ما أنت أول من تناءت داره
(حولت الصفحة من ما أنتَ أوّلُ من تنَاءتْ دَارُه)
ما أنتَ أوّلُ من تنَاءتْ دَارُه
ما أنتَ أوّلُ من تنَاءتْ دَارُه
فعلام قلبك ليس تخبو ناره
إمّا السُّلُّو أو الحمامُ، وما سِوى
هَذين قسمُ ثالثٌ تختارُهُ
ما بَعدَ يَومِكَ من لقاءٍ يُرتَجى
أو يَلتقِي جُنحُ الدُّجَى ونهَارُهُ
هذا وقُوفُك لِلودَاعِ، وهذه
أظعان من تهوى وتلك دياره
فاستبِق دمعَكَ فهو أوّلُ خاذلٍ
بعد الفراق وإن طما تياره
مدد الدموع يقل عن أمد النوى
إن لم تكن من لجة تمتاره
ليت المطايا ما خلقن فكم دم
سفكْته يُثقِلُ غيرَها أوزَارُهُ
ما مَاتَ صبٌ إتر إلفٍ نازحٍ
وجْداً به إلاَّ لديْهَا ثَارُهُ
فلو استطعتُ أبحتُ سيقِي سُوقَها
حَتى يَعافَ دماءَهُن غِرارُهُ
لو أنَّ كلَّ العيِس ناقةُ صالحٍ
ما ساءني أني الغداة قداره
ما حَتْفُ أنفُسِنَا سواها، إنّها
لِهَي الحِمامُ أُتيحَ، أو إنذارُه
واهاً لمغلوب العزاء تناصرت
أَشْواقُه، وتخاذَلَت أنصارُهُ
هاجت له الدّاءَ القديمَ أُسَاتُه
ونَفي الكَرى عن جَفنِهِ سُمَّارُهُ
كتم الهوى حتى ونت لوامه
فطفت على دمع الأسى أسراره
ومحجَّبٍ كالبدرِ،: يدنو نورُه
من عَينِ رائيه، وتنأَى دَارُهُ
يحكِي الغزالَةَ والقضيبَ قَوامُه
ولِحاظُه، وبَهاؤه ونِفَارُهُ
بي غلة أقضي بها من حبه
وأرى الورود يذود عنه عاره
ومن العَجائبِ أن أعَافَ مع الظَّما
ماء الفرات لأن بدت أكداره
أشتاقه وهو السواد بناظري
مَا حيلتي، وغَداً يَشُطُّ مَزارُهُ
إن لم أمتْ أسفاً عليه، فإنَّني
مذق الوداد على النوى غداره
يا زهرة الدنيا ولست بواجد
رَوضاً سواك يَشوقُني نُوارُهُ
مالي إذا عاتبت قلبي فيكم
أبدى اللجاج وساءني إصراره
وإذا عرضت عليه وصلك صده
عنه العفافُ، فما عَسى إيثَارُهُ
فإلى متى يمسي ويصبح في لظىً
من وجده يسم المطي أواره
متضادد الأحوال بين غرامه
وإبائه ما يستقر قراره
أمَّلُت من دَاءِ الهَوى إْفَراقَه
فرمته منك بنكسه سنجاره
وفراق مجدِ الدّين مُعظُم دَائِه
وشفاؤُه رؤياهُ أو وأخبارُه
فارقتُه وظننتُ أنّ لَبِيننَا
أمداً فطال مداه واستمراره
وأخافُ أَنَّ البينَ يُقذي ناظِري
بفراقه ما أومضت أشفاره
ظَنًّا سَرَى الإشفاقُ في ترِجيمه
ولربما أردى الشفيق حذاره
وإذا القُنُوط دَجَى علَّى ظلامُه
وضح الرجاء ولاح لي إسفاره
ووثقتُ بالُّلطفِ الخفي من الَّذي
تَجري بما يَلقى الفَتَى أَقدَارُهُ