لعمري لئن أمسى من الحي شاخصا

لعمري لئنْ أمسى من الحيّ شاخصا

​لعمري لئنْ أمسى من الحيّ شاخصا​ المؤلف الأعشى


لعمري لئنْ أمسى من الحيّ شاخصا،
لقدْ نالَ خيصاً من عفيرةَ خائصا
إذا جردتْ يوماً حسبتَ خميصةً
عَلَيها، وَجِرْيالاً، يُضِيءُ دُلامِصَا
تَقَمّرَها شَيخٌ عِشَاءً، فَأصْبَحَتْ
قُضَاعِيّةً تَأتي الكَوَاهِنَ نَاشِصَا
فأقْصَدَها سَهْمي، وَقد كان قَبْلَها
لأمثالها منْ نسوةِ الحيّ قارصا
أتَاني وَعِيدُ الحُوصِ من آلِ جَعفَرٍ،
فيا عبدَ عمروٍ لوْ نهيتَ الأحاوصا
فَقلتُ، وَلمْ أملِكْ: أبَكْرَ بنَ وَائلٍ
مَتى كُنْتُ فَقْعاً نَابِتاً بِقَصَائِصَا
وَقَدْ مَلأتْ بَكْرٌ وَمَنْ لَفّ لَفّهَا
نباكاً فأحواضَ الرَّجا فالنّواعصا
أعلقمُ!قدْ حكّمتني، فوجدتني
بكمْ عالماً على الحكومةِ غائصا
كِلا أبَوَيْكُمْ كَانَ فَرْعاً دِعَامَةً،
وَلكِنّهُمْ زَادُوا وَأصْبَحتَ نَاقِصَا
هُمُ الطّرَفُ النّاكُو العَدُوّ، وَأنتُمُ
بقُصْوَى ثَلاثٍ تأكُلُونَ الوَقَائِصَا
تَبِيتونَ في المَشْتَى مِلاءً بُطونُكُمْ،
وجاراتكمْ جوعى يبّنَ خمائصا
يراقبنَ منْ جوعٍ خلالَ مخافةٍ
نُجُومَ السّمَاءِ العاتِماتِ الغَوَامِصَا
أتوعدني أنْ جاشَ بحرُ ابنِ عمِّكم،
وَبَحرُكَ ساجٍ لا يُوَارِي الدّعَامِصَا
فَلَوْ كُنتُمُ نَخْلاً لكُنْتُمْ جُرَامَةً،
وَلَوْ كُنْتُمُ نَبْلاً لكُنتُمْ مَعَاقِصَا
رمى بكَ في أخراهمُ ترككَ العلى،
وَفَضَّلَ أقْوَاماً عَلَيْكَ مَرَاهِصَا
فغضّ جديدَ الأرضِ إنْ كنتَ ساخطاً
بفيكَ وأحجارَ الكلابِ الرّواهصا
فَإنْ تَتّعِدْني، أتّعِدْكَ بمِثْلِهَا،
وَسَوْفَ أزِيدُ البَاقِياتِ القَوَارِصَا
قوافي أمثالاً يوسّعنَ جلدهُ،
كما زِدتَ في عرْضِ القميصِ الدّخارِصَا
وَقَدْ كانَ شَيْخَانَا، إذا ما تَلاقَيَا،
عدوّينِ شتّى يرميانِ الفرائصا
وَمَا خِلْتُ أبْقَى بَيْنَنَا مِنْ مَوَدّةٍ
عِرَاضُ المَذاكي المُسنِفاتِ القَلائصَا
فهلْ أنتمُ إلاّ عبيداً، وإنّما
تعدّونَ خوصاً في الصّديقِ لوامصا
تخامصكمْ عنْ حقكمْ غيرُ طائلٍ
على ساعَةٍ مَا خِلْتُ فِيها تَخَامُصَا
فإنْ يلقَ قومي قومهُ تربينهمْ
قتالاً وأكسارَ القنا ومداعصا
ألمْ ترَ أنّ العرضَ أصبحَ بطنها
نخيلاً وزرعاً نابتا، وفصافصا
وذا شرفاتٍ يقصرُ الطّيرُ دونهُ،
تَرَى للحَمَامِ الوُرْقِ فيهِ قَرَامِصَا