لم ينصبوا بالشاذياخ ضبيحة الإثنين

لَم يَنصِبوا بِالشاذِياخِ ضَبيحَةَ الإِثنين

​لَم يَنصِبوا بِالشاذِياخِ ضَبيحَةَ الإِثنين​ المؤلف علي بن الجهم


لَم يَنصِبوا بِالشاذِياخِ ضَبيحَةَ الإِ
ثنَينِ مَغموراً وَلا مَجهولا
نَصَبوا بَحَمدِ اللَهِ مِلءَ عُيونِهِم
شَرَفاً وَمِلءَ صُدورِهِم تَبجيلا
ما اِزدادَ إِلّا رِفعَةً بِنُكولِهِ
وَاِزدادَتِ الأَعداءُ عَنهُ نُكولا
هَل كانَ إِلّا اللَيثَ فارَقَ غيلَهُ
فَرَأَيتَهُ في مَحمَلٍ مَحمولا
لا يَأمَنِ الأَعداءُ مِن شَدّاتِهِ
شَدّاً يُفَصِّلُ هامَهُم تَفصيلا
ما عابَهُ أَن بُزَّ عَنهُ لِباسُهُ
فَالسَيفُ أَهوَلُ ما يُرى مَسلولا
إِن يُبتَذَل فَالبَدرُ لا يُزري بِهِ
أَن كانَ لَيلَةَ تِمِّهِ مَبذولا
أَو يَسلُبوهُ المالَ يُحزِنُ فَقدُهُ
ضَيفاً أَلَمَّ وَطارِقاً وَنَزيلا
أَو يَحبِسوهُ فَلَيسَ يُحبَسُ سائِرٌ
مِن شِعرِهِ يَدَعُ العَزيزَ ذَليلا
إِنَّ المَصايِبَ ما تَعَدَّت دينَهُ
نِعَمٌ وَإِن صَعُبَت عَلَيهِ قَليلا
وَاللَهُ لَيسَ بِغافِلٍ عَن أَمرِهِ
وَكَفى بِرَبِّكَ ناصِراً وَوَكيلا
لَن تَسلُبوهُ وَإِن سَلَبتُم كُلَّ ما
خَوَّلتُموهُ وَسامَةً وَقَبولا
هَل تَملِكونَ لِدينِهِ وَيَقينِهِ
وَجَنانِهِ وَبَيانِهِ تَبديلا
لَم تَنقُصوهُ وَقَد مَلَكتُم ظُلمَهُ
ما النَقصُ إِلّا أَن يَكونَ جَهولا
كادَت تَكونُ مُصيبَةً لَو أَنَّكُم
أَوضَحتُمُ ذَنباً عَلَيهِ جَليلا
إِن كانَ سَفَّ إِلى الدَنيئَةِ أَو رَأى
غَيرَ الجَميلِ مِن الأُمورِ جَميلا
لَو تَنصِفُ الأَيّامُ لَم تَعثُر بِهِ
إِذ كانَ مِن عَثَراتِهِنَّ مُقيلا
وَلَتَعلَمُنَّ إِذا القُلوبُ تَكَشَّفَت
عَنها الأَكِنَّةُ مَن أَضَلُّ سَبيلا