مجلة الرسالة/العدد 163/بلبلتي. . .

مجلة الرسالة/العدد 163/بلبلتي. . .

ملاحظات: بتاريخ: 17 - 08 - 1936



بُلْبُلَتي! ما شِئت طي ... ري حُرَّةً وغَرِّدي

وَسَقْسِقِي في جَنَّةٍ ... من مُهجَتي وكبدي

// لا تحْسَبيني جئتُ بالْ ... قَيْدِ وذُلِّ المِقْوَدِ

تفديك روحي وَسَنَا ... عيِني وتَفْدِيكِ يدي

لن تدخُلِي في قَفَصٍ ... من جوهر مُنَضَّدٍ

بل تدخُلينَ قَلْبي الْ ... وافي فغنَّي وانْشدي

رَوْضي أنا، لا رَوْضَ له ... ذا العالَم المحدَّدِ

إن تَنْفَدِ الدُّنْيَا وَجَدْ ... تِ رَوْضَنَا لم ينْفَدِ

وأنت فِرْدَوْسي وفي ... ظِلِّكِ شِدْتُ مَعْبدي

لكِنَّني أحمِي ذِما ... ري وأصون مَحْتدي

وَأَدْفَعُ الذُّؤْبَانَ عن ... محَامدي وسُؤْدَدي

شَرْقِيةٌ أَنْتِ؛ وَبِي ... بقِيَّة من أحْمَدِ

فباركيهَا بارَكَ اللهُ ... علَيْكِ، واقْصدي

عليَّ مِنْ حَقِّكِ ما ... لَسْتُ عليه أعتدي

يا أملي البَسَّام هَا ... تِي (. . .) وأَسْعِدي

سَهِدْتُ فاشْفِي بعض ما ... في جَفْنِي المُسَهَّدِ

باريسُ ما باريسُ إنْ ... فرَّطْتُ في ذا الْبلد؟

فِرْعَوْنُ جَدِّي، وأبي ... عَدْنَانُ، فَهْو مُخْلدي

وَيَثْرِبٌ مَهْوى فُؤَا ... دِي حينَ مِصْرٌ مَوْلدي

والمجدُ في شُطئَانِ هـ ... ذا النيلِ فارضيْ واسعدي

(المحلة الكبرى)

(د. . .)