ما أكرم الله عز من ملك

ما أكرَمَ اللَّهَ عزّ من مَلِكٍ

​ما أكرَمَ اللَّهَ عزّ من مَلِكٍ​ المؤلف أبوالعلاء المعري


ما أكرَمَ اللَّهَ، عزّ من مَلِكٍ،
ورِزْقُنا من دَلائلِ الكَرَمِ
كم عالَ من كافرٍ وكافرَةٍ،
من ابتداءِ الصِّبا إلى الهَرَم
ثمّ استَقَلاّ إلى قبورِهما،
والقَبرُ، للنّازلينَ، كالحَرَم
إذا عِظامُ الفتى بهِ أرَمّتْ،
حسبتَهُ من ثمودَ، أو إرَم
قد وَطىء الأخمصانِ، وَيْحَهما،
على جُسُومِ الرّجالِ والحُرُم
يا جَسَدَ المَيتِ! كم أُضيفَ إلى
تُربِكَ من ياسِرٍ ومن بَرَم
وأوقدَ النّاسُ، فوقَ أرضِهِمُ،
أمثالَها من مُجمَّعِ الضَّرَم
لو أنصَفُوا نَزّهوا سوامَهمُ
عن غَلَيانِ الكُسورِ في البُرَم
قَرْمٌ هَوى مُقرِمٌ بصارِمِهِ،
يدْعو به: لا شفيتَ من قَرَم
حرَمْتَني الكونَ في الرّياض، وأن
أنشَقَ رَيّا العَرارِ والبَرَم
أو أرِدَ الماءَ، بعدَ خامسةٍ،
في هَجَماتِ الحِلالِ والصِّرَم
قَضّيتَ بي حَقَّ رِفقَةٍ وفدَتْ؛
حَسبُكَ من مأثَمٍ ومُجتَرَم
رُبَّ مَهاةٍ نَفَتْ بمِرْوَدِها الـ
ـأعداءَ من طِفلِها، فلَم يَرِم
حُمَّ لها نابِلٌ، فغادَرَها
مَخضوبةً بالنّجيعِ، وهيَ رَمي