لله من ريم الحجون شرود

لله من ريم الحجون شرود

​لله من ريم الحجون شرود​ المؤلف أبو الهدى الصيادي


لله من ريم الحجون شرود
لهفا عليه هجرت طيب رقودي
يرنو ويرمي من قسي حواجب
نبل الجفون بقلبي المكمود
أفديه مكحولا تحكم سهمه
مني بقلب حاضر مفقود
يا للرجال ترحما بمتيم
أفنت معالمه ظباء زرود
أنا مغرم كم صاغ ضمن نظامه
بيض المعاني في العيون السود
أهوى الجميل وإن أقمت مع النوى
بيد البعاد مسربلا بقيود
وحلفت أني لا أميل عن الهوى
حاشاي أنقض ذمتي وعهودي
حكم الغرام علي أن أدع السوى
ففعلت إعزازا لنص عقودي
وهجرت إلامدح اشرف مرسل
سر الوجود وعلة الموجود
تاج النبيين العظام محمد
غيث الهدى بحر الندى والجود
كنز المكارم والمراحم والتقى
والفضل رب الطالع المسعود
مصباح دائرة البرايا شمسها
في طوري الإطلاق والتقييد
معنى النبوة رمز فرقان الهدى
مفتاح فرق الجمع حين شهود
كشف الكروب عن القلوب بهمة
مقصودة في الحشر للمقصود
كل المعالي والمكارم تنتهي
وحياته لمقامه المحمود
لولاه لم يكن الوجود ولادرى
كل العبيد تفرد المعبود
لولاه تاه العارفون واخطؤا
طرق الرضا وحقيقة التوحيد
لولاه لم يسع الحجيج لمكة
شعثا وخلصهم على التجريد
لولاه ما طاب المقام بطيبة
ولوى لها الركبان زهر وفود
لولاه ما رفعت بقبتها السماء
ورصعت من أنجم بعقود
لولاه ما قرئ الكتاب وسلسلت
في الله رشة أدمع بخدود
لولاه ما خشع القلوب لربها
في خلوة من ركع وسجود
لولاه ما عطر المحافل بالثنا
والذكر والتحميد والتمجيد
هو آية الله القديم ومنتهى
شأن الكمال وموصل المبعود
هو رحمة الله التي وسع الورى
تيارها والغوث للمردود
هو سيد الرسل العظيم مقامهم
وإمامهم في جامع التأييد
هو والذي أعطاه أرفع رتبة
باب الرجا لمراد كل مريد
هو روح ذرات العوالم كلها
ذو المعجزات وذو اللوا المعقود
ذو المجد ذو الجاه العريض ذو الندا
ذو المظهر المحفوف بالتأييد
روحي الفدا لغبار أرض رحابه
فلك العلى قمر السنا المشهود
أفديه من اسد إلهي لوت
بوصيده الهامات أي أسود
نصب العجاج عليه خيمة مشهد
بحنين شيب مفرق المولود
فحمى الحما فرد كجيش سابح
ما بين لين دوابل وحديد
وكأنه والخيل تزحم بعضها
هربا يصول على العدا بجنود
حتى بطاهر ذاته لا غيرها
من الأله بنصره الموعود
وبيوم بدر والعقنقل طامس
خفقت له بالنصر خير بنود
وبفتح مكة والرجال ذواهل
حيى بخلق لو فقهت جديد
قد أذهب الله الشقاء واهله
وأتى بحزب لا يرام سعيد
من كل فحل في العرمرم صائل
سامي الجناب مهذب صنديد
باع الفؤاد تحققا بنبيه
طمعا بشربة حوضه المورود
فهو النبي الهاشمي المرتجى
حصن النزيل وملجأ المطرود
موسى وعيسى والنبيون الالى
لاذوا بذيل بساطه الممدود
هو خيرهم ذاتا وأكرمهم يدا
وأعزهم في الطارقات السود
متقلبا في الساجدين لنا أنجلى
من زهر آباء وغر جدود
سبقت شفاعته فكل موحد
في طي نشر ضمانها المعهود
مولاي يا بحر النوال ويا ضيا
ليل العلوم وكهف كل شريد
يا من إليك رجوع كل مؤمل
ونداك للعافين غير بعيد
أدعوك دعوة مستجير لائذ
بعريض جاهك من جفا وصدود
فالذنب سود لي وجوه صحائفي
وعقيق دمعي صار صبغ برودي
طمحت إلى نيل المآثم همتي
وتجاوزت بي في الذنوب حدودي
وغدوت مرتديا ملابس زلة
حطمت جحافل عدتي وعديدي
وبكل ما أنا فيه ما لي موئل
إلاك يرحم لوعتي ووقيدي
إني اعتصمت بحبل عزك راغبا
بك سيدي عن طارقي وتليدي
متمسكا بشريف ذيلك راجيا
حسن القبول عسى تتم سعودي
فلأنت غوث العاجزين وذخرهم
ومجيرهم من وهدة التفنيد
يا خير من قاصرا عن درك ما
هو لائق بجنابك المسعود
يا خير من قصد العفاة رحابه
وأتاه صاحب مقصد بقصيد
إني مدحتك قاصراً عن درك ما
هو لائق بجنابك المسعود
متوشح مرط الحيا لكنني
أدبا بذلت بخدمتي مجهودي
وكفاك مدحة ربنا بكتابه
عن مدحي ذي نظم ورب نشيد
جل الذي أعطاك قدرا دونه
خرس الفصيح وتاه كل رشيد
هل غير فضلك لي ولولا أنت هل
يخضر في صحر الحوادث عودي
أدعوك بالرحم الذي هو حجتي
يوم الحساب لموعدي ووعيدي
وبنعمة الإيمان غوثا إنني
حي يقوم بهيكل الملحود
ضاقت على مذاهبي فامنن على
ضعفي بإحسان يغيظ حسودي
واجعل إلى نفحات عونك مرجعي
وعلى بحار الفضل منك ورودي
وبطى ذيل جنابك السامي الذرى
أحسن قيامي بالرضا وقعودي
لأكون في الأخرى نزيلك في العلى
وبهذه الدنيا إليك وفودي
وابى وولدتي وكل أقاربي
وأحبتي والآخذين عهودي
والمسلمين تولهم بإغاثة
ومن العناية جد لهم بمزيد
وانظر بعين الرفق كسري واكفني
هم الزمان ووصمة التنكيد
فبرمش طرفك كل همي ينجلى
ويصير عمري مثل ساعة عيدي
صلى عليك الله ما حاد حدا
عيسى الحمى بنزولها وصعود
والآل والصحب الكرام جميعهم
والتابعين ومرشد ومريد