مجلة الرسالة/العدد 1002/رسالة الشعر

مجلة الرسالة/العدد 1002/رسالة الشعر

ملاحظات: بتاريخ: 15 - 09 - 1952



في مهرجان (الرسالة)

للأستاذ زهير مبرزا

لا تسلني فلن أحير جوابا ... غرب الفكر عن زماني وغابا

واستحال السماك أشياع أعجا ... ل أرونا الجوزاء فيهم ترابا

واستوى عقد بعضهم نضو فكر ... وهزيل يرى الكتاب كسابا

وتخلى عن السباق عتاق ... عطروا الساح فكرة وكتابا

وتباروا في حلبة المجد أنضا ... ء اجتهاد فما أصابوا اضطرابا

كلهم رائد الخلود فما تلقى جبانا ولست تلقي ذئابا

من ترى يخلع الوقار على العيدان إن أهمل العتيق الرحابا؟

طوى السبق وانجلى عن فصيل ... لم يعود شوطاً فضل صوابا؟

من لهذا البيان إن غاب أعلا ... م أناروا الدنى وفاقوا السحابا

من لهذا البيان أن أمسك القر ... ضاب جبس فدنس القرضابا؟

ضل من يقلب البراعة في كفيه فأساً تهدم الألبابا

ورأينا على الجياد خيالا ... ت رجال لم يألفوا الإركابا

حطهم فوق سرجها عبث الدهر وحط الكمى عنها وغابا!!

سائل الحفل عن فتى عربي ... تجد الحفل ضاق عنه جنابا

لم يجل فيه غير بعض هجين ... أهمل النطق واستباح (الكتابا)

ورأى في البيان مظهر تقييد فدك البيان والإعرابا

وبنى المنطق الضعيف على الضعيف. . فكان البناء يشكو الخرابا

طلعت هذه (الرسالة) والنا ... س عبيد لم يلقفوا الأسبابا

هم عبيد القديم، عن جهل فحوا ... هـ، وبعض يرى القديم صوابا

هم عبيد الحديث، عن طفرة الوهم يزقونه شراباً سراباً

هم عبيد وكل عبد زنيم ... كبرت ضلة وجلت مصابا

والعظيم العظيم من يقهر الجهل وينجي من القيود الرقاب ألف جزء من (الرسالة) دنيا ... جمعت طيباً فطابت وطابا

حملت مشعل الحضارة والبعث وجازت على الزمان الصعابا

ورقت بالفطير يعوزه الزق ... إلى أن غدا من الخلد قابا

كم سما ناشئ إليها بدنيا ... هـ فكانت نبراسه والشهابا

وانضوى في سجلها كل فكر ... عبقري فكان تبراً مذابا

أطلعت هذه (الشموس) ولولا ... ها لكان الضباب يعلو الضبابا

أعصر الانحطاط لم تك إلا ... غفوات لم تلق صوتا مجابا

لم تكن فيهم (الرسالة) حتى ... يتبارى إبداعهم وثابا

هي أم الكتاب قد حضنتهم ... من طفولاتهم ليغدو شبابا

وشباب في نضجهم ككهول ... لم يخب رأيها ولا الجد خابا

ثم كان الصباح. . وانبثق النو ... ر إذا بالوجود يلقي النقابا

فتراه تكشف اليوم عن نو ... ر سطيع يشعشع الأدبا

لا تلمني إذا غضبت لقومي ... شيعة الصدق أن نكون غضابا

نحمل القلب طيباً ولنا الرأ ... ي سديدا فما طغى أو حابي

خلق بعضه صنيع عصامي ... وبعض من (النبي) اكتسابا

كل عصر له (أبو عبادة) إلا ... عصر جهل يرى البلاغة عابا

ويح قومي!. . أما يخافون يوما ... يفقدون الآداب والأنسابا

فيقول الإنسان عاشوا سواما ... يقول التاريخ فيهم سبابا

غصة ملء صدرنا وأنين ... لو يذيب الأحجار كان أذابا

لا تقل: تلك ضجعة الموت فينا ... قدرة الفكر تبدع الإنقلابا؟

زهير ميرزا