لقيتك بعد اليأس منك فصفقت
لقيتك بعد اليأس منك فصفّقت
لقيتك بعد اليأس منك فصفّقت
جوانح في قلبي بحبك تخفقُ
ودام التناجى ساعتين وساعة
وجفنك بالتهيام والوجد ينطق
يسائلني عما جرى في غيابه
جمال كأزهار الفراديس يشرق
يسائلني عنه أكان بخاطري
وبالي ونار البعد للحب تمحق
نعم كنت في بالي وكنت بخاطري
فأحنو على روض الجمال وأشفق
وهل غاب عن بالي جمالك لحظةً
وأنت غريبُ الدار بالهجر مغرق
ترحّلت عن مصر الجديدة كارهاً
ودمعك مسكوبٌ وقلبك شيّق
لقد أصبحت حلوان دارك وانقضت
ليال وروحي من بعادك يقتل
أمر بباب اللوق أستاف زهرهُ
وأسأل عن وعد القطار وأسأل
لقد صار باب اللوق كعبة عاشق
يحج إليها ناسكاً يتبتل
إذا صرخ الوابور قلت لعله
بشير بوحي من سمائك ينزل
وأنظر في كل الوجوه بلهفة
كأنك في كل الأسارير تقبل
أسكان حلوان إليكم تحيةٌ
وشوق بأحشاي يثور فيجهل
لكم في حماكم جمرة من صباحة
إذا التهبت كاد الوجود يزلزل
لقيتك بعد الياس منك فصافحت
عيوني هوى يحنو عليّ ويرفق
ينادمه شعرى وللشعر خمرةٌ
ينادمها الروح الأسير فيعتق
أقول له ما لا أقول لخاطر
تعذبه الشواق حيناً فينطق
تعال إلى صدري تعال ولا تخف
فأنت بأحشاء المتيم ملصق
لقد ضجّ هذا الكون ضجّ ضجيجه
وثارت به جنٌّ نزفُّ وتعزف
عواصف هوجٌ شاكيات بأدمع
من المطر الثجاج بالوجد تنطف
تجاهد أشجارُ الحديقة بأسها
بأجذاعها والحر في البأس يعرف
إذا جلجل الريح العصوف تماسكت
وأغصانها من قسوة الريح ترجف
وما خوف أطفال أبوهم مجاهد
على نائبات الدهر بالباس يزحف
لقيتك إني قد لقيتك والهوى
بأعماق روحي ثائرٌ يتمرد
لقد كدت اذوى وجنتيك بقبلةٍ
بأنفاسها نارُ الجوى تتوقد
ولولا اتقاء الحب عزّ ثناؤه
لأمسيت مقتولاً يواريك مشهد
عيون كحيلات الجفون لوامعٌ
بها للفتى المفتون بالنور معبد
أساورها عند التناجي بناظري
فتخضع من نار الغرام وتسجد
وخدّان كالصهباء ثار رحيقها
فصار شذاها عاشقا يتنهد
أأنت أسيري بالقصيد وآسري
بلحظ لأوتار الصبابة يجحد
ستعرف ما أجنى عليك بصبوتي
ستعرف أني قاتلٌ متعمّد
مضت سنواتٌ أربع وغرامنا
له كل يوم في حمى الوجد مربَعُ
مضت سنوات اربع ونعيمنا
له كل يوم في سما الحب مطلع
إذا صلصل الهتّاف والليل هاجد
تخيلته صوتا لأمرك يصدع
تقول به في فهلة والتياعة
بأن حبيب الروح للروح يرجع
رجعت إلى قلبي فثار وجيبهُ
رجعت إلى روحي فثار هيامه
بأمر الهوى أقبلت والحب حاكمٌ
يطاع على رغم الدلال كلامه
إذا ما تناجينا وبالليل ظلمة
تطاير من لطف التناجي ظلامه
تعال نعد للكون أيام أمنه
فعندي إذا ناجيت روحي سلامهُ
أأنت أنت أجب إني وحقّ دمي
لفرحة روحي لا أكاد أصدّق
وهل آمن الحراس بالحب لحظةً
فخافوا من الهجر الأليم وأشفقوا
على رفقهم بالصب ألفُ تحيةٍ
وألفٌ وألاف من القلب تنفق
وهل غفل الحراس ضل ضلالهم
ألا إنهم في حبس نورك أخفقوا
أأنت معي وجها لوجه وخافقا
إلى خافق أملي عليك فتسمعُ
دع الدار من حلوان إني اجتويتها
لبعدك والمحبوب للصب طيّع
تعال إلى مصر الجديدة ثانيا
ففيها إذا ما عدت ملهى ومرتع
تعالى إليها فهي للحسن دارة
تعال إليها فهي للحب مربَع