ما الذي أصنع بالنفس الأبية

ما الذي أصنع بالنفس الأبية

​ما الذي أصنع بالنفس الأبية​ المؤلف أبو الهدى الصيادي


ما الذي أصنع بالنفس الأبية
تطلب المجد ولا تخشى المنية
وترى أن المعالي تبتغى
بكمالات وأخلاق زكية
ما عليها لو مع البعض ارتدت
لمنال القصد أثوابا دنية
طبعت قدما مع الخلق على
همم لو ساعد الحظ عليه
تعشق المعروف للناس وإن
قوبلت عنه بأنواع الأذية
وتكف السؤ عن حسادها
لرضا الرحمن عن خالص نية
وتحب البذل من ما وجدت
وترى النقص إذا أبقت بقية
ولديها والذي صورها
هي والناس جميعا بالسوية
وعلى ما حملت من عزة
عرفت كالقوم حد البشرية
تشتهي طائفة الفقر وما
عندها للثوب والمال مزية
شرفت نهجا فلما عظمت
رتبة صارت من المال خلية
أخلصت طبعا ولما رضيت
عدها أهل النهى نفسا رضية
قنعت فالتحفت ثوب الغنى
كل نفس قنعت تلك غنية
واعنائي هذه متعبتي
إنما النفس إذا عزت بلية
تك ترفق ذل وترجو أنها
تبلغ العليا بخلق وسجية
ما وساعدني الأماني أصبحت
تحت مطوي ضلوع أشعبية
وفي الصبا من زمن
أهله ساؤا بحكم الأغلبية
كاد يؤمن من كرام وإذا
ذكروا قيل أمور أولية
وإذا طالبت أهليه الوفا
فاذكر الحمى ولا تذكر حمية
وقضا الحجات للناس بهم
تحته للطعن أسرار خفية
طمست شمس المرؤات وهل
تطلع الشمس إذ الوقت عشية
ولكم ينظر بالشخص الحيا
وإذا غاب له لسعة حية
صاح إن كنت زكي النفس لا
تبغ للنفس الأماني الدنيوية
وإذا ضاقت بك الحال فقف
راجيا بالعتبات النبوية
وضع الخد على الباب الذي
ظله لاذت به كل البرية
والق عنك الحمل مثلي عند من
شرفت فيه البطاح اليثيربية
مصطفى الحق إمام الأنبيا
من سمت فيه البطون القرشية
علم الإرشاد والهادي إلى
سبل الحق وكشاف الرزية
سيد الخلق الملاذ المرتجى
مدة الدهر إلى كل قضية
سيف رب العرش مصباح الهدى
صبحه معنى الصفات الأزلية
هيكل الحكمة ناسوت الرضا
مقتدى كل ولي وولية
رحمة الله التي قد وسعت
كل شيء غوث للجوء حبة
مفزع الأكوان معقودا اللوا
مطلق الأمة
لا يرى العبد مهما أبدا
إن غدا مولاه
هو باب الله والبحر الذي
أضمرت فيه المعاني القدسية
وهو المرجو في يوم غد
حينما تبدو من الذنب الخبية
وهو المدعو للخطب إذا
بعد الأهل وفل العصبية
وهو المأمول إن ضاق الفضا
وتوالت كرب الدهر العدية
أو ينسى ما له من مدد
وأياد في البرايا أحمدية
وبراهين بدت مفحمة
جاحديها دونها الشمس المضية
وهو للخلق وكل الأنبيا
علة للخلق كانت سببية
وله القرآن أعلى شاهد
قائم بالمعجزات الأبدية
أخرس الفصح بما في سلكه
نظم الآي عقودا جوهرية
فكأن العرب عجم حينما
تنجلي منه المعاني العربية
ولهذا المجتبى من آدم
فوق وصف الناس أوصاف سنية
وعلى أخلاقه صح الثنا
بكتاب الله يا نعم المزية
ولنا من بابه السامي الذرى
نفحات الغوث تأتي عبهرية
وعلى مر الليالي ذيله
فوقنا منه مروط سندسية
يا أجل الرسل يا من باعه
موصلي فضلا لآمالي القصية
راعني بالعطف في الدنيا وقل
لك منا العيشة الحلوى الهنية
ومن النار احمني إني أرى
لن يرى النار امرؤ كنت نبيه
وأجرني سيدي من دفتر
قد أحاط الوزر منه كل طيه
وأغثني رحمة من زمن
بك فيه رتبتي أضحت عليه
فأنا المسكين يا مولى الورى
عبدك المحتاج إحسان العطية
جاء اللأعتاب والليل له
ضجة في عالم الملك قوية
فتدارك يا رسول الله بالهمة
العليا وبالأيدي الندية
وعليك الله صلى سرمدا
بسلام ضمنه أزكى التحية
وعلى آلك والصحب الألى
وعلى فاطمة الطهر النقية
وعلى أبنائها من فيهم
منك صحت لذوي الدين الوصية