مجلة البيان للبرقوقي/العدد 36/باب تدبير الصحة

مجلة البيان للبرقوقي/العدد 36/باب تدبير الصحة

ملاحظات: بتاريخ: 20 - 5 - 1917



فرس الليل

أو الكابوس

كثير من الناس يعرفون ما هو الكابوس وهو المعروف عند الإفرنج بفرس الليل وكثير من العامة عندنا يسمونه حمار الليل ويقولون لمن تملكه الأرق ركبه حمار الليل ولعله من الأمثال الحكيمة وخدمة لمن كانوا سعداء ولمن يزورهم فرس الليل أشرح لهم حقيقة غابت عن الكثيرين.

فرس الليل هي حلم مزعج يصحبه إحساس بانقباض كأنه نشأ عن حمل ثقيل معيق للتنفس ومهدد بالإختناق ورغماً من جهاد النائم للتخلص من هذا الحمل وذلك الإختناق فإنه لا يقوى على التخلص ولكنه بعد جهاد عنيف يطول ويقصر تدركه رحمة فيستيقظ وكأنما أزيح عنه أثقل ما حمل الإنسان ثم يتمالك قواه ولكنه عادة يصاب بعرق غزير وخفقان في القلب وألم في الرأس وميل للنعاس. .

ويرى العلماء أن هذا الطارئ ينتج عن اضطراب في الدورة الدموية الرئوية والحشوية (البطن) أكثر من اضطراب في المخ أما أنا فأقول وعن اضطراب في الدورة المخية أيضاً ويأتي عادة في الساعات الأولى للنوم أكثر مما يأتي في الساعات المتأخرة. - أما أسبابه فالنوم قبل تمام الهضم والنوم والوجه مغطى والأنف مسدود وعدم راحة الرأس على الوسادة وامتلاء المعدة بالأدوية المختلفة الضارة - ولعلاج هذا الأمر يبحث عن السبب ويزال.

الجولان النومي

الجولان النومي كثيراً ما يصيب بعض الأفراد ويكون مصدر انزعاج للمريض وعائلته وهو عبارة عما يحصل للنائم من استيقاظه وقيامه وعيناه مغمضتان أو مفتحتان (وفي كلتا الحالتين لا يبصر) بأعمال غاية في المهارة والدقة إما عقلية أو يدوية وعند استيقاظه تماماً لا يذكر شيئاً مما حصل على الإطلاق ولا يجب إيقاظ المتجول على هذا الشكل وهو سائر خوفاً من سقوطه ولا يترك المريض بهذا النوع ينام منفرداً إذ ربما قام وجال على عادته ودخل من نافذة على أنها باب فسقط وكثيراً ما يحصل هذا ويجب إغلاق أبواب الحج والنوافذ جيداً خوفاً من هذا العارض.

ولعلاج هذا الأمر تقوية المريض بكل الوسائل وعدم السماح له بامتلاء المعدة عند النوم والتبرز قبله مباشرة ولو بالوسائل الصناعية (الحقن الشرجية).

الحمل ومدته

مدة الحمل عند المرأة 272 إلى 273 يوماً هذا إذا عرف تاريخ بدأ الحمل بالدقة كأن كان ناشئاً على الوطء مرة واحدة أما إذا جهل فيحسب من آخر عادة 280 يوماً والمفهوم أن الحمل يحصل عادة قبل العادة دم الحيض بأيام أو بعدها ببضعة أيام وإذا عرف تاريخ آخر حيض أمكن معرفة يوم الوضع في الجدول الآتي:

يناير

31 يوماًفبراير

28 يوماًمارس

31 يوماًأبريل

30 يوماًمايو

31 يوماًيونيو

30 يوماً775547أكتوبر

(نوفمبر) نوفمبر

(ديسمبر) ديسمبر

(يناير) يناير

(فبراير) أكتوبر

(مارس) مارس

(أبريل) يوليو

31 يوماًأغسطس

31 يوماًسبتمبر

30 يوماًأكتوبر

31 يوماًنوفمبر 30 يوماًديسمبر

31 يوماً767776أبريل

(مايو) مايو

(يونيو) يونيو

(يوليو) يوليو

(أغسطس) أغسطس

(سبتمبر) سبتمبر

(أكتوبر)

ولعمل الحساب يؤكد من السيدة تاريخ آخر يوم انتهاء الحيض الأخير وعلى هذا التاريخ يضاف العدد المذكور بالجدول المبين أعلاه أسفل الشهر الذي انتهى فيه الحيض أخيراً.

والعد الناتج يعطي التاريخ من آخر الأشهر الموجودة بأسفل كل عامود الذي فيه تضع المرأة فمثلاً - آخر حيض للمرأة انتهى في 14 يناير فيضاف 7 على هذا التاريخ أي 14 + 7=21 فإذن المرأة تضع في 21 أكتوبر.

مثل آخر - لنفرض أن تاريخ آخر حيض انتهى في 29 يناير فيضاف سبعة على هذا التاريخ 29 + 7=36 أي في 5 نوفمبر.

وهذا الجدول مؤسس على فرض أن الولادة تحصل بعد انتهاء عشرة أدوار حيض كل واحدة 28 يوماً وعلى ذلك يكون الحساب تقريبياً والفرق لا يتجاوز الخمسة أيام زيادة أو نقصان.

وعلى ذكر الحمل والولادة أقول أن كثيراً من إخواننا علماء الدين سألوني رأيي في مسألة مدة الحمل وهل يمكن أن تطول أكثر من الزمن المعلوم فأقول بياناً لذلك أن الحمل بمعناه الحقيقي أي بوجود الجنين في حالة حيوية لا يمكن بحال من الأحوال إنما يمكن أن يحصل إجهاض في بحر مدة الحمل وعوضاً عن أن يقذف الجنين خارج الرحم يستمر في الرحم ويمتص أو تتكمش أجزاؤه وتتكلس وتبقى ما بقية المرأة إلا أن يزول بعملية جراحية أو خلافه وكذلك في الحمل خارج الرحم قد يقذف الجنين في البطن ويمتص أو تتكلس أجزاؤه أيضاً ويبقى في البطن في حالة غير حيوية بالمرة سنين طويلة ربما بلغت ثلاثين عاماً أو أكثر.

من ذلك يرى أن الحمل الحقيقي لا يستمر أكثر من الميعاد القانوني إلا في ظروف استثنائية لبضعة أيام أو لسنين عديدة ولكن في حالة غير حيوية بالمرة.