مثواي أما صهوة أو غارب
مثواي أما صهوة أو غارب
مثواي أما صهوة أو غارب
وَمُنَايَ إمّا زَاغِفٌ أوْ قاضِبُ
في كُلّ يَوْمٍ تَنْتَضِيني عَزْمَةٌ
و تمد أعناق الرجاء مآرب
قلب يصادقني الطلاب جراءة
و من القلوب مصادق وموارب
مَا مَذْهَبي إلاّ التّقَحُّمُ بالقَنَا
بين الضلوع وللرجال مذاهب
وَعَليّ في هَذا المَقَالِ عَضَاضَةٌ
إنْ لمْ يُساعِدْني القَضَاءُ الغَالِبُ
مَا لي أُخَوَّفُ بالرّدَى، فَأخَافُهُ
هَيهاتَ لي في الخَلْقِ بَعدُ عَجائِبُ
و العزم يطرحني بكل مفازة
مُتَشابِهٍ فيهَا زُبًى وَغَوَارِبُ
أُعْطي الهَجِيرَ مُرَادَهُ مِنْ صَفْحتي
وَتَكُدّ سَمْعي بالصّرِيرِ جَنادِبُ
اما اقيم صدور مجدي بالقنا
وَيَقَرُّ عَضْبي، أوْ تَقُومُ مَنادِبُ
متأنقاً وذرى الرمال كأنها
دونَ النّواظرِ، عارِضٌ مُتراكِبُ
أصبابة من بعد ما ذهب الهوى
طَلْقاً، وَأعوَزَ مَا يُرَامُ الذّاهِبُ
وَعَليّ تَضْمِيرُ الجِيَادِ لِغَارَةٍ
فِيها خَضِيبٌ بالدّمَاءِ وَخَاضِبُ
أرِضاً، وَذُؤبَانُ الخُطوبِ تَنوشُني
والعزم ماض والرماح سوالب
انا اكلة المغتاب ان لم اجنها
شعواء يحضرها العقاب الغائب
وكانما فيها الرماح اراقم
وكانما فيها القسي عقارب
قَدْ عَزّ مَنْ ضَنّتْ يَداهُ بِوَجْهِهِ
إنّ الذّليلَ مِنَ الرّجَالِ الطّالِبُ
إنْ كَانَ فَقْرٌ فالقَرِيبُ مُباعِدٌ
او كان مال فالبعيد مقارب
وارى الغنيَّ مطاعنا بثرائه
اعدائه والمال قرن غالب
يَشْكُو تَبَذّ ليَ الصّحَابُ، وَعَاذِرٌ
أنْ يَنْبُذَ المَاءَ المُرَنَّقَ شَارِبُ
مِنْ أجْلِ هذا النّاسِ أبعدتُ الهَوَى
ورضيت ان ابقى ومالي صاحب
وأي الليالي ان غدرن فانه
مَا سَنّ أحْبَابٌ لَنَا وَحَبَائِبُ
الذنب اني جزعت وعنونت
عَنّي دُمُوعُ العَينِ، وَهيَ سَوَاكِبُ
دنيا تضر ولا تسر وذا الورى
كُلُّ يُجَاذِبُهَا، وَكُلٌّ عَاتِبُ
تُلقي لَنَا طَرَفاً، فَإنْ هيَ أعرَضَتْ
نزعت ولو ان الجبال جواذب
هيهات يا دنيا وبرقك صادق
أرْجو، فكَيفَ إذاً وَبَرْقُكِ كاذِبُ
والناس اما قانع أو طالب
لا يَنتَهي، أوْ رَاغِبٌ أوْ رَاهِبُ
واذا نعمت فكل شيء ممكن
واذا شقيت فكل شيء عازب
قد قلت للباغي عليَّ ودونه
مِنْ فَضْلِ أحلامي ذُرًى وَذَوَائِبُ
احذر مباغضة الرجال فانها
تدمى وتقدر ان يقول العائب
البيد يا ايدي المطي فانني
للضّيْمِ، إنْ أسْرَى إليّ، مُجَانِبُ
ومجاهل الفلوات اطيب منزل
عندي، وَأوْفَى الوَاعدينَ نَجَائِبُ
وَإذا بَلَغْنَ بيَ الحُسَيْنَ، فإنّهُ
حق لهن على المطايا واجب
في بلدة فيها العيون حوافل
والروض غض والرياح لواعب
عجب من الايام رؤية مثله
نجم العلى اذ كل نجم غارب
اوردنه اطراف كل فضيلة
شِيَمٌ تُسَانِدُهَا عُلًى وَمَنَاقِبُ
وله اذا خبثت اصول عداته
في تُرْبَةِ العَلْيَاءِ عِرْقٌ ضَارِبُ
مُتَفَيّءُ الآرَاءِ في ظِلَلِ القَنَا
تَجرِي إلَيْهِ مِنَ العَلاءِ مَذانِبُ
انت المنوه في المحافل باسمه
واذ حضرت فكل لؤم غائب
لكَ من حِياضِ المَجدِ زُرْقُ جَمامها
فلما ينازعك الورود غرائب
ويروم شأوك من غبارك دونه
يَوْمَ الجَزَاءِ، غَياطِلٌ وَغَياهِبُ
نَفَحاتُ كَفّكَ للوَليّ غَمَائِمٌ
تَهْمي، وَهُنّ عَلى العَدُوّ نَوَائِبُ
فَشَمائِلُ فيها النّدَى، وَضَرَائِبٌ
وكتائب فيها الردى ومقانب
وَلَقَدْ وَقَفْتَ عَلى الأعادي وَقْفَةً
فيهَا لِمَنْ أبْقَى المَنُونُ تَجارِبُ
تحت العجاج وللدروع قعاقع
ضَرْباً، وَغِرْبانُ الرّماحِ نَوَاعِبُ
وَمُطَاعِنٌ وَلّى بِهَا، وَكَأنّهُ
مما يجر من العوامل حاطب
مِنْ كُلّ نَافِذَةِ المَغَارِ كَأنّهَا
في قلب حاملها فم متثاوب
وَمُزَمْجِرٌ قَطَعَ العَجَاجَ أمَامَهُ
للهام منه عمائم وذوائب
يرمي الوحوش على الوحوش زهاؤه
والاكم فيه مع الجياد لواعب
تَهْدِي أوَائِلُهُ الأوَاخِرَ كُلّمَا
طلع الجنيب طغى عليه الجانب
شد كمعمعة الحريق وكبة
كَاللَّيلِ، أنْجُمُهَا قَناً وَقَوَاضِبُ
وَالنّقْعُ قَدْ كَتَمَ الرّبَى، فَكَأنّهُ
سَيْلٌ تَحَدّرَ، وَالجِيَادُ قَوَارِبُ
ولرب ليل قد طويت ردائه
وَعَلى الإكَامِ مِنَ الظّلامِ جَلابِبُ
لَيْلٍ تَرَامَى بِالعَبِيرِ نَسِيمُهُ
وَالتّرْبُ تَحْفِزُهُ صَباً وَجَنَائِبُ
وَرَكِبْتَ أعْجَازَ النّجُومِ وَفِتْيَة
مِثْل النّجُومِ طَوَالِعٌ وَغَوَارِبُ
خضنا الظلام وكلنا بجنانه
ماضٍ على عَجَلِ، وَليس كَوَاكِبُ
عُلْبٌ كَأنّهُمُ الصّقُورُ جَوَانِحاً
وكأن اكناف الجياد مراقب
واذا قلوب لم تكن كعيوننا
لم يغننا ان النجوم ثواقب
وَأذَلَّ مِنْ قَبْرِ الخُمُولِ نَشَرْتَهُ
فَغَدا يُنَاهِبُكَ العُلَى وَيُجَاذِبُ
اوسعته كرماً فاوغرصدره
ان الاقارب بعدها لعقارب
جود ضعيف ان تلم ملمة
لمؤمل واذىً الد مشاغب
ولقد ملئت على عدوك جلده
حتى طمى جزع وضاق مذاهب
بِالعَقْلِ يُبْلَغُ مَا تَعَذّرَ بِالقَنَا
وظبى القواضب والعقولُ مواهب
أمنيل طالب نائل من جوده
كمَنَالِ صَدْرِ العَضْبِ يَوْمَ يُضَارِبُ
اليَوْمُ مِنْ فَتَياتِ دَهرِكَ، فارْعَه
وَجَميعُ أيّامِ الزّمَانِ أشَائِبُ
والعيد داعية السرور وليته
أبَداً عَلى بَعضِ الرّجَالِ مَصَائِبُ
فتهن طماح العلاء ولا تزل
في غمر جودك للرجال رغائب
خير من المال الذي يعطيكه
وأحدُّ من غرب الحسام الضارب