْقَى في الغَدِير؛ يقال: ما بَقِـيَ في الغَديرِ إِلاّ سُحَيْبةٌ من ماءٍ أَي مُوَيْهَةٌ قليلةٌ. والسَّحْبُ: شدَّة الأَكْلِ والشُّرْبِ. ورجلٌ أُسْحُوبٌ أَي أَكُولٌ شَرُوبٌ؛ قال الأَزهري: الذي عَرَفْناه وحَصَّلْناه: رَجُلٌ أُسْحُوتٌ، بالتَّاء، إِذا كان أَكُولاً شَرُوباً، ولَعَلَّ الأُسْحُوبَ، بالبَاءِ، بهذا المعنى، جائزٌ. ورجلٌ سَحْبانُ أَي جُرَافٌ، يَجْرُف كُلَّ ما مَرَّ به؛ وبه سُمِّيَ سَحْبانُ. وسَحْبانُ: اسْمُ رَجُلٍ من وائِلٍ، كان لَسِناً بَلِـيغاً، يُضْرَبُ به الـمَثَلُ في البَيانِ والفَصَاحةِ، فيقال: أَفْصَحُ من سَحْبانِ وائِلٍ. قال ابن بري، ومن شِعْرِ سَحْبانَ قوله: لَقَدْ عَلِمَ الـحَيُّ اليَمَانونَ أَنـَّنِـي * إِذا قُلْتُ: أَمـَّا بعدُ، أَنـِّي خَطِـيبُها وسَحابَةُ: اسمُ امْرَأَةٍ؛ قال: أَيا سَحابُ ! بَشِّري بِخَيْرِ

سحتب عدل

السَّحْتَبُ: الجَريءُ الماضي.

سخب عدل

السِّخَابُ: قِلادَةٌ تُتَّخَذُ من قَرَنْفُلٍ، وسُكٍّ، ومَحْلَبٍ، ليس فيها من اللُّؤْلُؤِ والجوهر شيءٌ، والجمعُ سُحُبٌ. الأَزهري: السِّخَابُ، عند العرب: كُلُّ قِلادَةٍ كانت ذاتَ جَوْهَرٍ، أَو لَمْ تَكُنْ؛ قال الشاعر: ويومُ السِّخَابِ، مِنْ تَعاجِـيبِ رَبِّنا، * عَلى أَنـَّه، مِنْ بَلْدَة السُّوءِ، نَجَّانِـي وفي الحديث: أَن النبي، صلى اللّه عليه وسلم، حَضَّ النساءَ على الصَّدَقَةِ، فَجَعَلَت الـمَرْأَةُ تُلْقِـي الخُرْصَ والسِّخَابَ، يعني القِلادَةَ؛ قال ابن الأَثير: هو خَيْطٌ يُنْظَمُ فيه خَرَزٌ، وتُلْبَسُه الصِّبْيانُ والجَواري؛ وقيل: هو ما بُدِئَ بتفسيره. وفي حديث فاطمَة: فَأَلْبَسَتْهُ سِخَاباً، يعني ابْنَها الـحُسَيْنَ. وفي الحديث الآخر: أَنَّ قَوْماً فَقَدوا سِخَابَ فَتَاتهِمْ، فاتَّهَمُوا به امْرَأَةً. وفي الحديث في ذكر المنافقين: خُشُبٌ بالليلِ سُخُبٌ بالنهار؛ يقول: إِذا جنَّ عليهمُ الليلُ سَقَطُوا <ص:462> نِـياماً كأَنهم خُشُبٌ، فإِذا أَصْبَحُوا تَسَاخَبُوا على الدُّنيا شُحّاً وحِرْصاً. والسَّخَب والصَّخَب بمعنى الصياح، والصادُ والسينُ يجوزُ في كُلِّ كَلِمَة فيها خاءٌ. وفي حديث ابن الزبير: فكأَنهم صِـبْيانٌ يَمْرُثونَ سُخُبَهُم؛ هو جمعُ سِخَاب: الخَيْطُ الذي نُظِمَ فيه الخَرَزُ. والسَّخَبُ لُغَةٌ في الصَّخَبِ، مضارعة.

سرب عدل

السَّرْبُ: المالُ الرَّاعي؛ أَعْني بالمال الإِبِلَ. وقال ابن الأَعرابي: السَّرْبُ الماشيَةُ كُلُّها، وجمعُ كلِّ ذلك سُروبٌ. تقول: سَرِّبْ عليَّ الإِبِلَ أَي أَرْسِلْهَا قِطْعَةً قِطْعَة. وسَرَب يَسْرُب سُرُوباً: خَرَجَ. وسَرَبَ في الأَرضِ يَسْرُبُ سُرُوباً: ذَهَبَ. وفي التنزيل العزيز: ومَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بالليل وسارِبٌ بالنهار؛ أَي ظاهرٌ بالنهارِ في سِرْبِه. ويقال: خَلِّ سِرْبَه أَي طَرِيقَه، فالمعنى: الظاهرُ في الطُّرُقاتِ، والـمُسْتَخْفِـي في الظُّلُماتِ، والجاهرُ بنُطْقِه، والـمُضْمِرُ في نفسِه، عِلْمُ اللّهِ فيهم سواءٌ. ورُوي عن الأَخْفش أَنه قال: مُسْتَخْفٍ بالليل أَي ظاهرٌ، والساربُ الـمُتواري. وقال أَبو العباس: المستخفي الـمُسْتَتِرُ؛ قال: والساربُ الظاهرُ والخَفيُّ، عنده واحدٌ. وقال قُطْرب: سارِبٌ بالنهار مُسْتَتِرٌ. يقال انْسَرَبَ الوحشيُّ إِذا دخل في كِناسِه. قال الأَزهري: تقول العرب: سَرَبَتِ الإِبلُ تَسْرُبُ، وسَرَبَ الفحل سُروباً أَي مَضَتْ في الأَرضِ ظاهرة حيثُ شاءَتْ. والسارِبُ: الذاهبُ على وجهِه في الأَرض؛ قال قَيْس بن الخَطيم: أَنـَّى سرَبْتِ، وكنتِ غيرَ سَرُوبِ، * وتَقَرُّبُ الأَحلامِ غيرُ قَرِيبِ قال ابن بري، رواه ابن دريد: سَرَبْتِ، بباءٍ موحدة، لقوله: وكنتِ غيرَ سَروب. ومن رواه: سَرَيْت، بالياء باثنتين، فمعناه كيف سَرَيْت ليلاً، وأَنتِ لا تَسرُبِـينَ نَهاراً. وسَرَبَ الفحْلُ يَسْرُبُ سُروباً، فهو ساربٌ إِذا توجَّه للـمَرْعَى؛ قال الأَخْنَسُ بن شهاب التَّغْلبـي: وكلُّ أُناسٍ قارَبُوا قَيْدَ فَحْلِهِمْ، * ونحنُ خَلَعْنا قَيْدَه، فهو سارِبُ قال ابن بري: قال الأَصْمعي: هذا مَثَلٌ يريدُ أَن الناسَ أَقاموا في موضِـعٍ واحدٍ، لا يَجْتَرِئون على النُّقْلة إِلى غيره، وقارَبـُوا قَيْدَ فَحْلِهم أَي حَبَسُوا فَحْلَهم عن أَن يتقدَّم فتَتْبَعه إِبلُهم، خوفاً أَن يُغَارَ عليها؛ ونحن أَعِزَّاءُ نَقْتَري الأَرضَ، نَذْهَبُ فيها حيث شِئْنا، فنحن قد خَلَعْنا قيدَ فَحْلِنا ليَذْهَب حيث شاء، فحيثُما نَزَع إِلى غَيْثٍ تَبِعْناه. وظَبْية سارِبٌ: ذاهبة في مَرْعاها؛ أَنشد ابن الأَعرابي في صفة عُقابٍ: فخاتَتْ غَزالاً جاثِـماً، بَصُرَتْ به، * لَدَى سَلَماتٍ، عند أَدْماءَ سارِبِ ورواه بعضهم: سالِبِ. وقال بعضهم: سَرَبَ في حاجته: مضَى فيها نهاراً، وعَمَّ به أَبو عبيد. وإِنه لقَرِيبُ السُّرْبةِ أَي قريبُ المذهب يُسرِعُ في حاجته، حكاه ثعلب. ويقال أَيضاً: بعيدُ السُّرْبة أَي بعيدُ الـمَذْهَبِ في الأَرض؛ قال الشَّنْفَرَى، وهو ابن أُخْت تأَبـَّط شَرّاً: <ص:463> خرَجْنا من الوادي الذي بينَ مِشْعَلٍ، * وبينَ الجَبَا، هَيْهاتَ أَنْسَـأْتُ سُرْبَتي(1)

(1 قوله «وبين الجبا» أورده الجوهري وبين الحشا بالحاء المهملة والشين المعجمة وقال الصاغاني الرواية وبين الجبا بالجيم والباء وهو موضع.)

أَي ما أَبْعَدَ الموضعَ الذي منه ابتَدَأْت مَسِـيري !ابن الأَعرابي: السَّرْبة السَّفَرُ القريبُ، والسُّبْـأَةُ: السَّفَرُ البَعيد. والسَّرِبُ: الذاهِبُ الماضي، عن ابن الأَعرابي. والانْسِرابُ: الدخول في السَّرَب. وفي الحديث :مَنْ أَصْبَحَ آمِناً في سَرْبِه، بالفتح، أَي مَذْهَبِه. قال ابن الأَعرابي: السِّرْب النَّفْسُ، بكسر السين. وكان الأَخفش يقول: أَصْبَح فلانٌ آمِناً في سَرْبِه، بالفتح، أَي مَذْهَبِه ووجهِه. والثِّقاتُ من أَهل اللغة قالوا: أَصْبَح آمِناً في سِرْبِه أَي في نَفْسِه؛ وفلان آمن السَّرْبِ: لا يُغْزَى مالُه ونَعَمُه، لعِزِّه؛ وفلان آمن في سِرْبِه، بالكسر، أَي في نَفْسِه. قال ابن بري: هذا قول جماعةٍ من أَهل اللغة، وأَنكر ابنُ دَرَسْتَوَيْه قولَ من قال: في نَفْسِه؛ قال: وإِنما المعنى آمِنٌ في أَهلِه ومالِه وولدِه؛ ولو أَمِنَ على نَفْسِه وَحْدَها دون أَهله ومالِه وولدِه، لم يُقَلْ: هو آمِنٌ في سِرْبِه؛ وإِنما السِّرْبُ ههنا ما للرجُل من أَهلٍ ومالٍ، ولذلك سُمِّيَ قَطِـيعُ البَقَرِ، والظِّـباءِ، والقَطَا، والنساءِ سِرْباً. وكان الأَصلُ في ذلك أَن يكون الراعِـي آمِناً في سِرْبِه، والفحلُ آمناً في سِرْبِه، ثم استُعْمِلَ في غير الرُّعاةِ، استعارةً فيما شُبِّهَ به، ولذلك كُسرت السين، وقيل: هو آمِنٌ في سِرْبِه أَي في قومِه. والسِّرْبُ هنا: القَلْبُ. يقال: فلانٌ آمِنُ السِّرْبِ أَي آمِنُ القَلْبِ، والجمع سِرابٌ، عن الـهَجَري؛ وأَنشد: إِذا أَصْبَحْتُ بينَ بَني سُلَيمٍ، * وبينَ هَوازِنٍ، أَمِنَتْ سِرابي والسِّرْب، بالكسر: القَطِـيعُ من النساءِ، والطَّيرِ، والظِّباءِ، والبَقَرِ، والـحُمُرِ، والشاءِ، واستعارَه شاعِرٌ من الجِنِّ، زَعَمُوا، للعظاءِ فقال، أَنشده ثعلب، رحمه اللّه تعالى: رَكِبْتُ الـمَطايا كُلَّهُنَّ، فلم أَجِدْ * أَلَذَّ وأَشْهَى مِن جِناد الثَّعالِبِ ومن عَضْرَفُوطٍ، حَطَّ بي فَزَجَرْتُه، * يُبادِرُ سِرْباً من عَظاءٍ قَوارِبِ الأَصمعي: السِّرْبُ والسُّرْبةُ من القَطَا، والظِّباءِ والشاءِ: القَطيعُ. يقال: مَرَّ بي سِرْبٌ من قَطاً وظِـبَاءٍ ووَحْشٍ ونِساءٍ، أَي قَطِـيعٌ. وقال أَبو حنيفة: ويقال للجماعةِ من النخلِ: السِّرْبُ، فيما ذَكَرَ بعضُ الرُّواةِ. قال أَبو الـحَسَنِ: وأَنا أَظُنُّه على التَّشبِـيه، والجمعُ من كلِّ ذلك أَسْرابٌ؛ والسُّرْبةُ مِثلُه. ابن الأَعرابي: السُّرْبةُ جماعة يَنْسَلُّونَ من العَسْكَرِ، فيُغيرون ويَرْجعُون. والسُّرْبة: الجماعة من الخيلِ، ما بين العشرين إِلى الثلاثينَ؛ وقيل: ما بين العشرةِ إِلى العِشرينَ؛ تقول: مَرَّ بي سُرْبة، بالضم، أَي قِطْعة من قَطاً، وخَيْلٍ، وحُمُرٍ، وظِباءٍ؛ قال ذو الرُّمَّة يصف ماءً: سِوَى ما أَصابَ الذِّئْبُ منه، وسُرْبةٍ * أَطافَتْ به من أُمـَّهاتِ الجَوازِلِ وفي الحديث: كأَنهم سِرْبٌ ظِـباءٍ؛ السِّرْبُ، <ص:464> بالكسرِ، والسُّرْبة: القَطِـيعُ من الظِّباءِ ومن النِّساءِ على التَّشْبيه بالظِّباءِ. وقيل: السُّرْبةُ الطائفة من السِّرْبِ. وفي حديث عائشة، رضي اللّه عنها: فكان رسول اللّه، صلى اللّه عليه وسلم، يُسَرِّبُهُنَّ إِليَّ، فيَلْعَبْنَ مَعِـي أَي يُرْسلُهُنَّ إِليَّ. ومنه حديث عليٍّ: إِني لأُسَرِّبُه عليه أَي أُرْسِلُه قِطْعةً قِطْعةً. وفي حديث جابر: فإِذا قَصَّرَ السَّهْمُ قال: سَرِّبْ شيئاً أَي أَرْسِلْه؛ يقال: سَرَّبْتُ إِليه الشيءَ إِذا أَرْسَلْتَه واحداً واحداً؛ وقيل: سِرْباً سِرباً، وهو الأَشْبَه. ويقال: سَرَّبَ عليه الخيلَ، وهو أَن يَبْعَثَها عليه سُرْبةً بعدَ سُربةٍ. الأَصمعي: سَرِّبْ عليَّ الإِبلَ أَي أَرْسِلْها قِطْعةً قِطْعةً. والسَّرْبُ: الطريقُ. وخَلِّ سَرْبَه، بالفتح، أَي طريقَه ووجهَه؛ وقال أَبو عمرو: خَلِّ سِرْبَ الرجلِ، بالكسرِ؛ قال ذو الرمة: خَلَّى لَـها سِرْبَ أُولاها، وهَيَّجَها، * من خَلْفِها، لاحِقُ الصُّقْلَينِ، هِمْهِـيمُ قال شمر: أَكثر الرواية: خَلَّى لَـها سَرْبَ أُولاها، بالفتح؛ قال الأَزهري: وهكذا سَمِعْتُ العربَ تقول: خلِّ سَرْبَه أَي طَريقَه. وفي حديث ابن عمر: إِذا ماتَ المؤمنُ يُخَلَّى له سَرْبُه، يَسْرَحُ حيثُ شاءَ أَي طريقُه ومذهبُه الذي يَمُرُّ به. وإِنه لواسعُ السِّرْبِ أَي الصَّدْرِ، والرأْي، والـهَوَى، وقيل: هو الرَّخِـيُّ البال، وقيل: هو الواسعُ الصَّدْرِ، البَطِـيءُ الغَضَب؛ ويُروى بالفتح، واسعُ السَّرْبِ، وهو الـمَسْلَك والطريقُ. والسَّرْبُ، بالفتح: المالُ الراعي؛ وقيل: الإِبل وما رَعَى من المالِ. يقال: أُغِـيرَ على سَرْبِ القومِ؛ ومنه قولُهم: اذْهَب فلا أَنْدَهُ سَرْبَكَ أَي لا أَرُدُّ إِبلكَ حتى تَذْهَب حيثُ شاءَت، أَي لا حاجة لي فيك. ويقولون للمرأَة عند الطلاقِ: اذْهَبـي فلا أَنْدَهُ سَرْبَكِ، فتَطْلُق بهذه الكلمة. وفي الصحاح: وكانوا في الجاهليةِ يقولون في الطَّلاقِ، فَقَيَّده بالجاهليةِ. وأَصْلُ النَّدْهِ: الزَّجْرُ. الفراءُ في قوله تعالى: فاتخذَ سبيلَه في البحرِ سَرَباً؛ قال: كان الـحُوت مالحاً، فلما حَيِـيَ بالماءِ الذي أَصابَه من العَينِ فوقَع في البحرِ، جَمَد مَذْهَبُه في البحرِ، فكان كالسَّرَبِ، وقال أَبو إِسحق: كانت سمكةً مملوحةً، وكانت آيةً لموسى في الموضعِ الذي يَلْقَى الخَضِرَ، فاتخذ سبيلَه في البحر سَرَباً؛ أَحْيا اللّه السمكة حتى سَرَبَتْ في البحر. قال: وسَرَباً منصوبٌ على جهتَين: على المفعولِ، كقولك اتخذْتُ طريقِـي في السَّرَب، واتخذتُ طريقي مكانَ كذا وكذا، فيكون مفعولاً ثانياً، كقولك اتخذت زيداً وكيلاً؛ قال ويجوز أَن يكونَ سَرَباً مصدراً يَدُلُّ عليه اتخذ سبيلَه في البحر، فيكون المعنى: نَسِـيَـا حُوتَهما، فجَعَل الحوتُ طريقَه في البحر؛ ثم بَيَّن كيف ذلك، فكأَنه قال: سَرِبَ الحوتُ سَرَباً؛ وقال الـمُعْتَرِض الظَّفَرِي في السَّرَب، وجعله طريقاً: تَرَكْنا الضَّبْع سارِبةً إِليهم، * تَنُوبُ اللحمَ في سَرَبِ الـمَخِـيمِ قيل: تَنُوبُه تأْتيه. والسَّرَب: الطريقُ. والمخيم: اسم وادٍ؛ وعلى هذا معنى الآية: فاتخذ سبيلَه في البحر سَرَباً، أَي سبيل الحوت طريقاً لنفسِه، لا يَحِـيدُ عنه. المعنى: اتخذ الحوتُ سبيلَه الذي سَلَكَه طريقاً طَرَقَه. قال أَبو حاتم: اتخذ طريقَه في البحر <ص:465>

سَرباً، قال: أَظُنُّه يريد ذَهاباً كسَرِب سَرَباً، كقولك يَذهَب ذَهاباً. ابن الأَثير: وفي حديث الخضر وموسى، عليهما السلام: فكان للحوت سَرَباً؛ السَّرَب، بالتحريك: الـمَسْلَك في خُفْيةٍ.

والسُّرْبة: الصَّفُّ من الكَرْمِ. وكلُّ طريقةٍ سُرْبةٌ. والسُّرْبة، والـمَسْرَبةُ، والـمَسْرُبة، بضم الراءِ، الشَّعَر الـمُسْتدَقُّ، النابِت وَسَطَ الصَّدْرِ إِلى البطنِ؛ وفي الصحاح: الشَّعَر الـمُسْتَدِقُّ، الذي يأْخذ من الصدرِ إِلى السُّرَّة. قال سيبويه: ليست الـمَسْرُبة على المكان ولا المصدرِ، وإِنما هي اسم للشَّعَر؛ قال الحرث بنُ وَعْلة الذُّهْلي: أَلآنَ لـمَّا ابْيَضَّ مَسْرُبَتي، * وعَضَضْتُ، من نابي، على جِذْمِ وحَلَبْتُ هذا الدَّهْرَ أَشْطُرَه، * وأَتَيْتُ ما آتي على عِلْمِ تَرْجُو الأَعادي أَن أَلينَ لها، * هذا تَخَيُّلُ صاحبِ الـحُلْمِ! قوله: وعَضَضْتُ، من نابي، عَلى جِذْمِ أَي كَبِرْتُ حتى أَكَلْت على جِذْمِ نابي. قال ابن بري: هذا الشعر ظنَّه قوم للحرث بن وَعْلة الجَرْمي، وهو غلط، وإِنما هو للذُّهلي، كما ذكرنا. والـمَسْرَبة، بالفتح: واحدة الـمَسارِبِ، وهي الـمَراعِـي. ومَسارِبُ الدوابِّ: مَراقُّ بُطونِها. أَبو عبيد: مَسْرَبَة كلِّ دابَّةٍ أَعالِـيهِ من لَدُن عُنُقِه إِلى عَجْبِه، ومَراقُّها في بُطونِها وأَرْفاغِها؛ وأَنشد: جَلال، أَبوهُ عَمُّه، وهو خالُه، * مَسارِبُهُ حُوٌّ، وأَقرابُه زُهْرُ قال: أَقْرابهُ مَراقُّ بُطُونه. وفي حديث صفةِ النبـيّ، صلى اللّه عليه وسلم: كان دَقِـيقَ الـمَسْرُبَة؛ وفي رواية: كانَ ذا مَسْرُبَة. وفلانٌ مُنْساحُ السرب: يُريدون شَعر صَدْرِه. وفي حديث الاسْتِنْجاءِ بالـحِجارة: يَمْسَحُ صَفْحَتَيْهِ بـحَجَرَيْن، ويَمْسَحُ بالثَّالِثِ الـمَسْرُبة؛ يريدُ أَعْلى الـحَلْقَة، هو بفتح الراءِ وضمِّها، مَجْرَى الـحَدَث من الدُّبُر، وكأَنها من السِّرْب الـمَسْلَك. وفي بعض الأَخبار: دَخَل مَسْرُبَتَه؛ هي مثلُ الصُّفَّة بين يَدَي الغُرْفَةِ، ولَيْسَتْ التي بالشين المعجمة، فإِنَّ تِلك الغُرْفَةُ. والسَّرابُ: الآلُ؛ وقيل: السَّرابُ الذي يكونُ نِصفَ النهارِ لاطِئاً بالأَرضِ، لاصقاً بها، كأَنه ماءٌ جارٍ. والآلُ: الذي يكونُ بالضُّحَى، يَرفَعُ الشُّخُوصَ ويَزْهَاهَا، كالـمَلا، بينَ السماءِ والأَرض. وقال ابن السكيت: السَّرَابُ الذي يَجْرِي على وجهِ الأَرض كأَنه الماءُ، وهو يكونُ نصفَ النهارِ. الأَصمعي: الآلُ والسَّرابُ واحِدٌ، وخالَفه غيرُه، فقال: الآلُ من الضُّحَى إِلى زوالِ الشمسِ؛ والسَّرَابُ بعدَ الزوالِ إِلى صلاة العصر؛ واحْتَجُّوا بإِنَّ الآل يرفعُ كلَّ شيءٍ حتى يصِـير آلاً أَي شَخْصاً، وأَنَّ السَّرابَ يَخْفِضُ كلَّ شيءٍ حتى يَصِـيرَ لازِقاً بالأَرضِ، لا شَخْصَ له. وقال يونس: تقول العرب: الآلُ من غُدوة إِلى ارْتفاع الضُّحَى الأَعْلى، ثم هو سرابٌ سائرَ اليومِ. ابن السكيت: الآلُ الذي يَرْفَع الشُّخوصَ، وهو يكون بالضُّحَى؛ والسرابُ الذي يَجْري على وجهِ الأَرض، كأَنه الماءُ، وهو نصفُ النهارِ؛ قال الأَزهري: وهو الذي رأَيتُ العرب بالبادية يقولونه. وقال أَبو الهيثم: سُمِّيَ السَّرابُ سَراباً، لأَنـَّه يَسْرُبُ سُروباً أَي يَجْري جَرْياً؛ <ص:466>

يقال: سَرَب الماءُ يَسْرُب سُروباً.

والسَّريبة: الشاة التي تصدرها، إِذا رَوِيَت الغَنَم، فتَتْبَعُها. والسَّرَبُ: حَفِـير تحتَ الأَرض؛ وقيل: بَيْتٌ تحتَ الأَرضِ؛ وقد سَرَّبْتُه. وتَسْريبُ الـحَافِرِ: أَخْذُه في الـحَفْرِ يَمْنَة ويَسْرَة. الأَصمعي: يقال للرجل إِذا حَفر: قد سَرَبَ أَي أَخذ يميناً وشمالاً. والسَّرَب: جُحْر الثَّعْلَبِ، والأَسَد، والضَّبُعِ، والذِّئْبِ. والسَّرَب: الموضعُ الذي قَدْ حَلَّ فيه الوحشِـي، والجمع أَسْرابٌ. وانْسَرَب الوَحْشِـي في سَرَبه، والثعلب في جُحْرِه، وتَسَرَّبَ: دخل. ومَسارِب الـحَيَّاتِ: مَواضِـعُ آثارها إِذا انْسابَتْ في الأَرض على بُطُونِها. والسَّرَبُ: القَناةُ الجَوْفاءُ التي يدخل منها الماءُ الحائِطَ. (يتبع...)

(تابع... 1) عدل

سرب: السَّرْبُ: المالُ الرَّاعي؛ أَعْني بالمال الإِبِلَ. وقال ابن... ... والسَّرَب، بالتحريك: الماءُ السائِلُ. ومِنهم مَن خَصَّ فقال: السائِلُ من الـمَزادَة ونحوها. سَرِبَ سَرَباً إِذا سَالَ، فهو سَرِبٌ، وانْسَرَب، وأَسْرَبَه هو، وسَرَّبَه؛ قال ذو الرمة: ما بالُ عَيْنِكَ، منها الماءُ، يَنْسَكِبُ؟ * كأَنـَّه، منْ كُلى مَفْرِيَّةٍ، سَرَبُ قال أَبو عبيدة: ويروى بكسر الراءِ؛ تقول منه سَرِبَت الـمَزادة، بالكسر، تَسْرَب سرَباً، فهي سَرِبَةٌ إِذا سَالَت. وتَسْريبُ القِرْبة: أَن يَنْصَبَّ فيها الماءُ لتَنْسَدَّ خُرَزُها. ويقال: خرجَ الماءُ سَرِباً، وذلك إِذا خرج من عُيونِ الخُرَزِ. وقال اللحياني: سَرِبَتِ العَيْنُ سَرَباً، وسَرَبَتْ تَسْرُبُ سُروباً، وتَسَرَّبَت: سالَتْ. والسَّرَبُ: الماءُ يُصَبُّ في القِرْبة الجديدة، أو الـمَزادةِ، ليَبْتَلَّ السَّيْرُ حتى يَنْتَفِـخَ، فتَسْتَدَّ مواضع الخَرْزِ؛ وقد سَرَّبَها فَسَرِبَتْ سَرَباً. ويقال: سَرِّبْ قِرْبَتَك أَي اجعلْ فيها ماءً حتى تَنْتَفِـخَ عيونُ الخُرَز، فتَستَدَّ؛ قال جرير: نَعَمْ، وانْهَلَّ دَمْعُكَ غيرَ نَزْرٍ، * كما عَيَّنْت بالسَّرَبِ الطِّبابَا أَبو مالك: تَسَرَّبْتُ من الماءِ ومن الشَّرابِ أَي تَمَـَّلأْتُ. وطَريقٌ سَرِبٌ: تَتابَعَ الناسُ فيه؛ قال أَبو خِراشٍ: فِي ذَاتِ رَيْدٍ، كزلق الرخ مُشْرِفَةٍ، * طَريقُها سَرِبٌ، بالناسِ دُعْبُوبُ(1) (1 قوله «كزلق الرخ إلخ» هكذا في الأصل ولعله كرأس الزج.) وتَسَرَّبُوا فيه: تَتابَعُوا. والسَّرْبُ: الخَرْزُ، عن كُراعٍ. والسَّرْبةُ: الخَرْزة. وإِنَّكَ لتُريدُ سَرْبةً أَي سَفَراً قَريباً، عن ابن الأَعرابي. شمر: الأَسْرابُ من الناسِ: الأَقاطِـيعُ، واحدها سِرْبٌ؛ قال: ولم أَسْمَعْ سِرْباً في الناسِ، إِلا للعَجّاجِ؛ قال: ورُبَّ أَسْرابِ حَجِـيجٍ نظمِ والأُسْرُبُ والأُسْرُبُّ: الرَّصاصُ، أَعْجَمِـيٌّ، وهو في الأَصْل سُرْبْ. والأُسْرُبُ: دُخانُ الفِضَّةِ، يَدخُلُ في الفَمِ والخَيْشُومِ والدُّبُرِ فيُحْصِرُه، فرُبَّما أَفْرقَ، <ص:467> ورُبَّما ماتَ. وقد سُرِبَ الرجل، فهو مَسْرُوبٌ سَرْباً. وقال شمر: الأُسْرُبُ، مخفَّف الباءِ، وهو بالفارسية سُرْبْ، واللّه أَعلم.

سرحب عدل

السُّرْحُوبُ: الطويلُ، الـحَسَنُ الجسْمِ، والأُنثى سُرْحُوبةٌ، ولم يَعْرِفْه الكِلابِـيُّون في الإِنْسِ. والسُّرْحُوبةُ من الإِبل: السَّريعةُ الطويلة، ومن الخيلِ: العَتِـيقُ الخفيفُ؛ قال الأزهري: وأَكثرُ ما يُنْعَتُ به الخيلُ، وخَصَّ بعضُهم به الأُنثى من الخيل، وقيل: فَرَسٌ سُرْحوبٌ: سُرُحُ اليَدَيْن بالعَدْوِ؛ وفَرَسٌ سُرْحُوبٌ: طويلة على وجه الأَرض؛ وفي الصحاح: تُوصَفُ به الإِناثُ دون الذُّكور.

سردب عدل

قال ابن أَحمر: هي السِّرْدابُ(1) (1 قوله «هي السرداب» هكذا في الأصل وليس بعده شيء وعبارة القاموس وشرحه (السرداب بالكسر خباء تحت الأرض للصيف) كالزرداب والأول عن الأحمر والثاني تقدم بيانه وهو معرب إلى آخر عبارته اهـ.).

سرعب عدل

السُّرعُوبُ: ابنُ عِرْسٍ؛ أَنشد الأَزهري: وَثْبة سُرْعُوبٍ رأَى زَبَابَا أَي رأَى جُرَذاً ضَخْماً، ويُجْمَع سَراعِـيبَ.

سرندب عدل

التهذيب في الخماسي: سَرَنْديبُ بَلَدٌ معروف بناحيةِ الـهِنْدِ.

سرهب عدل

أَبو زيد قال: سمعت أَبا الدُّقَيْش يقول: امرأَةٌ سَرْهَبةٌ، كالسَّـلْهَبَةِ من الخيلِ، في الجِسمِ والطُّول.

سطب عدل

ابن الأَعرابي: الـمَساطِبُ سَنادينُ الـحَدّادينَ. أَبو زيد: هي الـمَسْطَبةُ والـمِسطَبة، وهي الـمَجَرَّة. ويقال للدُّكَّانِ يَقْعُدُ الناسُ عليه مَسْطَبة، قال: سمعت ذلك من العرب.

سعب عدل

السَّعابِـيبُ التي تَمْتَدُّ شِبْهَ الخُيُوطِ من العَسَل والخِطْمِـيّ ونَحْوِه؛ قال ابن مقبل: يَعْلُون، بالـمَرْدَقُوشِ، الوَرْدَ ضاحيةً، * على سَعابِـيبِ ماءِ الضالةِ اللَّجِنِ يقول: يَجْعَلْنَه ظاهراً فوقَ كلِّ شيءٍ، يَعْلُون به الـمُشْطَ. وقوله: ماءِ الضالةِ، يُريدُ ماءَ الآسِ، شَبَّه خُضْرَتَه بخُضْرَةِ ماءِ السِّدْرِ؛ وهذا البيت وقَعَ في الصِّحاحِ، وأَظُنُّه في الـمُحْكَم أَيضاً ماء الضالَة اللَّجِزِ، بالزاي؛ وفَسَّره فقال: اللجِزُ الـمُتَلَزِّجُ؛ وقال الجوهري: أَراد اللَّزِجَ، فَقَلَبه، ولم يَكْفِه أَنْ صَحَّف، إِلى أَنْ أَكـَّد التَّصْحيف بهذا القَوْل؛ قال ابن بري: هذا تصحيف تَبع فيه الجوهري ابن السكيت، وإِنما هو اللَّجِن بالنونِ، من قصيدة نُونِـيَّةٍ؛ وقَبْلَه: مِن نِسْوةٍ شُمُسٍ، ولا مَكْرَهٍ عُنُفٍ، * ولا فَواحِشَ في سِرٍّ، ولا عَلَنِ قوله: ضاحِـيةً، أَراد أَنها بارِزة للشمسِ. والضَّالَة: السِّدْرة، أَراد ماءَ السِّدْرِ، يُخْلَطُ به الـمَرْدَقوشُ ليُسَرِّحْن به رؤُوسَهنّ. والشُّمُس: جمع شَمُوسٍ، وهي النافِرة من الرِّيبةِ والخَنَا. والـمَكْرَه: الكَريهاتُ الـمَنْظَرِ، وهو مما يوصَف به الواحدُ والجمعُ.وسال فَمُه سَعابِـيبَ وثَعابِـيبَ: امْتَدَّ لُعابُه كالخُيوطِ؛ وقيل: جَرى منه ماءٌ صافٍ فيه تَمدُّدٌ، واحدها سُعْبُوبٌ. وانْسَعَبَ الماءُ وانْثَعَبَ إِذا سالَ. وقال ابن شميل: السَّعابِـيبُ ما أَتْبَعَ يَدَكَ من اللَّبنِ عند الـحَلْبِ، مثلَ النُّخاعة يَتَمَطَّطُ، والواحدةُ سُعْبُوبةٌ. <ص:468> وتَسَعَّبَ الشيءُ: تَمَطَّطَ. والسَّعْبُ: كلُّ ما تَسَعَّبَ من شرابٍ أَو غيرِه. وفي نوادر الأَعراب: فلانٌ مُسَعَّبٌ له كذا وكذا. ومُسَغَّبٌ ومُسَوَّعٌ له كذا وكذا، ومُسَوَّغٌ ومُرَغَّب، كلُّ ذلك بمعنًى واحدٍ(1) (1 أي مُعطى له عطاءً خالصاً.).

سغب عدل

سَغِبَ الرجلُ يَسْغَب، وسَغَبَ يَسْغُبُ سَغْباً وسَغَباً وسَغابةً وسُغُوباً ومَسْغَبةً: جاعَ. والسَّغْبة: الجُّوعُ، وقيل: هو الجوعُ مع التَّعَب؛ وربما سُمِّيَ العَطَش سَغَباً، وليس بمُسْتعمَلٍ. ورجلٌ ساغِبٌ لاغِبٌ: ذو مَسْغَبة؛ وسَغِبٌ وسَغْبانُ لَغْبانُ: جَوْعانُ أَوعَطْشانُ. وقال الفراءُ في قوله تعالى: في يومٍ ذِي مَسْغَبةٍ، أَي مَجاعةٍ. وأَسْغَبَ الرجلُ، فهو مُسْغِبٌ إِذا دخَل في الـمَجاعةِ، كما تقولُ أَقْحطَ الرجلُ إِذا دخَل في القَحْط. وفي الحديث: ما أَطعمته إِذ كان ساغِـباً، أَي جائعاً. وقيل: لا يكونُ السَّغَبُ إِلاَّ مع التَّعَب. وفي الحديث: أَنه قَدِم خَيْبَر بأَصحابِه وهم مُسْغِـبُون، أَي جِـياعٌ. وامرأَةٌ سَغْبَـى، وجَمْعُها سِغابٌ. ويَتِـيمٌ ذو مَسْغَبةٍ أَي ذو مَجاعةٍ.

سقب عدل

السَّقْبُ: ولدُ الناقةِ، وقيل: الذكَرُ من ولدِ الناقةِ، بالسين لا غَيْرُ؛ وقيل: هو سَقْبٌ ساعةَ تَضَعُه أُمـُّه. قال الأَصمعي: إِذا وَضَعَتِ الناقةُ ولدَها، فولدُها ساعةَ تَضَعُه سَليلٌ قَبْلَ أَن يُعْلَم أَذَكَرٌ هو أَم أُنثى، فإِذا عُلم فإِن كانَ ذَكَراً، فهو سَقْبٌ، وأُمـُّه مِسْقَبٌ. الجوهري: ولا يقال للأُنثى سَقْبةٌ، ولكن حائلٌ؛ فأَما قوله، أَنشده سيبويه: وساقِـيَيْنِ، مثلِ زَيْدٍ وجُعَلْ، * سَقْبانِ، مَمْشُوقانِ مَكْنوزا العضَلْ فإِنَّ زيداً وجُعَلاً، ههنا، رجُلان. وقوله سَقْبانِ، إِنما أَراد هنا مثلُ سَقْبَيْن في قوَّة الغَناءِ، وذلك لأَنَّ الرجُلَين لا يكونان سَقْبَيْنِ، لأَنَّ نوعاً لا يَسْتَحِـيلُ إِلى نوعٍ، وإِنما هو كقولك مررْت برجلٍ أَسَدٍ شِدَّةً أَي هو كأَسَدٍ في الشِّدَّة، ولا يكون ذلك حقيقة، لأَن الأَنْواع لا تستحيل إِلى الأَنواع، في اعتقادِ أَهلِ الإِجماعِ. قال سيبويه: وتقولُ مررتُ برجلٍ الأَسَدُِ شِدَّة، كما تقولُ مررتُ برجُلٍ كامِلٍ، لأَنك أَردتَ أَن تَرْفَعَ شأْنَه؛ وإِن شئت اسْـتَـأْنَفْتَ، كأَنه قيل له ما هو؛ ولا يكونُ صفة، كقولك مررت برجُلٍ أَسَدٍ شِدَّةً، لأَن المعرفة لا توصف بها النَّكِرةُ، ولا يجوز نَكِرةً أَيضاً لما ذكَرْتُ لك. وقد جاءَ في صفة النكرة، فهو في هذا أَقوى، ثم أَنشد ما أَنْشَدتُكَ من قولِه. وجَمْعُ السَّقْبِ أَسْقُبٌ، وسُقُوبٌ، وسِقَابٌ وسُقْبَانٌ؛ والأُنثى سَقْبَةٌ، وأُمـُّها مِسْقَبٌ ومِسْقَابٌ. والسَّقْبَةُ عندهم: هي الجَحشَة. قال الأَعشى، يَصِفُ حِماراً وَحْشِـيّاً: تَلا سَقْبَةً قَوْداءَ، مَهْضُومَةَ الـحَشَا، * مَتى ما تُخَالِفْهُ عن القصد يَعْذِمِ وناقةٌ مِسْقابٌ إِذا كانت عادتُها أَن تَلِدَ الذُّكورَ. وقد أَسْقَبَتِ الناقةُ إِذا وَضَعَتْ أَكثَرَ ما تَضَعُ الذُّكورَ؛ قال رؤْبة بن العجاج يصف أَبَوَيْ رجل مَمْدُوحٍ: وكانتِ العِرْسُ التي تَنَخَّبا، * غَرَّاءَ مِسْقاباً، لفَحْلٍ أَسْقَبا <ص:469> قوله أَسقَبا: فِعْلٌ ماض، لا نَعْتٌ لفَحْلٍ، على أَنه اسمٌ مثلُ أَحْمَر، وإِنما هو فِعْلٌ وفاعِلٌ في مَوْضِعِ النَّعْتِ له. واسْتَعْمَل الأَعشى السَّقْبَةَ للأَتانِ، فقال: لاحَه الصَّيْفُ والغِـيارُ، وإِشْفا * قٌ على سَقْبَةٍ، كَقَوْسِ الضَّالِ الأَزهري: كانتِ المرأَة في الجاهليةِ، إِذا ماتَ زَوْجُها،حَلَقَتْ رَأْسَها، وخَمَشَتْ وجْهَها، وحَمَّرَتْ قُطْنةً من دمِ نفسِها، ووضَعَتها على رأْسِها، وأَخرجت طَرف قُطْنتِها مِن خَرْقِ قِناعِها، ليَعْلم الناسُ أَنها مُصابة؛ ويُسَمى ذلك السِّقابَ، ومنه قول خَنْساءَ: لـمَّا اسْتَبانَتْ أَن صاحِـبَها ثَوَى، * حَلَقَتْ، وعَلَّتْ رَأْسَها بِسِقابِ والسَّقَبُ: القُرْبُ. وقد سَقِـبَتِ الدَّارُ، بالكسر، سُقُوباً أَي قَرُبَتْ، وأَسْقَبَتْ؛ وأَسْقَبْتُها أَنا: قرَّبتها. وأَبْياتُهم مُتساقِـبة أَي مُتدانِـية. ومنه الحديث: الجارُ أَحقُّ بِسَقَبِه. السَّقَبُ، بالسين والصاد، في الأَصل: القُرْب. يقال: سَقِبَتِ الدارُ وأَسْقَبَتْ إِذا قَرُبَتْ. ابن الأَثير: ويَحْتَجُّ بهذا الحديثِ من أَوجبَ الشُّفْعَة للجارِ، وإِن لم يَكُنْ مقاسِماً، أَي إِن الجارَ أَحقُّ بالشُّفْعَةِ من الذي ليس بجارٍ، ومَنْ لم يُثْبِتْها للجارِ تأَوَّلَ الجارَ على الشَّرِيكِ، فإِنَّ الشَّريكَ يُسَمَّى جاراً؛ قال: ويحتمل أَن يكونَ أَرادَ: أَنه أَحقّ بالبِرِّ والمعونةِ بسبب قُرْبه من جارِه، كما جاءَ في الحديث الآخر: أَن رجلاً قال للنبي، صلى اللّه عليه وسلم: إِن لي جارَيْنِ، فإِلى أَيهما أُهدي؟ قال: إِلى أَقْرَبِهِما منك باباً.والسَّقْبُ والصَّقْبُ والسَّقِـيبَة: عَمُودُ الخِباءِ. وسُقُوبُ الإِبِل: أَرْجُلُها، عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد: لها عَجُزٌ رَيَّا، وسَاقٌ مُشِـيحَةٌ على البِـيدِ، تَنْبُو بالـمَرادِي سُقُوبُها والسَّعْبُ: كلُّ ما تَسَعَّبَ من شرابٍ أَو غيرِه. والصادُ، في كلِّ ذلك، لغة. والسَّقْبُ: الطَّويلُ من كلِّ شيءٍ، مع تَرَارَةٍ. الأَزهري في ترجمة صَقَب: يقال للْغُصْنِ الرَّيَّانِ الغَلِـيظِ الطَّويلِ سَقْبٌ؛ وقال ذو الرمة: سَقْبانِ لم يَتَقَشَّرْ عنهما النَّجَبُ قال: وسئل أَبو الدُّقَيْشِ عنه، فقال: هو الذي قد امتلأَ، وتم عامٌّ في كلِّ شيءٍ من نحوِه 1 (1 قوله «من نحوه» الضمير يعود إلى الغصن في عبارة الأزهري التي قبل هذه.) ؛ شمر: في قوله سَقْبانِ أَي طَويلانِ، ويقال صَقْبَانِ.

سقعب عدل

السَّقْعَبُ: الطَّوِيلُ من الرجال، بالسينِ والصاد.

سقلب عدل

السَّقْلَبُ: جِـيلٌ من الناسِ. وسَقْلَبَه: صَرَعَهُ.

سكب عدل

السَّكْبُ: صَبُّ الماءِ. سَكَبَ الماءَ والدَّمْعَ ونحوَهما يَسْكُبُه سَكْباً وتَسْكاباً، فسَكَبَ وانْسَكَبَ: صَبَّه فانْصَبَّ. وسَكَبَ الماءُ بنفسِه سُكوباً، وتَسْكاباً، وانْسَكَبَ بمعنًى. وأَهلُ المدينة يقولون: اسْكُبْ على يَدِي.وماءٌ سَكْبٌ، وساكِبٌ، وسَكُوبٌ، وسَيْكَبٌ، وأُسْكُوبٌ: مُنْسَكِبٌ، أَو مَسكُوبٌ يجري على وجهِ الأَرضِ من غَيرِ حَفر. <ص:470> ودمْعٌ ساكِبٌ، وماءٌ سَكْبٌ: وُصِفَ بالمصدرِ، كقولِهم ماءٌ صَبٌّ، وماءٌ غَوْرٌ؛ أَنشد سيبويه: بَرْقٌ، يُضِـيءُ أَمامَ البَيْتِ، أُسْكوبُ كأَنَّ هذا البَرْقَ يَسْكُب المطَر؛ وطَعْنَةٌ أُسْكُوبٌ كذلك؛ وسَحابٌ أُسْكُوبٌ. وقال اللحياني: السَّكْبُ والأُسْكوبُ الـهَطَلانُ الدَّائمُ. وماءٌ أُسْكُوبٌ أَي جارٍ؛ قالتْ جَنُوبُ أُخْتُ عمرٍو ذي الكلب، تَرثِـيه: والطَّاعِنُ الطَّعْنَةَ النَّجْلاءَ، يَتْبَعها * مُثْعَنْجِرٌ، من دَمِ الأَجْوافِ، أُسْكوبُ ويروى: من نَجِـيعِ الجَوْفِ أُثْعُوبُ والنَّجْلاءُ: الواسعة. والـمُثْعَنْجِرُ: الدَّمُ الذي يَسِـيلُ، يَتْبَعُ بعضُه بَعْضاً. والنَّجِـيعُ: الدَّمُ الخالِصُ. والأُثْعُوبُ، من الإِثْعابِ: وهو جَرْي الماءِ في الـمَثْعَبِ. وفي الحديث عن عروة، عن عائشة، رضي اللّه عنها: أَن النبي، صلى اللّه عليه وسلم، كان يُصَلِّي، فيما بين العشاءِ إِلى انْصِدَاعِ الفَجر، إِحدى عَشْرَةَ رَكْعَةً، فإِذا سَكَبَ الـمُؤَذِّنُ بالأُولى من صلاةِ الفجْرِ، قامَ فرَكَعَ رَكْعَتَيْن خَفِـيفَتَيْنِ؛ قال سُوَيْدٌ: سَكَبَ، يريدُ أَذَّنَ، وأَصْلُه من سَكْبِ الماءِ، وهذا كما يقال أَخَذَ في خُطْبَة فسَحَلَها. قال ابن الأَثير: أَرادت إِذا أَذَّن، فاسْتُعِـيرَ السَّكْبُ للإِفاضَةِ في الكلامِ، كما يقال أَفْرَغَ في أُذُني حديثاً أَيْ أَلْقَى وصَبَّ. وفي بعض الحديث: ما أَنا بِمُنْطٍ عنك شَيئاً يكون على أَهل بَيْتِكَ سُنَّةً سَكْباً. يقال: هذا أَمْرٌ سَكْبٌ أَي لازِمٌ؛ وفي رواية: إِنَّا نُمِـيطُ عنكَ شيئاً. وفَرَسٌ سَكْبٌ: جوادٌ كثير العَدْوِ ذَرِيعٌ، مثلُ حَتٍّ. والسَّكْبُ: فَرَسُ سيدنا رسول اللّه، صلى اللّه عليه وسلم، وكان كُمَيْتاً، أَغَرَّ، مُحَجَّلاً، مُطْلَقَ اليُمْنَى، سمي بالسَّكْبِ من الخَيْلِ؛ وكذلك فَرَسٌ فَيْضٌ وبَحْرٌ وغَمْرٌ. وغُلامٌ سَكْبٌ إِذا كان خفيف الرُّوحِ نَشِـيطاً في عَمَلِه. ويقال: هذا أَمْرٌ سَكْبٌ أَي لازمٌ. ويقالُ: سُنَّةٌ سَكْبٌ. وقال لَقِـيطُ بنُ زُرارَة لأَخيه مَعْبَدٍ، لما طَلَبَ إِليه أَن يَفْدِيَه بمائتين من الإِبل، وكان أَسِيراً: ما أَنا بِمُنْطٍ عنك شيئاً يكون على أَهل بيتِك سُنَّةً سَكْباً، ويَدْرَبُ الناسُ له بِنا دَرْباً. والسَّكْبَةُ: الكُرْدَة العُلْيا التي تُسْقى بها الكُرودُ من الأَرض؛ وفي التهذيب: التي يُسْقَى منها كُرْدُ الطِّبابَةِ من الأَرض. والسَّكْبُ: النُّحاسُ، عن ابن الأَعرابي. والسَّكْبُ: ضَرْبٌ من الثيابِ رَقِـيقٌ. والسَّكْبَةُ: الخِرْقَةُ التي تُقَوَّر للرأْس، كالشَّبَكَة، من ذلك. التهذيب: السَّكْبُ ضربٌ من الثيابِ رَقِـيقٌ، كأَنه غُبارٌ من رِقَّتِه، وكأَنه سَكْبُ ماءٍ مِنَ الرِّقَّة، والسَّكْبَة من ذلك اشْتُقَّتْ: وهي الخِرْقَةُ التي تُقَوَّر للرأْسِ، تُسَمِّيها الفُرْسُ الشُّسْتَقَةَ. ابن الأَعرابي: السَّكَبُ ضَرْبٌ من الثِّياب، محرّك الكاف. والسَّكَبُ: الرَّصاصُ. والسَّكْبة: الغِرْسُ الذي يَخْرُجُ على الوَلَد، أُرى من ذلك. والسَّكَبة: الـهِبْرِية التي في الرأْس. والأُسْكُوب والإِسْكاب: لغة في الإِسكاف. وأُسكُبَّة الباب: أُسْكُفَّته. <ص:471> والإِسْكابة: الفَلْكَةُ التي تُوضَعُ في قِمَع الدُّهْنِ ونحوه؛ وقيل: هي الفَلْكةُ التي يُشْعَبُ بها خَرْقُ القِرْبةِ. والإِسْكابةُ: خَشَبة على قدرِ الفَلْس، إِذا انْشَقَّ السِّقاءُ جعلوها عليه، ثم صَرُّوا عليها بسَيْرٍ حتى يَخْرُزوه معه، فهي الإِسكابةُ. يقال: اجعلْ لي إِسكابةً، فيُتَّخَذُ ذلك ؛ وقيل: الإِسكابة والإِسكابُ قِطْعَةٌ من خَشَبٍ تُدْخَلُ في خَرْقِ الزِّقِّ؛ أَنشد ثعلب: قُمَّرِزٌ آذانُهُم كالإِسْكاب وقيل: الإِسْكابُ هنا جمعُ إِسكابةٍ، وليس بلُغةٍ فيه؛ أَلا تراه قال آذانُهُم؟ فتَشْبِـيهُ الجمع بالجمع، أَسْوَغُ من تَشْبِـيهِه بالواحد. والسَّكَبُ، بالتحريك: شَجَرٌ طَيِّبُ الريح، كأَنَّ ريحَه رِيحُ الخَلُوقِ، يَنْبُتُ مُسْتَقِلاًّ على عِرْقٍ واحدٍ، له زَغَبٌ ووَرَقٌ مثلُ وَرَقِ الصَّعْتَر، إِلا أَنه أَشدُّ خُضْرةً، يَنْبُتُ في القِـيعانِ والأَودِيَة، ويَبيسُه لا يَنْفَعُ أَحداً، وله جَـنًى يُؤْكَلُ، ويَصْنَعُه أَهل الـحِجازِ نَبيذاً، ولا يَنْبُتُ جَنَاهُ في عام حَياً، إِنما يَنْبُتُ في أَعوامِ السنينَ؛ وقال أَبو حنيفة: السَّكَبُ عُشْبٌ يرتفِـعُ قَدْرَ الذراع، وله ورقٌ أَغْبَر شبيهٌ بورق الـهِنْدباءِ، وله نَوْرٌ أَبيضُ شديدُ البياضِ، في خِلْقة نَوْرِ الفِرْسِكِ؛ قال الكميت يصف ثوراً وَحْشيّاً: كأَنه منْ نَدَى العَرارِ معَ الــ * ــقُرَّاصِ، أَو ما يُنَفِّضُ السَّكَبُ الواحدة سَكَبة. الأَصمعي: من نباتِ السهلِ السَّكَبُ؛ وقال غيرُه: السَّكَبُ بَقْلَةٌ طَيِّبَة الريحِ، لها زَهْرةٌ صَفراءُ، وهي من شجر القَيْظِ. ابن الأَعرابي: يقال للسِّكَّةِ من النخلِ أُسْلُوبٌ وأُسْكُوبٌ، فإِذا كان ذلك من غير النخل، قيل له أُنْبوبٌ ومِدادٌ؛ وقيل: السَّكْبُ ضربٌ من النباتِ. وسَكاب: اسم فرسِ عُبيدةَ بن ربيعة وغيره. قال: وسَكابِ اسمُ فرسٍ، مثلُ قَطامِ وحَذامِ؛ قال الشاعر: أَبَيْتَ اللَّعْنَ،إِنَّ سَكابِ عِلْقٌ * نفيسٌ ،لا تُعارُ ولا تُباعُ!

سلب عدل

سَلَبَه الشيءَ يَسْلُبُه سَلْباً وسَلَباً، واسْتَلَبَه إِياه. وسَلَبُوتٌ، فَعَلوتٌ: مِنه. وقال اللحياني: رجل سَلَبوتٌ، وامرأَةٌ سَلَبوتٌ كالرجل؛ وكذلك رجلٌ سَـلاَّبةٌ، بالهاءِ، والأُنثى سَـلاَّبة أَيضاً. والاسْتِلابُ: الاختِلاس. والسَّلَب: ما يُسْلَبُ؛ وفي التهذيب: ما يُسْلَبُ به، والجمع أَسلابٌ. وكل شيءٍ على الإِنسانِ من اللباسِ فهو سَلَبٌ، والفعل سَلَبْتُه أَسْلُبُه سَلْباً إِذا أَخَذْتَ سَلَبَه، وسُلِبَ الرجلُ ثيابه؛ قال رؤْبة: يراع سير كاليراع للأَسلاب(1) (1 قوله «يراع سير إلخ» هو هكذا في الأصل.) اليَراعُ: القَصَب. والأَسْلابُ: التي قد قُشِرَتْ، وواحدُ الأَسْلابِ سَلَبٌ. وفي الحديث: مَن قَتَل قَتيلاً، فله سَلَبُه. وقد تكرر ذكر السَّلَب، وهو ما يأْخُذُه أَحدُ القِرْنَيْن في الحربِ من قِرْنِه، مما يكونُ عليه ومعه من ثِـيابٍ وسلاحٍ ودابَّةٍ، وهو فَعَلٌ بمعنى مفعولٍ أَي مَسْلُوب. والسَّلَبُ، بالتحريك: الـمَسْلُوب، وكذلك السَّلِـيبُ. ورجلٌ سَلِـيبٌ : مُسْتَلَب العقل، والجمع سَلْبـى. <ص:472> وناقة سالِبٌ وسَلُوبٌ: ماتَ وَلَدُها، أَو أَلْقَتْهُ لغير تَمامٍ؛ وكذلك المرأَة، والجمع سُلُبٌ وسَلائبُ، وربما قالوا :امرأَة سُلُب؛ قال الراجز: ما بالُ أَصْحابِكَ يُنْذِرُونَكا؟ أَأَنْ رَأَوْكَ سُلُباً، يَرْمُونَكا؟ وهذا كقولهم: ناقةٌ عُلُطٌ بلا خِطامٍ، وفَرس فُرُطٌ متَقَدِّمة. وقد عَمِلَ أَبو عبيد في هذا باباً، فأَكْثَرَ فيه من فُعُلٍ، بغير هاءٍ للـمُؤَنَّث. والسَّلُوب، من النُّوق: التي أَلْقَتْ ولدها لغير تَمامٍ. والسَّلُوب، من النُّوق: التي تَرْمي وَلَدها. وأَسْلَبت النَّاقَةُ فهي مُسْلِبٌ: أَلْقَتْ وَلَدَها من غيرِ أَن يَتِـمَّ، والجمع السَّلائِبُ؛ وقيل أَسْلَبَت: سُلِبَتْ وَلَدَها بِمَوتٍ أَو غير ذلك. وظَبيةٌ سَلُوبٌ وسالِبٌ: سُلِـبَتْ وَلَدَها؛ قال صخر الغيِّ: فَصادَتْ غَزالاً جاثماً، بَصُرَتْ بِهِ * لدى سَلَماتٍ، عِنْدَ أَدْماءَ، سالِبِ وشَجَرةٌ سَلِـيبٌ: سُلِـبَتْ وَرَقَها وأَغصانَها. وفي حديث صِلَةَ: خَرَجْتُ إِلى جَشَرٍ لَنا، والنخلُ سُلُبٌ أَي لا حَمْلَ عليها، وهو جمعُ سَلِـيبٍ. الأَزهري: شَجَرَةٌ سُلُبٌ إِذا تَناثَرَ ورقُها؛ وقال ذو الرمة: أَو هَيْشَرٌ سُلُبُ قال شمر: هَيْشَرٌ سُلُبٌ، لا قِشْرَ عليه. ويقال: اسْلُبْ هذه القصبة أَي قَشِّرْها. وسَلَبَ القَصَبَةَ والشَّجَرَة: قشرها. وفي حديث صفة مكة، شرَّفها اللّه تعالى: وأَسْلَب ثُمامُها أَي أَخْرَجَ خُوصَه. وسَلَبُ الذَّبيحَةِ: إِهابُها، وأَكراعُها، وبطْنُهَا. وفَرَسٌ سَلْبُ القَوائم(1) (1 قوله «سلب القوائم» هو بسكون اللام في القاموس، وفي المحكم بفتحها.): خَفيفُها في النَّقل؛ وقيل: فَرَسٌ سَلِب القَوائم أَي طَويلُها؛ قال الأَزهري: وهذا صحيحٌ. والسَّلْبُ: السيرُ الخفيفُ السريعُ؛ قال رؤْبة: قَدْ قَدَحَتْ، مِنْ سَلْبِهِنَّ سَلْبا، * قارُورَةُ العينِ، فصارت وَقْبَا وانْسَلَبَتِ الناقَة إِذا أَسْرَعَت في سيرها حتى كأَنها تَخْرُج من جِلْدِها. وثَوْرٌ سَلِبُ الطَّعْنِ بِالقَرْنِ، ورجُلٌ سَلِبُ اليَدَيْنِ بالضَّرْبِ والطَّعْنِ: خَفيفُهما. ورُمْحٌ سَلِبٌ: طَويلٌ؛ وكذلك الرجلُ، والجمعُ سُلُب؛ قال: ومَنْ رَبَطَ الجِحاشَ، فإِنَّ فِـينا * قَـناً سُلُباً، وأَفْراساً حِسانا وقال ابن الأَعرابي: السُّلْبَةُ الجُرْدَةُ، يقال: ما أَحْسَنَ سُلْبَتَها وجُرْدَتَها. والسَّلِبُ، بكسر اللام: الطويل؛ قال ذو الرمة يصف فراخ النعامة: كأَنَّ أَعناقَها كُرّاتُ سائِفَةٍ، * طارَتْ لفائِفُه، أَو هَيْشَرٌ سَلِبُ ويروى سُلُب، بالضم، من قولهم نَخْلٌ سُلُب: لا حَمْلَ عليه. وشَجَرٌ سُلُبٌ: لا وَرَق عليه، وهو جمع سَلِـيبٍ، فعيلٌ بمعنى مفعول. والسِّلابُ والسُّلُب: ثِـيابٌ سودٌ تَلْبَسُها النساءُ في <ص:473>

المأْتَمِ، واحدَتُها سَلَبة.

وسَلَّبَتِ المرأَةُ، وهي مُسَلِّبٌ إِذا كانت مُحِدًّا، تَلْبَس الثِّيابَ السُّودَ للـحِدادِ. وتَسَلَّبت: لَبِسَتِ السِّلابَ، وهي ثِـيابُ الـمأْتَمِ السُّودُ؛ قال لبيد: يَخْمِشْنَ حُرَّ أَوجُهٍ صِحاحِ، * في السُّلُبِ السودِ، وفي الأَمساحِ وفي الحديث عن أَسْماءَ بِنْتِ عُمَيْس: أَنها قالت لـمَّا أُصيبَ جعفرٌ: أَمَرَني رسول اللّه، صلى اللّه عليه وسلم، فقال: تَسَلَّبـي ثلاثاً، ثم اصْنَعِـي بعدُ ما شِئْتِ؛ تَسَلَّبـي أَي الْبَسِـي ثِـيابَ الـحِدادِ السُّودَ، وهي السِّلاب. وتَسَلَّبَتِ المرأَةُ إِذا لَبِسَتْهُ، وهو ثَوْبٌ أَسودُ، تُغَطِّي به الـمُحِدُّ رَأْسَها. وفي حديث أُمِّ سلمة: أَنها بَكَتْ على حَمْزَةَ ثلاثة أَيامٍ، وتَسَلَّبَتْ. وقال اللحياني: الـمُسَلِّب، والسَّلِـيبُ، والسَّلُوبُ: التي يموتُ زَوجُها أَو حَمِـيمُها، فتَسَلَّبُ عليه. وتَسَلَّبَتِ المرأَة إِذا أَحدّتْ. وقيل: الإِحدادُ على الزَّوْجِ، والتَّسَلُّبُ قد يكون على غيرِ زَوجٍ. أَبو زيدٍ: يقال للرجل ما لي أَراكَ مُسْلَباً؟ وذلك إِذا لم يَـأْلَفْ أَحداً، ولا يَسْكُن إِليه أَحد، وإِنما شبِّه بالوَحْش؛ ويقال: إِنه لوَحْشِـيٌّ مُسْلَبٌ أَي لا يأْلفُ، ولا تَسْكُنُ نفسُه. والسلبة: خَيْطٌ يُشَدُّ على خَطْمِ البعيرِ دونَ الخِطامِ. والسلبة: عَقَبَةٌ تُشَدُّ على السهم. والسِّلْبُ: خَشَبَةٌ تُجْمَع إِلى أَصلِ اللُّؤَمةِ، طَرَفُها في ثَقْبِ اللُّؤَمةِ. قال أَبو حنيفة: السِّلْبُ أَطْوَلُ أَداةِ الفَدَّانِ؛ وأَنشد: يا لَيْتَ شعْري، هلْ أَتى الحسانا، أَنـَّى اتَّخَذْتُ اليَفَنَيْنِ شانـــــــــــــا؟ السِّلْبَ، واللُّؤْمةَ، والعيانـــــــــــــــا ويقال للسَّطْر من النخيل: أُسْلوبٌ. وكلُّ طريقٍ ممتدٍّ، فهو أُسلوبٌ. قال: والأُسْلوبُ الطريق، والوجهُ، والـمَذْهَبُ؛ يقال: أَنتم في أُسْلُوبِ سُوءٍ، ويُجمَعُ أَسالِـيبَ. والأُسْلُوبُ: الطريقُ تأْخذ فيه. والأُسْلوبُ، بالضم: الفَنُّ؛ يقال: أَخَذ فلانٌ في أَسالِـيبَ من القول أَي أَفانِـينَ منه؛ وإِنَّ أَنْفَه لفي أُسْلُوبٍ إِذا كان مُتكبِّراً؛ قال: أُنوفُهُمْ، بالفَخْرِ، في أُسْلُوبِ، * وشَعَرُ الأَسْتاهِ بالجَبوبِ يقول: يتكبَّرون وهم أَخِسَّاء، كما يقال: أَنْفٌ في السماءِ واسْتٌ في الماءِ. والجَبوبُ: وجهُ الأَرضِ، ويروى: أُنوفُهُمْ، مِلفَخْرِ، في أُسْلُوبِ أَراد مِنَ الفَخْرِ، فحَذف النونَ. والسَّلَبُ: ضَرْبٌ من الشجر ينبُتُ مُتَناسقاً، ويَطولُ فيُؤخَذُ ويُمَلُّ، ثم يُشَقَّقُ، فتخرجُ منه مُشاقةٌ بيضاءُ كالليفِ، واحدتُه سَلَبةٌ، وهو منْ أَجودِ ما يُتخذ منه الحبال. وقيل: السَّلَبُ لِـيفُ الـمُقْلِ، وهو يُؤْتى به من مكة. الليث: السَّلَبُ ليفُ الـمُقْل، وهو أَبيض؛ قال الأَزهري: غَلِطَ الليث فيه؛ وقال أَبو حنيفة: السَّلَبُ نباتٌ ينبتُ أَمثالَ الشَّمَع الذي يُسْتَصْبَحُ به في خِلْقَتِه، إِلاَّ أَنه أَعظمُ وأَطولُ، يُتَّخَذ منه الحبالُ على كلّ ضَرب. والسَّلَبُ: لِحاءُ شجرٍ معروف باليمن، <ص:474>

تعمل منه الحبالُ، وهو أَجفَى من ليفِ الـمُقْلِ وأَصْلَبُ.

وفي حديث ابن عمر: أن سعيد بن جبير دخل عليه، وهو مُتوسِّدٌ مِرْفَقَةَ أَدَم، حَشْوُها لِـيفٌ أَو سَلَبٌ، بالتحريك. قال أَبو عبيد: سأَلتُ عن السَّلَبِ، فقيل: ليس بلِـيفِ الـمُقْلِ، ولكنه شجر معروفٌ باليمن، تُعْمَلُ منه الحبالُ، وهو أَجفى من لِـيفِ الـمُقْلِ وأَصْلَبُ؛ وقيل هو ليفُ الـمُقْل؛ وقيل: هو خُوصُ الثُّمام. وبالـمَدينة سُوقٌ يقال له: سوقُ السَّلاَّبِـين؛ قال مُرَّة بن مَحْكان التَّميمي: فنَشْنَشَ الجِلدَ عَنْها، وهْيَ بارِكةٌ، * كما تُنَشْنِشُ كفَّا فاتِلٍ سَلَبا تُنَشْنِشُ: تحرِّكُ. قال شمر: والسَّلَب قِشْرٌ من قُشورِ الشَّجَر، تُعْمَلُ منهُ السِّلالُ، يقال لسُوقِهِ سُوقُ السَّلاَّبِـينَ، وهي بمكَّة معروفَةٌ. ورواه الأَصْمعي: فَاتِل، بالفاءِ؛ وابن الأَعرابي: قَاتِل، بالقافِ. قال ثعلب: والصحيح ما رواه الأَصمعي، ومنه قَولُهم أَسْلَبَ الثُّمامُ. قال: ومن رواه بالفاءِ، فإِنه يريدُ السَّلَب الذي تُعْمَلُ منه الـحِبال لا غير؛ ومن رواه بالقاف، فإِنه يريد سَلَبَ القَتِـيل؛ شَبَّه نَزْع الجازِرِ جِلْدَها عنها بأَخْذِ القاتِل سَلَبَ الـمَقْتُول، وإِنما قال: بارِكَة، ولم يَقُلْ: مُضْطَجِعَة، كما يُسْلَخُ الـحَيوانُ مُضْطَجِعاً، لأَن العرب إِذا نَحَرَتْ جَزُوراً، تركُوها باركة على حالها، ويُرْدِفُها الرجالُ من جانِـبَيْها، خوفاً أَن تَضْطَجِعَ حين تموت؛ كلُّ ذلك حرصاً على أَن يَسْلُخوا سَنامَها وهي باركة، فيأْتي رجلٌ من جانِبٍ، وآخَرُ من الجانب الآخر؛ وكذلك يفعلون في الكَتِفَين والفَخِذَين، ولهذا كان سَلْخُها باركةً خيراً عندهم من سَلْخِها مضطجعةً. والأُسْلُوبةُ: لُعْبَةٌ للأَعراب، أَو فَعْلَةٌ يفعلونها بينهم، حكاها اللحياني، وقال: بينهم أُسْلُوبة.

سلحب عدل

الـمُسْلَحِبُّ: الـمُنْبَطِـحُ. والـمُسْلَحِبُّ: الطَّريقُ البَيِّنُ الـمُمتَدُّ. وطريقٌ مُسْلَحِبٌّ أَي مُمْتَدٌّ. والـمُسْلَحِبُّ: الـمُسْتَقِـيمُ، مثلُ الـمُتْلَئِبِّ. وقد اسْلَحَبَّ اسْلِحْباباً؛ قال جِرانُ العَوْد: فَخَرَّ جِرانٌ مُسْلَحِـبّاً، كأَنه * على الدَّفِّ ضِبْعانٌ تَقَطَّرَ أَمْلَحُ والسُّلْحُوبُ من النساءِ: الماجِنة، قال ذلك أَبو عمرو. وقال خليفة الـحُصَيْنِـيُّ: الـمُسْلَحِبُّ: الـمُطْلَحِبُّ الـمُمْتَدُّ. وسمعتُ غير واحدٍ من العرب يقول: سِرْنا من موضع كذا غُدْوَةً، فظَلَّ يَوْمُنا مُسْلَحِـبّاً أَي مُمْتدّاً سَيْرُه، واللّه أَعلم.

سلقب عدل

سَلْقَبٌ: اسمٌ.

سلهب عدل

السَّلْهَبُ: الطويلُ، عامَّةً؛ وقيل: هو الطويلُ من الرجال؛ وقيل: هو الطويلُ من الخيلِ والناس. الجوهري: السَّلْهَبُ من الخيلِ: الطويلُ على وجهِ الأَرض، وربما جاءَ بالصادِ، والجمع السَّلاهِـبَةُ. والسَّلْهَبةُ من النساءِ: الجَسِيمةُ، وليست بِمدْحَةٍ. ويقال: فَرَسٌ سَلْهَبٌ وسَلْهَبةٌ للذَّكَر إِذا عَظُم وطالَ، وطالَتْ عِظَامُه. وفَرَسٌ مُسْلَهِبٌّ: ماضٍ؛ ومنه قولُ الأَعرابيِّ في صِفَةِ الفَرَس: وإِذا عَدَا اسْلَهَبَّ، وإِذا قُيِّدَ اجْلَعَبَّ، وإِذا انْتَصَبَ اتْلأَبَّ، واللّه أَعلم. <ص:475>

سنب عدل

السَّنْبةُ: الدَّهْرُ. وعِشْنا بذلك سَنْبةً وسَنْبَتةً أَي حِقْبةً؛ التاءُ في سَنْبَتةٍ مُلْحَقةٌ على قول سيبويه، قال: يدُلُّ على زِيادةِ التاءِ، أَنك تقول سَنْبةٌ، وهذه التاءُ تَثبُتُ في التصغير، تقول سُنَيْبِتَةٌ، لقولهم في الجمع سَنَابِتُ. ويقال: مَضَى سَنْبٌ مِنَ الدَّهْر، أَو سَنْبةٌ أَي بُرْهةٌ؛ وأَنشد شمر: ماءَ الشَّبابِ عُنْفُوانَ سَنْبَتِه والسَّنْبَاتُ والسَّنْبةُ: سُوءُ الخُلُقِ، وسُرْعةُ الغَضَبِ، عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد: قد شِبْتُ قَبْلَ الشَّيْبِ مِنْ لِداتي، وذاكَ ما أَلْقَى من الأَذاةِ، من زَوْجةٍ كثيرةِ السَّنْباتِ أَراد السَّنَباتِ، فخفَّف للضرورة؛ كما قال ذو الرمة: أَبَتْ ذِكْرَ مَنْ عوَّدْنَ أَحْشاءَ قَلْبِه * خُفوقاً، ورَقْصاتِ الـهَوى في الـمَفاصِل ورجُل سَنُوبٌ أَي مُتَغَضِّبٌ. والسِّنْبابُ: الرَّجل الكثير الشرّ. قال: والسَّنُوبُ: الرَّجل الكَذَّابُ الـمُغْتابُ. والـمَسْنَبةُ: الشِّرَّةُ. ابن الأَعرابي: السَّنْباءُ الاسْتُ. وفرسٌ سَنِبٌ، بكسر النون، أَي كثير الجَرْي، والجمع سُنُوبٌ. الأَصمعي: فرس سَنِبٌ إِذا كان كثيرَ العَدْوِ، جواداً.

سنتب عدل

أَبو عمرو: السَّنْتَبةُ الغِـيبةُ الـمُحْكَمةُ.

سندب عدل

جَمَلٌ سِنْدَأْبٌ: شديدٌ صُلْب، وشكَّ فيه ابن دريد.

سنطب عدل

السَّنْطَبةُ: طُولٌ مُضْطَرِبٌ. التهذيب: والسِّنْطابُ مِطْرَقةُ الـحَدَّادِ، واللّه تعالى أَعلم.

سهب عدل

السَّهْبُ، والـمُسْهَبُ، والـمُسْهِبُ: الشديدُ الجَرْيِ، البَطِـيءُ العَرَقِ من الخَيْل؛ قال أَبو داود: وقد أَغْدُو بِطِرْفٍ هَيْــ * ــكَلٍ، ذِي مَيْعَةٍ، سَهْبِ والسَّهْبُ: الفرسُ الواسعُ الجَرْيِ. وأَسْهَبَ الفرسُ: اتَّسَعَ في الجَرْي وسَبَقَ. والـمُسْهِبُ والـمُسْهَبُ: الكثيرُ الكلامِ؛ قال الجعْدِيُّ: غَيْرُ عَيِـيٍّ، ولا مُسْهِب ويروى مُسْهَب. قال: وقد اختُلف في هذه الكلمة، فقال أَبو زيد: الـمُسْهِبُ الكثير الكلام؛ وقال ابن الأَعرابي: أَسْهَب الرجلُ أَكثرَ الكلام، فهو مُسْهَب، بفتح الهاءِ، ولا يقال بكسرها، وهو نادر. قال ابن بري: قال أَبو علي البغدادي: رجل مُسْهَبٌ، بالفتح، إِذا أَكثر الكلام في الخطإِ، فإِن كان ذلك في صواب، فهو مُسْهِبٌ، بالكسر لا غير؛ ومما جاءَ فيه أَفْعَلَ فهو مُفْعَلٌ: أَسْهَبَ فهو مُسْهَبٌ، وأَلْفَجَ فهو مُلْفَجٌ إِذا أَفْلَس، وأَحْصَنَ فهو مُحْصَنٌ؛ وفي حديث الرُّؤْيا: أَكَلُوا وشَرِبُوا وأَسْهَبُوا أَي أَكثَروا وأَمْعَنُوا. أَسْهَبَ فهو مُسْهَبٌ، بفتح الهاءِ، إِذا أَمْعَنَ في الشيءِ وأَطال، وهو من ذلك. وفي حديث ابن عمر، رضي اللّه عنهما: قيل له: ادْعُ اللّهَ لنا، فقال: أَكْرَه أَن أَكونَ من الـمُسْهَبِـين، بفتح الهاءِ، أَي الكَثِـيري الكلام؛ وأَصله من السَّهْب، <ص:476>

وهو الأَرضُ الواسِعةُ، ويُجمع على سُهُبٍ. وفي حديث علي، رضي اللّه عنه: وفرَّقَها بسُهُبِ بِـيدِها. وفي الحديث: أَنه بعث خيلاً، فأَسْهَبَتْ شَهْراً؛ أَي أَمْعَنَتْ في سَيْرِها. والـمُسْهِبُ والـمُسْهَبُ: الذي لا تَنْتَهِـي نَفْسُه عن شيءٍ، طَمَعاً وشَرَهاً. ورَجل مُسْهَبٌ: ذاهِبُ العَقْلِ من لَدْغِ حَيَّةٍ أَو عَقْرَبٍ؛ تقول منه أُسْهِبَ، على ما لم يُسمَّ فاعله؛ وقيل هو الذي يَهْذي من خَرَفٍ.

والتَّسْهِـيبُ: ذَهابُ العقل، والفعلُ منه مُماتٌ؛ قال ابن هَرْمةَ: أَمْ لا تَذَكَّرُ سَلْمَى، وهْيَ نازِحةٌ، * إِلاَّ اعْتَراكَ جَوَى سُقْمٍ وتَسْهِـيبِ وفي حديث علي، رضي اللّه عنه: وضُرِبَ على قَلْبِه بالإِسْهابِ؛ قيل: هو ذَهابُ العقل. ورجُل مُسْهَبُ الجسْمِ إِذا ذَهَبَ جِسْمُهُ مِن حُبٍّ، عن يعقوب. وحكى اللحياني: رجل مُسْهَبُ العقل، بالفتح، ومُسْهَمٌ على البدل؛ قال: وكذلك الجسْم إِذا ذَهَبَ مِن شِدّةِ الـحُبِّ. وقال أَبو حاتم: أُسْهِبَ السَّلِـيمُ إِسْهاباً، فهو مُسْهَبٌ إِذا ذهب عَقْلُه وعاشَ؛ وأَنشد: فباتَ شَبْعانَ، وبات مُسْهَبَا وأَسْهَبْتُ الدَّابَّةَ إِسْهاباً إِذا أَهْمَلْتَها تَرْعَى، فهي مُسْهَبةٌ؛ قال طفيل الغنوي: نَزائِـعَ مَقْذُوفاً على سَرَواتِها، * بِما لَمْ تُخالِسْها الغُزاةُ، وتُسْهَبُ أَي قد أُعْفِـيَتْ، حتى حَمَلَتِ الشَّحْمَ على سَرَواتِها. قال بعضهم: ومن هذا قيل للمِكْثارِ: مُسْهَبٌ، كأَنه تُرِكَ والكلام، يتكلم بما شاءَ كأَنه وُسِّعَ عليه أَن يقول ما شاءَ. وقال الليث: إِذا أَعْطَى الرجلُ فأَكثرَ، قيل: قد أَسْهَبَ. ومَكانٌ مُسْهِبٌ: لا يَمْنَع الماءَ ولا يُمْسِكُه. والـمُسْهَبُ: الـمُتَغَيِّرُ اللَّوْنِ مِن حُبٍّ، أَو فَزَعٍ، أَو مَرَضٍ. والسُّهْبُ مِن الأَرضِ: الـمُسْتَوي في سُهُولَةٍ، والجمع سُهُوبٌ. والسَّهْبُ: الفَلاةُ؛ وقيل: سُهُوبُ الفَلاةِ نَواحِـيها التي لا مَسْلَكَ فيها. والسَّهْبُ: ما بَعُدَ من الأَرضِ، واسْتَوَى في طُمَـأْنِـينَةٍ، وهي أَجْوافُ الأَرضِ، وطُمَـأْنِـينَتُها الشيءَ القَلِـيلَ تَقُودُ الليلةَ واليومَ، ونحو ذلك، وهو بُطُونُ الأَرضِ، تكون في الصَّحارِي والـمُتُونِ، وربما تَسِـيلُ، وربما لا تَسِـيلُ، لأَنَّ فيها غِلَظاً وسُهُولاً، تُنْبِتُ نَباتاً كثيراً، وفيها خَطَراتٌ مِنْ شَجَرٍ أَي أَماكِنُ فيها شَجَرٌ، وأَماكِنُ لا شجر فيها. وقيل: السُّهُوبُ الـمُسْتَوِيَةُ البَعِـيدَةُ. وقال أَبو عمرو: السُّهُوبُ الواسِعةُ من الأَرضِ؛ قال الكميت: أَبارِقُ، إِن يَضْغَمْكُمُ اللَّيْثُ ضَغْمةً، * يَدَعْ بارِقاً، مِثْلَ اليَبابِ مِنَ السَّهْبِ وبِئْرٌ سَهْبةٌ: بَعِـيدَةُ القَعْر، يخرج منها الريحُ، ومُسْهَبةٌ أَيضاً، بفتح الهاءِ. والـمُسْهَبةُ من الآبارِ: التي يَغْلِبُكَ سِهْبَتُها، حتى لا تَقْدِرَ على الماءِ وتُسْهِلَ. وقال شمر: الـمُسْهَبةُ من الرَّكايا: التي يَحْفِرُونَها، حتى يَبْلُغوا تُراباً مائقاً، فيَغْلِـبُهم <ص:477> تَهَيُّلاً، فيَدَعُونَها. الكسائي: بئر مُسْهَبةٌ التي لا يُدْرَكُ قَعْرُها وماؤُها. وأَسْهَبَ القومُ: حَفَروا فهَجَمُوا على الرَّمْلِ أَو الرِّيحِ؛ قال الأَزهري: وإِذا حَفَر القومُ، فَهَجَمُوا على الرِّيحِ، وأَخْلَفَهُم الماءُ، قيل: أَسْهَبُوا؛ وأَنشد في وصْفِ بِئر كثيرة الماءِ: حَوْضٌ طَوِيٌّ، نِـيلَ من إِسْهابِها، * يَعْتَلِجُ الآذِيُّ مِنْ حَبابِها قال: وهي الـمُسْهَبةُ، حُفِرت حتى بَلَغَتْ عَيْلَم الماءِ. أَلا ترى أَنه قال: نِـيلَ مِن أَعْمَقِ قَعْرِها. وإِذا بَلغَ حافِرُ البئرِ إِلى الرَّمْل، قيل: أَسْهَبَ. وحَفَر القومُ حتى أَسْهَبُوا أَي بَلَغُوا الرَّمْل ولم يَخْرُجِ الماءُ، ولم يُصِـيبوا خيراً، هذه عن اللحياني. والـمُسْهِبُ: الغالب الـمُكْثِرُ في عَطائِه. ومَضى سَهْبٌ من الليل أَي وَقْتٌ. والسَّهْباءُ: بِئر لبني سعد، وهي أَيضاً رَوْضةٌ مَعْرُوفة مَخْصوصة بهذا الاسم. قال الأَزهري: ورَوْضةٌ بالصَّمَّان تسمى السَّهْباءَ. والسَّهْبـى: مفازةٌ؛ قال جرير: سارُوا إِليكَ مِنَ السَّهْبـى، ودُونَهُمُ * فَيْجانُ، فالـحَزْنُ، فالصَّمَّانُ، فالوَكَفُ والوَكَفُ: لبني يَرْبُوعٍ.

سوب عدل

النهاية لابن الأَثير: في حديث ابن عمر، رضي اللّه عنهما، ذكْرُ السُّوبِـيةِ، وهي بضم السين، وكسر الباءِ الموحدة، وبعدها ياءٌ تحتها نقطتان: نَبِـيذٌ معروف يُتَّخذ من الـحِنْطة، وكثيراً ما يَشْرَبُه أَهلُ مِصر.

سيب عدل

السَّيْبُ: العَطاءُ، والعُرْفُ، والنافِلةُ. وفي حديث الاستسقاءِ: واجْعَلْه سَيْباً نافِعاً أَي عَطاءً، ويجوز أَن يريد مَطَراً سائباً أَي جارياً. والسُّـيُوبُ: الرِّكاز، لأَنها من سَيْبِ اللّهِ وعطائه؛ وقال ثعلب: هي الـمَعادِنُ. وفي كتابه لوائلِ بن حُجْرٍ: وفي السُّـيُوبِ الخُمُسُ؛ قال أَبو عبيد: السُّـيُوبُ: الرِّكازُ؛ قال: ولا أُراه أُخِذَ إِلا من السَّيبِ، وهو العطاءُ؛ وأَنشد: فما أَنا، منْ رَيْبِ الـمَنُونِ، بجُبَّإٍ، * وما أَنا، مِنْ سَيْبِ الإِلهِ، بآيِسِ وقال أَبو سعيد: السُّـيُوبُ عُروق من الذهب والفضة، تَسِـيبُ في الـمَعْدِن أَي تَتكون فيه(1) (1 قوله «أي تتكون إلخ» عبارة التهذيب أي تجري فيه إلخ.) وتَظْهَر، سميت سُيوباً لانْسِـيابِها في الأَرض. قال الزمخشري: السُّـيُوبُ جمع سَيْبٍ، يريد به المالَ المدفون في الجاهلية، أَو الـمَعْدِن لأَنه، من فضلِ اللّه وعَطائه، لمن أَصابَه. وسَيْبُ الفرَس: شَعَرُ ذَنَبِه. والسَّيْبُ: مُرديُّ السَّفينة. والسَّيْبُ مصدر ساب الماءُ يَسِـيبُ سَيْباً: جَرى. والسِّيبُ: مَجْرَى الماءِ، وجَمْعُه سُـيُوبٌ. وسابَ يَسِـيبُ: مشى مُسرِعاً. وسابَتِ الـحَيَّةُ تَسِـيبُ إِذا مَضَتْ مُسْرِعةً؛ أَنشد ثعلب: أَتَذْهَبُ سَلْمَى في اللِّـمامِ، فلا تُرَى، * وباللَّيْلِ أَيْمٌ حَيْثُ شاءَ يَسِـيبُ؟ وكذلك انْسابَتْ تَنْسابُ. وسابَ الأَفْعَى وانْسابَ إِذا خرَج من مَكْمَنِه. وفي الحديث: <ص:478>

أَن رَجلاً شَرِبَ من سِقاءٍ؛ فانْسابَتْ في بَطنِه حَيَّةٌ، فَنُهِـيَ عن الشُّرْبِ من فَمِ السِّقاءِ، أَي دخَلَتْ وجَرَتْ مع جَرَيانِ الماءِ. يقال: سابَ الماءُ وانْسابَ إِذا جرَى. وانْسابَ فلان نحوكُم: رجَعَ.

وسَيَّبَ الشيءَ: تركَه. وسَيَّبَ الدَّابَّةَ، أَو الناقةَ، أَو الشيءَ: تركَه يَسِـيبُ حيث شاءَ. وكلُّ دابَّةٍ تركْتَها وسَوْمَها، فهي سائبةٌ. والسائبةُ: العَبْدُ يُعْتَقُ على أَن لا وَلاءَ له. والسائبةُ: البعيرُ يُدْرِكُ نِتاجَ نِتاجِه، فيُسَيَّبُ، ولا يُرْكَب، ولا يُحْمَلُ عليه. والسائبة التي في القرآن العزيز، في قوله تعالى: ما جَعَلَ اللّهُ منْ بَحِـيرةٍ ولا سائبةٍ؛ كان الرجلُ في الجاهلية إِذا قَدِمَ من سَفَرٍ بَعيدٍ، أَو بَرِئَ من عِلَّةٍ، أَو نَجَّتْه دابَّةٌ من مَشَقَّةٍ أَو حَرْبٍ قال: ناقَتي سائبةٌ أَي تُسَيَّبُ فلا يُنْتَفَعُ بظهرها، ولا تُحَـَّلأُ عن ماءٍ، ولا تُمْنَعُ من كَلإٍ، ولا تُركَب؛ وقيل: بل كان يَنْزِعُ من ظَهْرِها فقارةً، أَو عَظْماً، فتُعْرَفُ بذلك؛ فأُغِـيرَ على رَجل من العرب، فلم يَجِدْ دابَّةً يركبُها، فرَكِب سائبةً، فقيل: أَتَرْكَبُ حَراماً؟ فقال: يَركَبُ الـحَرامَ مَنْ لا حَلالَ له، فذهَبَتْ مَثَلاً. وفي الصحاح: السائبةُ الناقةُ التي كانت تُسَيَّبُ، في الجاهِلِـيَّةِ، لِنَذْرٍ ونحوه؛ وقد قيل: هي أُمُّ البَحِـيرَةِ؛ كانتِ الناقةُ إِذا ولَدَتْ عَشْرَةَ أَبْطُن، كُلُّهنَّ إِناثٌ، سُيِّبَتْ فلم تُرْكَبْ، ولم يَشْرَبْ لَبَنَها إِلا ولَدُها أَو الضَّيْفُ حتى تَمُوتَ، فإِذا ماتتْ أَكَلَهَا الرجالُ والنساءُ جَميعاً، وبُحِرَتْ أُذن بِنْتِها الأَخيرةِ، فتسمى البَحِـيرةَ، وهي بمَنْزلةِ أُمـِّها في أَنها سائبةٌ، والجمع سُيَّبٌ، مثلُ نائمٍ ونُوَّمٍ، ونائحةٍ ونُوَّحٍ. وكان الرَّجلُ إِذا أَعْتَقَ عَبْداً وقال: هو سائبةٌ، فقد عَتَقَ، ولا يكون وَلاؤُه لِـمُعْتِقِه، ويَضَعُ مالَه حيث شاءَ، وهو الذي وردَ النَّهْيُ عنه. قال ابن الأَثير: قد تكرر في الحديث ذكر السَّائبةِ والسَّوائِبِ؛ قال: كان الرَّجُلُ إِذا نذَرَ لقُدُومٍ مِن سَفَرٍ، أَو بُرْءٍ من مَرَضٍ، أَو غير ذلك قال: ناقَتي سائبةٌ، فلا تُمْنَعُ مِن ماءٍ، ولا مَرْعًى، ولا تُحْلَبُ، ولا تُرْكَب؛ وكان إِذا أَعْتَقَ عَبْداً فقال: هو سائِـبةٌ، فلا عَقْل بينهما، ولا مِـيراثَ؛ وأَصلُه من تَسْيِـيبِ الدَّوابِّ، وهو إِرسالُها تَذْهَبُ وتجيءُ، حيث شاءَتْ. وفي الحديث: رأَيتُ عَمْرو بن لُـحَيٍّ يَجُرُّ قُصْبَه في النَّارِ؛ وكان أَوَّلَ من سَيَّبَ السَّوائِب، وهي التي نَهى اللّهُ عنها بقوله: ما جَعَلَ اللّهُ مِنْ بَحِـيرَةٍ ولا سائبةٍ؛ فالسَّائبة: أُمُّ البَحِـيرَةِ، وهو مَذْكور في موضعه. وقيل: كان أَبو العالِـيةِ سائبةً، فلما هَلَكَ، أُتِـيَ مَولاه بميراثِه، فقال: هو سائبةٌ، وأَبى أَنْ يأْخُذَه. وقال الشافعيّ: إِذا أَعْتَقَ عَبْدَه سائبةً، فمات العبدُ وخَلَّفَ مالاً، ولم يَدَعْ وارثاً غير مولاه الذي أَعْتَقَه، فميراثُه لـمُعْتِقِه، لأَن النبـيّ، صلى اللّه عليه وسلم، جَعَلَ الوَلاءَ لُـحْمةً كَلُـحْمةِ النَّسَب، فكما أَنَّ لُـحْمةَ النَّسبِ لا تَنْقَطِـعُ، كذلك الوَلاءُ؛ وقد قال، صلى اللّه عليه وسلم: الوَلاءُ لمن أَعْتَقَ. وروي عن عُمَرَ، رَضي اللّه عنه، أَنه قال: السَّائِـبةُ والصَّدقةُ ليومِهِما. قال أَبو عبيدة، في قوله ليَوْمهما، أَي يَوْمِ القيامةِ، واليَوْمِ الذي كان أَعْتَقَ سائبتَه، وتصدّق بصدقتِه فيه. يقول: فلا يَرجِـعُ إِلى الانتِفاع بشيءٍ منها بَعْدَ ذلك في الدنيا، وذلك كالرَّجل <ص:479>

يُعْتِقُ عَبْدَه سائبةً، فيَمُوتُ العَبْدُ ويَتْرُك مالاً، ولا وارثَ له، فلا

ينبغي لِـمُعتقه أَن يَرْزَأَ من مِـيراثِه شيئاً، إِلا أَن يَجْعَلَهُ في مِثْله. وقال ابن الأَثير: قوله الصَّدَقةُ والسَّائبةُ ليومِهما، أَي يُرادُ بهما ثوابُ يومِ القيامةِ؛ أَي مَن أَعْتَقَ سائِـبَتَه، وتَصَدَّقَ بِصَدقةٍ، فلا يَرْجِـعُ إِلى الانْتِفاعِ بشيءٍ منها بعدَ ذلك في الدنيا، وإِن وَرِثَهما عنه أَحدٌ، فَلْيَصْرِفْهُما في مِثْلِهما، قال: وهذا على وَجْهِ الفَضْلِ، وطَلَبِ الأَجْرِ، لا على أَنه حرامٌ، وإِنما كانوا يَكْرَهُون أَن يَرْجِعُوا في شيءٍ، جَعَلُوه للّه وطَلَبُوا به الأَجر. وفي حديث عبدِاللّه: السَّائبةُ يَضعُ مالَه حيثُ شاءَ؛ أَي العَبْدُ الذي يُعْتَقُ سائِـبةً، ولا يكون ولاؤُه لِـمُعْتِقِه، ولا وارِثَ له، فيَضَعُ مالَه حيثُ شاءَ، وهو الذي ورَدَ النَّهْيُ عنه. وفي الحديث: عُرِضَتْ عَليَّ النارُ فرأَيتُ صاحِبَ السَّائِـبَتَيْنِ يُدْفَعُ بِعَصاً، السَّائِـبتانِ: بَدَنَتانِ أَهْداهما النبـيُّ، صلى اللّه عليه وسلم، إِلى البَيْت، فأَخذهما رَجلٌ مِن المشركين فذَهَبَ بهما؛ سمَّاهُما سائِـبَتَيْنِ لأَنه سَيَّبَهُما للّه تعالى. وفي حديثِ عبدالرحمن بن عَوْفٍ: أَنَّ الحيلةَ بالـمَنْطِقِ أَبْلَغُ من السُّـيُوبِ في الكَلِمِ؛ السُّـيُوبُ: ما سُيِّبَ وخُلِّـي فسابَ، أَي ذَهَبَ. وسابَ في الكلام: خاضَ فيه بهَذْرٍ؛ أَي التَّلَطُّفُ والتَّقَلُّلُ منه أَبلَغُ من الإِكثارِ. ويقال: سابَ الرَّجُل في مَنْطِقِه إِذا ذَهَبَ فيه كلَّ مذهبٍ. والسَّـيَابُ، مثل السَّحابِ: البَلَحُ. قال أَبو حنيفة: هو البُسْر الأَخضرُ، واحدته سَيابةٌ، وبها سمي الرَّجل؛ قال أُحَيْحةُ: أَقْسَمْتُ لا أُعْطِـيكَ، في * كَعْب ومَقْتَلِه، سَيابَهْ فإِذا شَدَّدْته ضَمَمْتَه، فقلت: سُـيَّابٌ وسُـيّابةٌ؛ قال أَبو زبيد: أَيـَّامَ تَجْلُو لنا عن بارِدٍ رَتِلٍ، * تَخالُ نَكْهَتَها، باللَّيْلِ، سُيَّابَا أَراد نَكْهةَ سُيَّابٍ وسُيَّابةٍ أَيضاً. الأَصمعي: إِذا تعقد الطلع حتى يصير بلحاً، فهو السَّيابُ، مُخَفَّف، واحدته سَيابةٌ؛ وقال شمر: هو السَّدَى والسَّداءُ، ممدود بلغة أَهل المدينة؛ وهي السيَّابةُ، بلغةِ وادي القُرَى؛ وأَنشد للَبيدٍ: سَيابةٌ ما بها عَيْبٌ، ولا أَثَرُ قال: وسمعت البحرانيين تقول: سُيَّابٌ وسُيَّابةٌ. وفي حديث أُسَيْد بن حُضَيْرٍ: لو سَـأَلْتَنا سَيابةً ما أَعْطَيْناكَها، هي بفتح السين والتخفيف: البَلحَةُ، وجمعها سَيابٌ. والسِّيبُ: التُّفَّاحُ، فارِسيّ؛ قال أَبو العلاءِ: وبه سُمِّيَ سيبويه: سِـيب تُفَّاحٌ، وَوَيْه رائحتُه، فكأَنه رائحة تُفَّاحٍ. وسائبٌ: اسمٌ من سابَ يَسِـيبُ إِذا مَشى مُسْرِعاً، أَو من سابَ الماءُ إِذا جَرى. والـمُسَيَّبُ: من شُعَرائِهم. والسُّوبانُ: اسم وادٍ، واللّه تعالى أَعلم.

سأت عدل

سَأَتَه يَسْأَتُه سأْتاً: خَنَقه بشدَّة، وقيل: إِذا خَنَقه حتى يقتله. الفراء: السَّأَتانِ جانبا الحُلْقوم، حيث يقع فيهما اصبعا الخانق، والواحد سأَتٌ، بالفتح والهمز.

سبت عدل

السِّبْتُ، بالكسر: كلُّ جلدٍ مدبوغ، وقيل: هو المَدْبُوغ بالقَرَظِ خاصَّةً؛ وخَصَّ بعضُهم به جُلودَ البَِقر، مدبوغة كانت أَم غيرَ مدبوغة. ونِعالٌ سِبْتِيَّة: لا شعر عليها. الجوهري: السِّبْتُ، بالكسر، جلود البقر المدبوغةُ بالقَرَظ، تُحْذَى منه النِّعالُ السِّبْتِيَّة. وخرَج الحجاجُ يَتَوَذَّفُ في سِبْتِيَّتَيْنِ له. وفي الحديث: أَن النبي، صلى الله عليه وسنلم، رأَى رجلاً يمشي بين القبور في نَعْلَيْه، فقال: يا صاحب السِّبْتَيْنِ، اخْلَعْ سِبْتَيْكَ. قال الأَصمعي: السِّبْتُ الجِلْدُ المدبوغُ، قال: فإِن كان عليه شعر، أَو صوف، أَو وَبَرٌ، فهو مُصْحَبٌ. وقال أَبو عمرو: النعال السِّبْتِيَّة هي المدبوغة بالقَرَط. قال الأَزهري: وحديث النبي، ، يَدُلّ على أَن السِّبْتَ ما لا شعر عليه. وفي الحديث: أَن عُبَيْدَ بن جُرَيْج قال لابن عمر: رأَيْتُكَ تَلْبَسُ النِّعَالَ السِّبْتِيَّةَ، فقال: رأَيتُ النبي، ، يَلْبَسُ النِّعال التي ليس عليها شعر، ويتوضأُ فيها، فأَنا أُحِبُّ أَن أَلْبَسَها؛ قال: إِنما اعترض عليه، لأَنها نعال أَهل النعْمة والسَّعَةِ. قال الأَزهري: كأَنها سُمِّيَتْ سِبْتِيَّةً، لأَِنَّ شعرها قد سُبِتَ عنها أَي حُلِقَ وأُزِيلَ بعِلاج من الدباغ، معلوم عند دَبَّاغِيها. ابن الأَعرابي: سميت النعال المدبوغة سِبْتِيَّة، لأَِنها انْسَبَتَت بالدباغ أَي لانَتْ. وفي تسمية النعل المُتَّخَذَة من السِّبْت سِبْتاً اتساعٌ، مثل قولهم: فلان يَلْبَسُ الصوفَ والقُطْنَ والإِبْرَيْسَمَ أَي الثياب المُتَّخَذَة منها. ويروى: السِّبْتِيَّتَيْنِ، على النَّسب، وإِنما أَمره بالخَلْع احْتراماً للمقابر، لأَِنه يمشي بينها؛ وقيل: كان بها قَذَر، أَو لاخْتياله في مَشْيِه. والسَّبْتُ والسُّباتُ: الدَّهْرُ. وابْنا سُباتٍ: الليل والنهار؛ قال ابن أَحمر: فكُنَّا وهم كابْنَيْ سُباتٍ تَفَرَّقا سِوًى، ثم كانا مُنْجِداً وتِهامِيَا قال ابن بري: ذكر أَبو جعفر محمد بن حبيب أَن ابْنَيْ سُباتٍ رجلانِ، رأَى أَحدُهما صاحبَه في المنام، ثم انْتَبَه، وأَحدُهما بنَجْدٍ والآخر بِتهامة. وقال غيره: ابنا سُبات أَخوانِ، مضى أَحدُهما إِلى مَشْرِقِ الشمسِ لِيَنْظُرَ من أَين تَطْلُعُ، والآخر إِلى مَغْرِبِ الشمسِ لينظر أَين تَغْرُبُ. والسَّبْتُ: بُرْهةٌ من الدهر؛ قال لبيد: وغَنِيتُ سَبْتاً قبلَ مَجْرَى داحِسٍ، لو كان، للنَّفْسِ اللَّجُوجِ، خُلودُ وأَقَمْتُ سَبْتاً، وسَبْتَةً، وسَنْبَتاً، وسَنْبَتَةً أَي بُرْهةً. والسَّبْتُ: الراحةُ. وسَبَتَ يَسْبُتُ سَبْتاً: اسْتَراحَ وسَكَنَ. والسُّباتُ: نوم خَفِيّ، كالغَشْيَةِ. وقال ثعلب: السُّباتُ ابتداءُ النوم في الرأْس حتى يبلغ إِلى القلب. ورجل مَسْبُوتٌ، من السُّباتِ، وقد سُبِتَ، على ابن الأَعرابي؛ وأَنشد: وتَرَكَتْ راعِيَها مَسْبوتا، قد هَمَّ، لما نام، أَنْ يموتا التهذيب: والسَّبْتُ السُّباتُ؛ وأَنشد الأَصمعي: يُصْبِحُ مَخْمُوراً، ويُمْسِي سَبْتا أَي مَسْبُوتاً. والمُسْبِتُ: الذي لا يَتَحَرَّكُ، وقد أَسْبَتَ. ويقال: سُبِتَ المريضُ، فهو مَسْبُوت. وأَسْبَتَ الحَيَّةُ إِسْباتاً إِذا أَطْرَقَ لا يَتَحَرَّكُ، وقال: أَصَمُّ أَعْمَى، لا يُجِيب الرُّقَى، من طُولِ إِطْرَاقٍ وإِسْباتِ والمَسْبُوتُ: المَيِّتُ والمَغْشِيُّ عليه، وكذلك العليل إِذا كان مُلْقىً كالنائم يُغَمِّضُ عينيه في أَكثر أَحواله، مَسْبُوتٌ. وفي حديث عمرو بن مسعود، قال لمعاوية: ما تَسْأَلُ عن شيخ نومُه سُباتٌ، وليلُه هُباتٌ؟ السُّباتُ: نوم المريضِ والشيخِ المُسِنِّ، وهو النَّومةُ الخَفيفة، وأَصْلُه من السَّبْتِ، الراحةِ والسُّكونِ، أَو من القَطْع وتَرْكِ الأَعْمال. والسُّباتُ: النَّومُ، وأَصْلُه الراحةُ، تقول منه: سَبَتَ يَسْبُتُ، هذه بالضم وحدها. ابن الأَعرابي في قوله عز وجل: وجَعَلْنا نومَكم سُباتاً أَي قِطَعاً؛ والسَّبْتُ: القَطْع، فكأَنه إِذا نام، فقد انقطع عن الناس. وقال الزجاج: السُّباتُ أَن ينقطع عن الحركة، والروحُ في بدنه، أَي جعلنا نومكم راحة لكم. والسَّبْتُ: من أَيام الأُسبوع، وإِنما سمي السابعُ من أَيام الأُسبوع سَبْتاً، لأَن الله تعالى ابتدأَ الخلق فيه، وقطع فيه بعضَ خَلْق الأَرض؛ ويقال: أَمر فيه بنو إِسرائيل بقطع الأَعمال وتركها؛ وفي المحكم: وإِنما سمي سَبْتاً، لأَِن ابتداء الخلق كان من يوم الأَحد إِلى يوم الجمعة، ولم يكن في السَّبْتِ شيء من الخلق، قالوا: فأَصبحتْ يومَ السَّبْتِ مُنْسَبِتَةً أَي قد تَمَّتْ، وانْقَطَع العملُ فيها؛ وقيل: سمي بذلك لأَِن اليهود كانوا يَنْقَطِعون فيه عن العمل والتصرف، والجمع أَسبُتٌ وسُبُوتٌ. وقد سَبَتُوا يَسْبِتُون ويَسْبُتون، وأَسْبَتُوا: دخَلُوا في السَّبْتِ. والإِسْباتُ: الدخولُ في السَّبْتِ. والسَّبْتُ: قيامُ اليهود بأَمر سُنَّتِها. قال تعالى: ويوم لا يَسْبِتُون لا تأْتيهم. وقوله تعالى: وجعَلْنا الليلَ لباساً، والنَّوْمَ سُباتاً؛ قال: قَطْعاً لأَعْمالكم. قال: وأَخطأَ من قال: سُمِّيَ السَبْتَ، لأَن الله أَمر بني إِسرائيل فيه بالاستراحة؛ وخَلَق هو، عز وجل، السموات والأَرضَ في ستة أَيام، آخرها يوم الجمعة، ثم استراح وانقطع العمل، فسمي السابعُ يوم السبت. قال: وهذا خطأٌ لأَنه لا يُعلم في كلام العرب سَبَتَ، بمعنى اسْتَراح، وإِنما معنى سَبَتَ: قَطَعَ، ولا يوصف الله، تعالى وتَقَدَّس، بالاستراحة، لأَنه لا يَتْعَبُ، والراحة لا تكون إِلا بعد تَعَبٍ وشَغَلٍ، وكلاهما زائل عن الله تعالى، قال: واتفق أَهل العلم على أَن الله تعالى ابتدأَ الخلق يوم السَّبْت، ولم يَخْلُقْ يومَ الجمعة سماء ولا أَرضاً. قال الأَزهري: والدليل على صحة ما قال، ما روي عن عبد الله بن عمر، قال: خلق الله التُّربةً يومَ السَّبْت، وخلق الحجارة يوم الأَحد، وخلق السحاب يوم الاثنين، وخَلَق الكُرومَ يوم الثلاثاء، وخلق الملائكة يوم الأَربعاء، وخلق الدواب يوم الخميس، وخلق آدم يوم الجمعة فيما بين العصر وغروب الشمس. وفي الحديث: فما رأَينا الشمسَ سَبْتاً؛ قيل: أَراد أُسبوعاً من السَّبْت إِلى السَّبْت، فأَطلق عليه اسم اليوم، كما يقال: عشرون خريفاً، ويرادُ عشرون سنة؛ وقيل: أَراد بالسَّبْتِ مُدَّةً من الأَزمان، قليلة كانت أَو كثيرة. وحكى ثعلب عن ابن الأَعرابي: لا تَكُ سَبْتِيًّا أَي ممن يصوم السَّبْتَ وحده. وسَبَتَ عِلاوَتَه: ضَرَبَ عُنُقَه. والسَّبْتُ: السير السريع؛ وأَنشد لحميد بن ثور: ومَطْوِيَّةِ الأَقْرَابِ، أَما نَهارُها فسَبْتٌ، وأَما ليلُها فزَمِيلُ وسَبَتَت الناقةُ تَسْبِتُ سَبْتاً، وهي سَبُوتٌ. والسَّبْت: سَيْر فوق العَنَقِ؛ وقيل: هو ضَرْبٌ من السَّيْر، وفي نسخة: سير الإِبل؛ قال رؤْبة:يَمْشِي بها ذو المِرَّةِ السَّبُوتُ، وهْوَ من الأَيْنِ حَفٍ نَحِيتُ والسَّبْتُ أَيضاً: السَّبْقُ في العَدْوِ. وفرس سَبْتٌ إِذا كان جواداً، كثير العَدْو. والسَّبْت: الحَلْقُ، وفي الصحاح: حلق الرأْس. وسَبَتَ رأْسَهُ وشعرَه يسْبُتُه سَبْتاً، وسَلَتَه، وسَبَدَه: حَلَقَه؛ قال: وسَبَدَه إِذا أَعْفَاه، وهو من الأَضدادِ. وسَبَتَ الشيءَ سَبْتاً وسَبَّتَه: قَطَعَه، وخَصَّ به اللحياني الأَعناقَ. وسَبَتَت اللُّقْمةُ حَلْقي وسَبَتَّتْه: قَطَعَتْه،والتخفيف أَكثر. والسَّبْتاء من الأَرض: كالصَّحْراء، وقيل: أَرض سَبْتاء، لا شجر فيها. أَبو زيد: السَّبْتاء الصحراء، والجمع سَباتي وسباتى. وأَرضٌ سَبْتاء: مُستَوِية. وانْسَبَتَتِ الرُّطَبة: جَرَى فيها كلها الإِرْطابُ. وانْسَبَتَ الرُّطَبُ: عَمَّه كلَّه الإِرْطابُ. ورُطَبٌ مُنسبِتٌ عَمَّه الإِرْطابُ. وانْسَبَتَتِ الرُّطَبَةُ أَي لانَتْ. ورُطَبةٌ مُنْسَبِتَةٌ أَي لَيِّنة؛ وقال عنترة: بَطَلٌ كأَنَّ ثِبابَه في سَرْحَةٍ، يُحْذَى نِعالَ السِّبْتِ، ليس بتَوأَمِ مدحه بأَربع خصال كرام: إِحداها أَنه جعله بطلاً أَي شجاعاً، الثانية أَنه جعله طويلاً، شبهه بالسَّرْحة، الثالثة أَنه جعله شريفاً، للُبْسه نِعالَ السِّبْتِ، الرابعة أَنه جعله تامَّ الخَلْق نامياً، لأَِن التَّوْأَم يكون أَنْقَصَ خَلْقاً وقوَّة وعَقْلاً وخُلُقاً. والسَّبْتُ: إِرسال الشعر عن العَقْصِ. والسُّبْتُ والسَّبْتُ: نَبات شِبْه الخِطْمِيِّ، الأَخيرة عن كراع؛ أَنشد قُطْرُبٌ: وأَرْضٍ يَحارُ بها المُدْلِجُونْ، تَرَى السُّبْتَ فيها كرُكنِ الكَثِيبْ وقال أَبو حنيفة: السِّبِتُ نبت، معرَّب من شِبِتٍّ؛ قال: وزعم بعض الرواة أَنه السَّنُّوتُ. والسَّبَنْتَى والسَّبَنْدَى: الجَرِيء المُقْدِم مِن كل شيء، والياء للإِلحاق لا للتأْنيث، أَلا ترى أَن الهاء تلحقه والتنوين، ويقال: سَبَنْتاة وسَبَنْداة؟ قال ابن أَحمر يصف رجلاً: كأَنَّ الليلَ لا يَغْسُو عليه، إِذا زَجَرَ السَّبَنْتَاةَ الأَمُونَا يعني الناقة. والسَّبَنْتَى: النَّمِرُ، ويُشْبِهُ أَن يكونَ سمي به لجُرْأَتِه؛ وقيل: السَّبَنْتَى الأَسَدُ، والأُنثى بالهاء؛ قال الشماخ يرثي عمر بن الخطاب رضي الله عنه: جَزَى اللهُ خيراً من إِمامٍ، وباركَتْ يَدُ الله في ذاكَ الأَدِيمِ المُمَزَّقِ وما كنتُ أَخْشَى أَن تكونَ وفَاتُه بكَفَّيْ سَبَنْتَى، أَزْرَقِ العَيْنِ، مُطْرِقِ قال ابن بري: البيت لمُزَرِّدٍ (* قوله «البيت لمزرد» تبع في ذلك أَبا رياش. قال الصاغاني وليس له أَيضاً. وقال أَبو محمد الأَعرابي انه لجزء أَخي الشماخ وهو الصحيح. وقيل ان الجن قد ناحت عليه بهذه الآيات.)، أَخي الشَّماخ. يقول: ما كنتُ أَخْشَى أَن يقتله أَبو لؤلؤة، وأَن يَجْتَرِئَ على قتله. والأَزْرَقُ: العَدُوُّ، وهو أَيضاً الذي يكون أَزْرَقَ العين، وذلك يكون في العَجَم. والمُطْرِقُ: المُسْتَرْخي العين. وقيل: السَّبَنْتَاة اللَّبُؤَةُ الجَريئة؛ وقيل: الناقة الجَريئة الصدر، وليس هذا الأَخير بقوي، وجمعها سَبانتُ، ومن العرب من يجمعها سَباتَى؛ ويقال للمرأَة السَّلِيطة: سَبَنْتَاة؛ ويقال: هي سَبَنْتَاةٌ في جِلْدِ حَبَنْداة.

سبخت عدل

سُبُّخْتٌ: لقب أَبي عبيدة؛ أَنشد ثعلب: فَخُذْ مِن سَلْح كَيْسانٍ، ومِنْ أَظْفَارِ سُبُّخْتِ

سبرت عدل

السُّبْرُوتُ: الشيء القليل. مالٌ سُبْرُوتٌ: قليل. والسُّبْرُتُ، والسُّبْرُوتُ، والسِّبْرِيتُ، والسِّبْراتُ: المحتاج المُقِلُّ؛ وقيل: الذي لا شيء له. وهو السِّبْرِيتةُ، والأُنثى سِبْرِيتة أَيضاً. والسُّبْرُوتُ أَيضاً: المُفْلِسُ؛ وقال أَبو زيد: رجل سُبْرُوتٌ وسِبْرِيتٌ، وامرأَةٌ سُبْرُوتَةٌ وسِبْريتةٌ إِذا كانا فقيرين، مِن رجال ونساء سَبارِيتَ، وهم المساكين والمحتاجون. الأَصمعي: السُّبْرُوتُ الفقير. والسُّبْرُوت: الشيء التافه القَليلُ. والسُّبْروت: الغلام الأَمْرد. والسُّبْرُوتُ: الأَرض الصَّفْصَف؛ وفي الصحاح: الأَرضُ القَفْر. والسُّبْرُوتُ: القاع لا نَبات فيه؛ وأَرْضٌ سِبْراتٌ، وسِبْريتٌ، وسُبْرُوتٌ: لا نبات بها؛ وقيل: لا شيء فيها، والجمع سَباريتُ وسَبارٍ؛ الأَخيرة نادرة عن اللحياني. وحكى اللحياني عن الأَصمعي: أَرض بني فلان سُبرُوتٌ وسِبْريتٌ، لا شيء فيها. وحكى: أَرضٌ سَباريتُ، كأَنه جَعَلَ كلَّ جُزء منها سُبْرُوتاً، أَو سِبْرِيتاً. أَبو عبيد: السَّباريتُ الفَلَواتُ التي لا شيء بها؛ الأَصمعي: السَّباريتُ الأَرض التي لا يَنْبُتُ فيها شيء، ومنها سمي الرجل المُعْدِم سُبْرُوتاً؛ قال الشاعر: يا ابْنَةَ شَيْخٍ ما لَه سُبْرُوتُ والسُّبْرُوت: الطويلُ.

ستت عدل

التهذيب، الليث: السِّتُّ والسِّتَّة في التأْسيس على غير لفظيهما، وهما في الأَصل سِدْسٌ وسِدْسَةٌ، ولكنهم أَرادوا إِدغام الدال في السين، فالتقيا عند مَخْرَج التاء، فغَلَبَتْ عليها كما غَلَبَتِ الحاءُ على الغين في لغة سَعْد، فيقولون: كنتُ محهم، في معنى مَعَهُم. وبيان ذلك: أَنك تصغر ستة سُدَيْسةً، وجميع تصغيرها على ذلك، وكذلك الأَسداس. ابن السكيت: يقال جاءَ فلان خامساً وخامياً، وسادساً وسادياً وساتّاً؛ وأَنشد:إِذا ما عُدَّ أَربعةٌ فِسالٌ، فزَوْجُكِ خامِسٌ، وأَبوكِ سادي قال: فمن قال سادساً، بناه على السِّدْسِ، ومَن قال ساتّاً بناه على لفظ سِتَّة وسِتٍّ، والأَصْلُ سِدْسَة، فأَدغموا الدال في السين، فصارت تاء مشددة؛ ومن قال سادياً وخامِياً، أَبدل من السين ياء؛ وقد يبدلون بعض الحروف ياء، كقولهم في إِما إِيما، وفي تَسَنَّن تَسَنَّى، وفي تَقَضَّضَ تَقَضَّى، وفي تَلَعَّعَ تَلَعَّى، وفي تَسَرَّرَ تَسَرَّى. الكسائي: كان القومُ ثلاثةً فرَبَعْتُهم أَي صِرْتُ رابعَهم، وكانوا أَربعة فَخَمَسْتُهم، وكذلك إِلى العشرة، وكذلك إِذا أَخذتَ الثُّلُثَ من أَموالهم، أَو السُّدُسَ، قلتَ: ثَلَثْتهم، وفي الرُّبُع: رَبَعْتُهم، إِلى العُشْر؛ فإِذا جئت إِلى يَفْعل، قلت في العدد: يَخْمِسُ ويَثْلِثُ إِلى العَشْر إِلاّ ثلاثة أَحرف، فإِنها بالفتح في الحدّين جميعاً، يَرْبَعُ ويَسْبَعُ ويَتْسَعُ؛ وتقول في الأَموال: يَثْلُث ويَخْمُس ويَسْدُسُ، بالضم، إِذا أَخذت ثُلُثَ أَموالهم، أَو خُمْسَها، أَو سُدْسَها؛ وكذلك عَشَرَهُمْ يَعْشُرهم إِذا أَخَذ منهم العُشْرَ، وعَشَرَهم يَعْشِرُهُمْ إِذا كان عاشِرَهم. الأَصمعي: إِذا أَلْقَى البَعِيرُ السِّنَّ التي بعد الرَّباعِيَةِ، وذلك في السَّنةِ الثامنةِ، فهو سَدَسٌ وسَديسٌ، وهما في المذكر والمؤنث، بغير هاء. ابن السكيت: تقول عندي سَتَّةُ رجالٍ وسِتُّ نِسْوةٍ، وتقول: عندي ستةُ رجالٍ ونِسْوةٍ أَي عندي ثلاثةٌ من هؤلاء، وثلاثٌ من هؤلاء؛ وإِن شئت قلت: عندي ستةٌ رجال ونِسْوةٌ، فَنَسَقْتَ بالنسوة على الستة أَي عندي ستةٌ من هؤلاء، وعندي نسوةٌ. وكذلك كلُّ عدد احتمل أَن يُفْرَدَ منه جمعانِ، مثل السِّتِّ والسَّبْع وما فوقهما، فلك فيه الوجهان؛ فإِن كان عدد لا يحتمل أَن يفرد منه جمعان، مثل الخَمْسِ والأَرْبَعِ والثلاثِ، فالرفع لا غير، تقول: عندي خمسةُ رجال ونِسوةٌ، ولا يكون الخَفْضُ، وكذلك الأَربعة والثلاثة، وهذا قول جميع النحويين. والسِّتُّون: عَقْدٌ بين عَقْدَي الخمسين والسبعين، وهو مبني على غير لفظِ واحِده، والأَصلُ فيه السِّتُّ؛ تقول: أَخذتُ منه ستين درهماً. وفي الحديث: أَن سَعْداً خَطَبَ امرأَةً بمكة، فقيل له إِنها تَمْشِي على سِتٍّ إِذا أَقْبَلَتْ، وعلى أَربع إِذا أَدْبَرَتْ؛ يعني بالسِّتِّ يديها وثَدْيَيْها ورِجْلَيها أَي أَنها لعِظَم ثدييها ويديها، كأَنها تَمْشِي مُكِبَّةً، والأَربعُ رجلاها وأَليتاها، وأَنهما كادتا تَمَسَّان الأَرضَ لعظمهما، وهي بنتُ غَيْلانَ الثَّقَفِيَّةُ التي قيل فيها تُقْبِلُ بأَربع وتُدْبِرُ بثَمانٍ، وكانت تحتَ عبد الرحمن بن عوف، وقد ذكرنا معظم هذه الترجمة في ترجمة سدس. ابن الأَعرابي: السَّتُّ الكلامُ القبيحُ، يقال: سَتَّه وسَدَّه إِذا عابه. والسَّدُّ: العَيْبُ. وأَما اسْتٌ، فيذكر في باب الهاء، لأَن أَصلها سَتَهٌ، بالهاء، والله أَعلم.

سجست عدل

سِجْسَتانُ وسَجِسْتانُ: كُورَةٌ معروفة، وهي فارسية، ذكره ابن سيده في الرباعي.

سحت عدل

السُّحْتُ والسُّحُتُ: كلُّ حرام قبيح الذِّكر؛ وقيل: هو ما خَبُثَ من المَكاسب وحَرُم فلَزِمَ عنه العارُ، وقَبيحُ الذِّكْر، كَثَمن الكلب والخمر والخنزير، والجمعُ أَسْحاتٌ؛ وإِذا وَقَع الرجلُ فيها، قيل: قد أَسْحَتَ الرجلُ. والسُّحْتُ: الحرامُ الذي لا يَحِلُّ كَسْبُه، لأَنه يَسْحَتُ البركةَ أَي يُذْهِبُها. وأَسْحَتَتْ تجارتُه: خَبُثَتْ وحَرُمَتْ. وسَحَتَ في تجارته، وأَسْحَتَ: اكْتَسَبَ السُّحْتَ. وسَحَتَ الشيءَ يَسْحَتُه سَحْتاً: قَشَره قليلاً قليلاً. وسَحَتُّ الشَّحْمَ عن اللحم: قَشَرْتُه عنه، مثل سَحَفْتُه. والسَحْتُ: العذابُ. وسَحَتْناهم: بَلَغْنا مَجْهُودَهم في المَشَقَّة عليهم. وأَسْحَتْناهم: لغة. وأَسْحَتَ الرجلَ: اسْتَأْصَلَ ما عنده. وقوله عز وجل: فيُسْحِتَكُمْ بعذاب؛ قرئ فيُسْحِتَكُم بعذاب، ويَسْحَتَكم، بفتح الباء والحاء؛ ويُسْحِتُ: أَكثر. فيَسْحَتكم: يَقْشِركم؛ ويُسْحِتَكُمْ: يَسْتَأْصِلكم. وسَحَتَ الحَجَّامُ الخِتانَ سَحْتاً، وأَسْحَتَه: اسْتَأْصله، وكذلك أَغْدَفَه. يقال: إِذا خَتَنْتَ فلا تُغْدِفْ، ولا تُسْحِتْ. وقال اللحياني: سَحَتَ رأْسَه سَحْتاً وأَسْحَتَه: اسْتَأْصَلَه حَلْقاً. وأَسْحَتَ مالَه: اسْتَأْصَلَه وأَفْسَدَه؛ قال الفرزدق: وعَضّ زمانٍ، يا ابنَ مَرْوانَ، لم يَدَعْ من المالِ إِلاَّ مُسْحَتاً، أَو مُجَلَّفُ قال: والعرب تقول سَحَتَ وأَسْحَتَ، ويروى: إِلا مُسْحَتٌ أَو مُجَلَّف، ومَن رواه كذلك، جعل معنى لم يَدَعْ، لم يَتَقارَّ؛ ومن رواه: إِلا مُسْحَتاً، جعل لم يَدَعْ، بمعنى لم يَتْرُكْ، ورفع قوله: أَو مُجَلَّفٌ بإِضمارٍ، كأَنه قال: أَو هو مُجَلَّف؛ قال الأَزهري: وهذا هو قول الكسائي.ومالٌ مَسْحُوتٌ ومُسْحَتٌ أَي مُذْهَبٌ. والسَّحِيتَةُ من السَّحاب: التي تَجْرُفُ ما مَرَّتْ به. ويقال: مالُ فلانٍ سُحْتٌ أَي لا شيء على من اسْتَهْلَكه؛ ودَمُه سُحْتٌ أَي لا شيء على من سَفَكه، واشتقاقُه من السَّحْتِ، وهو الإِهلاكُ والاسْتئصال. وفي الحديث: أَن النبي، ، أَحْمَى لجُرَشَ حِمًى، وكَتَبَ لهم بذلك كتاباً فيه: فمن رَعاه من الناس فمالُه سُحْتٌ أَي هَدَرٌ. وقرئَ: أَكَّالُون للسُّحُت، مُثَقَّلاً ومخفَّفاً،وتأْويلُه أَن الرُّشَى التي يأْكلونها، يُعقِبُهم الله بها، أَن يُسْحِتَهم بعذاب، كما قال الله، عز وجل: لا تَفْتَرُوا على الله كذباً، فيُسْحِتَكم بعذاب. وفي حديث ابن رَواحة وخَرْصِ النَّخْل، أَنه قال ليَهُودِ خَيْبَر، لما أَرادوا أَن يَرْشُوه: أَتُطْعِمُوني السُّحْتَ أَي الحرامَ؛ سَمَّى الرَّشْوَةَ في الحكم سُحْتاً. وفي الحديث: يأْتي على الناس زمانٌ يُسْتَحَلُّ فيه كذا وكذا. والسُّحْتُ: الهَدِيَّة أَي الرَّشْوَةُ في الحكم والشهادة ونحوهما، ويَرِدُ في الكلام على المكروه مَرَّةً، وعلى الحرام أُخرى، ويُسْتَدَلُّ عليه بالقرائن، وقد تكرر في الحديث. وأُسْحِتَ الرجلُ، على صيغة فعل المفعول: ذَهَبَ مالُه؛ عن اللحياني. والسَّحْتُ: شِدَّةُ الأَكْل والشُّرْب. ورجل سُحْتٌ وسَحِيتٌ ومَسْحُوتٌ: رَغِيبٌ، واسعُ الجوف، لا يَشْبَعُ. وفي الصحاح: رجل مَسْحُوتُ الجَوْف لا يَشْبَعُ؛ وقيل: المَسْحوتُ الجائع، والأُنثى مَسْحُوتة بالهاء. وقال رؤبة يصف يونسَ، صلواتُ الله علء نبينا وعليه، والحُوتَ الذي الْتَهَمه: يُدْفَعُ عنه جَوْفُه المَسْحُوتُ يقول: نَحَّى اللهُ، عز وجل، جَوانِبَ جَوْفِ الحوتِ عن يونُس وجافاه عنه، فلا يُصِيبه منه أَذًى؛ ومَن رواه: «يَدْفَعُ عنه جَوْفُه المَسْحُوتُ» يريد أَن جوفَ الحُوت صار وقايةً له من الغَرق، وإِنما دَفَع اللهُ عنه.قال ابن الفرج: سمعتُ شُجاعاً السُّلَمِيَّ يقول: بَرْدٌ بَحْتٌ، وسَحْتٌ، ولَحْتٌ أَي صادق، مثل ساحةِ الدار وباحَتِها. والسُّحْلُوتُ: الماجِنَةُ.

سخت عدل

السُّخْتُ: أَوّلُ ما يَخْرُجُ من بَطْنِ ذي الخُفِّ ساعةَ تَضَعُه أُمُّه، قبل أَن يَأْكُلَ، والعِقْيُ من الصبي ساعة يولَدُ، وهو من الحافر الرَّدَجُ. والسُّخْتُ من السَّلِيل: بمنزلة الرَّدَج، يَخْرُجُ أَصْفَر في عِظَم النَّعْل. واسْخاتَّ الجُرْحُ اسْخِيتاتاً: سَكَنَ ورَمُه. وشيء سَخْتٌ وسِخْتِيتٌ: صُلْبٌ دقيقٌ، وأَصله فارسي. والسِّخْتِيتُ: دُقاقُ التراب، وهو الغُبار الشديدُ الارتفاع؛ أَنشد يعقوب: جاءَتْ مَعاً،واطَّرَقَتْ شَتِيتَا، وهي تُثِيرُ الساطِعَ السِّخْتِيتَا ويروى: الشِّخْتِيتَا، وسيأْتي ذكره؛ وقيل: هو دُقاق السَّويق؛ وقيل: هو السَّويقُ الذي لا يُلَتُّ بالأُدْم. الأَصمعي: يسمى السَّويقُ الدُّقاقُ السِّخْتِيتَ، وكذلك الدَّقِيقُ الحُوَّارى: سِخْتِيتٌ. وكَذِبٌ سِخْتِيتٌ: خالص؛ قال رؤْبة: هل يُنْجِيَنِّي كَذِبٌ سِخْتِيتُ، أَو فِضَّةٌ، أَو ذَهَبٌ كِبْريتُ؟ أَبو عمرو وابن الأَعرابي: سِخْتِيتٌ، بالكسر، أَي شديد؛ وأَنشد لرؤْبة: هل يُنْجِيَنِّي حَلِفٌ سِخْتِيتُ قال أَبو علي: سِخْتِيتٌ من السَّخْتِ، كزِحْلِيلٍ من الزَّحْلِ. والسَّخْتُ: الشديد. اللحياني: يقال هذا حَرٌّ سَخْتٌ لَخْتٌ أَي شديد، وهو معروف في كلام العرب،وهم ربما استعملوا بعض كلام العجم، كما قالوا للمِسْحِ بِلاسٌ. أَبو عمرو: السِّخْتِيتُ الدقيق من كل شيء؛ وأَنشد: ولو سَبَخْتَ الوَبَر العَمِيتَا، وبِعْتَهم طَحِينَك السِّخْتِيتَا، إِذَنْ رَجَوْنا لكَ أَن تَلُوتَا اللَّوْتُ: الكِتمانُ. والسَّبْخُ: سَلُّ الصُّوفِ والقُطْنِ. التهذيب في النوادر: نَخَتَ فلانٌ لفلانٍ، وسَخَتَ له إِذا اسْتَقْصَى في القول.

سفت عدل

سَفِتَ الماءَ والشَّرابَ، بالكسر، يَسْفَتُه سَفْتاً: أَكثر منه، فلم يَرْوَ. وسَفِتُّ الماء أَسْفَتُه سَفْتاً، كذلك؛ وكذلك سَفِهْتُه وسَفِفْتُه. وقال ابن دريد: السَّفِتُ الطعامُ الذي لا برَكة فيه. والسِّفْتُ لغة في الزفْت؛ عن الزجاجي. واسْتَفَتَ الشيءَ: ذَهَب به؛ عن ثعلب.

سقت عدل

سَقِتَ الطعامُ سَقْتاً وسَقَتاً، فهو سَقِتٌ: لم تكن له بَرَكة.

سكت عدل

السَّكْتُ والسُّكُوتُ: خلافُ النُّطْقِ؛ وقد سَكَتَ يَسْكُتُ سَكْتاً وسُكاتاً وسُكوتاً، وأَسْكَتَ. الليث: يقال سَكَتَ الصائتُ يَسْكُتُ سُكوتاً إِذا صَمَت؛ والاسم من سَكَت: السَّكْتةُ والسُّكْتةُ؛ عن اللحياني. ويقال: تَكَلَّم الرجلُ ثم سَكَت، بغير أَلف، فإِذا انقطع كلامُه فلم يَتَكَلَّمْ، قيل: أَسْكَتَ؛ وأَنشد: قد رابَني أَنَّ الكَرِيَّ أَسْكَتا، لو كان مَعْنِيًّا بنَا لَهَيَّتا وقيل: سَكَتَ تَعَمَّدَ السُّكُوتَ، وأَسْكَتَ: أَطْرَقَ من فِكْرة، أَو داء، أَو فَرَق. وفي حديث أَبي أُمامة: وأَسْكَتَ واسْتَغْضَبَ ومَكَثَ طويلاً أَي أَعْرَضَ ولم يتكلم. ويقال: ضَرَبْتُه حتى أَسْكَتَ، وقد أَسْكَتَتْ حَرَكَتُه، فإِن طالَ سُكوتُه من شَرْبة أَو داءٍ، قيل: به سُكات.وساكَتَني فَسَكتُّ، والسَّكْتَةُ، بالفتح: داء. وأَخَذَهُ سَكْتٌ، وسَكْتةٌ، وسُكاتٌ، وساكوتة. ورجل ساكِتٌ، وسَكُوتٌ، وساكُوتٌ، وسِكِّيتٌ، وسِكْتِيتٌ؛ كثير السُّكُوت. ورجل سَكْتٌ، بَيِّنُ السَّاكُوتةِ والسُّكُوتِ، إِذا كان كثير السُّكُوت. ورجل سَكِتٌ: قليلُ الكلام، فإِذا تكلم أَحسنَ. ورجل سَكِتٌ، وسِكِّيتٌ، وساكوتُ، وساكوتة إِذا كان قليل الكلام من غير عِيٍّ، فإِذا تَكَلَّم أَحْسَنَ. قال أَبو زيد: سمعت رجلاً من قَيس يقول: هذا رجل سِكْتِيتٌ، بمعنى سِكِّيتٍ. ورماه اللهُ بسُكاتةٍ وسُكاتٍ، ولم يُفَسّروه؛ قال ابن سيده وعندي أَن معناه: بهَمٍّ يُسْكِتُه، أَو بأَمْر يَسْكُت منه. وأَصابَ فلاناً سُكاتٌ إِذا أَصابه داء منعه من الكلام. أَبو زيد: صَمَتَ الرجلُ، وأَصْمَتَ، وسَكَتَ، وأَسْكتَ، وأَسْكَتَه اللهُ، وسَكَّته، بمعنًى. ورَمَيْتُه بسُكاته أَي بما أَسْكَتَه. ابن سيده: رماه بصُماته وسُكاته أَي بما صَمَتَ منه وسَكَتَ؛ قال ابن سيده: وإِنما ذكرتُ الصُّماتَ، ههنا، لأَنه قلما يُتَكَلَّم بسُكاته، إِلاّ مع صُماته، وسيأْتي ذكره في موضعه، إِن شاء الله. وفي حديث ماعزٍ: فرمَيْناه بِجَلامِيدِ الحَرَّة حتى سَكَت أَي مات. والسُّكْتة، بالضم: ما أُسْكِتَ به صبي أَو غيره. وقال اللحياني: ما له سِكْتة لِعيالِه وسُكْتة أَي ما يُطْعِمُهم فيُسْكتُهم به. والسَّكُوتُ من الإِبل: التي لا تَرْغُو عند الرَّحْلَة؛ قال ابن سيده: أَعني بالرَّحْلَةِ، ههنا، وَضْعَ الرَّحْلِ عليها؛ وقد سَكَتَتْ سُكُوتاً، وهُنَّ سُكُوتٌ؛ أَنشد ابن الأَعرابي: يَلْهَمْنَ بَرْدَ مائِهِ سُكُوتَا، سَفَّ العَجُوزِ الأَقِطَ المَلْتُوتَا قال: وروايةُ أَبي العَلاء: يَلْهَمْنَ بَرْدَ مائِه سُفُوتَا من قولك: سَفِتَ الماءَ إِذا شَرِبَ منه كثيراً، فلم يَرْوَ؛ وأَراد باردَ مائِه، فوضع المصدر موضع الصفة؛ كما قال: إِذا شَكَوْنا سَنَةً حَسُوسَا، تَأْكُلُ بعدَ الخُضْرَةِ اليَبيسا وحَيَّةٌ سَكُوتٌ وسُكاتٌ إِذا لم يَشعُرْ به الملسوع حتى يَلْسَعَه؛ وأَنشد يذكر رجلاً داهية: فما تَزْدَرِي من حَيَّةٍ جَبَلِيَّةٍ، سُكاتٍ، إِذا ما عَضَّ ليس بأَدْرَدا وذهب بالهاء إِلى تأْنيث لفظ الحية. والسَّكْتَة في الصلاة: أَن يَسْكُتَ بعد الافْتِتاح، وهي تُسْتَحبُّ، وكذلك السَّكْتَة بعد الفَراغ من الفاتحة. التهذيب: السَّكْتَتان في الصلاةِ تُسْتَحَبَّانِ: أَن تَسْكُتَ بعد الافتتاح سَكْتةً، ثم تَفتَتِح القراءة، فإِذا فَرَغْتَ من القراءة، سَكَتَّ أَيضاً سَكْتَةً، ثم تَفْتَتح ما تيسر من القرآن. وفي الحديث: ما تقول في إِسْكاتَتِك؟ قال ابن الأَثير: هي إِفْعالة من السُّكوت، معناها سُكوتٌ يقتضي بعده كلاماً، أَو قراءَةً مع قِصَرِ المدَّة؛ وقيل: أَراد بهذا السُّكوتِ تَرْكَ رَفْعِ الصَّوْت بالكلام، أَلا تراه قال: ما تقول في إِسْكاتَتِك؟ أَي سُكوتِكَ عن الجَهْر، دون السُّكوت عن القراءَة والقول. والسَّكْتُ: من أَصوات الأَلحان، شِبْهُ تَنَفُّسٍ بين نَغْمَتين، وهو من السُّكوت. التهذيب: والسَّكْتُ من أُصول الأَلحان، شِبْهُ تَنَفُّسٍ بين نَغْمَتين مِن غير تَنَفُّسٍ، يُراد بذلك فصل ما بينهما. وسَكَتَ الغَضَبُ: مثل سَكَنَ فَتَر. وفي التنزيل العزيز: ولمَّا سَكَتَ عن موسى الغَضَبُ؛ قال الزجاج: معناه ولما سَكَنَ؛ وقيل: معناه ولما سَكَتَ موسَى عن الغَضَبِ، على القَلب، كما قالوا: أَدْخَلْتُ القَلَنْسُوة في رأْسي؛ والمعنى أَدْخَلْتُ رأْسي في القَلَنْسُوة. قال: والقول الأَوّل الذي معناه سَكَنَ، هو قول أَهل العربية. قال: ويقال سَكَتَ الرجلُ يَسْكُتُ سَكْتاً إِذا سَكَنَ؛ وسَكَتَ يَسْكُتُ سُكوتاً وسَكْتاً إِذا قَطَع الكلام؛ وسَكَتَ الحَرُّ: ورَكَدَت الريح.وأَسْكَتَتْ حَرَكَتُه: سَكَنَتْ. وأَسْكَتَ عن الشيء: أَعرَضَ. والسُّكَيْتُ والسُّكَّيْتُ، بالتشديد والتخفيف: الذي يجيء في آخر الحَلْبة، آخر الخيل. الليث: السُّكَيْتُ مثل الكُمَيْتِ، خفيفٌ: العاشرُ الذي يجيءُ في آخر الخيل، إِذا أُجْرِيَتْ، بَقِيَ مُسْكِتاً. وفي الصحاح: آخر ما يجيءُ من الخيل في الحَلْبة، من العَشْر المعدودات؛ وقد يشدّد، فيقال السُّكَّيْتُ، وهو القاسُور والفِسْكِلُ أَيضاً، وما جاء بعده لا يُعْتَدُّ به. قال سيبويه: سُكَيْتٌ ترخيم سُكَّيتٍ، يعني أَن تصغير سُكَّيْتٍ إِنما هو سُكَيْكيتٌ، فإِذا رُخِّمَ، حُذفت زائدتاه. وسَكَتَ الفرسُ: جاءَ سُكَيْتاً. ورأَيتُ أَسْكاتاً من الناس أَي فِرَقاً متفرّقة؛ عن ابن الأَعرابي، ولم يذكر لها واحداً؛ وقال اللحياني: هم الأَوْباش، وتقول: كنت على سُكَاتِ هذه الحاجة أَي على شَرَفٍ من إِدراكها.

سلت عدل

سَلَتَ المِعَى يَسْلِتُه سَلْتاً: أَخرجه بيده؛ والسُّلاتةُ: ما سُلِتَ منه. وفي حديث أَهل النار: فيَنْفُذ الحَمِيم إِلى جوفه، فَيَسْلِتُ ما فيه أَي يَقْطَعُه ويستأْصله. والسَّلْتُ: قَبْضُكَ على الشيء، أَصابه قَذَر ولَطْخٌ، فَتَسْلِتُه عنه سَلْتاً. وانْسَلَتَ عنَّا: انْسَلَّ مِن غير أَن يُعْلَم به. وذهب مني الأَمْرُ فَلْتَةً وسَلْتَةً أَي سَبَقَني وفاتَني. وسَلَتَ أَنْفَه بالسيف؛ وفي المحكم: وسَلَتَ أَنْفَه يَسْلِتُه ويَسْلُته سَلْتاً: جَدَعَه. والرجل أَسْلَتُ إِذا أُوعِبَ جَدْعُ أَنفه. والأَسْلَتُ: الأَجْدَع، وبه سمِّي الرجل، وأَبو قَيْس بن الأَسْلَتِ الشاعرُ. وفي حديث سلمان: أَن عمر قال مَن يأْخذها بما فيها؟ يعني الخلافة، فقال سلمان: مَن سَلَتَ اللهُ أَنفَه أَي جَدَعَه وقَطَعَه. وفي حديث حذيفة وأَزْدِ عُمانَ: سَلَتَ اللهُ أَقدامَها أَي قَطَعَها. وسَلَتَ يدَه بالسيف: قَطَعَها. يقال: سَلَتَ فلانٌ أَنف فلانٍ بالسيف سَلْتاً إِذا قطَعَه كُلَّه، وهو من الجُدْعانِ أَسْلَتُ. وسَلَتُّه مائةَ سَوْطٍ أَي جَلَدْتُهُ، مثلُ حَلَتُّه. وسَلَتَ دَمَ البدنة: قَشَره بالسكين؛ عن اللحياني، هكذا حكاه؛ قال ابن سيده: وعندي أَنه قَشَر جِلْدَها بالسكين حتى أَظْهَر دَمها. وسَلَتَ شَعرَه: حَلَقه. وروي عن النبي، : أَنه لَعَنَ السَّلْتاء، والمَرْهاء؛ السَّلْتاء من النساء: التي لا تَخْتَضِبُ. وسَلَتَتِ المرأَةُ الخِضاب عن يَدها إِذا مَسَحَتْهُ وأَلْقَتْه؛ وفي الصحاح: إِذا أَلْقَتْ عنها العُصْمَ، والعُصْمُ: بقيةُ كلّ شيء وأَثَرُه مِن القَطِرانِ والخِضابِ ونحوه. وفي حديث عائشة، رضي الله عنها، وسُئِلَتْ عن الخِضاب، فقالت: اسْلِتيه وأَرْغِمِيه. وفي الحديث: ثم سَلَتَ الدمَ عنها أَي أَماطَهُ. وفي حديث عمر، رضي الله عنه: فكان يَحْمِلُه على عاتِقه، ويَسْلُتُ خَشَمَه أَي مُخاطَه عن أَنفه؛ قال ابن الأَثير: هكذا جاء في الحديث مرويّاً عن عمر،وأَنه كان يَحْمِل ابنَ أَمَته مَرْجانةَ. وأَخرجه الهروي عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أَنه كان يَحْمِل الحُسَيْنَ على عاتقه ويَسْلِتُ خَشَمه؛ قال: ولعله حديث آخر. قال: وأَصلُ السَّلْتِ القَطْعُ. وسَلَتَ رأْسَه أَي حَلَقه. ورأْس مَسْلوتٌ، ومَحَلْوُتٌ، ومَحْلُوقٌ بمعنى واحد. وسَلَتَ الحَلاَّقُ رأْسه سَلْتاً، وسَبَتَه سَبْتاً إِذا حَلَقَه. وسَلَتُّ القَصعةَ من الثريد إِذا مَسَحْتَه. والسُّلاتةُ: ما يُؤْخَذُ بالإِصبع من جوانب القَصْعة لتَنْظُق. يقال: سَلَتُّ القصعة أَسْلُتها سَلْتاً. وفي الحديث: أُمِرْنا أَن نَسْلُتَ الصَّحْفَة أَي نَتَتَبَّعَ ما بقي فيها من الطعام، ونَمْسَحَها بالأَصابِع.ومَرَةٌ سَلْتاء: لا تَعَهَّدُ يَدَيها بالخِضابِ؛ وقيل: هي التي لا تَخْتَضِبُ البتَّةَ. والسُّلْتُ، بالضم: ضرب من الشعير؛ وقيل: هو الشعير بعينه؛ وقيل: هو الشعير الحامض؛ وقال الليث: السُّلْتُ شعير لا قِشْرَ له أَجْرَدُ؛ زاد الجوهري: كأَنه الحنطة؛ يكون بالغَوْر والحجاز، يَتَبَرَّدون بسَويقه في الصَّيْف. وفي الحديث: أَنه سئل عن بيع البَيْضاء بالسُّلْتِ؛ هو ضرب من الشعير أَبيضُ لا قشر له؛ وقيل: هو نوع من الحِنْطة؛ والأَوّل أَصح، لأَن البيضاء الحنطة.

سلحت عدل

السُّلْحُوتُ: الماجِنَةُ؛ قال: أَدْرَكْتُها تأْفِرُ دونَ العُنْتُوتْ، تلك الخَرِيعُ والهَلُوكُ السُّلْحوتْ

سلكت عدل

السُّلْكُوتُ: طائر.

سمت عدل

السَّمْتُ: حُسْنُ النَّحْو في مَذْهَبِ الدِّينِ، والفعلُ سَمَتَ يَسْمُِتُ سَمْتاً، وإِنه لحَسَنُ السَّمْت أَي حَسَنُ القَصْدِ والمَذْهَب في دينه ودنْياه. قال الفراء: يقال سَمَتَ لهم يَسْمِتُ سَمْتاً إِذا هَيَّأَ لهم وَجْهَ العَمَل ووَجْهَ الكلام والرأْي، وهو يَسْمِتُ سَمْتَه أَي يَنْحُو نَحْوَه. وفي حديث حذيفة: ما أَعْلَم أَحداً أَشْبَهَ سَمْتاً وهَدْياً ودلأً برسول الله، ، من ابن أُمِّ عَبْدٍ؛ يعني ابن مسعود. قال خالد بنُ جَنْبةَ: السَّمْتُ اتِّباعُ الحَقِّ والهَدْيِ، وحُسْنُ الجِوارِ، وقِلةُ الأَذِيَّةِ. قال: ودَلَّ الرَّجلُ حَسُنَ حديثُه ومَزْحُه عند أَهله. والسَّمْتُ: الطريقُ؛ يقال: الْزَمْ هذا السَّمْتَ؛ وقال: ومَهْمَهَيْنِ قَذَفَيْنِ، مَرَّتَيْن، قَطَعْتُه بالسَّمْتِ، لا بالسَّمْتَيْن معناه: قَطَعْتُه على طريق واحدٍ، لا على طَريقَين؛ وقال: قَطَعْتُه، ولم يقل: قطَعْتُهما، لأَِنه عنى البلَد. وسَمْتُ الطريقِ: قَصْدُه. والسَّمْتُ: السَّيْرُ على الطَّريق بالظَّنّ؛ وقيل: هو السَّيْرُ بالحَدْس والظن على غير طريق؛ قال الشاعر: ليس بها رِيعٌ لِسَمْتِ السَّامِتِ وقال أَعرابيّ من قَيْسٍ: سوف تَجوبِين، بغَير نَعْتِ، تَعَسُّفاً، أَو هكذا بالسَّمْتِ السَّمْتُ: القَصْدُ. والتَّعَسُّفُ: السَّير على غير عِلْم، ولا أَثَرٍ.وسَمَتَ يَسْمُتُ، بالضم، أَي قَصَدَ؛ وقال الأَصمعي: يقال تعمَّده تعمُّداً، وتَسَمَّتَه تَسَمُّتاً إِذا قَصَدَ نَحْوَه. وقال شمر: السَّمْتُ تَنَسُّمُ القَصْدِ. وفي حديث عوف بن مالك: فانطلقت لا أَدري أَين أَذهَبُ، إِلاّ أَنني أُسَمِّتُ أَي أَلْزَمُ سَمْتَ الطريق؛ يعني قَصْدَه؛ وقيل: هو بمعنى أَدْعُو اللهَ له. والتَّسْمِيتُ: ذِكْرُ الله على الشيءِ؛ وقيل: التَسْمِيتُ ذكر الله، عز وجل، على كل حال.والتَّسْمِيتُ: الدُّعاء للعاطِس، وهو قولك له: يَرْحَمُكَ الله وقيل: معناه هَدَاك اللهُ إِلى السَّمْت؛ وذلك لما في العاطس من الانزِعاج والقَلَق؛ هذا قول الفارسي. وقد سَمَّتَه إِذا عَطَسَ، فقال له: يَرْحَمُك اللهُ؛ أُخِذَ من السَّمْتِ إِلى الطريقِ والقَصْدِ، كأَنه قَصَدَه بذلك الدعاء، أَي جَعَلَكَ اللهُ على سَمْتٍ حَسَنٍ، وقد يجعلون السين شيناً، كسَمَّر السفينة وشَمَّرها إِذا أَرْساها. قال النَّضْرُ بن شُمَيْل: التَّسْميتُ الدعاء بالبَركة، يقول: بارك الله فيه. قال أَبو العباس: يقال سَمَّتَ العاطِسَ تَسْميتاً، وشَمَّتَه تَشْميتاً إِذا دعا له بالهَدْيِ وقَصْدِ السَّمْتِ المستقيم؛ والأَصل فيه السين، فقُلِبَتْ شيناً. قال ثعلب: والاختيار بالسين، لأَنه مأْخوذ من السَّمْتِ، وهو القَّسْدُ والمَحَجَّة. وقال أَبو عبيد: الشين أَعلة في كلامهم، وأَكثر. وفي حديث الأَكل: سَمُّوا اللهَ ودَنُّوا وسَمِّتُوا؛ أَي إِذا فَرَغْتم، فادْعُوا بالبركة لِمَن طَعِمْتُم عنده. والسَّمْتُ: الدُّعاء. والسَّمْتُ: هيئة أَهل الخير. يقال: ما أَحْسَنَ سَمْتَه أَي هَدْيه. وفي حديث عمر، رضي الله عنه: فينظرون إِلى سَمْتِه وهَدْيه أَي حُسْنِ هيئته ومَنْظَرِه في الدين، وليس من الحُسْنِ والجمال؛ وقيل: هو من السَّمْتِ الطريق.

سمرت عدل

ابن السكيت في الأَلفاظ: السُّمْرُوتُ الرجلُ الطويل.

سنت عدل

رجلٌ سَنِتٌ: قليل الخَير. ابن سيده: رجلٌ سَنِتُ الخَيرِ قليلُه، والجمع سَنِتُونَ، ولا يُكَسَّر. وأَسْنَتُوا، فهم مُسْنِتُون: أَصابَتْهم سَنَةٌ وقَحْطٌ، وأَجْدَبُوا؛ ومنه قول ابن الزِّبَعْرَى: عَمْرُو العُلا هَشَمَ الثَّريدَ لِقَوْمِه، ورِجالُ مَكَّةَ مُسْنِتونَ عِجافُ وهي عند سيبويه على بدل التاء من الياء، ولا نظير له إِلا قولهم ثِنْتانِ؛ حكى ذلك أَبو عليّ. وفي الصحاح: أَصله من السَّنَةِ؛ قَلَبُوا الواو تاء ليَفْرُقُوا بينه وبين قولهم: أَسْنى القومُ إِذا أَقاموا سَنَةً في موضع؛ وقال الفراء: تَوَهَّمُوا أَن الهاء أَصلية إِذ وَجَدُوها ثالثةً فقلبوها تاء، تقول منه: أَصابَهم السَّنة، بالتاء. وفي الحديث: وكان القومُ مُسْنِتِين أَي مُجْدِبينَ، أَصتبَتْهم ابَتْهم السنَةُ، وهي القَحْطُ والجَدْبُ. وأَسْنَتَ، فهو مُسْنِتٌ إِذا أَجْدَبَ. وفي حديث أَبي تَمِيمةَ: اللهُ الذي إِذا أَسْنَتَّ أَنْبَتَ لك أَي إِذا أَجْدَبْتَ أَخْصَبَكَ. ويقال: تَسَِنَّتَ فلانٌ كريمةَ آلِ فلانٍ إِذا تَزَوَّجَها في سَنَة القَحْط. وفي الصحاح: يقال تَسَنَّتَها إِذا تَزَوَّجَ رجلٌ لَئِيمٌ امرأَة كريمةً لقلة مالها، وكثرة ماله. والسَّنِتَةُ والمُسْنِتَةُ: الأَرضُ التي لم يُصِبْها مَطَرٌ، فلم تُنْبِتْ؛ عن أَبي حنيفة، قال: فإِن كان بها يَبِيسٌ من يَبِيسِ عامٍ أَوَّلَ، فلَيْسَتْ بمُسْنِتةٍ، ولا تكون مُسْنِتَةً حتى لا يكون بها شيء، وقال: يقال أَرض سَنِتَةٌ ومُسْنِتَةٌ؛ قال ابن سيده: ولا أَدري كيف هذا، إِلاّ أَن يَخُصَّ الأَقَلَّ بالأَقلِّ حُروفاً، والأَكثر بالأَكثر حروفاً. وقال: عامٌ سَنِيتٌ ومُسْنِتٌ: جَدْبٌ. وسانَتُوا الأَرضَ، تَتبَّعُوا نَباتَها. ورجل سَنُوتٌ: سَيّءُ الخُلُق، والسَّنُّوتُ: الرُّبُّ؛ وقيل: العَسَل. وروي عن النبي، ، أَنه قال: عليكم بالسَّنا والسَّنُّوتِ، قيل: هو العَسَلُ؛ وقيل: الرُّبُّ؛ وقيل: الكَمُّون، يمانية؛ قال ابن الأَثير: ويروى بضم السين، والفتح أَفصح. وفي الحديث الآخر: لو كان شيء يُنْجِي من الموت لكانَ السَّنَا والسِّنَّوْت؛ وقيل: هو نبت يُشْبِه الكَمُّونَ؛ وقيل: الرَّازِيانِجُ؛ وقيل: الشِّبِثُّ، وفيها لغة أُخرى السَّنُّوتُ، بفتح السين. ويقال: سَنَّتُّ القِدْرَ تَسْنيتاً إِذا طَرَحْتَ فيها الكَمُّونَ؛ وقول الحُصَيْن بن القَعْقاعِ: جَزَى اللهُ عَنِّي بُحْتُرِيّاً، ورَهْطَهُ بَني عَبْدِ عَمْرٍو، ما أَعَفَّ وأَمْجَدا هُمُ السَّمْنُ بالسَّنُّوتِ، لا أَلْسَ بينهم، وهُمْ يَمْنَعُونَ جارَهُمْ أَن يُقَرَّدا فسره يعقوب بأَنه الكَمُّونُ، وفسره ابن الأَعرابي بأَنه نَبْتٌ يُشْبه الكَمُّون. والسِّنَّوْتُ: مِثالُ السِّنَّوْرِ، لغة فيه؛ عن كراع. ويُقَرَّدُ: يُذَلَّلُ، وأَصله من تَقْريدِ البعِير، وهو أَن يُنَقَّى قُرادُه فيَسْتَكِينَ. والأَلْسُ: الخيانة؛ ويروى: لا أَلْسَ فيهم. ابن الأَعرابي: أَسْتَنَ الرَّجُلُ وأَسْنَتَ إِذا دَخَلَ في السنة.

سنبت عدل

التهذيب في الرباعي: ابن الأَعرابي: السِّنْبِتُ السَّيِّءُ الخُلُق.

سبج عدل

السُّبْجَةُ والسَّبِيجَةُ: دِرْعٌ عَرْضُ بَدَنِه عظمةُ الدِّرَاعِ، ولهُ كُمٌّ صغير نحو الشِّبْرِ، تلبسه رَبَّاتُ البيوت؛ وقيل: هي بُرْدَة من صوف فيها سواد وبياض؛ وقيل: السُّبْجَةُ والسَّبِيجَةُ ثوب له جَيْبٌ ولا كمّين له؛ زاد التهذيب: يلبسه الطَّيَّانونَ؛ وقيل: هي مِدْرَعَة كُمُّها من غيرها، وقيل: هي غِلالَة تبتذلها المرأَة في بيتها كالبَقِير، والجمع سَبائِجُ وسِباجٌ. والسُّبْجَةُ والسَّبِيجَةُ: كساء أَسود. والسَّبِيجَةُ: القميص، فارسي معرَّب؛ ابن السكيت: السَّبِيجُ والسَّبِيجة البَقِيرُ، وأَصلها بالفارسية شَبيّ، وهو القميص. وفي حديث قَيْلة: أَنها حملت بنت أَخيها وعليها سُبَيِّجٌ من صوف؛ أَرادت تصغير السَّبيج (* قوله «السبيج إلخ» بوزن رغيف، كما في القاموس وغيره، وبهامش النهاية ما نصه: وعن ابن الأعرابي السبيج، بكسر السين وسكون الموحدة وفتح الياء، قال وأَراه معرباً؛ وأَنشد: كانت به خود صموت الدملج لفاء ما تحت الثياب السبيج) كَرغِيف ورُغَيِّف، وهو معرّب. وتَسَبَّجَ بها: لبسها؛ قال العجاج: كالحَبَشِيِّ الْتَفَّ أَو تَسَبَّجَا الليث: تَسَبَّجَ الإِنسانُ بكساء تسَبُّجاً. وسُبْجَةُ القميص: لِبْنَتُه وتَخَارِيصُه؛ قال حُميد بن ثور: إِنَّ سُلَيْمَى واضِحٌ لَبَّاتُها، لَيِّنَةُ الأَبْدَانِ، من تَحْتِ السُّبَجْ والسِّباجُ: ثياب من جلود، واحدتها سُبْجَةٌ، وهي بالحاء أَعلى. والسَّبَجُ: خَرَزٌ أَسودُ، دَخِيلٌ مُعَرَّبٌ، وأَصله سَبَهْ. والسَّبَابِجَةُ: قوم ذوو جَلَدٍ من السِّنْدِ والهند، يكونون مع رئيس السفينة البحرية يُبَذْرِقُونها، واحدهم سَبِيجيّ، ودخلت في جمعه الهاء للعجمة والنَّسَب، كماقالنوا: البَرابِرةُ، وربما قالوا: السَّابِجَ؛ قال هميان: لوْ لَقِيَ الفِيلُ بِأَرْضٍ سابِجَا، لَدَقَّ منه العُنْقَ والدَّوَارِجا وإِنما أَراد هِمْيانُ: سابَجَا، فكسر لتسوية الدخيل، لأَن دخيل هذه القصيدة كلها مكسور. ابن السكيت: السَّبابِجَةُ قوم من السِّنْدِ يُسْتَأْجَرون لِيُقاتِلوا، فيكونون كالمُبَذْرِقَةِ، فظن هميان أَن كل شيء من ناحية السند سَبِيج، فجعل نفسه سَبِيجاً. الجوهري: السَّبابِجَةَ قوم من السند كانوا بالبصرة جَلاوِزَةً وحُرّاس السجن، والهاء للعجمة والنسب؛ قال يزيد ابن المفرّغ الحميري: وطَمَاطِيمَ مِنْ سَبَابِيجَ خُزْرٍ، يُلْبِسوني مَعَ الصَّباحِ القُيُودا

سبرج عدل

سَبْرَجَ فلانٌ عَلَيَّ الأَمْرَ إِذا عمَّاه.

سبنج عدل

التهذيب في الرباعي: روي أَن الحسن بن علي، عليهما السلام، كانت له سَبَنْجُونَةٌ من جُلود الثعالب كان إِذا صلى لم يلبسها؛ قال شمر: سأَلت محمد بن بشار عنها، فقال: فروة من ثعالب، قال: وسأَلت أَبا حاتم فقال: كان يذهب إِلى لون الخُضْرَة آسْمانْ جُونْ ونحوه.

ستج عدل

الإِسْتاجُ والإِسْتِيجُ: من كلام أَهل العراق، وهو الذي يلف عليه الغزل بالأَصابع لينسج، تسميه العرب أُسْتُوجَةً وأُسْجُوتَةً؛ قال الأَزهري: وهما مُعرّبان.

سجج عدل

سَجَّ بِسَلْحِه سَجّاً: أَلقاه رقيقاً.وأَخَذَه لَيْلَتَه سَجٌّ: قَعَدَ مَقاعِدَ رِقاقاً. وقال يعقوب: أَخذه في بطنه سَجٌّ إِذا لان بطنه. وسَجَّ الطائر سَجّاً: حذف بِذَرْقه. وسَجَّ النعام: أَلقى ما في بطنه؛ ويقال: هو يَسُجُّ سَجّاً ويَسُكُّ سَكّاً إِذا رمى ما يجيء منه. ابن الأَعرابي: سَجَّ بِسَلْحِه وتَرَّ إِذا حذف به، وسَجَّ يَسُجُّ إِذا رقَّ ما يجيء منه من الغائط. وسَجَّ سَطْحَه يَسُجٍّه سَجّاً إِذا طَيَّنَه. وسَجَّ الحائطَ يَسُجُّه سَجّاً: مسحه بالطين الرقيق، وقيل: طَيَّنَهُ. والمِسَجَّةُ: التي يطلى بها، لغة يمانيةٌ؛ وفي الصحاح: الخشبة التي يطين بها: مِسَجَّةٌ، وهي بالفارسية المالَجَه؛ ويقال لِلْمالَقِ: مِسَجَّة ومِمْلَقٌ ومِمْدَرٌ ومِمْلَطٌ ومِلْطاطٌ. والسُّجَّةُ: الخيل. الجوهري: السَّجَّةُ والبَجَّةُ صَنمان. ابن سيده: السَّجَّة صنم كان يُعبد من دون الله عز وجل، وبه فسر قوله، صلى الله عليه وسلم: أَخرجوا صدقاتكم فإِن الله قد أَراحكم من السَّجَّة والبَجَّة. والسَّجَاجُ: اللبن الذي يجعل فيه الماء أَرَقَّ ما يكون؛ وقيل: هو الذي ثلثه لبن وثلثاه ماء؛ قال: يَشْرَبُه مَحْضاً، ويَسْقِي عِيالَهُ سَجاجاً، كأَقْرابِ الثَّعالِب، أَوْرَقا واحدته سَجاجَة. وأَنكر أَبو سعيد الضرير قول من قال: إِن السَّجَّةَ اللَّبَنة التي رققت بالماء، وهي السَّجَاجُ؛ قال: والبَجَّةُ الدم الفصيد، وكان أَهل الجاهلية يَتَبَلَّغُون بها في المجاعات. قال بعض العرب: أَتانا بِضَيْحَةٍ سَجَاجَةٍ ترى سَوَادَ الماء في حَيْفها؛ فسَجَاجَةٌ هنا بدل إِلاَّ أَن يكونوا وَصَفُوا بالسَّجَاجَةِ، لأَنها في معنى مخلوطة، فتكون على هذا نعتاً؛ وقيل في تفسير قوله، : إِن الله قد أَراحكم من السَّجَّةِ؛ السجَّةُ: المَذِيقُ كالسَّجَاجِ، وقد تقدّم أَنه صنم وهو أَعرف؛ قاله الهروي في الغريبين. والسَّجْسَجُ: الهواء المعتدل بين الحر والبرد؛ وفي الحديث: نهار الجنة سجسج أَي معتدل لا حَرَّ فيه ولا قَرَّ؛ وفي رواية: ظِلُّ الجنة سَجْسَج، وقالوا: لا ظلمة فيه ولا شمس؛ وقيل: إِن قدر نوره كالنور الذي بين الفجر وطلوع الشمس. ابن الأَعرابي: ما بين طلوع الفجر إِلى طلوع الشمس يقال له السَّجْسَجُ، قال: ومن الزوال إِلى العصر يقال له الهَجيرُ والهاجِرَةُ، ومن غروب الشمس إِلى وقت الليل الجُنْحُ والجِنْحُ، ثم السَّدَفُ والمَلَثُ والمَلَسُ. وكلُّ هواء معتدل طيب: سَجْسَجٌ. ويومٌ سَجْسَجٌ: لا حَرٌّ مؤْذٍ، ولا قَرٌّ. وفي حديث ابن عباس: وهواؤها السَّجْسَجُ. وريح سَجْسَجٌ: لينة الهواء معتدلة؛ وقول مليح: هَلْ هَيَّجَتْكَ طُلُولُ الحَيِّ مُقْفِرَةً، تَعْفُو، مَعارِفَها، النُّكْبُ السَّجَاسِيجُ؟ احتاج فَكَسَّرَ سَجْسَجاً على سجاسيج؛ ونظيره ما أَنشده سيبويه من قوله:نَفْيَ الدَّراهِيمِ تَنْقادُ الصَّيارِيف وأَرضٌ سَجْسَجٌ: ليست بسهلة ولا صُلْبَةٍ؛ وقيل: هي الأَرض الواسعة؛ قال الحرث بنُ حِلِّزَةَ اليَشْكُرِيُّ: طاف الخَيالُ، ولا كَلَيْلَةِ مُدْلِجِ، سَدِكاً بِأَرْحُلِنا، فَلَمْ يَتَعَرَّجِ إِني اهْتَدَيْتُ، وكُنتُ غَيرَ رَجِيلَةٍ، والقَوْمُ قَد قطَعُوا مِتانَ السَّجْسَجِ يقول: لم أَرَ كَلَيلة أَدْلَجها إِلينا هذا الخيالُ مِن هولهاوبُعدها منا. ولم يتعرّج: لم يُقِمْ. والتعريجُ على الشيء: الإِقامةُ. والمِتانُ: جمع مَتْنٍ، وهو ما صَلُبَ من الأَرض وارتفع. والرَّجِيلَة: القويةُ على المشي. وسَدِكٌ: مُلازِمٌ. وفي الحديث: أَنه مَرَّ بوادٍ بين المسجدين، فقال: هذه سَجاسِجُ مُرَّ بها موسى، عليه السلام؛ هي جمع سَجْسَج، وهي الأَرض ليست بصلبة ولا سهلة.والسُّجُجُ: الطَّاياتُ (* قوله «الطايات» جمع طاية، وهي السطح، والممدرة المطلية بالطين.) المُمَدَّرَةُ. والسُّجُجُ أَيضاً: النقوش الطيبة.أَبو عمرو: جَسَّ إِذا اخْتَبَرَ، وسَجَّ إِذا طَلَعَ.

سحج عدل

سَحَجَهُ الحائطُ يَسْحَجُه سَحْجاً وسَحَّجَه: خَدَشَه؛ قال رؤبة: جَأْباً تَرَى بِلِيتِهِ مُسَحَّجا أَي تسْحِيجاً. قال أَبو حاتم: قرأْت على الأَصمعي في جيميَّة العجاج: جَأْباً تَرَى بِلِيتِهِ مُسَحَّجا فقال: تَلِيلَهُ، فقلت: بِلِيتِهِ، فقال: هذا لا يكون، فقلت: أَخبرني به من سمعه مِن فَلْقِ فِي (* «في» هنا بمعنى فم.) رُؤْبَةَ، أَعني أَبا زيد الأَنصاري، قال: هذا لا يكون. قلت: جعله مصدراً، أَراد تسحيجاً، فقال: هذا لا يكون، قلت: فقد قال جرير: أَلم تَعْلَمْ بمُسَرَّحي القَوافي؟ فلا عِيّاً بِهِنَّ، ولا اجْتِلابا أَي تسريحي، فكأَنه أَراد أَن يدفعه، فقلت له: فقد قال تعالى: ومَزَّقْناهُمْ كلَّ مُمَزَّقٍ؛ فَأَمْسَكَ. قال الأَزهري: كأَنه أَراد: ترى بليته تسحيجاً، فجعل مسحجاً مصدراً. والمُسَحَّجُ: المُعَضَّضُ، وهو من سَحَجَ الجلد. وسَحَّجَه فَتَسَحَّجَ: شُدِّد للكثرة. وسَحَجْتُ جلده فانْسَحَجَ أَي قسرته فانقشر. والسَّحْجُ: أَن يصيب الشيءُ الشيءَ فَيَسْحَجَه أَي يَقْشِرَ منه شيئاً قليلاً، كما يصيب الحافرَ، قبل الوَجَى، سَحْجٌ. وانْسَحَجَ جلده من شيء مَرَّ به إِذا تقشَّر الجلد الأَعلى. ويقال: أَصابه شيء فَسَحَجَ وجْهَه، وبه سَحْجٌ. وسَحَجَ الشيءَ بالشيء سَحْجاً، فهو مَسْحُوجٌ وسَحِيجٌ: حاكَّه فقشره؛ قال أَبو ذؤيب: فجاءَ بها بعدَ الكَلالِ كأَنه، من الأَيْنِ، مِخْراشٌ أَقَذُّ سَحِيجُ وبعير سَحَّاجٌ: يَسْحَجُ الأَرض بخفه أَي يقشرها فلا يلبث أَن يَحْفَى؛ وناقة مِسْحاجٌ، كذلك؛ وزمن مِسْحاجٌ وسَحَّاجٌ: يقشر كل شيء؛ قال أَبو عامر الكلابي يصف نخلاً: ما ضَرَّها مَسُّ زَمانٍ سَحَّاجْ وسَحَجَ العُودَ بالمِبْرَدِ يَسْحَجُه سَحْجاً: قشره؛ وسَحَجَتِ الريحُ الأَرض، كذلك. والسَّحَجُ: داء في البطن قاشر، منه. وسَحَجَ شعره بالمشط سَحْجاً: سَرَّحَه تسريحاً ليناً على فَروَة الرأْس. وسَحَجَه يَسْحَجُه سَحْجاً، فهو سَحِيجٌ. وسَحَّجَه: عضَّه فأَثر فيه، وقد غلب على حُمُرِ الوحش. وحمار مُسَحَّجٌ أَي مُعَضَّضٌ مُكَدَّم؛ والمِسْحَجُ، منها. والمِسْحَاجُ: العَضَّاضُ. والمَسَاحِجُ: آثارُ تَكادُمِ الحُمُرِ عليها.والتَّسْحِيجُ: الكَدْمُ. والسَّحْجُ: من جَرْيِ الدواب دون الشَّدِّ. ويقال: حمارٌ مِسْحَجٌ ومِسْحاجٌ؛ قال النابغة: رَباعِيَةٌ أَضَرَّ بها رَباعٌ، بِذاتِ الجِزْعِ، مِسْحاجٌ شَنُونُ وقال غيره: مَرَّ يَسْحَجُ أَي يسرع؛ قال مزاحم: على أَثَرِ الجُعْفِيِّ دَهْرٌ، وقد أَتى له، مُنْذُ وَلَّى يَسْحَجُ السَّيْرَ، أَربَعُ وسَحَجَ الأَيْمانَ يَسْحَجُها: تابَعَ بينها. ورجلٌ سَحَّاجٌ، وكذلك الحلف؛ أَنشد ابن الأَعرابي: لا تَنْكِحَنَّ نَحِضاً بَجْباجَا فَدْماً، إِذا صِيحَ به أَفاجا وإِنْ رَأَيْتِ قُمُصاً وسَاجا، ولِمَّةً وحَلِفاً سَحَّاجا وسَيْحُوجٌ: اسم. == سدج== السَّدْجُ والتَّسَدُّجُ: الكذب وتَقَوُّلُ الأَباطيل؛ وأَنشد: فينا أَقاويلُ امْرِئٍ تَسَدَّجا وقد سَدَجَ سَدْجاً، وتَسَدَّجَ أَي تكذَّب وتَخَلَّقَ. ورجل سَدّاجٌ: كذاب؛ وقيل: هو الكذاب الذي لا يَصْدُقُكَ أَثَرَهُ يَكْذِبُكَ مِن أَيْنَ جاءَ؛ قال رؤبة: شَيْطانُ كلِّ مُتْرَفٍ سَدّاج وسَدَج بالشيء: ظَنَّهُ.

سذج عدل

حُجَّةٌ ساذِجَةٌ وساذَجَةٌ، بالفتح: غير بالغة؛ قال ابن سيده: أُراها غير عربية، إِنما يستعملها أَهل الكلام فيما ليس ببرهان قاطع، وقد يستعمل في غير الكلام والبرهان، وعسى أَن يكون أَصلها سادَهْ، فعُرّبت كما اعتيد مثل هذا في نظيره من الكلام المعرَّب.

سرج عدل

السَّرْجُ: رحل الدابة، معروف، والجمع سُروج. وأَسْرَجَها إِسراجاً: وضع عليها السرج. والسَّرّاجُ: بائع السُّروجِ وصانعها، وحرفته السَّرَاجَةُ. والسِّراجُ: المصباح الزاهر الذي يُسْرَجُ بالليل، والجمع سُرُجٌ. والمِسْرَجَةُ: التي فيها الفتيل. وقد أَسْرَجْتُ السِّرَاجَ إِسْراجاً. والمَسْرَجَةُ، بالفتح: التي يجعل عليهيا المِسْرَجَةُ. والشمس سِراجُ النهار، والمَسْرَجَةُ، بالفتح (* وبالكسر أَيضاً كما ضبطناه تقلاً عن المصباح.): التي توضع فيها الفتيلة والدهن. وفي الحديث: عُمَرُ سِرَاجُ أَهل الجنة؛ قيل: أَراد أَن الأَربعين الذين تَمُّوا بعُمَر كلهم من أَهل الجنة، وعمر فيما بينهم كالسراج، لأَنهم اشتدوا بإِسلامه وظهروا للناس، وأَظهروا إِسلامهم بعد أَن كانوا مختفين خائفين، كما أَنه بضوء السراج يهتدي الماشي؛ والسِّرَاجُ: الشمس. وفي التنزيل: وجعلْنا سِراجاً وَهَّاجاً. وقوله عز وجل: وداعياً إِلى الله بإِذنه وسِراجاً مُنِيراً؛ إِنما يريد مثل السراج الذي يستضاء به، أَو مثل الشمس في النور والظهور. والهُدَى: سِرَاجُ المؤمن، على التشبيه. التهذيب: قوله تعالى: وسراجاً منيراً؛ قال الزجاج: أَي وكتاباً بيِّناً؛ المعنى أَرسلناك شاهداً، وذا سراج منير أَي وذا كتاب منير بَيِّنٍ، وإِن شئت كان وسراجاً منصوباً على معنى داعياً إِلى الله وتالياً كتاباً بيِّناً؛ قال الأَزهري: وإِن جعلت سراجاً نعتاً للنبي، ، وكان حسناً، ويكون معناه هادياً كأَنه سراج يهتدى به في الظُّلَمِ. وأَسْرَجَ السِّرَاجَ: أَوْقَدَهُ. وجَبينٌ سارِجٌ: واضح كالسِّراج، عن ثعلب؛ وأَنشد: يا رُبَّ بَيْضاءَ من العَواسِجِ، لَيِّنَةِ المَسِّ على المُعالِجِ، هأْهاءَةٍ ذاتِ جَبينٍ سارِجِ وسَرَّجَ اللهُ وَجْهَهُ وبَهَّجَهُ أَي حَسَّنَه؛ قال: وفاحِماً ومَرْسِناً مُسَرَّجَا قال: عَنى به الحُسْنَ والبَهْجَةَ ولم يعن أَن أَفْطَسُ مُسْرَجُ الوَسَطِ؛ وقال غيره: شبَّه أَنفه وامتداده بالسيف السُّرَيْجِيِّ، وهو ضرب من السيوف التي تُعرف بالسُّرَيْجِيّاتِ. وسَرَّجَ الشيءَ: زَيَّنَه. وسَرَجَه الله وسَرَّجَه: وفَّقَه. وسَرَجَ الكَذِبَ يَسْرُجُهُ سَرْجاً: عَمِلَهُ. ورجل سرَّاجٌ مَرّاجٌ: كذاب؛ وقيل: هو الكذاب الذي لا يَصْدُقُ أَثَرَهُ يكذبك من أَين جاء، ويفرد فيقال: رجل سَرّاجٌ، وقد سَرِجَ. ويقال: بَكَّلَ أُمَّ فلانٍ فَسَرِجَ عليها بأُسْرُوجَةٍ. وسُرَيْجٌ: قَيْنٌ معروف، والسيوف السُّرَيْجِيَّةُ، منسوبة إِليه، وشبه العجاج بها حسن الأَنف في الدقة والاستواء، فقال: وفاحِماً ومَرْسِناً مُسَرَّجا وسِراجٌ: اسم رجل، قال أَبو حنيفة: هو سِرَاجُ ابن قُرَّةَ الكِلابيُّ. والسِّرْجِيجَةُ والسُّرْجُوجَةُ: الخُلُقُ والطبيعة والطريقة؛ يقال: الكَرَمُ من سِرْجِيجَتِهِ وسُرْجُوجَتِه أَي خُلُقِه؛ حكاه اللحياني. أَبو زيد: إِنه لكريم السُّرْجُوجَةِ والسِّرْجِيجة أَي كريم الطبيعة. الأَصمعي: إِذا استوت أَخلاق القوم، قيل: هم على سُرْجُوجَةٍ واحدة، ومَرِنٍ ومَرِسٍ.

سربج عدل

في حديث جُهَيْشٍ: وكائِنْ قَطَعْنا الليلَ من دَوِّيَّةٍ سَرْبَجٍ أَي مفازة واسعة بعيدة الأَرْجاءِ.

سردج عدل

! السرنج ! السرهجة ! السفتجة ! سفج ! الإِسفيداج ! السفلج (* زاد في القاموس: سردجه أَهمله. السرنج، كسمند: شيء من الصنعة كالفسيفساء، ودواء معروف، وقد يسمى بالسيلقون ينفع في الجراحات: قال الشارح: والاسرنج نوع من الاسفيداج اهـ. السرهجة: الإباء والامتناع والفتل الشديد، ومنه حبل مرهج. السفتجة، بضم فسكون ففتحتين: وهو أَن يعطي مالاً لآخر، وللآخر مال في بلد المعطي، بصيغة اسم الفاعل، فيوفيه اياه ثم، أي هناك، فيستفيد أمن الطريق، وفعله السفتجة بالفتح: المراد الفعل اللغوي الذي هو المصدر أي المصدر الذي يبنى منه فعله هو السفتجة اهـ. ما أشد سفج هذه الريح، محركة، أي شدة هبوبها. والاسفيداج، بالكسر: هو رماد الرصاص، والآنك، السفلج، كعملس: الطويل.)

سرنج عدل

! السرنج ! السرهجة ! السفتجة ! سفج ! الإِسفيداج ! السفلج (* زاد في القاموس: سردجه أَهمله. السرنج، كسمند: شيء من الصنعة كالفسيفساء، ودواء معروف، وقد يسمى بالسيلقون ينفع في الجراحات: قال الشارح: والاسرنج نوع من الاسفيداج اهـ. السرهجة: الإباء والامتناع والفتل الشديد، ومنه حبل مرهج. السفتجة، بضم فسكون ففتحتين: وهو أَن يعطي مالاً لآخر، وللآخر مال في بلد المعطي، بصيغة اسم الفاعل، فيوفيه اياه ثم، أي هناك، فيستفيد أمن الطريق، وفعله السفتجة بالفتح: المراد الفعل اللغوي الذي هو المصدر أي المصدر الذي يبنى منه فعله هو السفتجة اهـ. ما أشد سفج هذه الريح، محركة، أي شدة هبوبها. والاسفيداج، بالكسر: هو رماد الرصاص، والآنك، السفلج، كعملس: الطويل.)

سرهج عدل

! السرنج ! السرهجة ! السفتجة ! سفج ! الإِسفيداج ! السفلج (* زاد في القاموس: سردجه أَهمله. السرنج، كسمند: شيء من الصنعة كالفسيفساء، ودواء معروف، وقد يسمى بالسيلقون ينفع في الجراحات: قال الشارح: والاسرنج نوع من الاسفيداج اهـ. السرهجة: الإباء والامتناع والفتل الشديد، ومنه حبل مرهج. السفتجة، بضم فسكون ففتحتين: وهو أَن يعطي مالاً لآخر، وللآخر مال في بلد المعطي، بصيغة اسم الفاعل، فيوفيه اياه ثم، أي هناك، فيستفيد أمن الطريق، وفعله السفتجة بالفتح: المراد الفعل اللغوي الذي هو المصدر أي المصدر الذي يبنى منه فعله هو السفتجة اهـ. ما أشد سفج هذه الريح، محركة، أي شدة هبوبها. والاسفيداج، بالكسر: هو رماد الرصاص، والآنك، السفلج، كعملس: الطويل.)

سفتج عدل

! السرنج ! السرهجة ! السفتجة ! سفج ! الإِسفيداج ! السفلج (* زاد في القاموس: سردجه أَهمله. السرنج، كسمند: شيء من الصنعة كالفسيفساء، ودواء معروف، وقد يسمى بالسيلقون ينفع في الجراحات: قال الشارح: والاسرنج نوع من الاسفيداج اهـ. السرهجة: الإباء والامتناع والفتل الشديد، ومنه حبل مرهج. السفتجة، بضم فسكون ففتحتين: وهو أَن يعطي مالاً لآخر، وللآخر مال في بلد المعطي، بصيغة اسم الفاعل، فيوفيه اياه ثم، أي هناك، فيستفيد أمن الطريق، وفعله السفتجة بالفتح: المراد الفعل اللغوي الذي هو المصدر أي المصدر الذي يبنى منه فعله هو السفتجة اهـ. ما أشد سفج هذه الريح، محركة، أي شدة هبوبها. والاسفيداج، بالكسر: هو رماد الرصاص، والآنك، السفلج، كعملس: الطويل.)

سفج عدل

السَّفْجُ: الكَذِب؛ عن كراع.

سفدج عدل

! السرنج ! السرهجة ! السفتجة ! سفج ! الإِسفيداج ! السفلج (* زاد في القاموس: سردجه أَهمله. السرنج، كسمند: شيء من الصنعة كالفسيفساء، ودواء معروف، وقد يسمى بالسيلقون ينفع في الجراحات: قال الشارح: والاسرنج نوع من الاسفيداج اهـ. السرهجة: الإباء والامتناع والفتل الشديد، ومنه حبل مرهج. السفتجة، بضم فسكون ففتحتين: وهو أَن يعطي مالاً لآخر، وللآخر مال في بلد المعطي، بصيغة اسم الفاعل، فيوفيه اياه ثم، أي هناك، فيستفيد أمن الطريق، وفعله السفتجة بالفتح: المراد الفعل اللغوي الذي هو المصدر أي المصدر الذي يبنى منه فعله هو السفتجة اهـ. ما أشد سفج هذه الريح، محركة، أي شدة هبوبها. والاسفيداج، بالكسر: هو رماد الرصاص، والآنك، السفلج، كعملس: الطويل.)

سفلج عدل

! السرنج ! السرهجة ! السفتجة ! سفج ! الإِسفيداج ! السفلج (* زاد في القاموس: سردجه أَهمله. السرنج، كسمند: شيء من الصنعة كالفسيفساء، ودواء معروف، وقد يسمى بالسيلقون ينفع في الجراحات: قال الشارح: والاسرنج نوع من الاسفيداج اهـ. السرهجة: الإباء والامتناع والفتل الشديد، ومنه حبل مرهج. السفتجة، بضم فسكون ففتحتين: وهو أَن يعطي مالاً لآخر، وللآخر مال في بلد المعطي، بصيغة اسم الفاعل، فيوفيه اياه ثم، أي هناك، فيستفيد أمن الطريق، وفعله السفتجة بالفتح: المراد الفعل اللغوي الذي هو المصدر أي المصدر الذي يبنى منه فعله هو السفتجة اهـ. ما أشد سفج هذه الريح، محركة، أي شدة هبوبها. والاسفيداج، بالكسر: هو رماد الرصاص، والآنك، السفلج، كعملس: الطويل.)

سرفج عدل

سَرْفَجٌ: طويلٌ.

سفج عدل

السَّفْجُ: الكَذِب؛ عن كراع.

سفنج عدل

السَّفَنَّجُ: الظليم الخفيف،وهو ملحق بالخماسي، بتشديد الحرف الثالث منه؛ وقيل: الظليم الذكر؛ وقيل: هو من أَسماء الظليم في سرعته؛ وأَنشد: جاءَتْ به مِن اسْتِها سَفَنَّجَا أَي ولدته أَسود. والسَّفَنَّجُ: السريع؛ وقيل: الطويل، والأُنثى سَفَنَّجَةٌ؛ قال ساعدة بن جؤية يهجو امرأَة: فِيمَ نِساءُ الحَيِّ مِن وَتَرِيَّةٍ سَفَنَّجَةٍ، كأَنها قَوْسُ تَأْلَبِ؟ الليث: هو طائر كثيرُ الاسْتِنانِ؛ قال ابن جني: ذهب بعضهم في سَفَنَّج أَنه من السَّفْج، وأَن النون المشدَّدة زائدة، ومذهب سيبويه فيه أَنه كلام شَفَلَّح ورأْي عَتَرَّس. والسُّفَانِجُ: السريع كالسَفَنَّج؛ أَنشد ابن الأَعرابي: يا رُبَّ بَكْرٍ بالرُّدَافَى واسِجِ، سُكَاكَةٍ سَفَنَّجٍ سُفَانِجِ ويقال: سَفْنَجَ أَي أَسْرَعَ؛ وقول الآخر: يا شَيْخُ لا بُدَّ لنا أَنْ نَحْجُجَا، قد حَجَّ في ذا العامِ مَن تَحَوَّجا، فابْتَعْ له جِمالَ صِدْقٍ فالنَّجا، وعَجِّلِ النَّقْدَ له وسَفْنِجا، لا تُعْطِهِ زَيْفاً ولا تُبَهْرِجَا (* «ولا تبهرجا» كذا بالأصل بهذا الضبط، ولعله ولا نبهرجا، بفتح النون والنراء، وأَورده المصنف في زيف ولا بهرجا.) قال: عَجِّلِ النَّقْدَ له، وقال سَفْنِجا أَي وَجِّهْ وأَسرِعْ له من السَّفَنَّجِ السريع. أَبو الهيثم: سَفْنَجَ فلانٌ لفلانٍ النَّقْدَ أَي عَجَّلَه؛ وأَنشد: قد أَخَذْتَ النَّهْبَ فالنَّجا النَّجَا إِنِّي أَخافُ طالِباً سَفَنَّجا (* قوله «قد أَخذت إلخ» كذا بالأصل في غير موضع.)

سكرج عدل

في الحديث: لا آكل في سُكُرُّجَةٍ، هي بضم السين والكاف والراء والتشديد، إِناءٌ صغير يؤْكل فيه الشيء القليل من الأُدْمِ، وهي فارسية وأَكثر ما يوضع فيها الكَوامِخُ ونحوها.

سلج عدل

سَلِج الطعامَ، بالكسر، يَسْلَجُهُ سَلْجاً وسَلَجاناً أَيضاً، وسَرَطَه سَرْطاً: بَلَعه؛ وكذلك سَلَجَ اللُّقْمَةَ أَي بَلَعَها. وقيل: السَّلَجانُ الأَكل السريع. ومن أَمثال العرب: الأَكْلُ سَلَجانْ والقَضاء لِيَّانْ، وقيل: الأَخذ سَلَجَانْ والقضاء لِيَّانْ؛ تأْويله يحب أَن يأْخذ ويكره أَن يردَّ أَي إِذا أَخذ الرجل الدَّين أَكله، فإِذا أَراد صاحب الدين حقه لواه به أَي مَطَلَهُ. وتَسَلَّجَ النَّبيذَ: أَلَحَّ في شربه؛ عن اللحياني. وقال: تركته يَتَزَلَّجُ النَّبيذ ويَتَسَلَّجُه أَي يُلِحُّ في شربه، ويَسْتَلِجُه: يدخله في سِلِّجَانِهِ أَي في حُلْقُومه؛ يقال: رماه الله في سِلِّجانِهِ أَي في حلقومه. والسَّلالِيجُ: الدُّلْبُ الطِّوالُ. ويقال للسَّاجَةِ التي يشق منها الباب. السَّلِّيجَةُ. والسُّلَّجُ، بالضم والتشديد: نبتٌ رِخْوٌ من دِقِّ الشجر؛ وقيل: السُّلَّجَانُ ضرب منه؛ وقال أَبو حنيفة: السُّلَّجُ شجر ضِخامٌ كأَذناب الضِّبابِ، أَخضرُ له شوك وهو حَمْضٌ. التهذيب: والسُّلَّجُ من الحَمْضِ: الذي لا يزال أَخضر في القيظ والربيع، وهي خَوَّارَةٌ. قال الأَزهري: السُّلَّجُ نبت مَنْبِتيه القِيعان، وله ثمر في أَطرافه حِدَّةٌ، ويكون أَخضر في الربيع ثم يَهيجُ فيَصْفَرُّ، قال: ولا يُعَدُّ من شَجَرٍ الحَمْضِ؛ وفي الصحاح: هو نبت ترعاه الإِبل. وسَلَجَتِ الإِبل، بالفتح، تَسْلُجُ، بالضم، سُلُوجاً وسَلِجَتْ: كلاهما أَكلت السُّلَّجَ فاستطلقتْ عنه بطونها. وقال أَبو حنيفة: سَلِجَتْ، بالكسر لا غير؛ قال شمر: وهو أَجود. أَبو تراب عن بعض أَعراب قيس: سَلَجَ الفصيلُ الناقةَ ومَلَجَها إِذا رَضَعَها.

سلبج عدل

التهذيب في الرباعي: السَّلابِجُ الدُّلْبُ الطِّوالُ.

سلمج عدل

التهذيب: يقال للنصال المُحَدَّدَةِ: سَلاجِمُ وسَلامِجُ.

سلهج عدل

السَّلْهَجُ: الطويل.

سمج عدل

سَمُجَ الشيءُ، بالضم: قَبُحَ، يَسْمُجُ سَماجَةً إِذا لم يكن فيه مَلاحَةٌ، وهو سَمِيجٌ لَمِيجٌ، وسَمْجٌ لَمْجٌ. وقد سَمَّجَه تَسْمِيجاً إِذا جعله سَمْجاً؛ الجوهري: سَمُجَ فهو سَمْجٌ مثل ضَخُم فهو ضَخْمٌ، وسَمِجٌ مثل خَشُنَ فهو خَشِنٌ، وسَمِيجٌ مثل قَبُحَ فهو قَبِيحٌ. وفي حديث عليّ، رضوان الله عليه: عاثَ في كلِّ جارِحَةٍ منه جَديدُ بِلًى سَمَّجَها؛ هو من سَمُجَ أَي قبح. ابن سيده: السَّمْجُ والسَّمِيجُ: الذي لا ملاحة له، الأَخيرة هذلية؛ قال أَبو ذؤيب: فإِنْ تَصْرِمي حَبْلي، وإِن تَتَبَدَّلي خَلِيلاً، ومنهمْ صالِحٌ وسَمِيجُ وقيل: سَميجٌ هنا في بيت أَبي ذؤيب: الذي لا خير عنده. قال سيبويه: سَمْجٌ ليس مخففاً من سَمِجٍ ولكنه كالنَّضْرِ، والجمع سِماجٌ مثل ضِخامٍ، وسَمِجُونَ وسُمَجَاءُ وسَمَاجَى؛ وقد سَمُجَ سَمَاجَة وسُمُوجَةً، وسَمِجَ، الكسر عن اللحياني. واسْتَسْمَجَه: عَدَّه سَمْجاً. وسَمَّجَهُ الله: خلقه سَمْجاً أَو جعله كذلك. ولبن سَمْجٌ: لا طعم له.والسَّمْجُ: الخبيث الريح. والسَّمْجُ والسَّمِيجُ: اللبن الدَّسِمُ الخبيثُ الطَّعْمِ، وكذلك السَّمْهَجُ والسَّمَلَّجُ، بزيادة الهاء واللام.

سمحج عدل

السَّمْحَجُ والسِّمْحاجُ والسُّمْحُوجُ: الأَتان الطويلة الظهر، وكذلك الفرس، ولا يقال للذكر، وفرس سَمْحَجٌ: قَبَّاءُ غليظة اللحم مُعْتَزَّةٌ. أَبو عبيدة: فرس سَمْحَجٌ ولا يقال للذكر، وهي القَبَّاءُ الغليظة النَّحْضِ؛ وزعم أَبو عبيد أَن جمع السَّمْحَجِ من الأُتُنِ: سَمَاحِيجُ، وكذلك قال كراع إِن جمع السَّمْحَجِ من الخيل: سَمَاحِيجُ، وكلا القولين غلط، إِنما هو سماحيج جمع سِمْحاجٍ أَو سُمْحُوجٍ، وقد قالوا: ناقة سَمْحَجٌ. التهذيب: السَّمْحَجَةُ الطولُ في كل شيء، وقوس سَمْحَجٌ: طويلة؛ قال الطرماح يصف صائداً: يلحسُ الرَّضْف، له قَضْبَةٌ، سَمْحَجُ المَتْنِ، هَتُوفُ الخِطَامْ وسماحيج: موضع؛ قال: جَرَّتْ عليه كلُّ ريحٍ سَيْهُوجْ، مِن عن يَمِينِ الخَطِّ، أَو سَمَاحِيجْ أَراد: جَرَّتْ عليه ذيلها.

سمرج عدل

السَّمَرَّجُ والسَّمَرَّجَةُ: استخراج الخَرَاج في ثلاث مرات، فارسي معرّب؛ قال العجاج: يَوْم خَرَاجٍ يُخْرِجُ السَّمَرَّجا ابن سيده: السَّمَرَّجُ يوم جباية الخراج؛ وقيل: هو يوم للعجم يستخرجون فيه الخراج في ثلاث مرات، وسنذكره في حرف الشين. ويقال: سَمْرِجْ له أَي أَعْطِهِ. التهذيب: السَّمَرَّجُ المستوي من الأَرض، وجمعه السَّمَارِجُ؛ قال جندل بن المثنَّى: يَدَعْنَ، بالأَمالِسِ السَّمَارِجِ، للطَّيْرِ واللَّغَاوِسِ الهَزَالِجِ، كلَّ جَنِينٍ مُشْعِرِ الحَواجِجِ (* قوله «مشعر الحواجج» الذي تقدم في ح ج ج معر الحواجج، من المعر وهو قلة الشعر، وكل صحيح المعنى.)

سمعج عدل

قال الفراء: لَبَنٌ سَمْعَجٌ وسَمْلَجٌ، وهو الدَّسِمُ الحُلْوُ.

سملج عدل

السَّمَلَّجُ: اللبن الحُلْوُ؛ ولبن سَمَلَّجٌ: حلو دَسِمٌ. الفراء: يقال للبن إِنه لَسَمْهَجٌ سَمَلَّجٌ إِذا كان حلواً دسماً؛ وقال الليث: هو اللبن السُّمَالِجُ؛ وقال بعضهم: هو الطيِّبُ الطَّعْمِ؛ وقيل: هو الذي لم يُطْعِمْ. والسَّمْجُ والسَّميجُ: اللبن الدَّسِمُ الخبيث الطعم، وكذلك السَّمْهَجُ والسَّمَلَّجُ، بزيادة الهاء واللام. ابن سيده: سَمْلَجَ الشيءَ في حلقه: جَرَعَهُ جَرْعاً سهلاً. والسَّمَلَّجُ: عُشْبٌ من المرعى؛ عن أَبي حنيفة، قال: ولم أَجد من يحليه عليَّ. وسِمِلاَّجٌ: عيد من أَعياد النصارى. والسَّمَلَّجُ: الخفيف، وهو ملحق بالخماسي، بتشديد الحرف الثالث منه؛ قال الراجز: قالَتْ لهُ مَقالَةً تَلَجْلَجَا، قَوْلاً مَلِيحاً حَسَناً سَمَلَّجا، لو يُطْبَخُ النِّيءُ به لأَنْضَجَا: يا ابنَ الكِرامِ، لِجْ عليَّ الهَوْدَجا

سمهج عدل

السَّمْهَجَةُ: القتل الشديد. وقد سَمْهَجَ الحَبْلَ، وكذلك سَمْهَجَ اليمينَ؛ قال: يَحْلِفُ بَجٌّ حَلِفاً مُسَمْهَجَا، قلتُ له: يا بَجُّ لا تُلَجِّجَا ويمين سَمْهَجَةٌ: شديدة؛ وقال كراع: يمين سَمْهَجَةٌ: خفيفة؛ قال ابن سيده: ولستُ منه على ثِقةٍ. وسَمْهَجَ الكلامَ: كذب فيه. والسَّمْهَجُ: السهلُ؛ قال: فَوَرَدَتْ ماءً نُقاخاً سَمْهَجَا ولبن سَمْهَجٌ: حُلْوٌ دَسِمٌ. وأَرض سَمْهَجٌ: واسعة سهلة. وريحٌ سَمْهَجٌ: سهلة. وسَماهِيجُ: موضع؛ قال: يا دارَ سَلْمَى بين داراتِ العُوجْ، جَرَّتْ عليها كلُّ ريحٍ سَيْهُوجْ هَوْجاءَ جاءَتْ من جِبالِ ياجوجْ، من عن يمينِ الخَطِّ، أَو سَماهِيجْ أَراد: جَرَّتْ عليها ذيلها، فحذف. والسَّمْهَجِيجُ من أَلبان الإِبل: ما حُقِنَ في سِقاء غير ضَارٍ فلبث ولم يأْخذ طَعْماً. وسَماهِيجُ: جزيرة في البحر تدعى بالفارسية «ماش ماهي» فعرّبتها العرب. الأَصمعي: ماءٌ سَمْهَجٌ لَيِّنٌ؛ وأَنشد لِهِمْيان (* قوله «وأنشد إلخ» ليس فيها شاهد لما هنا، فهو سبق نظر. ومفرداتها تقجم بعضها مفسراً في مواده وسيأتي الباقي.): أَزامِجاً وزَجَلاً هُزامِجَا، يَخْرُجُ من أَجْوافِها هَزالِجَا، تَدْعُو، بذاك الدَّجَجَانَ الدارِجا، جِلَّتَها وعَجْمَها الحَضَالِجَا، عُجُومَها وحَشْوَها الحَدَارِجَا الحدارِج والحضارج: الصغار؛ وقال: تَسْمَعُ للجِنِّ بها زَهارِجا يعني حكاية عزيف الجِنّ. والهزالِج: السِّرَاعُ من الذئاب؛ ومنه قوله: للطير واللغاوِسِ الهزالج وحَبْلٌ مُسَمْهَجٌ؛ وحَلَفَ حَلِفاً مُسَمْهَجاً. الفراء: يقال للبن إِنه لَسَمْهَجٌ سَمَلَّجٌ إِذا كان حلواً دسماً. وفَرَسٌ مُسَمْهَجٌ: معتدل الأَعضاء؛ قال الراجز: قدِ اغْتَدَى بِسابِحٍ صافي الخُصَلْ، مُعْتَدِلٍ سَمْهَج في غيرِ عَصَلْ أَبو عبيدة: من اللبن العُمَاهِجُ والسُّمَاهِجُ، وهما اللذان ليسا بِحُلْوَيْنِ ولا آخِذَيْ طَعْم. أَبو عبيد: لبن سَمْهَجٌ: قد خلط بالماء. والسَّمْهَجُ والسَّمْهِيجُ: اللبن الدَّسِمُ الخبيثُ الطعم؛ وكذلك السَّمْهَجُ والسَّمَلَّجُ، بزيادة الهاء واللام؛ وقيل في سَمَاهِيجِ الجزيرة: إِنها بين عُمَان والبَحْرَيْنِ في البحر؛ قال أَبو دُواد: وإِذا أَدْبَرَتْ، تقولُ: قُصُورٌ من سَماهيجَ، فَوْقَها آطامُ

سنج عدل

ابن الأَعرابي: السُّنُجُ العُنَّابُ. ابن سيده: السِّنَاجُ أَثَرُ دُخانِ السِّراجِ في الجِرَارِ والحائط. وسَنْجَةُ الميزان: لغة في صَنْجَتِهِ، والسين أَفصح.

سهج عدل

سَهَجَ القومُ ليلتهم سَهْجاً: ساروا سيراً دائماً؛ قال الراجز: كيفَ تَرَاها تَغْتَلي يا شَرْجُ، وقد سَهَجْناها، فطالَ السَّهْجُ؟ والسَّهُوجُ: العُقابُ لدُؤُوبها في طيرانها. وسَهَجَتِ المرأَةُ طيبَها تَسْهَجُه سَهْجاً: سحقته؛ وقيل: كلُّ دَقٍّ سَهْجٌ. وسَهَجَتِ الريحُ الأَرضَ: قشرت وجهها؛ قال منظور الأَسدي: هل تَعْرِفُ الدَّارَ لأُمِّ الحَشْرَجِ، غيَّرَها سافي الرِّياحِ السُّهَّجِ؟ وسَهَجَتِ الريحُ سَهْجاً: هَبَّتْ هُبُوباَ دائماً واشتدت، وقيل: مرت مروراً شديداً. وريحٌ سَيْهَجٌ وسَيْهَجَةٌ وسَهُوجٌ وسَيْهُوجٌ: شديدة؛ أَنشد يعقوب لبعض بني سَعْدَةَ: يا دارَ سَلْمى بين داراتِ العُوجْ، جَرَّتْ عليها كلُّ ريحٍ سَيْهُوجْ الجوهري: سَهَجْتُ الطيب سحقته. والمَسْهَجُ: ممرُّ الريح؛ قال الشاعر: إِذا هَبَطْنَ مُسْتَحاراً مَسْهَجا أَبو عمرو: المِسْهَجُ الذي ينطلق في كل حق وباطل. أَبو عبيد: الأَسَاهِيُّ والأَساهِيجُ ضروب مختلفة من السير،وفي نسخة: سير الإِبل. الأَزهري: خَطيب مِسْهَجٌ ومِسْهَكٌ، وريح سَيْهُوكٌ وسَيْهُوجٌ، وسَيْهَكٌ وسَيْهَجٌ، قال: والسَّهْكُ والسَّهْجُ: مَرُّ الريح؛ وزعم يعقوب أَن جيم سَيْهَج وسَيْهُوج بدل من كاف سيهك وسيهوك.

سوج عدل

سَاجَ سَوْجاً: ذهب وجاء؛ قال: وأَعْجَبَها، فيما تَسوجُ، عِصابَةٌ من القومِ، شِنَّخْفُونَ، غيرُ قِضافِ ابن الأَعرابي: ساجَ يَسُوجُ سَوْجاً وسُوَاجاً وسَوَجاناً إِذا سار سيراً رُوَيْداً؛ وأَنشد: غَرَّاءُ لَيْسَتْ بالسَّؤُوجِ الجَلْنَخِ أَبو عمرو: السَّوَجانُ الذهابُ والمجيءُ. والسُّوجُ: عِلاجٌ من الطين يطبخ ويَطْلي به الحائكُ السَّدى. والسُّوجُ: موضع. والسَّاجُ الطَّيْلَسانُ الضخم الغليظ؛ وقيل: هو الطيلسان المقوّر ينسج كذلك؛ وقيل: هو طيلسانٌ أَخضر؛ وقول الشاعر: ولَيْلٍ تَقُولُ الناس في ظُلُماتِه، سواءٌ صحيحاتُ العُيونِ وعُورُها: كأَنَّ لنا منه بُيوتاً حَصِينةً، مُسوحاً أَعاليها، وساجاً كُسُورُها إِنما نعت بالاسمين لأَنه صيرهما في معنى الصفة، كأَنه قال: مُسْوَدَّة أَعاليها مُخْضَرَّة كُسورُها، كما قالوا مررت بسَرْجٍ خَزٍّ صِفَتُه، نُعِتَ بالخَزِّ وإِن كان جوهراً لما كان في معنى لَيِّنٍ. وتصغير السَّاجِ: سُوَيْجٌ، والجمع سِيجانٌ. ابن الأَعرابي: السِّيجانُ الطيالسة السُّودُ، واحدها ساجٌ. وفي حديث ابن عباس، رضي الله عنهما: أَن النبي، ، كان يلبس في الحرب من القلانس ما يكون من السِّيجانِ الخُضْرِ؛ جمع ساج، وهو الطيلسان الأَخضر؛ وقيل: الطيلسان المقوّر ينسج كذلك، كأَن القلانس تُعمل منها أَو من نوعها؛ ومنهم من يجعل أَلفه منقلبة عن الواو، ومنهم من يجعلها عن الياء؛ ومنه حديثه الآخر: أَنه زرَّ ساجاً عليه وهو محرم فافْتَدى؛ وحديث أَبي هريرة: أَصحابُ الدجال عليهم السِّيجانُ؛ وفي رواية: كلهم ذو سيف مُحَلًّى وساج؛ وفي حديث جابر: فقام في ساجَةٍ؛ هكذا جاءَ في رواية، والمعروف بساجة، وهو ضرب من الملاحف منسوجة. والسَّاجُ: خَشَبٌ يجلب من الهند، واحدته ساجَةٌ. والسَّاجُ: شجر يعظم جدّاً، ويذهبُ طولاً وعرضاً، وله ورق أَمثال التِّراسِ الدَّيْلَمِيَّةِ، يتغطى الرجل بورقةٍ منه فتَكِنهُ من المطر، وله رائحة طيبة تُشابهُ رائحةَ ورق الجَوْزِ مع رقة ونَعْمَةٍ؛ حكاه أَبو حنيفة. ابن الإعرابي: يقال السَّاجَةُ الخشبةُ الواحدة المُشَرْجَعَةُ المُرَبَّعَةُ، كما جلبت من الهند؛ ويقال للسَّاجَةِ التي يشق منها الباب: السَّلِيجةُ. وسُواجٌ: جبل؛ قال رؤْبة: في رَهْوَة غَرَّاءَ من سُواجِ والسُّوجُ: موضع، والله أَعلم.

سيج عدل

أَبو حنيفة: السِّياجُ الحظيرة من الشجر تجعل حول الكرم والبستان؛ وقد سَيَّجَ على الكرم. ويقال: حَظَرَ كَرْمَهُ بالسِّياجِ، وهو أَن يُسَيِّجَ حائطه بالشَّوْكِ لئلا يَتَسَوَّرَ. والسِّياجُ: الطيلسان، على قول من يجعل أَلفه منقلبة عن الياء، والله أَعلم.

سبح عدل

السَّبْحُ والسِّباحة: العَوْمُ. سَبَحَ بالنهر وفيه يَسْبَحُ سَبْحاًوسِباحةً، ورجل سابِحٌ وسَبُوح من قوم سُبَحاء، وسَبَّاحٌ من قوم سَبَّاحين؛ وأَما ابن الأَعرابي فجعل السُّبَحاء جَمْعَ سابح؛ وبه فسر قول الشاعر: وماءٍ يَغْرَقُ السُّبَحاءُ فيه، سَفِينتُه المُواشِكةُ الخَبُوبُ قال: السُّبَحاءُ جمع سابِحٍ. ويعني بالماء هنا السَّرابَ. والمُواشِكةُ: الجادَّةُ في سيرها. والخَبُوب، من الخَبَب في السير؛ جعل الناقة مثل السفينة حين جعل السَّرابَ كالماء. وأَسْبَح الرجلَ في الماء: عَوَّمَه؛ قال أُمية: والمُسْبِحُ الخُشْبَ، فوقَ الماءِ سَخَّرَها، في اليَمِّ جَرْيَتُها، كأَنها عُوَمُ وسَبْحُ الفَرَسِ: جَرْيُه. وفرس سَبُوحٌ وسابِحٌ: يَسْبَحُ بيديه في سيره. والسَّوابِحُ: الخيل لأَنها تَسْبَح، وهي صفة غالبة. وفي حديث المقداد: أَنه كان يوم بدرٍ على فرس يقال له سَبْحَة؛ قال ابن الأَثير: هو من قولهم فرس سابِحٌ إِذا كان حسنَ مَدِّ اليدين في الجَرْي؛ وقوله أَنشده ثعلب: لقد كانَ فيها للأَمانةِ موضِعٌ، وللعَيْنِ مُلْتَذٌّ، وللكَفِّ مَسْبَحُ فسره فقال: معناه إِذا لمسَتها الكف وجدت فيها جميع ما تريد. والنجوم تَسْبَحُ في الفَلَكِ سَبْحاً إِذا جرت في دَورَانها. والسَّبْحُ: الفَراغُ. وقوله تعالى: إِنَّ لك في النهار سَبْحاً طويلاً؛ إِنما يعني به فراغاً طويلاً وتَصَرُّفاً؛ وقال الليث: معناه فراغاً للنوم؛ وقال أَبو عبيدة: مُنْقَلَباً طويلاً؛ وقال المُؤَرِّجُ: هو الفَراغ والجَيئَة والذهاب؛ قال أَبو الدُّقَيْش: ويكون السَّبْحُ أَيضاً فراغاً بالليل؛ وقال الفراء: يقول لك في النهار ما تقضي حوائجك؛ قال أَبو إِسحق: من قرأَ سَبْخاً فمعناه قريب من السَّبْح، وقال ابن الأَعرابي: من قرأَ سَبْحاً فمعناه اضطراباً ومعاشاً، ومن قرأَ سَبْخاً أَراد راحة وتخفيفاً للأَبدان.قال ابنُ الفَرَج: سمعت أَبا الجَهْم الجَعْفَرِيِّ يقول: سَبَحْتُ في الأَرض وسَبَخْتُ فيها إِذا تباعدت فيها؛ ومنه قوله تعالى: وكلٌّ في فَلَكٍ يَسْبَحُون أَي يَجْرُونَ، ولم يقل تَسْبَحُ لأَنه وصفها بفعل من يعقل؛ وكذلك قوله: والسَّابحاتِ سَبْحاً؛ هي النجوم تَسْبَحُ في الفَلَكِ أَي تذهب فيها بَسْطاً كما يَسْبَحُ السابحُ في الماء سَبْحاً؛ وكذلك السابح من الخيل يمدّ يديه في الجري سَبْحاً؛ وقال الأَعشى: كم فيهمُ من شَطْبَةٍ خَيْفَقٍ، وسابِحٍ ذي مَيْعَةٍ ضامِرِ وقال الأَزهري في قوله عز وجل: والسابِحاتِ سَبْحاً فالسَّابِقاتِ سَبْقاً؛ قيل: السابحاتُ السُّفُنُ، والسابقاتُ الخيلُ، وقيل: إِنها أَرواح المؤمنين تخرج بسهولة؛ وقيل: الملائكة تَسْبَحُ بين السماء والأَرض. وسَبَحَ اليَرْبُوعُ في الأَرض إِذا حفر فيها، وسَبَحَ في الكلام إِذا أَكثر فيه. والتَّسبيح: التنزيه. وسبحان الله: معناه تنزيهاً لله من الصاحبة والولد، وقيل: تنزيه الله تعالى عن كل ما لا ينبغي له أَن يوصف، قال: ونَصْبُه أَنه في موضع فعل على معنى تسبيحاً له، تقول: سَبَّحْتُ الله تسبيحاً له أَي نزهته تنزيهاً، قال: وكذلك روي عن النبي، ؛ وقال الزجاج في قوله تعالى: سُبْحانَ الذي أَسْرَى بعبده ليلاً؛ قال: منصوب على المصدر؛ المعنى أُسبِّح الله تسبيحاً. قال: وسبحان في اللغة تنزيه الله، عز وجل، عن السوء؛ قال ابن شميل: رأَيت في المنام كأَنَّ إِنساناً فسر لي سبحان الله، فقال: أَما ترى الفرس يَسْبَحُ في سرعته؟ وقال: سبحان الله السرعةُ إِليه والخِفَّةُ في طاعته، وجِماعُ معناه بُعْدُه، تبارك وتعالى، عن أَن يكون له مِثْلٌ أَو شريك أَو ندٌّ أَو ضدّ؛ قال سيبويه: زعم أَبو الخطاب أَن سبحان الله كقولك براءَةَ الله أَي أُبَرِّئُ اللهَ من السوء براءةً؛ وقيل: قوله سبحانك أَي أُنزهك يا رب من كل سوء وأُبرئك. وروى الأَزهري بإِسناده أَن ابن الكَوَّا سأَل عليّاً، رضوان الله تعالى عليه، عن سبحان الله، فقال: كلمة رضيها الله لنفسه فأَوصى بها. والعرب تقول: سُبْحانَ مِن كذا إِذا تعجبت منه؛ وزعم أَن قول الأَعشى في معنى البراءة أَيضاً: أَقولُ لمَّا جاءني فَخْرُه: سبحانَ مِن عَلْقَمَةَ الفاخِرِ أَي براءةً منه؛ وكذلك تسبيحه: تبعيده؛ وبهذا استدل على أَن سبحان معرفة إِذ لو كان نكرة لانصرف. ومعنى هذا البيت أيضاً: العجب منه إِذ يَفْخَرُ، قال: وإِنما لم ينوّن لأَنه معرفة وفيه شبه التأْنيث؛ وقال ابن بري: إِنما امتنع صرفه للتعريف وزيادة الأَلف والنون، وتعريفه كونه اسماً علماً للبراءة، كما أَن نَزالِ اسم علم للنزول، وشَتَّانَ اسم علم للتفرّق؛ قال: وقد جاء في الشعر سبحان منوّنة نكرة؛ قال أُمية: سُبْحانَه ثم سُبْحاناً يَعُودُ له، وقَبْلَنا سَبَّح الجُودِيُّ والجُمُدُ وقال ابن جني: سبحان اسم علم لمعنى البراءة والتنزيه بمنزلة عُثْمانَ وعِمْرانَ، اجتمع في سبحان التعريف والأَلف والنون، وكلاهما علة تمنع من الصرف. وسَبَّح الرجلُ: قال سبحان الله؛ وفي التنزيل: كلٌّ قد عَلِمَ صلاتَه وتسبيحَه؛ قال رؤبة: سَبَّحْنَ واسْتَرْجَعْنَ مِن تَأَلُّهِ وسَبَحَ: لغة، حكى ثعلب سَبَّح تسبيحاً وسُبْحاناً، وعندي أَن سُبْحاناً ليس بمصدر سَبَّح، إِنما هو مصدر سَبَح، إِنما هو مصدر سَبَح. وفي التهذيب: سَبَّحْتُ الله تسبيحاً وسُبْحاناً بمعنى واحد، فالمصدر تسبيح، والاسم سُبْحان يقوم مقام المصدر. وأَما قوله تعالى: تُسَبِّح له السمواتُ السبعُ والأَرضُ ومَن فيهن وإِنْ من شيء إِلاَّ يُسَبِّحُ بحمده ولكن لا تَفْقَهُونَ تسبيحَهم؛ قال أَبو إِسحق: قيل إِن كل ما خلق الله يُسَبِّحُ بحمده، وإِن صَريرَ السَّقْف وصَريرَ الباب من التسبيح، فيكون على هذا الخطابُ للمشركين وحدهم: ولكن لا تفقهون تسبيحهم؛ وجائز أَن يكون تسبيح هذه الأَشياء بما الله به أَعلم لا نَفْقَه منه إِلا ما عُلِّمْناه، قال: وقال قوم وإِنْ من شيء إِلا يسبح بحمده أَي ما من دابة إلا وفيه دليل أَن الله، عز وجل، خالقه وأَن خالقه حكيم مُبَرَّأٌ من الأَسْواء ولكنكم، أَيها الكفار، لا تفقهون أَثر الصَّنْعة في هذه المخلوقات؛ قال أَبو إِسحق: وليس هذا بشيء لأَن الذين خوطبوا بهذا كانوا مقرّين أَن الله خالقُهم وخالقُ السماء والأَرض ومن فيهن، فكيف يجهلون الخِلْقَة وهم عارفون بها؟ قال الأَزهري: ومما يدلك على أَن تسبيح هذه المخلوقات تسبيح تَعَبَّدَتْ به قولُ الله عز وجل للجبال: يا جبالُ أَوِّبي معه والطيرَ؛ ومعنى أَوِّبي سَبِّحي مع داود النهارَ كلَّه إِلى الليل؛ ولا يجوز أَن يكون معنى أَمر الله عز وجل للجبال بالتأْويب إِلا تَعَبُّداً لها؛ وكذلك قوله تعالى: أَلم ترَ أَن الله يسجد له من في السموات ومن في الأَرض والشمسُ والقمرُ والنجومُ والجبالُ والشجرُ والدوابُّ وكثير من الناس، فسجود هذه المخلوقات عبادة منها لخالقها لا نَفْقَهُها عنها كما لا نفقه تسبيحها؛ وكذلك قوله: وإِن من الحجارة لما يَتَفَجَّر منه الأَنهارُ وإِنَّ منها لما يَشَّقَّقُ فيَخْرج منه الماءُ وإِنَّ منها لما يهبِطُ من خشية الله؛ وقد عَلِم اللهُ هُبوطَها من خشيته ولم يعرّفنا ذلك فنحن نؤمن بما أُعلمنا ولا نَدَّعِي بما لا نُكَلَّف بأَفهامنا من عِلْمِ فِعْلِها كيفيةً نَحُدُّها. ومن صفات الله عز وجل: السُّبُّوحُ القُدُّوسُ؛ قال أَبو إِسحق: السُّبُّوح الذي يُنَزَّه عن كل سُوء، والقُدُّوسُ: المُبارَك، وقيل: الطاهر؛ وقال ابن سيده: سُبُّوحٌ قُدُّوس من صفة الله عز وجل، لأَنه يُسَبَّحُ ويُقَدَّسُ، ويقال: سَببوحٌ قَدُّوسٌ؛ قال اللحياني: المجتمع عليه فيها الضم، قال: فإِن فتحته فجائز؛ هذه حكايته ولا أَدري ما هي. قال سيبويه: إِنما قولهم سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ رب الملائكة والروح؛ فليس بمنزلة سُبْحان لأَن سُبُّوحاً قُدُّوساً صفة، كأَنك قلت ذكرت سُبُّوحاً قُدُّوساً فنصبته على إِضمار الفعل المتروك إِظهاره، كأَنه خطر على باله أَنه ذَكَره ذاكِرٌ، فقال سُبُّوحاً أَي ذَكرت سبوحاً، أَو ذَكَره هو في نفسه فأَضمر مثل ذلك، فأَما رَفْعُه فعلى إِضمار المبتدإِ وتَرْكُ إِظهارِ ما يَرْفع كترك إظهار ما يَنْصِب؛ قال أَبو إِسحق: وليس في كلام العرب بناءٌ على فُعُّول، بضم أَوّله، غير هذين الاسمين الجليلين وحرف آخر (* قوله «وحرف آخر إلخ» نقل شارح القاموس عن شيخه قال: حكى الفهري عن اللحياني في نوادره اللغتين في قولهم ستوق وشبوك لضرب من الحوت وكلوب اهـ ملخصاً. قوله والفتح فيهما إلخ عبارة النهاية. وفي حديث الدعاء سبوح قدّوس يرويان بالفتح والضم، والفتح فيهما إِلى قوله والمراد بهما التنزيه.) وهوقولهم للذِّرِّيحِ، وهي دُوَيْبَّةٌ: ذُرُّوحٌ، زادها ابن سيده فقال: وفُرُّوجٌ، قال: وقد يفتحان كما يفتح سُبُّوح وقُدُّوسٌ، روى ذلك كراع. وقال ثعلب: كل اسم على فَعُّول فهو مفتوح الأَول إِلاَّ السُّبُّوح وقُدُّوسٌ، روى ذلك كراع.وقال ثعلب: كل اسم على فَعُّول فهو مفتوح الأَول إِلاَّ السُّبُّوحَ والقُدُّوسَ، فإِن الضم فيهما أَكثر؛ وقال سيبويه: ليس في الكلام فُعُّول بواحدة، هذا قول الجوهري؛ قال الأَزهري: وسائر الأَسماء تجيء على فَعُّول مثل سَفُّود وقَفُّور وقَبُّور وما أَشبههما، والفتح فيهما أَقْيَسُ، والضم أَكثر استعمالاً، وهما من أَبنية المبالغة والمراد بهما التنزيه. وسُبُحاتُ وجهِ الله، بضم السين والباء: أَنوارُه وجلالُه وعظمته. وقال جبريل، عليه السلام: إِن لله دون العرش سبعين حجاباً لو دنونا من أَحدها لأَحرقتنا سُبُحاتُ وجه ربنا؛ رواه صاحب العين، قال ابن شميل: سُبُحاتُ وجهه نُورُ وجهه. وفي حديث آخر: حجابُه النورُ والنارُ، لو كشفه لأَحْرقت سُبُحاتُ وجهه كلَّ شيء أَدركه بصَرُه؛ سُبُحاتُ وجه الله: جلالُه وعظمته، وهي في الأَصل جمع سُبْحة؛ وقيل: أَضواء وجهه؛ وقيل: سُبْحاتُ الوجه محاسنُه لأَنك إِذا رأَيت الحَسَنَ الوجهِ قلت: سبحان الله وقيل: معناه تنزيهٌ له أَي سبحان وجهه؛ وقيل: سُبْحاتُ وجهه كلام معترض بين الفعل والمفعول أَي لو كشفها لأَحرقت كل شيء أَدركه بصره، فكأَنه قال: لأَحرقتُ سُبُحاتُ الله كل شيء أَبصره، كما تقول: لو دخل المَلِكُ البلدَ لقتل، والعِياذُ بالله، كلَّ من فيه؛ قال: وأَقرب من هذا كله أَن المعنى: لو انكشف من أَنوار الله التي تحجب العباد عنه شيء لأَهلك كلَّ من وقع عليه ذلك النورُ، كما خَرَّ موسى، على نبينا وعليه السلام، صَعِقاً وتَقَطَّعَ الجبلُ دَكّاً، لمَّا تجلى الله سبحانه وتعالى؛ ويقال: السُّبُحاتُ مواضع السجود.والسُّبْحَةُ: الخَرَزاتُ التي يَعُدُّ المُسَبَّحُ بها تسبيحه، وهي كلمة مولَّدة. وقد يكون التسبيح بمعنى الصلاة والذِّكر، تقول: قَّضَيْتُ سُبْحَتي. وروي أَن عمر، رضي الله عنه، جَلَدَ رجلين سَبَّحا بعد العصر أَي صَلَّيا؛ قال الأَعشى: وسَبِّحْ على حين العَشِيَّاتِ والضُّحَى، ولا تَعْبُدِ الشيطانَ، واللهَ فاعْبُدا يعني الصلاة بالصَّباح والمَساء، وعليه فسر قوله: فسُبْحانَ الله حين تُمْسون وحين تُصْبحون؛ يأْمرهم بالصلاة في هذين الوَقتين؛ وقال الفراء: حين تمسون المغرب والعشاء، وحين تصبحون صلاة الفجر، وعشيّاً العصر، وحين تظهرون الأُولى. وقوله: وسَبِّحْ بالعَشِيِّ والإِبْكارِ أَي وصَلِّ. وقوله عز وجل: فلولا أَنه كان من المُسَبِّحين؛ أَراد من المصلين قبل ذلك، وقيل: إِنما ذلك لأَنه قال في بطن الحوت: لا إِله إِلاَّ أَنت سبحانك إِني كنت من الظالمين. وقوله: يُسَبِّحُونَ الليلَ والنهارَ لا يَفْتُرونَ؛ يقال: إِن مَجْرَى التسبيح فيهم كمَجرى النَّفَسِ منا لا يَشْغَلُنا عن النَّفَسِ شيء. وقوله: أَلم أَقُلْ لكم لولا تُسَبِّحون أَي تستثنون، وفي الاستثناء تعظيمُ الله والإِقرارُ بأَنه لا يشاء أَحدٌ إِلاَّ أَن يشاء الله، فوضع تنزيه الله موضع الاستثناء. والسُّبْحةُ: الدعاء وصلاةُ التطوع والنافلةُ؛ يقال: فرغ فلانٌ من سُبْحَته أَي من صلاته النافلة، سمِّيت الصلاة تسبيحاً لأَن التسبيح تعظيم الله وتنزيهه من كلِّ سوء؛ قال ابن الأَثير: وإِنما خُصت النافلة بالسُّبْحة، وإِن شاركتها الفريضة في معنى التسبيح، لأَن التسبيحات في الفرائض نوافلُ، فقيل لصلاة النافلة سُبْحة لأَنها نافلة كالتسبيحات والأَذكار في أَنها غير واجبة؛ وقد تكرر ذكر السُّبْحة في الحديث كثيراً فمنها: اجعلوا صلاتكم معهم سُبْحَةً أَي نافلة، ومنها: كنا إِذا نزلنا منزلاً لا نُسَبِّحُ حتى نَحُلَّ الرِّحال؛ أَراد صلاة الضحى، بمعنى أَنهم كانوا مع اهتمامهم بالصلاة لا يباشرونها حتى يَحُطُّوا الرحال ويُريحوا الجمالَ رفقاً بها وإِحساناً. والسُّبْحَة: التطوُّع من الذِّكر والصلاة؛ قال ابن الأَثير: وقد يطلق التسبيح على غيره من أَنواع الذكر مجازاً كالتحميد والتمجيد وغيرهما. وسُبْحَةُ الله: جلالُه. وقيل في قوله تعالى: إِن لك في النهار سَبْحاً طويلاً أَي فراغاً للنوم، وقد يكون السَّبْحُ بالليل. والسَّبْحُ أَيضاً: النوم نفسه. وقال ابن عرفة الملقب بنفطويه في قوله تعالى: فَسَبِّحْ باسم ربك العظيم أَي سبحه بأَسمائه ونزهه عن التسمية بغير ما سمَّى به نفسه، قال: ومن سمى الله تعالى بغير ما سمى به نفسه، فهو مُلْحِدٌ في أَسمائه، وكلُّ من دعاه بأَسمائه فَمُسَبِّح له بها إِذ كانت أَسماؤُه مدائح له وأَوصافاً؛ قال الله تعالى: ولله الأَسماء الحُسْنى فادْعُوه بها، وهي صفاته التي وصف بها نفسه، وكل من دعا الله بأَسمائه فقد أَطاعه ومدحه ولَحِقَه ثوابُه. وروي عن رسول الله، ، أَنه قال: ما أَحدٌ أَغْيَرَ من الله ولذلك حَرَّمَ الفواحشَ، وليس أَحدٌ أَحبَّ إِليه المَدْحُ من الله تعالى. والسَّبْحُ أَيضاً: السكون. والسَّبْحُ: التقَلُّبُ والانتشار في الأَرض والتَّصَرُّفُ في المعاش، فكأَنه ضِدٌّ. وفي حديث الوضوء: فأَدخل اصْبُعَيْه السَّبَّاحَتَيْنِ في أُذنيه؛ السَّبَّاحةُ والمُسَبِّحةُ: الإِصبع التي تلي الإِبهام، سميت بذلك لأَنها يشار بها عند التسبيح. والسَّبْحَةُ، بفتح السين: ثوب من جُلُود، وجمعها سِباحٌ؛ قال مالك بن خالد الهذلي: وسَبَّاحٌ ومَنَّاحٌ ومُعْطٍ، إِذا عادَ المَسارِحُ كالسِّباحِ وصحَّف أَبو عبيدة هذه الكلمة فرواها بالجيم؛ قال ابن بري: لم يذكر، يعني الجوهري، السَّبْحَة، بالفتح، وهي الثياب من الجلود، وهي التي وقع فيها التصحيف، فقال أَبو عبيدة: هي السُّبْجة، بالجيم وضم السين، وغلط في ذلك، وإِنما السُّبْجَة كساء أَسود، واستشهد أَبو عبيدة على صحة قوله بقول مالك الهذلي: إِذا عاد المسارح كالسباج فصحَّف البيت أَيضاً، قال: وهذا البيت من قصيدة حائية مدح بها زهيرَ بنَ الأَغَرِّ اللحياني، وأَوَّلها: فَتًى ما ابنُ الأَغَرِّ، إِذا شَتَوْنا، وحُبَّ الزَّادُ في شَهْرَيْ قُِماحِ والمسارح: المواضع التي تسرح إِليها الإِبل، فشبهها لمَّا أَجدبت بالجلود المُلْسِ في عدم النبات، وقد ذكر ابن سيده في ترجمة سبج، بالجيم، ما صورته: والسِّباحُ ثياب من جلود، واحدتها سُبْجَة، وهي بالحاء أَعلى، على أَنه أَيضاً قد قال في هذه الترجمة: إِن أَبا عبيدة صحَّف هذه الكلمة ورواها بالجيم كما ذكرناه آنفاً، ومن العجب وقوعه في ذلك مع حكايته عن أَبي عبيدة أَنه وقع فيه، اللهم إِلا أَن يكون وجد ثقلاً فيه، وكان يتعين عليه أَنه لو وجد نقلاً فيه أَن يذكره أَيضاً في هذه الترجمة عند تخطئته لأَبي عبيدة ونسبته إِلى التصحيف ليسلم هو أَيضاً من التهمة والانتقاد. أَبو عمرو: كساءٌ مُسبَّح، بالباء، قوي شديد، قال: والمُسَبَّحُ، بالباء أَيضاً، المُعَرَّضُ، وقال شمر: السِّباحُ، بالحاء، قُمُصٌ للصبيان من جلود؛ وأَنشد: كأَنَّ زوائِدَ المُهُراتِ عنها جَواري الهِنْدِ، مُرْخِيةَ السِّباحِ قال: وأَما السُّبْحَة، بضم السين والجيم، فكساء أَسود. والسُّبْحَة: القطعة من القطن. وسَبُوحةُ، بفتح السين مخففة: البلدُ الحرامُ، ويقال: وادٍ بعرفات؛ وقال يصف نُوقَ الحجيج: خَوارِجُ من نَعْمانَ، أَو من سَبُوحةٍ إِلى البيتِ، أَو يَخْرُجْنَ من نَجْدِ كَبْكَبِ

سجح عدل

السَّجَحُ: لِينُ الخَدِّ. وخَدٌّ أَسْجَحُ: سهلٌ طويل قليل اللحم واسع؛ وقد سَجِحَ سَجَحاً وسَجاحةً. وخُلُقٌ سَجِيح: لَيِّنٌ سهل؛ وكذلك المِشْيةُ، بغير هاء، يقال: مَشى فلان مشياً سُجُحاً وسَجِيحاً. ومِشْيةٌ سُجُحٌ أَي سهلة؛ وورد في حديث عليّ،رضي الله عنه، يُحَرِّضُ أَصحابه على القتال: وامْشُوا إِلى الموت مِشْيةً سُجُحاً؛ قال حسان: دَعُوا التَّخاجُؤَ، وامْشُوا مِشْيَةً سُجُحاً، إِنَّ الرجالَ ذَوُو عَصْبٍ وتَذْكِيرِ قال الأزهري: هو أَن يعتدل في مشيه ولا يتمايَل فيه تَكَبُّراً. ووجهٌ أَسْجَحُ بَيِّنُ السَّجَحِ أَي حَسَنٌ معتدل؛ قال ذو الرمة: لها أُذُنٌ حَشْرٌ وذِفْرَى أَسِيلةٌ، ووجهٌ، كَمِرآةِ الغَرِيبةِ، أَسْجَحُ وأَورد الأَزهري هذا البيت شاهداً على لين الخد، وأَنشد: «وخدٍّ كمرآة الغريبة» قال ابن بري: خص مرآة الغريبة، وهي التي لم تتَزوَّج في قومها، فلا تجد في نساء ذلك الحي من يُعْنى بها ويُبَيِّن لها ما تحتاج إِلى إِصلاحه من عيب ونحوه، فهي محتاجة إِلى مرآتها التي ترى فيها ما يُنْكِرُه فيها من رآها، فمرآتها لا تزال أَبداً مَجْلُوَّة؛ قال: والرواية المشهورة في البيت «وخَدّ كمرآة الغريبة». الأَزهري: وفي النوادر يقال: سَجَحْتُ له بشيء من الكلام وسَرَحْتُ وسَجَّحْتُ وسَرَّحْتُ وسَنَحْتُ وسَنَّحْتُ إِذا كان كلام فيه تعريض بمعنى من المعاني. وسُجُحُ الطريق وسُجْحُه: مَحَجَّتُه لسهولتها. وبَنَوْا بيوتهم على سُجُحٍ واحد وسُجْحةٍ واحدةٍ وعِذارٍ واحد أَي قدْرٍ واحد. ويقال: خَلِّ له عن سُجحِ الطريق، بالضم، أَي وَسَطه وسَنَنه. والسَّجِيحة والمَسْجُوحُ والمَسْجيوحُ: الخُلُق؛ وأَنشد: هُنا وهَنَّا وعلى المَسْجُوحِ قال أَبو الحسن: هو كالمَيْسُور والمَعْسُور وإِن لم يكن له فِعْلٌ أَي إِنه من المصادر التي جاءت على مثال مفعول. أَبو عبيد: السَّجِيحة السَّجِيَّة والطبيعة. أَبو زيد: يقال ركب فلان سَجِيحَةَ رأْسه، وهو ما اختاره لنفسه من الرأْي فركبه. والأَسْجَعُ من الرجال: الحَسَنُ المعتدل. الأَزهري: قال أَبو عبيد: الأَسْجَحُ الخَلْق المعتدل الحسن. الليث: سَجَحَتِ الحمامةُ وسَجَعَت. قال: وربما قالوا مُزْجِح في مُسْجِحٍ كالأَسْدِ والأَزْدِ. والسَّجْحاء من الإِبل: التامَّة طولاً وعظماً.والإِسْجاحُ: حُسْنُ العفو؛ ومنه المثل السائر في العفو عند المَقْدُِرَةِ: مَلَكْتَ فأَسْجِحْ؛ وهو مرويٌّ عن عائشة، قالته لعلي، رضي الله عنهما، يوم الجمل حين ظَهَرَ على الناس، فَدَنا من هَوْدَجها ثم كلمها بكلام فأَجابته: مَلَكْتَ فأَسْجِحْ أَي ظَفِرْتَ فأَحْسِنْ وقَدَرْتَ فَسَهِّلْ وأَحْسِنِ العَفْوَ؛ فَجَهَّزَها عند ذلك بأَحْسَنِ الجِهاز إِلى المدينة؛ وقالها أَيضاً ابنُ الأَكْوَعِ في غزوة ذي قَرَدٍ: ملكت فأَسْجِحْ؛ ويقال: إِذا سأَلتَ فأَسْجِحْ أَي سَهِّلْ أَلفاظَكَ وارْفُقْ. ومِسْجَحٌ: اسم رجل. وسَجاحِ: اسم المرأَة المُتَنَبِّئة، بكسر الحاء، مثل حَذامِ وقَطامِ، وهي من بني يَرْبُوعٍ؛ قال: عَصَتْ سَجاحِ شَبَثاً وقَيْسا، ولَقِيَتْ من النكاحِ وَيْسا، قد حِيسَ هذا الدِّينُ عندي حَيْسا قال الأَزهري: كانت في تميم امرأَة كذابة أَيام مسيلمة المُتَنَبِّئ فتَنَبَّأَتْ هي أَيضاً، واسمها سَجاحِ، وخطبها مسيلمة وتزوَّجته ولهما حديث مشهور.

سحح عدل

السَّحُّ والسُّحُوحُ: هما سِمَنُ الشاةِ. سَحَتِ الشاةُ والبقرة تَسِحُّ سَحّاً وسُحُوحاً وسُحُوحةً إِذا سمنت غاية السِّمَن؛ قيل: سَمِنَتْ ولم تَنْتَهِ الغايةَ؛ وقال: اللحياني سَحَّتْ تَسُحُّ، بضم السين؛ وقال أَبو مَعَدٍّ الكِلابيُّ: مهزولٌ ثم مُنْقٍ إِذا سَمِنَ قليلاً ثم شَنُونٌ ثم سَمِينٌ ثم ساحٌّ ثم مُتَرَطِّمٌ، وهو الذي انتهى سِمَناً؛ وشاة ساحَّةٌ وساحٌّ، بغير هاء، الأَخيرة على النسب. قال الأَزهري: قال الخليل هذا مما يُحتج به أَنه قول العرب فلا نَبْتَدِعُ فيه شيئاً. وغنمٌ سِحاحٌ وسُحاحٌ: سِمانٌ، الأَخيرة من الجمع العزيز كظُؤَارٍ ورُخالٍ؛ وكذا روي بيت ابن هَرْمة: وبَصَّرْتَني، بعدَ خَبْطِ الغَشُومِ، هذي العِجافَ، وهذي السِّحاحا والسِّحَاحُ والسُّحاحُ، بالكسر والضم، وقد قيل: شاةٌ سُحاحٌ أَيضاً، حكاها ثعلب. وفي حديث الزبير: والدنيا أَهْوَنُ عَلَيَّ من مِنْحَةٍ ساحَّةٍ أَي شاة ممتلئة سِمَناً، ويروى: سَحْساحة، وهو بمعناه؛ ولحمٌ ساحٌّ؛ قال الأَصمعي: كأَنه من سِمَنِه يَصُبُّ الوَدَكَ. وفي حديث ابن عباس: مررتُ على جزورٍ ساحٍّ أَي سمينة؛ وحديث ابن مسعود: يَلْقَى شيطانُ المؤمن شيطانَ الكافر شاحباً أَغْبَر مَهْزُولاً وهذا ساحٌّ أَي سمين؛ يعني شيطان الكافر. وسحابة سَحُوحٌ، وسَحَّ الدَّمْعُ والمطرُ والماءُ يَسُحُّ سَحّاً وسُحُوحاً أَي سال من فوق واشتدَّ انصبابُه. وساحَ يَسِيحُ سَيْحاً إِذا جَرَى على وجه الأَرض. وعينٌ سَحْساحة: كثيرة الصب للدُّموع. ومطر سَحْسَحٌ وسَحْساحٌ: شديد يَسُحُّ جدّاً يَقْشِرُ وجهَ الأَرض. وتَسَحْسَحَ الماءُ والشيءُ: سال. وانْسَحَّ إِبطُ البعير عَرَقاً، فهو مُنْسَحُّ أَي انْصَبَّ. وفي الحديث: يمينُ الله سَحَّاءُ لا يَغِيضُها شيءٌ الليلَ والنهارً أَي دائمة الصَّبِّ والهَطْلِ بالعطاء. يقال: سَحَّ يَسُحُّ سَحّاً، فهو ساحٌّ، والمؤنثة سَحَّاءُ، وهي فَعْلاءُ لا أَفْعَلَ لها، كهَطْلاء؛ وفي رواية: يَمِينُ الله ملأَى سَحّاً، بالتنوين على المصدر، واليمين ههنا كناية عن محل عطائه ووصفها بالامتلاء لكثرة منافعها، فجعلها كالعين الثَّرَّةِ لا يَغِيضُها الاستقاءُ ولا ينقُصُها الامْتِياحُ، وخَصَّ اليمين لأَنها في الأَكثر مَظِنَّة للعطاء على طريق المجاز والاتساعِ، والليلَ والنهار منصوبان على الظرف. وفي حديث أَبي بكر أَنه قال لأُسامة حين أَنْفَدَ جَيْشَه إِلى الشام: أَغِرْ عليهم غارَةً سَحَّاءَ أَي تَسُحُّ عليهم البَلاءَ دَفْعَةً من غير تَلَبُّثٍ. وفرس مِسَحٌّ، بكسر الميم: جَوادٌ سريع كأَنه يَصُبُّ الجَرْيَ صَبّاً، شُبِّه بالمطر في سرعة انصبابه. وسَحَّ الماءَ وغيره يَسُحُّه سَحّاً: صَبَّه صَبّاً متتابعاً كثيراً؛ قال دُرَيْدُ بنُ الصِّمَّةِ: ورُبَّةَ غارَةٍ أَوْضَعْتُ فيها، كسَحِّ الخَزْرَجِيِّ جَرِيمَ تَمْرِ معناه أَي صَبَبْتُ على أَعدائي كَصَبِّ الخَزْرَجِيِّ جريم التمر، وهو النوى. وحَلِفٌ سَحٌّ: مُنْصَبٌّ متتابع؛ أَنشد ابن الأَعرابي: لو نَحَرَتْ في بيتها عَشْرَ جُزُرْ، لأَصْبَحَتْ من لَحْمِهِنَّ تَعْتَذِرْ، بِحَلِفٍ سَحٍّ ودَمْعٍ مُنْهَمِرْ وسَحَّ الماءُ سَحّاً: مَرَّ على وجه الأَرض. وطعنة مُسَحْسِحةٌ: سائلة؛ وأَنشد: مُسَحْسِحةٌ تَعْلُو ظُهورَ الأَنامِلِ الأَزهري: الفراء قال: هو السَّحَاحُ والإِيَّارُ واللُّوحُ والحالِقُ للهواء. والسُّحُّ والسَّحُّ: التمر الذي لم يُنْضَح بماء، ولم يُجْمَعْ في وعاء، ولم يُكْنَزْ، وهو منثور على وجه الأَرض؛ قال ابن دريد: السُّحُّ تمر يابس لا يُكْنَز، لغة يمانية؛ قال الأَزهري: وسَمعت البَحْرانِيِّينَ يقولون لجِنْسٍ من القَسْبِ السُّح، وبالنِّباجِ عين يقال لها عُرَيْفِجان تَسْقي نَخْلاً كثيراً، ويقال لتمرها: سُحُّ عُرَيْفِجانَ، قال: وهو من أَجود قَسْبٍ رأَيت بتلك البلاد. وأَصاب الرجلَ لَيلَتَه سَحٌّ مثلُ سَجٍّ إِذا قعد مقاعِدَ رِقاقاً. والسَّحْسَحة والسَّحْسَحُ: عَرْصَة الدار وعَرْصَة المحَلَّة. الأَحمر: اذهبْ فلا أَرَيَنَّك بسَحْسَحِي وسَحايَ وحَرايَ وحَراتي وعَقْوتي وعَقاتي. ابن الأَعرابي: يقال نزل فلانٌ بسَحْسَحِه أَي بناحيته وساحته. وأَرض سَحْسَحٌ: واسعة؛ قال ابن دريد: ولا أَدري ما صحتُها. وسَحَّه مائةَ سَوْطٍ يَسُحُّه سَحّاً أَي جَلَده.

سدح عدل

السَّدْحُ: ذَبْحُك الشيءَ وبَسْطُكَه على الأَرض وقد يكون إِضْجاعَك للشيءٍ؛ وقال الليث: السَّدْحُ ذَبْحُك الحيوان ممدوداً على وجه الأَرض، وقد يكون إِضْجاعُك الشيءَ على وجه الأَرض سَدْحاً، نحو القِرْبة المملوءة المَسْدوحة؛ قال أَبو النجم يصف الحية: يأْخُذُ فيه الحَيَّةَ النَّبُوحا، ثم يَبِيتُ عنده مَذْبُوحا، مُشَدَّخَ الهامةِ أَو مَسْدُوحا قال الأَزهري: السَّدْحُ والسَّطْحُ واحد، أُبدلت الطاء فيه دالاً، كما يقال: مَطَّ ومَدَّ وما أَشبهه. وسَدَحَ الناقةَ سَدْحاً: أَناخها كسَطَحَها، فإِما أَن يكون لغة، وإِما أَن يكون بدَلاً. وسادِحٌ: قبيلة أَو حيّ؛ قال أَبو ذؤيب: وقد أَكثرَ الواشُونَ بيني وبينه، كما لم يَغِبْ، عن عَيِّ ذُبيانَ، سادِحُ وعَلَّق أَكثر ببيني لأَنه في معنى سَعَى. وسَدَحه، فهو مَسْدُوحٌ وسَدِيحٌ: صَرَعه كسَطَحه. والسَّادِحةُ: السحابةُ الشديدة التي تَصْرَعُ كلَّ شيء. وانْسَدح الرجلُ: استلقى وفرَّج رجليه. والسَّدْحُ: الصَّرْعُ بَطْحاً على الوجه أَو إِلقاءً على الظهر، لا يقع قاعداً ولا متكوِّراً؛ تقول: سَدَحه فانْسَدَح، فهو مَسْدوح وسَدِيحٌ؛ قال خِداشُ بنُ زهير: بين الأَراكِ وبينَ النَّخْلِ تَسْدَحُهُمْ زُرْقُ الأَسِنَّةِ، في أَكرافِها شَبَمُ ورواه المُفَضَّل تَشْدَخُهم، بالخاء والشين المعجمتين، فقال له الأَصمعي: صارت الأَسنة كأَفْرَكُوباتٍ (* هكذا في الأصل ولم نجد لهذه اللفظة اثراً في المعاجم.) تَشْدَخ الرؤوس، إِنما هو تَسْدَحُهم، وكان الأَصمعي يَعِيبُ من يرويه تشدخهم، ويقول: الأَسنة لا تَشْدَخ إِنما ذلك يكون بَحَجَر أَو دَبُّوس أَو عمودٍ أَو نحو ذلك مما لا قطع له؛ وقبل هذا البيت:قد قَرَّت العينُ إِذ يَدْعُونَ خَيْلَهُمُ لكَي تَكُرَّ، وفي آذانها صَمَمُ أَي يطلبون من خيلهم أَن تكرّ فلا تطيعهم. وفلان سادِحٌ أَي مُخْصِبٌ. وسَدَحَ القِرْبَة يَسْدَحُها سَدْحاً: ملأَها ووضعها إِلى جنبه. وسَدَحَ بالمكان: أَقام. ابن الأَعرابي: سَدَحَ بالمكان ورَدَحَ إِذا أَقام بالمكان أَو المَرْعى. وقال ابن بُزُرْج: سَدَحَتِ المرأَةُ ورَدَحَتْ إِذا حَظِيَتْ عند زوجها ورُضِيَتْ.

سرح عدل

السَّرْحُ: المالُ السائم. الليث: السَّرْحُ المالُ يُسامُ في المرعى من الأَنعام. سَرَحَتِ الماشيةُ تَسْرَحُ سَرْحاً وسُرُوحاً: سامتْ. وسَرَحها هو: أَسامَها، يَتَعَدَّى ولا يتعدى؛ قال أَبو ذؤَيب: وكانَ مِثْلَيْنِ: أَن لا يَسْرَحُوا نَعَماً، حيثُ اسْتراحَتْ مَواشِيهم، وتَسْرِيحُ تقول: أَرَحْتُ الماشيةَ وأَنْفَشْتُها وأَسَمْتُها وأَهْمَلْتُها وسَرَحْتُها سَرْحاً، هذه وحدها بلا أَلف. وقال أَبو الهيثم في قوله تعالى: حين تُرِيحُونَ وحين تَسْرَحُونَ؛ قال: يقال سَرَحْتُ الماشيةَ أَي أَخرجتها بالغَداةِ إلى المرعى. وسَرَحَ المالُ نَفْسُهُ إِذا رَعَى بالغَداةِ إِلى الضحى. والسَّرْحُ: المالُ السارحُ، ولا يسمى من المال سَرْحاً إِلاَّ ما يُغْدَى به ويُراحُ؛ وقيل: السَّرْحُ من المال ما سَرَحَ عليك. يقال: سَرَحَتْ بالغداة وراحتْ بالعَشِيِّ، ويقال: سَرَحْتُ أَنا أَسْرَحُ سُرُوحاً أَي غَدَوْتُ؛ وأَنشد لجرير: وإِذا غَدَوْتُ فَصَبَّحَتْك تحِيَّةٌ، سَبَقَتْ سُرُوحَ الشَّاحِجاتِ الحُجَّلِ قال: والسَّرْحُ المال الراعي. وقول أَبي المُجِيبِ ووصف أَرضاً جَدْبَةً: وقُضِمَ شَجرُها والتَقى سَرْحاها؛ يقول: انقطع مَرْعاها حتى التقيا في مكان واحد، والجمع من كل ذلك سُرُوحٌ. والمَسْرَحُ، بفتح الميم: مَرْعَى السَّرْح، وجمعه المَسارِحُ؛ ومنه قوله: إِذا عاد المَسارِحُ كالسِّباحِ وفي حديث أُم زرع: له إِبلٌ قليلاتُ المسارِحِ؛ هو جمع مَسْرَح، وهو الموضع الذي تَسْرَحُ إِليه الماشيةُ بالغَداة للرَّعْيِ؛ قيل: تصفه بكثرة الإِطْعامِ وسَقْيِ الأَلبان أَي أَن إِبله على كثرتها لا تغيب عن الحيِّ ولا تَسْرَحُ في المراعي البعيدة، ولكنها باركة بفِنائه ليُقَرِّب للضِّيفان من لبنها ولحمها، خوفاً من أَن ينزل به ضيفٌ، وهي بعيدة عازبة؛ وقيل: معناه أَن إَبله كثيرة في حال بروكها، فإِذا سَرَحت كانت قليلة لكثرة ما نُحِرَ منها في مَباركها للأَضياف؛ ومنه حديث جرير: لا يَعْزُب سارِحُها أَي لا يَبْعُدُ ما يَسْرَحُ منها إِذا غَدَت للمرعى. والسارحُ: يكون اسماً للراعي الذي يَسْرَحُ الإِبل، ويكون اسماً للقوم الذين لهم السَّرْحُ كالحاضِرِ والسَّامِر وهما جميعٌ. وما له سارحةٌ ولا رائحة أَي ما له شيءٌ يَرُوحُ ولا يَسْرَحُ؛ قال اللحياني: وقد يكون في معنى ما له قومٌ. وفي كتاب كتبه رسولُ الله، ، لأُكَيْدِر دُومةِ الجَنْدَلِ: لا تُعْدَلُ سارِحَتُم ولا تُعَدُّ فارِدَتُكم. قال أَبو عبيد: أَراد أَن ماشيتهم لا تُصْرَفُ عن مَرْعًى تريده. يقال عَدَلْتُه أَي صرفته، فَعَدَلَ أَي انصرف. والسارحة: هي الماشية التي تَسْرَحُ بالغداة إِلى مراعيها. وفي الحديث الآخر: ولا يُمْنَعُ سَرْحُكم؛ السَّرْحُ والسارحُ والسارحة سواء: الماشية؛ قال خالد بن جَنْبَةَ: السارحة الإِبل والغنم. قال: والسارحة الدابة الواحدة، قال: وهي أَيضاً الجماعة. والسَّرْحُ: انفجار البول بعد احتباسه. وسَرَّحَ عنه فانْسَرَحَ وتَسَرَّحَ: فَرَّجَ. وإِذا ضاق شيءٌ فَفَرَّجْتَ عنه، قلت: سَرَّحْتُ عنه تسريحاً؛ قال العجاج: وسَرَّحَتْ عنه، إِذا تَحَوَّبا، رَواجِبُ الجَوْفِ الصَّهِيلَ الصُّلَّبا ووَلَدَتْه سُرُحاً أَي في سُهولة. وفي الدعاء: اللهم اجعَلْه سهلاً سُرُحاً. وفي حديث الفارعة: أَنها رأَت إِبليس ساجداً تسيل دموعه كسُرُحِ الجَنِينِ؛ السُّرُحُ: السهل. وإِذا سَهُلت ولادة المرأَة، قيل: وَلَدَتْ سُرُحاً. والسُّرُحُ والسَّرِيحُ: إِدْرارُ البول بعد احتباسه؛ ومنه حديث الحسن: يا لها نِعْمَةً، يعني الشَّرْبة من الماء، تُشْرَبُ لذةً وتخرج سُرُحاً أَي سهلاً سريعاً. والتسريحُ: التسهيل. وشيءٌ سريح: سهل. وافْعَل ذلك في سَراحٍ وَرواحٍ أَي في سهولة. ولا يكون ذلك إِلاَّ في سَريح أَي في عَجَلة. وأَمرٌ سَرِيحٌ: مُعَجَّلٌ والاسم منه السَّراحُ، والعرب تقول: إِن خَيْرَك لفي سَرِيح، وإِن خَيْرَك لَسَريحٌ؛ وهو ضد البطيء. ويقال: تَسَرَّحَ فلانٌ من هذا الكان إِذا ذهب وخرج. وسَرَحْتُ ما في صدري سَرْحاً أَي أَخرجته. وسمي السَّرْحُ سَرْحاً لأَنه يُسَْحُ فيخرُجُ؛ وأَنشد: وسَرَحْنا كلَّ ضَبٍّ مُكْتَمِنْ والتسريحُ: إِرسالك رسولاً في حاجة سَراحاً. وسَرَّحْتُ فلاناً إِلى موضع كذا إِذا أَرْسلته. وتَسْرِيحُ المرأَة: تطليقُها. والاسم السِّراحُ، مثل التبليغ والبلاغ. وتَسْرِيحُ دَمِ العِرْقِ المفصود: إِرساله بعدما يسيل منه حين يُفْصَد مرة ثانية. وسمى الله، عز وجل، الطلاق سَراحاً، فقال: وسَرِّحُوهنّ سَراحاً جميلاً؛ كما سماه طلاقاً من طَلَّقَ المرأَة، وسماه الفِرَاقَ، فهذه ثلاثة أَلفاظ تجمع صريح الطلاق الذي لا يُدَيَّنُ فيها المُطَلِّقُ بها إِذا أَنكر أَن يكون عنى بها طلاقاً، وأَما الكنايات عنها بغيرها مثل البائنة والبتَّةِ والحرام وما أَشبهها، فإِنه يُصَدَّق فيها مع اليمين أَنه لم يرد بها طلاقاً. وفي المثل: السَّراحُ من النَّجاح؛ إِذا لم تَقْدِرْ على قضاء حاجة الرجل فأَيِّسْه فإِن ذلك عنده بمنزلة الإِسعاف. وتَسْرِيحُ الشَّعر: إِرساله قبل المَشْطِ؛ قال الأَزهري: تَسْرِيحُ الشعر ترجيله وتخليص بعضه من بعض بالمشط؛ والمشط يقال له: المِرجل والمِسرح، بكسر الميم. والمَسْرَحُ، بفتح الميم: المرعى الذي تَسْرَحُ فيه الدواب للرّعي. وفرسٌ سَريح أَي عُرْيٌ، وخيل سُرُحٌ وناقةٌ سُرُحٌ ومُنْسَرِحة في سيرها أَي سريعة؛ قال الأَعشى: بجُلالةٍ سُرُحٍ، كأَنَّ بغَرْزِها هِرّاً، إِذا انتَعَل المَطِيُّ ظِلالَها ومِشْيَةٌ سُرُحُ مثل سُجُح أَي سهلة. وانْسَرَحَ الرجلُ إِذا استلقى وفَرَّجَ بين رجليه: وأَما قول حُمَيْد بن ثور: أَبى اللهُ إِلاَّ أَنَّ سَرْحَةَ مالكٍ، على كلِّ أَفْنانِ العِضاهِ، تَرُوقُ فإِنما كنى بها عن امرأَة. قال الأَزهري: العرب تكني عن المرأَة بالسَّرْحةِ النابتة على الماء؛ ومنه قوله: يا سَرْحةَ الماءِ قد سُدَّتْ موارِدُه، أَما إِليكِ طريقٌ غيرُ مسْدُودِ لحائمٍ حامَ حتى لا حَراكَ به، مُحَّلإٍ عن طريقِ الوِرْدِ، مَرْدودِ كنى بالسَّرْحةِ النابتة على الماء عن المرأَة لأَنها حينئذٍ أَحسن ما تكن؛ وسَرْحةٌ في قول لبيد: لمن طَلَلٌ تَضَّمَنهُ أُثالُ، فَسَرْحةُ فالمَرانَةُ فالخَيالُ؟ هو اسم موضع (* قوله «هو اسم موضع» مثله في الجوهري وياقوت. وقال المجد: الصواب شرجة، بالشين والجيم المعجمتين. والحِمال، بكسر الحاء المهملة والباء الموحدة.). والسَّرُوحُ والسُّرُحُ من الإِبل: السريعةُ المشي. ورجل مُنْسَرِحٌ: متجرِّد؛ وقيل: قليل الثياب خفيف فيها، وهو الخارج من ثيابه؛ قال رؤبة: مُنْسَرِحٌ إِلاَّ ذَعاليب الخِرَقْ والمُنْسَرِحُ: الذي انْسَرَحَ عنه وَبَرُه. والمُنْسَرِحُ: ضربٌ من الشِّعْر لخفته، وهو جنس من العروض تفعيله: مستفعلن مفعولات مستفعلن ست مرات. ومِلاطٌ سُرُحُ الجَنْبِ: مُنْسَرِحٌ للذهاب والمجيء؛ يعني بالملاط الكَتِفَ، وفي التهذيب: العَضُد؛ وقال كراع: هو الطين؛ قال ابن سيده: ولا أَدري ما هذا. ابن شميل: ابنا مِلاطَي البعير هما العَضُدانِ، قال: والملاطان ما عن يمين الكِرْكِرَةِ وشمالها. والمِسْرَحةُ: ما يُسَرَّحُ به الشعَر والكَتَّان ونحوهما. وكل قطعة من خرقة متمزقة أَو دم سائل مستطيل يابس، فهو ما أَشبهه سَرِيحة، والجمع سَرِيحٌ وسَرائِحُ. والسَّريحة: الطريقة من الدم إِذا كانت مستطيلة؛ وقال لبيد: بلَبَّته سَرائِحُ كالعَصيمِ قال: والسَّريحُ السيرُ الذي تُشَدُّ به الخَدَمَةُ فوق الرُّسْغ. والسَّرائح والسُّرُح: نِعالُ الإِبل؛ وقيل: سِيُورُ نِعالها، كلُّ سَيرٍ منها سَريحة؛ وقيل: السيور التي يُخْصَفُ بها، واحدتها سَرِيحة، والخِدامُ سُيُورٌ تُشَدُّ في الأَرْساغ، والسَّرائِحُ: تُشَدُّ إِلى الخَدَم. والسَّرْحُ: فِناءُ الباب. والسَّرْحُ: كل شجر لا شوك فيه، والواحدة سَرْحة؛ وقيل: السَّرْحُ كلُّ شجر طال. وقال أَبو حنيفة: السَّرْحةُ دَوْحة مِحْلالٌ واسِعةٌ يَحُلُّ تحتها الناسُ في الصيف، ويَبْتَنُون تحتها البيوت، وظلها صالح؛ قال الشاعر: فيا سَرْحةَ الرُّكْبانِ، ظِلُّك بارِدٌ، وماؤُكِ عَذْب، لا يَحِلُّ لوارِدِ (* قوله «لا يحل لوارد» هكذا في الأَصل بهذا الضبط وشرح القاموس وانظره فلعله لا يمل لوارد.) والسَّرْحُ: شجر كبار عظام طِوالٌ لا يُرْعَى وإِنما يستظل فيه. وينبت بنَجدٍ في السَّهْل والغَلْظ، ولا ينبت في رمل ولا جبل، ولا يأْكله المالُ إِلاَّ قليلاً، له ثمر أَصفر، واحدته سَرْحة، ويقال: هو الآءُ، على وزن العاعِ، يشبه الزيتون، والآءُ ثمرةُ السَّرْح؛ قال: وأَخبرني أَعرابي قال: في السَّرْحة غُبْرَةٌ وهي دون الأَثْلِ في الطول، ووَرَقُها صغار، وهي سَبْطَة الأَفْنان. قال: وهي مائلة النِّبتة أَبداً ومَيلُها من بين جميع الشجر في شِقّ اليمين، قال: ولم أَبْلُ على هذا الأَعرابي كذباً. الأَزهري عن الليث: السَّرْحُ شجر له حَمْل وهي الأَلاءَة، والواحدة سرحة؛ قال الأَزهري: هذا غلط ليس السرح من الأَلاءَة في شيء. قال أَبو عبيد: السَّرْحة ضرب من الشجر، معروفة؛ وأَنشد قول عنترة: بَطَلٌ، كأَنَّ ثِيابَه في سَرْحةٍ، يُحْذَى نِعالَ السِّبْتِ، ليس بتَؤْأَمِ يصفه بطول القامة، فقد بيَّن لك أَن السَّرْحَة من كبار الشجر، أَلا ترى أَنه شبه به الرجل لطوله، والأَلاء لا ساق له ولا طول؟ وفي حديث ابن عمر أَنه قال: إِنَّ بمكان كذا وكذا سَرْحةً لم تُجْرَدْ ولم تُعْبَلْ، سُرَّ تحتها سبعون نبيّاً؛ وهذا يدل على أَن السَّرْحةَ من عظام الشجر؛ ورواه ابن الأَثير: لم تُجْرَدْ ولم تُسْرَحْ، قال: ولم تُسْرَحْ لم يصبها السَّرْحُ فيأْكل أَغصانها وورقها، قال: وقيل هو مأْخوذ من لفظ السَّرْحة، أَراد: لم يؤْخذ منها شيء، كما يقال: شَجَرْتُ الشجرةَ إِذا أَخذتُ بعضَها. وفي حديث ظَبْيانَ: يأْكلون مُلاَّحها ويَرْعَوْنَ سِراحَها. ابن الأَعرابي: السَّرْحُ كِبارُ الذَّكْوانِ، والذَّكْوانُ شجرٌ حَسَنُ العَساليح. أَبو سعيد: سَرَحَ السيلُ يَسْرَحُ سُرُوحاً وسَرْحاً إِذا جرى جرياً سهلاً، فهو سيلٌ سارحٌ؛ وأَنشد: ورُبَّ كلِّ شَوْذَبِيٍّ مُنْسَرِحْ، من اللباسِ، غيرَ جَرْدٍ ما نُصِحْ (* قوله «وأَنشد ورب كل إلخ» حق هذا البيت أَن ينشد عند قوله فيما مر ورجل منسرح متجرد كما استشهد به في الأَساس على ذلك وهو واضح.) والجَرْدُ: الخَلَقُ من الثياب. وما نُصِحَ أَي ما خيط. والسَّرِيحةُ من الأَرض: الطريقة الظاهرة المستوية في الأَرض ضَيِّقةً؛ قال الأَزهري: وهي أَكثر نبْتاً وشجراً مما حولها وهي مُشرفة على ما حولها، والجمع السَّرائح، فتراها مستطيلة شَجِيرة وما حولها قليل الشجر، وربما كانت عَقَبة. وسَرائحُ السهم: العَقَبُ الذي عُقِبَ به؛ وقال أَبو حنيفة: هي العَقَبُ الذي يُدْرَجُ على اللِّيطِ، واحدته سَرِيحة. والسَّرائحُ أَيضاً: آثار فيه كآثار النار. وسُرُحٌ: ماءٌ لبني عَجْلاَنَ ذكره ابن مقبل فقال: قالت سُلَيْمَى ببَطْن القاعِ من سُرُحٍ وسَرَحَه اللهُ وسَرَّحه أَي وَفَّقه الله؛ قال الأَزهري: هذا حرف غريب سمعته بالحاء في المؤلف عن الإِيادي. والمَسْرَحانِ: خشبتانِ تُشَدَّانِ في عُنُق الثور الذي يحرث به؛ عن أَبي حنيفة. وسَرْحٌ: اسمٌ؛ قال الراعي: فلو أَنَّ حَقَّ اليوم منكم أَقامَه، وإِن كان سَرْحٌ قد مَضَى فَتَسَرَّعا ومَسْرُوحٌ: قبيلة. والمَسْرُوحُ: الشرابُ، حكي عن ثعلب وليس منه على ثقة. وسِرْحانُ الحَوْضِ: وَسَطُه. والسِّرْحانُ: الذِّئبُ، والجمع سَراحٍ (* قوله «والجمع سراح» كثمان فيعرب منقوصاً كأنهم حذفوا آخره.) وسَراحِينُ وسَراحِي، بغير نونٍ، كما يقالُ: ثَعَالِبٌ وثَعَالِي. قال الأَزهري: وأَما السِّراحُ في جمع السِّرْحان فغير محفوظ عندي. وسِرْحانٌ: مُجْرًى من أَسماء الذئب؛ ومنه قوله: وغارةُ سِرْحانٍ وتقريبُ تَتْفُلِ والأُنثى بالهاء والجمع كالجمع، وقد تجمع هذه بالأَلف والتاء. والسِّرْحانُ والسِّيدُ الأَسدُ بلغة هذيل؛ قال أَبو المُثَلَّمِ يَرْثي صَخْر الغَيّ: هَبَّاطُ أَوْدِيَةٍ، حَمَّالُ أَلْوِيَةٍ، شَهَّادُ أَنْدِيَةٍ، سِرْحانُ فِتْيانِ والجمع كالجمع؛ وأَنشد أَبو الهيثم لطُفَيْلٍ: وخَيْلٍ كأَمْثَالِ السِّراحِ مَصُونَةٍ، ذَخائِرَ ما أَبقى الغُرابُ ومُذْهَبُ قال أَبو منصور: وقد جاء في شعر مالك بن الحرث الكاهلي: ويوماً نَقْتُلُ الآثارَ شَفْعاً، فنَتْرُكُهمْ تَنُوبُهمُ السِّراحُ شَفْعاً أَي ضِعف ما قتلوا وقِيسَ على ضِبْعانٍ وضِباعٍ؛ قال الأَزهري: ولا أَعرف لهما نظيراً. والسِّرْحانُ: فِعْلانٌ من سَرَحَ يَسْرَحُ؛ وفي حديث الفجر الأَول: كأَنه ذَنَبُ السِّرْحانِ؛ وهو الذئب، وقيل: الأَسد. وفي المثل: سَقَط العَشاءُ (* قوله «وفي المثل سقط العشاء إلخ» قال أَبو عبيد أصله أن رجلاً خرج يلتمس العشاء فوقع على ذئب فأكله اهـ. من الميداني.) به على سِرْحانٍ؛ قال سيبويه: النون زائدة، وهو فِعْلانٌ والجمع سَراحينُ؛ قال الكسائي: الأُنثى سِرْحانة. والسِّرْحالُ: السِّرْحانُ، على البدل عند يعقوب؛ وأَنشد: تَرَى رَذايا الكُومُ فوقَ الخالِ عِيداً لكلِّ شَيْهمٍ طِمْلالِ، والأَعْوَرِ العينِ مع السِّرحالِ وفرس سِرْياحٌ: سريع: قال ابن مُقْبل يصف الخيل: من كلِّ أَهْوَجَ سِرْياحٍ ومُقْرَبةٍ، نفات يوم لكال الورْدِ في الغُمَرِ (* يحرر هذا الشطر والبيت الذي بعده فلم نقف عليهما.) قالوا: وإِنما خص الغُمَرَ وسَقْيَها فيه لأَنه وصفها بالعِتْق وسُبُوطة الخَدِّ ولطافة الأَفواه، كما قال: وتَشْرَبُ في القَعْب الصغير، وإِن فُقِدْ، لمِشْفَرِها يوماً إِلى الماء تنقد (* هكذا في الأصل ولعله: وان تُقد بمشفرها تَنقد.) والسِّرْياحُ من الرجال: الطويلُ. والسِّرياح: الجرادُ. وأُم سِرْياحٍ: امرأَةٌ، مشتق منه؛ قال بعض أُمراء مكة، وقيل هو لدرَّاج بن زُرْعة: إِذا أُمُّ سِرياحٍ غَدَتْ في ظَعائِنٍ جَوَالِسَ نَجْداً، فاضتِ العينُ تَدْمَعُ قال ابن بري: وذكر أَبو عمر الزاهد أَن أُم سِرْياح في غير هذا الموضع كنية الجرادة. والسِّرياحُ: اسم الجراد. والجالسُ: الآتي نَجْداً.

سرتح عدل

أَرض سِرتاحٌ: كريمة.

سرجح عدل

هم على سُرْجُوحةٍ واحدة إِذا استوت أَخلاقهم.

سردح عدل

السِّرْداحُ والسِّرْداحةُ: الناقة الطويلة، وقيل: الكثيرة اللحم؛ قال: إِن تَرْكَبِ النَّاجِيَةَ السِّرْداحا وجمعها السَّرادِحُ. والسِّرادحُ أَيضاً: جماعة الطَّلح، واحدته سِرْداحةٌ. والسِّرْداحُ: مكانٌ لَيِّنٌ يُنْبِتُ النَّجْمَةَ والنَّصِيَّ والعِجْلَة، وهي السَّرادِحُ؛ وأَنشد الأَزهري: عليك سِرداحاً من السَّرادِحِ، ذا عِجْلَة، وذا نَصِيٍّ واضِحِ أَبو خيرة: هي أَماكن مستوية تُنْبِتُ العِضاهَ، وهي لَينة. وفي حديث جُهَيْشٍ: ودَيْمُومَةٍ سَرْدَحٍ؛ قال: السَّرْدَحُ الأَرض اللينة المستوية؛ قال الخطابي: الصَّرْدَحُ، بالصاد، هو المكان المستوي، فأَما بالسين، فهو السِّرْداحُ وهي الأَرض اللينة. وأَرض سِرْداحٌ: بعيدة. والسِّرْداحُ: الضخْمُ؛ عن السيرافي وفي التهذيب؛ وأَنشد الأَصمعي: وكأَني في فَحْمةِ ابنِ جَمِيرٍ، في نِقابِ الأُسامةِ السِّرْداحِ الأُسامة: الأَسد. ونقابه: جلده. والسِّرْداح، من نعته: وهو القوي الشديد التامُّ.

سطح عدل

سَطَحَ الرجلَ وغيره يَسطَحه، فهو مسْطوحٌ وسَطِيح: أَضْجَعَه وصرعه فبسطه على الأَرض. ورجل مَسْطُوحٌ وسَطِيحٌ: قَتيلٌ منبَسِطٌ؛ قال الليث: السَّطِيحُ المَسْطُوحُ هو القتيل: وأَنشد: حتى يَراه وَجْهها سَطِيحا والسَّطِيح: المنبسط، وقيل: المنبسط البطيء القيام من الضعف. والسَّطِيح: الذي يولد ضعيفاً لا يقدر على القيام والقعود، فهو أَبداً منبسط. والسَّطِيح: المستلقي على قفاه من الزمانة. وسَطِيحٌ: هذا الكاهن الذِّئْبيُّ، من بني ذِئْب، كان يتكهن في الجاهلية، سمي بذلك لأَنه كان إِذا غضب قعد منبسطاً فيما زعموا؛ وقيل: سمي بذلك لأَنه لم يكن له بين مفاصله قَضِبٌ تَعْمِدُه، فكان أَبداً منبسطاً مُنْسَطِحاً على الأَرض لا يقدر على قيام ولا قعود، ويقال: كان لا عظم فيه سوى رأْسه. روى الأَزهري بإِسناده عن مَخْزُوم بن هانئٍ المخزومي عن أَبيه: وأَتت له خمسون ومائة سنة؛ قال: لما كانت الليلة التي ولد فيها سيدنا رسول الله، ، ارْتَجَسَ إِيوانُ كِسْرى وسقطت منه أَربع عشرة شُرْفةً، وخَمِدَتْ نار فارِسَ ولم تَخْمَدْ قبل ذلك مائة عام، وغاضت بُحَيْرَة ساوَةَ؛ ورأَى المُوبِذانُ إِبلاً صِعاباً تقود خيلاً عِراباً قد قطعت دِجْلَة وانتشرت في بلادها، فلما أَصبح كسرى أَفزعه ما رأَى فلبس تاجه وأَخبر مرازِبَتَه بما رأَى، فورد عليه كتاب بخمود النار؛ فقال المُوبِذانُ: وأَنا رأَيت في هذه الليلة، وقَصَّ عليه رؤياه في الإِبل، فقال له: وأَيُّ شيء يكون هذا؟ قال: حادث من ناحية العرب. فبعث كسرى إِلى النعمان بن المنذر: أَنِ ابْعَثْ إِليَّ برجل عالم ليخبرني عما أَسأَله؛ فَوَجَّه إِليه بعبد المَسيح بن عمرو بن نُفَيلَة الغسَّانيّ، فأَخبره بما رأَى؛ فقال: علم هذا عند خالي سَطِيح، قال: فأْتِه وسَلْه وأْتنِي بجوابه؛ فَقَدِمَ على سَطِيح وقد أَشْفى على الموت، فأَنشأَ يقول: أَصَمّ أَم يَسْمَعُ غِطرِيفُ اليَمنْ؟ أَم فادَ فازْلَمَّ به شَأْوُ العَنَنْ؟ يا فاصِلَ الخُطَّةِ أَعْيَتْ مَنْ ومَنْ (* قوله «يا فاصل إلخ» في بعض الكتب، بين هذين الشطرين، شطر، وهو: «وكاشف الكربة في الوجه الغضن».)، أَتاكَ شَيْخُ الحَيِّ من آلِ سَنَنْ رسولُ قَيْلِ العُجْمِ يَسْري للوَسَنْ، وأُمُّه من آلِ ذِئْبِ بنِ حَجَنْ أَبْيضُ فَضْفاضُ الرِّداءِ والبَدَنْ، تَجُوبُ بي الأَرْضَ عَلَنْداةٌ شَزَنْ، تَرْفَعُنِي وَجْناً وتَهْوِي بي وَجَنْ (* قوله «ترفعني وجناً إلخ» الوجه، بفتح فسكون، وبفتحتين: الأرض الغليظة الصلبة كالوجين، كأمير. ويروى وجناً، بضم الواو وسكون الجيم، جمع وجين اهـ. نهاية.)، حتى أَتى عارِي الجآجي والقَطَنْ، لا يَرْهَبُ الرَّعْدَ ولا رَيْبَ الزَّمَنْ، تَلُفُّهُ في الرِّيحِ بَوْغاءُ الدِّمَنْ (* قوله «بوغاء الدمن» البوغاء: التراب الناعم. والدمن، جمع دمنة، بكسر الدال: ما تدمّن أي تجمع وتلبد، وهذا اللفظ كأنه من المقلوب تقديره تلفه الريح في بوغاء الدمن، وتشهد له الرواية الأخرى: «تلفه الريح ببوغاء الدمن» اهـ. من نهاية ابن الأثير.)، كأَنما حُثْحِثَ مِنْ حِضْنَيْ ثَكَنْ (* قوله «كأَنما حثحث» أي حثّ وأسرع من حضني، تثنية حضن، بكسر الحاء: الجانب. وثكن، بمثلثة محركاً: جبل اهـ.) قال: فلما سمع سطيح شعره رفع رأْسه، فقال: عبدُ المسيح، على جَمَل مُسيح، إِلى سَطيح، وقد أَوْفى على الضَّريح، بعثك مَلِكُ بني ساسان، لارتجاس الإِيوان، وخُمُود النيران، ورُؤيا المُوبِذان، رَأَى إِبلاً صِعاباً، تَقُود خَيْلاً عِراباً، يا عَبْدَ المسيح إِذا كثرت التِّلاوَة، وبُعِثَ صاحب الهِراوة، وغاضَتْ بُحَيْرَة ساوة، فليس الشام لسطيح شاماً (* قوله «فليس الشام لسطيح شاما» هكذا في الأصل وفي عبارة غيره فليست بابل للفرس مقاماً ولا الشام إلخ اهـ.)، يملك منهم مُلوكٌ ومَلِكات، على عددِ الشُّرُفاتِ، وكل ما هو آتٍ آت، ثم قُبِضَ سطيحٌ مكانه، ونهض عبد المسيح إِلى راحلته وهو يقول: شَمَّرْ فإِنك، ما عُمِّرْتَ، شِمِّيرُ لا يُفْزِعَنَّك تَفْريقٌ وتَغْييرُ إِن يُمْسِ مُلْكُ بني ساسانَ أَفْرَطَهُمْ، فإِنَّ ذا الدَّهْرَ أَطْوارٌ دَهارِيرُ فَرُبَّما رُبَّما أَضْحَوا بمنزلةٍ، تَخافُ صَولَهُمُ أُسْدٌ مَهَاصِيرُ منهم أَخُو الصَّرْحِ بَهْرام، وإِخْوَتُهُمْ، وهُرْمُزانٌ، وسابورٌ، وسَابُورُ والناسُ أَوْلادُ عَلاَّتٍ، فمن عَلِمُوا أَن قد أَقَلَّ، فمَهْجُورٌ ومَحْقُورُ وهم بنو الأُمِّ لمَّا أَنْ رَأَوْا نَشَباً، فذاكَ بالغَيْبِ محفوظٌ ومنصورُ والخيرُ والشَّرُّ مَقْرُونانِ في قَرَنٍ، فالخَيرُ مُتَّبَعٌ والشَّرُّ مَحْذورُ فلما قدم على كسرى أَخبره بقول سطيح؛ فقال كسرى: إِلى أَن يملك منا أَربعة عشر ملكاً تكون أُمور، فملك منهم عشرة في أَربع سنين، وملك الباقون إِلى زمن عثمان، رضي ا؟لله عنه؛ قال الأَزهري: وهذا الحديث فيه ذكر آية من آيات نبوّة سيدنا محمد، ، قبل مبعثه، قال: وهو حديث حسن غريب. وانْسَطَحَ الرجلُ: امتدَّ على قفاه ولم يتحرك. والسَّطْحُ: سَطْحُك الشيءَ على وجه الأَرض كما تقول في الحرب: سَطَحُوهم أَي أَضْجَعُوهم على الأَرض. وتَسَطَّحَ الشيءُ وانْسَطَحَ: انبسط.وفي حديث عمر، رضي الله تعالى عنه، قال للمرأَة التي معها الصبيان: أَطْعِمِيهم وأَنا أَسْطَحُ لك أَي أَبْسُطه حتى يَبْرُدَ. والسَّطْحُ: ظهر البيت إِذا كان مستوياً لانبساطه؛ معروف، وهو من كل شيء أَعلاه، والجمع سُطوح، وفعلُك التَّسطيحُ. وسَطَحَ البيتَ يَسْطَحُه سَطْحاً وسَطَّحه سوَّى سَطْحه. ورأَيت الأَرضَ مَساطِحَ لا مَرْعَى بها: شبهت بالبيوت المسطوحة. والسُّطَّاحُ من النبت: ما افْتَرَشَ فانبسط ولم يَسْمُ؛ عن أَبي حنيفة. وسَطَحَ اللهُ الأَرضَ سَطْحاً: بسطها. وتَسطِيحُ القبر: خلاف تَسْنِيمِه. وأَنفٌ مُسَطَّحٌ: منبسِط جدًّا. والسُّطَّاحُ، بالضم والتشديد: نَبتَةٌ سُهْلِيَّة تَنسَطِح على الأَرض، واحدته سُطَّاحة. وقيل: السُّطَّاحة شجرة تنبت في الديار في أَعطان المياه مُتَسَطِّحَة، وهي قليلة، وليست فيها منفعة؛ قال الأَزهري: والسُّطَّاحة بقلة ترعاها الماشية ويُغْسَلُ بوَرَقِها الرؤوس. وسَطَحَ الناقة: أَناخها. والسَّطيحة: المَزادة التي من أَدِيمَيْن قُوبل أَحدُهما بالآخر، وتكون صغيرة وتكون كبيرة، وهي من أَواني المياه. وفي الحديث: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، كان في بعض أَسفاره فَفَقَدوا الماءَ، فأَرْسَل عليّاً وفلاناً يَبْغِيان الماء فإِذا هما بامرأَة بين سَطِيحَتَيْن؛ قال: السَّطِيحة المَزادة تكون من جلدين أَو المَزادة أَكبر منها. والمِسْطَحُ: الصَّفاة يحاط عليها بالحجارة فيجتمع فيها الماء؛ قال الأَزهري: والمِسْطَحُ أَيضاً صَفِيحة عريضة من الصَّخْر يُحَوَّط عليها لماء السماء؛ قال: وربما خلق الله عند فَمِ الرَّكِيَّة صَفاةً مَلْساء مستوية فَيُحَوَّطُ عليها بالحجارة وتُسْقَى فيها الإِبلُ شِبْهَ الحَوْض؛ ومنه قول الطِّرِمَّاح: في جنبي مريٍّ ومِسْطَحِ (* قوله «في جنبي مري ومسطح» كذا بالأصل.) والمِسْطَحُ: كُوز ذو جَنْبٍ واحد، يتخذ للسفر. والمِسْطَحُ والمِسْطَحَةُ: شبه مِطْهَرة ليست بمربعة، والمَِسْطَحُ، تفتح ميمه وتكسر: مكان مستوٍ يبسط عليه التمر ويجفف ويُسَمَّى الجَرِينَ، يمانية. والمِسْطَحُ: حصير يُسَفُّ من خوص الدَّوْم؛ ومنه قول تميم بن مقبل: إِذا الأَمْعَزُ المَحْزُوُّ آضَ كأَنه، من الحَرِّ في حَدِّ الظهيرة، مِسْطَحُ الأَزهري: قال الفراء هو المِسْطَحُ (* قوله «هو المسطح إلخ» كذا بالأصل، وفي القاموس: المسطح المحور، يبسط به الخبز. وقال في مادة شبق: الشوبق، بالضم، خشبة الخباز، معرب.) والمِحْوَرُ والشُّوبَقُ. والمِسْطَحُ: عمودٌ من أَعمِدَة الخِباءِ والفُسْطاط؛ وفي حديث النبي، : أَنَّ حَمَلَ بن مالك قال للنبي، : كنت بين جارتين لي فضربتْ إِحداهما الأُخرى بمسْطَح، فأَلقت جنيناً ميتاً وماتت، فقضى رسول الله، ، بدية المقتولة على عاقلة القاتلة؛ وجعل في الجنين غُرَّة؛ وقال عوف بن مالك النَّضْرِيُّ، وفي حواشي ابن بري مالك بن عوف النضري: تَعرَّضَ ضَيطارُو خُزاعَةَ دونَنا، وما خَيرُ ضَيطارٍ يُقَلِّبُ مِسْطَحا يقول: ليس له سلاح يقاتل به غير مِسْطَح. والضَّيْطارُ: الضخم الذي لا غَناءَ عنده. والمِسْطَحُ: الخشبة المُعَرَّضة على دِعامَتَيِ الكَرْم بالأُطُرِ؛ قال ابن شُمَيْل: إِذا عُرِّشَ الكَرْمُ، عُمِدَ إِلى دعائم يحفر لها في الأَرض، لكل دِعامةً شُْعْبَتان، ثم تؤْخذ شعبة فتُعَرَّضُ على الدِّعامَتين، وتسمَّى هذه الخشبة المعرّضة المِسْطَح، ويجعل على المَساطِح أُطُرٌ من أَدناها إِلى أَقصاها؛ تسمى المَساطِحُ بالأُطُر مَساطِحَ.

سفح عدل

السَّفْحُ: عُرْضُ الجبل حيث يَسْفَحُ فيه الماءُ، وهو عُرْضُه المضطجِعُ؛ وقيل: السَّفْح أَصل الجبل؛ وقيل: هو الحضيض الأَسفل، والجمع سُفوح؛ والسُّفوحُ أَيضاً: الصخور اللينة المتزلقة. وسَفَح الدمعَ يَسْفَحُه سَفْحاً وسُفوحاً فَسَفَح: أَرسله؛ وسَفَح الدمعُ نفسُه سَفَحاناً؛ قال الطرماح: مُفَجَّعة، لا دَفْعَ للضَّيْم عندها، سوى سَفَحانِ الدَّمع من كلِّ مَسفَح ودُموعٌ سَوافِحُ، ودمع سَفُوحٌ سافِحٌ ومَسْفُوح. والسَّفْحُ للدم: كالصَّبّ. ورجل سَفَّاح للدماء: سَفَّاك. وسَفَحْتُ دمه: سَفَكته. ويقال: بينهم سِفاحٌ أَي سَفْك للدماء. وفي حديث أَبي هلال: فقتل على رأْس الماء حتى سَفَحَ الدمُ الماءَ؛ جاء تفسيره في الحديث: أَنه غَطَّى الماءَ؛ قال ابن الأَثير: وهذا لا يلائم اللغة لأَن السَّفْحَ الصَّبُّ، فيحتمل أَنه أَراد أَن الدم غلب الماء فاستهلكه، كالإِناء الممتلئ إِذا صُبَّ فيه شيء أَثقل مما فيه فإِنه يخرج مما فيه بقدر ما صُبَّ فيه، فكأَنه من كثرة الدم انْصَبَّ الماء الذي كان في ذلك الموضع فخلفه الدم. وسَفَحْتُ الماءَ: هَرَقْتُه. والتَّسافُحُ والسِّفاح والمُسافحة: الزنا والفجور؛ وفي التنزيل: مُحْصِنينَ غيرَ مُسافِحين؛ وأَصل ذلك من الصبِّ، تقول: سافَحْته مُسافَحة وسِفاحاً، وهو أَن تقيم امرأَةٌ مع رجل على فجور من غير تزويج صحيح؛ ويقال لابن البَغيِّ: ابنُ المُسافِحةِ؛ وفي الحديث: أَوّلُه سِفاحٌ وآخرُه نِكاح، وهي المرأَة تُسافِحُ رجلاً مدة، فيكون بينهما اجتماع على فجور ثم يتزوّجها بعد ذلك، وكره بعض الصحابة ذلك، وأَجازه أَكثرهم. والمُسافِحة: الفاجرة؛ وقال تعالى: مُحْصَناتٍ غيرَ مُسافِحات؛ وقال أَبو إِسحق: المُسافِحة التي لا تمتنع عن الزنا؛ قال: وسمي الزنا سِفاحاً لأَنه كان عن غير عقد، كأَنه بمنزلة الماء المَسْفوح الذي لا يحبسه شيء؛ وقال غيره: سمي الزنا سفاحاً لأَنه ليس ثَمّ حرمة نكاح ولا عقد تزويج. وكل واحد منهما سَفَحَ مَنْيَتَه أَي دَفَقَها بلا حرمة أَباحت دَفْقَها؛ ويقال: هو مأْخوذ من سَفَحْت الماء أَي صببته؛ وكان أَهل الجاهلية إِذا خطب الرجل المرأَة، قال: أَنكحيني، فإِذا أَراد الزنا، قال: سافحيني. ورجل سَفَّاحٌ، مِعْطاء، من ذلك، وهو أَيضاً الفصيح. ورجل سَفَّاح أَي قادر على الكلام. والسَّفَّاح: لقب عبد الله بن محمد أَوّل خليفة من بني العباس. وإِنه لمَسْفُوح العُنُق أَي طويله غليظه. والسَّفِيحُ: الكساء الغليظ. والسَّفِيحان: جُوالِقانِ كالخُرْج يجعلان على البعير؛ قال: يَنْجُو، إِذا ما اضْطَرَبَ السَّفِيحان، نَجاءَ هِقْلٍ جافِلٍ بفَيْحان والسَّفِيحُ: قِدْحٌ من قداح المَيسِر، مما لا نصيب له؛ قال طَرَفَةُ: وجامِلٍ خَوَّعَ من نِيبهِ زَجْرُ المُعَلَّى، أُصُلاً، والسَّفيحْ قال اللحياني: السَّفِيحُ الرابعُ من القِداح الغُفْلِ التي ليست لها فروض ولا أَنصباء ولا عليها غُرْم، وإِنما يُثَقَّلُ بها القداح اتقاء التهمة؛ قال اللحياني: يدخل في قداح الميسر قداح يتكثر بها كراهة التهمة، أَولها المُصَدَّر ثم المُضَعَّفُ ثم المَنِيح ثم السَّفِيح، ليس لها غُنْم ولا عليها غُرْم؛ وقال غيره: يقال لكل من عَمِلَ عَمَلاً لا يُجْدي عليه: مُسَفِّحٌ، وقد سَفَّح تَسْفيحاً؛ شبه بالقِدْح السَّفِيح؛ وأَنشد: ولَطالَما أَرَّبْتُ غيرَ مُسَفِّحٍ، وكَشَفْتُ عن قَمَعِ الذُّرى بحُسامِ قوله: أَرَّبْتُ أَي أَحكمت، وأَصله من الأُرْبة وهي العُقدة وهي أَيضاً خير نصيب في الميسر؛ وقال ابن مقبل: ولا تُرَدُّ عليهم أُرْبَةُ اليَسَرِ وناقة مسفوحةُ الإِبطِ أَي واسعة الإِبط؛ قال ذو الرمة: بمَسْفُوحةِ الآباط عُرْيانةِ القَرى، نِبالٌ تَواليها، رِحابٌ جُنُوبُها وجمل مَسْفُوح الضلوع: ليس بكَّزِّها؛ وقول الأَعشى: تَرْتَعِي السَّفْحَ فالكَثِيبَ، فذا قا رٍ، فَرَوْضَ القَطا، فذاتَ الرِّئالِ هو اسم موضع بعينه.