ما أطول الليل على الساهر!

مَا أَطْوَلَ اللَّيْلَ عَلَى السَّاهِرِ!

​مَا أَطْوَلَ اللَّيْلَ عَلَى السَّاهِرِ!​ المؤلف محمود سامي البارودي


مَا أَطْوَلَ اللَّيْلَ عَلَى السَّاهِرِ!
أما لِهذا اللَّيلِ مِن آخرِ؟
يَا مُخْلِفَ الْوَعْدِ! أَلاَ زَوْرَةٌ
أَقْضِي بِها الْحَقَّ مِنَ الزَّائِرِ؟
تَرَكتَنى من غمراتِ الهوَى
فى لًجِّ بَحرٍ بِالرَّدَى زاخِرِ
أَسْمَعُ فِي قَلْبِي دَبِيبَ الْمُنَى
وألمحُ الشُّبهةَ فى خاطِرِى
فَتَارَةً أَهْدَأُ مِنْ رَوْعَتِي
وَتَارَةً أَفْزَعُ كَالطَّائِرِ
وبينَ هاتينِ شبا لَوعَةٍ
لها بِقلبى فَتكةُ الثَّائرِ
فهَل إلى الوُصلةِ من شافعٍ؟
أم هَل على الصَّبوةِ من ناصرِ؟
يا قلبُ لا تَجزَع، فإنَّ المُنى
فى الصَّبرِ؛ واللهُ معَ الصَّابرِ