ما الذي تبتغيه منك العداة

ما الذي تبتغيه منك العداة

​ما الذي تبتغيه منك العداة​ المؤلف محمد حسن أبو المحاسن


ما الذي تبتغيه منك العداة
ومن الأسد في حماك حماة
طمعوا منك بالمحال فخابوا
وقصارى المطامع الهلكات
أقبلوا والرجاء طلق المحيا
ووجوه المنى لهم باسمات
وانثنوا عنك والفناء ينادي
فيهم أين يا جناة النجاة
ريثما بدل الرجاء ببأس
في قلوب طلاعها حسرات
واستطالوا ليجتنوا ثمر الفتح
فمرت عليهم الثمرات
بأساطيل خالها من رآها
انها حين تشرف الهضبات
يتمشين في ثياب جمال
هن فيه الكواعب الرافلات
من حديد ضفت دروع عليها
تتراءى كأنها حبرات
قبحت مخبرا على حسن مرأى
رب حسن حفت به آفات
فهي يوم الهياج نار جحيم
وهي في يوم سلمها جنات
سكنت جوفها ثعابين رمل
بسهام الردى لها نفثات
إذ تجول المدرعات الذواكي
كالمذاكي تبثها الحلبات
تسبق العاديات وهي جوار
غير ان الفرسان منها مشاة
تتلظى كانما في حشاها
قبسات الغرام والزفرات
وقفوا موقف النضال وصفت
سفن الحرب واستمر الرماة
لم تزل ترتمي صوالجها النار
كرات في اثرهن كرات
وبأقواس نارها ما أصابت
غرضاً بل اصيبت الراميات
تتقي الرمي بالدروع ولكن
ملوقتها دورعها السابغات
بعثت صيحة العذاب عليهم
حين صاحت قلاعنا المحكمات
اطلقوا نارهم فلم تغن شيئاً
وارتمت نارنا فكان الشتات
ذهبوا بين هارب وجريح
وغريق أودت به الغمرات
سفن اربع بخامس مارت
غرقت والرجال فيها مئات
لم يطيقوا الثبات في البحر لكن
بقرار الخضم كان الثبات
سكنوا من قرارة اليم داراً
فهنيئاً لأهلها الغرفات
لك يا اكثر الكرام ضيوفاً
كرم قد روته عنك الرواة
كل حيتانها عليك عيال
من لحوم العدا لها أقوات
ولقد زودت بخفي حنين
بعد شهر فخابت المسعاة
هدرت كالفنيق هدراً وعادت
والفتاة العذراء تلك الفتاة
تلك بكر على الفحول تسامت
وحمت خدرها المنيع الكماة
فهي ليلي بنت المهلهل عزا
وذووها الاراقم الحياة
لو سما خاطب لها بأبان
ضرجت منه أنفه الضربات
ان يمت منهم الرجاء انقطاعاً
فلك العيش بعدها والحياة
لك تاريخ مفخر يتجلى
ما تجلت نجومها النيران
خلد الذكر والثنا فهنيئاً
لك تلك المآثر الخالدات