مجلة الرسالة/العدد 1020/أما موقف صلاح الدين من الصلح فقد أوضحه ابن

مجلة الرسالة/العدد 1020/أما موقف صلاح الدين من الصلح فقد أوضحه ابن

ملاحظات: بتاريخ: 19 - 01 - 1953


، ويستوهب لي منه عسقلان، وأمضي أنا، ويبقى هو في هذه الشرذمة اليسيرة يأخذ البلاد منهم، فليس لي غرض إلا إقامة جاهي بين الإفرنج، وإن لم ينزل السلطان عن عسقلان، فيأخذ لي منه عوضا عن خسارتي على عمارة سورها.

فلما سمع السلطان ذلك سيرهم إلى الملك العادل، وأسر إلى ثقة عنده أن يمضي إلى الملك العال، ويقول له: أن نزلوا عن عسقلان فصالحهم، فأن العسكر قد ضجروا من ملازمة القتال، والنفقات قد قلت.

وانتهت المفاوضات بين العادل والملك بالنزول عن عسقلان وعن طلب العوض عنها، وتم توقيع المعاهدة على أن يسود السلام ثلاث سنين من تاريخها وهو الأربعاء الثاني والعشرون من شعبان سنة ثمان وثمانين وخمسمائة، ونادى المنادي في الأسواق: ألا إن الصلح قد انتظم في سائر بلادهم، فمن شاء من بلادهم أن يدخل إلى بلادنا فليفعل، ومن شاء من بلادنا أن يدخل إلى بلادهم فليفعل. قال ابن شداد وكان حاضرا ذلك اليوم: (وكان يوماً مشهوداً، غشى الناس من الطائفتين فيه من الفرح والسرور مالا يعلمه إلا الله تعالى).


أما موقف صلاح الدين من الصلح فقد أوضحه ابن شداد بقوله: (إن الصلح لم يكن من إيثاره، فإنه قال لي في بعض محاوراته في الصلح: أخاف أن أصالح، وما أدري أي شيء يكون مني، فيقوى هذا العدو، وقد بقيت لهم هذه البلاد، فيخرجوا لاسترداد بقية بلادهم، ونرى كل واحد من هؤلاء الجماعة قد قعد في رأس قلعته، يعني حصنه، وقال: لا أنزل فيهلك المسلمون. هذا كلامه، وكان كما قال. لك