مجلة البيان للبرقوقي/العدد 12/متفرقات

مجلة البيان للبرقوقي/العدد 12/متفرقات

ملاحظات: بتاريخ: 5 - 5 - 1913



غرائب الزواج

من العادات الذائعة بين المتوحشين والهمج في هذا العصر عادة تسليف الزوجات عنواناً على الكرم والسماحة والجود.

وبين قبائل النير من أهل الملابار تتزوج المرأة من أزواج عديدين وهي تعيش مع أمها وأخوتها أو تنتبذ عنهم مسكناً قصياً حيث يزورها أزواجها متتابعين.

وفي هذه القبيلة لا يعرف الرجل أباه ويعد أبناء أخته ورثته من بعده. ومن آداب المتوحشين أن ابنة الزوجة لا يحل لها أن تكلم زوج أمها وأن زوجة الأب لا تظهر على ابن زوجها بل ينبغي أن يكون بينهما حجاب مضروب وأن النساء لا يعتدون بأزواجهن ولا ينادينهم بأسمائهم.

المجاعات

قد أحصى التاريخ من المجاعات والسنن الشهب التي أثرت في المجتمع أكبر تأثير ثلثمائة وخمسين مجاعة.

وأهم الأسباب التي دعت إلى هذه المجاعات ولأنتجت أثرها السيئ على ترتيب أهميتها هي المطر والزوابع والأجرام السماوية والحشرات والهوام والحرب والجدب ونقص المواصلات والقوانين والمضاربة والإسراف في الغلال.

المراوح

يرجع استعمال المراوح في الأقاليم الحارة إلى زمن متأبد بعيد. وفي المتحف الانجليزي مروحة تمثل الملك سنكريب وحوله نسوة يحملن مراوح من الريش.

وكانت المراوح شارة الملك ورسم العظمة عند قدماء المصريين وكذلك كانت في الهند شعار أهل النفوذ وفي بعض الأحايين كانت شارة مقدسة.

والمراوح المطبقة مصدرها اليابان ثم ظهرت بعد ذلك في الصين.

ومن التحيات وعلائم الود الخالص عند الصينيين أن تدعو صديقاً لك أو ضيفاً ذا فضل إلى كتابة شيء مما يخالجه من العواطف والحب لك على مروحتك.

الصو تختلف فريضة الصيام باختلاف المناخ والجنس والمدنية واعتبارات أخرى ولا تجد ديناً أو شرعاً إلا فرضه وقد ذكر هربرت سبنسر أن كثيراً من القبائل المتوحشة في مشارق الأرض ومغاربها يصومون لموتاهم ويدخرون الزاد الوفر الكثير يضعونه بجانب جثث الموتى أو في أجداثهم.

وكان قدماء المصريين يصومون في أعيادهم الدينية لا سيما عيد ايزيس على أن الصوم لم يكن عندهم كرهاً.

السيف

أول سلاح امتشقه الإنسان دفاعاً عن نفسه أو عداء على أخيه الإنسان هو السيف وكانت السيوف في غوابر الأزمان من الخشب مثل تلك التي كان أهل المكسيك يشهرونها عندما فتح الاسبانيون أرضهم.

وكان سيف الرومان قصيراً عضباً له حدان للقطع والضرب.

الإمساك

مرض يصيب النساء كثيراً حاداً ومزمناً وسببه بطء حركة الأمعاء لا سيما الكبيرة منها وذلك ينشأ من أحوال كثيرة كفقر الدم وأمراض المعدة والكبد والرئتين والقلب والجهاز العصبي وغير ذلك أو يكون السبب في ذلك الضعف تلك الأغذية التي لا تنبه الأمعاء أو لقلة الرياضات الجثمانية أو أثر مرض معوي بالأغشية أو مرض بالجهاز العصبي كالنخاع الشوكي.

وقد يكون الإمساك عادة لا أثر لمرض ولا نتيجة لعلة بل لطعام لم ترتح له النفس أو أكل كثير لم يشرب عليه وأما سببه عند النساء فقلة الحركة والرياضات ولبس المشدات وقد يكون نتيجة الكسل والإهمال والخوف من ضياع الوقت.

وعوارضه رغبة عن الأكل وتغيير في طعم الفم ووساخة في اللسان وعسر هضم وتجشئة وضيق في الصدر وخفقان في القلب وتراخ في الجسم وضعف في الدم وصداع ونقط سوداء تلوح للإنسان أمام ناظريه وحدة الطبع وأحلام مزعجة.

حمى الملاريا معدل حرارة الجسم في حال صحته يتراوح بين درجتي 98، 4 و 99، 5 من مقياس الحرارة لفهرينايت (أي نحواً من 37 سنتجراد) وقد يختلف عن ذلك اختلافاً طفيفاً ما لعسر هضم أو قلة رياضة أو لجو البيئة التي يعيش الإنسان بينها.

وعوارض الحمى (نريد حمى الملاريا) رعدة تأخذ الجسم وبرودة شديدة وقد يشتد عارض الحمى فيستحيل إلى رجات عصبية كما يحدث ذلك للأطفال غالباً ومع أن الأطباء يسمون هذه الحالة التي تعتري المريض بالدرجة الباردة للحمى فإن حرارة المصاب تأخذ في الازدياد ثم تعقب ذلك الدرجة الحارة فيسخن الجلد ويجف وتزداد الحرارة لدى الغروب وتهبط عند الصبح.

وأنجع العقاقير للحمى هي عقار الكينا وبعض الأطباء يصف الكحول على أن الإسراف فيه مضر وأن كان تناوله في جرعات كبيرة يأتي بالشفاء العاجل للمريض.

أما الحمى السوداء التي موطنها أرض السودان فأنجع دواء لها خمرة الشمبانيا.

فاس

كانت مدينة فاس في الأعصر الماضية كعبة زاهرة للعلم وكان بها سبعمائة مسجد وجامعة كبيرة ومعاهد دينية كثيرة ومكتبة من خيرة مكاتب الدنيا وأبهجها وأبرعها علم وأدباً وقد أندرس معلم تلك المدينة وغاب أثر تلك العظمة وتولى ذلك المجد المؤثل وانكمشت فاس إلى عمل الطرابيش وإن كانت النمسا وفرنسا وتركيا تزاحمها في هذه الصناعة. والصبغة التي يستعملونها في صنع الطرابيش إنما يأخذونها من ثمر التوت وهو قيات يستجم في ضواحيها وينبت كثيراً في أطرافها.

وكان بناء فاس على المشهور في عام 793 ميلادية شادها أمير مسلم يسمى إدريس.

الجميز

هو ذلك الثمر المصري الشامي المعروف. وقد كان القدماء يضعونه في الماء أياماً كثيرة قبل أكله أما في الهند يزرعونه لغرض ديني إذ يعده البراهمة والبوذيون نباتاً مقدساً.

الفرنسيات والفرنسيون

للنساء الفرنسيات الحسان رقة في وجوههن يمازجها شيء من ضعف البشرة وذلك ما دعاهن إلى استعمال المساحيق ولا تلبث المساحيق أن تحدث الغضون.

وانك لترى الحسناء الشابة تبدو عجوزاً شمطاء وهي في الثالثة والعشرين والمرأة الجميلة تخرج لصيد القلوب وقد أربت على الستين وتتصابى وتدل دلال العذراء الغريرة وتروح بمروحتها وتلعب بعينها وترسل لخطبها وتتكلم في العواطف والقلوب الجريحة الدامية والأعين القريحة المسهدة وتقول أنها تموت في الحب والحقيقة أنها تموت من الكبر وطول العمر.

ومن غرائب آداب الفرنسيين أن الفرنسي يكلمك بلغته ويطول به نفس الكلام من غير أن ينظر إن كنت بالفرنسية عليماً بل يمضي في حديثه ويلقي عليك ألف سؤال وسؤال ويجيب عنها بنفسه.

ولعل الفرنسيين أحسن الناس طهاة ويبجحون بأن كل شيء لهم عظيم فكل حديقة جنة وكل دار قصر وكل امرأة ملاك!

ثم تسمع الفرنسي يصبح طروباً يا إله السماء ما أبدع هذا الحسن وما أفتن ذياك الجمال! يا نفس ما هذه العظمة هل ساوانا قوم في علانا وهل في الدنيا أناس مثلنا؟

الجولان في النوم

يقوم بعض الناس وهو في سباته ويروح ويغدو غير مستشعر شيئاً ثم يعود إلى فراشه حتى إذا صحا من نومه لم يذكر من ذلك شيئاً بل أن من الناس من يأتي أفعالاً عجيبة تتعلق بشؤونه اليومية ومشاغل نهاره وقد روى أن طاهياً كان ينهض من فراشه فيعمد إلى دلوه فيدلي الرشاء في البئر فيخرج من عينه ماء ثم يعود به إلى الدار فيملأ الأوعية دون أن تسقط من الدلو قطرة ثم ينقلب إلى مهاده فإذا طلع الصبح عليه لم يذكر من ذلك شيئاً ومنهم من يكتب الرسائل وينشر التقارير ويرسم الرسوم ويقع على المعازف والمزاهر وآلات الموسيقى.

وقد دلت الملاحظات على أن المشتغل بالكتابة مثلاً وهو في النوم مستغرق إنما تتمثل أمامه صورة خيالية لرسالته وللحروف التي يخطها على القرطاس دون أن يرى حقيقة ما يكتب.

لمحة في تاريخ الاشتراكية

يرجع تاريخ الاشتراكية إلى عام 1817 إذ وضع الكاتب الانجليزي (أوين) خطة يريد بها إنشاء مجتمع اشتراكي ثم عرض خطته على مجلس النواب، وفي ذلك العام أخذت آراء سان سيمون وفوربيه وجهتها الاشتراكية ثم بدأت حركة كبيرة في فرنسة وانجلترة واستمرت كذلك حتى عام 1850 وكان بطلا تلك الحركة في فرنسة برودهون ولويس بلانك وقد أخذا الاشتراكية عن سان سيمون وفوربيه أما في انجلترة فقد تبع (أوين) موريس وكنجلي، ومذهب الاشتراكية الحديث يعود إلى فلاسفة الألمان والروس على أنها اليوم تكاد تشيع في كل بلد وقطر.

الجعة

كان عمل الجعة معروفاً عند المصريين الأقدمين قبل مولد المسيح بمئات السنين ثم عرفها بعدهم الرومان والإغريق والغال القدماء ثم انتقلت من أهل الغال القدماء على مطية العصور إلى عهدنا هذا.

وكل الممالك المتحضرة منها والمتبدية في كل عصر وزمان لها خمرة مخصوصة وراح أهلية وقد روى هيرودوت في كتابه أن المصريين لما أعوزتهم خمرة العنب أخذوا يجعلون من القمح راحاً لهم أما اليونان فكانت خمرتهم من الحنطة يشربونها في يومهم وأعيادهم وحفلاتهم وكان باكوس آله الخمر عندهم ومما لا ريب فيه أن اكتشاف الجعة كشراب ترتاح له النفس وتطيب به الروح، أمر قديم له عهد العنب وخمرته، وقبائل جنوب افريقية يعملون من عهد بعيد شراب الجعة من غلة الدخن وجعة الصين من الأرز وخمرة التتر هي حامض لبن أفراسهم.

موسم الانتحار

شهرا مايو ويونيه في أغلب البلدان هما موسم الانتحار على أن في بافارية وسكسونة يغلب الانتحار ويكثر في شهر يوليه واختلاف فصول السنة بين حر وقر يؤثر في المنتحرات أكثر من المنتحرين لا سيما في ايطالية ودليل ذلك أن تعيسات النساء يؤثرن الانتحار غرقاً وفي الأيام العصيبة الشديدة الحر يزداد عدد المنتحرين وأسهل الطرق في انجلترة للانتحار بين الرجال هو الشنق وأما بين النساء فالغرق وفي ايطالية ينتحر الرجال بمسدساتهم وقلما يخنقون أنفسهم وشقيات الايطاليات يؤثرن إغراق أنفسهن في النهر حتى لقد بلغت الغريقات خمسين في المائة من مجموع المنتحرات واستعمال السم شائع بين الانجليزيات البائسات.