لقد نادى أميرك باحتمال

لقدْ نادى أميركِ باحتمالِ

​لقدْ نادى أميركِ باحتمالِ​ المؤلف جرير



لقدْ نادى أميركِ باحتمالِ
 
و صدعَ نية َ الأنسِ الحلالِ
أمِنْ طَرَبٍ نَظَرْتَ غَداة َ رَهْبَى
 
لِتَنْظُرَ أيْنَ وُجّهَ بِالجِمَالِ
وَما كَلّفتَ نَفسَكَ مِنْ صَديقٍ
 
يميناً ويبخلُ بالنوالِ
لقدْ تركتْ حوائمَ صادياتٍ
 
و تمنعُ صفوذي حببٍ زلالِ
و قالتْ فيمَ أنتَ منَ التصابي
 
متى عهدُ التشوقِ والدلالِ
فَما تَرْجُو وَلَيسَ هَوَى الغَوَاني
 
لأصْحَابِ التّنَحنح، وَالسّعالِ
دَعيني! إنّ شَيْبَي قَدْ نَهَاني،
 
وَتَجْرِيبي، وَشَيبيَ، وَاكتِهالي
رَأتْ مَرَّ السّنينَ أخَذْنَ مني،
 
كمَا أخَذَ السَّرَارُ مِنَ الهِلالِ
وَمَنْ يَبْقَى على غَرَضِ المَنَايا،
 
وَأيّامٍ تَمُرّ مَعَ اللّيَالي
ألَمّ بِنَا الخَيَالُ بذاتِ عِرْقٍ،
 
فَحَيّا الله ذَلِكَ مِنْ خَيَالِ
فانَّ سراكِ تقصرُ عنْ سرانا
 
و عنْ وخدِ المخدمة ِ العجالِ
لَقَدْ أخْزَى الفَرَزْدَقَ إذْ رَمَيْنَا
 
قوارعُ صدعتْ غرضَ النضالِ
فإنّ لآخِرِ الشّعَرَاء مِنّي،
 
كَمَا للأوّلِينَ مِنَ النَّكَالِ
مواسمَ ما بقيتُ لهمْ وبعدي
 
مواسمُ عندَ حزرة َ أو بلالِ
على أنفِ الفرزدقِ لوْ نهاهمْ
 
جَدِيد مِنْ وُسُوميَ غَيرُ بَالِ
إذا ماتَ الفَرَزْدَقُ فَارْجُمُوهُ،
 
كَمَا تَرْمُونَ قَبْرَ أبي رِغَالِ
و كنتَ إذا اغتربتَ بدارِ قومٍ
 
لأحسابِ العشيرة ِ شرَّ والي
تجدعُ ما أقمتَ بها ذليلاً
 
و تخزي عندَ منزلىة َ الزيالِ
أتَنْسَوْنَ الزّبَيرَ قَتِيلَ سَعْدٍ،
 
و جعثنَ إذْ تصرفُ كلَّ حالِ
و باتَ أبو الفرزدقِ وهوَ يدعو
 
بدعوى الذلَّ غيرَ نعيمِ بالِ
لقدْ ضربتْ قفيرة ُ بالخلايا
 
و حوكِ الدرعِ منْ وبرِ الفصالِ
تُطيفُ مُجاشعٌ وَبَنو حُمَيْسٍ
 
بِقَيْنٍ بَيْنَ شَرّ أبٍ وَخَالِ
قفيرة ُ ساءَ ما كسبتْ بنيها
 
و ليلى َ القينِ قينِ بني عقالِ
أتتهمُ بالفرزدقِ أمُّ سوءٍ
 
لَدى حَوْضِ الحِمارِ على مِثَالِ
سيخزيكَ الخليفة ُ ثمَّ تخزي
 
بعزة ِ ذي التكرمِ والجلال
 
و تمهرُ ما كدحتَ منَ السؤالِ
تَبَدّلْ يا فرَزْدَقُ مِثلَ قَوْمي
 
بقَوْمِكَ إنْ قَدَرْتَ على البِدالِ
فإنّ أصْبَحْتَ تَطلُبُ ذاكَ فانقُل
 
شَماماً وَالمِقَرَّ إلى وِعَالِ
ليَرُبُوعٍ عَلى النَّخَبَاتِ فَضْلٌ،
 
كتفضيلِ اليمينِ على َ الشمالِ
وَيَرْبُوعٌ تذَبِّبُ عَنْ تَمِيمٍ،
 
وَيَقْصرُ دونَ غَلوهِمُ المُغالي
ونَازَلْنَا المُلُوكَ بِذاتِ كَهْفٍ،
 
و قد خضبتْ منَ العلقِ العوالي
و قدْ ضربَ ابنَ كبشة َ إذْ لحقنا
 
حُشَيشٌ حَيثُ تَفرُقُهُ الفَوَالي
الفوالي مكارمُ لستَ مدركهمَّ حتى
 
تزيلَ الراسياتِ منَ الجبالِ
خذوا كحلاً ومجمرة ً وعطراً
 
فلستمْ يا فرزدقُ بالرجالِ
و شموا ريح عيبتكم فلستمْ
 
يا فرزدقُ بالرجالِ
و شموا ريح عيبتكمْ فلستمْ
 
بأصْحابِ العِنَاقِ وَلا النّزَالِ
بلاءُ بني قباقبٍ كانَ خزياً
 
و عاراً كلما ذكرَ التبالي
صفقتمْ للبزاة ِ حبارياتٍ
 
فأخزى الخنثيينِ مني الضلالِ
و كنتَ إذا لقيتَ بني هلالٍ
 
و كعباًة الفوارسَ منْ هلالِ
تقَرْقِرُ يا فَرَزْدَقُ إذْ فَزِعْتُمْ
 
خزيراً باتَ في أدرٍ ثقالِ
و عبسٌ بالثنيىة ِ يومَ عمروٍ
 
سَقَوْهُ ذَوَاعِفَ الأسَلِ النِّهَالِ
وَمَعبدُكُمْ دَعا عُدَسَ بنَ زَيدٍ
 
فأسْلِمَ للكُبُولُ بِشَرّ حَالِ
و كنتَ غذا لقيتَ بني نميرٍ
 
لقيتَ الموتَ أقتمَ ذا ظلالِ
كَأنّكُم بِأمعَزِ وَارِداتٍ،
 
نعامُ الصيفِ زفَّ معَ الرئالِ
فأرْسِلْ في الضِئيينَ مجَاشِعِيّاً،
 
أزَبّ المِنْخَرَينِ، أبَا رِخَالِ