مجلة الرسالة/العدد 12/الترجمة الأخرى في شعر مرسل:

مجلة الرسالة/العدد 12/الترجمة الأخرى في شعر مرسل:

ملاحظات: بتاريخ: 01 - 07 - 1933



أيها الروم يا صحابي وقومي

أنصتوا ساعة لبعض مقالي.

لست آتِ أصوغ قيصر مدحاً

بل لأسعى مشيعاً لرفاته.

إنما تخلد الذنوب وتبقى

بعد ما خاضها على حين تثوى

حسنات الماضين بين القبور

فليكن حظ قيصر مثل هذا.

قد سمعتم (بروت) وهو كريم

قال يا قوم إن قيصر طاغِ

ولئن كان ما يقول صحيحا

كان هذا لاشك وزراً كبيرا

نال من أجله جزاءً أليماً.

فلندع ذكر ذاك - أني مدين

لبروت وصحبه إذ أجازوا

أن أقوم الغداة أرثي صديقي

فبروت كما علمتم كريم

وذووه كما عرفتم كرام:

كان نعم الصديق خلاً وفياً

لا. ولكن بروت ينقم منه

انه طامع حريص وأنتم

قد عرفتم بروت شهما نبيلا.

انه قد أتى بأسرى جموعاً

وحبانا فداءهم أمو ملأت بالغنا خزائن روما.

أبهذا ترون قيصر يطغى؟

كان والحق إذ يصيح فقير

يسيل الدمع رأفة ولعمري

أن قلب الطغاة عات صليب.

غير أني أقول هذا وأنتم

قد سمعتم بروت وهو كريم

قال قد كان طامعا جبارا.

أرأيتم تلك الغداة وأنا

يوم عيد (الخصيب) إذ قد شهدتم

كيف قدمت نحوه التاج أرجو

لو تلقاه بالقبول ثلاثا

فأباه - أكان ذلك حرصا؟

لا ولكن بروت قد قال حقا

انه طامع. ولا شك فيه

فبروت كما علمتم شريف

ولئن قلت ما علمت فإني

لست فيه مكذبا لبروت.

أيها الناس كان قيصر منكم

في ثنايا القلوب وهو جدير.

فلماذا أرى العيون صلابا

جامدات. وفيم هذا الجفاء؟

لا! قد أصبح الرجال سواما

منذ طارت أحلامهم وكأني

بوحوش الفلات أرجح عقلا.

أي رفاقي لا تعذلوني وعفوا

إن تعديت في المقال. فإني

ضاع لبي وضل عني فؤادي

فغدا عند نعش قيصر رهنا.

فدعوني حتى ألاقي فؤادي.

أنظروني حتى يعود جناني.

ولعلي أستطيع أن أسأل من لم أسأل من الأصدقاء بعد لأعرف رأيهم في هذه البدعة الأدبية أهي وسيلة صالحة أم هي مدخل إلى العبث والإسفاف؟ فان كان من الأدباء من يراها صالحة رجوت أن يبعث لنا منها قصة غنائية أو ملحمة بارعة بعد أن يكون قد فاض عليها من جمال روحه وروعة عبقريته.