ما الشدة إلا للفرج

ما الشدة إلا للفرج

​ما الشدة إلا للفرج​ المؤلف عبد الغني النابلسي


ما الشدة إلا للفرج
وستأتي أنواع الفرج
فاصبر فالله له حكم
فيما يقضيه على المهج
والكل يزول فلا تحزن
من شيء راح فسوف يجي
والدهر عجيب هالكه
وعجيب أيضا منه نجي
وتصاريف الأيام على
أهل الدنيا إحدى الحجج
العلم للبلوى خلقوا
فمن البلوى لا تنزعج
فجوابهم قد كان بلى
في الأصل لمعنى ممتزج
والله له غضب ورضى
كالظلمة تظهر والبلج
فاصعد بمراقي الخير إلى
أعلى الغرفات من الدرج
وإذا وكلت إلهك في
أمر من أمرك فابتهج
وابشر فهو المقضي ولا
تضجر منه أو تختلج
والشيء له وقت فإذا
لم يأت فكن للوقت رجي
والعسر ليسر يعقبه
فاخرج عن ضيقك والحرج
وسألتك يا مولاي بمن
يمشون على أسنى النهج
من كل رسول جاء لنا
بالحق وبالدين البهج
وبكل نبي منك أتى
بطريق ليس بذي عوج
وبنوح يشكر من غرقت
بالدعوة منه ذوو الهرج
ونجت أصحاب سفينته
من كل فتى في الله شجي
وبإبراهيم خليلك من
نجاه الحق من الوهج
وبخلته وإمامته
لبنيه على مر الحجج
وبتسيمة من قبل لنا
بذوي الإسلام المنتهج
وكليمك موسى من أنجى
بك أمته يوم الخلج
والفرق له كالطود غدا
في لجة بحر مختلع
وبروحك عيسى من ظهرت
أنوار هداه على السرج
أبرى الأعمى والأبرص بل
أحيى كم ميت مندرج
وبطه أحمد من بهرت
آيات هداه المنبلج
وحمى دين الإسلام وقد
وافى بالنصرة في الرهج
وأبان بمدح الدين لنا
عن ملته والكفر هجي
وبأهل البيت بأجمعهم
أرباب السبق لدى الدلج
وبأصحاب المختار ومن
بالسر أناروا كل دجي
وأبي بكر الصديق بلا
شك في الدين ولا مرج
وبشيبته وسريرته
تلك المعمورة باللهج
وبمن فر الشيطان أسى
منه لطريق منتهج
عمر الفاروق ومن بسنا
علياه أبان عن الفلج
وبعثمان الزاكي الأخلاق
شهيد الدار المعتلج
وببحر العلم علي من
قد فاح كروض مفترج
صهر المختار وعمدته
في الشدة والهم اللزج
وبكل ولي فاح بنا
من سيرته زاكي الأرج
أن تفرج هم أحبتنا
وتقيهم معترك الهمج
وتزيل الغمة أجمعها
عن هذا القلب المنزعج
وادفع شر الأعداء ولا
تغرقنا منهم في اللجج
والطف يا رب اللطف بنا
وانقذنا من هذا اللجج
وصلاة الله مع التسليم
على ذي السر المنذحج
طه المختار وشيعته
والصحب ذوي الحظ الفرج
وعلى العبد المنسوب بهم
لغني سامي المنعرج
ما لعلع حادي النوق وما
سار الركبتان على السرج