لمن حلة ما بين بصرى وصرخد
لِمَنِ حلّة ٌ ما بين بُصرى وصَرْخَدِ
لِمَنِ حلّةٌ ما بين بُصرى وصَرْخَدِ
تروح بها خيل الجلاح وتغتدي
ونارٌ بقلبي مثلها لأهيلها
تُشَبُّ لضيفٍ متهمٍ ولُمْنجِدِ
وممشوقةٍ رقّتْ ودقتْ شمائلاً
إلى أن تساوى جِلدُها وتجلدي
من الخفراتِ البيضِ تُغنيِ لحاظها
عن المُرْهَفَاتِ البيضِ في كل مَشْهَدٍ
حجازيةُ الأجفانِ والخصرِ والحشا
شآميّة الأَردافِ والنَّهد واليَد
إذا ابتسمت فالدُّرُّ عقدُ منضّدٌ
وإن حدّثت فالدرُّ غير منضدِ
وألمى كمثل البدر جيوبهُ
على خوطِ البانةِ المتأوِّدِ
له مقلةٌ سكرى بغير مدامةٍ
ولي مقلةٌ شكرْى بدمعٍ مَورَدِ
رعى الله يوماً ظلَّ في ظلَّ أيكةٍ
نديمي عرى زهر الرياضِ ومنشدي
وكأساً سقانيها كِقنْديل بيعةٍ
بها وبه في ظلمةِ الليلِ نهتدي
متعقةً من قبلِ شيثٍ وآدمٍ
محلَّلةً من قبل عيسى وأَحمدِ
صفت كدموعي حين صدَّ مديرها
ورقّت كَدِيني حين أَوفى بموِعدِ
وفي الشيب لي عن لاعج الحبّ شاغلٌ
وقد كنت لولا الشيبُ طلاعَ أنجدِ
رمى شعري بعد السواد بأبيضٍ
وحَظي من بعد البياضِ بأسوَدِ
فلا وجدَ إلا ما وجدتُ من الأسى
ولا حمد إلا للأمير محّمدِ