مجلة البيان للبرقوقي/العدد 38/كلمات العظماء

مجلة البيان للبرقوقي/العدد 38/كلمات العظماء

ملاحظات: بتاريخ: 1 - 1 - 1918


نعود فننشر جملة من جوامع الكلم والأقوال العظيمة التي فاه بها عدة من العظماء وقواد الإنسانية وذوي الشخصيات الخالدة في التاريخ ذاكرين طرفا عن المواطن التي قيلت فيها والمواضع التي كتبت في حينها مفتتحين هذه الكلمات في كل عدد ببضع كلمات من كلم سيد العظماء بل سيد العالم كله سيدنا ومولانا محمد بن عبد الله تيمناً بها واعتباراً بما انطوت عليه من المعاني المقدسة الجليلة ولا جرم فهو صلى الله عليه القائل أوتيت جوامع الكلم وأنا أفصح من نطق بالضاد - قال عليه السلام:

ياعم والله لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر حتى يظهره الله أو أهلك دونه ما تركته.

قالها السيد الرسول لعمه أبي طالب إذ صمدت إليه قريش بعد أن ضاقوا ذرعاً برسول الله وتسفيهه أحلامهم وما هم عليه من عبادة الأصنام والشرك فقالوا لعمه - إما أن تكفه أو ننازله وإياك في ذلك حتى يهلك أحد الفريقين - ثم انصرفوا فعظم على أبي طالب فراق قومه ولم يطب نفساً بخذلان ابن أخيه فقال له يا ابن أخي إن القوم جاؤوني فقالوا لي كيت وكيت فأبق على نفسك ولا تحملني من الأمر ما لا أطيق فظن الرسول أن عمه خاذله فقال هذه الكلمة الخالدة ثم بكى وولى فقال أبو طالب أقبل يا ابن أخي فأقبل عليه فقال اذهب فقل ما أحببت والله لا أسلمك.

إن المنبت لا أرضاً قطع ولا ظهراً أبقى

المنبت المقطع عن أصحابه في السفر والظهر الدابة - قالها لرجل اجتهد في العبادة حتى هجمت عيناه أي غارتا فلما رآه قال: إن هذا الدين متين فأوغل فيه برفق إن المنبت الذي يجد في سيره حتى ينبت أخيراً، سماه بما تؤول إليه عاقبته.

إن من البيان لسحراً وإن من الشعر لحكمةً

قالها صلى الله عليه غذ وفد إذ وفد إليه فيمن وفد الزبرقان بن بدر وعمرو بن الأهتم فقال الزبرقان: يا رسول الله أنا سيد تميم والمطاع فيهم والمجاب منهم آخذ لهم بحقهم وأمنعهم من الظلم وهذا - يعني عمراً - يعلم ذلك، فقال عمرو أجل يا رسول الله، إنه مانع لحوزته، مطاع في عشيرته، شديد العارضة فيهم، فقال الزبرقان أما أنه والله قد علم أكثر مما قال ولكنه حسدني شرفي، فقال عمرو: أما لئن قال ما قال فوالله ما علمته الأضيق العطن، زَ من المروءة أحمق الأب، لئيم الخال، حديث الغنى، فرأى الكراهة في وجه رسول الله لما اختلف قوله، فقال يارسول الله رضيت فقلت أحسن ما علمت، وغضبت فقلت أقبح ما علمت، وما كذبت في الأولى، ولقد صدقت في الثانية، فقال رسول الله: إن من البيان لسحراً وإن من الشعر لحكمة.

فولتير

الخواطر الصائبة كاللحى، لا تكون للأطفال ولا للنساء

وقد استمد جوت منه هذه الكلمة إذ قال: إن النساء لا يستطعن تفكيراً فهن في ذلك كالفرنسيين، إن الفرنسيين هم نساء أوروبا.

إن الحياة أجمة مختنقة بالأشواك وخير للإنسان أن يمر بها مسرعاً.

إن الحياة حرب، فالذين يعيشون على نفقة الآخرين هم الذين يكسبون الموقعة

لست أملك صولجاناً بل قلماً

ما ازددت رغداً وسعادة، إلا ازددت رثاء ورحمة للملوك

إني أنفس على الحيوان أمرين، جهلها ما سيقع من الشر، وجهلها ما يقال عنها.

ميرابو

إنني إذ أهز جدائل شعري، أهز فرنسا بأسرها.

قال هذه الكلمة العظيمة وهو في ندوة البرلمان وقد أراد إنسان أن يقطع عليه الحديث وقد كان ميرابو عظيماً جبار الذهن، وكان دميماً مشوه الخلقة، حتى لقد وصف نفسه إلى سيدة في كتاب أرسله لها، تصوري لنفسك نمراً عظيماً شوهه الجدري، وقد اتفق أن كان ذات يوم يخطب في البرلمان مسترسلاً في وصف المثل الأعلى للملك العادل، فذهب إلى أنه ينبغي أن يكون الملك العادل فصيحاً شريف الفؤاد، مهيب الجانب. . فانبرى تاليراند فأضاف على ذلك: ومصاباً بالجدري!! فضحك الجمع.

وقال يوماً عن دمامته: إنكم لا تعلمون مبلغ سلطان قبحي!

وقال في نجحه مع النساء: هبوني نصف ساعة فقط مقدماً قبل أن يجلس إلى امرأة أجمل رجل في العالم كله!.

لورد بيرون لقد صحوت فوجدتني ذائع الذكر.

قد تنمو الصداقة فتكون حباً، ولكن الحب لا يرسب يوماً فيكون وداً.

الحب كالحصباء أشد ما تكون خطراً إذ تجيء في الحياة متأخرة.

المؤرخ هو نبي ينظر إلى الوراء.

كولوريدج

في الإنسان جزء حيواني وآخر ملائكي، فمن لا تراه صاعداً إلى مصاف الملائكة فاعلم أنه هاوٍ إلى درك الأبالسة.

الأشرار والأخيار هم أقل شراً أو خيراً مما تلوح عليهم.

وقال في الشاعر وردزورث: إني لا أعجب أن أراكم تحسبون وردزورث رجلاً صغيراً، لأنني أعلم أنه يعدو أمامنا جميعاً مستبقاً متقدماً حتى ليخيل إليكم قزماً ضئيلاً على بعد المسافة بينه وبينكم.

وقال فيه يوماً وكان قد عاد فاستزرى شعره وأخذه بمر النقد، وسأله رجل ما هو أحب مستخرجات الشاعر وردزورث إلى قلبك فأجاب كولوريدج ابنته دورا!!.

ديموناكس

- فيلسوف كلبي من أهل أثينا حوال عام 150 بعد المسيح -

إن الشرائع جميعاً عقيمة لا نفع منها لأن الأخيار لا حاجة بهم إليها، وأما الأشرار فلا تصلح حالهم بها.

ورأى يوماً رجلاً مزهواً برداء من جلد أحمر يشتمل به فقال له: لقد كان يلبسه قبلك خروف!.

دياجونيس

سئل يوماً لم يكون الفلاسفة أبداً حاشية وتبعاً للسراة والملوك، ولا يكون السراة في حاشية الفلاسفة فأجاب: لأن الأولين يعلمون ماذا يحتاجون إليه، وأما الآخرون فلا يعلمون.

وسئل كذلك وقد رؤى وهو يمد يده إلى تمثال منصوب لم ذلك، فأجاب: لكي أعتاد رفض السؤال.

وأجاب يوماً إذ سئل ما أشد عضات الحيوان خطراً.

إذا كنتم تقصدون الحيوانات المفترسة فعضة النمام وإذا كنتم تريدون الحيوانات الأليفة، فعضة المتملق.

ووقف يوماً بباب رجل شرير فسمعه يقول، لا تدعوا أحداً من الأشرار يجتاز هذا الباب، فقال: إذن فمن أي مكان يدخل رب البيت؟.

نابليون

أكثرهن ولدا:

كانت مدام دي ستايل، الكاتبة الفرنسية الطائرة الصيت، تتودد إلى نابليون وتكثر الترداد عليه، ظناً منها أنها تكسب بذلك وده، وتظفر باهتمامه، ولكنه لم يشعر نحوها بشيء من ذلك، فاتفق يوماً، أنها سألت الإمبراطور رأيه عن أعظم امرأة في العالم، وكانت بذلك تتوقع أن تظفر منه برأي يصلح لها، ويكون مديحاً لأترابها ربات النبوغ، ولكن نابليون أجاب على سؤالها بقوله: هي أكثر النساء أولاداً!!.

وكانت مدام دي ستايل عاقراً.

فأرادت أن لا تستسلم إلى الهزيمة أمامه فقالت إن الذي يعرفه الناس عن جلالتكم هو أنكم لا تحبون النساء!.

فلم يكن هذا ليهزم نابليون إذ قال: سيدتي، إنني مولع بزوجتي الولع كله!.

فأمسكت مدام دي ستايل عند هذا الحد.

عني وهذا الثوب، اخلعوا عني هذا الثوب الممقوت!!.

قالها بعد الفراغ من حفلة تتويجه امبراطوراً.

إن لكم إخلاص القطط، لا تبارح الدار.

قالها إلى جمع من أهل بلاطه، عند عودته من منفاه في جزيرة ألبا وقد جاءوا إلى قصر التويلري يحيونه ويؤكدون له إخلاصهم.

كان ينبغي لي أن أموت في واترلو!.