مجلة الرسالة/العدد 160/جهاد فلسطين

مجلة الرسالة/العدد 160/جهاد فلسطين

ملاحظات: بتاريخ: 27 - 07 - 1936



للأستاذ أمجد الطرابلسي

ثارَ فهل تستطيعُ إِخمادَهُ ... عزْمٌ أراد الله إيقادَهُ

لا يأْتلي مُضطرِماً لاهِباً ... أو يلقَفَ الظلُّمَ وأجناده

ويصرَعَ البَغيَ وأنصارهُ ... ويحطِمَ الذُّلَّ وأصفاده

قد وَثَبَ الشعبُ يرُدُّ الأذى ... وينزعُ الغُلَّ الذي آدَهُ

يُرخِصُ للأوطانِ آمالَهُ ... طوعاً، وَدُنياهُ وأولاده

والدَّمَ فوّاراً يُروّي الحِمى ... أغوارهُ العطشى وأنجاده

يسكُبُهُ كلٌّ فتىً سيِّدٍ ... لا يرهب البَغيَ وإيعاده

الدَّمُ في أعراقِه صارِخٌ ... يدعوه أن يبعثَ أمجاده

والثأْرُ في خَفّاقِه ثائرٌ ... يدعوهُ أن يُطفِئَ أحقاده

والسيفُ، قبل النصر، في كفِّهِ ... أقسمَ لا يسكُنُ أغماده

أما سمعتم أمسِ تَزْآرَهُ ... يُطبِّقُ الأرضَ، وإِرعاده

ذاكم وَعيدُ اللَّيثِ؛ ويلٌ لمن ... ينتهكُ الغابَ ليصطاده

تُمَزِّقُ العاديَ أنيابهُ ... وقد يصيدُ الليثُ صيَّاده

قُومي فِلَسطينُ على المعتدي ... وقَوِّمي بالحقِّ مُنآده

قومي على الذلِّ، على واغلٍ ... سِيمَ هوانَ الذلِّ فاعتاده

قد تَخِذَ الختْلَ إلَهاً له ... والمالَ والباطِلَ أعضادّه

قومي فإن النصر ما عَلّهُ ... مِثلُ دَمِ الأحرارِ أوجاده

غيرُ دمِ الأحرارِ لا يُزْهِقُ ال ... بَغيَ ولا يحطِمُ أقياده

غيرُ دمِ الأحرارِ لا ينقَعُ ال ... ثأْرَ ولا يُطفِئُ وَقّاده

غيرُ دمِ الأحرارِ لا يبعَثُ ال ... مَجدَ ولا ينشُرُ أعياده

قومي فهل أمجدُ من أَمَّةٍ ... لا تَرهبُ الجوْرَ وإزْباده

قومي فهل أخلَدُ ممن قضى ... فشادَ للتاريخ ما شاده

ماتَ ليحيا وَطَنٌ مُرْهَقٌ ... عانٍ يريد اللهُ إسعادَ قومي وَغنّينا نشيد الرَّدى ... لا تسأمي في النقع ترداده

فالموتُ للمغلولِ حُرِّيةُ ... والموت لا يمنعُ وُرّاده

يأيها العادِي رَبيبَ الأذى ... يا عِترةَ الشرِّ وأنداده

يا شيعةَ الغدرِ وأنصارَهُ ... يا عصبةَ المال وعُبّاده

القبلةُ الأولى، على جودِها، ... لا تُكْرِمُ الذُّلَّ وأحفاده

لا تُنزِلُ الشذّاذَ، في قُدْسِها ... طرائدَ الغربِ وأوغاده

من ذا الذي ارتادَ لكم مَنزِلاً ... في الشامِ؟ إن القبر ما ارتاده!

زُمّوا رِحال الشؤمِ من قبل أن ... نبتلع الظلمَ وأسناده

فازَ الذي يجمع أطمارَه ... للْبَيْنِ، أو ينزِعُ أوتاده

الغِيلُ من يجعلُهُ دارَهُ؟ ... والسُّمُّ من يجعلُهُ زاده؟

غرَّتكمُ استجمامةٌ للحِمى ... فَخِلتُم للهُونِ إخلاده

والغابُ لا تستطيعُ إخضاعَهُ ... حتى تَخطي قبلُ آساده

يا عربُ هيا فانصروا مَوْطِناً ... للعُرْبِ، هاجَ القِدُّ أفراده

هناكَ شعبٌ عربيُّ الهَوى ... يحاولُ الغاصبُ إنفاده

يسومُهُ الخسْفَ وأغلالَهُ ... ويدَّعي بالنارِ إِرشاده

ثارَ على ظُلاّمِهِ مُكرِماً ... تُراثَه الأسمى وأجداده

مجاهداً أقسمَ لا ينثَني ... أو تُعْتِقَ الأطواقُ أجياده

شعبُ فلَسْطين يناديكم ... مُستبْسِلاً، يصرَعُ جلاِّده

تُدَمِّرُ النيرانُ أبياتَهَ ... وتحصُدُ الأسيافُ أجساده

أخاكمُ يا قوم! لا تُهِملوا ... إرفاده اليوْمَ وإمداده

رِقّوا لِبَلْواهُ وَثوروا لهُ ... حتى يُبيدَ الحقُّ أضداده

فُذُلُّهُ تُكْسوْنَ أبرادَهُ ... وننَصروُهُ تَجنونَ أورادَهُ

أمجد الطرابلسي