ما على حاديهم لو كان عاجا

ما عَلى حاديهُمُ لو كان عاجا

​ما عَلى حاديهُمُ لو كان عاجا​ المؤلف ابن معصوم المدني


ما عَلى حاديهُمُ لو كان عاجا
فقضى حين مَضى للصبِّ حاجا
ظعنوا والقلب يقفو إثرهم
تبع العيس بكوراً وادِّلاجا
سلكوا من بطن فجٍّ سبلاً
لا عَدى صوبُ الحيا تلك الفِجاجا
هم أراقوا بنواهم أدْمُعي
وأهاجُوا لاعجَ الوجدِ فهاجا
كم أداجي في هواهم كاشحاً
أعجز الكتمان مَن حبَّ فداجى
وعذولاً يُظهرُ النُّصحَ بهم
فإذا نهْنَْهُتُه زاد لَجاجا
طارحتني الورقُ فهم شجناً
والصَّبا أوحتْ شَجاً والبرقُ ناجى
يا بريقاً لاح من حيِّهم
يصدع الجوَّ ضياءً وابتلاجا
أنت جدَّدت بتذكارهُمُ
للحشى وْجداً وللطَّرف اختلاجا
هات فاشرح لي أحاديثهُمُ
إنَّها كانت لما أشكو عِلاجا
علَّها تُبرىء وَجْداً كامِناً
كلَّما عالجته زادا اعتلاجا
ما لقلبي والصَّبا ويح الصَّبا
كلَّما مرَّت به زادَ اهْتياجا
خطرت سكرى بريَّا نشرهم
وتحلَّت منهُم عِقداً وتاجا
يحسدُ الرَّوضُ شذاها سَحَراً
فترى الأغصان سرّاً تتناجى
آه من قومٍ سقوني في الهوى
صِرفَ حبٍّ لم أذقْ مَعْه مِزاجا
خلَّفوا جسمي وقلبي معهم
كيفما عاجت حُداةُ الركبِ عاجا
أتراهُم عَلِموا كيفَ دَجا
مربعٌ كانوا لناديه سراجا
أم دَرَوا أنَّا وردْنا بَعدَهم
سائغَ العَذْبِ من البَلوى أجاجا
وهم غايةُ آمالي هُمُ
سار في حبِّهم ذكري فراجا
لا عَراهُمْ حادثُ الدهرِ ولا
بَرحَتْ أيَّامُهم تُبدي ابْتِهاجا